رواية في عشق الزهراء الفصل الأول 1 بقلم سارة حسن
رواية في عشق الزهراء البارت الأول
رواية في عشق الزهراء الجزء الأول
رواية في عشق الزهراء الحلقة الأولى
جلست بعد ان أعدت حقيبة ملابسها و وضعتها اسفل قدميها ، تتطلع لكل من حولها بروح خاويه لكل من الفراغ المحيط بها و ومضات من ذكريات طفولتها السعيدة وسط عائلتها الصغيرة الدافئه…
تنظر لهاتفها تقرأ رساله أخيها للمرة التي لا تعرف عددها، و هو يحثها بكل اصرار و توسل علي السفر اليه بعد وفاة والداهما و هو في غربته يتوسلها اللجوء اليه و الذهاب لاحضانة، يتأسف و يعتذر لأنانيته التي اوصلته في النهايه لوفاة والده دون اخذ عزاءه او حتي توديعه في لحظاته الاخيرة ..
،يعتذر لانانيته و لتفكيرة بنفسه فقط ، كان حلمه مثل كل شاب في عمرة، المال و الكيان العملي حتي يصل لما يتمني بوقت قياسي ..
تركهم منذ خمس سنوات في سفرة غير شرعية وجهتها كانت ايطاليا ، انقطعت أخباره لفترة و استمر تواصله معها عدة مرات علي مدار السنوات الماضية حتي اعلمته بوفاه والدها بعد اسبوع نظرا لحالتها النفسية التي تدهورت بعد رحيله ، فقد كان مؤنسها بعد وفاة والدتها و رحيله هو الآخر ، و الآن يطلب منها السفر اليه و اتاحها الفرصه للعودة مرة اخري اذا رغبت ….
اخذت نفس عميق و استقامت بعد أن أرسلت له رساله انها متوجه للمطار الان ،
في قرار اتخذته بعد ان قضت في تلك الشقه عدة اسابيع تحاول التأقلم علي وحشتها و سكونها المخيف، لكن لم تستطع الاستمرا اكثر بمفردها.
عدلت من فستاتها الاسود الطويل و حجابها الشرعي المماثل له الذي جعل وجهها كالبدر ،، و جرت حقيبتها و وقفت امام الباب تتأمل المكان من حولها و كأنها تودعه تاركه من خلفها مكان موحش بسكونه بعد ما كان يضج بالحياه و الامان من صوت والدها و الحنان من ابتسامه و الدتها و السند بوجود شقيقها بجوارها من وقت ما اخذ قراره و شعرت ان البيت يفقد الحياه رويدا رويدا حتي اصبح ما عليه الان ..نظرت له مرة أخيرة ، و خرجت و اغلقت الباب من خلفها ….
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نظرت لكل من حولها و هم يستعدون في جلستهم لسماعهم لهبوط الطائرة الان ، و ما إلا دقائق حطت الطائرة في مطار مطار فينيسيا او (البندقية ) كما يطلقوا عليها.
وقفت في صاله المطار تنظر لكل من حولها بتيه و رهبه و خوف …
شعرت بالبروده تسير في جسدها لا تعرف لبروده الطقس في تلك البلاد المعروفه ببرودتها، ام لقرب لقاءها بأخيها الان بعد تلك السنوات .
اصطدمت بها إمرأة من الخلف جعلتها تقدمت للأمام بخطوات غير محسوبة للواقف امامها بظهرة مما أدي لسقوط كوب قهوته علي الارض و ايضا علي ملابسه شهقت لاندفاعها و للكوب الذي سقط الآن ،
اخفضت عينيها ارضا تنوي الاعتذار و لكنها لاتعرف الإيطالية ، عزمت امرها و و تحدثت اليه و تكلمت بالاعتذار باللغه التي تعرفها
قالت فاطمة بخفوت باللغه الإنجليزية : اعتذر ليس خطأي
لم تتلقي اي اجابه منه لذلك الواقف كا لتمثال لا يتحرك و لم ينطق بكلمة واحدة حتي للتوبيخ ..
رفعت راسها اليه اخيرا و لمحت الغضب البادي علي وجهه و تبدد في ثواني و كأنه لم يكن موجود ،فقد نظرات مبهمة مصوبه اليها ، كانت مجرد لحظات قليله و اخفضت راسها مجددا، والتفتت للمرأة التي اسقطتها و و جدتها تتابع سيرها و كأن شيئا لم يكن ..التفتت له مرة اخري و لكنها لم تجده ،اخذت نفس عميق و زفرته ببطئ و تحركت تبحث عن أخيها بين الوجوه مع سيرها المستمر توقفت قدماها اخيرا عندما لمحته انه هو شقيقها..
و لمحها هو أيضا اسرع في خطواته إليها و وقف امامها يتأملها.. صغيرته كبرت قليلا تركها في عمر السابع عشر و الآن هي في الثانية و العشرون من عمرها و في سنتها الاخيرة من الدراسات الإسلامية… ملامحها الطفوليه لم تختفي بعد لكن اصبحت اكثر نضجا تري من الحزن ام بمرور السنوات! ، عينيها السوداء ملائمة لفستانها و حجابها الاسود إلا بشرتها تناقض كل هذا بلونها الفاتح المتورد الوجنتين دائما…
امتلئت عينيها بالعبرات قائله بصوتا مضطربآ : ها تفضل واقف كده و مش ها تحضني، انا ما تغيرتش كتير بس ارجوك عايزه اشم ريحه ابويا فيك
جذبها مسرعا لاحضانه و ضمها بشده و اغمض عينيه اخيرا براحه هي معه اخيرا ستعيش تحت كنفه سيعوضها عن حزنها التي تجرعته بعيدا عنه و لم يكن موجود ليساندها
شدت من ضمه اليها و يديها تقبض علي قميصه من الخلف تبكي فقد و كأنها لم تبكي بالقدر الكافي علي والدها!
ابتعد و مسح علي وجهها يزيل عبراتها ،تاملته بملامحه الشبيه إليها رغم سمرته المحببه و شعره الاسود الغزير الذي تركه قليلا حتي طالع حافه قميصه
قال محمود اخيرا بصوتا حنون : وحشتيني اوي يا فاطمة
ابتسمت من بين دمعاتها و قالت : و انت وحشتني اكتر
مسك يديها و قال بحماس مفاجئ : يالا تعالي عندي حاجات كتير عايزه اوريهالك
تسارعت بخطواتها لمجاراته و لكنه توقف فجاءه و التفت اليها و قال بصوتا يشوبه الندم : أبويا ما متش غضبان عليا مش كده
ضمت شفتيها تمنع نفسها من البكاء مرة اخري و قالت و هي تحرك راسها بالنفي : ابدأ كان بيدعيلك لحد اخر لحظه
أغمض عينيه الدامعه و قبل رأسها و قال ،،يالا بينا
،،،،،،،،،،،،،،،،
توقفت السيارة امام احدي البيوت ذات الطابع المناسب للبلده السقف المائل من الجانبين طابقين تقريبا في مقدمته حديقة صغيره تحتاج الرعايه
قال لها وهو يتابع تأملها للمنزل و يجذبها للداخل بحماس
،، متشوق جدا اوريكي البيت أجرته اول ما عرفت انك جايه بصي في جنينه مهمتك تزرعيها …
و بالداخل عدد من الغرفة و هناك المظبخ و أشار ناحيه المطبخ الإيطالي المفتوح
التفت اليه و قالت بتوجس : منين الحاجات دي يا محمود البيت و العربية
ابتسم لها و قال موضحآ : العربيه بتاعه صحبي و البيت اخترته كده عشان تكوني مرتاحه فيه و سط وورودك ، انا ما نستش حبك للورد
اجابته فاطمة بتقدير : ماكنش له لزوم كل ده
ابتسم لها و قال : مافيش حاجه تغلي عليكي ابدا
استمعت لاخيها بصبر و ابتسمت لحماسه و فرحته التي استشعرتها به منذ قدومها ..
انهي حديثه و هو يقف في غرفه ذات اثاث مودرن بها الأساسيات من سرير و خزاته كبيرة و مرآه بها بعض من الزينة و مرحاض ملحق بها
التفت لها و قبل جبينها قائلا : ارتاحي شويه و استعدي الصبح عشان معزومين عند ماريا
انتبهت لحديثة متسائله : مين ماريا
اجابها محمود و قال : دي جده يوسف صحبي و بتعاملني زي حفيدها
ردت عليه فاطمة باهتمام : لازم نتكلم يا محمود عايزه اعرف بتشتغل ايه و أيه اللي حصلك في الغربه لوحدك بعيد عن اهلك و بلدك
،،صدقيني انا اكثر منك و عايز أحكيلك بس ارتاحي دلوقتي و بكره اليوم كله ها نبقي مع بعض و هاحكيلك اللي أنتي عايزاه و انا دلوقتي هاروح لچو أخلص شويه شغل عشان اتفرغلك بكره ان شاءالله
تمسكت بيده هاتفه في خوف: هاتسبني لوحدي
ابتسم لها بحنان قائاا : ابدأ عمري ما هاسيبك لوحدك ابدا، ده جارنا بيته جمبنا اللي بيفصله عننا باب الجنينه اللي ما بين الحديقة بتاعته و بتاعتنا ، ثم تابع متسائلا : انتي ماشوفتهاش و احنا داخلين
هزت راسها برفص و قالت: لا ما خدتش بالي
وضع حقيبتها علي الفراش و قال: ،ارتاحي و بكره عندنا يوم طويل
خطوة واحده واستدار لها قائلا : واحشني نطق اسمي الصحيح أنتي ماتعرفيش بينطقوه هنا إزاي
ابتسمت له و هو يغلق الباب خلفه ،تنهدت ناظرة حولها ضمت يديها علي صدرها لشعورها ببعض البروده و التعب ، اندست تحت الغطاء كما هي بملابسها و حجابها و غفت في دقائق معدوده،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،
دخل للمنزل المجاور له.. دخل للبهو الكبير في مساحته و المزين بالتحف المختلفة الثمينه و الأثاث الكلاسيكي لاستقبال الضيوف، و لكنه صعد لاعلي دون عناء كأنه يعرف وجهتة ،طرق الباب و فتحه قابله وجه چو الدي استدار عن النافذه و نظر اليه، ذلك الشاب صاحب الطول الفاره و القوام المتناسق، ليس ببالرياضي و لكنه ملائم لطوله ، بجانب مظهرة الاوربي ، في الثلاثين من عمره يكبره بعام واحد و رحب به قائلا بالايطاليه المتقنه : أراك مشرق الوجه و كأن من جائت حبيبتك و ليست شقيقتك
ابتسم محمود قائلا بلغته التي تعلمها : هي كذلك فعلا… انا اول من حملها عند مولدها حتي انا من اسميتها فاطمة الزهراء رغم اني اكبرها فقد بثمان سنوات و لكني اشعر انها طفلتي لا شقيقتي.. ماكان يثير خوفي حقا انها ترفض القدوم لهنا
قال يوسف بهدوء : و إذا رفضت كنت ستعود؟
اجابه محمود مؤكدا علي الفور : بالتأكيد لن اتركها بمفردها هناك و انا هنا
قال يوسف مره اخري : حتي بعد ما بدءت بعملك وأ صبحت معك اقامة و اصبحنا بالفعل شركاء
تنهد محمود مؤكدا مره اخري قائلا : صدقني كنت فعلت حتي لا تركها هناك بيني و بينها بلاد تتجرع الألم و الوحده و الفراق بمفردها
و أكمل بخفوت : لاني اعلم كم هو احساس موجع و مؤلم
ربت يوسف علي كتف محمود و قال : و ها قد اتت لماذا تركتها و جئت الي
فتح فمه لجيب و لكنه قال متذكرا شئ آخر : انتظر لماذا اختفيت فجاءه في المطار و عدت بمفردك
ارتبك يوسف قليلا و قال : انا تذكرت شيء هام و لم استطيع العوده اليك و انتظار شقيقتك
استقام محمود وةاجاب علي سواله الاول و بيده عدة اوارق : من أجل هذا اتيت.. يجب العمل علي هذا الملف معك الان لاني قد وعدتها بالتفرغ لها غدا و ايضا لتلبيه دعوة ماريا و فرصه لتتعرف علي محيط معارفي القليلون جدا هنا
ضحك يوسف هاتفا : يارجل من وقت معرفتك و ماريا لم تتحدث سوي عنك حتي انها لم تدعوني و لكني ساتي رغما عنها
ضحك محمود و فتح الملف قائلا بالمصريه: ،حشري
ضربه يوسف خلف رأسه بعنف قليلا هاتفا : ،نعم انا لا اعرف العربيه و لكن اشعر انك تسبني
قال محمود و هو يتلاعب بحاجبيه لإثارة غيظه : انها المصريه العاميه يا يوسف لن تتعلمها بسهوله ابدا يا صديقي
جلس يوسف بجانبه و نظر للنافذه و المطله علي بيت محمود هامسا ، دون ان يعرف سبب ذلك الشعور الذي تملكه فجاءه :
من يدري! من يدري القادم يا صديقي
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في عشق الزهراء)