رواية فراشة المقبرة الفصل العاشر 10 بقلم اسماعيل موسى
رواية فراشة المقبرة الجزء العاشر
رواية فراشة المقبرة البارت العاشر
رواية فراشة المقبرة الحلقة العاشرة
حكم : ” أنه لا يحب أحد، أنه يغازل فقط، لذلك يجب أن يموت”
روحي تختنق، أشعر بها ضامره، كئيبه، تلك الشرنقه التي قدت نفسي نحوها، انا اكرهها !
ليس هناك شعور مؤذي اكثر من البقاء بين سيدتين لا تستطيع التحدث أليهم براحه، ان تخضع كل كلمه للمراقبه انها ليست حياه، بل سجن.
حول زوجي سطح المنزل لباحه هناك وضع أريكه في إطلاله مميزه علي الشارع، طاوله من خشب الزان لبنية اللون، مقعد جلدي مريح، علي الطاوله رصت مجموعه من الكتب، وجهاز يبث الموسيقي ليلا
يقضي كل وقته علي سطح المنزل، لا يهبط إلا للنوم او لتناول طعامه، لازلت ادعوه زوجي رغم انفصالي عنه، رغم اني لا أطيقه ولا أدرك الدافع الذي عجل بي الصعود للسطح لأري كيف يقضي وقته
انه لا يلاحظني او هكذا يبدو، وأن كنت اوقن انني لا اتأنق من أجله لكن لا مبلاته بدت لي غير مرحب به، غير مهمه أيضآ
لكني احتقره لتصدير تلك المشاعر العدائيه تجاهي والتي يصر رغم إنعدام الدافع من اظهارها، لم نعد زوجين، نحن الأن مجرد شخصين ناضجين وعليه ان يعاملني بطريقه مختلفه.
أبدل ملابسي بالعاده قبل خروجه واحرص كل مره ان اخرج وهو يتناول طعام افطاره، لا يمكنه ان يسألني عن السبب حتي من باب الفضول، لكن من ناحيه اخري عليه ذلك، نحن نقطن نفس المنزل، لو تجراء وسألني لقلت له ببساطه انني ابحث عن عمل حتي يمكنني أن اعيل نفسي والبحث عن سكن خاص بي، ان اصفعه بتلك الحقيقه التي توضح له انني لست مسروره لعنايته بي وغير مرحبه بها
لكن حتي تلك المتعه حرمني أياها، ان يراني أنثي قادره ومسئوله تبحث عن حياتها الخاصه، مصره على تحقيق ذاتها التي قتلها من قبل بقصد وتخطيط.
شعور انه لازال يراني فتاه منكسره، خاضعه، زليله، مثلما الماضي عندما اجترني من منزل والدتي تقتلني.
كنت أبحث عن عمل بكل جديه ومثابره، مستعده لتقبل اي عمل يجعلني أشعر بكينونتي، اتسكع النهار بطوله على محلات الملابس، المطاعم، الشركات، ولا أعود للمنزل الا بعد رجوعه قبلي
حتي لو تغيرت رغباتي، طرقي، الشوارع التي امشي بها والاشخاص الذين اتحدث معهم كانت غايتي كل مره ان أعود متأخره، متأخره جدآ حتي يشعر بالأستياء لكنه ليس مبالي ولا يراقب حركاتي، أضحت رغبتي بالانتقام منه مرهقه لكن ضروريه.
نجحت في الحصول علي عمل في وكالة لبيع المنازل، كنت أعمل تحت أمرة فتاه نفس عمري خفيفة الظل ومرحه، لم تبخل علي بالنصح، واشربتني أسرار العمل بكل تفاني وأمانه
جعلت تصطحبني لملاقة العملاء، كيفية التحدث أليهم وابرام العقود
اتذكر اليوم الذي ابرمت خلاله اول صفقه وكنت حتي هذه اللحظه لم اصرح لحماتي عن طبيعة عملي، لكن ذلك اليوم كنت سعيده جدآ، تلقيت عموله جيده جدا مكنتني من ابتياع هدايا لحماتي، ملابس وطعام، الكثير من الأشياء الجميله والرائعه.
كان محمود حاضرا عند عودتي، هو نفسه الذي تقدم نحوي بمساعدتي بحمل الهدايا والتي رحت افرغها أمام حماتي بكل فخر، الأن فقط لاقيت نفسي، كنت قد أحضرت هديه من أجله، ويلا الغرابه كانت نفس الهديه التي مزقه من قبل بكل برودة أعصاب
تلقي هديتي بكل فرحه، وتمني لي عمل ناجح، قلت الن تفتحها؟
لم تفتني تلك المأساه أبدآ، كيف كنت اقاومه وانا اتلقى صفعاته في محاوله مستميته لعدم إتلاف العلبه، كنت مصره على تذكيره بقدر الحماقه والظلم الذي تعرضت اليه بسببه.
فتح العلبه، اخرج الساعه وهو يبتسم، وضعها في يده، رمقني بطرف عينه بنظره جعلتني اذوب خجلآ، قال شكرآ لك.
تلك الطريقه النظاميه التي يتبعه دومآ جزء من تفاصيله التي حفظتها عن ظهر قلب.
نهض من مكانه ورغم ادراكي قدرته على ابتياع ساعه أثمن منها إلا أنه حرص على الوقوف أمام المرآه وهو يبتسم، كان ممتن فعلا، لم يفتني ذلك.
كان العمل يشغل كل وقتي، كنت حريصه ان اثبت نفسي، ان ارتقي وتكون لي وكالتي الخاصه، كنت افعل ذلك بسعاده ولم يكن ينغص على إلا انني افعل كل ذلك من أجله هو حتي لو كان من أجل الأنتقام
جعلته محور حياتي في اوقات نجاحاتي وانكساراتي، تلك المشاعر اللعينه التي كانت تحطمني، واسألني كثيرآ ما الجدوى من كل ذلك.
ينام محمود في الغرفه المجاوره لي بعد أن توقف عن نزواته وان كنت أجهل بصوره قاطعه السبب!
وحتي ولو كنت انكر كنت أتمني ان يكون فعل كل ذلك من أجلي انا وحدي وليس لشيء اخر.
يفصل بيننا جدار، لكني كنت أشعر بنفس عاريه أمامه، عندما كنت ارقد في الظلام كان ذلك الجدار ينمحي واراه يتقلب علي سريره مثلي
نفس الجانب المواجه لي، حتي انني كنت اسحب الغطاء على جسدي، اسمع سعاله، احفظ حركاته، الأن سينام، بعد دقائق سيشعر بالأرق، الان يجلس على طرف سريره يدخن لفافة تبغ وهو يحملق بجسدي الغاطس تحت بطانيه قشتاليه، كانت تلك اللحظه تصيبني بالأرتباك.
اه كان الوغد يقتل أفكاري حتي انني كنت أحيانآ احاول اغرائه وهو يدخن، ابدل رقدتي، ازيح الفراش، ليراني أنثي جميله.
استقرت احوالي في العمل، لكن صداقاتي كانت منعدمه، فأنا لا أملك الا صحبة رفيقتي لورا، اتنزه معها، اهاتفها، ادعوها للعشاء ونسهر معآ
لورا أيضآ كانت وحيده مثلي، كانت لها علاقه فاشله انتهت بأن خلعت زوجها وتخلت له عن كل حقوقها، في كل علاقه فاشله كل ما يهم الرجل النقود، بينما تكون المرآه مستعده لاتخلي عن كل شيء للفكاك من تلك العلاقه المؤذيه
عندما أخبرت لورا اني طليقي وضع الشقه تحت تصرفي وإنني اعيش معه في نفس المنزل وان والدته منحتنا نفس الحقوق لم تصدقني، قالت لورا بمزاح، كيف لوغد حقير مثله أن يكون بمثل تلك الرجوله؟
تلك الرجوله، لم افكر ابدآ ان محمود رجل، او ان ما فعله يجعله رجل في عيني، لكن لورا كان لها رأي أخر
وغد، حقير، لكنه رجل، تلك التعقيدات الوصائفيه التي حيرتني، قالت لورا بعدما توطدت علاقتنا
متي سأقابل ذلك الوغد الحقير، بشع المظهر
لطالما كانت لورا مقتنعه ان لزوجي مظهر بشع، كانت تقول، لديه شارب كث، اصلع بعض الشيء وان كان له شعر فأنه غير مهذب وكرشه فوق سرته، عيونه غائره وتخين، بالنسبه لها كانت تلك الصفات ترافق الأشخاص الشريرين مسقطه مظهر زوجها على كل رجل خسيس ولم افلح ابدآ بأثنائها عن رأيها
كانت تصر علي تلك المقابله والتي كنت اؤجلها مرارآ وتكرارآ، رغم كل مساؤه التي اعرفها وتعرفها لورا كنت خائفه ان افقد تلك الحليفه، لم أكن افهم بعد لما كل ذلك الحرص على قتل اي فرصه لذلك اللقاء، فأنا لم أعد راغبه به، لكني وان كنت انكر، فأنا غير مستعده لفقدان وجوده في حياتي بتلك الصوره المهمله، مقعد أنيق، لوحه جداريه، غير مهمه لكنك لا تستطيع التخلي عنها.
أصبحت حججي ومبرراتي غير مقبوله بالنسبه للورا وبالنسبه لنفسي، بالنهايه تم تحديد اللقاء، أخبرت حماتي أنني دعوت صديقتي لتناول العشاء معي، كنت أعلم أن محمود سيكون حاضر لكني لم أوجه له الدعوه.
فتحت حماتي دفترها، كانت حريصه ان أبدو في أحسن صوره أمام صديقتي، كتبت انواع الاطعمه التي احبها وتحبها لورا، هذه المرأه التي اعتبرها والدتي لم تترك لي إختيار الا ان احبها.
طلبت من محمود الذي كان قد حضر للتو، ان يحضر معه باقة ورد، قال حاضر دون أن يسأل عن السبب.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراشة المقبرة)