روايات

رواية في قبضة الأقدار الفصل الثامن عشر 18 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الفصل الثامن عشر 18 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الجزء الثامن عشر

رواية في قبضة الأقدار البارت الثامن عشر

في قبضة الأقدار
في قبضة الأقدار

رواية في قبضة الأقدار الحلقة الثامنة عشر

لا تلوموا القلب كيف خر صريعًا في هواها و لكن سلوا غابات الزيتون في عيناها أي فتنة تمتلك؟
وتِلك الورود المنثورة بدلال على وجنتيها أذهبت بحُسنها عقلي فلم يعُد يعرِف أي طريق قد سلك!
وذلك القلب الذي توجه العشق سُلطانًا علي القلوب ولكنه أمام فِتنتها قد هلك!
فغاليتي مهما أسهبت في وصفِها لن أجد كلِمات تصف أي حسنً تمتلِك.
فهي لم تكِن جميلة بل كانت رائعة للحد الذي جعل الورد يميل إليها و كأنها موطنه الذي إليه يحن ..

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

ببالغ الأسي أعترِف بأن هواك قدر لم استطِع مقاومته و لا الفِرار منه و قد قدر الله و ما شاء فعل !

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

لا يزال يقف أمام النافذة يتطلع إلي البعيد بأنفاس ملتهبه و عينان محتقنة بنيران لم يختبرها يوما و لم يكن يتخيل أن تكون بتلك القسوة إضافة إلي شعوره بتعذيب الضمير كونه وقع في ذلك الفخ المنصوب بعيناها و الذي لام لأجله أخاه سابقا و الآن ضاع هو به و قد نسي أن من عاب ابتلى

عودة لوقت سابق

دلف سليم الي الغرفة التي كانت تغرق في الظلام و قام بالضغط علي ذر الإنارة و نظر حانقا الي ذلك الجسد المرتمي علي السرير ينام بعمق و كل شئ حوله في فوضي كبيرة تماما كحياته التي لم يكن راض عنها ابدا لذا قام بجلب قنينة المياه الموضوعه بجانب السرير و قام بفتحها و إفراغها بالكامل فوق رأس حازم الذي هب من نومته مفزوعا و هو يقول بهلع
” ايه في ايه . “

سليم و هو يجز علي أسنانه غضبا
” قوم اصحالي هنا و أنا اعرفك في ايه ؟”
شعر حازم بالغضب حين فطن إلى ما يحدث و هب من مكانه يقف أمام أخاه و هو يقول بغضب
” في ايه يا سليم . حد يصحي حد كدا ؟ و خصوصا في الجو التلج دا”
سليم بسخريه
” دا علي اعتبار انك بتحس اصلا ؟ “

حازم بنفاذ صبر
” لا مابحسش! و لو ناوي تدخل في محاضرة الأخلاق بتاعت كل مرة دي يبقي وفر علي نفسك و عليا علشان مصدع و ماليش خلق أسمعها “

اقترب سليم منه خطوتان و قد اشتعلت عيناه بحمرة الغضب الذي يسري في أوردته و تجلي في نبرته حين قال
” لا هتسمع و هتنفذ غصب عنك . عشان قسما عظما يا حازم لو ما اتظبطت لهكون مكسرلك دماغك . انت ايه يا ابني انت . مفيش اي ذرة احساس عندك . ضميرك مبيأنبكش علي بنت عمتك اللي مُصِر تكسر قلبها و تدمر حياتها “

حازم ووقد اشتغل غضبه هو الآخر
” لا مبيأنبنيش يا سليم . و بنت عمتي دي بقي لو اتكسرت رقبتها مش فرقالي . “

سليم بصراخ
” لما تكون بتكلمني توطي صوتك يا حيوان. أنا مش واحد من ألاضيشك . انا اخوك الكبير. و بعدين تعالي هنا . بقي بنت عمتك المحترمه المتربيه عادي تكسر رقبتها و للزباله اللي تعرفهم هما دول اللي بتخاف عليهم صح ؟”.
حازم بتوجس
” تقصد ايه ؟”
سليم بوعيد
” اقصد الي فهمته . اوعي تكون فاكر اني نايم علي وداني . شقه المقطم و القرف الي بيحصل فيها . ياخي اتقي الله . الزنا دا كبيرة من الكبائر . عقابه الرجم حتي الموت “

قال جملته الأخيرة صارخا مما جعل حازم ينتفض زعرا و لكنه حاول الثبات قدر الإمكان فقال بمراوغه
” مين إلي قالك الكلام العبيط دا . عمرها ما توصل معايا لكدا . و بعدين انا بروح انا و اصحابي نذاكر و تقدر تييجي تطب علينا في أي وقت ”
سليم بوعيد
” هيحصل . من هنا و رايح هتلاقيني فوق دماغك . و مش هداري عمايلك عن سالم اكتر من كدا . و بالنسبه للزباله الي انت ماشي معاها دي تقطع معاها فورا. و إلا هتدخل انا و وقتها مش هيعجبك الي هعمله “

ما أن آتي علي ذكرها حتي انتفض غضبا و التفت يناظر أخيه بحنق تجلي في نبرته حين قال
” سليم . مسمحلكش تجيب سيرتها . جنة مش زباله. انا بحبها بجد. و مش هبعد عنها أبدا.”

سليم بصراخ هز أرجاء الغرفه
” هتبعد عنها و رجلك فوق رقبتك . الي زيك مبيعرفش يحب . و هتتجوز سما بردو و رجلك فوق رقبتك ”
حازم بصراخ
“هتجوزني غصب عني زي الحريم يعني ؟”.
سليم بقسوة
” آه يا حازم . هجوزك غصب عنك زي الحريم . لإنك مفرقتش عنهم حاجه . متفكرش اني غبي انت مشيت شويه مع سما و لما زهقت قلبتها و مراعتش انها بنت عمتك لحمك و دمك . كان ممكن احترمك لو انت من البدايه علي موقفك دا .لكن انك تلعب بيها وبعدين تسيبها دا عمري ما هعديهولك .”

شعر و كأن أحدهم هوي بمطرقه قويه فوق رأسه و قال بترقب
” مين إلي قالك كدا ؟”
سليم بتمهل
” سما . و أنا مصدقها و لو حلفت علي مصحف ربنا ان ده محصلش مش هصدقك “

ثارت ثائرته حين علم بأنها قصت ما حدث بينهم علي أخاه و جن جنونه الذي تقاذف من بين شفتيه بصراخ
” دي واحده زباله و انت بتصدقها دي لو كنت قولتلها سلميلي نفسك مكنتش هترفض….”

صفعة مدويه سقطت بقوة علي خده اخرسته عما ينتوي قوله في حق تلك التي لم تر يوما في الحياة غيره و لكنه في الحقيقه ما هو إلا ذئب مفترس غرضه دنئ كدناءه كلماته التي لم يستطع سليم سماعها لذا اخرسه بتلك الطريقه المهينه و اتبعها بكلمات نالت من كرامته حتي اردتها
” اخرس يا حيوان . للدرجادي انت زباله . انت الي بتنهش في عرضك بدل ما تحميه . اتفو عليك .”

لم يتحمل ما حدث وقام بحمل أحد المقاعد و إلقاءه في أحد أركان الغرفة وهو يصرخ بجنون
” لا يا سليم … لحد هنا و كفايه …انا مش عيل صغير عشان تمد ايدك عليا . ”
سليم بصراخ
” لا همد ايدي و هضربك لحد ما اكسرلك عضمك عشان تعرف أن الله حق”

انفتح باب الغرفه و دخل منه سالم تليه والدته و تفاجئوا بما يحدث و كلمات حازم الذي قال بصراخ
” يبقي مش قاعدلك فيها . هسيبلك البيت و الدنيا كلها و امشي .”

انفلت زمام العقل في تلك اللحظه و هرول حازم للأسفل متجاهلا صراخ والدته و أوامر سالم الذي أوقفه حديث سليم الغاضب حين قال
” سيبه يا سالم . الحيوان دا لازم يتربي . مينفعش يقعد وسطينا بعد النهاردة”
أمينه بإنهيار
” انت اتجننت يا سليم . تطرد اخوك الصغير . كلكوا عندي كوم و حازم كوم تاني فاهم “

سالم بغضب
” عايز اعرف في ايه يا سليم دلوقتي حالا ”
زفر سليم بحنق قام بإغلاق باب الغرفه و قص علي سالم ما حدث و انهي جملته ناظرا لوالدته و هو يقول بعتب قاس
” آدي آخرة دلعك فيه بيخوض في عرض بنت عمته الي روحها فيه . و مرافق بت زبالة زيه و ماشي معاها في الحرام . دي أخرتها يا حاجه أمينه . يقعد في وسطينا ازاي و هو بالأخلاق دي ؟”

سالم بخشونه
” مين إلي قالك الكلام دا ؟”
سليم بإختصار
” واحد صاحبه !”

عودة للوقت الحالي

فرت دمعه من طرف عيناه تحكي مقدار ألمه و ذنبه الذي ينبش في صدره بحوافره المدببه منذ أن سمع عن خبر حادثه أخيه و وفاته يتمني لو يعود به الزمن حتي يمنعه من الخروج حتي لو كان سيضطر لحبسه داخل قفص حديدي و يعيد تأهيله من البدايه و لكنه لم يكن يسمح له بأن يفارقهم .
يعاني من عقدة الذنب و تأنيب الضمير التي تزداد يوما بعد يوم فهاهو يقع في الفخ تماما مثل أخاه و تلك الفتاه التي كان ينعتها باسوء الصفات هي الآن مالكة ذلك القلب اللعين الذي لا يعلم كيف وقع لها بتلك الطريقه؟!

نعم اعترف بأنه احبها و إلا لما ستنهش قلبه الغيرة من مجرد كونها مع مروان في مكان واحده . يشعر بأن هناك طوق ملتف حول رقبته ملغم بجمرات ملتهبه أولها ذنبه و آخرها عشقه الملعون لها! يري الحياة أمامه سوداء قاتمه لا يعلم اي طريق عليه أن يسلك حتي يعيد سفينته الي طريقها المنشود؟

رنين هاتفه أخرجه من شروده فقام بجلبه و الإجابه بصوت باهت لا روح فيه
” آلو ؟”
المتصل علي الطرف الآخر
” سليم الوزان معايا؟”
” ايوا انا . مين معايا ؟”
” حضرتك احنا مستشفي (..) اخت حضرتك عملت حادث وهي دلوقتي في اوضة العمليات ..”

سهم آخر تلقاه صدره الذي لم يكن ينقصه عذاب آخر و ها هو قدره لم يشفق علي ألمه العميق و لا جراحه النازفه و يرسل إليه خبر حادث شقيقته التي كانت بمثابة طفلته الجميلة التي ما قسي عليها إلا ليهذبها و يعيدها الي طبيعتها الحانيه و المسالمه. و لكنه الآن يهرول في المشافي بحثا عن غرفتها و قيود العذاب و الندم تكبل قدماه الذي يشعر و كأنها لم تعد قادره علي حمله .

أخذ يتلفت يمينا و يسارا كطفل تائه يبحث عن وجهه آمنه ترشده الي طريقها و داخله يتضرع الي ربه بأن يحفظها و لا يريه بها أي مكروه فهذه المرة لن يستطيع إحتمال ألم الفراق فسيسقط قلبه صريعا قبل جسده .

***************

لا أعلم ماذا يحدث لي أمام حزنها الفاتن و ملامحها التي لا يليق بها الوجع و لا يقدر علي محو تفاصيلها الرائعة التي تجذبني إليها كما تجذب ألسنة اللهب الفراشات .

كان ينظر إليها بعينين تفيضان بحب لم تفصح عنها الألسن ولم تفطن له القلوب بعد . كان هناك شعور قوي يتوغل إلى أعماقه شعور يخصها وحدها بالرغم من قله اللقاءات بينهم إلا أن القدر دائما ما يلقي بها في طريقه خاصة و هي في قمة ضعفها الذي يتسرب الي داخله فيوقظ به غريزة الرجل في حماية أنثاه

” انتي طلعتيلي منين وايه حكايتك ؟”
هكذا تحدث ياسين و هو يناظر تلك التي كانت تستلقي علي السرير و الضماد يغطي ذراعها الأيمن و قدمها اليسري وبعض اللاصقات واحده فوق حاجبها الأيسر والأخرى تحت صدغها و بالرغم من ذلك كانت ملامحها الجميلة لازالت تأثره .
” كان ناقصني مشاكل في حياتي عشان تظهريلي انتي ؟ و الغريب اني سايب كل حاجه و قاعد جنبك !”

أخذ جرعة كبيرة من الهواء داخله و تابع النظر إليها قائلا
” حاسس اني اعرفك من زمان يا حلا .. ”
تابع ترديد اسمها من بين شفتيه و كأنه يتذوقه
” حلا .. اكتر حد قابلته اسمه لايق علي ملامحه و كأنه متفصل عليه. حلا وانتي حلا و أكيد ظهرتيلي عشان تحلي حياتي بوجودك .”

هكذا خرجت الكلمات من بين شفتيه بينما عيناه تطوف فوق ملامحها الجميله الهادئه و حين توقفت عيناه أمام شفتيها تفاجئ بها تنطق اسمه برقه و لهجه خافته
” دكتور ياسين !”

تجمد للحظات بمكانه بينما عيناه التقت بخاصتها في لحظه خاطفه تجاوزها بثباته المعهود و سرعان ما استعاد رباطة جأشه و هب من مقعده يرسم ملامح السخرية علي ملامحه و تجلي ذلك بصوته حين قال
” أخيرا فوقتي . يا اكتر بيحب المصايب شفته في حياتي ”
جعدت ما بين عيناها و أخذت تنظر حولها ثم استقرت نظراتها فوقه و هي تقول بعدم فهم
” هو حصل ايه؟ و ايه الي جابني هنا ؟ “

رق قلبه لحالها و ضياعها الباد في عيناها و إن كان أخذ منحني الهجوم قبل قليل فذلك عقابا لها علي استيقاظها في لحظه ضعف خاصة به. لذلك أجابها بلهجه هادئه لم تخلو من التوبيخ حين قال
” انتي عملتي حادثه كبيرة و الحمد لله ربنا نجاكِ. ”
تمتمت بخفوت
” حادثه”
ياسين بتوبيخ
” و مستغربه كدا ليه. دا نتيجة طبيعيه لسواقتك المتهورة دي . انتي تقريبا كنتي طايرة بالعربيه .”

تقدم يجلس علي المقعد بجانبها و هو يقول بخشونه
” ازاي تبقي مندفعة و غير مسئولة بالشكل دا؟ انتي كنتي فعلا هتموتي نفسك . دا غير الأذي الي كان ممكن تتسببي فيه لناس ملهاش اي ذنب . تقدري تقوليلي ايه في الدنيا يستاهل تأذي نفسك و غيرك بالشكل دا ؟”

تجاهلت ألمها الذي بدأ يطرأ علي ملامحها بمجرد أن جعلتها كلماته تعود إلي واقعها الأليم و قد عاد إليها عذابها و الذي خرج علي هيئه كلمات محمله بعبرات توحي بمقدار ما تشعر به
” لما يخذلك أقرب الناس ليك وقتها مش هتبقي باقي علي حاجه أبدا.”

لم تخترق جملتها اعماق فؤاده هو فقط بل استقرت بقلب ذلك الذي كان يقف أمام غرفتها التي وصل إليها لتوه و ما أن أوشك علي الدخول حتي توقف حين وقعت كلماتها علي مسامعه فشعر بقلبه ينشطر إلي نصفين فكل ما حدث مع شقيقته الغاليه هو السبب به و ها هي كانت قاب قوسين أو أدني من الموت لولا رحمة الله التي انقذتها و انقذته من عذاب لم يكن يحتمله أبدا ..

لم يتثني له الرد فقد انفتح باب الغرفة علي مصرعيه و دخل رجل طويل بملامح حادة و عينان يشوبها حمرة فانيه كانت أهم ما يميزه يشبهان جمرتان آتيه من الجحيم لا تهدآن ابدا. و قد نال منهما نظرة لا يعلم هل كانت متوعدة ؟ أم عابرة ؟
تجعدت ملامحه رغما عنه حين وجد سليم يقترب من حلا و يأخذها بين ذراعيه قائلا بلهجه مرتعبه
” حلا .. انتي كويسه ؟”

تفاجئت حلا من دخول سليم إلي الغرفة و رغمًا عنها انفلت زمام دموعها التي سقطت بغزارة حين عانقها و تحدث بتلك النبرة التي كان يطغو عليها القلق فلم تستطيع منه دموعها و لا الإنفجار الذي لاقي صدي كبير بصدره فأخذ يشدد من احتضانها وهو يقول بصدق
” حقك عليا يا حلا . حقك عليا “

ازداد نحيبها و قد آلمها هذا كثيرا فخرجت منها آهات جعلته يرتد للخلف يناظرها بعينان إرتسم بهما القلق الذي تجلي في نبرته حين قال
” حاسه بأيه ؟ في ايه بيوجعك ؟”
تراجعت للخلف قليلا و قالت بألم
” دراعي واجعني و رجلي كمان . و حاسة بصداع فظيع “

قام سليم بتعديل الوسادة خلفها و بمنتهي الرقه والحنان قام بإرجاعها حتي تستلقي براحه و نهض من مكانه وهو يقول
” هنادي على الدكتور عشان يشوفك “

أخيرا تجاوز ياسين تلك الغصة القابعة بحلقه و قال بخشونة
” الألم دا شئ طبيعي بالنسبة لحالتها .”
التفت سليم يناظره قبل أن يتوجه إلي حيث يقف و حين أصبح أمامه مد يده يصافحه وهو يقول بامتنان
” انت دكتور ياسين الي لحقتها و جبتها علي هنا “

تفاجئ ياسين من معرفته بالأمر و لكنه لم يعلق بل اكتفي بمد يده إليه و هو يومئ برأسه فتابع سليم بإمتنان
” انا سليم الوزان اخو حلا.. حقيقي مش عارف أشكرك ازاي . ”
قاطعه ياسين الذي ابتسم بتحفظ قبل أن يقول
” متشكرنيش يا سليم بيه .اي حد مكاني كان هيعمل كدا . حمد لله علي سلامتها “

” الله يسلمك . انت فعلا انسان محترم . و ابن اصول . و أنا سعيد اني اتعرفت عليك . و لو احتاجت اي حاجه في أي وقت كلمني ”
ياسين بتحفظ
” شكرا ليك . انا مضطر أمشي دلوقتي. حمد لله علي سلامتها مرة تانيه ”
اومأ سليم برأسه و ابتسم بلطف بينما توجه ياسين للخارج دون أن يلتفت إليها مما جعلها تشعر بحزن لا تعلم سببه فأغمضت عيناها بتعب و لكنها شعرت بلمسه حانيه من يد سليم الذي قال بإهتمام
” لسه تعبانه . انادي عالدكتور ؟”
اومأت حلا برأسها بنفي و قالت بتعب
” مش اوي . انا بس عايزة انام . ”
سليم بحنان
” نامي و إرتاحي يا حبيبتي. ”
لامست كلماته قلبها فرفعت رأسهت تبتسم له و بدأت تذهب في ثبات عميق و لكن قبل أن تغفو تمتمت بخفوت
” بلاش تقول لماما يا سليم .”
سليم بحنان
” نامي يا حبيبتي و إرتاحي و متشغليش بالك بأي حاجه ..”

****************

كانت جنة مستلقيه علي السرير بإحدي عيادات طب النساء و كانت الطبيبة تمرر الجهاز فوق بطنها التي انتفخت قليلا بينما هناك شاشه في منتصف الغرفه كانت تجلس أمامها أمينه التي كانت كل خليه بها ترتجف و هي تري تلك الصورة المجسمه التي تظهر ذلك الكائن الصغير التي علت دقات قلبه فجأة مما جعل العبرات تقطر من مقلتيها تأثرا بذلك الصغير الذي يحمل رائحه فقيدها الغالي الذي لا تزال خسارته تؤلم روحها و قلبها .
أنهت الطبيبة الكشف و توجهت إلي مقعدها بينما كانت إحدي الممرضات تساعد جنة في ارتداء ملابسها و ما أن انتهت حتي توجهت تمسك بيد أمينه التي كانت ترتجف و مظهرها يوحي بمدي تأثرها فصدمت جنة حين رأتها بتلك الهيئة المبعثرة و هنا أدركت بأن هذه المرأة ليست بتلك الصورة الجامدة التي تبدو عليها فبداخلها قلب رقيق يتأثر و يشعر .

تقدمت أمينه و بجانبها جنه التي جلست أمام الطبيبة التي قالت بمزاح
” ايه يا مدام هتسمي ولي العهد ايه بقي ؟”
تحدثت أمينه بلهفه
” ولد يا دكتورة ؟ جنة حامل في ولد ؟”

الطبيبة بإحترام
” ايوا يا حاجه ولد . ”
خرجت كلمات الشكر من قلبها قبل شفتيها
” احمدك يارب . الف حمد و شكر ليك يا رب . حازم الصغير جاي في الطريق . “

لا تعلم لما شعرت بغصة مؤلمه داخل صدرها و لكنها تجاهلتها و وجهت أنظارها الي الطبيبة و قالت بلهجه مهتزة
” طمينيني يا دكتورة البيبي وضعه ايه ؟”
” لا الحمد لله عال وأنا هغيرلك الفيتامينات و خلاص مبقاش محتاجين المثبت دلوقتي انتي داخله في الشهر الخامس عايزينك بس تهتمي بأكلك اكتر من كدا و طبعا نبعد عن التوتر و العصبية و أي ضغوطات نفسية مش عايزين البيبي ييجي عصبي .”

