روايات

رواية فيكتور دراكولا الفصل الأول 1 بقلم سارة بركات

رواية فيكتور دراكولا الفصل الأول 1 بقلم سارة بركات

رواية فيكتور دراكولا الجزء الأول

رواية فيكتور دراكولا البارت الأول

رواية فيكتور دراكولا الحلقة الأولى

الفصل الأول
أغلقت باب شقتها بإرهاق؛ فها هو يومها الروتيني يتكرر مجددا، تتمنى كثيرًا من قلبها أن تُرحم ولو قليلًا من روتين العمل اليومي، ولكن لمَ تتمنى ذلك؟؟ وهي من تريد أن تُرهق نفسها بالعمل يوميًا لعلها تنساه قليلًا .. تنسى الشخص الذي قام بتحطيم قلبها كُليًا دون شفقة منه .. تنهدت بحزن لتذكرها إياه فهو لم يتصل بها منذ عامٍ واحد، كل ما تعرفه عنه أنه إستمر بحياته كأنها لم تكن بها… تمتمت بسخرية لاذعة لعلها تستفيق من موجة المشاعر التي تجتاحها ..
“الرجال .. جميعهم أوغاد حقًا”
توجهت نحو غرفتها وإبتسمت عندما رأت قطها يقترب منها ويلتصق بقدمها ذهابا وإيابًا، حملته وقامت بإحتضانه وتحدثت إليه بإشتياق وهي تنظر لعينيه …
“إشتقت لك كثيرًا أيها المشاكس، هل من الممكن أن تتركني اليوم؟ فأنا مُتعبةٌ للغاية وأريد نيل قسطًا من الراحة”
إبتسمت له ثم أنزلته أرضًا وإتجهت نحو خزانتها لكي تُخرج منامة ترتديها وقطها يلحق بها، تحدثت بإنشغال…
“لا ماكس، أرجوك إتركني اليوم.”
وكأن قطها قد فهم عليها توقف في مكانه ونظر إليها، تنهدت بإرتياح عندما قامت بتجهيز منامتها وقامت بوضعها على سريرها ثم إتجهت إلى المرحاض لكي تأخذ حماما منعشًا لعلها تزيل إرهاق العمل ولو قليلًا .. قامت بملئ حوض الإستحمام الكبير جيدًا وقامت بخلع ملابسها وجلست بالمياه الدافئة وأغمضت عينيها لعلها تنعم بتلك اللحظة النادرة فقد مرت فترة ليست بقليلة منذ أن أخذت حمامًا منعشًا كهذا .. إكتشفت حقًا أنها تفني نفسها في العمل لمجرد النسيان ونسيت الإهتمام بجسدها لكي يعطيها الطاقة .. أغمضت عينيها بهدوء وراحة ولكنها فزعت عندما سمعت صوت الرعد .. تحدثت أوليفيا برعب ..
“أرجو أن لا يستمر الرعد هكذا.”
ولكن ما لبثت أن سمعت صوت أقوى للرعد جعلها خائفة كثيرا … حاولت أن تبقى ثابتة وتكمل إستحمامها بسلام، وبالفعل قامت بذلك بنجاح، خرجت من حمامها وهي ترتدي منشفتها ونظرت إلى قطها الذي يقف أسفل المنضدة خائفًا من صوت الرعد، قامت بتبديل ملابسها ثم جلست على سريرها وحاولت النوم جاهدة، ولكن صوت الرعد كان يستمر أكثر فأكثر، لم تستطع النوم ولكنها مرهقه، تريد أن ترتاح قليلا وتستيقظ بالمساء حتى تقوم بأعمال المنزل، وبعد محاولات بائت بالفشل لم تستطع النوم، تنهدت بصعوبة وإستقامت من سريرها وتوجهت نحو حاسوبها المحمول الموضوع على مكتب خاص بها في عرفتها وجلست على كرسيها الخاص، قامت بفتح حاسوبها المحمول ونظرت إلى كل الروايات التي قامت بكتابتها ولم تنشرها إلى الآن؛ فهي لديها مهارة قوية في الكتابة وتتمنى أن يقوم أحدهم بإكتشافها يومًا ما؛ فهي موهبة نادرة في ذلك الزمن، إبتسمت بحزن لأن تلك كلمات والدها، كان دائما يخبرها بأنها فريدة من نوعها في مهارتها ألا وهي الكتابة، على الرغم من أنها أخبرته أن هناك الكثيرون لديهم تلك المهارة، لكنه أجابها بصدق أن تؤمن بما تفعله ولا تقوم بإعتبارها مجرد موهبة، نظرت إلى كل ماكتبته، قصص ومؤلفات من وحي خيالها، لم تُطبع في كتب خاصة بها إلى الآن، تتمنى أن تكون عامل مؤثر كبير لدى تاريخ الإنسان بكتاباتها تلك، وتتمنى أن يتفهمها الآخرون، ويا لها من خيالات تعيش بها في مخيلتها هي فقط … ولكنها ستستمر .. فهي لن تتوقف يومًا عن الكتابة .. قامت بفتح ملف جديد لكتابة قصة جديدة به .. إحتارت قليلا عن عنوان القصة ولكنها إبتسمت وقامت بكتابة ذلك العنوان في بداية الصفحة بخط كبير ..
“Victor Dracula”
فكرت كثيرًا بماذا ستكتب تحت هذا العنوان، فهي تحب القصص الخيالية كثيرا وخاصة قصص مصاصي الدماء والمستذئبين، فهي وعلى الرغم من إنتشارها الكبير وأفلامها الكثيرة إلا أنها تريد أن تكتب قصة تخص مصاصي الدماء والمستذئبين بأسلوبها تؤمن أن الأمر سيكون مختلفًا تمامًا، وعلى الرغم من أن معلوماتها عن مصاصي الدماء تقتصر فقط على سلسلة فيلم Twilight ومسلسل The Vampire Diaries و أيضًا مسلسل The originals وعلى الرغم من أنها فقدت الشغف تجاه ذلك الفيلم والمسلسلين ولم تكملهما إلا أنها ظلت تفكر جاهدة تحاول تكوين شخصية فيكتور في مخيلتها وتتخيل قصة حياته كيف ستكون وبعد دقائق من التفكير، إبتسمت وبدأت بكتابة القصة دون إقتباس أي شئ مما شاهدت قبلًا فهي تريد أن تكون القصة من وحي خيالها ومجهودها فقط …
“أغلب القصص عن مصاصي الدماء تكون عن “فلاد دراكولا” أمير الظلام أو أعوانه ولكن تلك القصة مختلفة كثيرًا عن ما يقرأه الجميع … فهي تتحدث عن “فيكتور فلاد دراكولا” .. إبن أمير الظلام “فلاد دراكولا” .. الذي وُلد من أم بشرية تُدعى “تالا” حيث كان “فلاد” يعشقها حد الجنون، كان يخفيها عن أعين أعدائه سواء كانوا مصاصي دماءٍ أو مستذئبين حتى أعوانه خوفًا من حدوث أي مكروهٍ لها لأنه لم يكن يثق بأحد .. فهي من إمتلكت قلبه الذي لا ينبض إلا بها .. كانت “تالا” تحاول بقدر المستطاع أن تقوم بإصلاح كل فظيع قام به زوجها “فلاد دراكولا” لأنه كان يأتي بالهلاك على كل قرية يكون بها .. قامت بإرشاده وأرته أنه لا جدوى من إرتكاب الجرائم وقتل بشرٍ لا ذنب لهم، حتى شرب الدماء أجبرته أن يتخلى عن شرب دماء البشر، ولكنه لم يستطع كان يضعف كثيرا عندما لا يشرب دماء البشر .. قامت بعرض دمائها عليه ولكنه رفض رفضًا قاطعًا، لا يريد أن يؤذيها، لا يستطيع فعل ذلك، أخبرته أنه لا جدوى من رفضه سوف يضعف يومًا بعد يوم ولن يكون قويًا كما كان، طمأنها بأنه سيكون بخير يريدها فقط أن تكون بجانبه … كانت تالا فائقة الجمال، شقراء صاحبة أعين زرقاء وبشرة ثلجية .. كان “فلاد دراكولا” يومًا بعد يومٍ يذوب بها عشقًا .. ألحّت عليه كثيرًا أن يقوم بتحويلها إلى مصاصة دماء ولكنه رفض وأخبرها أنه لا يريد أن يؤذيها لأنه هكذا سيسرق منها الطعم الحلو للحياة الذي حُرِم هو منه … كَبُر الحب بينهم كثيرًا حتى أنجبت فيكتور الذي أصبح كل ما تملكه .. كان طفلا صغيرًا يشبه والدته كثيرا في ملامحها ولكن بإختلاف لون عينيه وشعره بالطبع؛ فقد كان يُشبه أباه بهما .. فرحوا به كثيرا وأقاموا الحفلات ومعاهدات السلام لأجله حتى مع المستذئبين .. فكان هو مصدر الخير لهم .. كَبُرَ “فيكتور” حتى أصبح شابًا في عمر الثلاثينات السن الذي أصبح خلوده يبدأ منه .. كان لا يُقهر؛ فقد كان مثل والده تمامًا .. صارم وقوي ولكن الفرق بينه وبين والده أنه يستطيع أن يتحرك في ضوء النهار لأنه نصف بشريّ؛ فكان يقود أغلب المعارك التي تُقام ضد مملكتهم من خلال أعداء والده القدامى ولكنه كان ينتصر دائمًا؛ فهو كان قادرًا على حماية مملكته من أي شر يقترب منها … ولكن كان هناك شئٌ ينقصه ويجعله حزينًا دائمًا .. وهو أنه ينتظر نصفه الآخر ولا يعلم متى ستأتي تلك الفتاة التي ستسرق قلبه وتجعله أسيرًا لها؛ فهو يتمنى بشدة أن يعيش قصة حب رائعة مثل قصة والديه … ينظر إلى القمر دائما في منتصف الليل بحزن ويعد يُخبر نفسه بأنه سينتظرها حتى لو مرت قرون؛ فهي ستأتي وستكون ملكه حينما يجدها …..”
إستكملت “أوليفيا” كتابة قصة “فيكتور” بأحداثها كلها التي تتخيلها أمامها الآن حتى لا تنساها، بعد مرور عدة ساعات كانت الدموع تهبط من مقلتيها وهي تبتسم بسعادة وهي تُنهي ما قامت بكتابته وبعد أن إنتهت تثائبت بنعاس ونظرت حولها وجدت أن قطها نائم بهدوء على سريرها .. لم تعد تسمع أصوات الرعد يبدو أنها إنتهت منذ وقت طويل … عادت ببصرها مرة أخرى إلى شاشة حاسوبها المحمول وتمتمت بحب وتمني وهي تنظر إلى الكلمات الأخيرة التي قامت بكتابتها ..
“أتمنى أن تكون حقيقيًا؛ فأنا أنتظر شخصٌ وفِّيٌ مثلك، حقيقة أتمنى أن يكون كل ذلك حقيقيّ، سأبقى معك دائمًا ولن أتركك.”
أغلقت حاسبها المحمول بنعاس ثم إتجهت نحو سريرها محتضنة قطها لعلها تستمد منه الدفء ثم بعد عدة ثوانٍ غرقت في نوم عميق … تململ ماكس أثناء نومه ولكنه إستيقظ على أصوات الرعد والتي عادت بقوة ووجد ضوء غريب يشُعُّ في الغرفة … نظر لذلك الضوء الذي يتجه نحو “أوليفيا” التي تحتضنة ثم سحبها هذا الضوء حتى إختفت من أمامه … ظل قطها يصدر مواء لعلها تسمعه .. ولكنها لم تظهر، إختفت تمامًا.
………………………………….
تململت أثناء نومها حينما شعرت بآشعة الشمس تلفح بشرتها البيضاء لا تدري إلى متى نامت وكيف ولكنها لا تريد الإستيقاظ الآن … تريد أن تكمل نومها فهي تشعر براحة غريبة ولكن قطع نومها صوت سيدة يبدو أنها عجوز …
“هاي، من أنتِ و ماذا أتى بكِ هنا؟؟”
لكنها تجاهلت ذلك الصوت مرة أخرى وأكملت نومها، ولكنها بعد لحظات قامت بفتح عينيها على مصراعيهما، رفعت رأسها بفزع ونظرت للعجوز التي ترتدي ثيابًا من عصر قديم جدا وليست مجرد ثياب .. كانت ثياب للخدم كما رأت في التلفاز قبلًا!!! … نظرت أوليفيا حولها بدهشة ووجدت نفسها بغابةٍ مليئة بالأشجار وكانت مستندة بجسدها على شجرة ضخمة عملاقة … إستفاقت على صوت العجوز الغاضبة ..
“أنا أتحدث إليكِ يا هذه، من أنتِ؟”
تحدثت “أوليفيا” وهي تنظر إليها بدهشة ..
“أنا أُدعى أوليفيا دريستن.”
عقدت العجوز حاجبيها وهي تنظر لملابسها الغريبة، نظرت أوليفيا إلى حيث تنظر العجوز .. وجدت نفسها ترتدي منامتها .. نظرت العجوز إليها بتمعن ثم أردفت بشك ..
“هل أنتِ من هذه المملكة؟؟ فأنا لم أركِ هنا من قبل؟”
نظرت إليها “أوليفيا” بدهشة وشعرت بإرتجاف غريب إجتاحها حينما سمعت كلمة *مملكة* ..
“في أي مملكة أنا؟”
سألت أوليفيا بإرتجاف …
“أنتِ هنا في مملكة الظلام … مملكة الملك فلاد دراكولا.”
قالت العبارة العجوز مضيقة العينين تراقب ذهول الفتاة التي أمامها وأردفت مكملة ..
“يبدو أنكِ جديدة هنا بالمملكة … هل من الممكن أن تكوني أحد ضيوف الملك؟، ولكن يبدو أنكِ بشرية”
إقتربت العجوز منها تتحسس مقدمة جبهتها ..
“دافئة!،كما توقعت، أنتِ بشرية مثلي تمامًا؛ ولكن الملك لا يستضيف البشر أبدًا في القصر إلا لو كان أحدًا من الخدم.”
لم تستطع أوليفيا التحرك لذهولها .. تشعر أنها في حلم … نعم هي تحلم، لا تستطيع أن تصدق ماتقوله تلك العجوز .. فهي ليست موجودة في تلك الرواية التي كانت تكتبها قبل نومها … “لا، هذا حلم، صحيح أنا أحلم” .. إستفاقت على صوت السيدة العجوز ..
“يا فتاة، أنتِ تشردين كثيرًا .. لماذا أنتِ هكذا؟؟”
تحدثت أوليفيا بتلعثم ..
“كيف .. أعو…د إلى نيويورك؟”
“نيوروك؟؟ يا إلهي أهذا سحر؟؟ هل أنت من السحرة؟؟”
تحدثت المرأة بخوف وهي تنظر لهيئة أوليفيا الغريبة .. نفت أوليفيا برأسها سريعًا …
“لا لا، لكن أنا من تلك البلدة وأريد العودة، أرجوكي ساعديني.”
تحدثت أوليفيا برجاءٍ وخوف، لكن العجوز نظرت إليها كثيرًا تفكر بما تقوله، ولكنها إبتسمت كأنها عرفت شيئًا ..
“أنتِ؟!!! أنتِ خادمة الملكة تالا .. لقد تركت خبرًا في القصر أنهم سيرسلون لها خادمة جديدة من قرية نوراك”
“لا لا .. أنا لست خادمة أحد يا سيدة، مهلا.”
نفت أوليفيا سريعًا وهي ترى السيدة العجوز تهرول مسرعة بإتجاه آخر في الغابة … شعرت أوليفيا بدوار غريب يصيبها وشعرت بأن كل ماحولها يدور .. نظرت أمامها بتشوش وهي تسمع همهمات أشخاص قريبين منها، أشخاص يخرجون من بين الأشجار ولكنها لم تستطع رؤيتهم بوضوح ووقعت أرضًا ….
إستيقظت بفزع من نومها …
“يا الله، كنت أحلم.”
تمتت محاولة التهدئة من روعها ولكنها لم تستمر في ذلك حينما وجدت نفسها في غرفة كبيرة جدا ذات طراز قديم جدا وأثاثها من مصنوع من الطراز القديم ..
“لا، ليس مجددًا”
تحدثت بإنزعاج وهي تخرج من السرير التي كانت نائمة به وتحركت بإتجاه الباب وأثناء تحركها مرت أمام مرآة توقفت للحظة ونظرت بها وجدت نفسها ترتدي منامةً لزمن قديم ولكنها كانت مصنوعةٌ من الحرير، وشعرها الأسود كان مموج قليلا وأيضًا كان حريري، ولكن شعرها كان قصير عن ذلك الطول الذي كان عليه قبلًا .. إستفاقت من أفكارها تلك وخرجت من الغرفة بمنامتها .. وجدت نفسها في قصر كبير ورأت حولها الكثير من الفتيات يحملون أشياءًا ويتنقلون بها … فهمت من ملابسهم أنهم خدمٌ يعملون بهذا القصر … سمعت صوت سيدة يبدو عليها القوة تتحدث لكل الفتيات بإنتباه…
“هيا بسرعة الأمير قادم من الحرب، ويجب أن تكون الوليمة جاهزة قبل أن يأتي.”
نظرت أوليفيا بعدم فهم للسيدة التي تتحدث إليهم .. وبالمقابل نظرت إليها السيدة وتحدثت بصرامة …
“ما الذي تنتظرينه؟؟؟، إن الملكة تنتظركِ لا تكوني كسولة في أول يوم عمل لكِ، وغيري ثيابكِ تلك قبل أن تذهبي هكذا.”
نظرت أوليفيا إلى ثيابها ثم نظرت مرة أخرى إلى السيدة الصارمة التي تحدثت لها بجدية ..
“لماذا تقفين بمكانكِ هكذا؟؟؟ تحركي يا آنسة.”
تحركت أوليفيا بعدم فهم وعادت إلى الغرفة التي كانت بها وتوجهت نحو خزانتها ووجدت بها ملابس كثيرة من هذا الزمن .. والغريب في الأمر أن كلها تناسبها .. إرتدت ثوبًا فضفاضا لونه أرجوانيّ وقامت بترك شعرها حرًا طليقًا … وخرجت من غرفتها مضيقة عينيها بحذر وترقب .. تحاول أن تتذكر جيدًا كل ماكانت تصفه عن قصر الملك فلاد ولكنها مع الأسف لا تتذكر أي شئ، كأنها فقدت ذاكرتها ولكن كل ماتعلمه أن تلك الرواية قد إنتهت من كتابتها قبل أن تنام ولكنها لا تتذكر أحداثها .. تحركت تائهة وهي تبجث عن أي شخص يُدلها على غرفة الملكة ولكن لا أحد كلهم كانوا غير متاحين لمساعدتها، كانت تنظر حولها لجمال القصر الضخم المزخرف، ترى الخدم يعملون بتركيز ومجهودٍ عالٍ يهرلون في الممرات كأن هناك شيئٌ هامٌ سيحدث .. ظلت تائهة بين ممرات القصر الجميل الذي أخذ عقلها بسبب جماله الأخاذ … تمتمت أوليفيا لنفسها “لم أكن أتوقع أن يكون جميلًا بهذا الشكل” … إنتبهت على صوت باب يتم فتحه ووجدت شخص يرتدي عباءة وزي حديدي كأنه فارس … إنه بالفعل فارس .. نظر لها بإستفسار …
“هل أساعدك في شئ، آنستي؟”
تحدثت أوليفيا بتوتر ..
“أنا أبحث عن غرفة الملكة تالا.”
لم يجبها بل ظل ينظر لها عاقدًا حاجبيه بتفكير .. إستطردت أوليفيا ..
“أنا خادمتها الجديدة، أوليفيا.”
ولكن لمفاجئتها إبتسم الفارس ..
“أهلا بكي آنسة أوليفيا، إن الملكة تنتظرك، إسمحي لي بمرافقتك.”
لم تمتلك شيئًا سوى أن تقوم بالإماءة موافقة على عرضه .. إبتسم الفارس بإمتنان وقام بمرافقتها في القصر وكان يشرح لها كل مكان بالقصر وهما يتحركان في طريق غرفة الملكة … كان لديه شعر أسود قصير ويبدو عليه الصرامة والقوة ، بشرته شاحبة بعض الشئ عينيه زرقاء .. إنتبهت على صوته العميق ..
“لقد وصلنا آنسة أوليفيا.”
وجدته ينحني بجذعه قليلًا بإحترام لها .. أماءت له بتعجب لتصرفه الغريب ذلك ثم إنصرف من أمامها، تمتمت أوليفيا ..
“أنا أقوم بتأليف شخصيات عجيبة، يجب أن أخرج من هذا العالم فورًا.”
تنهدت تنهيدة بسيطة وقامت بالطرق على الباب الملكي الضخم وإنتظرت أن يخبرها أحد بالدلوف ولكنها لم تجد … عقدت حاجبيها وقررت الدخول … نظرت أمامها بدهشة لحجم تلك الغرفة .. فقد كانت حقًا ضخمة جدًا وجميلة أكثر … غرفة ملكية حقًا .. جدرانها مزخرفة بشكل خلاب، أثناء تفحصها للغرفة إستقرت عينيها على صورة كبيرة في منتصف الغرفة أمامها .. ليست صورة لكن هي لوحة ضخمة تم رسمها بدقة وإحترافية .. كان بها إمرأة شقراء صاحبة أعين زرقاء تجلس على كرسي ضخم وتبتسم بإشراق وحيوية وخلفها رجلان يغلفهما الجمود والجدية ولكن ملامح أحدهما كانت هادئة عن الآخر … الرجل الذي يقف على جهة اليسار كان شعره أسود يصل إلى كتفيه ذو أعين سوداء .. أما الرجل الذي يقف على الجهة اليمنى كانت ملامحه نفس ملامح المرأة ولكنه أجمل عنها ويمتلك أعين سوداء مثل الرجل الذي على اليسار .. حاولت أوليفيا أن تتحكم بمشاعرها المضطربة حينما كانت تنظر إلى ملامح فيكتور الحزينة على الرغم من إبتسامته الجذابه ولكنها إستطاعت أن تقرأ الحزن في عينيه .. إستفاقت من تفكيرها على صوت دافئ رقيق ..
“هل أنتِ بخير؟”
نظرت إلى مصدر ذلك الصوت ووجدت إمرأة تخرج من الحمام مرتدية منشفة تغطي كامل جسدها .. كانت هي .. الملكة تالا .. التي توجد في اللوحة المرسومة …
“أوليفيا؟ أليس هذا إسمك؟”
أومأت أوليفيا بسرعة وهي تنظر أرضًا .. تحدثت الملكة بإبتسامة هادئة..
“حسنًا، هيا جهزيني لكي أستطيع إستقبال بُني، لقد غاب عني شهرين كاملين دون أن أراه.”
رفعت أوليفيا رأسها تنظر لها بعدم فهم ..
“هيا يا آنسة، لا أريد أن أتأخر عن إستقبال فيكتور.”
تحدثت الملكة بأمر ولكن بهدوء .. إقتربت أوليفيا منها بإرتعاش تنظر لها ولا تعلم من أين تبدأ، لا تعلم كيف يتعاملون في هذا العصر … لاحظت الملكة حيرتها وتوترها .. عقدت حاجبيها بتعجب وهي تنظر لها …
“ماذا بكِ؟؟ هل أنتِ بخير؟ هل تشعرين بالمرض مرة أخرى؟”
نظرت لها أوليفيا بإستفسار … إستأنفت الملكة حديثها ..
“لقد أخبروني سابقًا بأنهم وجدوكِ في الغابة وكنتِ مريضة جدًا، هل تشعرين بتحسن أم مازلتي تشعرين بالمرض؟”
قامت أوليفيا بالنفي بسرعة وتحدثت بهدوء ..
“أنا بخيرٍ جلالتكِ.”
“حسنًا إذا، هيا بنا.”
تحدثت الملكة بحماس ولكن سرعان ما إختفى حماسها حينما رأت حيرة “أوليفيا” …
“يمكنكي أن تخبريني بما تفكرين، تعلمين أنا لست مصاصة دماء كزوجي العزيز وبُنيّ أيضًا؛ فبالتالي لا أستطيع قراءة الأفكار.”
حمحمت أوليفيا بإحراج وتحدثت بصوتٍ منخفض ..
“لا أعلم ماذا أفعل بالضبط جلالتك؟ أعذريني.”
نظرت لها تالا بدهشة قليلًا ولكن سرعان ما إبتسمت بتفهم ..
“حسنًا، يمكنكِ أن تُخرجي لي من خزانة ملابسي ثوبًا رقيقًا يليق بي، ثم تساعدينني في إرتداءه والتجهيز أيضًا.”
أومأت أوليفيا بتفهم وتوجهت صوب خزانة ملابس الملكة وهي تتحدث مع نفسها..
“يجب أن أهرب من هنا فورا .. إنهم يظنونني خادمة، با الله، لا أصدق أنني في إحدى رواياتي، يجب أن أعود بأي طريقة إلى عالمي، وأيضًا تريدني أن أساعدها في إرتداء ثوبها!، ألا تعلم كيف ترتدي ملابسها؟!!!!”
ولكن شئٌ ما بداخلها يجعلها تريد البقاء هنا ومجاراة الأحداث قليلا خاصة أن فضولها يدعوها لتعرف المزيد وماذا سيحدث في أحداث هذه الرواية التي كتبت جميع أحداثها حتى النهاية قبل أن تنام ولكنها لا تتذكر منها أي شئ .. وبشكل تلقائي نظرت للوحة الكبيرة المعلقة على الحائط وخاصة على صورة “فيكتور”، قلبها ينبض لمجرد النظر إليه … كأن عينيه ترسل لها إشارات أو شئٌ غريب هي لا تفهمه… هزت رأسها بعنف ثم عادت في البحث عن ثوب للملكة .. وحينما وجدت واحدًا إبتسمت لرقته ونعومته … أخذته وتحركت بإتجاه الملكة الجالسة على سريرها ..
“هيا جلالتِك.”
أردفت “أوليفيا” بإبتسامة بسيطة وتتمنى أن تقوم بتمثيل الدور بشكل جيد نعم تتذكر ذلك كانت تشارك دائما في التمثيل المسرحي بالمدرسة عندما كانت طفلة صغيرة وكانت تنجح به، أومأت تالا وقامت بخلع ردائها الذي إرتدته بعد الإستحمام، أغمضت أوليفيا عينيها للحظات تحاول أن تعتاد على أن هذا الوضع كان طبيعي منذ زمن، تنهدت ثم قامت بفتح عينيها وبدأت بمساعدتها في إرتداء الثوب بخجل وإحراج.
…………………………..
“لقد عاد الأمير.”
كانت هذه الجملة مسموعة في القصر الضخم وبعدها تم سماع صوت الإحتفال … كانت أوليفيا تقف بجانب الملكة تالا التي تزينت برُقيّ … كانت أوليفيا تنظر إلي حدائق القصر التي تمتلئ بالخدم الذين يقفون صفوفًا لإستقبال أميرهم … قلبت مقلتيها بتأفف وتمتمت بحنق…
“كل شئ مبالغ به.”
ولكن لسوء حظها لقد سمعت الملكة حديثها ونظرت لها بعدم فهم، ولكن شعرت أوليفيا بالإحراج ونظرت أرضًا مع دخول حصانٍ أسود بشعر حالك السواد داخل باحة القصرويمتطيه شخص قوي ذو بنية عضلية قوية يرتدي ملابس رسمية وعبائة حمراء كبيرة وحول جسده حزام يوجد به سيف ضخم ملئٌ بسائل أسود قد جف عليه … ذو شعر أسود وعينين سوداوتين وبشرة شبه شاحبة .. فكان ذلك الأمير “فيكتور” … نزل من حصانه وتوجه برسمية نحو والدته التي تنظر له بإشتياق كبير وخلفها خادمتها المنكسة رأسها أرضًا …
“عزيزي، مرحبًا بعودتك.”
إبتسمت له تفتح ذراعيها لتضمة بشدة ..
“إشتقت لكي كثيرًا أمي.”
تحدث فيكتور وهو يضم والدته وعزيزة قلبه، ولأن حاسة سمعه قوية، سمع صوت نبضات قلب قوي في البداية ظن أنه صوت نبضات والدته ولكن لا … هذا صوت نبضات غريبة ومختلفة لكنه تجاهل ذلك الصوت .. إبتعد عن والدته وإبتسم بهدوء لها ونظر حوله يبحث عن أحدٍ ما …
“عن ماذا تبحث عزيزي؟”
“أين أبي؟ لم ليس هنا لإستقبالي؟”
عقدت “أوليفيا” حاجبيها من إستفساره هذا ..
“أنت تعلم، والدك هذه الأيام يسافر كثيرًا، فهو الآن مع وزرائه يبحثون في أمر قريةٍ غامضةٍ تحدث فيها هجمات غريبة.”
عقد فيكتور حاجبيه بإستفسار ولكنه إستطاع قراءة أفكار والدته التي تنظر له بإبتسامة، هز رأسه لها ..
تحركت وهو سار بجانبها أما أوليفيا كانت تسير خلفهما .. تحاول بقدر المستطاع ألا تنظر إلى فيكتور .. تتمنى أن تراه عن قرب .. لا تعلم لماذا ذلك الشعور القوي بداخلها ولكنها تشعر أنها تريد أن تراه وتتحدث معه .. أخذت تسرق نظرات له .. إنه حقًا جميل .. أجمل من صورته في تلك اللوحة … أطول عن ماكانت تتخيله، تشعر برُقيّه ولباقته أثناء تحدثه مع والدته … جسده، ياله من جسد رائع قوي منحوت بشكل عجيب، عينيه جميلة للغاية .. تلمع ببريق غريب وهو يتحدث إليها … ولكن بعد أن كان ينظر لوالدته توقف بمكانه وإستدار ونظر في أعين أوليفيا التي توسعت عينيها بدهشة ثم نكست راسها أرضًا مرة أخرى … نظر فيكتور إلى الخادمة التي تنكس رأسها وتتحدث بأشياء غريبة في عقلها …
“لماذا توقفت عزيزي؟”
تحدثت “تالا” وهي تنظر إليه ولكنها وجدته ينظر إلى “أوليفيا”، إقتربت منه بإبتسامة واضعة يديها على منكبيه العريضين …
“أرى أنك تنبهت لوجود أوليفيا .. هذه خادمتي الجديدة جاءت من قرية نوراك.”
تحدث فيكتور بهدوء …
“مرحبا بكِ آنسة أوليفيا في قصرنا، أتمنى أن تعجبكِ الإقامة هنا.”
تحدثت أوليفيا بهدوء منكسة رأسها ..
“شكرا سموك.”
ظل فيكتور ينظر إليها يريد أن يرى وجهها، ثم لماذا هي منكسة رأسها هكذا؟؟ ..
“يسعدني ذلك.”
تحدث بإبتسامة هادئة ثم أكمل طريقه بجانب والدته متجهين نحو غرفة الطعام … تنهدت أوليفيا بإرتياح .. “لقد هربت منه” .. تحركت أعين فيكتور لأوليفيا التي تسير خلفهم وهو يسير بجانب والدته نظرًا لأنه سمع أفكارها ولكنه عاد بتركيزة إلى والدته التي تخبره عن ما حدث في غيابه داخل القصر .. تنهدت أوليفيا بإرتياح حينما إرتمت على سريرها في المساء .. فياله من يوم طويل جدا .. تتمنى أن تنام وتستيقظ تجد نفسها بسريرها المريح وبجانبها ماكس القط الشقي الذي إشتاقت له كثيرًا … عادت بذكرياتها نحو فيكتور الشخصية التي كتبت عنها في روايتها … لقد كان وسيمًا أكثر من تخيلها له ولديه شخصية رائعة وقوية ويبدو عليه أنه حكيم فهو يفكر كثيرًا قبل أن يتحدث .. وغير ذلك يبدو أنه يحب والدته كثيرا، بالطبع لأنها والدته، تأففت “أوليفيا” بملل، تريد العودة لعالمها … تشعر بعدم الراحة هنا ولا تعلم كيف ستعود، ولكنها ستجد مخرج، إستقامت من سريرها وخرجت من غرفتها ستحاول اليوم الهرب من ذلك القصر والعودة لعالمها .. ستجد أية طريقة، تحركت بخفة داخل القصر تبحث عن مخرج منه، تجاوزت بعض الحرس الغير بشريين، ولكنها لم تلاحظ أنهم إشتموا رائحة بشرية، إلتفتوا خلفهم ورأوها تتحرك بخفة أوقفها أحد منهم بلهجة آمرة …
“هاي أنتِ، إلى أين تذهبين؟”
توقفت بمكانها تحبس أنفاسها تفكر في حجة وسرعان ما تذكرت أن مصاصوا الدماء يستطيعون قراءة الأفكار مثلما أخبرتها الملكة تالا صباحا، حاولت جعل أفكارها تكذب .. نظرت إليهم بإرتباك واضح ويدور بفكرها شئ واحد فقط “الذهاب للحمام” … كادت أن تتحدث لكن أخبرها الحارس بإعتذار.
“عذرًا آنستي، من فضلك أكملي طريقك.”
“لا مشكلة.”
إبتسمت بخبث داخليًا ثم توجهت إلى حيث تتجه حتى وجدت حارسين يقفان عند بوابة القصر الداخلية … أخذت تبحث عن كذبة تقولها وإيتسمت عندما أتت تلك الفكرة في عقلها، إقتربت منهم وتنحنحت لكي تلفت إنتباههم … نظر إليها الإثنين بتساؤل ..
“عذرًا أيها السادة، ولكن أظن أنني ضللت الطريق .. لقد أخبرني الأمير فيكتور أن أنتظره بحديقة القصر فهناك أمور ..*همهمت تحاول إتقان كذبتها*… نريد مناقشتها سويًّا وفي سرية تامة كما أعتقد.”
إبتسمت إبتسامة خجلة أمامهم لكي يصدقوا ويا لمفاجأتها قد صدقوا كذبتها وأشار لها أحدهم على طريق الحديقة …
“إنها من هناك آنستي، نتمنى لكِ ولسموه وقتًا ممتعًا.”
نظرت إليه بضيق مضيقة عينيها من قوله ولكنها لم تلقي بالًا بعد ذلك، إبتسمت لهم برقة وخرجت من القصر، تبقى الآن الباب الخارجي لها .. تمتمت بثقة وشجاعة …
“لم أكن أعلم أن جميعهم أغبياء لتلك الدرجة، يصدقون أي شئٍ أقوله وأريده، هكذا هم الرجال دائمًا.”
تحركت بخفة في الحديقة تنظر إلى جميع الفرسان الذين يحاوطون القصر من كل جهة وذلك ملاحظ من خلال أسوار الحديقة الخارجية للقصر .. يقفون صفًا كاملا ..
“لماذا كل شئ مبالغٌ به هنا؟”
تسائلت مع نفسها بضيق … منذ قليل كان فيكتور يقف بشرفة غرفته التي تطل على حديقة القصر وأيضًا على مظهر القمر الذي يحب النظر إليه دائمًا .. تنفس بعمق نظرًا للهواء الطلق في ذلك الوقت .. ثم رفع بصره صوب القمر المكتمل .. وإبتسم بحزن متأملًا إياه يفكر بتلك الفتاة التي يتمنى أن يقابلها ولا يعلم من هي وأين ومتى سيقابلها ولكنه يؤمن بداخله أنهما عندما يتقابلان هما الإثنان سيشعران بشئ غريب .. ونظرًا لأن سمعه قوي إنتبه على حركة خفيفة على حشائش الحديقة .. نظر للحديقة وكان سيقوم بمناداة الفرسان ولكنه إنتبه لتلك الفتاة التي تحاول التملص منهم … هز رأسه بتعجب وذلك لأنها لا تعلم أنهم يستطيعون سماع حركة النملة، قام بالتركيز معها قليلا ووجد أن أفكارها تنسج أكاذيب كالتي أخبرت بها الفارسين منذ قليل .. توسعت عينيه بصدمة لكذبتها تلك … كانت أوليفيا تتحرك بخفة وصمت في الحديقة بعد أن خرجت من القصر دون أن ينتبه لها أحد .. تنهدت بإرتياح عندما خرجت منه وعند إستكمال طريقها إجتمع حولها الفرسان موجهين سيوفهم نحوها … إبتعلت بإرتباك عندما إستفسر أحدهم خلفها ..
“إلى أين تذهبين في ذلك الوقت المتأخر آنسة أوليفيا؟”
إلتفتت بهدوء ورأته .. ذلك الشخص الذي قابلته صباح اليوم والذي أوصلها بنفسه إلى الملكة “تالا” .. و الذي يُدعى ” روبن” .. إستفاقت عندما تحدث “روبن” مرة أخرى..
“لن أُكرر سؤالي مرة أخرى .. إلى أين تذهبين في ذلك الوقت المتأخر؟، ولن أسمح بالأكاذيب تلك المرة.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فيكتور دراكولا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى