رواية في عشق الزهراء الفصل الرابع 4 بقلم سارة حسن
رواية في عشق الزهراء البارت الرابع
رواية في عشق الزهراء الجزء الرابع
رواية في عشق الزهراء الحلقة الرابعة
يدور يوسف حول نفسه كالمجنون منذ ان آتي بصديقه للمشفي ، عدة ساعات مرت ببطئ شديد و لم يخرج اي احد يطمئنة و يهدءه، نظر لما بين يديه و هو هاتف محمود المنير ، الذي لم يتوقف عن الرنين بأسم فاطمة ،لكن بماذا يجيبها ، لن يستطيع ان يقول لها مثل ذلك الخبر السئ.
لا يجب ان تعلم شيء لا يجب ان تعرف الان حتي تستقر الامور و يطمئن عليه حتي تتطمئن هي الأخري
،،،،،،،،،
و لكن هي لم تطمئن ، لم تغادر النافذه منذ عدة ساعات، تنتظر رجوع شقيقها بقلق و قلب منقبض ، تشعر بشئ سئ ، و تسأل عن سبب ذلك التأخير الغير معتاد منه، حتي دون ان يهاتفها يخبرها او يطمئن عليها،
لما تأخر لما لا يرد علي اتصالاتها المتكررة كيف يتركها قلقه عليه بهذا الشكل .
وقعت عيناها علي ورقه قد دون فيها ارقام الشركة اذا حدث معها اي طارئ و لم يجيب علي هاتفه .
فتحت الورقه و اتصلت بالرقم المكتوب..
في ثواني بطيئة جدا و بعدها، اتاها الرد بعد سؤالها عن أخيها ، ثم وقع الهاتف من يدها وشحبت ملامحها بشده و بردت اطرافها علي الفور ،جثت علي الارض و لم تتحملها قدميها ، و عينيها تبدأ بذرف اولي دمعاتها و عينيها لاتحيد عن باب المنزل، لعل ما استمعته غير صحيح، و يدخل محمود من الباب في اي وقت..
،،،،،،،،،،،،،،،،،
لماذا اخبروتها لماذا ! الم اقل لا أحد يقول لها شيء اذا اتصلت يا اغبياء
هدر يوسف بهذه الكلمات بعصبية ، و اعصاب متوترة بشده بعد علمه بمعرفه فاطمة عن الحادث بمفردها دون ان يشدد من أزرها احد..
مسح وجهه بشعره للخلف و قال بعد فترة بسيطة : ارسل السائق لبيت محمود ليقلها الي هنا
أغلق الهاتف دون انتظار الرد.. يلعن غبائهم، و لتاخرهم كثيرا في غرفه العمليات ، شد علي شعرة الغزير الذي تشعث من عدد المرات الذي شد بها خصلاته من التوتر
خرج الطبيب اخيرا و قال بعمليه : اخرجنا الرصاصه من جانبه، و عوضناه عن الدماء الذي فقدها ، و الوضع لحد ما مستقر للان
تنفس يوسف الصعداء اخيرا و اغمض عينيه لحظة بارتياح .
و الآن هو منتظر قدوم فاطمه، ليخبرها بأنه بخير .
جلس علي المقعد و عينيه علي آخر الممر منتظرها .
و ما هي الادقائق و كانت أمامه ،
تحمد لله علي قدوم السائق الذي انتشلها من صدمتها و حاله الضياع التي اصابتها واحضرها الي هنا… تحاول التغلب علي الدوار الذي يحاصرها بصعوبه من وقت صعودها لدرج المشفى، لكنها فقط تريد ان تطمئن عليه انه بخير دون شئ اخر ، لا تريد ان تسمع المزيد.
اقترب منها يوسف بخطوات واسعه بقلق، وقد رأي وجهها المبلل بالدموع و ملامحها الشاحبه و شفتيها المرتعشه ،و بمجرد ما لمحته عيناها ركضت اليه و عيناها تترجاه ان لا يقول شيء سئ، و فهم عيناها و لم ينتظر سوالها، ثم رفع يديه امامها يحثها علي الهدوء و تحدث بصوتا يحثها علي الهدوء : بخير انه بخير و وضعه مستقر اهدئي و اطمئني
نظرت لعينيه ترجوه ان يكون حديثه صحيح، فهتف لها يوسف : اقسم ان حالته مستقر، فقط اهدئ
و فعلا هدءت و استسلمت للغيمه القويه التي تحيط بها مغمضه عينيها، و قبل ان تلامس الارض انتشلتها يدين قويتين و رفعتها علي الارض، هاتفا باسمها لأول مرة بطريقته هو و بدقات قلب تكاد تقفز من صدرة و هي بين ذراعيه : فاطِمة
،،،،،،،،
فتحت عيناها و دارت مقلتيها علي السقف الابيض بتشوش ، حاولت تحريك يديها و لكنها وجدت شيء يعوق حركتها مالت رأسها لموضع المحلول للحظات، و فجأة تذكرت كل شيء ، وضعت يديها علي حجابها تتأكد من خصلاتها تحته ، و استقامت بخطوات سريعه رغم ترنحها و الدوار البسيط، و فتحت الباب قابلت يوسف المنتظر افاقتها منذ ساعتين جالسا امام غرفتها لايحيد بعينيه عن الباب
استقام و اقترب إليها و قال بحذر : هل أنتِ بخير الآن
ردت فاطمة بصوت تعب تهمس : محمود
اجابها يوسف سريعا : انه بخير اقسم لكِ و انتقل للغرفه و انل هنا انتظر افاقتك حتي تريه بنفسك
استمع لصوتها الرقيق يهمس شاكرآ : الحمدلله الحمدلله
رفعت عينيها إليه قائله بترجي أصاب خافقه : خذني إليه ارجوك
و نفذ طلبها حتي لو كان امرآ ..
شاهدها تحتضن أخيها بحذر و ببكاء لم يتوقف، و تقبل يده و جبينه هامسه بكلمات الحمد و الشكر لله
اسفآ علي حدوث ذلك كله و ما حدث لصديقه و ما اصاب تلك الفتاه من خوف و هلع.
يوسف يا يوسف
ازاح عينه من عليها بصعوبه و انتبه لمحمود متسائلا : هل تريد شيئا
ابتسم له محمود و قال بتعب، متسائلا : اين ماريا
ضيق يوسف حاجبيه ثم ضرب علي جبهته بيده متذكرا و اجابه : ماريا يا الهي نسيت ماريا، لم أجيب عن اتصالاتها للآن
قال له محمود : اتصل بها اذن و اخبرها ان تبيت معك لاني سأترك فاطمة بأمانتكم حتي اخرج من المشفي
رفعت فاطمة راسها و قالت برفض : انا مش هاسيبك ابدا
ضغط محمود علي يدها برفق و قال بلغة يفهمها كلاهما : استمع لي، لن تبيتي معي هنا لن أطمئن عليكِ بمفردك، و انا بمجرد ما اخذ جرعه المسكن الأخري سأذهب في سبات و اخشي عليك و أنتِ بمفردك و انتِ لا تتحدثي لغه هنا
قال يوسف مسرعا : اصبت يا محمود ساهاتف ماريا و لا تقلق عليها ابدا
نظر محمود لفاطمة التي قالت هامسه باضطرار : زي ما تحب
اقترب منه يوسف مربتا علي كتفه قائلا بصدق : حمدلله علي سلامتك يا صديقي لم اعرف معزتك بقلبي انها كبيره جدا سوي الان دمت لي رفيقي للابد
،،،،،،،،،،،،،،،
بعد اطمئنان ماريا علي محمود و توبيخ يوسف بعدم اخبارها، توجهوا الان لسيارة يوسف المتهلله اساريره .
جلست فاطمة في الخلف و ماريا بجانب يوسف ، عدل من وضع المرأه الاماميه و ظل يختلس النظرات إليها..و هي مستنده علي النافذه و عينيها مغلقه كاطفله انهكها التعب بعد يوم صعب عليها للغايه.
وقفت السياره امام منزل يوسف، نظرت ماريا لفاطمة قائله بحزن عليها : لقد غفت حبيبتي، اليوم كان صعب عليها للغايه
اجابها يوسف متنهدا مؤكدا : للغايه يا ماريا كدت افقده و لم اكن أسامح نفسي ابدا
قالت ماريا بحنان : لقد مر اليوم، و انت بخير و هو ايضا ، هيا افق فاطمة لندخل و ساطلب من الخدم عشاء خفيف لفاطمة.
ثم ترجلت ماريا من السيارة و يوسف ايضا الذي دار اتجاه فاطمة ، فتح الباب و وقف امامها ، لم يري انثي بمثل كل هذا الاحتشام و جميله بهذا الشكل.. يقسم ان مساحيق التجميل لم تلمس وجنتها يوما ، و ماذا ستضيف لها بأحمرار وجنتيها الطبيعي هذا وتلك اللمحه من البراءة و الطفولة بوجهها ،جمالها من ذلك النوع المريح الهادئ مثل كل شيء بها ، اخذ نفس عميق
ماذا يفعل الان!
نادها بصوت هاديء : فاطمة استيقظي
لم تجيب ، فا مد يده يهزها و لكنه اعاداها علي الفور متذكرا غضبها المره الماضيه من لمسته لها
اجلي صوته و قال بصوت مرتفع بعض الشئ : فاطمة
انتفضت هي و اعتدلت ناظره حولها حتي وقعت عيناها عليه و ضعت يديها تلقائيا علي حجابها .
قال يوسف معتذرا : ا سف لافاقتك بهذا الشكل لكن ناديت كثيرا و لم تجيبي
،،اين ماريا
رد عليها يوسف و هو يبتعد بمسافة سامحا لها بالخروج : سبقتنا للداخل ، هيا الطقس بارد جدا هنا
غمغمت باعتذار و هي تتحرك امامه للداخل، توقفت في منتصف الصاله الكبيره و دارت عيناها حول تلك الصاله واسعه.. و التي تحوي علي لوحات طبيبعيه مذهلة و بعض اللوحات الزيتيه لوالده و والدته، و سلم ملتف للدور العلوي، و الأرض المفروشه بسجاد ثمين و تصاميم للتسائر المخمليه راقيه، كل شيء حولها يظهر عليه الثراء والذوق الراقي
اتت من خلفها ماريا التي انشلتها من تأملها و قالت بابتسامتها الحنونه : هيا كلي شيء و اصعدي لترتاحي
قالت فاطمة لها بارهاق شديد : انا اريد ان انام لا أريد اي شيء ارجوكي
ربتت ماريا علي وجنتها بحنان : ياحبيبتي حسنا تعالي معي لاريكي غرفتك
صعدت لأعلى و هي تجاهد لفتح عينيها، و بمجرد ما دخلت للغرفه توجهت الي السرير بثيابها و وضعت ماريا الغطاء عليها وقبلت جبينها باشفاق و خرجت، دار احداث اليوم سريعا في عقلها و حمدت الله علي مروره دون ان تخسر شقيقها ثم اغمضت عينيها و غفت علي الفور.
،،،،،،،،،
يوسف العشاء جاهز
استقام يوسف من علي الغراش بعد أن اغتسل و بدل ملابسه لاخري مريحة قائلا بتساؤل مهتم : هل أكلت فاطمة
زفرت ماريا وقالت بأشفاق : لا.. قالت انها تريد النوم فقد شعرت انها ستفقد وعيها من الإرهاق ، وجهتها لغرفتها حتي انها نامت بملابسها ، المسكينه يكفي صدمة اليوم ورعبها علي أخيها الوحيد
تنهد يوسف و قال : انا ايضا أريد النوم
،،،الن تأكل اي شيء لو بسيط
اجابها و هو يعدل الغطاء عليه : لاأريد ماريا أريد فقد النوم
وفعلت معه مثلما فعلت مع فاطمة و لكن الفرق ان فاطمة غفت سريعا اما هو عقله ابي النوم، يعيد كل شيء بدايه من الصباح حتي المساء و هي الان في منزله تحت سقف واحد معه .
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في عشق الزهراء)