ابتسمت جنة بلطف و أخذت تستمع الي تعليمات الطبيبة بإهتمام الي أن انتهت فأمسكت بيد أمينة و توجهوا للاسفل و مازالت كفوف العجوز ترتعش تأثرا و ضربات قلبها التي كانت تدق بعنف شعرت به جنة فإلتفتت تنظر إليها قائله بإهتمام
” حاجه أمينة انتي كويسه؟”
امينة من بين دموعها
” كويسه! . دانا بقالي كتير مكنتش كويسه زي النهارده يا جنة “

ابتسمت جنة و لم تعلق فتابعت أمينة التي توقفت و أخذت تناظرها بامتنان يخالطه حزن دفين و جرح عميق
” شكرا يا جنة. انتي حييتيني مرتين . مرة لما أنقذتي حياتي و مرة لما خلتيني اشوف حفيدي و أحس بوجوده . انتي لو طلبتي الباقي من عمري معزهوش عنك ابدا ..”

اختتمت أمينه جملتها و انخرطت في نوبة بكاء حادة رق لها قلب جنة كثيرا فاقتربت منها تحتضنها بقوة لا تعلم من أين اتتها فقد كانت تريد التخفيف من عذاب تلك السيدة و تريد الاطمئنان الي جانب أحدهم . كان الشعور بالإحتياج متبادل و رغما عنها وجدت عبراتها تتساقط من عيناها فقد لامس أنفها رائحه والدتها الراحلة و قد تمنت في تلك اللحظة لو تكون علي قيد الحياة ..

أخرجهم من تلك اللحظات زامور سيارة مروان التي كانت تقف أمام البنايه في انتظارهم فتراجعت جنة للخلف و هي تناظر أمينه بخجل فتحدثت الأخيرة بنبرة مبحوحة من فرط البكاء
” يالا علشان منخليهوش يستني كتير و هناك في البيت نبقي نكمل كلامنا .”

اومأت جنة برأسها و تقدمت تمسك بيد أمينة إلى أن وصلوا إلى السيارة فتوجه مروان ليفتح الباب الي أمينه و قد كانت نظراته لا تفسر فسألت الأخيرة قائله
” في حاجه يا مروان ولا ايه ؟”

مروان بلهجة جافة
” لا يا مرات عمي مفيش حاجه . هيكون في ايه ؟”

شعرت أمينه بوجود خطب ما و لكنها لم تتحدث اكتفت بالصعود الي السيارة بينما توجهت جنه للكرسي الأمامي و لكنها تفاجئت باقتراب مروان منها و الذي قال بصوت خفيض وهو يمد لها هاتفه خلسه
” اكتبي رقمك . هبعتلك عليه رساله ضروري .”

تفاجئت جنة من حديثه و لكن نظراته أخافتها فكتبت رقم هاتفها و ناولته إياه فأخذه و التفت يجلس بكرسي السائق و أخذ يعبث بالهانف قليلا فوصلتها رسالة نصية برقت عيناها حين رأتها
” اوعي تبيني اي حاجه علي وشك و تتعاملي عادي . حلا عملت حادثه كبيرة و هي في المستشفى. مش عايزين مرات عمي تحس بحاجه خلي بالك منها و من ريتال النهاردة..”

التفتت تناظره بصدمه و لا تعلم ماذا عليها أن تفعل فقامت بكتابة رسالة نصية فحواها
” انت بتقول ايه حادثه ايه ؟ طب هي عامله ايه دلوقتي ؟ و مين معاها ؟ “

كان مروان يراقبها و ارتسمت تعبيرات السخرية علي ملامحه و لم يجيب علي رسائلها بل زفر بحنق و رفع أنظاره إلي ريتال الجالسه في الخلف و قال بتهكم
” ربنا ادانا العقل عشان نستخدمه يا ريتال . هرد علي الرسايل ازاي و أنا سايق يا اغبي اخواتك ؟”

تفاجئت ريتال من حديثه و قالت بصدمه
” اي يا عمو و أنا مالي و مال تليفونك و رسايلك؟ “

مروان بنفاذ صبر
” خلاص يا ريتال انا بس بنبهك. ”
ناظرته جنه بحنق و قالت من بين أسنانها
” والله ما في حد هنا غبي غيرك ”
سمعها مروان فصاح بحنق
” والله انك عايزة ضرب الجزمة يا ريتال “

صرخت الفتاه بإستهجان
” ليه يا عمو هو انا عملتلك ايه ؟”
هنا أدخلت أمينه قائله بغضب
” انت متخلف يا ابني هي البنت كلمتك ؟ ماهي قاعدة تلعب بألعابها اهيه . ايه العبط الي بييجي عالمسا دا ؟”

اغتاظ مروان من حديث أمينه و لم يستطيع الرد و جاءت كلمات جنة الشامتة لتزيد من غضبه حين قالت
” أحسن . ”
خرجت الكلمات منه غاضبه و مضحكه في آن واحد حين قال
” يك احسن في عينك . يا قزمه انتي .”

لحسن حظه لم تسمعه جنة التي انشغلت برساله نصية جاءت علي هاتفها كانت من آخر شخص توقعته
” مروان اكيد قالك علي الي حصل لحلا . خلي بالك من ماما و اوعي تحس بحاجه لحد ما نرجع. و مش محتاج أقولك هعمل فيكي اي لو خالفتي أوامري ؟”

اغتاظت من وقاحته و علي الفور قامت بإرسال رد لازع يشبه وقاحته
” مابخدش أوامر من حد و لو هعمل كدا فدا عشان الحاجة أمينه متتعبش و ياريت تطمني علي حلا عاملة إيه دلوقتي “

لم يجبها فقد كان غاضبا للحد الذي يجعله يريد قطع المسافه الي منزلهم و كسر عنقها جراء أفعالها الحمقاء التي دائما ما يدفع ثمنها.
رنين هاتفه أخرجه من شروده فأجاب حين وجد المتصل مؤمن
” اذيك يا مؤمن ؟”
” اذيك يا سليم بيه عامل ايه ؟”
سليم مجيبا
” تمام الحمد لله . طمني عليكوا ؟”

اختار بما يخبره فأجاب بتوتر
” بصراحه دا الي اتصلت بيك عشانه . يعني عدي وانا كنت عايزين نتكلم معاك شويه لو ينفع تيجي ل عدي المستشفى هو كان عايزك!”

