رواية في قبضة الأقدار الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم نورهان آل عشري
رواية في قبضة الأقدار الجزء الخامس والأربعون
رواية في قبضة الأقدار البارت الخامس والأربعون
رواية في قبضة الأقدار الحلقة الخامسة والأربعون
كان عشقًا لا يسعني تجاوزه أو الفِرارَ منه. لطالما كُنت شخصًا يعرف جيدًا ما يُريد . لا تخطو قدميه عبثًا ولا يتراجع عن قراراته أبدًا. ولكنه العشق !
ذلك القيد الذي التف حول قلبي فـ اخضعه وأنا الذي لم أعرف الخضوع يومًا. و ها أنا الآن عالق بك بالقدر الذي يجعل خلاصِ منك دربًا من دروب المستحيل. فروحي باتت مسكنك . و كيف لي بنزعك منها بعد أن اكتملت بك و تعافت أوجاعها بوجودك…
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
” انت ايه اللي جابك هنا ؟ “
هكذا تحدثت بنبرة مرتجفة تشبه ضربات قلبها التي كانت تنتفض بشوق كبير داخلها فاقترب منها خطوة وهو يقول باختصار
” جيت عشانك ! “
تسابقت أنفاسها مع دقات قلبها الهادرة إثر كلماته الصريحة و التي ضربت مقاومتها الهشه فكادت أن تطيح بها ولكنها سرعان ما استعادت نفسها و ارتدت قناع الغضب وهي توجه أنظارها إلى 《شيرين》 قائلة بحدة
” افهم من كدا أن كل اللي حصل دا كان فيلم بقي يا ست شيرين !”
《شيرين》 بخفوت
” يا ماما . متزعليش مني . انا كان نفسي تتقابلوا أنتِ وبابا عشان..”
قاطعتها 《همت》 غاضبة
” عشان ايه ؟ مين اداكِ الحق تجبريني اعمل حاجه مش عايزة اعملها ؟ سألتيني الأول ؟ تجرجريني وراكِ
عـ المستشفيات في نصاص الليالي و لا همك خضتي عليكِ ولا خوفي و يطلع دا كله فيلم ؟”
توقفت الكلمات علي أعتاب شفتيها جراء لمسه حارقة أصابت رسغها حين لامستها أنامله و جاء صوته القريب منها ليضفي الوقود علي شوقها
” همت كفايه.. كلميني انا . انا اللي خلتها تعمل كدا ..”
هناك مفترق طرق كتب على كل لافته منهم العشق والكبرياء وهي تقف عاجزة عن رد هجمات الألم المباغت الذي ضرب جدران قلبها فلم تستطيع إجابته لـ يتابع هجومه الشرس علي ثباتها حين قال
” مكنش قدامي حل غير دِآ . و مكنتش قادر اتحمل اكتر من كدا . شوقي غلبني و خلاني دوست علي كرامتي و اترجيتها تعمل كدا عشان اشوفك..”
” بس انا مش هقدر ادوس علي كرامتي واقف اتكلم معاك . ان كنت زي ما بتقول شوقك بيعذبك فدا عقابك علي غدرك بيا زمان..”
اختارت أن تكمل الباقي من حياتها بكبرياء ولا تنخدع بعشق لم يجلب لها سوي العذاب و ضياع أزهى سنوات عمرها مما جعل الغضب يتعاظم بداخله فنظرتإلي
《شيرين》 قائلًا بحدة
” اطلعي استنينا بره..”
” استني .. متطلعيش . انا مش هستني مع راجل غريب في اوضة واحدة..”
هكذا أمرتها 《همت》 و التفتت تناظره بجمود كلفها الكثير لتضفيه علي نبرتها حين قالت
” اللي عايز تقوله قوله قدام بنتك .. “
” ماشي يا همت . بس خليكِ فاكرة اني حاولت و جيت علي نفسي عشانك . لكن انتِ لسه مصرة تدوسي عليا وعلي كل حاجه كانت بينا وأولها ولادنا . “
ابتلعت غصة صدئة تشكلت في حلقها و قالت بجفاء
” قول اللي عندك او أخرج و مش عايزة اشوفك تاني .. “
كان وقع كلماتها عليه كبير للحد الذي جعله يقول بقسوة
” أنتِ فعلا مش هتشوفيني تاني. حتي لو عملتي ايه . و ان كنت هقول اللي عندي فدا عشان بناتي. عشان ميشوفونيش بالصورة الوحشة اللي رسمتوها لهم عني . “
أنهى كلماته و قام بإخراج مظروف من جيبه و ناولها إياه وهو يقول بجفاء
” دا جزء من براءتي اللي رافضه تصدقيها. “
التقطت الورقة وقامت بفتحها و ما أن وقعت عينيها علي الكلمات المدونة أمامها حتى برقت عينيها وخرجت منها شهقة قويه تعبيرًا عن صدمتها التي جعلتها تجلس فوق المقعد فلم تعد قدماها قادرتين علي حملها.
” ها . صدقتي . شوفتي بعينك صاحبتك اللي كانت بتقول عليا خاين وهي بتقولي أنها بتحبني و متقدرش تعيش من غيري.؟”
ارتفعت عينيها تطالعه بصمت بينما ألف شعور يتقاذفها من الداخل فشعر بأن خطته تأتي بثمارها فاقترب منها محاولًا بث السم أكثر في قلبها
” وهي اللي اتفقت مع البت السكرتيرة عشان تروح تقول قدام عمي و منصور أن في علاقه بينا. و ادتها فلوس كمان . عرفتي بقي أنها كانت عايزة تدمر حياتنا. وانتِ سمحتيلها بدا.. “
ظلت انظارها معلقه به و لم تنمحي صدمتها البادية علي ملامحها بينما أخذ يتابع حديثه المسموم حين قال
” و مكتفتش بكدا و بس. لا دا حقدها طال بناتي كمان . و دا أنتِ شوفتيه بعنيكِ و شوفتي عملت ايه مع سما و قبلها شيرين. لسه بردو مصدقاها؟ “
لم تجيبه بل هبت من مقعدها وهي تنظر إلي《شيرين 》قائلة بلهجة مرتجفه
” يالا عشان نمشي..”
أنهت كلماتها و هرولت الي الخارج حتي لا تنفجر في بكاء مرير كظمته بداخلها لسنوات
******************
انتصرت خيوط الصباح على دجى الظلام الذي لأول مرة كان يتمنى دوامه فوجودها بين ذراعيه كان أشبه بحلم ظن أنه لن يتحقق يومًا و أن السعادة ضلت طريقها إلى قلبه ولكن ليلة البارحة كانت دربًا من دروب الخيال . فقد أخذته حوريته الى عالم مليء بالسحر الذي غلف لقائهم العاصف المدجج بمشاعر أعظم من أن توصف .
فلأول مرة بحياته يشعر بمثل هذا الصفاء و كأن روحه اكتملت بقربها.
فقد اختبر معها مشاعر لم يكن يتوقع وجودها بداخله . و الآن هو مستيقظ منذ أكثر من ساعة يتأملها بهدوء و بأعين اختلط بها العشق و الشوق معًا يتذكر لحظات جمعتهم و كيف كانت رقيقة مُحبة علي الرغم من قلة خبرتها و برائتها ألا أنه شعر معها بسعادة أعمق من أن توصف .
أخذت أنامله ترسم بحنو ملامح وجهها الذي يعشق كل انش به تليها شفتيه التي كانت تسكب عشقًا طارف اخذ يروي به ملامحها التي انكمشت بقلق حين شعرت بلمساته العذبة فوق ملامحها فأخذت تتململ في نومتها الي أن اشرقت شمسها علي قلبه حين رفرفت رموشها كاشفة عن جنتها الخضراء التي احتوت تقاسيمه الرائعه بنظرة حانيه تجلت في نبرتها حين قالت
” صباح الخير .”
كانت عينيه تبحران فوق ملامحها بشغف تجلي في نبرته الخشنة حين قال
” صباح الفرح..”
كانت عينيه تغازلها و يديه تتجول علي كتفها بحنان دغدغ قلبها و ألهب مشاعرها و خاصةً تلك النظرات التي تقطر عشقًا فاض به قلبه فـ تخضبت وجنتاها بخجل مُحبب جعله يشدد من احتضانها أكثر وهو يقول بغزل
” حلو التفاح اللي ع الصبح دا. الواحد يفطر بقي عشان جعان”
انهى كلماته و قام بقضم خدها الشهي ف تأوهت بألم
” ااااه .. سالم بالراحة “
نظر إلي خدها الذي زاد احمراره جراء أفعاله وقال بنبرة خشنة
” محدش قالك تبقي حلوة كده عالصبح..”
أنهى كلماته وهو مازال يتابع أفعاله العابثه مما جعلها تقول بلهفة ممزوجة بخجل كبير
” سالم . بقي . استني هقولك علي حاجه”
سالم باختصار
” مش فاضي . قولتلك بفطر..”
توسعت ابتسامتها و قالت بمزاح
” انت كدا بتحلي علي فكرة . و دا مينفعش قبل الفطار .”
توقف عما كان يفعله وارتفعت رأسه تناظرها و قد غلف المكر نظراته قائلًا بتخابث
” تصدقي عندك حق.. نفطر الأول..”
لم تتفهم مقصده فقالت باندفاع
” طب يالا نقوم نفطر “
ارتفع أحدي حاجبيه قبل أن يقول بتخابث
” و نقوم ليه ؟ الفطار هنا احلى ..”
أنهى كلماته دافنًا رأسه بين طيات عنقها الذي الهبته أنفاسه الحارقة فوصل إليها المغزى من حديثه فـ تراجعت عنه وهي تقول بلهفة
” لا انت فهمت ايه ؟ انا اقصد ننزل يعني . تحت نفطر و كدا..”
قالت جملتها الأخيرة بلهجة يخالطها البكاء فاشتدت يديه حولها وهو يتذكر أفعالها البارحة و حديثها مع 《شيرين》 ثم القائها الحقيبة و وقوفها أمامه تعلن عشقها و غيرتها فارتسمت بسمة رائعه علي شفتيه أسرتها لثوان و اختطفت نظراتها الي وسامته الصارخة
” قلبنا قطة دلوقتي .. اومال فين شجاعة امبارح ؟ “
هكذا تحدث بخبث مختتمًا حديثه بغمزة عابثة جعلت الخجل يغمرها مرة أخرى فخرج الحديث مرتجفًا من شفتيها
” تقصد ايه ؟ و ايه قلبت قطة دي؟”
تفرقت يديه بين ملامحها وسائر جسدها تمارس فنون العبث بينما قال بلهجة خشنة وعينين ترسلان نظرات تغازلها
” الأسد بتاع امبارح اللي عمال يهدد هنا وهنا و محدش قادر عليه . اعملي حسابك هتلمي الورق الي بعترتيه دا ورقه ورقه..”
نجح في أن ينحي خجلها جانبًا و انفلتت ضحكة قويه من بين شفتيها وهي تتذكر ما فعلته و تناست كل شئ وهي تقول
” بصراحة. معرفش عملت كده ازاي ؟ انا فجأة لقيتني بشيل الشنطة و برميها و مفوقتش غير وانت بتقولي ايه الي عملتيه دا .. قولت بس اخرتك النهاردة يا فرح .”
شاركها المزاح وعينيه تطالع ابتسامتها بعشق كبير
” و عشان كدا طلعتي تجري زي العيال الصغيرة . يا جبانه..”
” لا طبعًا مش جبانه . انت اللي كان شكلك مرعب.. و بعدين انا كنت خلصت كلامي اصلًا.. ”
هكذا تحدثت بلامبالاة فقال بتسلية
” اصلًا.. لا بس انا مقدر.. الغيرة صعبه مفيش كلام.. لكن حلوة و بتجيب نتايج مبهرة”
انهي كلماته غامزًا فاكتست ملامحها بالغضب و قالت مستنكرة
” غيرة ايه لا طبعًا. هغير من مين اصلًا. وبعدين انا واثقه في نفسي جدًا . و متخلقتش اللي تهزني..”
فاجأها حين قال بلهجة عابثة
” طبعًا.. دي مفيهاش كلام. بس قوليلي بقي مين جاب سيرتي و خلاكِ اتعصبتي اوي كدا؟ “
انكمشت ملامحها بحيرة من حديثه وقالت باندفاع
” مين جاب سيرتك ؟ لا معرفش .. تقصد ايه؟”
” انا بسأل بس. اصلك كنتِ محموقة اوي علي سمعتي امبارح فـ قولت اكيد حد جاب سيرتي بكلام بطال ولا حاجه ..”
هكذا تحدث بخبث قاصدًا كشف الستار عن غيرتها التي ترفض الاعتراف بها فكسي الخجل ملامحها و خاصةً نظراته التي كانت تطالعها بخبث مما جعلها تقول بنفاذ صبر
” طيب . خلاص . ايوا كنت غيرانه ايه مش من حقي ؟”
اضاءت ابتسامه رائعة ملامحه جراء اعترافها بغيرتها فقال بنبرة خشنة
” طبعًا حقك . ”
أسرتها إجابته القاطعة فقالت بدلال
” احسن تكون اتضايقت ولا زعلت من كلامي؟ “
راق له دلالها كثيرًا و خاصةً عندما حاوطت عنقه بذراعيها فقال بنبرة رجولية لطالما أسرتها
” انا بتاعك يا باشا . تعمل و تقول اللي انت عايزه..”
ارتجت جدران قلبه حين أطلقت ضحكه قوية كانت لها وقع السحر علي مسامعه و تنبهت لها جميع حواسه فأظلمت عينيه بنيران الرغبة الممزوجة بعشق كبير تجلى في نبرته حين قال
” ما تيجي نفطر بقي ..”
تسارعت دقات قلبها مع أنفاسها حين قالت بلهفه
” سالم . عايزة أسألك سؤال ممكن ؟”
” ممكن.”
هكذا أجابها بنفاذ صبر فقالت باندفاع
” عايزة اعرف موضوع شيرين ده من أوله لآخره..”
تراجع عنها و استند علي المخدع خلفه واضعًا يده خلف رأسه وهو يقول بخشونة
“بغض النظر عن أن توقيت السؤال غبي . بس هجاوبك.. ملخص الحوار. جوازة زى اى جوازة مُدبرة من الأهل . ولما مكملتش مفرقتش معايا . “
لازالت الغيرة تقرض قلبها فقالت باستفهام
” يعني محبتهاش؟ ”
أجابها بفظاظة
” مكنتش قدرت ولا سمحت أنها تتجوز حد غيري.”
” بس أنت عارف أنه.. يعني “
قاطعها بصرامة
” حتي لو ايه . مكنتش هقبل أنها تتكتب علي اسم راجل غيري.. “
” طب ليه قعدت الفترة دي كلها من غير جواز ؟ يعني اكيد قابلت بنات كتير حلوة مفيش ولا واحدة عجبتك”
هكذا استفهمت بقلب يدق خوفًا من إجابته التي جاءت علي عكس توقعاتها حين قال بفظاظة
” الحلاوة مش كل حاجه . كتير اوي الإنسان مبيبقاش حاسس ولا شايف أنه ناقصه حاجه غير لما حد يلفت انتباهه لدا أو يشوف بعينه الشئ اللي هو محتاجه..”
” بمعنى ؟”
كانت تبغي اعترافًا مميزًا بالحب ولم يبخل عليها أبدًا لذا أجابها قائلًا بخشونة
” قبل ما اشوفك مكنتش شايف اني ناقصني حاجه. و الجواز مكنش في حساباتي بس لما قابلتك حسيت بالاحتياج لوجودك جنبي وكنت لأول مرة احس اني محتاج حد . و ان حياتي باهتة ملهاش لا لون ولا طعم..”
قام بالاعتدال لتصبح عينيه تعتليها و كأنه أراد أن يؤكد علي حديثه بنظراته العاشقه و كلماته التي حوت سحرًا أحاط بقلبها
” انا مكملتش غير بيكِ يا فرح.. “
ارتفعت يديها تحتضن وجهه بحنان و عشق خالط نبرتها حين قالت
” وانا معرفتش يعني ايه فرح غير معاك.. “
لثمت شفتيه كفوف يدها بحب تجلي في نبرته حين قال
” وعد مني هخلي الجاي من حياتنا كله فرح. يا فرحة قلبي الي جتله بعد سنين شقى و تعب..”
خرجت الكلمات من أعماق قلبها الذي لأول مرة بحياته يتذوق معنى السعادة
” بحبك يا سالم..”
اخترقت الكلمة أعماق قلبه الذي لن تسعفه الكلمات لوصف ما يحمله لها من عشق و لأنه رجل اعتاد علي الأفعال دون الحاجة للقول فاقترب منها بنظرات شغوفه و انفاس حارقة قائلًا بصوتٍ أجش
” يبقى تسبيني أفطر بمزاج..”
لم يمهلها الفرصة لخلق أي حديث آخر فقد فاض الشوق و طغي فأخذ ينهل من رحيقها العذب و يبثها اشواقه الضارية و أغدقها من عشقه بسخاء بينما يديه كانت تحيطان بها برقة و كأنها قطعه كريستال ثمينه يخشى عليها من الخدش. فصارت تبادله أشواقه بشغف اشعل لهيب الصبوة بقلبه أكثر و أكثر فأخذها معه في رحلة إلى عالم مليء بالسحر يقتصر عليهما فقط و قد اسلمته روحها و قلبها و جسدها طواعية فقد جعلها تشعر وكأنها أميرة متوجه علي عرش قلبه و هذا أعظم ما قد تشعر به الانثى مع رجلها.
وهكذا اكتمل بها و اكتملت به و قد كان ما شعرت به بين أحضان عشقه أعمق وأقوى من أن تصفه الكلمات. فذلك الرجل أصبح مسكنها و سكنها و سكينتها…
*****************
كانت تجلس أمام الطبيب بترقب وجسد يرتعش تزامنًا مع دقات قلبها التي كانت في سباق مع أنفاسها وهي تنتظر منه أن يبدأ بالحديث و في خضم معاناتها شعرت به يغادر مقعده جاذبًا إياه ليصبح بجانبها و أخذت يديه تحتضنها بقوة بينما قال بنبرة مشجعة
” متقلقيش من اي حاجه طول مانا جنبك “
كلماته اضفت شعور من الارتياح القوي علي قلقها و سكن جسدها و هدأت معه دقات قلبها فقامت بالالتفات ورسم ابتسامه هادئه علي ملامحها و قد كان مشهدهم رائع للحد الذي جذب أنظار الطبيب الذي قال بالإنجليزية (طبعًا أنا هترجم 😂)
” اعتقد انكِ بالفعل قد سلكتي طريق العلاج مع طبيبك الخاص سيدة جنة..”
التفتت تناظره بعدم فهم فقال بابتسامة هادئة
” اقصد ذلك العاشق .. الذي يستحق أن تقاتلي من أجله..”
وصلها المغزى من حديثه فلون الخجل معالمها و قامت بإخفاض رأسها فاقترب من أذنها قائلًا بمزاح
” شايفه الدكتور بيحسدك عليا ازاي ؟ احمدي ربنا عليا بقي ..”
كان يتحدث بمزاح حتي لا يسمح للقلق أو الخوف أن يغزو قلبها مرة أخرى فتفاجئ بها ترفع رأسها تناظره بخجل قائلة بخفوت
” الحمد لله…”
يود لو يتختطفها الآن ويغلق عليها داخل قلبه الذي ارتج حين سمع كلمتها التي أوحت به بمقدار ما تحمله لأجله وما أن أوشك بإجابتها حتي سمع الطبيب الذي تحمحم بخفوت جاذبًا انتباههم و قال بعملية
” سوف نبدأ بالجلسات غدًا . لا أرى أي ضرورة لإضاعة الوقت..”
شدد 《سليم》 علي كتفها وهو يقول بخشونة
” اوافقك الرأي. نحن جاهزون أليس كذلك جنتي ؟”
أنهى كلماته بغمزة عابثة هدأت من روعها كذلك تلك الياء التملكيه التي أضافها لـ أسمها فـ أومات بالموافقة ولكنها قالت باستفهام
” هل يمكنني أن أعرف كم جلسة سـ أحتاج ؟”
” لا يمكننا الجزم بعدد الجلسات . حالتك ومدى استجابة جسدك للعلاج هو ما سيقرر .”
” شكرًا ايها الطبيب.. ”
هكذا تحدث 《سليم》 و التفت اليها قائلًا
” يالا يا حبيبي ..”
اومأت دون حديث و توجهت معه للخارج وما أن وصلوا للباب حتى اوقفهم نداء الطبيب علي《سليم》 الذي نظر إليها بطمأنه و توجه إليه تاركًا إياها بعد أن اختارت أن تسبقه إلى السيارة
” العلاج من المحتمل أن يجعل شعرها يتساقط و حفاظًا علي حالتها النفسية اقترح عليك بأن تجعلها تقوم بقصه “
شعر بقلبه يتمزق حين سمع حديث الطبيب و أومأ له قبل أن يتوجه بخطٍ مثقلة الي حيث تنتظره و حاول رسم ابتسامه هادئه علي شفتيه حين استقل السيارة بجانبها فتحدثت بنبرة مهتزة
” ممكن اطلب منك طلب..”
جذب انتباهه حديثها فـ التفت كليًا يناظرها وهو يقول بلهفه
” أنتِ متطلبيش أنتِ تؤمرى..”
حاولت رسم ابتسامة علي ملامحها وهي تقول بـ شفاة مرتجفه
” عايزة اتمشي لوحدي شويه .. يعني الف في البلد كدا و اتفرج عـ المحلات. ناقصني شوية حاجات عايزة اشتريها ممكن تروح انت. و أنا هرجع لوحدي…”
نجحت كلماتها في إشعال فتيل غضبه وتجلي في عينيه التي اشتعلت بحمرة قانيه ولكنه حاول بصعوبة التظاهر بالهدوء حين قال بفظاظة
” علي راحتك.. شوفي حابه اوصلك فين “
” اي مكان في محلات .. نزلني هناك ..”
هكذا تحدثت باختصار فهي لم تكن غافله عن غضبه الذي يحاول قمعه و الذي تجلي في يديه التي كانت تشتد علي المقود و قيادته الجنونيه ولكنها لم تستطيع إلا الابتعاد عنه في وضعها الحالي ..
صف السيارة أمام أحد المحلات و قال بخشونة
” لما تخلصي كلميني ابعتلك السواق يجي ياخدك..”
” تمام..”
قالتها و ترجلت من السيارة دون أن تلتفت إليه متوجهه الي أحد المحلات فقام بإدارة السيارة و المغادرة فما أن شاهدته يغادر حتي انهمرت عبراتها تروي مقدار الألم الذي يحيط بقلبها و بأقدام اثقلها الألم توجهت إلى إحدى صالونات التجميل و داخلها حريق تصاعدت ابخرته الي رئتيها فجعلت تنفسها مؤلمًا..
وعلي قدر ألمها جاء ألمه فقد كان يتوقع هذا فبعد أن تركها صف السيارة بعيدًا عن أعينها قام بالترجل يراقبها من بعيد و داخله يتمني أن يخيب ظنه و لكن للأسف كانت تشعر بما أخبره به الطبيب و لم ترغب ان يكن بجانبها و قد انفطر قلبه لتحملها كل هذا الثقل و الألم وحدها فانبثقت دمعة من طرف عينيه تحكي مقدار قهره فود لو يتوجه إليها يعتصرها بين ذراعيه ويخبرها أمام العالم أجمع بأنها اجمل النساء بعينه و أنه لا يريد من العالم أحد سواها…
*****************
“ياسين . يالا عشان تفطر..”
هكذا تحدثت 《حلا》 مع 《ياسين》 الذي كان يقف في الشرفة يدخن سيجارة فأجابها بفظاظة
” مش جعان..”
وضعت صينية الفطور علي المنضدة و اقتربت منه قائلة بلهجة حانية
” مينفعش يا ياسين انت من امبارح محطتش لقمة في بقك .و دا غلط عليك..”
كان متألمًا حد الغضب الذي تجلي في نبرته حين قال
” قولتلك مش جعان يا حلا . بطلي تضغطي عليا مش عيل صغير قدامك انا هتعرفيني الغلط من الصح “
تألمت حين خاطبها بتلك الطريقه و كعادتها تجاوزت عن ألمها قائلة بغضب
” والله لو مش عايزني اعاملك. علي انك طفل صغير بطل حركات العيال دي . لما تقطع الأكل كدا اللي راح هيرجع؟ “
صاح محذرًا
” متستفزنيش يا حلا و روحي شوفي هتعملي ايه ؟”
كان إنذارا بهبوب عاصفة هوجاء يخشى عليها منها ولكن كبريائها أبي أن تنصاع لتحذيره فقالت ساخرة
” لا والله خوفتني بجد .. و لو ممشتش هتعمل ايه ؟”
أظلمت عينيه فجأة و قام برمي السيجارة من الشرفة تجاهل الألم الذي يضرب سائر جسده وتقدم منها قائلًا بوعيد
” هخوفك بجد..”
كانت ملامحه مخيفة و عينيه حمراء بشكل ملحوظ مما جعلها تتراجع خطوة إلي الخلف لم تكد تخطو الثانيه حتي وجدته ينقض عليها بعنف لم تتخيله وأخذ يسكب غضبه علي ثغرها و سائر جسدها بفظاظة آلمتها و أخذ يخطو بها الي المخدع خلفهم وهو ينتزع منها كل ما يحجبها عنه بينما هي تصارع حتى تهرب من بين براثنه و خاصةً تلك السخونه التي تنبعث من أنفاسه و التي لم تكن طبيعية ولكن من فرط خوفها لم تلاحظ ذلك فأخذت تتلوي وهي تدفعه بعيدًا عنها ولكنه كان اقوى منها بكثير و قد احكم تقييدها بيديه بينما اقتنصتها شفاهه تسلبها القدرة على الحديث
فـ انحبست أنفاسها داخل صدرها و حين أوشك علي النيل منها صرخت بملئ صوتها
” لا يا ياسين .. متخلينيش اكرهك..”
اخترقت كلماتها المتوسلة أعماق قلبه الذي لم يكن مغيبًا كعقله الذي لم يكن يعمل في ذلك الوقت فارتفعت عينيه تطالعها بنظرات غامضة و قد شعر بعبراتها و كأنها جمر يحرق قلبه و خاصةً ارتجافها الذي يوضح مدي رعبها منه فقد أخذ صدرها يعلو و يهبط و تعالت شهقاتها و فجأة برقت عينيها حين شعرت بيديه تحاوط خصرها و رأسه يرسو فوق صدرها الذي شعر بسائل ساخن يبلله فرفعت رأسها تناظره فوجدت عينيه مغلقه تنبعث منها عبرات حارقه فمدت يدها تلامس وجهه الذي كان يحترق أسفل يدها فقالت بصدمة
” ياسين .. انت سخن كدا ليه..؟”
لم يجيبها فقد ابتلعته دوامة سوداء انتشلته من براثن الألم الذي أصاب جسده بحمى الفقد الذي لم يتحملها قلبه بعد فقدانه شقيقه الأصغر أمام عينيه و الآن رحل والده الذي كان سندًا له في تلك الحياة فلم يستطيع التحمل و استسلم للمرض . و علي الرغم من ألمها لما حدث منه منذ لحظات ولكنها رغمًا عنها أشفقت عليه فقامت بـ إحتضان رأسه بين ذراعيها وكأن حنانها لامس قلبه علي الرغم من غفوته فأخذ يتمتم بكلمات لن تفهم منها سوى
” سامحيني يا حلا . “
احتضنته بقوة و ظلت علي حالها للحظات قبل أن تحاول بصعوبه سحب نفسها من بين ذراعيه التي كانت تمسك بها كطوق النجاة و ما أن استطاعت التحرر منه حتى توجهت الي الخزانه تخرج ملابس تستر بها جسدها و توجهت للاسفل وهي تبحث عن 《تهاني》 التي كانت في مكتب
《عبد الحميد》 فاندفعت تفتح المكتب دون أن تطرق الباب فالتفتت الأعين تناظرها باستنكار انمحي حين صرخت قائلة بألم
” ياسين سخن و تعبان اوي. حد يطلب دكتور ييجي يشوفه..”
هب 《عبدالحميد》 من مكانه و بجانبه 《تهاني》 التي صرخت بذعر
” بتجولي ايه يا بتي؟ ولدي ماله ؟”
بينما صرخ 《عبد الحميد》 في أحد الغفر قائلًا بأمر
” مسعود . اچرى هات الحكيم بسرعه ..”
ثم هرول ثلاثتهم إلى غرفة 《ياسين》 الذي كان يرقد وهو يهزي من الحمى و الألم الذي لم يتحمله جسده ..
****************
خرج 《مروان》 مهرولًا للخارج على صوت الغفير وهو يتشاجر مع أحدهم و قد تعالت الكثير من الأصوات و التي كانت لمجموعة من الشباب كانوا يتشاجرون مع 《شعبان》 الغفير أمام المزرعة و ما أن شاهدوا الحرس قادمون حتي هربوا بعد أن قاموا بالاشتباك بالأيدي فأقبل 《مروان》 لمعرفة ماذا حدث
” ايه يا عم شعبان حصل اية؟’
《شعبان》 بصوت مبحوح يكاد يكون مسموعًا
” دول شويه عيال جولالات الرباية يا بيه و چايين يرموا بلاهم علينا.. بس متخافش اني علمتهم الأدب “
《مروان》 بسخرية
” يا راجل علمتهم الأدب ايه دا انت صوتك هرب من كتر الخوف..”
” لا يا بيه خوف ايه داني ربيتهم صوح..”
《مروان》 و هو يناظر ملامحه التي تلونت جراء تلك المعركه التي دارت بينه و بين أولئك المشاغبين وقال بتهكم
” ماهي أثر التربية واضحا عليك ما شاء الله. تقريبًا و انت بتضربهم حد قالك اهو انت فالضربه لفت ولزقت في خلقتك .. و ايه دي بوسه دي ولا إيه”
” بوسه ايه يا بيه . لا دا الواد الله يحرجه غفلني و ناولني بونيه ملحجتش اتفاداها..”
” لا يا راجل ..دي ملحقتش تتفاداها و الخريطه اللي علي وشك دي كلها تغفيلات بردو . انت كنت سكران ولا ايه ؟ يالا مش مهم . قولي هما كانوا بيتخانقوا معاك ليه؟”
هكذا تحدث 《مروان》 فأجابه الغفير قائلًا
” اني كنت في الچنينة سمعت صوت عربية بتذمر و الحرس كانوا بيفطروا طلعت اشوف مين لجيت العيال دولم بيلعبوا بالمكن جدام المزرعة”
《مروان》 باستفهام
” مكن! مكن يعني مزز كان معاهم مزز ولا ايه ؟ طب مش تناديني اخص عليك دانا حبيبك بردو”
الغفير باستنكار
” مزز ايه يا مروان بيه .بجولك مكن . فيزب موتسكلات لامؤاخذه..”
صاح 《مروان》 باندهاش
” موتسيكلات.. اااه. طب مش توضح يا راجل . اصل دماغي بتروح في حتت شمال .. المهم و بعدين ..”
” و لا جبلين .. طلعت اشوف مين دول لجيتهم جلوا ادبهم و كان في عربية سودا واجفه بعيد عنهم و لما جنابك طلعت انت و الحرس فلجوا كلهم”
” ايه فلجوا دي معلش محسوبك مبيعرفش لغات؟”
هكذا استفهم 《مروان》 فأجابه الغفير بامتعاض
” يعني چريوا.. ”
” مالك كدا يا راجل . خلقك ضيق ليه؟ بستفسر بس..”
انهى كلماته تزامنًا مع وصول سيارة 《سليم》 الى المزرعه فما أن رأى 《مروان 》حتى ترجل من السيارة و اعطي المفتاح لأحد الحرس ليصفها و توجه إلي
《مروان》 الذي كان يعطيه ظهره وما أن التفت حتي صاح بصدمة
” اهو سليم جه اهو … ايه دا..سلامًا قولًا من رب رحيم. انصرف انصرف ..”
هكذا صاح 《مروان》 بذعر ما أن وقعت عينيه علي
《سليم》 الذي قام بحلق شعر رأسه حتي يساند حبيبته في محنتها و حتي لا تشعر بالخجل منه ابدًا و ما أن رأي رد فعل 《مروان》 حتي تعاظم الغضب بداخله وقال بحنق
” ايه يا ظريف شفت عفريت؟”
مروان بصدمة
” انيل ..شعرك راح فين؟ اقرعيت كدا ليه ؟”
《سليم》 باستفهام
“كده أحلى صح ؟”
اجابه 《مروان》 بصراحته الفجة
“احلي ايه شكلك يقرف الكلب.. ”
لكزه 《سليم》 في كتفه وهو يقول بغضب
“تعرف تخرس “
《مروان》 بامتعاض
” الساكت عن الحق شيطان اخرس . اضلك يعني ؟ سألتني قولتلك رأيي ”
“دا عشان انت مبتفهمش..”
هكذا تحدث بضيق فأجابه 《مروان》
” مبفهمش ايه انا خايف عليك يا ابني و علي مستقبلك. جنة لو شافتك كدا هيجيلها صرع.. وهي كدا كدا مش طايقاك اصلًا “
غضب من حديثه وقال مستفهمًا
” ليه شكلي وحش اوي كده ؟”
“وحش بس دانت عديت ليفل الوحاشه بمراحل حاليًا داخل علي ليفل البشاعة ..”
صاح 《سليم》 بانفعال
“طب غور من وشي “
《مروان》 بسماجة
” طبعًا هغور .ناقص قرف مش كفايه عمتك همت اللي قرفاني في عيشتي ..”
《سليم》 بشماته
” تستاهل ..”
اغتاظ 《مروان》 فقال قاصدًا استفزازه
“”الله يكون في عونك يا جنة هتتصبحي بالخلقة دي كل يوم الصبح..”
تحدث 《سليم》 محذرًا
” ملكش دعوه بجنة يا بغل انت . وبعدين انا حلقت شعري عشانها..”
《مروان》 بذهول
” عشانها! لا معلش مش فاهم . دا عقاب ليها مثلًا علي عمايلها فيك . ولا قررت تصرعها ؟”
” بطل غباوة.. النهاردة كنا عند الدكتور و طلب مني اخليها تقص شعرها عشان جلسات الكيماوي..”
فطن 《مروان》 إلى مقصد 《سليم》 فقال باعتذار
” اسف يا سليم والله مكنتش اقصد .بس حلوة الحركه دي منك. اي نعم هنبقي مضطرين نشوف خلقتك الغلط دي كل يوم . بس مش مشكلة . كله يهون عشان خاطر عيون الست جنة..”
《سليم》 بحنق
” مالك و مال عنيها ياله…”
” صاحبتي يا عم.. مالك ؟”
هكذا اجابه 《مروان》 بسلاسة فقام بجذبه من تلابيبه وهو. يقول بغضب
” بقولك ايه يا زفت انت . ملكش دعوة بيها واياك تقول صاحبتي دي تاني.. سامع ولا لا ”
” طبعا سامع..”
كانت تستقل سيارة الأجرة تجتاز بوابة المزرعه فتفاجئت بأحدهم يمسك 《مروان》 من تلابيبه فأوقفت السائق بلهفه و قامت بإعطائه حقه وهي تهرول الي 《مروان》 قائلة باندفاع
” في ايه يا مروان . شيل ايدك عنه..”
قالت كلمتها وهي تجذب يد 《سليم》 الممسكة ب《مروان》 فإذا بصدمه قويه تصيبها حين التفت 《سليم》 و رأته فسقطت الحقائب التي بيدها و تراجعت إلي الخلف تشهق بقوة واضعه يديها فوق وجهها فخرجت الكلمات من فم
《مروان》 باندفاع
“ادي البت اللي حيلتنا اتشلت .. كله بسببك.. “
” سليم ..”
هكذا خرجت الكلمة مستفهمة من بين شفتيها فهي لم تكن تصدق ما تراه فأجابها باحراج ويده تمسح علي رأسه
” ايه رأيك في النيو لوك دا ؟”
” ما قولتلك يقرف الكلب..”
هكذا تحدث 《مروان》 باندفاع فأرسل له 《سليم》 سهام نظراته الغاضبة فأومأ برأسه معتذرًا ثم التفت إلي 《جنة》 قائلًا بغزل
” ايه الحلويات دي يا ام حزومبول ؟ الشعر القصير حلو عليكِ اوي يا بت..”
انظارها كانت معلقة على ذلك الذي لا ينفك يفاجئها دائمًا بأنه قريب منها للحد الذي يجعله يفهمها من نظرة عينيها
” شكلك زي القمر .. حلو اوي الشعر القصير عليكِ”
هكذا تحدث و عينيه ترسلان نظرات اعجاب صريحه اخجلتها فـ اخفضت بصرها أرضا فـ تدخل 《مروان》 قائلًا بسماجة
” شوف هي قصت شعرها بقت زي القمر . انت قصيت شعرك بقيت زي القرد .. سبحان الله”
ما أن أوشك علي الحديث حتي تفاجئ بها تقول مندفعه
” قرد في عينك . دا انت اللي قرد..”
كان اندفاعها للدفاع عنه امرًا مثيرًا للحد الذي جعله يتجاهل حديث 《مروان》 و يناظرها بحب فقطع 《مروان》 تواصلهما البصرى قائلًا بسماجة
” هنفضل متنحين لبعض كدا طول النهار. الشمس هتسيح دماغه . بقي منه للسقف خلاص .. “
التفت 《سليم》 يناظره وهو يعض علي شفتيه بغضب فتدخلت 《جنة》 قائله بخفوت
” انا تعبت من اللف و عايزة ادخل ارتاح شويه ..”
ناظرها 《سليم》 بلهفة تجلت في نبرته حين قال
” طب يالا ندخل .. انا كمان مصدع ..”
امتدت يده تمسك بخاصتها متوجهًا إلي الخارج تاركين
《مروان》 خلفهم وهو يقول بسخرية
” جوز سحالي ماشيين عالبحر ياخواتي..”
التفت 《سليم》 ينوي الرجوع كي يوسعه ضربًا فأوقفته 《جنة》 التي قالت في محاولة لتهدئته
” سيبك منه ..”
طاوعها و دخل معها الي القصر فقال 《مروان》 بتحسر
” وانت هتمشي مأنكج كده امتى يا منيل ؟ الله يسامحك يا عمتي . طب احلق شعري طيب ولا اعمل ايه؟ لا أحلق شعري ايه هو انا ناقص تشويه في منظري.. اما اروح اشوف البت دي بتهبب ايه ؟”
*****************
وضعت القهوة أمامه دون أن تنظر إليه بينما كانت عينيه متعلقه بها و بكل همسه تصدر منها و ما أن همت بالمغادرة حتى استوقفتها كلماته الصارمة
” وجفي عندك..”
توقفت بمكانها دون حديث مرتديه قناع جليدي اغضبه بشدة فقال من بين أسنانه
” اللي حوصول امبارح ده ميتكررش تاني سامعه ولا لاه؟”
تشابهت نظراتها مع نبرتها الجليديه حين قالت
” لاه مسمعاش . ”
” ليه اطصنجتي (اطرشتي يعني 😂)؟”
هكذا تحدث بغضب فأجابته بجمود
” لاه . بس حديتك ميلدش عليا. ”
” دا ليه اومال؟”
صبت غضبها و ألمها في قوالب الذنب التي ترسو فوق قلبه حين قالت
” عشان اني معملتش حاچه عفشه ولا اتمسخرت . و عشان جنابك ماشي ترمي تهم عالناس بالباطل. من غير ما تتوكد . و عشان اني حرة حتي لو كنت عفشه فده ميخصش حد ولاانت ابويا ولا اخويا عشان تجول اكده”
غضب من نفسه المندفعه و منها فهي بكل مرة تضعه في مواجهه مع نفسه و تطرح أسئلة لا يملك اجوبتها
” كنك نسيتي انك بتشتغلي حدانا و أن سمعتك من سمعة الدار دي..”
” كنت . كنت يا كبير بشتغل حداكوا و مشيت بعد اللي حوصول ولو كنت هنه دلوق فعشان الست الأصيلة الي طبطبت عليا لما الديابه نهشت عرضي ..”
لا تنفك أن تذكره بجرمه الذي يؤنب نفسه في اليوم مائة مرة عليه و يلعن اندفاعه الذي جعله يؤلمها هكذا ثم يلعن نفسه لاهتمامه المريب بأمرها .
زفر بغضب قبل أن يقول
” خلوصنا بجي . الموضوع ده مش هيتجفل ؟ ”
” اتجفل . تؤمرني بحاچة جبل ما امشي..”
هكذا تحدثت بأعين ناظرة الي البعيد غافلة عن توسل عينيه التي غافلته و أرسلت نظرات ترجو السماح من قلبها ولكن جاءت كلماتها لتثير غضبه من جديد فصاح آمرًا
” مش هتمشي ..”
” يعني ايه؟
هكذا استفهمت باندهاش فخرجت كلماته صارمه حين قال
” مش هتمشي من اهنه ولا هتشتغلي عند اي حد . و اني بنفسي هضمن أن مفيش حد يشغلك في البلد كلاتها…”
ازدادت دهشتها و التي تحولت بعد.ذلك لغضب تجلى في نبرتها حين قالت
” ايه الافترا ده ؟ انت بتعمل أكده ليه ؟”
” ملكيش صالح . نفذي الأوامر و بس ..”
هكذا تحدث هاربًا بعينيه من استفهام لا يستطيع الاجابه عليه فجاءت كلماتها التالية كصاعقة اصابته
” اجولك اني . عشان انت ظالم و مفتري و مبتچيش غير عالغلابة اللي زيي . بس اني لا ضعيفه ولا غلبانه زى مانت مفكر. و مش هنفذ أوامرك و لو حصلت هطلع عالمأمور. و هحكيله علي عمايلك دي..”
تعاظم الغضب بداخله حين سمع حديثها فاقترب منها خطوتين وهو يقول بأعين تبلور بها الغضب فبدت مخيفة تشبه نبرته حين قال
” لو طلعتي علي مدير الأمن نفسه . بردو مش هتمشي من اهنه . ايه جولك بجي..”
جن جنونها فقالت بانفعال
” اتجي الله انا بچرى علي اخواتي . هوكلهم منين. ”
” جولي لنفسك . خليكِ اشتغلي اهنه . وأنا اوعدك مش هضايجك واصل. بطلي عناد بجي انا عمرى ما شوفت حرمه عنيدة أكده..”
تحدث بنفاذ صبر فأجابته باستفزاز
” يبجي اخلوص مني و سيبني اغور و اني مش هوريك وشي أبدًا…”
باغتتها كلماته التي انفلتت من بين شفاهه باندفاع
” ومين جالك اني ماعيزش اشوف وشك .. “
تراجعت خطوة للخلف و قد تعثرت نبضاتها داخل قلبها إثر كلماته و قالت بخفوت
” تجصد ايه ؟”
تراجع للخلف و شبك كفوفه خلف ظهره وهو يقول بفظاظة
” متاخديش في بالك .. روحي شوفي شغلك ..”
كانت علي وشك المغادرة ولكنها تذكرت أمرًا فتوقفت تنظر إليه قائله بجفاء
” عايزة السلسلة بتاعتي ..”
كان ذلك السلسال رفيق لياليه الطويلة يذكره بها و الشاهد الوحيد علي معاناته لذلك لم يرد التفريط به فقال كاذبًا
” معرفش راح فين .. باينه ضاع .. ”
” ايه ؟ ضاع..!”
خرجت الكلمات متألمه من بين شفتيها فهذا السلسال الذكرى الوحيدة من حياة لا تعلم عنها شيئًا انتُزِعت منها منذ أن كانت صغيرة أصغر من أن تعرف هوية والداها اللذان توفيا في هذا الحادث الأليم و قد وجدها ذلك الراعي و رباها كأنها ابنته.
جرت الدموع بانهمار علي وجنتيها فسقطت كـ جمرات حارقه علي قلبه الذي هاله مظهرها و خرج صوته متلهفًا حين قال
” بتبكي ليه ؟ ده سلسال هچبلك احسن منه الصبح ..”
لأول مرة يتجلى الضعف بعينيها هكذا فاخترقت سهام ضعفها قلبه و خاصةً حين قالت
” مفيش احسن منه.. ده كل حياتي ..”
غزي الجنون عقله فامتدت يديه تمسك بـ رسغها وهو يقول بريبة
” ليه ؟ مين اللي چايبهولك ؟”
ما أوشكت أن تجيبه فسمع صوت 《صفوت》 الذي صاح يناديه
” عماااار…”
*************
كان يتقدم بخطٍ مثقلة بذنب عظيم لم يرتكبه ولا يقدر علي حمله أو الفرار من بين براثنه فما كاد أن يصل الي بره الآمن حتى صفعته الحياة تلك الصفعة القاسية التي انطبعت آثارها بقلبه و قلب حياته رأسًا على عقب ..
خطى إلى داخل غرفة وكيل النيابة فإذا به يتفاجئ بوجودها امامه فهوى قلبه بين قدميه و خاصةً حين رأي تلك النظرة المحتقرة تنبعث من عيونها فاخترقت قلبه المكلوم كسهام مشتعلة حتي أنه لم يلتفت حين تحدث وكيل النيابة بأنه سيتركهما سويًا لبعض الوقت فما أن غادر حتي سمع صوتها المتألم يقول
” اخر واحد في الدنيا كنت اتخيل أنه يبقي قذر بالشكل دا ..”
تراشقت سهام كلماتها بقلبه ولكنه حاول التظاهر بالجمود حين قال
” انا معملتش كدا..”
” كذاب ..”
هكذا صرخت بقهر فأجابها بقوة
” مبكدبش . معرفش مين البنت دي ولا عمري شوفتها اصلًا..”
《ساندي》 بسخرية مريرة
” اومال هي هتتبلي عليك كدا. من الباب للطاق. هتقول اسمك و توصف ملامحك ازاي وهي متعرفكش.”
كان هذا سبب عذابه الذي كان يؤرق لياليه فتقدم جلس بكل ثقله علي المقعد خلفه واضعًا يديه فوق رأسه قائلًا بقلة حيلة
” دا اللي هيجنني . تعرفني منين وليه تلبسني تهمة زي دي؟”
” كان ممكن اتخدع فيك و اصدقك لو مكنتش آتأذيت منك . لكن دلوقتي انا شيفاك علي حقيقتك ..”
لم يرفع رأسه فلم يكن يملك ما يقوله فقد بح صوته وهو يقول بأنه برئ من هذا الذنب العظيم ولكن لم يسمعه احد و لكنها باغتته حين قالت بقسوة
” طلقني.. “
وثب قائمًا وهو يناظرها بصدمه و خاصةً حين تابعت بقسوة
” عمري ما هقبل ابقى زوجة لواحد مغتصب حقير زيك ..”
” اسكتي.. وامشي و متجيش هنا تاني مش عايز اشوفك. وخليكِ عارفه أن عمري ما هطلقك أبدًا..”
هكذا صرخ بها من عمق الوجع الساكن بأعماقه و يديه تمسكان باكتافها يهزها بقوة فدفعته بعيدًا عنها وهي تصرخ بنبرة جريحة
” ليه عملت كدا؟ “
وضع يديه فوق رأسه بقله حيلة بينما عينيه تطوف بكل شئ حوله إلى أن تعثر بضالته فهرول الي المنضدة وقام بجلب المصحف الشريف و قام بوضع يده فوقه وهو يناظرها بنظرات تحمل التوسل و الألم معًا
” بحق من انزل هذا الكتاب معملتش كدا.. انا معرفهاش .. والله ما اعرفها..”
باغتتها فعلته للحد الذي جعلها تناظره بصدمه فوضع المصحف الشريف جانبًا و اقترب منها قائلًا بصوت مبحوح من فرط الألم
” انتِ اكتر حد في الدنيا يهمني أنه يصدقني.. حتى لو هيعدموني مش مهم عندي . المهم انك متشوفنيش وحش كدا..”
رق قلبها رغمًا عنها لحديثه و توسله و تكالبت عليها اوجاعها فأهلكت كل ذرة ثبات بداخلها فلم تشعر سوي وهي تندفع بين أحضانه تبكي قهرًا مارسته الحياة علي كليهما فأخذ يحتضنها بكل ما أوتي من حب تسرب الي داخلها فنكره عقلها الذي لم ينسي خيباتها فأخذت تضربه بكلتا يديها وهي تصرخ بألم
” ليه .. ؟ ليه انت بالذات ؟ ليه .؟ انا مكنش عندي غيرك ! ليييه ؟”
كانت تصرخ وتضربه و قد كان يتلقى ضرباتها بصدر رحب تناسي كل ألمه و قهره و ضمها بقوة الي داخله فاختلط نحيبها مع بكاءه الصامت في لحظة مسروقة بين كل هذا الألم المحيط بهم…
****************
هبطَ الدرج سويًا يد بيد بعد أن أقنعته بصعوبة بالغة بالنزول للأسفل و قد وافق على مضض حتي يمكنه مباشرة أعماله و قد كان أول من قابلاه هو 《سليم》 الذي كان متوجهًا إلي غرفة المكتب فتفاجئ من مظهره ولكن لم يعلق فقد كان يرسل نظرات تحذيرية عن السؤال فالتزم الصمت .
” دادا نعمة اعمليلي قهوة..”
هكذا تحدث 《سالم》 الي «نعمه» التي ما أن أوشكت علي تلبية مطلبه حتي أوقفتها كلمات 《فرح》 التي قالت بخفوت
” دادا نعمه استني انتِ . انا هعمل انا القهوة..”
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
” اشمعني كدا ؟”
إجابته بدلال راق له كثيرًا
” بمارس مهامي . مرات الكبير بقي و كدا..”
أضاءت ملامحه ابتسامة عذبة قبل أن يقول بعبث
” طب ما تسمعي كلام الكبير وتيجي اخدك و نطير من هنا..”
لون الخجل ملامحها فبدت شهية للغاية فاقترب أكثر قائلًا بخشونة
” السكوت علامة الرضا يالا بينا..”
جذبها من معصمها فأوقفته قائلة بخفوت
” طلعت عيني عشان تنزل و مكملناش ثواني و عايز تطلع بطل استهبال بقي”
ضيق عينيه قائلًا بوعيد
” مقولتش انا ان لسانك دا عايز قطعه..”
أرادت مشاكسته قليلًا فقالت بدلال
” لساني انا بردو اللي عايز قطعه !”
اجابها بوقاحة
” طب تعالي نطلع فوق و نشوف مين هيقدر علي التاني”
خدعته حتي أفلتت من بين براثنه فقالت بنبرة مرتفعة
” ايوا يا دادا نعمة جايه اهوة..”
ضيق عينيه و هو يعض على شفته السفلية قائلًا بوعيد
” هو احنا فينا من كده؟”
وصل إلي مسامعها استفهامه فالتفتت قائلة بدلال
” ايوا فينا من كدا..”
تابع تهديده قائلًا
” مبقاش سالم الوزان أن ما ربيتك من اول و جديد.”
أطلقت ضحكة رقيقة سرقت لبه الذي يهيم بها ولهًا تضاعف بعد تلك الليلة التي قضاها بين أحضان عشقها الدافئ..
توجه إلي غرفة الجلوس فلفت انتباهه 《جنة》 التي كانت في طريقها الي الصالون فأوقفه مظهرها الجديد و قد فطن الآن السبب لما فعله اخيه فـ شعر بالشفقة تتسلل الي قلبه علي تلك الصغيرة التي ضاعف الحزن و المرض عمرها فانتظر حتي أتت و قال بنبرة خشنة
” عامله ايه ؟”
لطالما كانت تهابه كثيرًا علي الرغم من أنه كان شخصًا حنونًا و قد ظهر ذلك في الكثير من المواقف ولكن كانت هيبته تجعلها تخشى الحديث معه لذا أجابته بخفوت
” الحمد لله..”
أومأ برأسه و تحمحم قليلًا قبل أن يقول بخشونة
” لايقه عليكِ اوي .. التسريحة الجديدة..”
أضاءت ملامحها بابتسامه مشرقه قبل أن تقول بخفوت
” بجد ؟”
” اه فعلا . شكلك زي القمر . خسارة في الواد سليم “
اخجلها حديثه كثيرًا وفجأة جاء صوتًا عابثًا من خلفهم
” قولها عشان مش مصدقاني.. سلومة الاقرع اللي جوا دا ميستاهلكيش . اسمعي مني اهو البوص بذات نفسه قالك ..”
تعالت ضحكاتهم فتابع 《مروان》 مزاحه قائلًا
” اومال انت حلو كده ليه يا كبير ؟ “
تحمحم 《سالم》 قبل ان يقول بفظاظة
” انا حلو علي طول يا أبو لسانين”
《مروان》 بخبث
” لا النهاردة غير .. وشك مورد كده و عينك بتلمع. بركاتك يا فروحة.”
ضيق عينيه بوعيد قبل أن يقول باستنكار
” ايه ؟؟”
تحمحم 《مروان》 وقال مصححًا
” اقصد بركاتك يا آنسة فرح..”
” انسه فرح!. طب ادخلي أنتِ يا جنة عشان في واحد صاحبنا هنا هيتروق..”
هكذا تحدث 《سالم》 بوعيد فـ اطاعته 《جنة》 التي غمرها الخجل فصاح 《مروان》 يوفقها
” استني يا به . أنتِ بتبيعيني كدا في لحظة . الصداقه بتلطم منك. “
اوشكت يد 《سالم》 أن تطاله ولكنه افلت بأعجوبة مهرولًا خلف 《جنة》 فتبعهم 《سالم》 الي الداخل و خلفه 《سليم》 الذي كان قادمًا من غرفة المكتب
” بسم الله ما شاء الله ايه القمر دا يا جنة… يالهوي مين دا ؟”
هكذا تحدثت 《أمينة》 ما أن رأت 《جنة》 ولكنها سرعان ماتفاجئت حين شاهدت 《سليم》 الذي ارتسم الامتعاض علي ملامحه فقال بنفاذ صبر
” مش هنخلص بقي ..”
ارسل 《سالم》 نظرة تحذيرية إلى والدته فـ تابعت موجهة حديثها الي 《جنة》
” تعالي اقعدي جنبي يا جنة وريني الحلاوة والطعامة دي”
اقتربت 《جنة》 لتجلس بجانبها بخجل و سرعان ما وجدت 《مروان》 يجلس هو الآخر بجانب 《جنة》 فقالت 《أمينة》 بامتعاض
” انا بقول جنة ايه الي مقعدك هنا ؟”
《مروان》 بتهكم
” معلش يا مرات عمي بصي للترلتين اللي أنتِ مخلفاهم وأنتِ تعرفي ..”
التفتت الي ولديها فوجدت نظرات التوعد التي تغلف عينيهم تجاه 《مروان》 فقالت بخفوت
” يخربيتك عملت ايه ؟”
” معملتش حاجه هما اللي مفتريين و بيحقدوا عليا و أولهم سلومة الاقرع دا .”
حين أطلق هذا اللقب علي 《سليم》 حتي انفجرت كلًا من 《جنة》 و 《أمينة》 في الضحك فهب 《سليم》 غاضبًا
” انت بتقول ايه ياد بيضحكها كدا؟ “
《مروان》 بحنق
” مقولتش يا عم هي اللي بتتلكك عشان تضحك.. انا جيت جمبك يا بنتي؟ ”
ثم اخفض صوته و نظر إلي 《امينه》 قائلًا
” شوفتى اهو غيران مني عشان بعرف اضحكها إنما هو كشري مبيعرفش غير يحمر لنا في عينيه..”
” معلش استحملهم عشان خاطري ..”
هكذا تحدثت 《أمينة》 موجهه حديثها إلي 《مروان》 بينما على صوتها وهي تنادي علي أحد الخدم
” اطلعي نادي علي همت و البنات عشان الغدا..”
****************
كانت 《شيرين》 تتسطح علي مخدعها حين تفاجأت
《بهمت》 التي اقتحمت الغرفة مغلقه الباب خلفها وهي تقول بصرامة
” اتصلي بأبوكي قوليله اني عايزة أكلمه”
انتفضت 《شيرين》 تناظرها بصدمه قبل أن تقول
” في ايه يا ماما؟”
” نفذي اللي بقولك عليه من غير نقاش..”
تحركت 《شيرين》 الي هاتفها و تناولته وقامت بطلب رقم 《ناجي》 الذي ما أن أجاب حتي قامت 《همت》 بانتزاع الهاتف منها قائلة بجفاء
” عايزة اقابلك؟”
ارتسم المكر علي ملامحه وهو يقول بحزن مفتعل
” ليه مش قولتيلي انك مش عايزة تشوفي وشي تاني ايه اللي حصل ؟ عايزة مني ايه “
《همت》 بحنق
” عايزة أخد حقي من الي آذاني و اتسبب في خراب بيتي …”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)