رواية فراشة المقبرة الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسى
رواية فراشة المقبرة الجزء السابع
رواية فراشة المقبرة البارت السابع
رواية فراشة المقبرة الحلقة السابعة
تحولت كل المبادرات لصمت وفقدت رونقها ، لم أعد أرغب برؤية تسنيم تزرع الشقه جيئه وذهاب ولا حتي اسمع تحطيم الفناجين والأواني لتخلق حديث، انمحت الرغبه التي كانت تجرفني منذ لحظه لأحتضانها، لعصرها بين ذراعي، لتقبيلها، انتابني شعور بالنفور، التقزز من كل تلك العواطف الحميميه الي هبت فجأه داخلي، تلك الجماليات التي ترحل ما ان نستخوز عليها، لطالما حرصت طوال حياتي علي الأستمتاع بروعة البدايات التى تقتلها قبله.
في الجامعه حيث كنت ادرس كان لدينا زميل لا تربطني به صداقه كان اسمه محمد من الجيزه، كان ابيض الوجه أنيق الملبس ذلك النوع الذي يصادف إعجاب الفتيات دومآ، سرعان ما استطاع بسهوله ان يشكل صداقات مع الفتيات الاتي كان بعضهم يعجبني، لطالما شعرت بالمقت علي ذلك الوغد الذي كان يمتلك الجمال والجرأه التي تنقصني، لكني سرعان ما استطعت في العام الدراسي التالي ان التصق ببعض الفتيات، لم أكن حبيب بالطبع لكن كانت لدي خططي الماكره الكافيه للاندساس وسط تلك العصبه، حينها أدركت ان الجمال لا يعني كل شيء، ان بعض الفتيات تستهويهم صفات اخري.
احدا الفتيات أخبرتني بكل فخر انه تقدم لخطبتها أكثر من عشرين شاب، كدت أفطس من الضحك، علي وشك ان اقول اني مضطر لمرافقتها من أجل صديقتها، لكن جديآ لا يمكنك أن تخبر اي فتاه بالحقيقه مهما كانت دوافعك ولا ان تقتل الفرع الحالم في حياتها، إنها ذات العيون الخضر وهذا كاف جدا.
حتي أجمل الجميلات الأكثر غرورا واتتني الفرصه لاتعرف عليهم، لكني انا نفسي الذي كنت شديد اللهفه لم اركض خلف تلك العلاقات، كان الماضي دومآ يراقبني وانا شديد الوفاء للماضي، من أعرض عني مره بقصد او دون قصد سأرد له الصفعه.
كانت جرأتي بدأت تتشكل وان كنت لازلت أحتفظ ببعض الخجل، فأنا لم أخض محادثه جديه مع فتاه الا بعد سنوات وكانت من
خلال الهاتف، كنت حبيس أفكاري يغزوني شعور بالفقر وإنني لست ند، محبوس بين فصاحتي وتلك الأفكار الغريبه التي اخلقها، شعور بالفشل كان يتملكني كلما حاولت الخروج من القفص، من تلك الزنزانه، ان اقول لفتاه انا معجب بك او احبك، لم اتجراء على ذلك ابدآ، وان كنت ادعي بين أصدقائي انني أمتلك عشرات الحبيبات، اقول ذلك بكل فخر دون أن أتحدث عن طبيعة علاقتنا، أن ولا واحده منهن تراني حبيب وان احاديثنا مائعه لا معنى لها وانها لو استمرت لعشرات السنين لن تخلق حاله شعوريه غير التي أتخيلها، كأنني بتلك الحيل التى فتحت لي طريق التعارف حكمت على نفسي ان اظل في تلك المكانه المهرج الصحفي الذي يتمتلك كارنيه صحفي لجريده صفراء لا يعرف عنها شيء، تلك الحاله التي لم أستطع الفكاك منها والتي وافقت رغبتي لقناعتي ان ذلك مكاني وإنني اذا خرجت منه سأختنق مثل سمكه على اليابسه، مكتفي بتلك المكاسب الظاهريه التي جملت صورتي في عيون أصدقائي ونفسي أيضآ بمرور الوقت
ان المحاكاه التي صغتها، بين شاب وفتاه لم تتعدي حدود الآنه المتمثله في تقبل حديث الأخر والنعيم برفقته، لم أفهم معني ان اقول لفتاه انها تعجبني ولا ما التالي لتلك الكلمه، كيف اصيغ تلك التعابير التي اشاهدها في التلفاز واسمعها في الراديو، لم تكن تنقصني الكلمات، فمنذ الثانويه العامه وانا أمتلك دفتر دونت خلاله كل عبارات الحب وقصائدها وقصصه آلاف الكلمات التي ظلت حبيسه رغم توالي السنين
وان كنت أشعر بتلك الكلمات واتأثر وتكاد عيني تدمع الا ان الطريقه التي اعبر بها كانت تعوزني
كنت أملك التعابير التي تمكني من مدح فتاه، مغازلتها، ابهارها، لكن الجرأه كانت تنقصني، الثقه أيضآ، هذه الطريقه التي رسمت بها حياتي لم افلح في التنصل منها خلال الجامعه.
بدل ملابسه وخرج مره اخري، اعلم انه بطريق رجوعه سيحضر فتاه جديده، اعلم انه يرغب بصفعي معاقبتي بلا كلام،
سيحضرها وتقول عيناه انت السبب، كان بإمكانك ان تتنازلي مثلما تفعلي دومآ، حينها ربما كان الحال سيتبدل، سيقبلها ويقول انظري يا حمقاء كيف ضيعتي الفرصه.
لا يدرك انني تغيرت وإنني لا اعد فضلاته فرصه، انني لا اؤمن الا بالحب الذي يعترف بالنديه، الذي يتساوى فيه الحبيبان في المشاعر والقيمه، غير ذلك لن يعد حب، ستكون رغبه ما ان تنتهي تفرغ قيمتها.
يمكنه ان يأخذني بالقوه، لكنه لن يحصل على قلبي، لكن حتي هذه لا يسعي خلفها، انه يعمل بكل جديه على ازلالي، أنه يفعل ذلك يستمتع به لكني أيضا استمتع بمقاومتي.
لم يستغرق بقائه بالخارج سوي نصف ساعه، خاب توقعي تلك المره، حضر بمفرده يحمل لفافه وباقة ورد جميله أكاد اشتم رائحتها
كنت اجلس على الاريكه يقتلني الفضول والفكر، جلس على المقعد ولم ينطق بكلمه، كان مشتت وشارد، يدور اللفافه بين يديه بتيه، يرمقني كل لحظه، اشيح وجهي بعيد عنه.
ترك اللفافه جواره ،قال لماذا تجلسي بكل ذلك البعد؟
قلت انا مرتاحه !
قال من فضلك اقتربي، اجلسي جواري !
لم يغريني ذلك التبدل في الحاله، كان ما عانيته في الشهور الماضيه قتل كل النوايه الحسنه تجاهه
قلت إن مرتاحه هنا !
قال من فضلك ؟ ولوح العلبه بين يديه !
قلت ان كنت ترغب ان اصنع من أجلك اي شيء فقط قله؟
قال بنبره متبرمه لقد تناولت طعامي منذ ساعه، ثم رمقني بنظرة عتاب واردف، كوب شاي سيكون كافي جدا
كنت اركض نحو المطبخ لا أسير، ملجلجله بتلك النبره العطوفه، ذلك البرق الطاريء الذي حمل رسالته
من فضلك؟
تذكرت الكلمه، تذوقتها، مضغتها، ابتلعتها روحي
قلت مزيد من العناد يا فتاه، التصميم سيبدل حاله، لا تنجرفي الأن خلف الاعيبه لقد نالك منه الكثير، عليه أن يتعلم انك لست سهله
وانك اذا كنتي تحملتي ضربه، نزواته وخياناته فذلك ليس لرغبتك به وإنما لأنك لا تملكين مكان آخر تذهبين إليه.
أعددت كوب الشاي، فور عودتي لاحظت انه يمسك باقة الورد بين يديه، فعلت كل شيء بسرعه دون أن انظر اليه، وضعت الصنيه على الطاوله وتراجعت للوراء نحو اريكتي.
قلت تحتاج شيء آخر؟
قال لا
دلفت لغرفتي تغمرني السعاده، ان ارد له الصاع صاعين عليه أن يشرب من نفس الكأس، فلتتعفن وروده، كل اشيائه الجميلات
الأن يفكر،، تندلع الحرائق في صدره، لم يتوقع ابدآ ان تلك الضعيفه المنهزمه التي لا تملك إلا قول حاضر، نعم، تستطيع المقاومه والصمود.
سيصرخ الان ،يزعق، يدافع عن كبريائه، ساتحمل كل صفعاته دون دمعه واحده
طال الوقت ولم يطلبني كالعاده ليعنفني، قلت سأري ماذا يفعل، قصدت الحمام ورمقته بطرف عيني
كان نائم علي الاريكه يحتضن باقة الورد، العلبه علي صدره وعيونه مغلقه
عدت لغرفتي مره اخري ما ان رقدت على السرير حتي سمعت باب الشقه يصك.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراشة المقبرة)