سليم بإنتباه
” مستشفي ايه ماله عدي ؟”
مؤمن بإرتباك
” هو كويس . يعني بقي كويس بس عايز يقابلك ضروري . لو ينفع ؟ ”
سليم مقاطعا إياه
” ابعتلي اسم المستشفي يا مؤمن و أنا مسافة السكة و هكون عندك “

بالفعل أعطاه مؤمن العنوان و التفت سليم واضعا قبلة دافئة فوق جبين شقيقته التي كانت تغط في نوم عميق بفعل المهدئات و المنومات التي تحد من ألمها وقد طمأنه الطبيب على حالها و أنها ستنام للصباح و قد شعر بأن حديث عدي معه حتما سيكون له صلة بها و قد كان يتأمل أن يكون حديثه هذا بداية طريق الراحه لذاته التي سئمت العذاب بكل انواعه
كان في طريقه الي سيارته حين تقابل مع مروان الذي اتي في الحال حتي يطمئن علي حلا فاوقفه سليم الذي قال بخشونة
” تطلع تقعد جمبها لحد ما اجيلك و اياك تسبها و لو لحظة واحده .”

أوشك مروان علي الحديث فاوقفته كلمات سليم المتوعدة حين قال
” و لا كلمه. أنا اساسا مش طايقك و أمنية حياتي دلوقتي اكسر رقبتك فأحسنلك متضايقنيش اكتر من كدا ”
ابتلع مروان كلماته بداخله و رسم ضحكه بلهاء مستفزة علي ملامحه و هو يومئ برأسه مما جعل سليم يناظره بحنق قبل أن ينطلق في وجهته .

***************

كانت تجلس أمام المرآة تناظر مظهرها الرائع و الجديد كليا عليها فقد أصر علي شراء اغلي ثوب بالمحل بل إنه لم يكتفي بثوب واحد انما اشتري العديد من الأشياء التي يعلم بأنها ستعجبها و قد اندهشت كثيرا من كونه يعلم ذوقها الي هذا الحد و بالرغم من أن جميع الأشياء لائمتها إلا أنها كانت تشعر بأنها غريبة عليها. لم تعتد الترف و لا دفع كل تلك الأموال في تلك الخرق البالية . لم تعتد البزخ في العيش و لم تشعر بأنه يناسبها و لكن حين حاولت الرفض أتاها رده الذي كان بلهجة ناعمة كثيرا لا تشبهه
” عشان خاطري يا فرح اقبلي مني الحاجات دي . المرادي انا مش بأمرك انا بطلب منك. و بتمني انك متكسفنيش “

بالفعل كان هناك رجاء صامت في عيناه لم تلمحه من قبل! جعل كل مقاومتها تتلاشى و صلابتها تضعُف و قد كان هذا الضعف هو أكثر شئ تبغضه في هذه الحياة و اصبح داءها الذي يلازمها منذ أن عرفته و لكنها الآن اختارت الضعف بملئ إرادتها لمجرد توسل لعين لامسته بعيناه!
من المؤكد أنها تمثيلية إخراجه و تأليفه و تظنه الآن أنه يسهر منها وومن غبائها . تلك الساذجة التي يسيطر عليها ببضع نظرات حانيه متوسلة!
ذلك الرجل أصبح خطرا عليها ينبغي منها الهرب منه و من كل شئ يحمل رائحته . فلا طاقة لها بجرح آخر و لا خذلان آخر فصفعه واحدة في الحياة تكفي !

زفرت بتعب قبل أن تحس قدماها علي الحركة و إرتداء ذلك الوشاح الأنيق من الفراء الثمين الذي لم يمانع صاحبه في دفع الكثير من النقود حتى تتلفح به لليلة واحدة فارتسمت ابتسامة ساخرة علي ملامحها قاطعتها دقات على باب الغرفة كان لها صدى قوي بداخلها وكأن كل قراراتها التي اتخذتها منذ قليل بدأت بالتلاشي حين استشعر قلبها وجوده لذا حاولت أخذ عدة أنفاس متتاليه علها تهدئ من ضجيجها قبل أن تقول بتحفيز
” اهدي يا فرح . الي انتي هتعمليه دا هو الصح . انتي مفكيش حيل لجرح جديد. و المرادي هتكون فيها نهايتك !”

أخذت عدة ثوان للسيطرة علي نفسها قبل أن تتوجه بخطي ثابته الي باب الغرفة و قامت بفتحه لتجد نفسها تقف وجها لوجه مع أوسم رجل قابلته بحياتها . تلك الجملة التي دائما ما تخطر ببالها حالما تقع عيناها عليه و لكنها نفضت عن رأسها كل تلك الترهات و رسمت ابتسامة متحفظة لتتفاجئ من كلمته المازحه مع رفعة من حاجبه الكثيف
” أنسة فرح عمران !”

رغما عنها اتسعت ابتسامتها من مزحته و طار تحفظها كالهباء المنثور و لكنها سرعان ما تجمدت علي شفتيها حين سمعت كلماته التي تحوي الكثير و الكثير
“تعرفي ان ضحكتك حلوة و الأحلي منها عنيكي خصوصا لما بيبقوا عاملين كدا “

تاهت بين كلماته و معانيها و ملامحه و نظراته التي كانت تحاوطها بشكل لم تعهده مسبقا و لكنها توقفت عند آخر جملته و قالت بعدم قهم
” عاملين ازاي ؟ “

أجاب بكلمة بسيطة كانت كفيلة بزعزعة كل شي بداخلها
” صافيين.”
لم تستطع فهم ما يرمي إليه فتابع قائلا بصوت أجش
” لما بيكونوا صافيين بيضحكوا ضحكه حلوة اوي . وده مبيحصلش غير في حالة واحدة بس”
” الي هي ؟”

كانت تتلهف لإجابه تروي ظمأ قلبها و لكن كالعادة لا يعطيها الجرعة المطلوبه كامله بل نظر إلي ساعته و امتدت يداه تمسك برسغها و هو يقودها في طريقهم الي الحفل قائلا بفظاظة
” مكنتش مفكرك بتاخدي وقت قدام المرايا زي باقي الستات.”

اغتاظت من وقاحته فعضت علي شفتيها بحنق تمنع سيل من السباب و الشتائم تود لو تمطره بها .
وصلوا إلي الحفل فشعرت بالرهبه لا تعلم السبب لذا قالت بخفوت
” سالم بيه ؟”
أجابها مصححا بينما عيناه مسلطه علي عيناها بقوة
” سالم بس يا فرح”

اومأت برأسها دون حديث فتابع قائلا بخشونة
” تفضلي جنبي طول الفرح و لو اي حد طلب منك ترقصي معاه ترفضي رفض قاطع و تقوليلي عشان اكسر دماغه. اتفقنا “

لم تستطيع منع الإبتسامة من الوصول إلي شفتيها و قد كان هذا ما يريده فقد لمس رهبتها من تلك الأجواء و أراد تخفيف وطاة ذلك عليها و لكن ما أن رأى ابتسامتها حتى قال بغزل مبطن
” بلاش عنيكِ يضحكوا الضحكة دي قدام حد “

نجح في ازاله رهبتها و لكنه زلزل ثباتها فتنهدت بعمق قبل أن يدخلوا الي الحفل الذي لم يكن صاخبا و لكنه كان ملئ بأناس من المجتمع المخملي يرتدون اغلي و افخر الثياب و الحلي و يدخنون اغلي انواع التبغ الذي كانت رائحته تشعرها برغبة في القيء و لكنها جاهدت حتى تظل بمظهرها اللامبالي و ظلت بجواره حتي انتصف الحفل و لكنها لم تعد قادرة على التحمل فقد شعرت بالإختناق لذا حين وجدته انخرط في الحديث مع مجموعة من رجال الأعمال تسللت خفية إلى الشرفة تريد استنشاق الهواء الطلق الخال من رائحة النفاق الممزوجة بعطور ثقيلة لم يستطيع أنفها تقبلها فتلك الأجواء تصيبها بالغثيان دائما.

كان الهواء عذب يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية و ردائها الأسود اللامع الذي يتناسب مع كحلها الفاحم الذي حاوط غاباتها الزيتونية اللامعه و التي انعكس عليها ضوء القمر فجعلها في ابهي صورها أمام عينيه التي تابعت خطواتها للخارج و أرغمته على اللحاق بها فقد كان يتبع وجهة قلبه التي اهتدت أمام عيناها و أسلمت بأنها بره الآمن في هذه الحياة و التي سيحارب بكل قوته حتى يحصل عليها .
” مش خايفه تاخدي برد ؟”

جفلت حين سمعت صوته و لكنها حاولت السيطرة علي رجفة قلبها التي كانت تخشي أن تفضح مشاعره نحوه لذا لم تلتفت إليه بل إجابته و هي تنظر البعيد
” الجو جميل. و هوي البحر حلو اوي “

” هو جميل و كل حاجه بس هوي البحر غدار خلي بالك “

هكذا أجابها فشعرت بأن حديثه يحمل معان أخرى مبطنة و لكنها تجاهلت منحني الرد فظل صامتا للحظات بدت كدهر مر عليها وهي تحارب كل شئ بداخلها و تردد على مسامعها عبارة واحدة
” هذا ليس المكان المناسب لكِ”

خرجت منها تنهيدة قوية تدل علي حيرة وغضب كبيران بداخلها و قد شعر هو وجود شئ خاطئ بها لذا قال باهتمام
” ليه كل دا ؟’

وكأنها كانت تنتظر منه أي بادرة للانفجار و إخراج مكنونات غضبها منه ومن نفسها و من شعور لا تعلم من أي جهة تسرب الى قلبها
” عشان حاسة اني غريبة عن كل حاجه حواليا . الفستان دا مش بتاعي الناس دول مش شبهي المكان دا مش ليا. حتي انت !’

تنبهت جميع حواسه عند كلمتها الأخيرة و خرجت الكلمات منه ثابتة بقدر هشاشة قلبه في تلك اللحظة
” انا ايه ؟”

حاولت أن تبدو لهجتها ثابته و هي تقول بصراحه اذهلته
” انت عايز مني ايه ؟”

لم يتردد لحظة قبل أن يقول
” عايزك تكوني مرتاحه يا فرح “

إجابته اخترقت شئ ما بقلبها فولدت شعور قوي جعل العبرات تترقرق في مقلتيها و لكنها جاهدت في منع سيل الدموع التي سيأتي بعدها انفجار عنيف لن تستطيع السيطرة عليه
” ليه ؟ انا افرق معاك في ايه ؟”

بين الرمش و الجفون بين الضلوع و في ثنايا الروح يوجد أنت..

هكذا أراد أن يخبرها بما تعني له و لكنه تجاهل كل ذلك و قال بجمود
” انتي فكرتي في السؤال قبل ما تسأليه ؟”

تراجعت حين اصابتها كلماته في صميم قلبها و قد كان سؤاله يحوي إجابة مزقتها لذا قالت بصوت حاولت أن يكون قوي
” انا عارفه دوافعك يا سالم بيه و مقدرة كرمك معايا ومع جنة بس انا مابحبش الشفقة أبدا و لا بتقبلها. و اسلوبك معايا مالوش تفسير غير كدا و دا انا مش هقدر اقبله “

يعلم بأنها اختارت أقل الحلول ضررا لكرامتها بتلك الكلمات وقد آلمه هذا كثيرا يتمنى لو أنها فقط تعطيه بعض الامان حتى يخبرها ماذا تعني له و لكنه لا يأمن لغضبها و كبريائها و هواجسها اللعينة و لهذا لن يستطيع الإفصاح عما يشعر به لذا تجاهل منحني الرد لتتابع هي
” فكرة جوازنا دي مجنونة و أنا بعفيك منها و من محاولتك لإنقاذي و إنقاذ سمعتي . انا عارفه هتصرف ازاي و هحل أموري ازاي متقلقش . ”
زفر غضبا هائلا بين طيات أنفاسه الملتهبه و قال بفظاظة
” مبقتش فكرة مجنونة بقت أمر واقع و المفروض انك تكوني بدأتِ تتأقلمِ عليه “

فرح بغضب دفين
” اديني سبب واحد عشان اقبل بيه و ابتدي أتأقلم عليه ”
سالم باختصار
” حسيت انك اكتر حد مناسب ليا .”
اغتاظت من شُح إجابته و قالت بتهكم

” انت شايف أن دا سبب مقنع للجواز ؟”
سليم بخشونة
” فكري و خدي وقتك لحد ما تقتنعي أن هو دا الصح “

فرح بعناد
” ولو مقتنعتش ؟”
ارتسم العبث علي ملامحه حين قال بخفوت
” بكدا هضطر ادخل و اقنعك بطريقتي!”

حاولت السيطرة علي نبضاتها الهادرة حين قالت بيأس
” انت ليه بتعمل كده؟ ليه بتحارب علي حاجه معتقدش انها بالنسبالك لها أهمية كبيرة في حين انك ممكن تاخد الي احسن منها..”

سالم بنبرة قاطعة دهشتها
” بس انا عايزها هي . و اختارتها هي . سيبي كل حاجه تاخد وقتها يا فرح. “

قال كلمته الأخيرة بنبرة ارق مما جعل الحيرة تنهش بعقلها فقالت بقلة حيلة
” سالم انت عايز ايه ؟”

أجابها بكل ما يملك من لين
” عايزك تكوني مرتاحه. مش عايزك تجهدي نفسك عالفاضي . بطلي تفكير شويه . ”
تفاقم اليأس بداخلها و ظهر بوضوح في نبرتها حين قالت
” مينفعش!”
شعر بما يعتمل بداخلها وإرهاقها الواضح فقال بهدوء
” طب انتي عايزة ايه وانا هعمله “

هل حقا سيقوم بتنفيذ ما تريده ؟ و هل تريد الابتعاد عنه؟ هل تجازف بهذا الطلب ؟

” مش عيزاك تضغط عليا!”
شعر بالارتياح لطلبها و تجاهلها لفرصة الخلاص منه كما تدعي و لذلك قال بإختصار
” حاضر .”
دهشتها إجابته فقالت بذهول
” بالبساطة دي ؟”

سالم بحنو لم تعتد عليه
” لو ده هيريحك هعمله. ”
و لكنه تابع بلهجة خشنة محذرة

” بس خليكي فاكرة انتي اللي اخترتي القرار يبقى في ايدك. يبقى تتحملي نتيجته أيا كانت . عشان أنا هفضل واقف في مكاني مستني قرارك دا يا فرح. “

قرعت دقات قلبها كالطبول و خرجت كلماتها مرتعشة من بين شفتيها

” هتستنى كتير!”
” موافق!”
اجابها بإختصار فقالت بتأكيد و داخلها تتمني أن ينفي حديثها
” هتزهق اكيد ”
لمس رجاء صامت بعيناها لم يستطيع خذلانه
” اطمني. انا نفسي طويل. و خصوصًا لو عشان حاجه تستاهل .”

خفقة قويه ضربت أنحاء صدرها حين سمعت حديثه و لكنه لم يتركها تستوعب ما يحدث فقال بلهجة ودودة جديدة كليا عليه

” ممكن بقى ناخد هدنه من كل الحروب دي و نتعامل بطريقة بروفيشنال عن كدا يا بروفيشنال انت.”

ارتسمت ابتسامة ارتياح علي ملامحها قبل أن تقول بسخرية
” أخيرا اعترفت !”
فاجأها حين قال بفظاظة
” لا بصراحه معترفتش انا بقول كدا عشان أخرج جو النكد الي الستات بتموت فيه دا !”

اغضبها حديثه و ما أن أوشكت على الحديث حتى جاء من خلفه صوت ذو نبرة رفيعة يشوبها الكثير من الغنج
” أنت هنا يا سالم ؟ قلبت عليك الفرح كله “

*****************

أخيرا وصل سليم إلي غرفة عدي و داخله ملئ بالغضب والترقب لما قد يخبره به عدي و قد كان بداخله حدث قوي بأنه أمر يخصها و قد كان يتمنى لو أنه يخبره بأي شئ قد يبرأها أمامه من كل خطاياها التي يراها كل يوم في منامه و يقظته و كأنها شياطين تلاحقه .

قام بالنقر عدة نقرات على باب الغرفة وسمع صوت مؤمن يحثه علي الدخول فدخل بالفعل و لكنه تفاجئ بعدي الذي كان يمسك بالهاتف بيده و ملامحه ممتقعة بشكل أثار ريبته و خاصة أن أذناه إلتقمت صوت صرخات آتية عبر الهاتف و عدي يقف كالتمثال لا يتحرك مما جعل سليم يتقدم ليقف أمامه و هو يقول
” الف سلامه يا عدي. “

علي الفور تنبه عدي و قام بإغلاق الهاتف بوجه ساندي و وجه أنظاره إلي سليم قائلا بتوتر لم ينجح في إخفائه
” الله… يسلمك .. يا .. سليم بيه “

اومئ سليم برأسه قبل أن يتجه إلي المقعد بجانب سرير عدي و قال بنبرة ذات مغزى
” طب اقعد . انت تعبان ولازم ترتاح .”

نفذ عدي طلبه و تقدم مؤمن يجلس في مقعد بجانب سليم وهو يحاول انقاذ صديقه إذ قال بمزاح
” لا ماهو خلاص دا كان دور كدا بسبب الرمرمه واكل الشوارع .. إنما هو بقي زي الفل ”
اومئ سليم و ظلت نظراته مثبته علي عدي الذي بدا مرتبكا بشكل يثير الريبة و قد كان ينظر في كل الاتجاهات إلا اتجاهه مما جعل سليم يقول ساخرا
” ايه يا عدي مش قولت انك عايزني . و لازم احضر علي وجه السرعة حصل ايه دلوقتي ؟”

اجابه عدي بإرتباك حاول أن يخفيه قدر الإمكان
” اه . انا كنت . فعلا .. عايزك .. اقصد عايز يعني اطمن عليك. و علي ماما أمينة “

هنا اندهش مؤمن من حديث عدي الذي كان يخبره قبل ساعات عن ضرورة اخبار سليم بالحقيقه و لكنه الآن يتراجع و السبب في ذلك لابد محادثة ساندي له و هذا اغضب مؤمن كثيرا الذي قال بقوة
” بصراحه يا سليم بيه عدي كان عايز يتكلم معاك في موضوع مهم “

سليم بترقب
” والله! طب اتكلم يا عدي ساكت ليه ؟”

اغتاظ عدي من حديث مؤمن وقال بلهفه

” لا مفيش الكلام دا . اقصد يعني الموضوع مش مهم اوي . انا بصراحه . كنت . كنت يعني بفكر اني اعمل صدقة جارية علي روح حازم . يعني مثلا نتكفل بعلاج شباب من الإدمان . دا هيكون افضل شئ نعمله . عشان حازم . يعني يرتاح في قبره.”

يات متأكدا الآن من تلاعب ذلك الشاب الذي كان يريد أخباره شي و الآن يراوغ بإخباره شئ آخر و قد عزم النية في تلك اللحظة على معرفة كل شئ لذا تظاهر بتصديق حديثه وقال مؤيدا
” بصراحة فكرة حلوة اوي يا عدي. ازاي مفكرتش فيها قبل كدا ؟ لا خلاص هشوف انا الموضوع دا . متقلقش . لازم حازم يرتاح في قبره . و أنا بنفسي هتأكد ان ده يحصل . حازم الله يرحمه كان محظوظ أنه عنده أصحاب زيكوا “

فرق نظراته ما بين نظراته عدي المرتعبة و نظرات مؤمن الحانقة و بعد مرور وقت قليل وتجاذب معهم أطراف الحديث العابر نصب سليم عوده و قال بلهجة هادئة
” انا همشي بقي يا شباب . لو احتجتوا اي حاجه في أي وقت كلموني . انا زي اخوكم الكبير مش كدا يا مؤمن؟ “

اومئ مؤمن برأسه و قد كان الغضب يضج باوردته لذا لم يستطيع الحديث و لم يزيد سليم بل التفت متوجها للخارج و ما أن أغلق الباب خلفه حتي انفجر مؤمن في وجه عدي قائلا بغضب
” بقي هو ده اللي اتفقنا عليه يا عدي . مش قولت هقوله علي كل حاجه و تخلص ذمتك و ذمتي من ذنب الغلبانه دي ؟ حصل ايه ؟ الست زفته كلمتك قالتلك ايه ؟”
عظي بغضب هائل
” اسكت يا مؤمن عشان أنا مش طايق نفسي ”
مؤمن بإحتقار
” ليك حق متطيقهاش. خصوصا بعد ما رخصتها اوي كدا . بعد كل حاجه عملتها فيك. و بعد كل القرف و العذاب اللي شفته في حياتك بسببها لسه بتأثر فيك بردو يا عدي .. للدرجادي انتي معمي بحبها ؟ “

عدي صارخا
” قلتلك اخرس يا مؤمن !”
مؤمن بقسوة
” حاضر هخرس بس صوت ضميرك هيخرس! هما كلمتين هقولهملك و يا تفهم يا متفهمش. الغلبانه اللي بتدفع ثمن حبك المريض دي لو جرالها حاجه هي و الي في بطنها انت هتعيش عمرك كله في نار . نار لا ساندي و لا غيرها هيقدروا يطفوها .”

ألقي كلماته بوجه عدي ثم غادر الغرفة و ما كاد أن يخطو خطوة واحده حتي تفاجئ بقبضة حديدية تمسك بعنقه و صوت فحيح الأفعي بجانب أذنه
” لو مقولتليش كل حاجه دلوقتي اهوة هشيل رقبتك من مكانها انت والكلب الي جوا دا ..”

شعر مؤمن بروحه التي تزهق في تلك اللحظة جراء قبضة سليم القوية و لكن قلبه أخبره بأن القدر اعطي له فرصة ثانية لتصحيح خطأ جسيم كان له يد به و قد نتج عنه كل ها العبث لذا قال من بين أنفاسه المختنقه

” حا. حاضر . هقو. هقولك .. كل . حاجه ”
تركه سليم فأخذ يسعل بقوة بينما امتدت يده الأخرى تجذبه من ياقة قميصه إلى خارج المشفى و لم يستطيع المقاومة إلى أن وصلوا إلي سيارة سليم فصعد بجانبه دون أي مقاومة منه في حين أن الآخر كانت عيناه متقدة بغضب مميت جعلها حمراء قانية بعثت الرعب في نفس مؤمن الذي قال بذعر

” قبل اي حاجه والله ما كنا نتخيل أن الي حصل دا يحصل . دي كانت لعبة سخيفه دايما بنلعبها و مفكرناش انها هتقلب بالشكل دا !”

سليم بنفاذ صبر و قد أوشكت ضربات قلبه الخروج من بين ضلوعه
” عايزك تحكيلي كل حاجه و أنا إلي هقرر إذا كان ليكوا ذنب و لا لا ؟”

اخذ مؤمن نفسا قويا قبل أن يقول بنبرة قوية
” جنة بريئة . و ملهاش علاقة بإدمان حازم أبدا. حتي كمان أنها بريئه من كل المشاكل و المصايب الي حصلت لها. “

كانت دقات قلبه تتقاذف بعنف و أنفاسه تتسابق و كأنه في سباق للعدو و لكنه حاول أن يبدو صوته ثابتا و هو يقول
” احكيلي كل حاجه حصلت .”

مؤمن بندم
” الموضوع كله بدأ برهان . بيني انا و حازم و عدي اول يوم شفناها فيه . ”
أخذ مؤمن يقص عليه ما حدث يومها وكيف صدتهم جنة بكل حزم و كيف توعد حازم لها و ما تلاه بعد ذلك من محاولاته في إيقاعها بشباكه ثم أنهى حديثه حين قال
” حازم عمل كل حاجه في الدنيا عشان يوصلها . لدرجة أن يوم ما وافقت تكلمه وافق يدينا عربيته الجديدة من كتر ما هو فرحان . احيانا كنت بحس أنه بيحبها و احيانا كنت بحسه فرحان انه قدر يوصل للبنت الي كل الشباب حاولت توصلها و معرفتش . و طبعا ساندي كانت هتموت لما حازم سابها عشان جنة . علي فكرة حازم كان بيشرب مخدرات قبل ما يعرف جنة بكتير. و السبب في كدا عدي . عشان كان بيحب ساندي و لما فضلت حازم عليه حاله اتشقلب و بدأ يروح بيوت مشبوهه و هناك عرف القرف دا و عرف حازم عليه و بدأ يروح معاه هناك و يجيبوا بنات شقه المقطم بتاعت عدي . منكرش اني روحت معاهم مرة ولا اتنين بس مقدرتش اكمل . و في يوم جنة عرفت أن حازم بيشرب الحاجات دي و بعدت عنه فترة وقتها حازم كان هيتجنن و حلف معدش هيشرب تانى وراح عشان يخطبها من اختها و هي رفضته و بعد كدا اتفاجئت بموضوع الجواز العرفي و استغربته جدا . عشان جنة بنت محترمة اوى و غيرت في حازم كتير ايه الي حصل خلاها توافق تعمل كده معرفش . لإني في الفترة دي بعدت عنهم . و بعدين حصل اللي حصل و كان حازم. “

صمت مؤمن لا يعرف ماذا يقول بينما كان هو بعالم آخر عالم يحكمه الغضب و يتسيده الذنب الناتج عنه ألم مرير يفتك بثنايا صدره الملتهب و لكنه لم يستطيع الصمت فتابع يسأل بلهجه ممزقة متألمه تماما كحال قلبه
” و ايه اللي خلي ساندي تقول أن جنة السبب في إدمان حازم يعني خلاص حازم كان مات ؟”

” حازم قبل ما يموت راحتله ساندي تترجاه أنه يسبب جنة و يرجعلها و وقتها حازم طردها و قالها أنه بيحب جنة علشان هي محترمة و متربية . و لما مات حازم و عرفت أن جنة كانت في الحادثة معاه زاد كرهها لها و كانت عايزة تنتقم. حتى هي إلي بعتت البنت بتاعت المستشفى عشان تصور جنة و تفضحها . و هي كمان إلي خلت عدي يقولك كدا ”
سليم بصدمه
” بنت مين ؟”
قص عليه مؤمن ما حدث في المشفى من تلك الصحفية و اختتم حديثه قائلا بحزن
” جنة كانت ضحيتنا كلنا و اولنا حازم . الي برغم أنه حبها بس محافظش عليها. انا واثق ان في حاجه حصلت أجبرت جنة توافق تتجوز عرفي . و اكيد عدي عارفها . بس عايز اقولك علي حاجه . عدي مش وحش صدقني و كان ناوي يحكيلك علي كل حاجه . بس”

قاطعه سليم قائلا بغضب
” ساندي منعته مش كدا ؟”
اومئ مؤمن برأسه فتحدث سليم قائلا بغضب اسود
” انزل . و مش عايز اشوف وشك تاني و اعرف ان لو في يوم قابلتك معناها اني عزرائيل الي جاي ياخد روحك .. انزل”

قال كلمته الأخيرة صارخا مما جعل مؤمن يهرول للخارج و تبعه سليم الذي لن يستطيع تحمل تلك النيران التي تأكل احشاؤه و قرر أن ينفث عن بعضها في هذا الوغد و بالفعل توجه إلي داخل المشفى و منها الى غرفته ولكن لدهشته وجدها فارغة فالتفت ليجد إحدي الممرضات و حين سألها عنه أخبرته بأنه غادر منذ نصف ساعة برفقة فتاة و حينها علم سليم هوية الفتاة و قد كان هذا أكثر ما يتمناه أن يلقن هذان الشيطانان درسا قاسيا فتوجه الي سيارته ينوي الذهاب إلى تلك الشقة الملعونة و قام بمهاتفة مؤمن لمعرفة العنوان بالتفصيل و لم يكتفي بذلك بل سأله إذا كان يملك مفتاحا فأجابه الأخير بعد ضغط منه فأمر بإعطائه له وبالفعل أخذه منه و توجه إلي هناك و بعد وقت ليس بقليل وصل إلي الشقة و وجد المصعد معلق في الطابق السابع و هو الطابق المنشود فلم يستطيع الإنتظار فأخذ يأكل الدرج من فرط غضبه حتى وصل لاهثا الي باب الشقة و حين وضع المفتاح في الباب ينوي فتحه اخترقت اذناه صرخات استغاثة قويه فسارع بفتح باب الشقة و حين انفتح الباب أمامه تجمدت الدماء ب أوردته حين رأي تلك الملقاة على الأرض غارقة بدمائها وووو ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى