رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سوما العربي
رواية فراشة في جزيرة الذهب الجزء الخامس والعشرون
رواية فراشة في جزيرة الذهب البارت الخامس والعشرون
رواية فراشة في جزيرة الذهب الحلقة الخامسة والعشرون
ومع أذان العشاء عادوا للحاره وعلى رؤسهم الطير فأكبر من مصيبة الفيديو المسرب مصيبه أكبر وان محمود هو صانعه بل وقد تم الترتيب لكل ذلك.
زيدان يجاهد على كبت دموعه وشداد يشعر بالضياع…
فهل عمره الذي أفناه في تربية أولاده قد ذهب سدى؟! كيف ربى ولد بتلك الأخلاق؟! متى انحرف محمود ونسى الأصول وبقا بلا مبدأ حتى انه بات لا يصون العرض ولا يبالي بالشرف.
هل تهاون معه؟؟ هل قصر؟ كيف ولما؟
خسارة والف خسارة…هو طوال حياته كان سعيد لأنه انجب أخين سيساند كل منهما الآخر ولكن ماحدث كان على العكس تماماً.
تقدم بخطوات هزيله يجلس على الكرسي المتروك أمام باب ورشته .
وبقى زيدان لجواره يحاول موارة حزنه وغضبه الشديد ويظهر بمظهر الامبالي فتحدث بصوت مغاير :
-قوم معايا اطلع تريح فوق احنا من صباحية ربنا واحنا برا وتلاقيك تعبت.
لكن شداد لم يجيب…..رفع عيناه ونظر له نظره متخبطه بين الحزن والاعتذار وكانّه يعتذر بلا حديث لأنه لم ينجب له الشقيق الجيد الذي يقف لجواره بل انجب أخ نهش في لحم أخيه حياً ولم يكتفي بل وسمح للناس بالنهش فيه معه وعلى العلن.
زيدان كان متفهم نظرات والده ومحتويها رغم الغضب الناشب داخله فربط على كتفه وردد بابتسامة باهته:
-قوم معايا يالا يا حاج خليك ترتاح.
مد كفه لشداد فبادله شداد و وقف بجواره متقدماً:
-مش طالع البيت
-يا حاج بالله عليك تريحني
-لازم نروح لمراتك الأول نطمنها .
زغرد قلبه من وقع كلمة (مراتك) العائد على حورية حيهم وأنها لازلت تدعى إمرائته وتنتسب له.
فيما أكمل شداد:
-لازم نطمنها ان كل حاجة بقت تمام وتعرف أنها متجوزة دكر وفي حمايته وماحدش يقدر يهوب نواحيها طول ماهو عايش عشان تفضل كبير في نظرها العمر كله…على الله كل ده يهديها هي والوليه حماتك عن الي الخناقه والي حصل قبلها.
ردت الدمويه في وجه زيدان بمجرد الفكره…هناك فرصه لإصلاح الأمور ولوقليلاً بعدما سدت في وجهه كل النوافذ مع حوريه وأمها وسيحيا عل أمل لكن توقف شداد بانتباه مردداً:
-احنا نطلع ناخدهم في دوكه ونبلفهم بكلمتين ونقول إنها لازم ترجع معاك بيتكم عشان نخرس الناس ونلم الموضوع ايه رأيك؟؟
تهلل وجه زيدان ورد بفرحة بائنة:
-عين العقل يابا..يسلم عقلك.
ضحك شداد بعد عبوس وقهر وهو يرى تحول ملامح ابنه والفرحة الصارخه بعيناه فضرب على صدره يلكزه بمكر:
-جرى ايه امسك نفسك مش كده.
حمام زيدان يلملم طرفي ياقة قميصه وردد:
-أنا عامل على الفضيحة مش اكتر
-مانا واخد بالي…تعالى ورايا تعالى.
فسار خلفه بالفعل وقلبه يرقص طرباً فما عاد بينه وبين حوريته سوى بضع دقائق وبعدها لن ينجدها أحد من بين يديه …هو يقسم وينتوي على ذلك.
__________سوما العربي_________
تأهبت الحاشيه وجميع العاملين بالقصر الذي ينزل فيه راموس بلندن الكل يحزم أمتعته لقد انتهت الزيارة واتت بثمارها وعليهم الآن الرحيل للمغرب.
بعد القليل من الدقائق المحسوبة كان الملك يجلس بهيبته في طائرته الملكية متجه للرباط.
الكل مشغول بالتجهيز للزيارة والمراد من ورائها يجلسون في حلقه متجمعين يفكرون كيف سينجحوا في تغيير تفكير جلالته وإقناعه بالذهاب للقاهرة .
بينما جلس راموس ممدداً على كرسيه يغمض عيناه يحاول نيل قسط من الراحة يهرب من الضغوطات والمقابلات والخطط .
وعبثاً كان التفكير فيها وتخيلها وهي بأحضانه لهو متنفسه الوحيد يعيش معها أحلام اليقظة.
أطبق جفناه بغضب فكم كان ذلك مهيناً له ولشخصه ولمكانته…
عاطفته تصارع عقله؛ انه يشتاق لتلك الخائنة ..كم ود لو ادخل أصابعه يغلغلها داخل عقله فيتنزعها وينزع ذكراها وطيفها من مخيلته.
مد أصابعه يمسد المنطقه اعلى أنفه ومابين عيناه وهو يتذكر انه لا يمتلك ولا صوره لها.
فتنهد بحزن واستسلم لأحلامه المخله بالأدب معها.
_________سوما العربي_________
-خييير
تفوهت بها فوزيه بنزق وهي تجلس مقابل شداد وابنه فنظر لها شداد بضيق بينما زيدان يبحث بعيناه عن جميلته التي أشتاقها بجنون وهي تحرمه الوصل و النظره
سحب شداد نفس عميق يدعو الله ان يلهمه الصبر وطول البال على تلك السيده وأردف بحذر:
-كل خير ياست فوزيه ….زيدان جاي يقولك انه وعد و وفى…كل الصفحات الي نزلت الفيديو ده شالته وكلها كام ساعه ويتحذف من الموقع الكبير ده الي اسمه جوجل .
رمقتهم فوزيه بعدم رضا ثم تفوهت برفعه:
-والله…طب كويس إنكم عرفتوا تصلحوا غلطتكوا الكبيره.
تجهم وجه كليهما…هذه المرأه صعبه للغايه..فهي تتعمد تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة وتضع النقاط فوق الأحرف تعلمهم ان ما قاموا به ليس بتفضل أو عمل بطولي هما فقط أصلحا ما افتضحوه من أفعال ولا فضل عليهما .
وفي ظل ذلك الصمت تسلل الشعور بالخطر لقلب زيدان وكالعادة بدأ في فقدان أعصابه.
فيما أجلى شداد حنجرته متحدثاً:
-حممم…وماله ياست آدام أنتي شيفاه كده
-وهو له أسم غير كده يا حاج ولا أكونش بتبلى عليك أنت وعيالك.
زم شداد شفتيه…لا يملك حق الجدال وزيدان يشعر بتسرب الأمل من بين كفيه فهو قد منى نفسه أنه لن يخرج من ذلك البيت إلا وزوجته بيده ويعود بها لعشهم يعلمها أصول وقواعد المتزوجين حتى الصباح.
عض شداد باطن فمه بغضب يحاول لجمه وقال بعدما إخشوشن صوته:
-ماشي ياست فوزيه بس احنا مش جايين عشان كده وبس احنا من الأخر كده جايين عشان نلم باقي الليلة
اعتدلت فوزية في جلستها وكأنها تتأهب متحفزة للرد عليه:
-ليلة ايه بقا الي تتلم لا مؤاخذه
-النوش الي حصل ده لازم نلمه
-الله مش قولت أنكم مسحتوا كل حاجه خلاص
-ايوه بس لازم نخرس لسنه الناس
-اه…ودي تتخرس أزاي بقا ؟!
كور زيدان قبضة يده يحاول كظم غيظه من تلاعب تلك السيده بهم وبرودها معهم بينما شداد يردد من بين أسنانه(أللهم طولك يا روح) ثم صرح:
– بأن حوريه لازم ترجع معانا على بيت جوزها
-جوزها الي هو مين ماعلش
-ما جرى ايه بقا يا ست فرزيه مش كده امال…قولنا لك عايزين نلم الليله
عادت فوزيه بظهرها للخلف تتكئ بذراعيها على مساند الكرسي ثم قالت بترفع:
-لا يا حاج الليله دي احنا مش هنلمها ..تؤ…احنا هنفضها.
هب زيدان من جلسته ملسوع وهتف بتعصب:
-نفضها أزاي بقولك ايه يا حاجة أنا كل ده ساكت وبقول ست كبيرة واعتبرها زي أمك لكن تيجي لحد كده ولا….حوريه مراتي وهتفضل مراتي وأنا مش متنازل عن حقي فيها…مش زيدان شداد الي مراته تتاخد منه أو تتطلق بالغصب.
ضحكت فوزيه ساخره وقالت:
هيهي…ضحكتني وأنا ماليش نفس
-أنا مش هطلق يا حاجه ولو السما انطبقت على الأرض
-أنت طلقت والي كان كان يا عين أمك ولا كنت شارب حاجة ساعتها.
-أنتي هتجيبي سيرة أمي؟!!
لجمتهم أثنينهم وجلست تناظرهما من علو فتدخل شداد :
-ياست فوزيه الكلام اخد وعطا …عيب تكلمينا كده واحنا ضيوفك وبعدين خلي خلافاتنا دي على جنب دلوقتي احنا في حكاية وعايزين نلمها بقولك عشان نسكت الناس.
وقفت فوزيه تردد بصوت عصبي وقد تخلى عنها برودها المستحدث:
-هو أنت كل يوم والتاني هتيجي تبلفني بنفس الكلمتين دول ونفس الحجة وأنا اتساق وراك أنت وعيالك..كل ما تغلب تيجي تقولي عايزين نلم الليله عشان كلام الناس وأنا زي الهاطله امشي وراك واعمل الي على هواك أنت وعيالك وطظ بقا في أي حد تاني مش كده…بقولك إيه يا حاج شداد ومن الأخر كده أنا غلط والجوازة دي كانت غلطة ماكنش يصح ابداً نجوز واحده لأخو خطيبها …احنا عشان نغطي على غلطه عملنا غلطه تانيه اكبر…ايه الي كان هيحصل يعني كانت الناس هتتكلم شويه وتسكت لكن ادينا مشينا ورا كلام الناس….ازاي الحال دلوقتي؟!
صمت شداد بعجز…هي محقه بكل ما قالته…وما كان صمت شداد إلا موافقه ضمنيه على كلامها مما هز زيدان داخلياًً وأشعره بالخطر.
فوقف يسأل بإستهجان وترقب:
-يعني ايه الكلام ده أنا عايز افهم؟؟ ومالك سكت كده ياحاج كأنك موافق.
لم يتلقى رد فزاد غضبه وعلى صوته:
-ماحد يرد عليا…خلاص يعني حكمتوا ان الجوازة دي كانت غلطة وخلص الموضوع يعني ولا ايه مش فاهم؟!!!!
ومع صوته العالي هتفت فوزيه:
-شايف ابنك يا حاج وعمايله…اهو ده من ضمن…جه بردك من يومين زعق وقل أدبه ولا اكمننا يعني ولايا من غير راجل يقف له؟ هي دي الأصول يا حاج؟؟
فصاح زيدان وقد فقد صبره وباله:
-هو زيدان ده ايه صلصال ولا لعبه في أديكم…أتجوز يا زيدان..لأ لا احنا كنا غلطانين في الي عملناه أنت هترجع تطلق يا زيدان…ايييه…هو أنا على كييفكم؟؟
-ده هيعملنا فيها ضحيه يابني ياحبيبي أنت الي مسبق ومطلق…ماتستعبطش عملت ايه بنتي عشان تلاقيك مطلقها كده من الباب للطاق.
-ياستي كانت ساعة غضب وعصبيه…الشيطان عمى عنيا…وعشان كده الشرع حلل إني أردها..في أيه بقا.
سدت فوزيه باب النقاش وقالت موجهة الحديث لوالدة:
-حاج شداد أنا كلامي خلص.
فوقف شداد يقول لابنه:
-يالا بينا دلوقتي يا زيدان
-هو ايه اللي يالا…أنا مش ماشي من غير حوريه
-يابني كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق
صمت زيدان عاجز عن الرد إلا انه سحب نفس عميق ثم قال:
-حلو وأنا مش متجوز الحاجة فوزيه
-يعني ايه بقا؟!
-يعني صاحبة الشأن هي اللي تقرر.
بقا يناظر فوزيه بقوة رغم ان داخله خوف كبير فقد تمسك بآخر أمل وهو غير واثق في رأيها تجاهه يتذكر بداية علاقتهما وكيف كانت تخاف منه ثم ما فعله لاحقاً ختاماً بتطليقه لها بتلك الطريقة التي فهم مؤخرًا أنها كانت مهينه وهو قد فعلها ظناً منه انه هكذا يعطيها حرية الاختيار.
فنادت فوزيه على أبنتها التي خرجت عليهم باعين مغرورقه بالدموع..على مايبدو أنها كانت تستمع لما يدور.
لحظة توق وشوق مرت على كلاهما وهما يتطلعان لبعضهما هو يعترف ويعرف انه قد أشتاق لها لكن حوريه لم تسعها الفرصه لتسأل نفسها هل إشتاقت له؟ هل تريد الانفصال فعلياً؟
فقد مرت الأحداث تباعاً ولم تختلي بنفسها كثيراً وربما حانت لحظة المواجهة مع النفس.
بقت عيناه مثبته عليها بشغف وشوق…شوفتها تريح وتطيب نفسه…حوريه جميله جمال مريح للعين …هو يعدها نصيبه الحلو..فهل ستظل نصيبه؟!مصيره معلق الآن بكلمه منها وقد شرح لها شداد الموقف برمته لتعرف ان الحل والعقد بكمله منها الآن بعدما حلت المشكلة الأخيره وتم مسح جميع المقاطع التسجيلية المصورة.
فوقفت حوريه متخبطه والصمت هو سيد الموقف لكنها كانت تتحاشى النظر له وهو يطالعها بإلحاح كأنه يردد(أنظري لي) ربما لعلمه أنه بات يملك تأثيراً عليها أو يرجو ذلك.
والنظرة له كان لها مردود قوي هزها…ليتها لم تفعل فقد أيقنت أنه يملك تأثيراً عليها وكبير ليس بما يمكن تجاهله.
أحياناً النظرات تخضع،فنظرتها الخاطفة له ثم إشاحتها السريعه لعينيها عنه هزت قلبه وأوقعته بين قدميه، تفسيره الوحيد أن ما حدث ما هو إلا رفض صريح.
والخوف حينما يتلبس البعض يحول أفعاله لمالا يمكن توقعه أو تخيله.
تحدث شداد بتروي..خبرته وسيطرته على أعصابه رأت القبول في عينا الفتاة هي فقط تحتاج المهاودة والصبر فقال بتروي:
-بصي يابنتي هو يا إمساك بمعروف يا تسريح بإحسان … وزيدان ابني صحيح لكن أنتي بردو بنتي والجواز مافيهوش غصبانيه شوفي لو عايزه تكملي ياريت مش عايزه خلاص أمر الله..وأنا الي هطلقك منه كمان.
فاندفع زيدان في الحديث بعدما انتفض واقفاً:
-هو ايه اللي الجواز مافيهوش غصبانيه لا هو غصبانيه واحنا بقا جوازنا جواز مسيحيين مافيهوش طلاق.
فوقف شداد بسرعه يضع يده على فم ابنه المتهور يحبس باقي تصريحاته العنتريه في جوفه ثم ردد بكياسه:
-شوفتي حتى زيدان موافق على كلامي…مافيش غصبانية…مش عايزك لا تخافي ولا تقلقي وخدي قرارك براحتك مش كده يا زيدان.
هز زيدان رأسه برفض وهم بالحديث الناري لكن حرمه والده الفرصه وهو ينسحب بينما يزيحه بقوه كي يتحرك:
-زيدان كمان موافق..يالا بالأذن احنا بقا وان شاء الله الرد يكون خير..سلام عليكم.
_________سوما العربي_______
إستقبال مهيب يتلوه عدة مقابلات وأجتماعات خاصه كلها أنهكت الملك الذي وصل للتو غرفته الخاصه يقف في شرفتها يحاول سحب نفس عميق.
ويبتسم….خدعه نفسيه يحاول خداع نفسه بها…يتظاهر انه توقف عن التفكير فيها…يكفي أنها خانته.
صك أسنانه …فهاهو يفكر فيها وهاهو من جديد يعترف لنفسه بأنها خانته يعني أنها تعنيه ولم تكن مجرد جاريه…تباً لها.
نفض عن رأسه التفكير ونظر خلفه حيث رأى مساعده الشخصي قد غفى على كرسيه من شدة التعب وهو يعمل بجهاز الاب توب
فدلف داخل الغرفه ليأخذه من على قدميه ثم عاد للشرفه يجلس على أريكه مريحه تطل على الحديقه الغناء وبدا بتصفح الجهاز.
ظل هكذا قرابه الربع ساعة يده تقلب بلا اهتمام الأخبار والمقاطع التسجيلية المنتشرة.
إلى أن توقفت يداه عن التقليب وجعد مابين حاجبيه مستغرباً ثم اتسعت عيناه وهو يدرك حقيقة مايرى…
_________سوما العربي_______
في مطار القاهرة وصلت طائرة منسية تقل أفراد مانسيين من مديرهم ومن الجميع
كانوا ينظرون لبعضهم بقلق ورعب …تكاليف باهظة وميزانيه رهيبه وفي النهاية عادوا بكفي حنين.
لكن غضبهم ونظراتهم جميعا منصبه على” منه” هي من ظنت نفسها ريسه ويمكنها قيادة مهمة كبيرة كالتي ذهبوا اليها
وقفوا في صالة المطار لاستلام الحقائب وهم يتبادلون النظرات إلى أن سألت أحدهن برعب:
-هنعمل ايه.
فرد آخر عليها:
-هنجيب كل حاجة على دماغ ست الريسه مش هي دي الحقيقة احنا يادوب بننفذ تعليماتها ورؤيتها وإلا هنبقى خالفنا الأوامر البت دي لازم تلبس اسود وإلا كلنا هنشيل الطين.
ليتقدم آخر ويقول:
-عمالين أنتوا تفكروا في حاجات تفاههه وناسيين المصيبه الكبيرة
-أيه؟!!
-احنا راجعين ناقصين…رنا مش معانا هنقولهم ايه؟
-بردو دي مسؤلية منه مش مسؤليتنا و والنبي كل واحد بقا يشيل شيلته.
كل ذلك يحدث تحت أنظار منه التي تتابع كل ما يجري منهم وتلاحظ همسهم ترى الغدر وتبييت النية في عينهم ولكنها كذلك تنتوي لهم ان فعلوا فعلت.
_______سوما العربي_______
عاد زيدان مع والده ودقا الباب لتهرول رشا سريعاً وهي على علم بأنه الطارق توقف فردوس من تقدمها البطيئ:
-خليكي أنتي ياطنط عشان رجلك أنا هفتح.
-الله يباركلك يابنتي أنا والنبي رجلي مش شيلاني.
فتحت الباب لتتسع ابتسامتها وهي تبصر امارات الخدلان والإرهاق على ملامحه التي باتت تراها وسيمة لتتأكد أن الأوضاع في سوء مستمر بينه وبين حوريه.
دلف بعد والده الذي ألقى السلام بتعب وهم فيما جلس زيدان على اول كرسي بصمت تام فقالت فردوس:
-طمنوني عملتوا إيه
-عرفنا نحذف الفيديوهات بس ماعرفناش نرجّع حوريه
تهلل وجه رشا بينما هتفت فردوس بحزن:
– ليه بس؟!
-أمها…ست صعبه وشديدة ..دي خدتنا غسيل ومكوة
-ماكنتش عارف تلين دماغها بكلمتين يا شداد يعني..خلي بالك فوزية من الجيل القديم الي الطلاق عنده زي الموت.
-دي وليه صعبه..صعبه ولسانها معاها ومتبري منها .
-طب….
كادت أن تكمل حديثها لولا جرس الباب فهمت لتقف وتفتحه لكن من جديد أسرعت رشا تردد بحنو مستحدث:
-خليكي ياحبيبتي عشان رجلك.
ذهبت لفتح الباب بينما شداد يتابعها بعينه وهو يسأل زوجته مستعجباً:
-هي رشا بتعمل ايه هنا؟!
-بنت حلال وفيها الخير والله جت تساعدني…عارفه ان الزعل بيأثر على رجلي
-يا سلااام..وماله.
بتلك اللحظة كانت رشا قد فتحت الباب لتبصر والدتها أمامها تناظرها بغضب شديد ثم قالت:
-سلام عليكم يا جماعه
فردت فردوس:
-وعليكم السلام تعالي ياختي اتفضلي خطوة عزيزه
-يعز مقدارك يا حبيبتي أنا جيت أنادي رشا اصلها اتاخرت واحنا عندنا مشوار
قالت جملتها الأخيرة وهي تناظر ابنتها بنظرات تردي الحي قتيلاً لكن رشا سألت بوقاحة:
-مشوار ايه
-مشوار مهم يالا قدامي..سلام احنا بقا يا جماعه
همت فردوس ترد متشكره:
-الله يسلمك يا حبيبيتي وشكراً يا رشا عملت الحوض والرز مكاني ربنا يكرمها.
نظرت تحية لأبنتها وهمست بغل:
-والله…من امتى الشطارة دي…
ثم رفعت صوتها تردد السلام من جديد وسحبت أبنتها بغضب ورحلت تشيعهم نظرات شداد إلى أن عاودت فردوس طرح الأسئلة من جديد
______سوما العربي_______
ظل يعيد تشغيل المقطع المصور لا يفهم ولا يدري ماذا يرى لكنه متأكد أنها هي ….والله هي …قبطيته الملعونه.
انفاسه أصبحت عميقة طويله وتمهيداته عاليه تهد الحيل …..الأن فقط أدرك لأي درجه قد أشتاق لها.
عيناه لمعت …سرحت بحنان وشوق…طوق لها ولمستها له…يتذكر لحظاتهم سويا.
عادت عيناه تتتبع الفيديو وبدأ يحاول فهم ما يدور والان فقط خطر بعقله السؤال الأولى بالطرح أين هي ومن هؤلاء وماذا تفعل بينهم؟أهذه برازيليا أم ماذا؟ واين الطبيب عشيقها….تباً له ولها.
هب من مجلسه وتحرك ناحية مستشاره الخاص يوقظه ويأمره بتتبع الأمر وقد أبلغه أنه في غضون ساعه لا أكثر عليه ان يعود له بالخبر اليقين
________سوما العربي_______
جلسه عائلية بامتياز ضمت كل من فوزيه وابنتها بشقة فوقية ورنا بعد العشاء وجلسن يتابعن مسلسلهن المفضل إلى أن جاء فاصل إعلاني مطول فانخرطتتا الشقيقتان في الحديث وبالطبع الحدث الأهم والمستولي على كل الاهتمام حالياً هو خلافهم مع منزل شداد
وبين وجهة النظر وعكسها كانت حورية تتابع بصمت حزين والان فقط سألت نفسها سؤال واحد وهو المهم(هل تريد العودة لزيدان أم لا؟)
وانحرفت بعقلها تفكر هل كانت ستعجب في يوم بالأيام بزيدان لو لم يحدث ما حدث؟ لو لم يكن شقيق محمود؟
الإجابه أنها ماكانت تنتبه له رغم القلق الذي يصنعه في الحي بسبب طباعه الحادة وعصبيته المبالغ فيها.
هي بالفعل كانت تخف منه…..لحظة……
هل صرحت بأنها كانت؟! ………………
كانت ولم تعد؟! بللت شفتيها وهي تستشعر ولادة بسمه جميله على شفتيها مع تسرب شعور لذيذ داخلها بينما تتذكر انه كان لين ولطيف جداً معها بل كانت تشعر احياناً أنه يستجدي إعجابها، يحاول أن يخبرها بأنه ليس عصبي أو صعب كما يشاع عنه،كأنه كان يقول لها أنا جيد أرجو ان تتقبليني.
لكن لما طلقها؟! لما فعل ذلك وبدون حتى أخذ رأيها أوليس ذلك من حقها هي الأخرى؟ هو من تخلى عنها لا مبرر لما فعله .
ما فعله زيدان زاد الطين بلله و وأوسع الجرح الغائر الذي تسبب فيه محمود يوم تركها بفستان الزفاف.
تصرف زيدان كان وكأنه أزال القشرة التي تكونت فوق الجرح عنوة وتركها تنزف…عزز لديها الشعور بالدونيه وعدم الإستحقاق….وأنها لا تستحق سوى الهجر والترك.
مازالت تتذكر لهفته عليها البائنة في عيناه كالشمس في السماء لكنها غير مبررة ما فعله بها ….لقد أدمى قلبها وسبب لها صدمة نفسيه كبيرة ما كانت ستستشعرها بعد ترك محمود لها ليلة الزفاف.
تخلي زيدان عنها كان أهوج …مجحف وبلا سبب يخبرها أنها لا تستحق ان يتمسك بها أحد هي معرضه للتخلي في أي وقت.
وانتبهت على صوت خالتها تقول:
-خلاص بقا يا فوزيه صلي على النبي…البيوت ياما بيحصل فيها…سيبي الجدع يرجع مراته بلاش تركبي دماغك وبطلي عند.
بادلتها فوزية النظر بتردد مابين الرفض وإلاستجابه وكادت ان تسأل حوريه رأيها.
لكن حوريه قطعت عليها الفرصه و وقفت مقرره:
-أنا هرجع شقتنا عايزه انام بدري وارجع تاني أروح شغلي…تصبحوا على خير
خرجت سريعاً لا تريد الحديث…هي بالأصل مذبذبه ومتوترة
فتنهدت فوقية تردد:
-هربت عشان مانفتحش معاها السيره…البت دي إستوت ياحبة عيني ومابتلحقش تفرح.
تنهدت بحزن واكملت:
-أااااه…قال على رأي المثل رايح فين يا حظ ..رايح لعفانتهم…طب والحلوين ياحظ قال كفايه عليهم حلاوتهم.
بتلك الأثناء كانت رنا تجلس تستمع وتتتابع بصمت …على غير العادة كانت لا تمتلك رأي بتلك القصه…لقد تغيرت رنا تماماً فرنا القديمه كانت صاحبة رأي وشخصيه..مقدامه ومبادرة هي الفعل دوماً ولم تكن يوماً رد فعل.
على عكس تلك الساهمة الصامته التي تجلس الآن…تتمنى أنها يكن كل ما هي به الآن لهو مجرد شعور مابعد الصدمة…وأنها فترة وستطيب وتعود لسابق عهدها.
أغمضت عيناها تجاهد إلاتبكي هي تشعر أنها حطمت من الداخل.
وبلحظة انقطع الفاصل الإعلاني بنشرة إخباريه تعاقبت فيها الأخبار داخل مصر ثم أخبار من حول العالم لتتجمد وتشعر بالبرودة تجتاحها بينما يعرض أمامها زيارة رسمية من لملك جزر الذهب للمغرب .
أنه هو…لحظة وكأنها طارت من على كنبة بيتهم القديمة وعادت هناك تتذكره وتتذكر أيامه كيف كان يلمسها كيف كان يتحكم فيها.
تذكرت كذلك مناداته لها بصغيرتي …والأهتمام الذي خصها به وحدها
سحبت نفس عالي بتعب وقد داهمتها المواقف من كل ناحية كأن الذكريات تتوافد على عقلها بصورتها معه في كل الأوضاع …وهو يحاول معها …وهو يعبث بجسدها وكأنها لعبة يمتلكها كيف كان يعتصر نهديها و مؤخرتها ….ان الشعور بالعار يكتنفها حد الإختناق .
تتذكر كيف كانت تعامل معاملة العبيد …هم بالفعل عدوها عبدة لديهم لمجرد أن قدميها قد وطئت أرض مملكتهم …
كيف شن*قت ….كيف سيقت لطب*لية الأعدام وكانت ستموت دون أن يدري بها احد
رفعت عيناها لتبصره على شاشة التلفزيون بينما يرفع النشيد الوطني لمملكته وهو ينظر للشاشه ويبتسم فبدى وكأنه يبتسم لها.
أغمضت عيناها تقطعها اللمحات وهي تمر على عينها سريعاً كأنها حدثت من لحظات بل إنها تستشعر عسره لمؤخرتها بيده الغليظة الآن وختام الذكرى كان بحديث الطبيب وهو يخترق أذنيها …الآن فقط أيقنت هي تبغضه كما لم تبغض أحد من قبل ولا ترغب برؤية وجهه ابداً.
بحركه لا إراديه نظرت للشاشة…تبا انه يبتسم لعنه الله …فأغلقت الهاتف وفرت تهرول ناحية غرفتها.
__________سوما العربي_________
صباح يوم جديد أستيقظت تتمطئ بخمول فهي طوال الليل قد جافاها النوم من شدة خنقتها وهي تتذكر الملك ولياليه.
فتحت عيناها تتمنى لو فعلياً تفقد الذاكرة لتتوقف عن تذكر ما حدث هناك.
-هيييييييييي
شهقت تنتفض برعب وهي تجد نفسها وجهاً لوجه بمواجهة راموس الذي يشرف عليها بجسده العريض العاري يتابعها بشغف يأكلها بعيناه.
سحقا….إنه هو؟! كيف..
-انتبهت على صوته يردد بشوق وصوت أجش:
-أشتقت لك صغيرتي …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراشة في جزيرة الذهب)