روايات

رواية في قبضة الأقدار الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الجزء التاسع والعشرون

رواية في قبضة الأقدار البارت التاسع والعشرون

في قبضة الأقدار
في قبضة الأقدار

رواية في قبضة الأقدار الحلقة التاسعة والعشرون

ساقني اليك قدر لا اعلم هل كان يُعاقبني أم أنه أراد أن يكُف عنى أذاه ، ولكني بِت مُتعبة للحد الذي جعلني لا أريد التفكير بأي شئ فقط اتمني أن اُغمِض عيني إما للأبد أو لجنة تخلو من شيطاين الفراق و الألم…

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

كانت تخطو الى داخل المشفى بأقدام هُلاميه تشعر بالرهبة والفزع فها هي اليوم تذهب للطبيب لتحديد موعد الفحوصات التي ستحدد حالتها و التي كانت تشعر بأنها ليست بتلك البساطة التي يتحدثون عنها. توقفت أمام غرفه الطبيب و أخذت نفسا قويا و أخرجته ببطئ قبل أن تتمتم بخفوت
” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”

امتدت يد فرح الحانيه تربت بخفه علي كتفها وهي تقول مطمئنه
” أن شاء الله خير متقلقيش.”
و تابع ياسين يحفزها
” اجمدي كدا مفيش حاجه تخوف. و بعدين كلنا جمبك متقلقيش”
اومأت برأسها واهدته ابتسامه ممتنه فقام بالطرق عدة طرقات علي باب الغرفة الذي قام بفتحه حين سمع صوت الطبيب يأمرهم بالدخول و لكن سرعان ما تجمد الثلاثة بارضهم حين شاهدا ذلك الذي يجلس علي المقعد أمام الطبيب و الذي لم يكن سوي سليم الوزان..
” أنت…”
هكذا تحدثت جنة التي لم تتوقع بخيالها أن تراه تحديدا هنا و صاحت فرح من خلفها حين رأته
” انت بتعمل ايه هنا؟؟”

لم يتفوه ياسين بحرف فقد بدأ يلاحظ كم يعشق ابنة عمه و لكنه لم يتواني عن جعله يتذوق الأمرين حتي يظفر بها
” بتعمل ايه هنا يا سليم ؟”

لم يبد عليه التأثر بصدمتهم أو بحديثهم و علي عكس طبيعته كان هادئا حين قال
” مستنيكوا..”

داخليا كانت الفراشات تطير بمعدتها من فرط السعادة لاهتمامه بما يخصها و خاصة هذا الأمر ولكنها خارجيا تظاهرت بالغضب الذي تجلي في نبرتها حين قالت
” انت بتستهبل صح ؟”

لم يجيبها إنما احتدت عينيه قليلا فتدخل الطبيب قائلا
” تعالي يا جنة اتفضلي اقعدي ..”
جنة بعناد
” مش هقعد طول ماهو موجود هنا..”
احتدت نبرته حين قال
” يبقي هتفضلي واقفه طول النهار..”

كان الثلاثة يشاهدون لعبة القط والفأر التي تحدث بينهم و التي قرر الطبيب أخيرا فضها حين قال
” لو سمحت يا سليم بيه اتفضل بره و ياريت تاخد دكتور ياسين معاك و فرح كمان انا عايز جنة لوحدها..”

حين أوشك سليم علي الرفض تحدثت فرح بتوسل
” سليم احنا مش هنفضل طول النهار نتخانق.. ممكن تطلع بقي..”
أخيرا وافق علي مضض فتوجه الي الخارج برفقه ياسين الذي قال بغضب
” متزودهاش يا سليم عشان متضطرنيش اقف قدامك..”

اغتاظ سليم و قال بحدة
” بلاش تهديد عشان انت عارف كويس أنه مش هياكل معايا ..”
ياسين بصرامه
” و أنا مبهددش. انا بس بنبهك. مش هسمحلك تضايقها. ”
اقترب منه سليم حتي أصبح الإثنان وجها لوجه و ارتفع صوت أنفاسهم الثائرة و أجابه سليم بغضب
” انا بحبها و عايز اتجوزها و هتجوزها يا ياسين و لا انت ولا اي حد هيقدر يقف قدامي..”

ياسين بلهجة هادئه ولكن قويه
” معنديش مانع انك بتحبها و عايز تتجوزها بس لو هي رفضاك انا هقفلك و همنعك تقرب منها. إذا كنت ساكت فعشان اديها فرصتها انها تشوف انت متمسك بيها قد ايه.. جنة اختي و اتمنى انها تكون مرتاحه في حياتها خصوصا بعد الي شافته لكن مش معني كدا اني هسيبك تفرض نفسك عليها. دا تحذير مش هكرره تاني…”

اندفعت الدماء الثائرة الي رأسه حتي لونت حدقتاه التي صارت كبركه حمراء لونها الجحيم وحين أوشك على أخباره أن يذهب إلى الجحيم رن هاتفه و كان المتصل سالم فحاول سليم أسترداد أنفاسه قبل أن يجيب سالم الذي صرخ به
” انت فين؟؟”
” انا في المستشفي …”
قاطعه سالم الذي لأول مرة يكن في تلك الحالة هادرا بعنف
” عبد الحميد عمران خطف حلا!”

كان صوته حادا مرتفعا للحد الذي اخترقت جملته آذان ياسين الذي تجمدت الدماء باوردته حين سمع حديث سالم و الذي لم يستوعبه سليم الذي استفهم قائلا
” انت بتقول ايه و عبد الحميد مين….”

فطن الي الاسم و هو يرى ياسين الذي امتقع وجهه و قال بلاوعي
” جدي… عبد الحميد عمران جدي.. خطف حلا!”

شهقات متتاليه خرجت من جوف كلا من فرح و جنة التي شعرت بأن أقدامها تتلاشي من فرط الصدمة وهي ترى ملامح سليم الذي كان يناظرها بنظرات جحيميه فعلا وجيب قلبها من فرط الذعر وجاء صوت سالم الآمر
” دقيقه وتكون عندي ..”

من البداية كنت أعلم بأن طرقنا ستفترق ولكن لم أكن أتوقع بأن تكون النهايه هكذا تخيلتها وردية بقدر عشقي لك ولكن بدا أنها ستكون مأساوية كحياتي قبل لقائي بك..

لا تعلم كيف وصلوا الي المزرعه فقد كان كلا من ياسين و سليم يأكلان الطريق حتي بدت السيارة و كأنها وحشا يأكل الطريق كما يأكل الذنب أحشاءها من الداخل فهي تعلم بأن كل هذا حدث بسبب شقيقتها التي كانت ترتجف بجانبها فقد كان هلاكها يلوح بالأفق فذلك الرجل الذي قبل بأن يخسر ولده لأجل حفنه من التراب ماذا سيفعل بمن خسرت شرفها بتلك الطريقة؟

ترجل الجميع من السيارة و تفاجئوا بكل هؤلاء الرجال المسلحين الذين يقفون بالخارج فبدأ الأمر وكأنه جيشا يتأهب للدخول الي معركه داميه !
لم يعلق أحد و توجهوا الي المنزل فوجدوا الجميع منعقدون حول أمينة التي كانت ترتجف من فرط الرعب و دقات قلبها تعلو و تهبط فجلست سما تحت اقدامها تحاول عمل تدليك لدورتها الدمويه و في الجهه الأخرى فعلت مروة مثلها أما همت فقد كانت تجلس بوجوم بجانب شيرين التي ما أن وقعت عينيها عليهم حتي هبت من مقعدها تقول بغضب
” انتوا كمان ليكوا عين تيجوا هنا بعد الي حصل ؟؟ “

لم يجيبها أحد و توجه الجميع الي سالم الذي كان يقف أمام النافذة ينفث النيران من أنفه و كانت ملامحه مريعه فبدا كالوحوش وهو يزوي ما بين حاجبيه بتلك الطريقه و عينيه التي تحول لونها الي الدماء فقد كان هذه اول مرة ترى هيئته هكذا و قد علمت حينها بأن هناك كارثه ستحدث لا محاله.

كان الألم الذي يشعر به يفوق طاقته علي التحمل فقد شعر بأن ضلوعه تتفتت بداخله وهو يتخيل أن يحدث لها مكروه فقد كان شبه متأكد بأن جده يخطط لفعل شئ و قد صحت ظنونه حين حدث إطلاق النار و قتل ذلك الحارس المسكين و الذي ذهب إلي زوجته وأسرته حتى يقدم واجب العزاء وترك لهم مبلغا من المال مع وعد بأن يتكلف جميع مصروفات أولاده الثلاث حتي ينهوا دراستهم. كان هذا اقل شئ يمكن تقديمه لهم ولكنه لم يحسب حساب بأنه يفعل كارثه مثل هذه و التي لم تصيب ضميره فقط بل نالت من قلبه للحد الذي شعر به يتفتت بداخله ذعرا عليها فكان أول من توجه إلي سالم قائلا بلهفه
” حصل ايه يا سالم ؟”

لم يكد ينهي جملته حتي تفاجئ بلكمه قويه سقطت علي فكه فشعر بأن عظامه تحطمت بفعل قبضة هذا الوحش الذي لم يرهبه شهقات النساء حوله و صرخ بأعلى صوته حتي اهتزت الجدران من صراخه
” مقولتليش ليه ؟؟؟؟”

شهقات و صرخات خرجت من فم الجميع جراء ما حدث فلم يكن يتوقع أحد أن تلك الكلمه القويه التي ما ان استعاد ياسين اتزانه بعد أن تخطى قوتها حتي تأهب للهجوم عليه فامتدت ذراع مروان تحاول ردعه و اقترب سليم يحكم قبضته علي جسد سالم الذي صرخ قائلا بغضب
” رد عليا ”
” عشان مش هتقدر تعمل حاجه معاه و لا تقدر عليه لانت ولا بلدك حتي”

زمجر ياسين بوحشيه و هو يحاول الفرار من بين براثن مروان الذي قال مهدئا
” ما تهدوا بقي احنا في ايه ولا في ايه ؟؟”

صرخ سالم موبخا
” اقدر عليه و على مليون واحد زيه.. مفيش حد يقدر يقف قدام سالم الوزان..”
تدخلت شيرين وهي تتقدم من سالم قائلة بغل
” انتوا اتحدفتوا علينا من انهي داهيه..”

ساندتها همت التي أرادت إلقاء النار علي البنزين حين قالت بصراخ
” دمرتوا حياتنا و اتسببتوا في موت حازم و دلوقتي هتموتوا حلا الغلبانه..”

صرخ ياسين بغضب
” متقوليش كدا انا الي هرجع حلا و محدش هيقدر يمس شعره واحدة منها..”
صاحت شيرين بغل
” دا لو لحقت ..”حلا مخطوفه من الصبح و يا عالم زمانهم عملوا فيها ايه “

للحظه شعرت برغبة في قتل تلك المخلوقة البشعة ولكنها تسمرت حين قالت جنة التي كانت ترتجف بمكانها
” كفايه بقي .. محدش هيأذي حلا انا عارفه جدي خطفها ليه .. خطفها عشان يجبني انا هو عايز يغسل عاره مني.. و أنا هروحله. خليه يموتني و يريحني..”

غرزت خنجرها بقلبه حين تفوهت بتلك العبرات التي بدا و أنها تحمل الكثير من الحقيقه فصرخ سليم باستهجان
” أنتِ بتقولي ايه ؟؟ الكلام دا مش هيحصل و حلا احنا هنعرف نرجعها احنا مش عيال صغيرة..”

أيدته أمينة التي قالت بانهيار
” سليم عنده حق يا جنة أنتِ كنتِ ضحيه و حلا كمان ملهاش ذنب مش عشان ننقذ واحدة نضيع التانيه.. “

تدخل ياسين قائلًا بصرامة
” انا هروح لجدي و هجيب حلا من غير تدخل من حد .. انا عارف هو عايز ايه ؟ “

جاء صوته الحاد الذي أرعدهم جميعا
” جنة بتتكلم صح…”

شهقه قويه شقت جوفها حين سمعت حديثه الحاد و الذي شابه نظراته الخاليه من كل معالم الشفقه فلم تستطع منع نفسها من الهمس باسمه بلوعة
” سالم..”

لم يجبها بل لم يلتفت على الرغم من أن قلبه لم يرى بوجوه الحاضرين سواها ولكن ذلك لم يكن جديدا عليه فهو باهر في إخفاء عشقه لها

” انت بتقول ايه يا سالم؟؟”
هنا تحدث سليم بصدمه كان لياسين نصيبا كبيرا منها و الذي صاح باستنكار
” قد كدا انت منزوع الضمير و الاحساس عايز تبعتله جنه عشان يقتلها..”

لم يجيب علي أيا منهما فاقتربت جنة منه قائلة بصوت نزعت من الروح فقد علمت منذ ذلك اليوم الذي استفاقت في المشفي ان الهلاك هو نهايتها الحتمية فلم يكن يفرق عندها اي طريقه ستقودها اليه
” انا موافقه اروح لجدي.. حلا ملهاش ذنب .. دا ذنبي و أنا بكفر عنه..”
امتدت يد سليم تمسك برسغها و قام بجرها إليه يوقفها أمامه وهو يقول بعنف
” اخرسي أنتِ كمان بتقولي ايه ؟؟”

اقترب ياسين من سالم حتي صار بينهم خطوتين وقال بهسيس مرعب
” الكلام دا عمره ما هيحصل الا على جثتي . و حلا انا الي مسئول ارجعها بسلام..”

تدخل مروان بغضب
” يا جماعه في حكومه في البلد انتوا بتقولوا ايه ؟!”

تشابه صوته مع ملامحه حين قال بجمود
” حلا متخصكش.. و لا انا عمرى هثق فيك..”
صاح ياسين بغضب
” ميهمنيش انك تثق فيا….”

قاطعه سالم قائلا بقسوة
” جدك عايز تاره.. عايز يغسل عاره! و العار ميغسلهوش الا الدم..”

لم تستطع الصمت أكثر فصرخت مستنكره
” سالم انت سامع بتقول ايه ؟”

لم يكلف نفسه عناء الإلتفات لها بل تابع بنفس لهجته
” يا اما يغسل عاره يا اما ميبقاش في عار اصلا..”

لم يفهم الجميع كلامه فعم الصمت للحظات قطعها ياسين الذي قال بغضب
” ما تفهمنا تقصد ايه ؟”
لم يجيبه إنما التفت إلي مروان قائلا بفظاظة
” اتصل بالمأذون.. هنكتب كتاب سليم و جنة ..”

شهقات مستنكرة خرجت من أفواه الجميع فصاح بوحشية
” مش عايز ولا كلمه.. يا كدا يا هتبقى حرب عالكل ”
أنهى كلماته و نظر إلي ياسين قائلا بعينين تقطران غضبا و لهجه متوعدة
” ورحمة ابويا وقتها ما هرحم حد.. و الي حضر العفريت يتحمل أذاه..”

لم يتأثر خارجيا ولكنه من الداخل علم بأن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام و أن هناك حربا قد تنشب و ستكون عواقبها وخيمة ولكنه لن يستسلم أبدا و سيقاتل حتي لو كان هو أول من سيقع أمام طوفان الدماء
” وانا مش موافق.. وجنة مش هتتجوز غصب عنها حتي لو كنت أنا أول واحد هيقع ضحيه الحرب دي”

” بس انا موافقه..”
هكذا تحدثت جنة التي لن تتحمل أن يدفع ثمن اخطاءها شخصا آخر يكفي شقيقتها و طفلها . لن تتحمل اندلاع حروب هي السبب بها
” اعمل الي قولتلك عليه..”
هكذا قالها سالم موجها أنظاره لمروان الذي لم يكن بيده اي شئ فامتثل لأوامر سالم والذي لاحظ اقترابها منه حين قالت بلهجه مرتجفه
” عايزة اتكلم معاك..”
تدخلت شيرين مغلوله
” ابعدي عنه عايزة منه ايه تاني..”

زجرتها فرح بعنف
“متدخليش في الي ميخصكيش..”
اقتربت شيرين تمسك بيد سالم وهي تقول بتوسل
” سالم ارجوك قولها….”

لم ينتظر حتي يسمع باقي حديثها فنفض يدها متوجها للداخل وهو يقول بصرامة
“سليم جهز الرجالة بعد كتب الكتاب عندنا سفر طويل ..”

اوشك ياسين علي الاعتراض فتفاجئ بيد أمينة التي امتدت تمسك بذراعه قائلة من بين عبراتها
” متضايقش يا ابني دا الي لازم يحصل . صدقني سالم بيرد اعتبار جنة و فرح. لما جنة تروح مع سليم علي انها مراته جدك مش هيقدر يأذيها. انا عارفه انك تقدر تحميهم بس كدا احسن للناس كلها. فكر في كلامي كويس .. بالله عليك تسمع كلامه انا عارفه هو بيفكر ازاي لو مش عشان خاطرى عشان خاطر حلا.. انا مش هتحمل وجع تاني ..”

كانت محقة بحديثها فإن كانت زوجة لتلك العائلة فلن يكون هناك أي عار مُلتصِق بها و ستذهب مرفوعة الرأس و بنسبة كبيرة سيرضي هذا جده الذي لن يتوانى عن غسل عاره بإزهاق روح تلك المسكينة و لن يهتم بمقدار خطأها..

****************

” مش مضطرة توافقي عالي سالم قاله..”
هكذا تحدث وهو يقف خلف تلك التي لم تتحمل الهواء بالداخل فخرجت لتقف في الحديقه تنظر إلى السماء لا تعرف كيف تصيغ دعائها كل ما استطاعت أن تتفوه به
” يارب يكون دا كابوس و افوق منه.. “

أغمضت عينيها تتوسل الي الله أن يكون هذا كابوس تستفيق منه ولكن اتي حديثه الذي جعلها تتسمر بمكانها فقد باغتتها كلماته للحد الذي جعل الغضب يتصاعد الي أوردتها فالتفتت تقول بسخرية مريرة
” كنت متوقعه انك هتقول كده.. عايز اتجوزك يا جنة لكن وقت الجواز بقي فرض عليك جاي تقولي مش مضطرة تتجوزيني !”

اقترب منها أكثر وهو يقول بتصميم نابع من عينيه التي كانت ملونه بدماء الغضب
” انا لسه عند كلمتي و لسه عند وعدي و هتجوزك لو دي آخر حاجه هعملها قبل ما اموت احفظي كلامي دا كويس “

” اه ماهو واضح طبعا..”
قالتها بسخرية فتابع بلهجه أقل حدة
” عايز اتجوزك و أنتِ راضيه يا جنة مش وأنتِ مُجبرة. عايز افرحك و افرح بيكِ. “

لامست كلماته قلبها للحد الذي جعل عبراتها تنهمر على وجنتيها وهي تقول بألم
” تفرحني!! تبقى بتخدع نفسك؛ أنا واحدة الفرحه اتحرمت عليها. لو عايز تعيش حياتك دور عليها بعيد عني.. أنا وافقت علي اقتراح سالم اه بس جوازنا هيبقي عالورق و بس لحد ما الأمور تهدى و نطلق أو منطلقش مش فارقة . بس مش همنعك تعيش حياتك . “

ازدادت عبراتها وهي تنطق جملتها الأخيرة فسقطت علي قلبه الملتاع و الذي يعاني من أوجاع عديدة وآلام كثيرة كان أولها رعبا علي شقيقته و آخرها خوفا علي فقدانها حتي أنه لم يكن يعرف بماذا يجيبها فقط اكتفي بقول
” انتِ حياتي يا جنة.. “

*****************

كانت تتشاجر مع خطواتها وهي تتوجه الي المكتب خلفه وقامت بأغلاق الباب بقوة قبل أن تقترب منه وهي تمسك برسغه قائلة بغضب
” استني هنا بكلمك..”

بلمح البصر وجدته يلتفت ويقوم بجذبها من يدها الممسكه به حتي اصطدمت بسياج صدره الخافق بعنف وهو يزمجر بوحشية
” اوعى تفكري تستفزيني عشان أنا في أقصى درجات غضبى و مش مسئول عن الي هعمله.. فاهمه..”

لم ترعبها نظراته ولا حديثه حتي بالرغم من ألمها من قبضته الغير رحيمه علي يدها ولكنها تجاوزت كل شئ قائلة بنبرة خافته
” بس انا واثقه انك عمرك ما هتأذيني ..”

افلتها بغتة فتراجعت إلي الخلف بقوة كادت أن توقعها بينما تابع قائلا ساخرا
” متتكيش عالثقة اوي عشان مبقلهاش وجود بينا..”

صاحت باعتراض
” ليه بتقول كدا؟”

” مقولتليش ليه أن هو ورا الي حصل ؟”
لأول مرة تشعر بالخوف منه بتلك الطريقة ملامحه كانت مُكفهرة بطريقة لم تعهدها و نبرته القاسية جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة قبل أن تقول بشفاة مرتجفه
” خوفت يكون تخميني غلط!”

ارتسمت السخريه علي ملامحه وامتزجت مع لهجته المريرة حين قال
” خوفتي! ولا عشان كنتِ عايزة تمشي و مش لاقيه طريقه فقولتي فرصه بما أنه مش قادر يحمينا”
هبت تنفي مرارة اتهاماته
” لا طبعا أنا مقولتش كدا ..”
زأر بغضب
” هو قال. و أنتِ معترضتيش و مشيتي!”

صرخت بلوعة
” و أنت ممسكتش فيا..”
قهقه ساخرا و هو يمسك بهاتفه ينوي إجراء اتصالا هاتفيا وهو يقول بتهكم
” فعلا كان مفروض اقولك لا والنبي متمشيش.. اقولك دي احسن حاجه صح أنتِ عملتيها…”

لم تستطيع أن تجيبه فقد نالت كلماته منها بشكل لا يوصف فشعرت بألم يطحن عظامها من الداخل وخاصة حين شاهدته ينخرط في محادثة هاتفية مع أحد رجال الشرطة فعادت أدراجها تنوى الخروج تود أن تنزوي بعيدا عن جميع الأعين حتي تستطيع أن تلعق كرامتها الجريحة وما أن أوشكت بالوصول الي باب الغرفة حتي تفاجئت من قبضته التي أمسكت رسغها بقوة وهو يواصل حديثه الهاتفي قائلا بخشونة
” هحاول انا بطريقتي و انت خليك جاهز عشان لو احتاجتك..”

التفتت بلهفه تنظر إلي عينيه التي كانت تنطق باعتذار لم يتجاوز حدود شفتيه فاخذت تناظره بعينين تحملان عتب قاسي تجاهله هو حين قال بفظاظة
” بعد كتب الكتاب هنطلع كلنا علي بلدكوا و أنتِ هتكوني موجودة..”

اومأت برأسها و بللت حلقها الجاف قبل أن تقول
” حاضر..”
ارتفع أحدي حاجبيه حين سمع منها تلك الكلمة التي ظن أنها لا تعرف طريق شفتيها فقال ساخرا
” غريبة اول مرة اسمعك بتقولى الكلمة دي..”

لم تستطيع منع نبرة الضعف التي تسللت الي قلبها و صوتها حين أجابته
” مبقاش فيا حيل اناهد خلاص.. الي انتوا شايفينه انا هعمله..”

لو كانت اجهزت عليه بسلاح ناري لم تكن لتؤلمه لهذه الدرجة فلأول مرة تعلن انهزامها بل و ترفع رايه التسليم أمامه ولدهشته كان هذا الأمر مؤلم كثيرا علي قلبه الذي لم يتحمل ضعفها فقال بنبرة خافته
” أخيرا نويني تسمعي الكلام.”

اومأت برأسها فتدفق الدمع من عينيها فسقط كجمرات أحرقت قلبه الذي لم يتحمل عبراتها اكثر فغيب عقله حين امتدت يده تجذبها إليه لتستقر في منتصف أحضانه يعانقها بقوة و كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه و أسكانها بجانب قلبه الذي يشتهي قربها كما يشتهى الناسك الجنة.

كانت كمن تاه في صحراء قاحله يرويها بدماء جراحه النافذة لا تعلم هل تبغي النجاة أو تتمني الموت فاختار هو بدلا عنها و نجت بين ذراعيه التي احتوت آلامها و ضعفها فصارت تبكي و ترتجف بين ضلوعه كيتيم تلقى أول عناق بحياته فصار يتمسك به وهو يشكي آلامه و أحزانه علي هيئة نهنهات متقطعه كانت تنحر قلبه بدون رحمه فصارت يداه تمسد خصلات شعرها برفق و يده الأخرى تشدد من عناقها كثيرا وكأنها تخبرها بأنه ملجأها الآمن.

كثيرا ما نتوه بين ما نحتاجه و ما نشعر به و كأننا لا نعرف أنفسنا. تتكالب علينا الأوجاع و تختلط علينا الأمور فلا نعد نعلم اي الطرق علينا أن نسلك نحتاج لأن يمد أحدهم يده إلينا أما لإرشادنا أو لاحتواء آلامنا

هدأت من ثورتها التي لا تعلم كيف اندلعت فقد شعرت للحظات بأن بكاء العالم يملؤها حتي فاضت به عيناها التي تلونت بحمرة الوجع الذي استكان للحظات غرقت بها بين ذراعيه التي تطوقها بقوة و كأنها تخشي سقوطها.

شعر بها تهدأ بين ذراعيه التي احتوت ألمها و غضبه فقد كان يحترق كمدا و رعبا علي شقيقته و علي هذا المأزق الذي يجب الخروج منه بأقل الخسائر.
شعر بها تتملص من ذراعيه فخفف من ضغطه عليها لتتراجع هي تنوى الابتعاد و عينيها تهرب من سطوة عينيه فلم تفتها يده بل امتدت تمسك ذقنها و تعيد عينيها إليه وهو يقول بخشونة
” بصيلى يا فرح ..”

كان الهرب هو اول و اقوي حلولها الآن فحاولت سحب نفسها من بين يديه وهي تقول بشفاه مرتجفة
” هخرج اشوف جنة..”

أحكم قبضته فوق ذراعيها وهو يقول بصرامه
” بصيلي و بطلي تهربي.. ”
لم تجد مفر من النظر إليه فشعرت بالخجل يغمرها فتجاهل خجلها وقال مشتتا انتباهها
” من هنا لحد ما نروح و نرجع مش عايزك تعارضيني. الي أقوله يتنفذ اتفقنا..”

أومأت برأسها دون اعتراض فقال بلهجه خشنه
” كل حاجه هتبقي كويسه. خليكِ واثقة فيا”

خرج صوتها مبحوحًا حين قالت
” انت ازاي مش خايف؟؟ يعني جدى ممكن يأذى حلا وقتها هتعمل ايه؟”
تحدث بصرامة
” حلا كويسه و محدش هيقدر ييجي جنبها. “

كان يتحدث بثقة لا تعلم من أين جاءته ولكنها لم تستطيع سوي ان تومئ برأسها فأتاها صوته الاجش حين قال
” بطلى تبني حواجز بيني و بينك يا فرح..”

حين أوشكت علي إجابته جاء الطرق القوي علي الباب و الذي لم يكن سوي لشيرين التي جاءت تناظرها بغل تجلى في نبرتها حين قالت
” المأذون بره…”

حانت منها نظرة متهكمه علي مظهر فرح المبعثر فجاءها صوته القاسي حين قال
” اختفى من وشي دلوقتي..”

تفاجئت من حديثه الذي كان قاسيا كعينيه فتراجعت إلي الخلف دون أي حديث فالتفتت فرح تناظره بسخط تجلى في نبرته حين قالت
” هو ينفع بردو تشخط في الحنينة الي كانت بتنشفلك عرقك!!”

لم تستطيع الصمت فقد تذكرت ذلك المشهد الذي سلب النوم من جفونها طوال الأسبوع المنصرم و خاصة حين جاء اليها ياسين قائلا بتعقل
“اوعي تسمحي للغيرة أنها تأذيكي لو سالم بيحبك بجد مش هيقبل بحد غيرك لمجرد انك مشيتي و هيجيلك بيتك. هيعززك و يقدرك..”

كانت الغيرة بداخل عينيها شئ ممتع بالرغم من كل شئ ولكنه لم يكن في مزاج لأى شىء فتمتم قاصدا أن تسمع كلماته وهو يغادر الي الخارج
” اه والله حنينة. ربنا يكتر من أمثالها .”

تم عقد القران في هدوء من جانب الجميع ولكنه لم يمر من داخلها فقد كانت تشعر بالخزى و الألم في آن واحد فها هي الزيجة الثانيه لها تتم بصورة اصعب من السابقه فهي مجبرة علي الزواج حتى تنقذ روحها من الهلاك. اي هلاك يمكن أن يكون أصعب مما عايشته ؟! فقد تذوقت شتي انواع الألم و أقصى درجات الوجه الذي لا تزال مرارته عالقة بجوفها. فللمرة الثانيه تتزوج رغما عن إرادتها حتي و إن كانت شرعية فلم يعد هناك فرق ولكن يبقي السؤال حائرًا بينها وبين عقلها فبعد أن مضت تلك الورقة العرفية صارت تعض أصابعها ندما و لكن هل ستندم تلك المرة أيضا ؟؟
زفرت بتعب وهي تنظر إلي نافذة السيارة فهي مذنبة و سوف تظل الباقي من عمرها تدفع ثمن هذا الذنب حتي و إن ادعى سليم أنه يحبها كما كان يقول فحتما سيمل منها حين يدرك بأن روحها أصبحت عاقر لن تستطيع ان تعقد بالعشق يوما ما فقد تشوه جزءا كبيرا بداخلها لن يفلح اي شئ في إصلاحه…

عند بشائر النهار صفت السيارات أمام إحدى البيوت الكبيرة والتي يظهر عليها الثراء و يغلب عليها الطابع الريفي قليلا فترجل الجميع و كان علي رأسهم سالم و بجانبه ياسين و خلفه سليم الذي يمسك بيد جنه التي تمشي بجانبها فرح و علي يمينها مروان و لدهشتهم فقد وجدوا عبد الحميد يقف أمام البيت ينتظرهم و يحيط به عدد لا بأس به من الرجال و الذين كانوا من الأقارب و الاعمام فتقدم سالم و وقف في مواجهته ندا بند وهو يقول بقسوة
” قبلت دعوتك يا حاج عبد الحميد و جيت اتمني تحسن الضيافة ..”

ابتسم عبد الحميد وهو يمد يده يصافح سالم قائلا بصوت رنان و لكنه صعيدية
“نورت يا سالم يا وزان.. و متجلجش احنا مبنجصروش واصل مع حبايبنا .”

سالم بنبرة امتزجت بها القوة مع المكر
” حبايبكوا و اهلكوا ما احنا اهل و لا ايه؟؟”

اتسعت ابتسامه عبد الحميد وقال بتهكم
” طب يا راچل بما أن احنا اهل مكنش لازم تبعتلنا الحكومه تطمن علي بتكوا.. دي وسط أهلها ولا اي”

كانت لعبه و الطرفين يتسابقان من الاقوى لذا تحدث سالم بفظاظة
” دا لما تكون رايحه بمزاجها. و بعدين اوعى تكون فاكر اني بعت اللوا صفوت الوزان عشان هو مدير أمن المنيا لا طبعا أنا بعته عشان يشوف لو محتاجه حاجه نجبهالها معانا و احنا جايين..”

قهقه عبد الحميد علي حديث سالم الذي كان خصما لا يستهان به وقال بقوة

” كلام ايه ده .. دي في عنينا و جاعدة مع حريمنا. ”
تدخل ياسين الذي كان غاضبا من سالم الذي لم يطمأنهم على حلا بالرغم من أنه يعلم أنها بخير و من جده الذي وضعه في هذا الموقف
” طب بمناسبة حريمكوا مش هتسلم علي بنات ابنك ولا ايه يا جدى ؟”

قست نظراته لثوان قبل أن يقول موجها حديثه لياسين
” كنك نسيت تجاليدنا يا ولدي.. مرعى..”
نادى علي أحد الحرس والذى تقدم و معه احدى النساء لتأخذ كلا من فرح و جنة للداخل فلم تستطيع جنة أن تترك يد سليم الذي قام بالضغط عليها بقوة فقد هلل قلبه فرحا من تمسكها به حين غزا الخوف قلبها فاقترب من رأسها واضعا قبلة خافتة ارتج لها قلبها و خاصة حين أردف بنبرة قوية رغم خفوتها
” متخافيش انا جمبك محدش يقدر يمسك بأي سوء .. أنتِ مرات سليم الوزان..”

شعرت ببعض الارتياح و حانت منها التفاته خاطفه الي جدها فوجدت عينيه جامدة وهي تتابع ما يحدث و لكنه لم يعلق و بعد أن دخلت الفتيات دعاهم عبد الحميد الي الداخل و بعدها تحدث بصوت رنان
” طلِع الضيوف جوضهم (أوضهم) يرتاحوا يا مرعي على ما الحريم يخلصوا الوكل”

قاطعه سالم الذي قال بصرامة
” حلا فين ؟؟ ”
اجابه عبد الحميد بهدوء
” مستنياكوا فوج اول ما يشيعولها خبر انكوا چيتوا هتچيلكوا طوالى.. “

لم يطِل سالم بل توجه للأعلى و تبعه كلا من سليم و مروان بينما ياسين توجه خلف جده الذي دخل الي مكتبه وهو يعلم جيدا بأن ياسين خلفه و بعد أن سمع اغلاق الباب تحدث بقوة
” نورت بيتك يا ولدي. ”
صاح ياسين بغضب
” ليه عملت كدا ؟”
استقر عبد الحميد على مقعده خلف المكتب قائلا بهدوء
” عملت الصوح الي استنيته منيك تعمله .. شغِل عجلك يا ضكتور..”
استنكر ياسين حديثه بشده فصاح بغضب
” الصح !! و الصح انك تخطف واحده بريئة ملهاش اي ذنب و تدخلها في لعبة مش لعبتها ؟”

لم تتأثر ملامح عبد الحميد الذي أجاب بتهكم
” وهي مش چنة بردو بريئة زي ما حكيت لأمك؟؟ اوعي تفكر أنها جالتلي انى عرفت بطريجتي.. و اوعى تفكر اني هسيب تارى لوما الكلب دا مات كنت جتلته بيدي.”

سليم بسخرية
” و تارك خدته من أخته لما خطفتها ؟ عملت فيها ايه قولي!”
صاح عبد الحميد بغضب
” اجفل خشمك يا ولد.. من ميتا بناخده تارنا من حريم؟؟ الي بتقول علي خاطفها دي جاعدة وسط حريمنا متعززة . دي كانت الطعم الي حرك المية الراكدة.. هو انت فاكر إياك أن المأذون الي جه النهاردة عشان يكتب كتاب الست هانم كان هياجي لو محسوش أن بتهم في خطر؟؟ “

صُدِم سليم من حديثه وقال باندهاش
” انت عرفت منين ؟”
زمجر بقوة
” زي ما عرفت الي حوصول و الي الكلب ده عمله! هو انت فاكر اني كنت هسيبها عايشه لو اتوكدت أنها خاطيه ؟ لاه.. ولو انها غلطت بس عشان ابوها الله يرحمه اني بلعتها.. لكن مش هسمح أن راسنا تتحط في الطين ؛ لازمن بنات محمود عبد الحميد عمران تترفع راسهم وسط الخلج. چنة هتخرچ من هنه عروسة هيتعملها فرح البلد كلاتها تحكي و تتحاكي بيه و هيچيب أهله كلهم و ياچوا يطلبوها منينا. و الكلام دا هيحصول غصب عن عين التخيين..”

توقف للحظه عاجز كليا عن الحديث فقد ظن بجده أسوأ الاحتمالات و لم يضع ولا احتمال واحد بأن يكون تفكيره بهذه الطريقه
” كنك متفاچئ يا ياسين.. انى مش ظالم يا ولدي. ولو ظالم مكنتش جبلت انك تبعد و تعيش مع بوك و امك و أنت حفيدي الغالي. بس خليك فاكر أن الي له اول له آخر و انى مش هجبل اچف وحداني وسط الخلج بعد أكده ”
ياسين باستفهام
” تقصد ايه ؟”
عبد الحميد بصرامه
” اعمل حسابك هترچع تعيش معاي من تاني و تمسك ارضك و ارض ابوك و عمك الله يرحمه. انت وحيد هناك يا ولدي و اديك شايف لولا أني أدخلت كانوا بنات عمك ضاعوا وسط الغيلان. سالم ده مش ساهل ده حويط و واعر جوي و عشان أكده انا أدخلت.”

ضيق ياسين عينيه مفكرا في حديث جده و قال باستفسار
” طب و انت مش خايف لا يكونوا جوزوا جنة طمع في ارضها . و بعد ما ياخدوا كل حاجه يرموها.. عمايلك بتقول انك مش مآمنلهم. حتي لو جنة متفرقلكش الأرض تفرقلك..”

عبد الحميد بصرامه
” جنة بتي و من صلبي غلاوتها تفوق مليون ارض .. وبعدين دي متفوتنيش. البت اختهم دي هاخدها لعمار ابن عمك جعفر. و أكده روحهم في يدنا زي ما روحنا في يدهم..”

هاجت الدماء بعروقه حين سمع حديث جده وصاح بغضب
” كلام ايه دا لا طبعا. عمار مين حلا استحاله تتجوزه “

ضيق عبد الحميد عينيه وقال بغضب
” ياسين فوج .. كلامك مش مريحني . اوعاك تكون بتفكر..”
قاطعه ياسين بقوة
” لو عايزني ارجع اعيش معاك هنا و امسك الأرض و كل حاجه يبقي حلا تبقي من نصيبي..”

صاح باستنكار
“وه كلام ايه ده الي عتجوله. انت اجننت ولا اي؟؟ انت هتتچوز فرح .. فرح بت عمك انت اولى بيها من الغريب. ”
ياسين بعناد
” فرح اختي و أنا بردو اخوها. و دا آخر كلام عندي عايزني ارجع هنا يبقي اتجوز حلا ..”

زفر عبد الحميد بغضب و لكنه قال بأذعان
” ماشي.. يبجى فرح تتچوز عمار..”
ابتسم ياسين بمكر تجلى في نبرته حين قال امام جده
” ابقي عرف سالم التقسيمة دي لما ييجي ..”

” تجسيمة ايه ؟”
هكذا تسائل عبد الحميد فأجابه ياسين مغيرا الأمر
” لا متاخدش في بالك .. قولي هنقنعهم ازاي بجوازي من حلا؟”

ابتسم عبد الحميد بمكر وقال بتخابث
” مش احنا الي هنجنعه .. دي هي .. “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى