رواية فراس ابن الليل الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن الليل الجزء الخامس
رواية فراس ابن الليل البارت الخامس
رواية فراس ابن الليل الحلقة الخامسة
. .. .. .. .. .. .. .. ..
في دوار العمدة
كان العمدة يجلس مع بعض رجال البلد الذين اتو اليه يطلبون منه مناشدة المسؤولين زيادة حصتهم في مياه الري
فرأي زوجته تدخل الدار ومن وراءها صفية زوجة احد الغفر نظر اليه مستغربًا خروجها دون اذن منه
فاستاذن من الذين يجلس معهم وذهب أليه وسالها بغضب:
كنت فين علي الصبح يا فوز، وكي تخرجي من غير اذني
نظرت فوز الي صفية واشارت اليه بان تدخل الي المطبخ لكي تساعد البنات في طهي الطعام، تركتهم صفية وذهبت كم امرتها سيدتها، طالعت فوز زوجها بضيق وردت علي سؤاله
بحديث مبهم وغاضب:
مش وجته الحديت دلوك يا عمدة، خلص مجلس الرجالة وتعالي فوج،في حديت بينا كتير رايداك فيه
امسكها من ذراعها وهزها بعنف وهو يضغط علي فكه بقوة من الغيظ وقال:
مالك يا فوز انا سالتك سؤال تردي عليه، كنتي فين وجايه منين وكي تخرجي من الدار بدون اذني اتجنت انت ولا إيه، يعني احكم البلد ومجدرش احكم داري ومرتي
جذبت ذراعها منه بعصبية ورمقتة بنظرة مملوة بالحقد وقالت:
جولتلك يا واد عمي مش وجته الحديت، اسمعي حديتي زين بدل الفضايح، خلص مجلسك مع الرجالة وتعالي فوج نتحدت براحتنا، ونخلص كل اللي بينتنا من الجديم والجديد
تركته وصعدت الي غرفتها لكي تنتظره كم قالت له،
عاد العمدة الي مجلس الرجال واخذ يتشاور معهم كثير الي إن استقرو ان يرسلو شكوى الي مجلس العموم، علي إن يساعدهم بالموافقة علي طلبهم عضو المجلس منصور بيه الدفراوي ابن بلدهم،
انتهي اجتماعه وانفض المجلس وانصرف الرجال، وصعد العمدة الي غرفته، ودخل علي زوجته والغضب يشتعل
بداخله وقال:
مخبرش جرالك ايه، ومن ميتي بتتحديني لكن الله في سماه لو مانطجتي دلوج كنت فين ، وازاي تخرجي عن طوعي وكمان تتحديني، لاجطع خبرك لان كده كتير يا بت عمي
وانا خلقي ضيق ميتحملش كل ده
نظرت اليه فوز بغل وقالت بغيرة:
كنت عند عروستك بطمن عليها وعلي حملها، ماشاء الله لجيتها بخير وفرحانه بجوزها وحياتها معاه جوي
ارتبك العمدة وغامت عيناه بحيرة، وسالها مستوضحًا قولها:
جصدك إيه ومين عروستي دي،حد جالك اني رايد اتجوز، مش لما اخلص من بناتك وولدك افكر بالجواز، بينك اتجنيتي ولا اضربتي في نفوخك يا فوز
اقتربت منه ونظرت اليه بتحدى واردفت:
عن جد مصدج نفسك ولا مكدبني، انا سمعتك بتتفج مع فضل الغفير،علي طريجة تخلص بيها من فودة، بعد ما مراته حسنه تولد لجل تاخدها ليكي ، تنكر إن ده حوصل
جولي بجي يا عمدة مين اتجن فينا انا ولا انت، البنت الصغيرة اللي كانت ربيتك وتحت وليتك طمعان فيها ورايد تاخدها من جوزها، وياتري هتتجوزها ولا رايد تفضحنا بافعالك الشينة معاها، بس اجولك حسنه طلعت واعية، اختارت جوزها وحياتها معاها عنيك، وجالتلي بالفم المليان لو تجلتها بالدهب اكوام اكوام، ورميت تحت رجليها مال قارون ما هتنضرك ولا رايداك، وعمرها ما تفرط في جوزها لجل خاطرك
حدق بها العمدة بعصبيه غير مصدق ان زوجته اكتشفت ما يخطط له، ولكن ما زااد غضبه رفض حسنه المستميت له وتفضيلها للغفير الفقير عليه، فرد عليها بغضب :
اكتمي يا فوز، ومدام عرفتي انا ماهنكرش، ايوة هطلق حسنه من فودة ولو مطلقهاش، هخلص منيه لو فيها موته، واخدها بالغصبانية، وهتبجي هي ست الدار غصب عنيكي يا حزينه، وبراحتك توافجي او ترفضي الباب يفوت جمل،
ضحكت بغل والحقد يتاكلها بسبب رغبة زوجها في من كانت خدامتها ونيته في تفضيله لها عليها، فاردفت قائلة بشر :
وماله يا عمدة، انت راجل وليك بدل الوحدة اربعة وحسنه بنت مليحه وصبية زينه تشرح الجلب وترجعلك شبابك، لكن
جبل ما تفكر تغير فرشتك، نضف ذمتك
رمقها العمدة بحيرة وسالها:
جصدك إيه يا حزينة، يعني أية انضف ذمتي، حد جالك كلت مال حد ولا ظلمت حد يا ست فوز
ضحكت بقوة وصفقة بيدها كأنها تثني علي اداء ممثل قدير في مشهد ارتجالي وتهكمت قائلة:
لا سمح الله ما في حد حجاني زيك ياعمدة، واكيد هترد حج ثمن حيازة الارض اللي أستلفتهم من الحج سويلم، وبسببها بجيت عمدة،ولا هتبلغ عن اللي دج النار في دار سويلم ولصالح مين،ولا اجولك هتحاسب نفسك عن اتفاجك مع منصور بيه اللي كان شاهد عليها الحج بدران وشيخ الغفر،
ارتبك عبد الرازق من حديث زوجتة الذي يجعله تحت طائلة القانون، وإن حماه مركزه لن تسكت عنه حسنه في سرقته لمال جدها لانها هي وريثته الوحيدة ومن حقها، وحدها
ابتلع ريقه وغامت عينيه بحيرة وقلق ورد عليها:
اباه عليكي يا بت عمي، معجول هتفتني علي جوزك واد عمك وابو ولادك، ثم انا عملت كل ده ليه و لمين ما ليكي ولبناتك، وولدك اللي هيورث العمودية من بعدى، وكمان عليت مجامكم وبجيتي انت ست الكل ومرت العمدة
اكيد مهونش عليكي تضيعي تعب السنين علشان غلطه، حجك عليا ولو علي حسنه تغور في داهية هي وجوزها جولت ايه
رفعت احد حاجباها وردت عليه بتعالي”
دلوك بت عمك وام ولاد ، صحيح اللي جال رجالة متجيش غير بالعين الحمرا، اسمعني يا زينة الرجالة،
من اليوم وطالع تنسي حسنه نهائي وجوزها مدام فرحانه بفقره ولدا عليها عيشتها معاه خلاص ملناش صالح،
ولما تولد تعمل مع فودة الواجب كي أي غفير عنديك ماشي
هز راسه بالموافقة وشدها اليه وقال :
انت تامري يا بت عمي ويا ام ولادي، من اليوم مفيش حسنه
ولا مال حسنه انسيه خالص خلينا نعيش في سلام، وبلاش كتر الحديث عنيها الحيطان ليها ودان يا مرتي
ابتسمت بحذر واراحت راسها علي صدره، فضغط العمدة علي فكه بغيظ وكتم غضبه وحقده عليها، بسبب تهديدها له الذي سيخسره حسنه التي رغبها لنفسه وقال:
صبرك يا بت عمي، هطاطي للرياح لجل تعدى بس هيجي وجت احقق اللي نفسي فيه غصب عن الكل، وهاخد حسنه يعني هاخدها حتي لو كان بعدها موتي ، ملكيش مهرب مني يا بت السوالمة مهما طال العمر
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
هناك في دار فودة
يعود فودة الي داره بعد انتهاء دوام عمله، دلف الي الداخل يبحث عن شمس حياته ودنيته التي لم يتخيل ان يحياها يومًا مع بنت اسياده ودائما ما كان يقول لنفسه انها ليس له،
جال بعيناه باحثا عنها وفجاة وقف برهه مصدوم من رؤيتها ممددة امامه تفترش الارض ووجهها ملطخ بالدماء،
جثا بجوارها وحملها بين يداها ومددها علي الفراش وجذبها
الي صدره واخذ يضرب عالي وجهها برفق كي تستفيق :
حسنه حسنه ردي عليا جرالك ايه يا ضي عيني
فتحت عيناها بصعوبة وابتسمت في وجهه وعيناه الملهوفه والخائفة عليها بذعر وقالت:
انا بخير يا جلب حسنه وفرحتها
اراح راسها علي الوسادة واتا بمنشفه واخذ يمسح علي صدغها المصاب والذي كان بنزف دما وقال بقلق وحيرة::
كنت مهملك بخير أيه جرالك من وجتها ومين شج راسك اكده
اخذت منه المنشفة ومسحت هي علي جرحها وبعد ذلك بللتها ومسحت وجهها، وبعد إن انتهت القتها جانبه وعانقته بفرحه:
محدش شج راسي واللي جرالي كتير وكبير جوي، اولها اني بجيت مرتك وثانيها هبجي ام بسببك انا حبلي يا فوده
ظل فودة محدقًا اليه صامتًا يطالعها بدهشة وعدم تصديق وفجاة جذبها من الفراش وضمها الي صدره بقوة وطوق خصرها واخذ يلف بها كالمجنون من فرط سعادته،
صاحت حسنه بذعر وهي تشعر بالدور يضرب رأسها فهتفت:
اهدي عليا يا فودة انا لسا في الاول وبدوخ
انزلها علي الفراش ومددها عليها ووضع رأسه علي بطنها وقال بشوق جارف :
ياه يا اغلي حلم ريته مستحيل واتحجج، في حشاكي طفل مني هيكون عزوتي واهلي ويكمل لمتنا ونكبر بيه ونبجي عيلة، ومش هيكون مجطوع كي انا وانت
هزت راسها برفض ورفعت راسه عن بطنها ونظرت اليه بثقة:
مين جال اننا مجطوعين، انا وانت لبعض سكن ورحمة، ربنا ولف جلوبنا واسسنا دار بالحب والمودة،وبكرة يبجي لينا بدل الولد عشرة وهنكون عيلة كبيرة تكبر ونكبر معها،
ثم يا ابو ولدى، المجطوع اللي ملوش لا ابو ولا ام، لكننا لينا والحمد لله معروف من فين نسبنا ولفين ،وعرجنا نضيف واصلنا ثابت كي الجدر الاصيل في الارض الصالحه،
اؤما لها وهو يعلم انها تتحدث عن نفسها رغم انه يعلم من هو ابيه وامه لكن لا يعلم اصوله، فابتسم لها وسالها بحيرة:
جوليلي يا ست البنتة، عرفتي كي انك حامل وانت لستك بتجولي إنك في الاول
ربتت علي كتفه وضمته نفسها الي صدره وقالت:
صفية مرت فضل كشفت عليا وخبرتني، جلبي طار من الفرحة وما صدجت حالي ان ربنا رضاني وحبله منيك يا عشق جلبي، فضلت الف كي المجنونه لحد ما خبطت في الباب ووجعت كي المخبلة علي الارض
ضحك من وصف حالتها لكن ما حيره هو سبب حضور صفية التي تكبرها بسنوات كثيرة وليس بينهم صلة او ما يستدعي زيارتها فسالها مستفهمًا:
طيب الحمد لله عرفنا سبب شج راسك يا مجنونه، لكن اللي مخبرهوش سبب زيارة صفية ليكي وانت وهي مفيش بينك عمار ولا مودة، ايه العمدة بعتهالك تتوكد من حملك
نهضت من علي الفراش وطلبت منه يسندها حتي لا تشعر بالدوار واخذت يدها وخرجت الي صحن الدار لكي تحضر له الغداء الا انه منعها وطلب منها الراحة التامة وان تجيب علي سؤاله الاول فاجابته قائلة :
ومين جال انها اجت لحالها، صفية كانت مع الست الحجة مرت ابا العمدة الست فوز
رمقها بتعجب واستغراب لحضور مرت العمدة الي داره فقال:
وايه جاب مرت العمدة داري،وليه بعد.سنتين وزبادة افتكرتنا، ليكون العمدة هو اللي بعتها تجي تتاكد من حملك بنفسها
هزت راسها بالرفض وقالت بهدوء نفس :
اجعد وانا هجولك اللي حوصل، انت بعد ما خرجت لشغلك قمت وجهزت لينا الوكل،هبابه ولقيت الباب بيخبط فتح، لقيت ست الحجة في وشى انخلعت من شوفتها ولجتها بتجولي،
مالك يا حسنه نضرتي عفريت لجل تنخلعي اكده
طالعتها حسنه بريبة واخذت تسال نفسها عن سر هذة الزيارة الغريبه، وطال صمتها، ضحكت فوز وقالت لها :
وبعدهالك يا حسنه هتفضلي بصا ليا كتير اكده وهتهمليني واجفه علي الباب مش هتجوليلي اتفضلي يا بت الكرام
بعدت حسنه عن الباب لكي تفسح لها مجال للدخول وقالت:
لا طبعا ياست الحجة اتفضلي، بس شوجة غريبة منيكي
دلفت فوز ومن خلفها دخلت صفية التي لم تكن تعرفها
حسنه جيدًا فسالتها بريبة:
مين اللي معاكي يا ست الحجة وايه سبب الزيارة يارب خير
رمقتها بنظرات ثاقبة طالت بطنها وقالت بريبة:
دي صفية مرت الغفير فضل، متجلجيش انا جاية في خير واصل ، جيت ابارك ليكي علي الحبل ولا انت مش حبله بجد
وضعت حسنه يدها علي بطنها كانها تداريها منيها حتي لا ينكشف سرها بانها ليست حامل وقالت بنزق:
الله يبارك فيكي، ثم حبلي ولا مش حبلي شئ يخصني انا وجوزي محدش ليه دخل فيه
امسكتها من ذراعها بعنف ووضعت يدها علي بطنها وقالت،
حشاكي فاضي يا بنت بدر، وباينه لا في حبل ولا حاجة
دفعت حسنه يدها بعيدًا عنها وصاحت فيها بحدة:
وانت مالك يا مرت العمدة، كنت وليا عليا وعلي جوزي علشان تحسبيني حبلي ولا لاه
هزت راسها بالنفي وقالت مؤكدة:
لاه مش وليا عليكي يا بت السوالمة،لكنك لو مش حبله الله في سماه ما هتباتي ليلة في البلد كلتها لا انت ولا جوزك
لاما ترحلي لادفنك حية تختاري ايه
ضاقت حدقتا حسنه بغيظ وثارت عليها:
ليه هتتحكمو في عباد الله، العمدة يغصب جوزي يطلقني وانت دلوج رايداني اهمل بلدى لاه مش هنخرج لو علي جثتي دي بلدى وفيها جدري مش هتجطعيني منيه
ضحكت بتهكم ونظرت الي صفية وقالت:
متستعجليش علي رزقك يا حسنه مش يمكن ادفنك معاهم واخلص منيكي،خديها يا صفية وطمنيني حبلي ولا لاه، يمكن لأنها بكرية بطنها لستها صغيرة ومبيناش
جذبت صفية حسنه من يدها لكنها دفعتها وقالت لها بامل:
بعدى عني يا مره، انا هجي معاكي لحالي، مش خوف منيكم لكن علشان حسا ان ربنا رضاني ونفسي اتوكد
دخلت حسنه مع صفية الي غرفة نومها وقامت بفحصها، بعد قليل خرجت الي زوجة العمدة وابتسمت بخبث وقالت :
حسنه حبلي يا ستنا بس لستها في اول الثاني مبروك
تنهدت فوز براحه وطلبت منها ان تنتظرها بالخارج ودخلت الي حسنه التي كانت ترتدي ثيابها والفرحه لا تسعها وقالت:
الفرحة اللي بعيونك بتجول انك سعيدة بجوزك ومرتاحه معاه ولجل اكده انا هساعدك تعيشي مرتاحه بس تبعدي عن جوزي
واوعاكي تفكري تغويه بشبابك وجمالك
ضحكت حسنه بقوة ونظرت الي فوز بتعالي:
جوزك مين يا ام جوز ده جوز حمام احسن منيه، بجولك انت تعملي عليه حلة محشي وتكليه احسن ما تخافي عليه مني
لكن انا انضره بعيني او اتمناه ده يبجي المستحيل، اجولك الله في سماه لو تجلني بالدهب وفرش ليا الارض بالجرشنات ورمي تحت رجلي مال قارون ما يسوي في عيني بصله،
جوليلي هو يهملني لحالي مع جوزي وولدى نفسي اعيش مرناحه واتهني ببجي عمري معاهم ،
غضبت فوز من سلاطة لسان حسنه لكنها ارتاحت، لانها لا تنظر الي زوجها ومركزه وراضية بحياتها وسعيدة بها فأردفت:
طيب يا ام لسان زالف، انا مش هحاسبك علي اللي جولتيه في حج العمدة لكني حذرتك، ومدام راضية بحياتك وسعيدة بيها انا هساعدك، وخلي العمدة يهملك لحالك انت وجوزك للابد
اتهني يا حسنه وربنا يكملك علي خير يا بنت السوالمة
عادت حسنه ونظرت الي زوجها بسعادة وقالت:
بعدها خرجت وانا بجيت الف كي المجنونه فرحانه ان ربنا رضاني وحبلت واتخبط في راسي ووجعت كي ما دخلت وريتني، جولي بجي لو ربنا رزجنا بولد هتسميه ايه
ضمها الي صدره بحنان وقبل راسها قائلًا بفخر:
فارس هسمي ولدي فارس لجل يبجي خيال وفارس زمانه
هزت حسنه راسها بالرفض وقالت بكيد:
مدام نفسك يكون فارس، يبجي فراس احسن منها فارس ويفرس ويكيد كل الاعادى
ضحك فودة من كيد الحريم وتفكيرها الذي يتسم بالدهاء وقال بحنان وهو يضمها الي صدره بفرحه :
والله ما هيغيره خلاص لو ربنا رزجنا بولد هيبقي اسمه فراس
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
وتمر الايام وبعد ثمان شهور ياتي فراس الي الدنيا وسط والدين ، يسعيان الي الحياة بالرضا والسعادة بالقليل لكن كان بوجد من بتربص بهم ويستكثر هذا القليل عليهم
وفت فوز بوعدها وابتعد العمدة عن حياتهم تماما، لكي تستمر حياتهم صافية لا يعكر صفوها شئ الا قلة المال لكنهم كان يسعدان رغم ذلك بحبهم الي بعض البعض ولمتهم سويا
وبعد سنتين رزقهم الله بمهجة ،وازدادت سعادتهم بعد ان كبرت اسرتهم وبعد مرور ٨ سنوات اخري، اصبح فراس بعمر العاشرة ومهجة بعمر الثامنة، وذات يوم عاد فودة الي داره
والحزن يكسي ملامحه،وكانت حسنه تحفظ اولادها القران الذي اخذاه في الكتاب،ما إن رات وجوم زوجها طلبت من فراس اخذ اخته ومساعدتها في الحفظ علي ما تحدث والده، كان فراس لماح وذكي فابتسم لأمه وقال:
لاه انا هاخد خيتي وهروح لدار عم سعد اتنافس مع ولاده
علي التحطيب وهدير بالي علي موهجة زين متجلجيش
ابتسمت له وربت علي ظهره بسعادة، ولماذ لا وهو اصبح مع اخته وابيه عيلتها التي تستقوي بها وتسعد بالحياه معهم
خرج فراس برفقة اخته وترك امه تحدث الي ابيه وتعرف ما يضايقه ويحزنه هكذا، دخلت عليها راته جالس وواضع راسه بين كفاه كانها يحمل هم ثقيل يثقل كاهله فسالت بقلق:
مالك يا فودة سحنتك مجلوله ليه اكده، حتي مخدتش الولاد بحضنك كي ما بتعمل كل ما تعاود
رفع راسها ونظر اليها بحزن عميق:
الظاهر ايام الراحه انتهت يا حسنه، لاما نرحل ونهمل البلد لاما نتحمل المصايب والعذاب اللي هيلاحجنا من جاي وطالع
فزعت حسنه من حديث زوجها وجلست بجواره تستفسر عن سر ما يقول ولماذا الرحيل؟!
ليه بتجول اكده كفالله الشر،هو العمدة حدتك في حاجه تانية هو الراجل ده مش هيتهد، ويحل عنا بجي
اخذ نفس عميق لعل يستطيع التنفس جيدًا بعد شعور بالضيق وزفره بقوة وقال:
لا ما اتحدتش معايا في حاجه لكن الجاي واعر ولازم ندبر حالنا قبل المجدر ما يجع ونضيع في الرجلين، زمان كنا انا وانتِ لحالنا لكن دلوك عندنا ولادنا اللي لازم نخاف عليهم
هزت راسها بعدم فهم وسالته بتعجب من حديثه المريب:
الله لا يسيئك يا فودة تفهمني حوصل ايه وليه نرحل وايه المجدر اللي هيوجع وهيضيعني
شدها الي حضنه وقال بحزن:
المجدر موت الست فوز اللي كانت بتحمينا من شر جوزها وطمعه فيكي، مرت العمدة بتموت يا حسنه
ضربت حسنه بيدها علي صدرها بعنف وهلع واردفت:
يامرك يا حسنه يا مرارك وسود عيشتك يا بنت بدر، بجولك ايه زمان رفضت ارحل مكنتش خايفه لاني كنت لحالي، لكن دلوك اللي تجولي هنفذه لو رايد نرحل جبل الفجر اجهز حالي ونمشي من البلد كلتها انا في طوعك وتحت امرك، يا فودة
تنهد فودة براحة وقال بسعادة، كإن ازيح عن قلبه ثقل كبير وقال بهدوء وراحة:
وهو ده الجول، يلا همي نجهز حالنا وقبل النهار ما يطلع نكون برات البلد ،ورب هنا رب هناك المعين
دخل غرفته لكي يساعدها في لم حوايجهم ليتفاجاء بصوت حسنه يعلو بصراخ وعويل يرجف قلبه…؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراس ابن الليل)