رواية في قبضة الأقدار الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نورهان آل عشري
رواية في قبضة الأقدار الجزء الثامن والعشرون
رواية في قبضة الأقدار البارت الثامن والعشرون
رواية في قبضة الأقدار الحلقة الثامنة والعشرون
كانت تقف أمامه بشموخ و ملامح أبيه لا تعرف الوهن أبدًا بينما ناشدته عيناها ب تضرع
“عندما تري غرقي لا تكتفي بأن تمد يداك لي بل احتضنني بكل ما أوتيت من قوة . انتشل قلبي عنوة من بحر الألم الذي اعتاد أن يقتات علي روحي حتى أهلكها.
فأنا بكل ما املك من كبرياء و ألم احتاجك..”
اخترق ندائها الصامت أعماق قلبه الذي خلع ثوب الكبرياء جانبًا و خاطبها بكل ما أوتي من حب
” أن تختاري كتفي مُتكئ لأحزانك و أن تكُن ذراعي ملجأكِ الوحيد فهذا يعني ان تكوني في أمان دائمًا مهما كلفني الأمر !”
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
تعالت الصرخات حين دوي اطلاق النيران في الخارج و فزعت القلوب التي كانت غارقه في العشق حتي أذنيها و من بينهم قلبها الذي سقط مرتعبا بين ضلوعها و خرجت من جوفها صرخه مستنجده
” في ايه بيحصل بره..”
جاءت إجابته مطمئنه كعينيه
” اهدي يا فرح مفيش حاجه ..”
ربته حانيه اتبعها علي ذراعها قبل أن يتوجه الي النافذة لرؤيه ماذا يحدث فوجد رجاله يهرولون الي خارج القصر فتراجع متوجها في الحال الي باب الغرفة لمعرفة ما الأمر فإذا بها تتبعه وهي تقول بلهفه
“في ايه يا سالم ؟”
أمرها بصرامه
” خليكِ هنا متجيش ورايا..”
استنكرت أمره وهبت أن تعارضه فنهرها بعنف
” اسمعي الكلام يا فرح..”
لم تتيح لها الفرصة للرد فقد غادر بلمح البصر و بصوت قوي و نبره صارمه امرهم
” محدش يخرج بره لحد ما نعرف في ايه..”
تراجع الجميع و من بينهم أمينه التي قالت بلهفه
” استر يارب.. “
في الخارج كان كلا من سليم و ياسين يقفان مع الحرس ينظران الي جثة ذلك الرجل الملقاة علي الأرض حين أطل عليهم سالم الذي تعاظم الغضب بداخله حين شاهد الدماء علي الأرض فقال من بين اسنانه
” حصل ايه ؟”
تحدث رئيس الحرس يجيبه
” كنا قاعدين و فجأة سمعنا ضرب النار كان عادل هو الي عليه الحراسه طلعنا كلنا لقيناه مشتبك مع ناس ملثمه راكبين عربيه (..) اتعاملنا معاهم و في وسط الضرب جت في رصاصه موتته و هما هربوا .”
صاح سليم بانفعال
” يعني ايه هربوا دي ؟؟ وانتوا ازاي مخلصتوش عليهم .. بقي شويه كلاب يهجموا علي بيتنا و يموتوا الراجل بتاعنا و يمشوا..!”
القائد بغضب
” سليم بيه احنا اتعاملنا و قبل ما نطلع كان هو اتصاب في كتفه محدش فينا قصر و بعدين دول كانوا تلاته بيضربوا نار عليه و لما احنا طلعنا جريوا..”
اوشك سليم علي الحديث فاوقفه سالم الذي قال بجفاء
” خدتوا رقم العربيه ؟”
الحارس
” العربية مكنتش معلقه لوح.. بس انا لمحت واحد لابس عمة. الأزاز كان متفيم و لما ضربنا نار كتير الازاز اتكسر و هما جريوا “
زفر سالم بحنق فقد بلغ الغضب منه اقسي درجاته فزفر الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة قبل أن يقول بقسوة
” روح شوف شغلك . و هاتلي كل المعلومات عن عادل و أهله “
استفسر الحارس قائلا
” طب حضرتك هنبلغ البوليس ولا ايه ؟”
اجابه سليم بغضب
” لا طبعا. احنا هنعرف نتصرف و نجيب حق الراجل بتاعنا..”
تحدث سالم بغلظة
” بلغ البوليس يا ابني . احنا مش بلطجية..”
كانت نظراته مصوبه علي ذلك الذي يرتدي قناع الصمت و الهدوء من البداية ولكنه قرر قطعه حين قال
” سالم بيه عنده حق يا سليم . في واحد مات و لازم الشرطة تتدخل.”
انصرف الحارس و توجه الجميع الي الداخل فخطي سالم الي مكتبه ولكنه توقف ما أن رأي النساء تقف أمام الباب بنظرات اختلط بها الذعر و الاستفهام معا فقال بنبرة لا تقبل الجدال
” مفيش خروج من البيت غير بأذني و دا أمر موجه للكل و الي مش هينفذه ميلومش غير نفسه..”
انهي جملته و خطى الي داخل المكتب صافقا الباب خلفه تاركا الجميع في تساؤل أجاب عنه سليم الذي قال و عينيه مسلطه عليها
” متقلقوش مفيش حاجه. دا واحد كان بيشتغل معانا و الظاهر كان في عداوة ليه مع حد و كان بيصفيها..”
كان من الداخل كبركان ثائر من أن سمع حديث الحارس أن أحد الأشخاص كان يرتدي عمامة و أخذت الظنون تعصف به يتقاذفه الف شعور ما بين نفي هواجسه و تأكيدها ولسوأ الحظ لم يكن يستطيع ان يفصح عن تلك الظنون أبدا. أخرجه من شروده صوت سليم الذي قال مستفهما
” حلا فين ؟ انا مش شايفها ؟”
ارتعبت امينه و قالت بذعر
” حلا .. حلا بنتي فين ؟”
تدخل ياسين قائلا بامتعاض
” كانت خارجه مع قريبكوا دا من شويه ”
لم يريد نطق اسمه فقد كان يود لو يحطم رأسه ووقد تجلي امتعاضه علي ملامحه حين سمع سليم الذي حادث مروان يخبره بضرورة التوجه إلي المنزل في الحال
تدخلت شيرين التي قالت بتهكم
” ايه الي بيحصل دا ؟ احنا عمر الحاجات دي ما حصلت في بيتنا قبل كدا !”
اجابتها همت بنظرات تعرف طريقها الي الشقيقتين
” انتي بتقولي فيها يا شيرين. البيت اتغير و المهازل كترت..”
لم يستطيع الصمت أمام تلك الطلقات التي كان يعلم وجهتها فقال بنبرة قاسيه وعينين أشد قسوة
” قريب هتخلص المهازل دي يا عمتي متقلقيش دا وعد من سليم الوزان و أنتِ عارفة اني عمري ما برجع في وعودي أبدا ”
كان تهديده الصريح يقطر من بين كلماته التي اربكت همت للحظات فتدخلت مروة قائلة بغباء
” طبعا سليم الوزان عمره ما بيرجع في وعوده أبدا”
كانت تشير الي وعود المراهقه التي عفي عليها الزمن و دنستها حقارة النوايا فجعلت منها مسخا لا يعترف به فلم يجيبها بل اكتفي بنظرة تضمنت كل معاني الاحتقار فسخرت شيرين قائلة
” دا واضح اني غبت كتير اوي ؟”
اجابتها أمينة التي استطاعت لملمة نفسها قائله بنبرة قاسية
” غبتي لدرجة أننا نسناكي يا حبيبتي. و مبقناش فاكرين أن كان في حد عايش معانا اسمه شيرين..”
كانت كلا من فرح و جنة يراقبان ما يحدث بصمت مطبق قطعه سالم الذي أشار اليهم فلبت جنة نداءه فقد ضاقت ذرعا من تلك الفتاة التي لا تملك ادني ذرة حياء و تبعتها فرح بأقدام مثقلة بمشاعر لم تكتمل و خوف تغلغل الي داخل قلبها.
*************
كان أول المتحدثين هو ياسين الذي ما أن أصبحوا في الحديقه حتي قال بخشونه
” بعد إلي حصل دا مش هقدر اسيبكوا لحظة واحده هنا”
رفعت فرح عينيها تناظره بصدمه كانت لجنة نصيبا منها و التي قالت بنبرة خافته
” بس يا سليم. انا وعدت الحاجه أمينة اننا هنقعد معاها كام يوم وبعدين…”
قاطعها ياسين بنفاذ صبر
” معدش ينفع يا جنة.. أنتِ شوفتي الي حصل و أنا مش هجاذف بيكوا خصوصا أن دا ممكن يتكرر تاني .”
كان بنظراته شئ ارتعب له قلب فرح التي كانت تناظره باستفهام فأجاب علي استفهامها قائلا
” مينفعش تقعدوا هنا لحظه واحده يا فرح.. أنتِ مدركه الوضع “
أكدت كلماته شكوكها التي تهشت بقلبها وهي تناظر جنة التي لم تكن تفهم شئ مما يحدث فقالت باستياء
” انتوا بتخوفوني ليه مش سليم قال إن دي مشاكل بين الحارس دا و بين ناس و هما بياخدوا حقهم منه. احنا مالنا بقي ؟”
أجابت فرح هذه المرة بدلا من ياسين فقد شعرت بما يعتمل بداخل شقيقتها فقالت بنبرة ذات مغزي
” ياسين عنده حق يا جنة و لو كنتِ حابه تعيشي هنا فقدامك طريقه واحده وهي الجواز من سليم فيا نمشي مع ياسين يا تتجوزي سليم و تعيشي هنا علي طول اختاري “
كانت تعلم بأن تلك هي الطريقه الوحيده التي ستجعلها تغادر في الحال دون مجادله و قد صح ظنها فقد امتقع وجه جنة التي كان الحديث له صدي كبير بداخل قلبها الذي تقاذفت دقاته بعنف و تراجعت خطوتين إلي الخلف وهي تقول بنبرة مستنكره خرجت من شفتيها المرتجفتين
” ايه ؟ أنتِ بتقولي ايه يا فرح ؟ سليم مين الي اتجوزه. لا طبعا مفيش الكلام دا انا موافقه هجهز حاجاتي و هجيب محمود و نمشي دلوقتي لو حابين.”
كانت أنفاسها الهادرة خير دليل علي ظن فرح التي علمت أنها وقعت في شراك العشق مرة أخرى و قد اشفقت علي صغيرتها التي لم تتعافي من كارثتها الأولي بعد و التي تعلم أن عواقبها وخيمه .
تحدث ياسين و عينيه تتفهم ما يحدث مع جنة فقال بنبرة حانيه
” طول عمرك بتسمعي الكلام يا جنة . يالا بقي اطلعي جهزي حاجته و أنا هتكلم مع سالم افندي ”
ما أن انهي مكالمته حتي سمع زامور سياره مسرعه توقفت أمامهم مباشرة و ترجل منها كلا من مروان و حلا التي كانت مرتعبه من مظهر الدماء التي رأتها عند البوابه فالتفت مروان يعاونها علي السير و ما أن مر بهم حتي توقف و قال بنبرة خائفه
” حصل ايه و ايه الجثة الي بره دي؟”
تحدث ياسين من بين أسنانه
” عربية فيها ملثمين هاجمت المزرعة و واحد من الحرس مات ..”
شهقه قويه خرجت من جوف حلا التي لم تعد قدميها تحملها فارتخت و كادت أن تقع لولا يدي مروان التي حالت دون ذلك فاندفع ياسين و الفتيات تجاهها و كان هو أول من تحدث قائلا
“أنتِ كويسه؟؟”
لم تستطيع حلا إجابته بل ناظرته بعينين مرتعبه باكيه اخترقت قلبه الذي تلهف لرؤية خوفها بتلك الطريقه و ود لو يكن هو الذراع التي تطمئنها ولكن جاءت كلمات مروان الذي قال بطمأنه
” اهدي يا حلا متخافيش يا حبيبتي.. “
و من ثم توجهت نظراته الي ياسين قائلا بتوبيخ
” حد يقول لحد كدا في وشه. خضتها “
لم يستطيع ياسين الصمود فقد تملكته غيرة هوجاء جعلته يقول بغضب
” و انت مال اهلك هتعلمني اتكلم ازاي؟”
صاح مروان بغضب
” انت محتاج تتربي الأول و بعدين تبقي تتعلم ..”
جن جنون ياسين الذي اقترب من مروان ينوى الاطاحه به وهو يقول بصوت ارعدهم جميعا
” طب والله لهوريك التربية علي أصولها..”
بلحظه كانت فرح تقف بينهم وهي تقول بغضب
” ايه يا ياسين في ايه الجنان دا؟”
صاح مروان من خلفها
“سبيه يا فرح يورينا آخره . هطلع حلا بس اوضتها و اجيلك تورينى نفسك “
تدخلت جنة التي كانت تخشي من تلك المعركة الداميه التي علي وشك أن تبدأ
” اهدي يا مروان.. و اطلع ودي حلا اوضتها “
تعاظم الغضب بداخله و أحرقت الغيرة شرايينه حين سمع حديث جنه و تخيلها بين أحضانه يحملها فصرخ قاصدا استفزاز مروان
” ايوا اهرب اهرب .. دا الي انت فالح فيه “
هاج غضب مروان الممسك بحلا فنظر إلي جنة قائلا بصراخ
” امسكي حلا يا جنة و أنا اوريه مين دا الي بيهرب .. وديني لهربيه مـن اول و جديد.”
لم تطيعه جنة وقالت في محاوله لتهدئته
” خلاص يا مروان امسحها فيا انا..’
اجابها مروان بحنق
” عشان خاطرك بس يا جنة
حاولت فرح هي الأخري تهدئه ياسين الذي برزت عروق رقبته فبدا كالوحوش
” ياسين في ايه بقي ما تهدي انت كمان..”
كانت عيني ياسين تطوف فوق يديه الممسكه بها مما جعل دماءه تغلي أكثر في عروقه فقال صارخا
” اتحجج . ما هو دا اخرك .ولا تقدر تعمل حاجه ”
جن جنون مروان من حديثه المستفز لرجولته فنظر إلي جنة صارخا بعنف
” امسكي بدل ما ارزعها في الأرض”
اندفع ياسين صارخا في وجهه
” عشان ارزعك في نافوخك ..”
القي مروان لحلا بين يدي جنة التي تلقفتها بلهفه و ما أن هم بالانقضاض عليه و لكن حالت فرح بينهم ليأتيهم صوتا رادعا من الخلف سمرهم بمكانهم
” ايه الي بيحصل هنا ؟”
كان هذا صوت سالم و خلفه سليم اللذان سمعا صوت شجارا بالخارج فتفاجئ الأخوان حين شاهدا تلك المعركه بين مروان وياسين فكان أول من تقدم منهم هو سليم الذي فض العراك بين الرجلين وهو يقول بغضب
” في ايه يا ابني انت و هو ؟ انتوا اتجننتوا ولا ايه ؟”
صرخ مروان بغضب
” هو الي عمال يقل في أدبه من الصبح و لا حد هامه ”
نهره سالم قائلا بصرامه
” اسكت أنت يا مروان..”
ثم التفت إلي حلا الملقاة بين احضان جنة التي كان من الواضح عليها التعب و الإعياء ففطن انها رأت ما حدث بالخارج فاقترب منها سالم محتضنا إياها برفق تنافس من نبرته حين قال آمرا
” سليم طلع حلا فوق و ابعت هات الدكتور يشوفها..’
طاعه سليم الذي توجه و حمل حلا برفق بين ذراعيه و في هذه الأثناء لامست يداه ذراعها دون قصدا منه فشعر بتيارات جارفة جعلت دقات قلبه تدق بعنف فحانت منه نظرة خاطفة لعينيها فشعر بأن لها نصيب ما يعتريه الآن ولكنها نفضت عينيها عنه و التفتت للجهة الأخرى لتأتي كلمات ياسين الذي قال آمرا
” روحي اعملي الي قولتلك عليه يا جنة..”
دون حديث اطاعته جنه فصاح مروان معترضا
” جنة مش هتمشي من هنا عشان هي شاهدة عالي حصل ولازم انفخك قدامها..”
انكمشت ملامح ياسين و عاد غضبه الي السطح مجددا و ما أن أوشك علي الاقتراب منه حتي ردعه سالم حين صاح بغضب
” بس انت و هو .. و انت يا مروان قولتلك اخرس.. ”
انهي جملته وتسلطت عينيه علي ياسين الذي كان الغضب يكلل ملامحه في تلك الأثناء و تابع بنبرة قاسية
” اقدر اعرف حصل ايه لكل دا ؟”
ياسين بفظاظه
” هو يحكيلك .. أما دلوقتي في موضوع مهم لازم نتكلم فيه ؟”
سالم باختصار
” موضوع ايه ؟”
ياسين بخشونة
” فرح و جنة هيروحوا معايا دلوقتي ..”
اكفهرت معالم سالم و قست عينيه كثيرا و احتدت نبرته و بدت خطره حين قال
” و مين الي خد القرار دا ؟”
ياسين بحدة
” أنا .. بعد الي حصل دا مش هقدر اسيبهم هنا و امشي ..”
سالم بنبرة مرعبة
” ياسين .. انت مشوفتش الوش الوحش بتاعي و منصحكش تشوفه. نصيحه فكر في كلامك قبل ما تقوله..”
العراك و حتي الشجار لم يجدي معه لذا قال بدهاء
” انت قولت في المستشفي كل واحد يقعد في المكان الي يريحه. و خليت سليم يسأل جنة عايزة تقعد فين .. دلوقتي انا الي هقولك الكلمتين دول . سيب كل واحد يقرر يقعد في المكان الي يريحه. “
لم يحسب حساب ابدا لضربته القاضيه تلك فقد أشار بعينيه الي فرح التي ارتعبت من حديث ياسين و اكتمل ذعرها حين التفت سالم يناظرها بعينين شابهم بعض التوسل الذي تنافي مع لهجته حين قال بهسيس
” أنتِ ايه رأيك في الكلام دا؟؟”
أن كانت كلا الطرق تقود الي الموت فلن تفرق الكيفيه فالهلاك هو النهايه الحتميه والهلاك هو افتراقها عنه. ولكنها اختارت أقل الطرق ضررا فبللت شفتيها الجافه قبل أن تقول بنبرة حاولت أن تبدو ثابته
” كدا ولا كدا هنمشي . يبقي نمشي من دلوقتي احسن .”
استقرت كلمتها في منتصف صدره الذي لم يستطيع أن يستوعب رفضها العلني له فها ما كان يخشاه منذ البدايه أن تخذله. فرحيلها من هنا يعني رفضا له و لمشاعره التي عراها منذ لحظات أمامها فقد أعلن تمسكه الضاري بها و الآن تأتي لتدعس علي كبرياء قلبه بتلك الطريقه..
” أظن كدا يا سالم بيه مش محتاجين لا تجادل و لا نتكلم كتير . و دا كمان الصح والي لازم يحصل. فرح وجنة ليهم أهل وناس.”
رجل مثله لا يعرف الهزيمه أبدا حتي و إن طالت قلبه حتي ادمته فقد نجح في رسم الجمود في نظراته و نبرته حين التفت إلي ياسين قائلا بفظاظة
” عندك حق ليهم اهل و اهلهم اولى بيهم.. “
” يعني ايه الكلام دا ؟؟”
هكذا اخترقت جملة سليم آذانهم فأجابه سالم بلامبالاة
” البنات هيروحوا مع ابن عمهم..”
استنكر سليم حديث أخاه فقال بانفعال
” كلام ايه دا يا سالم .. مش كانوا هيقعدوا”
تفاجئ من جنة التي جاءت من خلفه مُنضمه لشقيقتها وهي تقول بجفاء
” لا مش هنقعد . هنمشي..”
صُدِم سليم من جفائها فأوشك علي الحديث ليقاطعه سالم قائلا بصرامة
” عرف الحاجه عشان تخلي الخدم يساعدوهم مش عايزين نأخرهم اكتر من كدا..”
اعلن تصريحه الصارم و المؤلم تزامنا مع علو صفير سيارة الشرطه فتوجه الي البوابه لملاقاتهم فهرول سليم خلفه قائلا بغضب
” حصل ايه يا سالم؟”
لم يستطع السيطرة علي نفسه أكثر فقال بصوت جهوري غاضب
” هي عايزة تمشي! هي اختارت انها تمشي! و كل واحد يتحمل نتيجه اختياره..”
***************
أتمت جنة حزم امتعتها و رغما عنها سقطت عبراتها مع إغلاقها لآخر حقيبه تحمل متعلقاتها و التفتت تنظر إلي أمينة الباكية بصمت فاقتربت منها جنة تجلس علي ركبتيها تمد يديها تحتضن كفوف امينه بحنان تجلي في نبرتها المهتزة بفعل البكاء
” ارجوكِ متزعليش مني.”
امتدت يد امينه تربت بخفة علي وجنتها وهي تقول بشفاة مرتجفه و عينين باكيه
” مقدرش ازعل منك..”
جنة بلهفه
“والله هجيلك و اجبلك محمود علي طول مش هخليه يوحشك أبدا .. المكان اصلا مش بعيد من هنا ياسين الي قال و قالي في أي وقت لو عايزة تيجي هجيبك.. ”
صمتت لثوان و تابعت بألم
” سامحيني ارجوكِ انا ماليش عين اقولهم لا..”
تألمت أمينة و تآكلها الذنب علي حديث جنة واقتربت تحتضن وجنتيها قائلة بحنان
” أنتِ ست البنات و تعملي كل الي أنتِ عيزاه. اوعي تفكري غير كدا.وقتها هزعل منك بجد.. أنتِ و محمود عندي مكانه واحده. و بحبكوا زي بعض.. و لو في اي وقت حد ضايقك بحرف اعرفي أن بيتك موجود.”
احتضنتها جنة بقوة و انهمرت العبرات تكلل هذا اللقاء الحار الذي تتخلله شتي أن انواع المشاعر التي كان أولها الألم و آخرها الندم …
************
في الأسفل كان سالم يجلس خلف كرسيه بعد أن ترك الشرطه في الخارج تعاين مكان الجريمه و قد تملك الغضب كل ذرة من كيانه ولكنه كان غضب مطعم بألم مرير لا يحتمله جسده الذي لأول مرة يخونه فشعر بأن قدميه غير قادره علي حمله. فلجأ لغرفته حتي تحتضن ضعفه النفيس الذي لم يظهره لأحد قط و لن يفعل ذلك أبدا فقد اعتاد الشموخ طوال حياته تليق به العزة و كأنه جزء لا ينفصل عنه و التي أبت عليه أن تسقط تلك الدمعه الخائنه التي كانت تلسع جفنيه تتوسل الفرار حتي علها تزيح أحمال أرهقت جسده الضخم و لكنه أبى أن يظهر ألمه حتي لجدران بكماء يخشي أن تذكره لاحقا بهزيمته النكراء أمام امرأة حملت بيديها مفتاح قلبه و وسام هزيمته.
” سالم ..”
كان هذا صوت مروان الذي دلف الي داخل الغرفة ليصطدم بهيئه سالم التي كانت تبدو مبعثرة فلم ينتبه لطرق الباب و لا حتي لاحظ دخوله الي الغرفه فشعر بالحزن علي ذلك الجدار الذي لطالما كان هو الحامي لهم و الآن نال منه التعب فقد أراد لأول مرة بحياته أن يتكأ علي كتف أحدهم أن يكون ضالا لا هاديا..
” تعالي يا مروان .. ”
هكذا تحدث سالم الذي تحدث بعد أن لملم جأشه بصعوبه جعلت من ملامحه قاسيه عدائيه ففكر مروان لثوان قبل أن يقذف ما بجوفه من أشياء قد تعيد اشتعال براكينه مرة ثانيه فجاء صوت سالم المحذر حين قال
” هات الي عندك يا مروان من غير ما تفكر ..”
زفر بقوة قبل أن يتقدم الي الداخل و ما أن أوشك بالحديث حتي وجد سليم يدخل الي الغرفة و ملامحه لا تقل عن ملامح أخيه بشئ بل زادت عليها عينيه الحمراء و التي كانت كجمرتين نبتت من جوف الجحيم فالتفت مروان الي سالم الذي كان يناظره بجمود فشرع في الحديث قائلا
” جمعتلك كل المعلومات الي قولتلي عليها ..”
تحدث مختصرا
” احكي..”
شرع مروان في قص ما في جعبته – ” محمود عبد الحميد رضا عمران ابو فرح وجنة كان متجوز زميلته في الجامعه و خدها و راح عاش مع أهله في الصعيد و خلف منها بنتين و أبوه عبد الحميد كان راجل صعب و الناس كلها بتعمله الف حساب كان عنده ارض كتير فكان عايز يضمن أن أرضه متطلعش بره و عرض علي محمود أنه يخطب بناته فرح لياسين و جنة لراضي.. “
جهر سليم بعنف
” مين راضي دا أن شاء الله.”
اجابه مروان
” راضي دا. مات .. سيبني اكمل .. محمود رفض جدا و أبوه خيره يا كدا يا هيطرده قام محمود خد بناته و مراته و مشي بعد ما قاله مش عايز منك حاجه .. و بعدها بفترة بسيطه مراته ماتت كان عندها كانسر و بسبب تعبها فرح اضطرت تسيب كلية الطب عشان تشتغل و تساعد ابوها الي حمل أبوه سبب كل الي حصله و خد بناته و راح مكان تاني أبوه ميعرفوش و دا بعد ما راح عشان يعزيه في مراته و رفض يقابله..”
كانت كل خليه في جسده تئن بألم و عذاب مما سمعه فقد توقف قلبه عند تلك الجملة خطبتها من ها الرجل الذي من الممكن أنه عاد لتنفيذ ما رفضه والدها سابقا ألم يكن يكفيه لوعه فراقها بتلك الطريقه حتي تأتي تلك الحقائق لتضفي عذابا من نوع آخر محملا بنكهه الغيرة التي لم يختبرها بحياته سوي معها..
” من حوالي عشر سنين قامت خناقه بينه و بين عيله كبيرة علي حتة ارض مات فيها راضي و وقتها عبد الحميد مستكفاش غير بموت عشرين واحد من العيله التانيه قبل ما يطلع النهار بس ابنه وفيق متحملش موت ابنه هو و مراته الي تعبت و قعدت في المستشفي فترة و وقتها جابها يعيشوا هنا في اسماعيليه جمب أهلها و كان معاهم الغتت ياسين الي بقاله فتره بيدور عليهم زي ما قال و الباقي انت عارفه..”
كان أول من تحدث سليم الذي قال بانفعال
” دا باين عليه راجل مفتري.. يعني ايه يموت عشرين واحد قصاد واحد و في نفس الليله و مهموش موت حفيده..”
اقترب مروان منه و قال بصوت خفيض بجانب أذنيه
” يا غبي السكه فضيتلك احمد ربنا أنه مات ..”
أضاء عقل سليم من حديث مروان و قال باندفاع
” الحمد لله .. ”
تنبه الي ما تفوه به فقال بغضب
” ايه يا غبي انت حد يحمد ربنا علي موت حد ..”
مروان بتهكم
” بص لأخوك الغلبان و انت تحمد ربنا الف مره .. مش كفايه هتمشي وتسيبه لا و كمان ممكن تتخطب للبغل دا ..”
” اطلعوا بره انتوا الاتنين…”
هكذا تحدث سالم الذي لم يستطيع تحمل حديث مروان المروع لقلبه فاذعن الأثنان لطلبه دون أي حديث ..
***********
كان ثنائي الشر يجلس في غرفة الجلوس يحترقون لمعرفة ماذا يحدث في الخارج فقد كان الهرج و المرج دائر في الخارج حول الفتاتين و قد كانت شيرين تطمح في معرفة ماا حدث ولكنها تفاجئت حين رأت مروة تهرول الي داخل الغرفة و قامت بأغلاق الباب خلفها وهي تقول بلهفه
” عندي ليكوا خبر بمليون جنيه ..”
نطق الثنائي في آن واحد
” خبر ايه ؟”
مروة بشهادة غامزة
” فرح وجنة هيمشوا دلوقتي مع ابن عمهم..”
صرخت همت بفرحه
” أنتِ بتتكلمي بجد يا مروة”
” والله بتكلم بجد لسه شايفه الي اسمها جنة دي وهي بتقول للخدم يطلعوا شنطها بره و امينه بتقولها هتوحشوني . و لما سالت الخدم قالوا إنهم هيمشوا النهاردة..”
همت بفرح
” خبر بمليون جنيه يا بت يا مروة ”
مروة بخبث
” ولسه لما تعرفي الجديد. ”
شيرين باستفهام
” جديد ايه ؟”
مروة بنبرة منخفضة
” الواد مروان شفته داخل اوضة سالم و وراه سليم الي نسي يقفل الباب وقفت اتسنطت عرفت أن البنات دي ليهم أهل صعايدة ”
همت بعدم فهم
” صعايدة ازاي ؟”
شرعت مروة بقص ما سمعته من مروان علي مسامع همت التي هللت بفرح قائلا
” دا احنا بيضالنا في القفص يا بت يا مروة.. دانتي تستاهلي بوسه علي أخبارك الي بمليون جنيه دي “
قاطع فرحهم صوت شيرين التي قهقهت بسخرية قبل أن تقول بشر
” الكلام دا لما تكون جايبه أخبار جديدة يا ماما..”
همت بصدمه
” تقصدي إيه ؟”
هبت شيرين من مقعدها تتوجه الي الداخل قبل أن تلتفت قائلة بتهكم
” معنديش وقت اشرحلك. ورايا حاجات مهمه لازم اعملها الاول ..”
*************
كان يحترق بنيران لم يختبرها مسبقا نيران تأكل أحشاؤه من الداخل بينما هو مجبر علي التحمل و ألا يظهر أي بادرة ضعف قد تنال من كبرياؤه الذي يشعر بالحزن علي ألم قلبه الدامي الذي ينافس نيرانه بدلا من الهواء الذي بدأ خانقا حوله بشكل كبير جعله يلتقط زجاجه المياة و يقوم بفتحها و إفراغها دفعه واحده فوق رأسه حتي يهدئ من غليانه قليلا و قام برفع رقبته الي الأعلى بعينين اختلطت مياهها بالمياة التي تتساقط منه و كأنه يناجي ربه بصمت أن يُخفف هذا العذاب المرير الذي قطعه طرقا قويا علي الباب تلاه دلوف شيرين إلي غرفة المكتب و ما أن همت بإغلاق باب الغرفه حتي أتاها صوته القاسي
” اخرجي من الباب الي دخلتي منه..”
جفلت من لهجته القاسيه و أمره الصارم فتركت الباب مفتوحا وهي تتقدم بخطٍ سلحفيه بينما عبراتها تنهمر علي وجنتيها وهي تقول بألم زائف
” عايزة اقولك حاجه مهمه.. انا اسفه لو بعطلك أو جايه في وقت غير مناسب .. ”
كانت قد اقتربت أكثر منه و اهلها احمرار عينيه و المياة التي كانت تغرق وجهه الذي لون الألم ملامحه و بدلا من أن ينهرها انشغل بالنظر الي عينين كانت تطالعه باعتذار صامت من بعيد فوجد نفسه يقول بنبرة اهدأ قليلا
” تعالي”
نظراته التي استقرت خلفها جعلتها تفطن الي وجود فرح وراءها فتحلت بجرأة تعلم أنه لم يرفضها في هذا الوضع خاصة وهو مشغول بعتاب قاسي أعلنته عينيه التي كانت تطالع غريمتها بغضب فقامت بانتزاع محرمه ورقيه و اقتربت منه كثيرا تحاول أن تجفف وجهه من تلك القطرات التي تتساقط من بين خصلات شعره فشكلا مظهرهما لوحه مروعه لقلب تلك التي تناظرهم من بعيد بقلب يحترق كمدا و لأول مرة تتخلي عن هدوئها فتوجهت الي المكتب تنوي الفتك بتلك المرأة التي لامست خط النار حين اقتربت منه بتلك الطريقه ولكنها توقفت في منتصف الطريق تحديدا أمام باب المكتب حين وجدت يده تمتد تمسك بكف شيرين و التفت يناظرها قائلا بنبرة رقيقة لا تشبهه أبدا
” تسلم ايدك…”
كأنه انتزع قلبها من بين ضلوعها في تلك اللحظه. هكذا كان وقع كلماته عليها . كان مرحبا بقربها قاصدا أن يقطع عليها طريق الوصول إليه .
*************
غادرت الفتاتين برفقه ياسين تاركين الجميع خلفهم يحترق بطريقته فكان أول من عبر عن غضبه هو سليم الذي غادر خلفهم يمنعها من أن تستقل السيارة فتفاجئت بيده التي أغلقت باب السيارة أمامها وهو يقول بحدة
” عايز اتكلم معاكي…”
اوشك ياسين علي لكمه فتدخلت فرح قائله بمرارة
” سيبه يا ياسين . خليه يقول الي عنده عشان دي آخر مرة هيتكلم معاها فيها…”
ابتلع ياسين غضبه وقال بنبرة بحنق
” عايزة تسمعيه يا جنة؟”
لم تقدر علي الرفض لا تستطيع إخراجها من بين شفتيها فحاولت التسلح بالكبرياء مستخدمه حجة شقيقتها قائلة بجمود
” معلش يا ياسين . خليه يقول الي عنده عشان زي ما فرح قالت دي آخر مرة هسمعه ..”
استقل ياسين السيارة بجانب فرح التي كانت وكأنها جثة تمشي علي الأرض لم تتوقع أن يكون الألم مريع بتلك الدرجه فهي للآن لم تستطيع التحكم بارتجافه يدها و لا قلبها الذي علمت الآن ما معني أن ينزف القلب دما..
أخذت نفسا طويلا قبل أن تقف أمام الأرجوحه القاطنه بحديقه المزرعه تناظره و قد أحكمت جعل بحرها الأسود قاتم لا يبالي بوجوده كما تحكمت بنبرتها التي جعلتها هادئه حين قالت
“سمعاك ..”
” بحبك يا جنة..”
أما أن ينال رضاها او يموت وهو يحاول . لأول مرة ينحي كبرياءه جانبا و يخلع رداء الصرامه متخليا عن قوانيننه التي وضعها لنفسه فإما النجاة معها أو الهلاك بدونها ..
كان اعترافا مريرا بالحب لم تتوقعه و لم يتحمله قلبها الذي كانت دقاته تتقاذف بعنف بين ضلوعها للحد الذي جعلها تتراجع خطوتين للخلف فأقبل هو عليها قائلا بخشونة
” مش عايز منك رد .. بس عايزك تعرفي اني عمري ما عرفت يعني ايه حب لحد ما قابلتك. و اني مش هضيعك مني و اني مش هموت غير و أنتِ مراتي.. ”
أما الكبرياء أو الموت اما أن تنقاد خلف مشاعرها شرط أن تخلع كرامتها علي باب علاقتها معه أو تموت وهي تدافع عن ما تبقي منها رافضه كل السبل التي قد تجمعها به
“قولتهالك قبل كدا وهقولهالك تاني . لو آخر راجل في الدنيا عمري ما هقبل اتجوزك”
” يالا يا جنة ”
كان هذا صوت ياسين الغاضب الذي أيقظ براكين غضبه ولكنه حاول ابتلاع جمراته قبل أن يقول بجفاء
” كإني مسمعتش حاجه.. أنتِ ليا.. اقسم بالله لو علي موتي يا جنة مش هسيبك “
جن جنونها فقالت بصوت يقطر الما
” بعد كل الي قولتهولي. كل الوجع الي وجعتهولي ليك عين تقولي كدا .. تصدق انك بجح!”
انفعالها بهذا الشكل يعني بأن هناك صدي لحديثه معها فأجابها بلهجه يشوبها الندم
” الجرح الي جرحته انا كفيل اداويه.. بس اديني فرصه..”
بنبرة مهترئه إجابته
” أبدا..”
هدر بغضب
” يبقي انا هخلق فرصتي بإيدي …”
” احلم مع نفسك ..”
قالت جملتها الأخيرة بغضب و غادرت من أمامه مهروله خوفا من مشاعر تصرخ بداخلها قد تجعلها تضعف أمام إصراره و كلماته و قلبها…..
***************
بعد مرور أسبوع كانت حلا تقود سيارتها في طريقها الي الجامعه فتفاجئت بسيارتين دفع رباعي تقطعان عليها الطريق فشعرت بالرعب يغزو أوصالها و توقفت لتجد ملثمين ترجلوا من السيارة و قاموا بفتح بابها وسط صرخاتها التي اخمدها ذلك المخدر الذي وضعوه فوق أنفها فسقطت مغشيا عليها في الحال ..
كان يجلس بوجوم يتابع أعماله حين دخلت والدته الي داخل الغرفه مهروله وهي تقول بفزع
” الحفني يا سالم .. حلا خرجت من الصبح و لسه مرجعتش لغايه دلوقتي و تليفونها مقفول؟؟”
هب من مكانه بينظر الي ساعته فوجدها تشير الي التاسعه اي مر علي غيابها اثني عشر ساعات فقال بغضب
” بقالها اتناشر ساعه غايبه ولسه فاكرة تيجي تقوليلي يا ماما؟؟”
لم تكد تجيبه حتي دق جرس الهاتف فالتقطه مجيبا
” الو..”
المتصل علي الطرف الآخر
” سالم الوزان معايا ؟؟”
سالم باختصار
” ايوا انا مين ؟”
الرجل عل الطرف الآخر
” اختك الآنسة حلا عندي .. تجدر تچول اني خطفتها.. ”
جن جنونه حين سمع حديث الرجل و قال صارخا
” انت مين يا جدع انت وبتقول ايه ؟”
” اني عبد الحميد رضا عمران .. اظن عرفت اني مين عاد..”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)