روايات

رواية فيكتور دراكولا الفصل السادس 6 بقلم سارة بركات

رواية فيكتور دراكولا الفصل السادس 6 بقلم سارة بركات

رواية فيكتور دراكولا الجزء السادس

رواية فيكتور دراكولا البارت السادس

رواية فيكتور دراكولا الحلقة السادسة

رواية/ فيكتور دراكولا .. بقلم/ سارة بركات
الفصل السادس
يقف أمامها ولا يفهم ماتقول، لقد شعر أنها قالت طلاسم غير مفهومة بالنسبة إليه، نظر لملامحها الجادة يحاول أن يقرأ أفكارها والتي تثبت صدقها ولكن لا لن يصدق ذلك لأنه من الممكن للشخص أن يجعل أفكاره تكذب لكي تنصره …
إبتسم “فلاد” بفتور ..
” هل تظنينني غبيًا لكي أصدق ما قولتي؟”
أكمل بسخرية ..
“دخلت روايتي عن طريق الخطأ.”
“أرجوك صدقني، أنا من كتبت عنك أنت وعائلتك والمملكة، وتلك الحروب التي تُقيمها ضد الممالك الأخرى، أنا من كتبت كل ذلك.”
ظل ينظر إليها ولم يُجيبها ..
“إقرأ أفكاري، وإذا كنت كاذبة لك الحق فيما ستفعله بي بعد ذلك، ولكنني لا أكذب جلالتك.”
” وكيف أعلم إذا كانت أفكاركِ صادقة؟؟، من السهل جدا نسج أفكار كاذبة.”
“كيف أجعلك تصدقني إذا؟”
قالت اوليفيا ذلك بيأس من عجزها ولكن فاجأها “فلاد” بقوله ..
“بطريقتي”
كادت أن تتحدث ولكنها تفاجئت عندما إنقض “فلاد” على عنقها يمتص دمائها بقوة جعلتها حاولت أن تقاومه ولكنه كتفها بكلتا يديه، دخل في عقلها .. يراها .. يراها وهي طفله في أماكن غريبة لم يراها قبلا .. يراها ويرى ذكرياتها .. يرى عائلتها .. يرى صندوقٌ صغيرٌ تجلس أمامه بداخله أشياء تتحرك (التلفاز) .. يرى عربات شكلها غريب .. يرى أشياء لم يسبق له أن يراها قط!! .. حتى رأي تلك الذكرى … تضعط على أشياء أمام لوح رفيع وكلما تضغط يظهر كلماتٍ تكتب على ذلك اللوح، حتى رأى ذلك الإسم يُكتب أمامه ..
Son of Dracula (Victor Dracula)
إبن دراكولا (فيكتور دراكولا)
وهنا إندهش “فلاد” أكثر ولكنه لم يظهر له بعد ذلك شئ سوى وهي تنام ثم تستيقظ تجد نفسها بالغابة الخلفية للقصر توقظها إحدى الخادمات.
إبتعد عنها فلاد ونظر لها مصدومًا مما رأى، كانت شاحبة تشعر بالدوار بسبب الدماء التي إستهلكها، تنهد “فلاد” وأعطاها كأسًا ذهبيًا من الماء .
“إشربي”
شربت الكأس وهي تنظر له في ترقب لقد شعرت به .. شعرت به يقتحم عقلها وذكرياتها لقد رأت ما رآه ..
“خذي، ضعيهاعلى عنقك.”
ناولها منشفة وقامت بوضعها على عنقها تمسح الدماء الموجودة على جلدها .. وكانت تنظر له وتنتظر رد فعله على ما رآه، ولكنها تفاجأت مما قاله ..
“سيتألم.”
“ماذا؟ من؟!”
“سيتألم فيكتور عندما تعودين لعالمك.”
نفت أوليفيا بسرعة وتأكيد ..
