روايات

رواية في عشق الزهراء الفصل السادس 6 بقلم سارة حسن

رواية في عشق الزهراء الفصل السادس 6 بقلم سارة حسن

رواية في عشق الزهراء البارت السادس

رواية في عشق الزهراء الجزء السادس

في عشق الزهراء
في عشق الزهراء

رواية في عشق الزهراء الحلقة السادسة

انتفض من نومته و جسده يتصبب عرقا.. نفس الحلم تائه يتكرر، تائها في ذلك المكان المجهول ، يبحث عن مخرج ثم يجدها واقفه تبتسم له برقه، و عندما يقترب و يلمسها تختفي و تتبخر ، كأنها لم تكن موجودة .
مسح علي وجهه و اغمض عينيه بشده ثم فتحهما ، و تحرك من فراشه و اعتلي خفه وخرج من غرفته لأسفل، لعل ضيق تنفسه يهدء قليلا ، سار في الرواق المتواجد به غرفتها، و اقترب منها ثم وجد النور من اسفل الباب يدل علي استيقاظها في هذا الوقت المتأخر من الليل ، و صوت همهمات وصلت لاذنه، اقترب من الباب و استرق السمع لها
۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21
سورة النور
و رغم انه لا يفهم اكثر الكلمات و لكنه اهتز بداخله و اضطرب، كلمات القرآن الكريم تهز روحه مع رقة تلاوتها جعلته يقف مسمرا كالتمثال
.. قرآن! و في بيته!
تذكر حينها انه مسلم ، فقد مسلم الديانه لا يتذكر متي اخر مره صلي او مسك المصحف….. مصحف!
تذكر مؤكدا انه بعيد كل البعد عن كل هذا و هي قريبه جدا لكل هذا… قريبه لدرجة ان روحها اخذت من كل هذا الطهر
و هو شديد التدنيس
ابتعد بخطوات ، للخلف ينظر لأبعد من الباب انه حاجز بينهما .
ابتعد اكثر عائدا لغرفته بخطوات واسعه، يدور حول نفسه بمشاعر غير مرتاحه و مضطربه كا طفل تائه لا يعرف م اعليه فعله ، و شيطانه متغلب عليه ليرده اكثر عن طريق الصواب…
،،،،،،،،،،،،،،
اجتمعوا جميعا علي مائده الافطار ، و هو
يتناول الفطور بذهن غائب ، ازاح الطبق من امامه و مسك فنجان قهوته يرتشفه لعله يفيق جزء من عقله الشارد قليلا الذي لم يغفوا منذ امس..
چو يا چو
دارت رأسه ل ماريا قائله بابتسامتها الحنون بقلق : ماذا بك، لما انت شارد هكذا
ابتسم لها ابتسامة شاحبه و نظر ل فاطمة بنظرة عابرة و وجه عينيه لجدته : لا شيء انا بخير
تنحنت فاطمة و قالت بصوت بدي هادئ و لكنه مضطرب : آنا اريد العوده لمنزلي
وجهه يوسف انظارة إليها بينما قالت ماريا لما يا حبيبتي هل حدث شيء ضايقك هنا
اجابتها فاطمة بتهذيب : ابدأ، لكن أنتي تركتي منزلك لاجلي و انا سأكون اكثر راحه في منزلي و هو بجواركم لن ابتعد بالتاكيد
قالت ماريا بمهادنه، تحاول ارجاعها عن قرارها برفق : يا فاطمة انا لن أتركك أبداً بمفردك حتي يشفي شقيقك و يعود معك لمنزلك
فتحت فاطمة فمها بتجيب و لكن سبقها يوسف و هو ينهض بعد أن وضع فنجان القهوة بحده : لن تذهبي لأي مكان، انت بأمانتي حتي يعود محمود
ارتدت للخلف في جلستها متفاجئه من حدته معها و قالت : انا لست صغيره استطيع الاعتناء
قاطعها يوسف بصوت بدي مرتفع قليلا متسلطآ : انا لا أحب أحد ان يناقشتي في قرارتي
اتسعت عينيها و ارتسم الغضب علي ملامحها و هتفت قبالته : قرارتك التي تخصك انت ليس لي شأن بها ، اما قرارتك الخاصه بشأني انا لا تخصك ابدا يا يوسف
انفعل يوسف و قال هادرا بغضب : بلي تخصني كل شيء بك يخصني
وأكمل بعد برهه : حتي يعود محمود
وقفت قبالته بتحد واضح فاجأه : انا لا اخص احدا و بالذات انت ، انا لست فتاه صغيره حتي تتحكم بي سأعود لمنزلي و ابدا
قاطعها بغضب منفعل صارخا بوجهها : اصمتي فاطمة و لا تثيري غضبي اكثر
اجفلت من صوته المرتفع ، و التمعت عينيها بلمعة الدموع و احتقن وجهها بشده ، ضمت شفتيها تمنع نفسها عن الرد عليه بقوة…
اجفل هو من محاولتها لوئد عبراتها و احتقان وجهها بالغضب ، لم يستطع ان يقف اكثر، فا
اخذ مفاتيحه و هاتفه و ترك المكان بأكمله بخطوات واسعه للخارج
جلست فاطمه مرة اخري خافضه عينيها ارضا
تملمت ماريا في جلستها و التي كانت تشاهد مشادتهم و تمسك حفيدها بها ، شعرت بشيء آثار دهشتها من غضبه الغير مبرر في البدايه و تحدي فاطمة له
اقتربت من فاطمة ممسكة بيديها الباردة مهدئه اياها قائله بحنان: لا تغضبي حبيبتي هو اخطئ في انفعالة و لكنه محق في موضوع تركك لمنزله و ذهابك لمفردك الي منزلك هو يخاف عليكي
رفعت عينيها الباكيه و قالت : لا أحب أن يعاملني احد بهذه الطريقة
مسحت ماريا و جنتها وقالت برفق : لا تحزني هكذا انا معك و هو سيعود ليعتذر
وقفت و قالت بضيق : لا أريد منه اي شيء و لا حتي ان يحادثي ابدا
،،،،،،،،،،،،،،،،
لا يعرف ماذا دهاه لينفعل عليها هكذا ، و لكن قله نومه و اضطرابه و مزاجه السئ منذ الصباح كان لا يحتمل حديثها هذا و لا عنادها الذي يراه لاول مرة، و لا جوابها عليه بحديثه المنفعل و ما آثار حنقه هتافها انها لا تخصه و لا حتي تريد ذلك ، و منظرها وهي تكبت دموعها اغضبه بشده اكثر وا كثر ر
بحياته لم يكن فاقدا للتحكم بتصرفاته و مشاعره هكذا، لكن امامها، تلك التي لا تشبه ذوقه في النساء إلا عندما قابلها هي.. يقف امامها حائرا بأي حديث يبدء كمراهق امام فتاته الاولي…..
ينشغل بكثير من الأعمال و قبل ان يغفوا تأتي صورتها امام عينيه و في نومه تخترق أحلامه كأنها اقسمت علي توغلها في عقله صباحا و مساء وفي كل وقت..
القي بالقلم علي مكتبه بضيق و صداع يكاد يقسم رأسها لنصفين.
استراح علي تدليك تلك الاصابع الناعمة علي رأسه ، اصابع تعرف مكان الام جيدا و كأنها متمرسه ، فتح عينيه علي ماتيلدا فتاته اللعوب، التي ابتسمت له باغواء و عينيها ترسل له تعبيرا خاصا في الاقتراب كما يروق له..
و في لحظة اندفاه، جذبها يوسف علي ركبتيه و قبلها بعنف لم يعتاد ممارسته، و كأنه ينتقم من نفسه، ينتقم من تلك المسافات البعيده و الدوامات المترنح بها،
محاولا تصفيه عقله عن ماحدث في الصباح حاول للحظات و مع استجابتها ايضا و اللعب علي اوتاره حتي يسترخي.
و لكن فجاءه ظهرت صورتها في حلمة مبتسمة و وجها يشع منه النور.
انتفض فجاءه و ابتعد واقفا بعيدا عنها، يمسح شفتيه بعنف و اشمئزاز
اعتدلت ماتيلدا باستغراب تعدل من شعرها و ملابسها الفاضحه
هدر يوسف بغضب مشيرا لها : اخرجي من هنا الان …اخرجي
وتركها و توجه للمرحاض واضعا راسه تحت المياه الجاريه يكاد يفتك بكل شيء امامه ،
ماذا حدث لي مالذي فعلتيه بي
فاطمة مالذي فعلتيه
اما هي بعد ان تصنمت لثواني من حدته المفاجأة ، اخذت حقيبتها و تركت المكان فورا خوفا من بطشه.
،،،،،،،،،،
حاول محمود النوم مرة اخري و لكنه جافاه، عقله مشغول علي فاطمة و هي بمفردها دونه و لكنه يثق بوعد يوسف، فقط يريد الخروج من هنا حتي تبقي تحت انظاره ليطمئن قلبه اكثر، سيتحدث مع الطبيب في امر خروجه و استكمال علاجه في البيت افضل من جلسته هنا
استقام محاولا الوقوف علي قدميه ، تأوه واضعا يده مكان جرحه الذي اشتد عليه ، رفع عينيه علي الباب الذي انفتح بهدوء و طلعت تلك التي ظنها حلم… رمش بعينيه عده مرات غير مصدق وجودها، بتأملها فتاه ذات شعر بني معقود بتزمت خلف رأسها عينين بلون العسل و بشره بيضاء
قال دون وعي بصوت متحشرج بالعربيه : انتي مش حلم!
ابتسم له و اقتربت بخطوات هادئه مجيبه ايضا بالعربيه : لا مش حلم
رفع حاجبيه باندهاش للغتها المتقنه قال متسائل بتعجب : انتي مين
قالت هي مجيبه : انا دكتورة هنا
تسائل مره اخري بفضول : اسمك ايه
اجابته : نور
ردد اسمها بهمس جعلتها واقفه امامه دون ان تتحرك
ادركت من اول وهله انه عربي ر
ملامحه شرقيه بسمرته الجذابه و شعره الاسود مشابه لسواد لحيته و تقاسيم وجه المختلفه عن الاجانب هنا .
اخفض هو عينيه عنها محاوله استعاده رباط اجشه متمتا باستغفار مؤنبا نفسه الأماره بالسوء علي تأمله اياها .
قالت نور و هي تتفحص الملف الخاص له قائله : ليه ا تحركت من مكانك ؟
قال محمود و مازل خافضا عينيه عنها : زهقت و عايز اخرج
قالت له بعمليه : غير مسموح اكيد، من البدايه قلت محتاج لأسبوع و مافتش غير يومين جرحك مش بسيط و معرض للنزيف عند الحركة
اوما لها محمود ووحاول التمدد مره اخري متحاشيا النظر إليها خوفا من الله و علي شقيقته .
تابعت حركته البطيئة و لم تحاول الاقتراب ، وتعرف مسبقا رفضه لهذا ، همسه بالإستغفار و وبصره الذي غضه عنها جعلتها تلتزم المسافه بينهما و لم تستطع إلا أن تعجب بهذا
،،محتاج حاجه
نفي برأسه وقال : شكرا
سمع غلق الباب من خلفها و تتفس هو الصعداء
هو بشر ليس إلا ، يحاول الاستقامه دائما و تطهير روحه بالتقرب من الله ،،و لكن غصبا عنه تأملها و هي إيضا لماذا عليها ان تكون بمثل هدا الجمال بمفردها مثلا.. زفر انفاسه يطرد افكاره التي تمحورت حول تلك الفتاه من بعد خروجها..
،،،،،،،،،،،،،
استقبلته ماريا منتظره اياه في بهو المنزل
اقترب و طبع قبله فوق رأسها و جلس قبالتها بإنهاك
،،ماذا بك يا بني
قالتها ماريا و هي تنظر ليوسف مرهق الوجه
اجابها بهدوء : بخير جدتي انا بخير
قالت له بأسف : لا اشعر بهذا ياچو
ابتسم لها مطمئنآ اياها : لا تقلقي
وصمت لبره و قال بفضول تغلب عليه : اين فاطمة
صمتت ماريا متفحصه تعبيرات وجهه و لم تجيب
اعتدل فجاءه و قال بتسرع : هل غادرت هل سمحتي لها بالخروج دون اذني كيف لها
قاطعته ماريا مجيبه بهدوء : هي بالاعلي يوسف لم تترك المنزل ، محاولاتي لاقناعها اتت بثمارها في النهايه
اخذ نفس عميق مشبع بالراحه لوجودها تحت سقف بيته
استقام و قال متهربا من نظرات ماريا المتفحصه : انا مرهق سأصعد للنوم احتاجه الان بشده
تركها و تحرك بخطوات هادئه حتي وصل الطابق المنشود خطي خطوتين من امام غرفتها وعاد واقفا امام الباب مره اخري رفع يده ليطرق علي الباب و لكن وقفت يده في منتصف طريقها ، قبض عليها بشده و سقطت بجانبه، ثواني و اتخذ قراره و دق مرتين علي الباب انتظرها لتفتح وبالفعل فتحت الباب محتفظه بحجابها الذي لايفارقها
نظرت له لثواني و دارت بوجهها عنه الجهه الاخري، عاقده يديها امام صدرها ،ابتسم لمظهرها الذي بدي له طفولي غاضب
قال يوسف متنحنحآ : اسف
قالت دون ان تدير رأسها اليه : علي ماذا بالظبط
ضحك بخفوت و قال : يبدو انك غاضبه مني لعدت أشياء
قال فاطمة بتأنيب و هي تعد علي اصابعها ،نعم مثلا علي طرقك علي غرفتي بهذا الوقت المتأخر لأنه لا يجوز ام انك تتعامل باريحيه شديدة ووانت في منزلك رغم وجود ضيفه بيتك ام لطريقتك وحديثك معي صباحا ووانفعالك علي ووكأني تحت إمرتك
رفع حاجبيه فاطمة رغم هدوئها لا تنسي حقها ابدا
قال بمهادنه اارضائها : اولا انا لم اطرق بابك سوي لا اعتذر عن مابدر مني صباحا
ثانيا ،،لم أقصد الان بالتعدي علي خصوصيتك آنا فقد ، لا اعرف ماذا بي لم امر بشيء من هذا من قبل و فقد لا اعرف فعلا
كل مااريده هو أن تسامحيني
رقت ملامحها و صوت بداخلها يخبرها أن غضبها منه لما يكن إلا من نفسها من الأساس،
تفكيرها المستمر به و توترها بحضرته و ضربات قلبها التي تنبئها أن يوسف لن يكون مجرد رجل عابر في حياتها ، لذلك ارادت الابتعاد.. رغم اختلاف طرقهم إلا انها تري بداخله ذلك القلب القابل للتعديل، فقد بأزاله الشوائب المحاطه به يصبح ناصع البياص ولا تعرف كيف هي واثقه من انه قابل التغير فقد مجرد شعور تتمني لايكون كاذبا
فاطمة فاطمة
انتبهت علي ندائه و قالت : نعم
قال مع ابتسامه هادئه و صوت يشوبه الرجاء : لا تغضبي مني
قالت له مبتسمه بحياء : لست غاضبه لم يحدث شيء
،،معني هذا انك ستبقي لحين عوده محمود
،،انا قررت هذا بعد حديثي مع ماريا و محاولاتها معي فقد
ابتسم لها مجاريا اياها : و انا راضيا فقد ابقي
اخفضت عينيها بخجل من نظراته التي تتشربها هاتفه بخفوت : يجيب علي الدخول تصبح علي خير
اخذ نفس عميق و قال : و أنت من اهل الخير فاطمة
تحرك لغرفته و استندت هي علي الباب و ابتسامه حالمة علي وجهها
،،،،،،،،،،،،
و استلقي يوسف علي فراشه مسترجعا وجهها بكل تفاصيله التي حفظها و خصوصا غمازتيها
كتم أنفاسه للحظات و قال و هو في بدايه غرقه بالنوم : احبك يا فاطمة

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي  : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في عشق الزهراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى