رواية فراس ابن الليل الفصل الحادي عشر 11 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن الليل الجزء الحادي عشر
رواية فراس ابن الليل البارت الحادي عشر
رواية فراس ابن الليل الحلقة الحادية عشر
ظلت مهرة تنظر طويلُا الي قسماته الحادة وعيونه الغاضبة، والساكن فيهم حزن عميق وقاتل ومن خلفهم حنان ليس له اخر، كانت هائمة مع عذب كلماته الرقية التي اطرب بها اذناها واستكترتها هي علي نفسها، لانه تعلم بان فراس لم ولن يكون له نصيب معه ،
ولكي تريح روحه المعذبه في عشقها ردت عليها بحسم:
فراس انت عمرك ما تهون عليا، مش لجل خاطرك لكن لجل خاطر الغلبانه خيتك اللي ما ليها غيرك، اكيد بتمنا تعتر فيها
وتعيشو بسلام وما تتحرم منيك
ثم تنهدت بقوة وقالت:
ايوة يا فراس انا مريداش يصيبك سوء وربنا يطول في عمرك
بس وحياة كل غالي هملني لنصيبي انا مش ليك يا واد الناس
ولا عمري هكون ليك ونصيبي وجسمتي مع غيرك
غامت عيناه بشكل خطر جعلها ترتجف بين احضانه مما جعلها تحاول باستماته ان تخرج من بين ذراعاه المطبقة عليها بقوة، ابتسم لمحاولتها الضعيفه بالنسبة اليه وقال بحسم وثقة:
حضني هو سجنك اللي مش هتجدري تخرجي منيه، انت ملكي ومش هتناول عنيكي افهمي اكده هترتاحي وتريحيني
هزت راسها بالرفض واصرت علي ان يطلق صراحها الا انه ظل محتضنها كانها الدنيا والحياة بالنسبة البه فقالت بضيق:
بالله عليك يا فراس هملني لحالي ، انا مش نصيبك ولا هكون ليك لا برضايا ولا بالغصب، افهم احنا مش لبعض،طريجك غير طريجي انت واد ليل والجتل والسرقه واكل الحرام سبيلك، وانا بت الخواجا سمعان حمدان المربي الفاضل الوحيد اللي علم بته بالبلد كلتها،لا اعرف الحرام ولا عمره دخل جوفي
افهم انت وريح بالك وانزعني من جلبك لاجل ترتاح
اخذت تضرب علي صدره بقوة وصاحت فيه:
جلبك ده جلب الصخر الجاسي جاسية عليا كي الكل وانساني بالله عليك وبيكفي فضايح من مراجبتك ليا انا مش ليك ولا دنيتي دنيتك افهم بجي ان….
فجاة وقبل إن تنهي حدبثها الصادم، والذي يؤكد رفضها المستميت له، ضغط علي راسها بقوة ودفعها في جوف صدره لكي يسكتها ثم اخذ نفس عميق ، حتي تهكأ انفاسه الثائرة كي لا يغضب عليها وقال بهدوء:
ياريت اجدر يا مهرة اخرجك من جلبي ووحياتي كلتها، لكن انت اللي سكنتي جلبي بكيفك انا مغصبتكيش، واصل
انا خرجت من الاصلاحبة مشيفش غير انتجامي وتاري اللي هيطول الكل والدم اللي لازم اسيحه، واشفي بيه غليله من كل اللي جم علي اهالي وظلموهم ومنهم اهل البلد اللي هملو اماي بنت العز تتهان وانكرو خير جدها اللي كان علي الكل، ده غير خيتي اللي هجت ومخبرش فين اراضيها،
وفي وسط المي وكل حياتي السواد، ريت عيونك طاجة النور اللي نورت ظلمة أيامي، نضرت روحي الميته حية فيهم ،لما نضرة بعيونك جلجك وخوفك عليا،
خوفك من اني اموت جبل ما اخد تاري وانتجم من اللي جتلو برائتي واغتالو احلامي واتسببو في موت اماي وابوي
وجلجك اني مجدرش عليهم ويكسروني ومتجومش ليا جومه
ايوة يا مهرة انا عشجتك مش بكيفي، ،لكن لانك دنيتي اللي اتحرمت منيها ولو اتحرمت منيك هبجي كي الميت وجلبي كي الصخر الجاسي كي ما جولتي لكن ليكي بيلين
بلاش تجتليني يا مهرة انت كمان لان مليش غيرك انضر معاه فراس الانسان ، ولا ريداني اكون وحش كاسر ياكل الكل
زفر انفاسه بقوة لكي تخرج ما بداخله من الم واكمل:
يا مهرة انت الخير اللي جواتي واللي علشانك بحافظ عليه، بلاش تهمليني في الدنيا تايه من غيرك يا جليبي
ولو علي اني من المطاريد،انا مش منيهم لكن لي غرض معاهم اول ما اوصل ليه، هتعرفي فراس علي حقيقته، فلجل كل غالي علي جلبك، بلاش تجفلي بابك في وشي وهملي حالنا للنصيب وانا عندى ثجة في الله، بانك هتكون نصيبي وجسمتي وتعويضي عن كل اللي ضاع مني
استكانت مهرة بين احضانه بعدما سمعت حديثه عن عشقه لها الذي هو طوق النجاة له، وردت عليه بارتباك:
طيب هملني مدام خلصت حديتك،واسمعها مني وافهمها زين لو علي النصيب فهو غلاب صح، لكني بجولهالك وباكد عليك، انا مريدكش، واوعاك تتوقع ان في اب هيجبل يجوز بته ليك حتي لو انصلح حالك سمعتك سبجاك يا واد الليل
ضحك فراس واطلق سراحها وقال بثقه وتصميم ادهشها:
والله جلبك رايدني بس بتكابر يابت سمعان الخوجا، بس مش ده الحديت اللي كنت رايدك فيه،
انكست مهرة راسها ارضًا، خجله منه لا تعلم مشاعرها تجاهه هل هو اعجاب به وبقدرته علي سطرته علي الكل ام بوسامته وحدة ملامحه التي تاسر العيون والقلوب، ام اصراره علي انتقامه الذي تعلم جزء منه وهو اصابة ابيه وموته، لكن الي الان لا تعلم سبب قتله للعمدة وشيخ الغفر بكل هذة القسوة
رفع وجهه الي عيناه وابتسم من خجله وتورد وجنتاها وقال:
لو بيدي اكتب عليكي دلوك واخبيكي في داري عن كل العيون لحد ما تجري بعشجك ليا رغم رفضك يا جليبي
ثم اخذ نفس عميق وقال:
انا عايش نفس حالتك يا مهرة مع رئيسة انا رفضها وهي عشجاني،لكني عكسك متؤكد من مشاعري، وده السب اللي رايد اتحدد معاكي فيه
رمقته بتعجب وحدة واستغراب ثم دفعته بحده وسالته:
مالي انا برئيسة بت الغجر، هما دول حياتك وعيشتك اللي بتحياها والكل خابر انها عشيجتك ما تروح ليها وعيش بين احضانها لياليك وانساني مالك بي مدام هي معاك وحباك
ضحك بشدة وارجع راسه للخلف من قوة ضحكته الصاخبه وجذبها اليه فجاة وقال:
اباه بتغيري عليا والله انا ساكن جلبك كي ما انت ساكنه جلبي يا جليب.فراس، بس متجلجيش انت وبس اللي فيه مهرة حبيبتي و فرستي الجامحه اللي مينفعش يكون ليكي شريك
اخذت تضربه بحرقه وغيرة لا تعلم سببها ونهرت بعنف:
بيكفي مسخرة وحديت ماسخ ، وبعد يدك عني وخلص في يومك ده ، اتاخرت علي مدرستي يا واد الليل
تنهد بقوة وابعدها عنه بهدوء ورمقها بغموض وقال:
رئيسة كرهاكي وحاقدة عليكي، لانك بتشاركيها فيا،وبحج ربنا انا خايف عليكي منيها لتتهور وتاذيكي
خابر انك بتتعامل مع انعام الغجرية الدلاله اللي بتشتري منيها خلجاتك، وبتدخل داركم كتير حذاري منيها اليومين الجايبن لانها ممكن تخدم رئيسة في اذيتك خدمه ليها، بما ان يدها طيلاكي معلش يومين بس لحد ما انضر ليها طريجة اوجفها عند حدها معاكي
قطبت ما بين حجباها بغضب وعنفته بغيرة شديدة:
ادي اللي كسبته منيك الكره والعداوة من ناس معرفهمش اصلا، روح الله يسامحك،انا همشي وبيكفي بجي وحاضر لو ده هيريحك ويخليك تهملني لحالي اني اخد بالي من نفسي ، حاضر هاخد بالي يلا سلام بجي لاني اتاخرت
وقبل ان تتحرك قيد انمله لم تشعر بنفسها الا ويداه انتزعتها عن الارض واحتضنها بقوة واعتصر خصرها بين يداه واخذ يتنفس بقوة وعمق ثم حملها علي حصانه وقال:
انا هوصلك اسرع من الجطر نمشي وسط زراعات الجصب ومتجلجيش محدش هينضرنا لانه من بره البلد
قبل ان ترد عليه جلس خلفها وانطلق مسرعا الي مدرستها ولم تستطبع ان تنطق من سرعة الرياح حولها، او من دقات قلبه التي تسمعها وتصم اذانها
كانت تشعر انها داخل كتيب للحوادبت تعيش مغامرة مثيرة لم تشعر بالخوف منه او اللوم من احد
كيف تخاف وهي مع من وهبها قلبها وييخاف علبها اكثر من نفسه، او قد يلومها احد وهو كل من يعرفه بهابه ويخشاه
كانت رحلة قصيرة ام طويلة لا تعلم لكنها كانت تشعر بين يداه المطبقه علي خصرها بانها في الجنه تسبح مع الهواء ورياحه السريعه التي تنقلها من عالم الي الاخر
لم تشعر بنفسها الا وهو بنزلها بعيد، عن مدرستها حتي لا يراه احد وقال لها بعشق:
نزلتك بعيد لاجل ما حد ينضرك معايا ويجيب في سيرتك يلا همي روحي لمدرستك وانا هرجبك لحد ما تدخلي
هزت راها بالموافقة وهي تشعر بانها تائه في بحر عيناه الغامضة والحزينه وقبل ان تخطو بعيدًا عنه نادها ، فالتفتت اليه كالهائمة فقال وهو يبتسم لها بحنان:
هتوحشك جوي يا جليبي ، بحبك يا مهرة وبعشجك موت
وقفت مكانه لا تتحرك ساكنًا، ابتسم فراس من صدمتها التي الجمتها وكاد يقترب منها الا انه لاحظ مجموعة من البنات تقترب، فابتعد حتي راها تنضم اليهم وتسير معهم لكن طول طريقها كانت تلتفت اليه كي تلقي عليها نظرة بين الحين والاخر الي ان دخلت مدراستها واطمن قلب فراس عليها ، فابتسم براحه وانطق بحصانه الي وجهته المعتادة
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
عاد فراس بعد اذان العصر الي داره فرأي جعبل بانتظاره
قطب جبينه بضيق وارهاق وساله:
خير يا قرد المطاريد، ريسك بعتك تاني ولا مصيبة إيه وراك
ضحك عجبل بمرح وود، فهو يعز فراس ويعتبره رئيسة وليس الغول بعد موقفه معه اثناء مرض أمه، حين اخذها وذهب بها الي مستشفي المركز وظل معه الي إن قامو باجراء جراحه لانقاذها من الموت ولم يتركه الي إن اطمئن عليها، عكس رئيسة الذي كان يسخر منه ورفض مساعدته،
دنا منه عجبل ولاحظ علامات الارهاق علي ملامحه بشدة فساله قلق حقيقي:
مالك يا ريس فراس فيك إيه، وكنت فين من الصبح جيت دارك كذا مره اخبط عليك وملجتكش، جولت اكيد عند مدرسة مهرة وانتظرت تعاود بعد ما عاودت لدارها لكنك معاودتش انت صوح بتروح كل يوم فين بالوجت ده
اغمض فراس عيناه بتكاسل ورد علي بفتور:
ملكش فيه يا عجبل رد جول رايد ايه، مريجش ليكي انا
جفل جعبل من عصبيته ورد عليها بارتباك:
جيت ابلغك ان الحمولة اتسلمت للتاجر كي ما جولت ومفيش ناجص منها خردله،وكمان رايدك تفهم ان الغول خابر مطرح خلدون واكد علي الكل ميجولش ليك،لاجل تفضل محتاج ليه
حدق فراس به بحدة ثم جذبه من جلبابه وثار عليه:
خابر لو حديتك ده صوح ريسك هعمل في ايه ،جبل ما ادفن خلدون هكون دافنه جبليه حي
مشي من جدامي دلوك يا جعبل، وجول لريسك ان فراس هيطلع ليه عشيا لاني رايده في شغل كبير ومكسبه كتير
هما من جدامي بدل غصبي ما يطولك
جري جعبل من امامه غير نادم علي ما قاله، سعيد بأن فراس لن يرحم الغول الذي هضم حقه ورفض اعطاءه نصيبه، فيما اخذ من التاجر مثل كل الرجال ساخرًا منه بانه ليس مثلهم
دخل فراس الدار وهو يشعر بالانهاك ياخذ منه ماخذة، نزع جلبابه وكل ثيابه وملس علي الخطوط الحمراء التي طبعت علي جسده من كتفه الي منتصف صدره
اخذ قطعة مبلله من القماش وملس عليها فاقشعر جسده بالم، بعد ذلك اخذ منشفة ودخل المرحاض اغتسل وغير ثيابه، ثم تمدد علي الفراش واغمض عيناه وهو يشعر بالالم والحزن، الا إن مر طيف مهرة في خياله فابتسم وغفا سريعًا
كانو ساعتين فقط الذي نامهم فراس لكنهم كافين لكي بعود الي قلب الاسد نشاطه ويقف علي اقدام ثابته من جديد،
بعد ما انتهي من اعماله الروتينية،لبس جلبابة وربط الشال الاسود علي راسه ،ثم خرج من داره وهو يزفر بضيق وعيونه يملاءها الغضب،اطلق صفيره الخاص مره فاتي حصانه رماح ووقف امامه امتطاها ولكزه بقوة وانطلق كالبرق الي الجبل،
لم يهدأ عن لكز حصانه الي ان وصل الي كهف المطاريد، ظل علي حصانه ونادى بصوت كالرعد الساحق :
غول يا غول
سمع الغول صوت فراس الحاد والقوى شعر بان وراءه شر قادم خرج مسرعا اليه ورحب به بارتباك:
اهلا اهلا بشيطان الليل، اتفضل بيتك ومطرح يا واد عمي
ضاقت حدقتاه وامسكها من جلبابه وبيد واحدة رفعه الي مستواه فاصبح طائر في الهواءواقدامه لا تطال الارض، وهو هكذا، لكز حصانه وقرب من احد حواف الجبل وقال بحدة:
شايف شكل الجبل كيف من فوج كله صخور وديابه متعطشه للدم ، انا هرميك من انهي لو منطجتش فينه خلدون وخيتي مهجة وليه دريت عني مكانه وانت خابر مطرحه
اخذ الغول يصرخ ويضرب ارجله في الهواء ويستنجد برجاله الذي رأو قوة وبأس فراس الذي حمل رئيسهم بيد واحدة كانه طفل، فلم يستطيع احد ان يسعي لانقاذه او الاقتراب منه،
اخذ الغول يسعل بشده لشعوره بالاختناق فتوسل الي فرس الي إن بنزله قائلًا برجاء:
ارجوك هملني يا واد عمي وانا هجولك كل حاجه وكمان علي مطرح خلدون،لكن اجسم بالله ما اعرف مطرح خيتك
غامت عين فراس وبعد به عن حافة الجبل والقاه ارضًا وقال:
جول اللي عنديك ومتكدبش عليا، بس اتوكد ان هودرك علي كذبك عليا وانك خابر فينه خلدون ودريته كي خوه اللي مش هرحمه بس اوصله لول وبعد اكده الحساب يجمع
ابتلع الغول ريقه واخذ يجفف عرقه عن جبينه ويداري نفسه بعيد عن عين فراس الناظر اليه باسمئزاز بعد ان تبلل جلبابه
بفعل الخوف فنكس راسه ارضا وقال وجسده يرتجف بشدة:
خلدون واد غلبان، وبوه الشيخ رجب كان راجل صالح انت نفسك امنة علي خيتك في داره
لما وصلت ليه فضل يترجاني ويبوس في يدي لجل ما ادلك عليه طاب مني ادرية عنيك مجابل اتاوه يدفعه للرجاله.
خابر اني غلطان بس انا مريدش اخسرك جتلك ليه وجريك ورا تارك ما هيجلبش ليك اللي وجع الجلب مع الحكومة،
يا فراس انت راجل شديد وجوي ربنا اعطاك جوه في جسمك وعجلك اللي زيك يحكم بلد بحاله مش مطاريد بس، طاوعني وانا هخلي الكل يعرف جيمتك ويهابك ويطاطي راسه ليك
ضغط فراس علي اسنانه بقوة حتي سمع صوتها الغول فارتعد من الخوف خوفًا من بطشه به بعد ان اغضبه الي هذا الحد فمد يده دخل جلبابه واخرج حافظة نقوده واعطاه له بيد مرتجفه وهلع كبير وقال:
خد العنوان في المحفظة، بس الله لا يسئك اسمع منيه لول
الولد ميت في جلده خايف من بوم لجاه بيك
ثم مد يداه اليه وقال باستجداء:
اما انا فبطلب منيك العفو، ارحمني يا واد عمي، ومن اليوم هكون تحت مداسك خدام مطيع، خلاص هيبتي راحت بين الرجالة ومعدش حد منيهم هيحترمني واصل،
احب علي رجلك ارحمني او خليني اهمل الجبل واروح اتاوي في مكان بعيد ميعرفنيش فيه حد
ترجل فراس عن حصانه ووقف امامه ، ثم اغمض عيناه بقوة وفتحهم فرأي فيهم الغول نيران مشتعله لها القدرة علي ان تحرق الاخضر واليابس، فضغط علي اعصابه بقوة حتي لا يزيد غضبه ويظلم من امامه ببطشه، وامسك الغول اوقفه ونزل بيده علي ذراعاه فكسرها
فصرخ الغول من شدة الالم ، فقال له فراس :
انا عملت حساب للعشرة اللي بيناتنا، لكن اقسم بعزة جلال الله اللي يوجف بيني وبين تاري لينول غضبي اللي ما هيجدر حد يوجفه او يتوجع كي هو واعر وصعيب
تركه يولول مثل النسوان من شدة الالم وعاد وامتطي حصانه ثم اقترب من رجالة الغول وصاح فيهم:
من اليوم مفيش امر بالجبل غير امري، واللي يفكر يدس عني حاجه هخليه يتمني انه ما اتولد من اساسه،
ثماشار الي الديب وقال :
خد ريسك عالجه وبعد اكده طلعه الجبل يجعد معاكم كي الحريم ياكل ويشرب وبس فاهم
اؤما له جميع الرجاله بالطاعة والخنوع والاستسلامه له فقد.كانت هذه اول مره يرو فراس الذي لقب بالشيطان ولم يعلمو لماذا، الا الان فقط عرف انه في غضبه كالشيطان،
تركهم وانطلق بحصانه قاصدًا بيت الشيخ رجب، طرق الباب بعنف عدة طرقات متواصله، فتح وهيب الباب بذعر، وحين راي ملامح فراس الغاضبة توجس خيفا منه وساله :
في ايه يا فراس هو كل يوم زيارة، مش اتحدت معاك عشيا وجولتلك مخبرش مكان خلدون فين واجسمت ليك
ضحك بشر ومال اليه وسحب من جلبابه وقال:
لاه ما خلاص انا عرفت مكانه بس جيت اجولك جهز صوانه وجيم عزاه، لاني هدفنه حي بعد ما اكسر عضامه
امسك وهيب يده واخذ يقبلها برجاء:
احب علي رجلك يا فراس بلاش تموت خلدون خوي مظلوم، هو صح غلط بس خيتك كي انت حره ومجبلتش يمسها،
وطفشت جبل حتي ما احاول اصلح اللي عمله،كنت ناوي اخليه بكتب عليها، وتبجي مرته بالحلال
خابر ان ليك حج عنديه بس بلاش تموته انا مليش غيره، بيكفي ست سنين عايش فيهم كالميت مرعوب منيك،
ابوس يده ورجلك ارحمه علي الاجل لجل خاطر العيش والملح اللي كانو بيناتنا
امسك فراس من رقبته وكاد يضغط عليها فاخذ يسعل بشده ويرفس باقدامه شاعرًا بالاختناق فقال له بغيظ:
يعني كنت خابر خوك عمل ايه في خيتي، كان رايد يفضحها
وانت تجولي مجتلوش،انت تحمد ربنا لو عرفت تلم لحمه
ام انت حسابك معايا عسير لما اعود يا عويل، هبتم ولدك وخلي مرتك ارملة ومفيش اللي ياخد عزاك او يدفنك
القاه ارضًا بعدما سمع صراخ زوجته وطفله وكثير من الجيران كانو يترجوه ان يرحمه، فصاح فيهم بشدة وقال:
اكتمو كلتكم انا رايد احرج جلوبكم كي اماي ما اتحرجت ومش هرحم منيكم لا كبير ولا صغير،بس الاول ارد حج اللي هملتها امانه عند ناس اتخيلتهم ولاد اصول وطلعو اندال
ام انتم فيسواد ليلكم وايامك الجاية معايا لو كانت خيتي ميته او بجت خاطيا، وجتها جولو علي نفسكم يا رحمن يا رحيم، لان بعدها معنديش لا عزيز ولا غالي اخاف عليه،
كرً
تركهم ينظرون الي بعضهم البعض بذعر وخوف من انتقام فراس الذي منع إن تقام افراحهم سابق وكان يامرهم الا يقيم احد فرح قبل الرجوع اليه واستشارته فاصبحت البلد لا يقام به فرح او زفاف الا باذنه والان يهددهم بالويل والثبور
ام وهيب فنهض عن الارض وكل عظامه تأن من الالم،كأن فراس ضربه ولم يلقيه فقط، واخذ يدعو ان ينجي الله اخيه من شره وسر غضبه
ركل فراس حصانه بعنف وصار الي طريق طويل خارج البلد الي ان وصل الي العنوان الذي يسكن به خلدون
لم يطرق الباب بل دفعه بيداه فتحطم تحت قوة قبضته،
فنهض خلدون من علي فراشه ونظر الي فراس وانهار تحت اقدامه وبكي بحرق وقال:
ريحني يا فراس انا خلاص لا حياه بحياها ولا دنيا عايش فيها انا كي الميت من يوم هجت مهجة وخدت روحي معاها وان الاوان اخلص من حياتي اللي بلا روح
حدق به فراس بقوة وجذبه من راسه فاوقفه امامه وراسه تتدلي الي الاسف وساله فراس بصوت غاضب:
جولي عملت ايه في خيتي وفين ارضيها يا ندل يا عويل
ابتلع خلدون ارياقه بشدة واخذ يقص عليه كل ما حدث منه وبعدما انتهي وضع فراس يده علي رقبته وصغط عليها بشده فتناثر الدم من حوله ووقع خلدون ارضًا بلا حراك……؟!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراس ابن الليل)