روايات

رواية في عشق الزهراء الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة حسن

رواية في عشق الزهراء الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة حسن

رواية في عشق الزهراء البارت الثاني عشر

رواية في عشق الزهراء الجزء الثاني عشر

في عشق الزهراء
في عشق الزهراء

رواية في عشق الزهراء الحلقة الثانية عشر

صدح صوت يوسف جهوريا عاليا بأنفعال شديد : انا فعلت هذا من اجلها تقربت من الله من اجلها ، و هي ماذا فعلت عند اول لحظة ضعف مني تركتني هكذا دون ان تلتفت للخلف لمره واحده
تركه محمود يفرغ كل ما به ثم
اجابه محمود بصوت حزين لأجله، لأجل عدم اداركه انه علي خطأ، لأجله و لاجل فاطمة لأجل حالته تلك التي لم تهدء لثانيه واحده بعد صدمته برحيل فاطمة ،لأجل عينيه الدامعه تلك الذي يحاول ألا تُذرف دمعاته امامه ،بدء حديثه بالحديث الشريف ،،،
رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»
وهذه هي الحكايه
نيتك لم تكن لله بل كانت وسيله للوصول إليها فا الأمر بيد االله ان ارادها لك فلك هذا.. و ان لم تكن لن يحدث ابدا
ربنا متطلع علي ما بداخلك و يعرف خباياك اكثر منك انت ، و يعرف اين وجهة قلبك اهي اليه ام لا
و بداخلك يا يوسف اتخذت التقرب منه فقط كا وسيله للتقرب من فاطمة و التي هي غايتك من الأساس ، و هذا كان خطأ كبير انت و قعت به يا يوسف
علاقتك مع الله لابد ان تكون اهم شيء لنفسك انت ،،انت تريد التقرب من الله لانك تحبه لانك تخافه و لان أمرك بيده و لأن راحة قربك منه لا تعادل اي شيء
من تقرب من الله تقرب من كل شيء و من أحب الله احبه كل شيء
عم الصمت المكان الا من تنفس يوسف و كأنه يركض في سباق.
تحرك محمود خطوتين و لكنه عاد اليه مره اخري، وقف امام يوسف ينظر إليه نظره لن ينساها يوسف ابدا
ثم قال بضيق و غيظ شديد
،،هذه لأجل دموع شقيقتي و إنك سببآ بها.
و باغته بلكمة قويه بجانب وجهه ادارت وجه للجهه الأخري بقوه، لو كان شخصا آخر غير محمود و في ظروف غير تلك، كان سيلقنه درسا و ربما كان سقبض روحه بيده.
و لكنه لم يتحرك ، و لم يدافع حتي عن نفسه ، بل بالعكس أراد منه المزيد لأنه يستحق
تركه محمود و رحل من منزله،
سقط يوسف من خلفه علي المقعد واضعا رأسه بين راحتيه و شعوره بالخطأ و الندم و خسارتها يكاد يقصم ظهره، لم يكن يتخيل انها ستفعل ذلك في يوم، بعد ما اعتاد رؤيتها، بعد ما ظن انه اقترب منها و كاد ان يلمسها، حدث ما كان دائما ما يحدث في حلمه بها، اختفت و تبخرت الي الابد..
،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
فاطمة يا حبيبتي ماصدقش نفسي لما كلمتيني و قولتيلي انك جايه
قالتها السيده رحمه خالة فاطمة و هي تستقبلها بكثير من الاشتياق و القبلات.
تركت فاطمة نفسها بين ذراعيها ، تشعر انها محتاجة لمثل هذا الحنان الذي يشبه حنان الام التي تفتقدها بشده الان
مسحت السيده رحمه وجه فاطمة بحنان قائله بقلق : مالك يا حبيبتي وشك مخطوف و خاسه كده ليه
تحركت فاطمة بجانبها بعد ما تركت حقيبتها في منتصف الصاله و قالت لها : ،انا كويسه ياخالتوا ما تقلقيش، تلاقيني بس مجهده من السفر
ابتسمت رحمه باتساع قائله بحنان امومي : خلاص ادخلي ارتاحي وخدي راحتك مافيش حد هنا غيرنا، علي بال ما اعملك كام اكله كده مصري تقوتك ، بدل اكل الاجانب اللي مايرمش ده
ضحكت فاطمة علي تعبيراتها و قالت و هي تنهض من مكانها راغبه في الاختلاء بنفسها : مش جعانه خالتوا، انا عايزه انام بس
ربتت علي ظهرها قائله : نامي ياحبة عين خالتك و لما الاكل يخلص هاصحيكي تكوني جوعتي
تركتها فاطمة و دخلت للغرفه، توجهت للمراه ثم وقفت امامها ، تنظر لنفسها بشرود، تعاتبها و تلومها و ايضا تعنفها ، و عندما شعرت انها بحاجه الي البكاء توجهت مباشرة للمرحاض ، توضأت و فرشت مصلاتها و شرعت في اداء الصلاه، لا تحب البكاء سوي بين يدي الله ، ترتاح اكثر و هي تشكوا اليه و تناجيه و بعدها تشعر بتلك الراحه الذي بثها بداخل قلبها و كأنها ماء بارده اثلجت صدرها ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
فرغ المكان من حوله مرة اخري، كان هذا حال محمود و هو يتجول في منزله الفارغ. و التي كانت تؤنسه شقيقته، من عند دخوله يستمع لصوت القران الكريم ، جلستها بجانب المدفئه تشكو صعوبة الطقس هنا، تحضيرها للطعام الذي كان يذكره بطعام والدته رحمها الله، احاديثهما و حكاياته عن غربته و سردها عن والدهما.
منذ ان اتت و ملئت ذلك الفراغ بداخله ، ونس و دفئ و إعانه لو تتكاسل في فرض او ورد.
زفر محمود انفاسه بضيق و حزن لما آلت اايه الامور دون القدرة علي ان يفعل شئ…….
،،،،،،،،،،،،،،،
في المساء في إيطاليا
لم تترك نفسها لذلك القلق المستمر الذي انتابها منذ الصباح، من بعد خروج محمود الغاضب ، دخل يوسف غرفة مكتبه و لم يخرج منها حتي انها تنصتت لأي حركة يفعلها و لا تجد سوي السكون، و هي قلقه عليه بشده.
توجهت الي غرفته و دخلت، و همست بأسمه و لم يجيب
فقط جالسا علي مقعد مكتبه بنور الغرفه الخافته جدا و مستندا برأسه للخلف مغمض العينين دون حراك ، يظن من يراه انه في نائما في غفوة قصيرة، لكن حتي عقله آبي ان يريحه للحظات.
نادته ماريا مره اخري و اخيرا استجب.. فتح عينيه الحمراء بشده و قد ادرك وجودها فقد الان
همست ملتاعه باسمه و قد توجع قلبها بشده لحالته تلك ، قالت ماريا بخفوت
،،يوسف يا حبيبي
لم يجيب لثواني و كأنه لم يفهم حديثها، فقال يوسف بصوتآ مختنقآ :
،،اريد البقاء بمفردي
قالت له برفق :
،،انت بمفردك من الصباح و الان تعدي الوقت منتصف الليل و انت لم تتحرك من مكانك حتي لم تتناول اي طعام ، هيا اخرج قليلا او حتي
قاطعها يوسف بإيجاز و صوت مرهق : اتركيني وحدي ماريا
بكت ماريا بصمت لأول مره تراه بهذا الحزن حفيدها مريض بالعشق و لا سبيل للدواء سواها هي…. و هي غادرت ، لو كان في استطاعتها لذهبت اليها و احضرتها الي هنا، لكنها حتي لا تعرف سبب خلافهم لتصلحه ، كل ما تعرفه انها حزينه للغايه لرؤية حفيدها بهذه الحاله.
قالت له ماريا باكيه : لا توجع قلبي عليك يا بني ، لا تفعل هذا بي كل شيء سيمر و سيصبح ذكري
اعاد رأسه للخلف مره اخري و اغمض عينيه متمتا بخفوت : هي ابدا لم تكن شيئا عابرا في حياتي، لم يشبه حبي لها اي شيء اخر… انا لم احبها لشيء محدد ماريا، انا فقط دون ان ادري ، وجدتني غااارق بها، بكل شيء و بكل تفاصيلها، و جدتني اذوب عشقا في كل تفصيله جديده اكتشفها بها…
وجدتها و كأنني وجدت نفسي التي تعبت و اهُلكت دون الوقوف علي بر ثابت، اتخبط هنا و هناك.
و كانت هي……. البر الذي ابحث عنه وجدتها المرسي لروحي يا ماريا
وسقطت دمعه بين جانبيبن وجهه هامسا : و لكنها ضاعت… و بقيت انا تائه مره اخري دون مرساي .
تراجع محمود للخلف عائدا بعد أن حدثته ماريا بعدم خروج يوسف بعد مقابلتهم في الصباح ، و قلبه الخائن أراد الاطمئنان عليه خوفا من ان يكون اصابه مكروها.
و بعد ما أن استمع لحديثه عاد مره اخري تاركه يتجرع فراق فاطمة ببطيئ.
و عن ماريا وضعت يديها علي فمها تكتم شهقات بكائها تاركه اياه بالغرفه بمفرده دون ان تستطع ان تفعل اي شيء غير قادره علي رويته هكذا ، لاول مرة تراه بهذا الضعف،، ييوسف الذي تتهاتف عليه الفتيات و دائما لا يبالي بهن، معتزا بقلبه، اصبح حزينا و كأنه خسر شئ لا يمكن تعويضه..
لم يشعر بأي من حوله و هو يتمتم و مازال علي موضعه : و ضاعت… و بقيت انا تائه مره اخري دون مرساي

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي  : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في عشق الزهراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى