رواية فراس ابن الليل الفصل العاشر 10 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن الليل الجزء العاشر
رواية فراس ابن الليل البارت العاشر
رواية فراس ابن الليل الحلقة العاشرة
في دار سمعان
دلف سمعان الغرفة علي ابنته لكي يطمئن عليها فراها تجلس علي الفراش بجوار اختها وشاردة ، جلس امامها فانتبهت له وابتسمت بأرتباك ملحوظ فنظر اليها ابيها بقلق وسائلها:
مالك يا بتي فيكي أيه وشاردة كده ليه، هو فراس اذاكي او مسك بشر،
هزت راسها برفض قاطع واكدت له قائلة بتصميم:
لاه يا بوي،انا بس محتارة في امره، ست سنين ومفيش حد بالبلد كلتها بيجدر يكسر ليه كلمة، والكل بيهابه وبيتمني ليه يرضي عنيهم ويرحمهم من اذيته،
الا انا بنضره كي الطفل الصغير اللي بيدور علي حنان اماتيه
وكانه لقاه معايا، وده مخوفني جوي انه مبهملنيش لحالي
بعد ان انهت حديثها ارتجفت بشدة فحضنت نفسها لكي توقف ارتعاد جسدها،لاحظ ابيها حالته فضمها الي صدره وقال محاولًا طمئنتها :
متخافيش يا بتي، باذن الله ربنا هيبعتلك اللي ينجيكي منيه
انا مستحيل اجبل يمسك او تكون مرته كي ما بيجول، خلصي درستك وبعدها هعرف كيف اتصرف معاها واد حسنه
عاد بسرعة وصحح حديثه وقال :
جصدي واد فودة شيطان الليل
ضحكت مهرة من موقف ابيها وحدثت نفسها بقلق، :
اذا كان بوي خايف من غضبه علي انه بيجول عليه واد حسنه وهو مش موجود،كيف هيجدر يتصدي ليه
وتتنهد بحرقه وأكملت حديث نفسها:
اه يا مرك ومرار ايامك الجاية يا مهرة، ويخوفي منيك يا فراس ليزيد غضبك عليا وتغصبني علي عشرتك
هدأ ارتعاد جسدها فربت ابيها علي وجهها بحنان وقال:
الحمد لله هديتي، يلا بجي يا ست البنته انعسي علشان مدرستك اللي غبتي عنيها سبوع، ولا لستك تعبانه
هزت راسها بالنفي وقالت:
لاه يا بوي انا هروح، متجلجش عليا انا بجيت زينه جوي جوي، وكمان الامتحانات جربت ولازم ادرس اللي غبت عنيه
ربت ابيها علي شعرها برفق وحنان ودثرها بغطائها وقال:
طيب انعسي كفاية عليكي سهر لحد دلوك علشان تجدري تصحي وتروحي مدرستك خلينا نخلص من دراستك.دي
قبلت مهرة يده ابيها التي تحنو عليها واغمضت عيناها لكي تطمئنه لكن فكرها ظل مشغول بما فعل فراس معها وجرأته عليها ورغبته الشديدة بها التي لن تجعله يتنزل عنها بسهولة
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
وهناك في الجبل
دنا الريس الغول من فراس الجالس بهدوء ينظر الي القمر الساطع في السماء ويستطعم لذة قبلته الي مهرة، فتاته التي سرقت قلبه واسرت عيناه وعشقتها روحه
اغمض عيناه بتكاسل حين شعر بدنو الغول منه وسأله:
جلجان ليه يا ريس،جولتلك الديب وجعبل هيعاود بالجرشنات
ابتلع الريس الغول ريقة وجلس بجواره وقال::
انا واثج في كل كلمة بتجولها، لكنهم عوجو جوي وانا بعتبر الديب دراعي اليمين وجعبل الولد الشجي اللي بينفذ بالحديد
من كل مصيبة وبينفعني في اني اعتر عليك لما بتختفي وبصراحة لو الاتنين اتعكشوا انا مش هسامحك واصل
نهض فراس بهدوء وعدل من هندامه ونظر اليه بتعالي وقال:
انت حديتك ماسخ كي صحبتك السو، انا هدلي ولما يعاود الرجاله ابعت لي نصيبي مع جعبل،وبعد اليوم متشيعش لي
تاني،انا مفضيش للعبكم الفاضي ده ووكل الحرام
امسكه الغول من يده وجذبه لكي يجلس مرة اخري وقال:
انت خلقك ضيق ليه اكده يا واد عمي، انا باخد وادي معاك في الحديث لحد ما يعاود الرجالة،ومدامك واثج انهم هيعاودوا، انا كمان واثج فيك وفي دماغك الالماظ
وخد كل بجي الخروف ده شويته علشان خاطرك، مخبرش انت ليه مريدش تاكله منيه ومحرم اكلنا واصل
نظر اليه فراس بأمتعاض وازاح يده بملل وضيق عنه وقال:
مليش نفس اكل ،في حنكي طعم وكل مريدش انساه، خلي اكلك لرجالتك انا شعبان والحمد لله وياريت تهملني لحالي ياريس غول، مريدش اتحدت مع حدا دلوك
تركه وابتعد عنه وهو يترقبه بحذر، جلس فراس وحده يتأمل القمر ويري به وجهه معشوقته مهرة، صاحبة العيون التي يري فيهم جمال الحياة ولذة الدنيا التي لم يحيها بعد ولم يعلم بوجودها الا بعد قبلتها اليها التي حرم الاكل والشراب من وقتها حتي لا يضيع لذه طعمها عن شفتاه
_______
هناك في دار ذلك التاجر الثري
يدخل عليه الديب برسالة فراس ،فاخذها منهم وقراء نصها
الذي كان كالتالي:
من شيطان الجبل وريس المطاريد، ابلغك ان حمولتك لن تصل الي مخازنك، وهذا لان ذئاب الجبل وبعض اللصوص قد يسطو عليها، فاذ كنت تريد حمايتنا لحمولتك
ادفع لحامل الرسالة ١٠٠ جنية ،وسوف يقوم رجالتنا بحمايتها وتسليمها لك سالمه كامله،
هذا ليس تهديد منا او اتاوى سنتقاضاها، لكنه حق الرجال الذي سوف يقامون بحراستها من اللصوص، وايضا ليس اجبار
ان لم يرضيك الامر فهذا شأنك واحمي حمولتك كم تشاء
ابتلع التاجر ريقه بغضب وضيق ونظر الي الديب وجعبل بسخرية وقبل ان يرد علي رسالتهم ،
دلف احد رجاله من الذي كان يسبق الحمولة كم هي العادة
ويقع امامه وهو ينزف بشدة ومصاب بأصابات عديدة
هرع اليه التاجر وسأله بقلق :
ايه جرالك يا فخري، المطاريد طلعوا عليكي ولا ايه
هز فخري راسه بالنفي وقال بهلع واعياء:
ياريت المطاريد كانو هياخدوا الحمولة ويهملونا، لكنهم دياب الجبل، انا جولتك الوجت ده غلط تجيب فيه حموله كبيرة
وفيها كل الخيل ده
الذئاب جعانه ومصدجت حست بينا وهاجت علينا، ونهشت الخيل اللي كنا ركبينه وهاجمتنا والحموله مخبرش وضعها
لكن لو دخلت الصحرا عوضك علي الله فيها
نظر التاجر الي الديب وجعبل وقال لهم بتردد ورجاء:
انتو تجدرو تحموها من الديابه، صوح وهتسلموها لرجالتي
انا مش بظلم حد واصل،ومكسبي منيها بالحلال ومن غير افتري، ٢٠٠ جنية، وانا موافج تخدوهم كلتهم لكن تردوا عليا مال تجارتي اللي هيضيع لو ضاعت الحمولة، لو تضمن توصلها انا هسلمك دلوج ال٢٠٠ جنية ومسامح فيهم وراضي
نظر الديب الي جعبل بحيرة وقال له:
لو مسامح ماشي الريس جالنا ١٠٠ جنية،لكن مدام هتعطيني المال بالجودة مش هنجول لاه
هاتهم وبضاعتك هتتسلم ليك سليمة منجص منيها قشة، ولو علي الديابه،احنا زيها ونجدر عليهم متخافش
هز التاجر راسه بالموافقة، ودلف الي غرفة نومه، فسالته زوجته عن الضيوف الذين اتوه بهذا الوقت المتاخر من الليل :
مين اجي يزورك في وجت متاخر اكده يا واد عمي
فتح التاجر ضلفة دولابة واخرج منه مبلغ من المال وقال:
دول مش ضيوف دول المطاريد، لكن لاول مره يسعوا في الخير، طلبين يامنوا بضاعتي ويسلموهالي ب١٠٠ جنية، انا كنت هزعطهم لاني واثج في رجالتي
لكن لجيت فخري جاي ومعاه الرجال اللي بيحرسوا الحمولة بيجلولي ان دياب الجبل هجموهم ونهشو خيولهم ونهشوهم
جوليلي اجبل مساعدتهم واعطيهم ال١٠٠ جنية ولا اخسر حموله بالفين جنية، وخدها بنص الثمن ومكسبي فيها الضعف
انا عرضت ٢٠٠ لاجل ما يطمعوا في الحمولة كلتهم
قبل ان يخرج امسكته زوجته من ذراعه لكي تمنعه وقالت:
استني بس يا واد عمي، بجي المطاريد اللي بيكلوا مال اليتيم وبيسرجوا الكحل من العين،.هم اللي هيحموا الحموله ، انت مصدج الحديت ده، دول هيسرجوا الجرشنات ومش هيعبروك، ولو هيحموا الحموله كي ما بتجول، هيسرجوه ومش هتشوف منها جشاية، ولا تبقي طولت الجرشنات ولا البضاعة، بجولك ايه، اخرج اطردهم واتصل بالمامور يحميك منيهم وابعت رجالتك يطلعوا يأمنو الحمولة وهما هيجدروا علي الديابه ولا تلاجي فخري معاهم ضدكم
جذب يده منها بعنف وثار عليها معنفًا:
بينك اتجينتي يامرة، فخري مين اللي يبجي ضدي معاهم ومع مين مطاريد الجبل اللي ما ليهم عزيز ولا غالي،
انت ناسية فخري دي مين،دا انا اللي مربية من صغره وبعتبره كي ولادي ومامنه علي كل مالي وحساباتي
وكمان انا مصدجهم لان اللي سمعته عن شيطان الليل،انه واعر جوي وكلمته كالسيف الجاطع ملهاش راجعه وامره نافذ علي الكل،ومدام مش هيسرجها وهيحميها يبجي حديته صح ومش هيرجع فيه، فهمتي يا ام عجل تخبن
واخذ نفس عميق واكمل حديثه :
وياناصحه لو المطاريد رايدين يسرجوا الحمولة مش هيجوا يطلبو حمايتها ما يجدروا يسرجوها من غير ما حد.يجدر يحاسبهم، همليني اروح الحق مالي وبضاعتي ،اللي لو اتسلمت هصيغ دراعك بالدهبات واشتري للولد فدانين ارض كمان
خرج التاجر الي رجالة الغول واعطاهم ال٢٠٠ جنيه وقال:
حلال عليكم، باعطيهم ليكم بنفس راضيه، وواثج انكم هتسلموني البضاعة كاملة مش اكده
ابتسم الديب بشراسه وهو يعد النقود التي اعطاه له التاجر ورد عليها بسعادة:
محدش منينا يجدر يكسر كلمة لشيطان الليل، متجلجش انا بنفسي هجي مع الرجالة ونسلمك البضاعة
همشي انا علشان نلحجها جبل اللصوص ما ينهبوها سلام
غادروا مسرعين والحيرة تملاء قلبهم وتربك عقولهم، كيف علم فراس بان الحمولة ستهاجم من الديابه، ومن اين اتي له بان التاجر سيوافق علي عرضه حتي ان لم ياتي احد رجاله مصاب،كل هذه الاسئلة التي حيرتهم لم يجدا لها اجابة غير عند فراس نفسه الذي جعل مكسبهم حلال ودون عناء
_______________
عاد الرجلان الي الجبل والفرحة تتهلل علي ملامحهم واقتربوا من ريس المطاريد واعطوه المال وقالوا:
كي ما جال فراس الجرشنات ١٠٠ وهيعطيني ٢٠٠ او زيادة، بس هو دلوك منتظر نحمي ليه الحمولة ،وطبعا لا هنروح ولا نجي
مش اكده يا ريس فراس
غامت عين فراس بغضب ودنا منه وامسكه من تلاليبة بعنف:
مش اخدت مجابل حمايتك، يبجي تحميها بعمرك، مش راجل أنت تتربط من لسانك، ولا خايف من ديابة الجبل يا عويل
ارتجف الديب بين يداه ونظر الي ريسه لكي ينقذه منه ومن غضبه الذي من الممكن يجعله يقتله بكل سهوله،
ربت الغول علي يد فراس الشديدة علي تلاليب الديب وقال:
أهدى يا واد عمي،انا وعدتك لو بعت الجرشنات هعمل اللي تجول عليه، ولو علي الديابه هي متجدرش تمسنا متربين معاها وخبرانا زين
انا هخلي الرجالة يدلو دلوج يامنونها ويسلموها كي ما جولت
والجرشنات دي بالنص، يكفي اننا لاول مرة ناخد مال بالرضي، واكثر ما كانت لو سرجناها،براوة عليك يا فراس، بس انا رايد أسالك كي عرفك ان الديابه هتهاجمهم
اغمض عيناه واستدار ينظر الي الصحرا و الخلاء الشاسع
من امامه وقال بيقين وثقة :
القمر كامل في السما، وده اكثر وجت الديابه بتهيج فيه وبتكون عطشانة للدم حتي لو مش جعانه،
علشان اكده كتبت ليه وحذرته منيهم، واتوجعت ان رجالته هيتهاجموا لانهم مش رجالة جبل ولا ليهم خبرة مع الديابه،
ده غير انا نضرة الجوع في عيونهم لما كنت طالع ليك، لكني مش بهاب منيهم لاني زيهم متعطش للدم،
فهمت كنت ليه واثج من موافجته،يلا اامر رجالتك يحمو الحمولة ويسلموها ليه صاغ سليم
وكفاية ان حجكم جه الضعفين،اعطي رجالتك واشبع عيونهم واملي بطونهم لاول مرة بالحلال،
اخذ الغول يعدد النقود وحسب نصفهم واعطاهم لفراس الذي نظر اليه بلامبالة وساله:
ايه ده،اعمل بيهم ايه، انا جولت هساعد مش اسرج عرق رجالتك،وكمان انا بساعدك مش علشان المجابل،لكن لغرض في نفسي، خلي الجرشنات للرجاله اللي هتوصل الحمولة هما احج بيهم مني، ولو علي نصيبي هاخد زيهم عشرة جنيه وعشرة مكافاتي علي اني ساعدتكم تكلو من الحلال
نظر الريس الغول الي المال الكثير الذي بين يده واسعدت نفسه الجشعة ، فشكر فراس بامتنان وشد علي بده بقوة واخرج له مبلع ٢٠ جنيه وقال :
انت تامر يا ريس فراس يا شيطان الليل وداهية الصحراء
ااختطف فراس المال،وامتطي حصانه ورمقهم بحدة وقال متوعدا بغضب :
اسمعني يا ريس غول، انا بحذرك لو الصبح موصلتش الحمولة سليمة ورجالتك امنوها كي ما جولت للتاجر،
احسن ليك تدور عن مكان تاني تتخبي فيه من غضبي عليك جبل الحكومة نفسها ، لانك لو خلفت كلمتك بجولهالك اهوه هيبجي موتك ارحم ليك من اللي هعمله فيك
واقترب بحصانه من رئيس المطاريد ومال عليه بتحدى:
انا حذرتك اهو،علشان متلومش غير نفسك بعدين،ولقد اعذر من انذر يا واد الجبل سلام
وجبل ما امشي اوعاك تنسي طلبي رايد تعرف لي طريج خلدون من تحت الارض، انا لفلفت عليه الصعيد كلته ملجتوش مبجاش غير بحري والقاهرة، فاهم
ثم لكز حصانه وانطلق مسرعا لكي ينزل من الجبل ويعود الي حياته التي وهب نفسه وحياته لها وهي الانتقام ووالثار لامه
والعثور علي اخته الوحيدة
ام الريس الغول ما ان نزل فراس،نظر الي رجالته بارتباك وقلق من ان ينفذ فراس تهديده وقال:
يا ديب خد معاك خمسه من الرجاله وروح امنا الحمولة وسلموها للتاجر،مريدينش غضب من شيطان االيلل،
اللي زي فراس لازم تكسبه واوعاك تفكر تخسره ليجلبها عليكي فوجاني تحتاني وهتبجي الجاني علي روحك
اوما لها الديب وقام بتنفيذ امره لتنتهي هذه الليلة الطويلة بعمل خير ومكسب حلال لمطاريد الجبل ولابن الليل الغامض
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
عاد فراس الي رئيسه كما وعدها وكان الليل قد دخل ثلثه الاخير، واغلب عشيرة الغجر نيام،
دلف الي خيامتها راها ممددة علي فراشتها الخشن نداها بصوت خفيض وهامس:
رئيسة بت يا رئيسة اصحي يا بت مجولتش ليكي اني معاود
فتحت عيناها بتكاسل واخذت تفرك فيهم بقوة وفجاة هبت واقفه وهرعت اليه وتحسست جسده بدهشة وقالت:
انت اهني مش حلم يعني عاودت بجد، تعالي يا سيدى ادخل واجف ليه اكده ادخل و اجعد وخد راحتك
ابتسم لها واخرج من جيب جلبابه العشرون جنيه ومد يده بهم لها وقال بحذر:
خدي الجرشنات دول هاتيلك مرتبة من الجطن تنعسي عليها وخلي الباجي معاكي اصرف منيه عليكي
نظرت الي المال الذي يعطيها اياه واستغربت ان يعطيها كل هذا المال وبدون مقابل الا تغير جرحه الذي اخذت عنه اجرها مرات عدة غير حمايته لها وانتسابها له امام الجميع، تناولته منه ورمقته بحيرة وسالته:
ليه كل الجرشنات دي وانتي مش بتبخل عليا باي حاجه، ودايما بتعطيني اللي بريده وزيادة، كفاية الكل بيتمنوا يرضوني علشانك، هو انت مسافر ولا مفراج يا فراس طمن جلبي
ضحك وربت علي خدها برفق وقال بحنان لكي يطمئن قلبها الملهوف:
لاه مش مسافر بس انا حرمت عليا اي مال مكنش تعبت فيه، والمال ده كسبته بالحيله مش بكدي وشجايا، فجولت انت اولي بيها، المهم حافظي عليهم زين وغيري فرشتك الخشنه دي اللي تاذي جتك وتجل راحتك ونعاسك
تهللت اساريرها فرحه لخوفه عليها واهتمامه بها ،وفجاة جذبت يده لكي يدخل الخيمة وقالت:
طيب ادخل بات الليل معايا، وحياة الغالي عنديك ليلة واحدة مريدش غيرها وانا بعدها مش هطلب منيك حاجه تاني،
نفض يده منها ونظر اليها بغيظ وضيق وعنفها قائلًا:
اعجلي يا رئيسة جولتلك وهجولهالك،مليش انا في الحرام واصل، ومش هاخد مره احضاني ولاهدفي فرشتي غير بمرتي حلالي، انت ليه مريداش تفهمي اني مبجدرش اطلع فيكي غير وانضرك خيتي وبس فاهمه خيتي يعني محرمه عليا
هزت راسها بجنون جامح ورفض قاطعًا وقالت:
مريداش ابجي خيتك، رايدة ليلة بين احضانك، ليلة اوهبك فيها نفسي وتكون راجلي، يا فراس مريدش راجل جبلك يلمسني بريد كل حاجه فيا تكون لكن انت لول
انا ههوهبك نفسي برضايا،وده مش حرام لانك مغصبتنيش
لم يتحمل اكثر من ذلك علي تفوهها بكل هذه الترهات، وصفعها بقوة علي وجهها بالقلم فوقعت ارضاً ونزفت من فمها وقال لها بعصبيه ونفور وقد استطاعت ان تصل به الي ذروة غضبه:
رايده الحرام يا بت ود، وبدك ااكون عشيقك واول راجل في حياتك جبل ما تسيري بطريق الحرام ريداني افتح ليكي الطريج واشيل ذنبك طول العمر، طيب كيف ريداني انتجم من اللي هتكو عرضي وانتِ ريداني افضح سترك واعشقك بالحرام
الله يسامحك يا رئيسة حسبتك اتعلمتي مني شئ بانك طول ما انت بعفتك وطهارتك هتفضلي تاج فوج راسي
مش بيكفيكي اني وضعتك بمجام خيتي الغالية، اللي بتمنا من الله انه تكون حره وميكونش حدا مسها بسوء ويردها ليا بخير وسلام، ثم مين جالك ان الوهبة حلال لاه يا بت ود الوهبة حرام وحتي لو حلال انا مريدش المس مره غير اللي هتكون مرتي وتكون بالحلال وبس فاهمه بالحلال
نهضت رئيسة ومسحت دمها وكفكفت دموعها وامسكته من تلاليب جلبابه وقالت بحرقه:
لاه انت مش رافضني برغبتك ، لان مفيش راجل يرفض مره عرضت نفسها عليه الا لو جلبه مشغول كي انت ما جلبك مشغول ببت سمعان اللي نفسي أموتها علشان ارتاح منيها وتكون لي لحالي
كان ذكرها لمهرة سبب في ثورته عليها فخلص نفسه منها وامسك ذراعها بقبضة يده وضغط عليها بقوة حتي كاد يفجر شرايين يدها من شدة احكامه عليها وعنفه المتزايد وقال:
الله في سماه لو فكرتي بس ،مجرد تفكير تمسي مهرة لاكون مفرفط روحك بيدي ومجطع من لحمك بسناني
واحذريني يا رئيسة بلاش تبجي عدوتي لاني غضبي واعر عليكي وانا مريدش اغدر بيكي بسبب وصية جدتك
ودفع يدها بقوة فوقعت علي الفراش، اخذت تدلك يدها وتصرخ من الالم الذي اجتاح جسدها وقلبها،واغمضت عيناها وهي تبكي قهرًا وقالت بحزن وكسرة:
خلاص يا فراس بيكفي ،مخبراش عشجها علي ايه، علشان متعلمة ولا لانها رفضاك ومعانداك
ابتسم بتهكم ورد عليها :
لاه عشجتها علشان براءتها وعفتها وكرامتها اللى بتصونها بحياتها، وكمان لان في عيونها مرسي لبر دنيتي اللي اتحرمت منيها، ومرسي اماني اللي بدور عليها
ولان معاها بلاقي فراس اللي مات واتجتلت روحه، ونفسي معاها ارد لروحي ، وانت بكل بساطه رايده تموتيها تبجي قضيتي عليا انا يا رئيسة مش عليها
علشان اكده هجولهالك ولاخر مره ، لاه يابت ود انا مش هسمح ليكي تكون السبب في ضياعي لتاني مره
كان حديث فراس عن مهرة بكل هذا العشق قاتل لقلبها العاشق له بجنون فاخذت تبكي بانتحاب وقالت:
يابختها بيك بت سمعان، خلاص يا فراس انا عرفت هي ايه وانا ايه ياريتني اموت واريحك مني ومن عشجي اللي عمرك ما هتحس بيه، لان جلبك جفلته عليها هي وبس
اوعدك من اليوم هكون ليكي كي مهجة خيتك،وادعيلي اجدر انزع حبك من جلبي وكرهي وحجدي علي مهرة منيه
جبل ما اخسرك واندمها هي علي حياتها اللي لو بيدي اخلصها منيها، واخد روحها واوهبها ليك مدام مش جادرة تحبك
ضرب يده كف بكف بعدم تصديق لتهورها الذي تبحث به عن راحته علي حساب روح حبيبته وهز راسه بياس منها وقال:
يارب صبرني،اعجلي يا رئيسة، وفكري بنفسك وحياتك مع راجل يحبك كي ما انت تحبيه وانسيني وانسي مهرة، مريدش اخسرك يا بت الناس لانك غالية عليا واصل
اؤمات له براسها وبكت وهي تقول له :
حاضر هعجل والله هعجل بس توعدني متهملنيش لحالي،انا مليش غيرك بعد جدتي،
ولعلمك انا مريدش اعيش بالحرام كي الغواني، اواكون للراجل تاني من بعدك كي ما انت بتجول، انا رايده اكون ليك انا ولو مره واحدة بالحلال بالوهبة كي ما تكون، وبعديها تحرم عليا رجال الدنيا كلتهم يا سيدى
شفق عليها فراس من عشقها المستحيل له وضمها الي صدره بحنان وربت علي شعرها:
صدجيني يا رئيسة، لو ليا معاكي نصيب ربنا هيولف جلبي عليكي وجتها انا اللي هجيلك واطلب اتجوز غير اده لاه،
بس لو انا غالي عندك صوح انسيني وبلاش تفكري تاذي مهرة،لان مهرة دي انا تجبلي تاذيني تاذي فراس حبيبك
هزت راسها بقوة وقالت:
فداك روحي وجلبي ونضري وكلي يا سيدى، وادعيلي ربنا يهديني واوفي بوعدي ليك،اصلك مجربتش حرجة جلب المرة وكيدها علي شريكتها في راجلها
ضربها بخفه ورفق علي راسها :
يا بت انا خوكي راجلك كيف يا مخبله،بجولك ايه انت شكلك اتجنيتي لاني عاودت ليكي تاني يلا انعسي بجيني الفجرية
وقبل راسها باخوه وتركها مع احزانها التي لا تنتهي لانها لن تستطيع يومًا ان تملك هذا القلب الشجاع الذي لا يهاب احد بالحياة غير الله، ولا يهمه غير انتقامه وعشقه لمهرة والبحث عن اخته التي لا يعلم لها مكان الي الان
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
خرج فراس من خيام الغجر، وقلبه ينبض بشدة خوفا علي مهرة من غدر عشق رئيسة لها، وحدث نفسه بلوعة:
جدرت احميكي من اي غريب يجرب منيكي كي احميكي من اللي مني ويعز عليا يا جليبي
اخذ نفس عميق وقرر ان يراقب دارها الي ان يراها وبحذرها من رئيسة، حتي تاخد حذرها منها حتي يامن حقدها وكيدها
مرت ساعات الليل الي ان سطعت الشمس وعيناه لا تزال علي دارها،ما ان فتحت الباب وودعت ابيه واغلق الباب
دنا منها وترجل عن حصانه وجذب يدها وقال بحدة:
اركبي يا مهرة رايد اتحدت معاكي في موضوع مهم
لم تستوعب مهرة جبروته وجراءته التي اوصلته بان ياتي الي دار ابيها في الصباح ويرغمها علي ان تمطي الحصان معه كانها تخصه وليس غريبه عنه،
رمقته بشدة واخذت تضرب علي خدها بخوف :
يا فضحتك يا مهرة يا مرك يا مهرة، يا واد الناس ابوس يدك هملني لحالي وكفاية فضايح وبيكفي اللي عملته عشيا
لم يعطي لحديثها اي اهتمام لكنه ابتسم وقال بخبث:
لاه مش تبوسي انت هبوسك انا، بس مش وجته يدك علشان تركبي، وبحذرك من عنادك معايا، لان لو مسمعتيش الحديت زين هخطفك واخدك داري واجفل عليكي علشان احميكي
اخذت تلطم خدها بذهول وهلع:
ياسوادي يا سوادى، انت رايد تفضحني وتموت بوي بحسرته،
اتجي الله فيا انت ليك ولية وبتتمنى تكون بخير، بلاش تجي عليا لاجل ما يجي علي خيتك وهتبج انت السبب
اخد فراس نفس عميق وامتطي حصانه فظنت انه اقتنع بحديثها الي ان مال الي جوارها ومد يده يقبض علي وسطها لكي ياخدها امامها علي الحصان وقال:
انت عنيدة ومش بتسمعي الحديت وانا بكره اللي يخالفني،
جولتلك بالذوق رايد اتحدت معاكي وانت عما تتحدتي حديت ماسخ لا هيجدم ولا هياخر
من الاخر هتجي معايا بكيفك او غصب عنيكي وهتسمعي اللي هجولهولك وتنفذيه فهمتي
هزت راسها بعنف وحاولت ان تخلص نفسها من يده القابضة علي وسطها وتنزل من فوق حصانه الا انه زاد من شدت احكامه عليها كانه يحذرها من عدم اطاعته والانصياع له، فبكت بحرقه وقالت بخنوع:
طيب هملني انا خلاص هتحدت معاك كي ما انت رايد بس بلاش نمشي بالبلد وانا راكبه علي حصانك اكده، لسان الناس مهيرحمنيش ولا يرحم بوي وهتبجي فضيحه
نزلني الله لا يسئك وشوف رايد نتحدت فين وانا اجيك
هدات عصبيته عليها بعد ان راي دموعها فأنزلها وقال:
هستناكي ورا مطحن الدقيق، خمس دقايق مجتيش والله لو اتخبيتي في باطن الارض لاجيبك،
ولو روحتي المدرسة وحسبتي نفسك هربتي الله في سماه لاجي واهدها علي دماغك فاهمه وبردك هاخدك
هزت راسها بالموافقة فليس امامها غير طاعته حتي لا يتهور ويختطفها وينفذ تهديده
لكز حصانه واسرع الي وبور الطحين وهي اخذت تنظر فيما حولها وشكرت ربها ان احد لم يري ما حدث من فراس
اتجهت بخطوات مترددة وخائفة نحو المطحن، فتنفست الصعداء بانه لم يشتغل بعد ولا يوجد احد في محيطه، تحسست خطواتها المرتكبة وذهبت خلفه لتراه واقف بشموخ يراقب الطريق ويترقب وصولها،
لاحظت اخذه لنفس عميق عندما شعر بها واستدار ونظر اليها بعمق ودنا منها وقال هامسًا بحرارة:
اشتجتلك يا جليبي اتوحشتك جوي جوي يا مهرة
لم تصدق مهرة ما تسمع من نغم صوته وعذب كلماته التي لم تتصور ان تصدر من شخص مثل فراس،فوضعت يدها علي وجنتاها التي التهبت من شدة الخجل وقالت برعونة:
انت مجنون، ماخرني عن مدرستي اللي لسه هركب ليه الجطر، وكنت هتعملي فضيحه وجايبني اهني علشان تجولي انك اتوحشتني واشتجت ليا
اتوحشتك حية تلوشك واشتاج ليه جطر يفرمك يبعيد
وصع يده علي فمها وجذبها الي صدره بعد ان ادارت ظهرها له وهمس في اذنها بخبث وغيظ:
عيب جوي مرة تغلط في جوزها،ثم لما اجولك اتوحشتك ده حج لان من وجت كنت معاكي وانا لا دوجت الزاد ولا رايد لاجل ما انسي طعم شفايفك اللذيذة
ولما اجول اشتجتلك ، ايوه اشتجت ليكي وهشتاج لاني مش ناوي اكررها،لاني هموت اكده من جلت الوكل، وكل يوم هتلجيني اجي دارك ادوق شفايفك دي
وامسكها باصابعه وصغط عليهم كانه يلتهمهم بقبله بيده
او اخطفك وانا رايدك بحلال ربنا وبرضاكي مش غصب
اخذت تبتلع ارياقها بسرعة حتي تبلل شفتاها وحلقها الذي جف من مباغته لها بهذه الطريقة،،ثم خلصت نفسها منه وقالت بحنق وتحدي:
بعينك يا فراس، مش هكون ليك كي ما بوي جالك حتي لو بجيت اخر راجل بالدنيا،فاهم هملني لحالي وشوف حالك، هي الرجولة انك تفرض نفسك عليا اكده
ربنا ياخدك يا شيخ ويريحني منيك ومن اللي بتعمله معايا
غامت عيناه بغموض وضاقت حدقتاه وقال:
جوليها تاني يا مهرة، حج ربنا رايداني اموت وانت الي كنت بتجوليلي انك مريدنيش اموت لاجل ماريح اللي بدهم يؤذوني ولا نسيتي
ابتعدت عنه وصاحت فيه بضيق:
ايوة رايدك تموت وتختفي من حياتي، لاجل ارتاح انقذتك مره وانت بتخذلني الف مره،ليه اكده ده جزائي،وكمان تتهجم عليا بدرانا وتبوسني بالغصب ودلوج عم تحكي حديت ماسخ
ده كله ورايدني ادعيلك بالحياة لاه ربنا ياخدك يا فراس وارتاح منيك ،ربنا ياخدك ربنا ياخدك
كان ارتجف جسدها الشديد ينباء بمعركة شرسه بداخله بين ما يرددها لسانها ومايريد عقلها وقلبها،وهذا ما شعر به فراس فجذبها من ذراعها وضمها الي صدره غير عابئ بضربها له ومحاولاتها المستميته للتخلص منه،واخيرا بكاءها بعد ان يأست ان تخرج من سجن احضانه،تنفس بقوة وعاد السؤال:
جوليها يا مهرة رايده فراس يموت ويختفي من حياتك حج
هزت راسها بقوة بالموافقة ولم تنطق، ليزيد فراس من قوة احتضانه لها فتاوهت بالم وانكست راسها ارضا خجله من وضعها المهين هذا
فعاد وسالها وهو يدير وجهها الي عيناه وقال:
لاه انطجي بلسانك وعينك في عيني ،حج رايدة فراس يموت ويختفي من حياتك،اهون عليكي يا مهرة
جوليها لو تجدري،بس جبليها لازم تعرفي انا جلبي عاشقك ومنضرش الدنيا من غيرك لو ريداني اموت هموت لحالي يوم من انحرم من النظر لعيونك او يضمك راجل غيره لصدره
لم تنطق مهرة بل ظلت تنظر الي عيناه،اخذت انفاسها تتسارع بسرعة رهيبة حتي خشي عليا فراس من ان يخرج قلبها من بين صدرها، فملس علي خدها وقال لها بهدوء ورقة:
ذاب الفؤاد بعد رؤية سحر عينيكِ ،رقص القلب وكأنه لم يرى ابدا سواكِ ، كل نبضة منه اصبحت تهيم في هواكِ، أنسى همي وعذابي في أي وقت ألقاكِ
تنهدت مهرة وهمست بخفوت بكاد لا يسمع وقالت:
فراس انا……؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراس ابن الليل)