“لا .. لن يشعر فيكتور بشئ .. الرواية لها بطلة منذ البداية ويبدو أنني قد قمت بحل مكانها بطريقةٍ ما، ولكنها ستعود عندما أذهب أنا.”
نظر لها “فلاد” بتشتت .. أما هي إقتربت منه وأردفت برجاء …
” أرجوك ساعدني، انا بحاجة للعودة إلى عالمي بأية طريقة، لقد سئمت كل ذلك.”
“لما أنا؟”
“لا أعلم ولكنني شعرت أنك ستقوم بتغيير شئ ما .. تلك الساحرة.”
تحولت ملامحة للإستفسار ..
” لقد تقابلت مع ساحرة عن طريق الصدفة في مملكة الملك روبرت، كانت تعلم كل شىٍ عني، كانت تعلم أننى انا كاتبة الرواية التي نحن بها الآن، حاولت البحث عن السحرة في المملكة اليوم ولكن الجميع أخبرني أنك قمت بطردهم، أرجوك ساعدني.”
” لا أصدق مايحدث الآن، كل مايحدث لي وحولي هو مجرد رواية من وحي خيالكِ أنتِ؟!!!”
” أعلم أنك مندهشٌ جلالتك مما رأيت ولكن أرجوك أنا أريد مساعدتك.”
“حسنًا، سأفعل.”
سعدت كثيرًا عندما أخبرها بذلك ..
“يجب أن تستريحي، لقد إستهلكتي الكثير من الدماء، وأنا أعتذر على ذلك أوليفيا.”
“لا مشكلة جلالتك، ما يهم هو أنك قد علمت الحقيقة.”
كادت أن تذهب ولكنها توقفت وإلتفتت إليه تنظر له بإستفسار ..
” تلك القدرة، لم أكن أعلم أن مصاصي الدماء يتميزون بها؟”
“ليس جميعهم.. أنا وفيكتور فقط من نحمل تلك اللعنة.”
“لعنة!!”
“منذ زمن بعيد لعنتني إحدى الساحرات لأنني قتلت عائلتها، لعنتني لكي أرى ذكراهم وأشعر بألامهم قد يبدو الأمر شئ طبيعي ولكن مع الأسف تلك اللعنة كانت تستهلك طاقتي أيضًا عند حاجتي لشرب الدماء، من ثم قابلت تالا.”
إبتسم بحبٍ عندما ذكر إسمها ..
“حاولت إقناعي بالإقلاع عن شُرب دماء البشر ونجحت في ذلك، كنت أعتقد أن اللعنة إنتهت ولكن عندما أنجبنا فيكتور، اللعنة إزدادت قوة به.”
صُدمت أوليفيا مما سمعت ..
“إزدادت قوته لأنه نصف بشري، النصف الذي يقاوم تلك اللعنة مما يؤدي إلى زيادة قوته، ولذلك تري أن عيني فيكتور تسيل منها الدماء عندما تتغير لون عينيه؛ فذلك أثر تلك اللعنة على جزءه البشري، وأيضًا اللعنة تسيطر على جسده بالكامل وخاصة عندما يُحارب، فتُزيد قوته أضعاف قواه الطبيعية، فهو في الحالتين يكون أقوى مني، إن فيكتور هو أقوى مخلوق بشري قد يكون موجودًا، حتى الآن لم أرى قوته الحقيقية.”
كانت “أوليفيا” مندهشة مما سمعته عن “فيكتور” ..
“هل لذلك دواء؟”
“لا .. لقد قابلت العديد من السحرة لكسر اللعنة ولكنها لن تُكسر؛ فهي لعنة أبدية، في البداية كان فيكتور لا يستطيع التحكم فيما يحدث له، ولكنه إستطاع فعل ذلك إنه يتحكم بها.”
أردف “فلاد” يفخر بإبنه الملك القادم، أما أوليفيا إبتسمت بهدوء وهي تسمع عن “فيكتور” ولكنها هزت رأسها لعلها تستفيق من تلك الغيبوبة التي هي بها ..
“ثم لما أتحدث وأنتي بالتأكيد تعلمين ذلك؟ فأنتي كاتبة الرواية تعلمين كل شئ حتى النهاية.”
أردفت “أوليفيا” بإحراج..
“مع الأسف أنا لا أتذكر شئ من الرواية، كأنني صدمت رأسي وفقدت ذاكرتي في آخر ساعات مضت قبل أن آتي إلى هنا.”
“ماذا؟!”
ذلك ما أردف به “فلاد” بذهول ..
“لقد كنت سأسألك عن ماذا سيحدث والنهاية كيف ستكون؟”
“لا أتذكر.”
أردفت أوليفيا بحزن .. بتنهد “فلاد” ثم أردف بإبتسامة ..
“حسنًا لا بأس إذهبي لتستريحي أوليفيا، وسنكمل حديثنا فيما بعد.”
هزت رأسها وكادت أن تخرج ..
“إنتظري”
قام بلف وشاح حريري حول عنقها لكي لا يلاحظ أحدٌ أي شئٍ غريب بها ..
“يمكنكِ أن تذهبي الآن.”
إبتسمت له وخرجت من الغرفة ولحسن حظها لم تقابل روبن في طريقها لغرفتها .. أما بالنسبة ل”فلاد” فقد ظهر عليه الإعياء بعد خروجها مباشرة وإستند على أحد جدران القصر…
………………………………
كان “فيكتور” يقف في غرفته يتحرك ذهابًا وإيابًا .. يفكر كثيرًا فيما يُمكن أن تتحدث به أوليفيا مع والده؟؟ .. جاء في مُخيلته أفكارًا متعددة حتى أتت على باله تلك الفكرة “هل من الممكن ان يؤذيها؟؟” .. رفض تلك الفكرة تمامًا وخرج من غرفته وذهب مُسرعًا نحو الغرفة الموجود بها والده مع”أوليفيا” دخل الغرفة دون أن يطرق الباب ولكنه تفاجأ من وجود والده وحده ..
“أين أوليفيا؟”
إعتدل “فلاد” ونظر لإبنه بهدوء ..
“إنها في غرفتها”
” هل هي بخير؟”
“لما لا تسألها بنفسك؟”
لم يُجبه “فيكتور” ولكنه ظل ينظر لوالده بهدوء ..
“أنت تعلم جيدًا أنني أنتظر موافقتك على زواجنا، فأنا لن أتحدث معها إلابعد موافقتك.”
“حسنًا إذًا أنا موافق، أرني كيف ستقوم بإقناعها؟”
“ماذا تعني؟”
“يبدو عليها أنها لن توافق على الزواج منك إلا بعد مدة، لا أعلم توقيتها.”
“أنت الملك عندما تُصدر قرارًا يقوم الجميع بتنفيذه.”
“لا أستطيع أن أجبرها على الزواج منك.”
“تُجبرها؟! لما؟؟ لما تتحدث بصيغة الإجبار؟؟، أوليفيا تبادلني المشاعر ذاتها.”
“إسألها بنفسك بُني، يجب أن تتحدثا قليلًا.”
أغمض “فيكتور” عينيه بضيق وكاد أن يخرج من الغرفة..
“فيكتور.”
“نعم جلالتك؟”
“إستعد هناك مقابلة مع وزراء المملكة سنتحدث في أمور مهمة، تخص المملكة.”
“ما هي تلك الأمور؟؟”
“ستعلم عندما يأتون.”
تعجب “فيكتور” من حديث والده المُقلق؛ فتلك أول مرة لا يخبره والده بما ينوي فعله، خرج من الغرفة وإتجه نحو غرفة “أوليفيا” حتى وقف أمام بابها قليلًا يشعر بالحيرة هل يتحدث معها أم يعود لأشغاله .. ولكنه قرر أن يذهب؛ فهو لن يُجبرها على شئ إذا كان الأمر من جهته فقط، لكن إذا كانت تبادله المشاعر ذاتها سوف يرى ذلك مجددًا على الرغم من أنه يثق تمام الثقة أنها تبادله كل شىء ..
……………….
رواية/ فيكتور دراكولا .. بقلم/ سارة بركات
بمرور الوقت:
كان “فلاد” يجلس على عرشه وبجانبه يجلس فيكتور أيضا على عرشه، ويقف أمامهم وزراء المملكة .. كان الوزراء متعجبون من سبب نداء الملك المفاجئ لهم وحالهم لا يختلف عن حال “فيكتور” الذي ينظر لوالده بغموض .. هناك شئٌ ما وسيعلمه ..
“جلالتك قد أمرتنا بالحضور؛ فبما تأمرنا؟.”
“أريد أن أُصدِرَ فرمانًا.”
“ماهو جلالتك؟”
ذلك ما تحدث به أحد الوزراء ..
“أنا أسمح بعودة السحرة إلى المملكة وسوف يعيشون بسلام وجميع حقوقهم سوف تُنفذ، ولكن بشرطٍ واحد وهو عدم ممارسة السحر إلا بأمر مني.”
دُهش جميع الوزراء مما قاله، وأيضا “فيكتور” نظر لوالده مصدومًا مما قاله ..
“ولكن جلالتك كنت أمرت سابقًا ب…….”
قاطعة “فلاد” قائلا بلهجة صارمة ..
“أنا أعلم بما أمرتُ سابقًا، لكن الآن أريدكم أن تُبلغوا فرماني ذلك لشعبي وللممالك المجاورة أيضًا.”
“هل تأمرنا بأمر آخر؟”
“لا هذا فقط، يمكنكم الرحيل الآن.”
إمتثلوا لأمره أما بالنسبة “لفيكتور”؛ فقد إستقام من مقعدة وتحدث إلى والده ..
“كيف تعطي فرمانًا كهذا دون مناقشته معي؟؟”
نظر “فلاد” لإبنه ولكنه لم يُجبه ..
“أبي أنا أتحدث إليك، السحرة سيئون كثيرًا، لقد قاموا بفعل أشياء شنيعة في الماضي، وذلك كان سبب طردك لهم من المملكة، نحن لا يجب أن نثق بالسحرة مرة أخرى، إنهم مخادعون يا أبي.”
“أنا أعلم أنك مُحقٌ في قولك ذلك، ولكنني مع الأسف أنا مضطر لفعل ذلك.”
إقترب “فيكتور” من والده وأحاط إحدى يده بيديه الإثتنين يتحدث بهدوء ..
” لماذا أمرت بذلك أبي؟ هل هناك أحدٌ يُهددك بشئ؟ هل هناك أحد هددك بي أنا وأمي؟”
نظر “فلاد”في عيني إبنه بحب ابوي ..
“لا يمكن لأحد أن يقوم بتهديدي أنا، ولكنني أفعل ذلك من أجلك فقط بُني.”
“من أجلى؟!، لما؟ هل هناك خطب ما بي؟”
“ستعلم لاحقًا.”
“أنت تعلم جيدًا أنني أستطيع التحكم بتلك اللعنة، وأخبرتك أنه لا حاجة لنا في البحث عن من يكسرها.”
“أعلم بُنيّ ولكنك ستتفهم ما فعلت فيما بعد، هل تحدثت مع أوليفيا؟”
إنتبه “فيكتور” لتهرب والده من النقاش وتنهد وتحدث بهدوء ..
“لا، لم أتحدث معها.”
“لما؟”
إبتعد “فيكتور” عن والده وأعطاه ظهره ينظر أمامه بشرود ..
“شعرت أنني أحمق، ألاحق فتاة لا أعلم ما إذا كانت تُبادلني المشاعر ذاتها أم لا؟ لذا قررت أنني لن أتحدث معها وإن كانت تبادلني ما أشعر به نحوها سوف يكون ذلك واضحًا من أفعالها.”
تنهد “فلاد” بحزن فهو يعلم تمام العلم أن “فيكتور” مُحق .. لأن من معه تلك هي الكاتبة وليست بطلة الرواية كما أخبرته “أوليفيا” قبلًا، لذا سوف يُسرع في مساعدة “أوليفيا” لتعود إلى عالمها الحقيقي لكي يكون “فيكتور” سعيدا مع الفتاة التي ستحبه من كل قلبها عندنا تظهر بدلًا منها.
“معك كل الحق بُني في قولك ذلك.”
إلتفت “فيكتور” لوالده وإبتسم بهدوء.
“إسمح لي بالذهاب لمتابعة أمور المملكة وإذا إحتجتني في شئ جلالتك نادني فقط.”
“تفضّل بُنيّ.”
عاد “فيكتور” إلى أعماله، أما “فلاد” عاد إلى غرفته ليقابل زوجته، جلس بفراشه ينظر أمامه بشرود، إنتبهت “تالا” لشروده وجلست بجانبه ..
“ماذا هناك فلاد؟ وماذا حدث مع أوليفيا؟”
نظر لها “فلاد” قليلًا، لا يُصدق أن قصة حبه هو و “تالا” نُسِجت من وحي خيال “أوليفيا”..
أمسكت وجهه بكلتا يديها تنظر في عينيه ..
“هيا أخبرني، ماذا حدث؟”
“كل ما أريد إخباركِ به هو أنني أحبك.”
“وأنا أيضًا أحبك عزيزي.”
“أوليفيا فتاة لطيفة لا خوف منها.”
“وأخيرًا صدقتني، إنها شجاعة وقوية لقد أنقذت حياتي سابقًا فلاد، كيف لا نأمن لها؟؟”
“لقد كُنتُ مُخطِئًا.”
“إنَّ ملكي العزيز لا يُخطئُ أبدًا، سوف أريكَ شيئًا قد إشتريته لأجل أن أرتديه لك.”
“أريني.”
…………..
في المساء:
كان شخصًا غامضًا يرتدي عباءة زرقاء ويضع غطاءًا فوق رأسه يُخفي ملامحه، ويسير في قرية المملكة يبحثُ عن أحدٍ ما حتى قابله …
“ماذا أتى بك؟”
“سوف نبدأ قريبًا، يجب أن تكونوا جاهزين لكل ما سيحدث، أخبر الرجال بذلك.”
“هل هي من أخبرتك بذلك؟”
“لا لم تُخبرني ولكنني شعرتُ بإقتراب الخطر منا لذا يجب أن تستعدوا، يجب أن نحمي الملكة من شر فلاد و إبنه، سننتقم منهم أشدَّ إنتقام.”
“حسنًا”
إمتثل الرجل لأمره …
………………
مرت الأيام وتم تنفيذ فرمان الملك “فلاد” .. أما بالنسبة لـ “فيكتور”؛ فكان يحاول تجنب “أوليفيا” ولكنها كان تستحوذ على أفكاره .. توطدت علاقة “تالا” ب “أوليفيا” حتى صارتا صديقتين مقربتين، بدأ السحرة بالوفود إلى المملكة مع عائلاتهم و الإستقرار في القرية وكان الملك “فلاد” يحقق متطلباتهم ولا أحد منهم يعلم بالطبع لما يفعل ذلك؟؛ فكل شئٍ بأوانه .. وفي يومٍ ما …
كانت “أوليفيا” تسير بجوار “تالا” تتحدثان بحديقة القصر ..
“ثم ماذا حدث بعد ذلك؟”
ذلك ما أردفت به “أوليفيا”..
“ثم إنزلق ذلك الرجل أرضًا ووقع الإناء فوق رأسه وغطى وجهه بالعجين، لقد كان يستحق ذلك؛ فقد كان لا يُطيقني.”
ضحكت الإثنتان سويًا وهنا إنتبهت “تالا” ل “فيكتور” الذي يمتطي حصانه ويتحرك به مُسرعًا في ممر الأحصنة كأنه يسابقُ الريح ..
“فيكتور .. بُني.”
دق قلب “أوليفيا” بقوة بسبب لقاءها المُفاجئ مع “فيكتور”، لقد مرت عدة أسابيع منذ أن رأته قريبًا هكذا، توقف فيكتور عندما سمع نداء والدته وإلتفت بحصانه في الإتجاه الذي تقف به، لم يُبدِ أي ردة فعل لرؤيته “أوليفيا” تقف بجوارها، نزل من حصانه وإقترب من والدته ..
“هل تريدين شيئًا جلالتك؟”
” لا عزيزي، لقد كنت أسير مع أوليفيا، ثم رأيتك فأردت أن ألقي التحية عليك.”
كانت أوليفيا تنظر ل “فيكتور” بحزن لما يتجاهلها؟؟، هي لم تفعل شئ، تنتظر منه أن يُلقي التحية عليها ولكنه لم يفعل، إنه حتى لا ينظر إليها!! .. يقرأ أفكارها، يعلم أنها تريد أن تتحدث إليه، إذا أرادت أن تتحدث؛ فلتتحدث ..
“حسنًا أمي، هل تريدين أي شئٍ مني قبل أن أذهب؟”
كانت والدته تلاحظ الصراع النفسي بينهما .. هو يتجاهلها أما هي تتمنى أن يتحدث معها .. منذ تلك المدة وهما هكذا .. تعلم ما قرره فيكتور لأنه يخبرها دائمًا بكل شئ، أما أوليفيا؛ فهي كانت في مكانها من قبل، فتاةٌ في حيرة أمرها نحو شخص معجبة به، يجب أن تترك لهما المجال مفتوحًا قليلًا ..
“لا بُني، يمكنك أن تذهب.”
هز فيكتور رأسه وإلتفت …
أردفت “تالا” بهدوء ..
“أوليفيا.”
“نعم جلالتك؟”
لقد تذكرت أمرًا هامًا الآن، إن “فلاد” ينتظرني، سوف أعود للداخل .. تحركت الملكة دون إنتظار أي ردٍ منها، وبقيت أوليفيا وحدها بحديقة القصر، تنظر إلى “فيكتور” الذي إمتطى حصانه وإبتسم له يُربت عليه .. هل تلك فرصتها في التحدث إذًا؟؟ فلتستغلي الفرصة يا فتاة … كاد “فيكتور” أن يتحرك بحصانه ولكنه توقف عندما سمعها ..
“فيكتور.”
إلتفت ينظر إليها بهدوء .. إقتربت نحوه بضع خطوات بتردد ..
“أريد أن نتحدث قليلًا”
نزل من حصانه ونظر إليها ينتظرها أن تتحدث ..
“لماذا تتجاهلني هكذا؟ هل فعلت شيئًا خاطئ؟”
“لا لم تفعلي، ولكن لا يوجد هناك شئ مشترك بيننا لكي نتحدث به، فلمَ أتحدث معكِ؟”
“لم تكن معي هكذا منذ أن كنا في مملكة الملك روبرت.”
عقد “فيكتور” حاجبيه بضيق متذكرًا ماحدث ..
“وهل من المعقول أن لا تصدقينني عندما أبرر لكِ أنني لم أفعل ذلك؟ لقد تركتني أوليفيا ولم تصدقينني.”
تحدثت أوليفيا بإندفاع …
“لا، أنا صدقتك .”
“كيف؟؟ أنتِ حتى الآن لم تخبرينني أنكِ صدقتني، لقد شعرت أنني أحمق لأنني أركض خلف فتاة لا تريدني.”
“لا، أنا أريدك.”
تفوهت بتلك الكلمة دون قصد منها .. أمسك “فيكتور” بكتفيها وهو ينظر في عمق عينيها ..
“إذا لما تبتعدين عني؟ لماذا أشعر أن هناك شيئًا ما يمنعكِ من الإقتراب، إنني أمامكِ دائمًا، لماذا تُصرِّين على الإبتعاد أوليفيا؟ لماذا تحاربين أفكاركِ في أن لا تتحدثي معي وتتركينني هكذا أفكر ماهو الخاطئ الذي فعلته لكِ يسبب إبتعادكِ عني هكذا؟”
“أنا فقط .. أنا..”
“أنتِ ماذا؟”
لم تشعر بقطرة الدموع التي نزلت من عينيها وهي تتحدث إليه ..
“أنا خائفة .. أنا أشعر نحوك بمشاعر كثيرة لا ينبغي أن أشعر بها، أنا خائفة فيكتور .. خائفة من أن نفترق والنتيجة ستكون أن قلبي من سيحترق في النهاية، أنت ستكون سعيدًا لكن أنا من سيتألم، أنت لا تدري ماذا يحدث هنا.”
أمسكت بيده ووضعتها على موضع قلبها وهي تنظر في عينيه وعبراتها تهطل من مقلتيها ..
“أنت لا تعلم بماذا أشعر، كل يوم يمر علي أقاوم الشعور الذي يجبرني على مجيئي إليك وإعترافي لك بأنني أحبك، أقاوم لأنني سأبتعد، سيحدث ذلك عاجلًا أو آجلًا.”
“لم؟ لم كل هذا العذاب أوليفيا؟ أنتي تُرهقينني وترهقين نفسكي، لماذا تفترضين الفراق؟”
“لأنك لا تعلم أي شئ.”
أردف “فيكتور” بغضب، مما جعل عينيه الإثنتين حمراوتان والدماء تسيل منهما ..
“ماهو الشئ الذي سيجعلكِ تبتعدين عني ولا أعلمه؟؟، لا يمكن لأي شئٍ أن يفرقنا أوليفيا طالما أنتِ معي و بين يداي هاتين، أنتِ ستكونين بأمانٍ معي ولن يجرؤ أحدٌ على أن يُفرقنا على الإطلاق.”
تلك المرة لم تخف “أوليفيا” من مظهره ذلك، لأنها تعلم السبب ليس بيده أن يصبح هكذا عندما يغضب .. لم تتحدث وكانت تنظر لملامحه وهو بتلك الهيئة .. وبدون وعي منها وضعت يديها الإثنتين على وجنتيه تلتمس الدماء التي تسيل من عينيه وقربت شفتاها من شفتيه وقبلته .. هدأ “”فيكتور” وضمها بقوة يقربها إليه يبادلها بشغف .. وكل ذلك كان يحدث تحت أعين “روبن” الذي ينظر نحو “أوليفيا” يحاول أن يقاوم الضيق الذي يشعر به بداخله ودخل القصر مرة أخرى .. إبتعد “فيكتور” عنها وأسند مقدمة رأسه على خاصتها ..
“أنتِ أجمل فتاة رأيتها بحياتي.”
إبتسمت “أوليفيا” وهي تبكي .. أردف “فيكتور” بعشق ..
“هل توافقين أن تصبحي زوجتي وملكتي؟”
إنهمرت عبراتها أكثر وهي تبتسم إبتسامة مهزوزة .. هزت رأسها تدل على موافقتها، وهنا ضمها “فيكتور” بقوة متنهدًا بإرتياح، أما بالنسبة إليها؛ فقلبها يؤلمها بشدة لأن كل ذلك سيختفي قريبًا.
………………………………………………………………..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فيكتور دراكولا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى