رواية فراس ابن الليل الفصل الثاني عشر 12 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن الليل الجزء الثاني عشر
رواية فراس ابن الليل البارت الثاني عشر
رواية فراس ابن الليل الحلقة الثانية عشر
جلس وهيب امام زوجته كسير الفؤاد قليل الحيلة، بانتظار ان ياتيه فراس بجثة أخيه او يخبره عم فعل به وعن مكانه
نهضت انعام زوجته، واحتضنت راسه واخذت تربت علي ظهرها بحزن مواسيا له في مصيبته التي هربًا منها كثيرًا، فجأت الفاجعة سريعة ومؤلمه،
اخذ وهيب يبكي اخيه،وهذا اصعب ما يكون بكاء الراجل حين شعر بعجزه امام جبروت فراس الذي لا يستطيع احد مجابهته او الوقوف امامه
رفع كفاه يدعوه الله بأستجداء ان ينقذ خلدون من غضب فراس الذي عماه،فلم يراعي العشرة والعيش والملح بينهم
ظل يدعو ربه ويبكي بحرقه الي ان سمع طرق عنيف علي باب داره، هب نهضًا وفتح الباب بلهفه، فرأي بوجهه فراس بمتطي حصانه وجثة اخيه ملقاه امامه علي الحصان
صاح بلوعه علي فقده أخيه الوحيد الذي اوصاه به ابيه قبل مماته، جري عليه يحتضن بحسرة جثمانه المسجي بتراخي علي حصان فراس فتاوة خلدون متالمً بصوت ضعيف:
يدك عني ياو واد بوي جتتي خوك مش متحمله لمستك
لم يصدق وهيب نفسه، بأن أخيه حي يرزق وان وفراس قد ابقي علي حياته ولم يقتله كم توعد
انزل اخيه من علي الحصان وحمله علي كتفه وهو يصرخ من شد الألم، واخذ ينظر الي فراس بحيرة وشكرا وأمتنان للأبقاء علي حياته، لم يساله عم فعل به، لكن معني ان احضره الي داره فهذا يعني انه سمع منه واعطاه فرصه
ساعد اخيه الذي كان جسده مسحوق ورقبته وراسه ينزفُا بشده، ادخله الدار وعاد الي فراس يشكره:
واد اصول صوح وطمر فيك العيش والملح، مخبرش اجولك ايه يا واد عم فودة لكن
رفع فراس يده في وجهه ومنعه من الأسترسال ورد عليه:
متجولش حاجه يا واد الحج رجب، خوك امانه عنديك، لحد ما اعتر في خيتي لو كذبته خد عزاه لانه هفرفط روحه جدامك ولو صادج هجوزهاله كي ما وعدته فاهم يا وهيب خوك أمانه لو خرج من دارك او دسيته عني يبجي يتمت ولدك ورملة مرتك واصل سلام
انطلق بحصانه جعلًا التراب خلفه غبار كثيف اختفي داخله مخلفًا وراء الف سؤال وسؤال ، ليس له اجابة غير عنده وعند خلدون، بما دار بينهم، وجعله يعفو عنه حتي لو مؤقتًا
دلف وهيب الي داره وهرع الي أخيه الذي كان يصرخ من الألم
وزوجته تضمد له جروحه وتساله عن جرح عميق في رقبته،
ينزف بشده كان احدهم ادخل رصاصه الي عنقه وتركها :
ارحميني يا انعام بيكفي فراس واللي عمله في ، الجرح ده من يده غرز صباعه في حنجرتي كان هيخرجها لولا اجسمت ليه علي كتاب الله اني ما مسيت خيته بسوء
ووجف ضغطه علي رجبتي دوخت وجعت علي الارض فحط رجله علي رجبتي وفضل يضغط لحد ما كان دمي هيتصفي وجلي جولي ايه خلي خيتي هجت وهي في امانيتكم
عملت معاها ايه انطج انجد بنفسك وجول الصدج وكل اللي حوصل بيناتكم
ضمه وهيب الي صدره واخذ المنشفة من زوجته وراح يمسح الدم عن جرحه، ودمعه لا يتوقف وقال:
كله بهون يا واد بوي والحمد لله ان فراس سمع ليك، وصدجك ورجعت لينا حي،كنت خايف غضبه يغلب حلمه ويجتلك قبل ما يتوكد انك مش السبب في هججان خيته
رغم غلطك في حجها واللي خدت جزاءك منيه بتكسير عضامك
اخذ خلدون نفس عميق مما زاد احساسه بالالم، فكشف اخيه عن ذراعه وساقه ليتاكد بانها مجرد.كدمات تحول لونها الي اللون الازرق، وهذا ما سيجعله يتالم ليالي طويلة
طلب من زوجته احضار اناء لعمل كمادات دافية وبعده ذلك دهن جسدها بزيت الزيتون لكي يهدا من الالم
ما ان انتهي غفا خلدون بين يداه لكنه ظل يأن وهو مغمض العينان، دثره وهيب وظل يقراء له قران وقال لزوجته:
خدى سيف وادخلي انعسي انا هفضل جاره،مش هاين عليا اهمله وهو تعبان اكده ده غير اني اتوحشته جوي، متخيلتش انضره تاني بعد تهديد فراس ليه، بجد يا انعام عودة خوي دي معجزة من الله وبركة بوي الشيخ رجب الله يرحمه
ربتت علي كتفه وابتسم له بحنان:
الف بركة با خوي ردته لداره، عجبال ما يخف ويجوم لينا بالسلامه
ان شاء الله انا هجهز ليك لجمة لاجل لو صحي تاكله،جسمه عدمان ومحتاج يتجوت لجل يشد حيله ويجوم بالسلامه
اؤما له وهيب بالموافقة وشكرها علي مساندته له وخوفها علي اخيه، واخذ يتأمله بفرحه غير مصدق عودته اليه سالمًا من شر فراس
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
بعد مغادرة فراس دار وهيب لما يعود الي داره المجاورة له بل انطلق الي المقابر وشق سكون الليل وجلس امام قبر امه وابيه وقال بحرقه والم يتزايد بداخله :
جايلك خزيان منيكي يا اماى،اجسمت يوم موتك جدام عيني اني هدفع كل من ظلمك وظلم بوي الثمن غالي، وهيكون من دمهم ومالهم وعمرهم اضعاف مضاعفه عن وجعك والمك
لكن نسيت في عز انتجامي خيتي اللي هملتها امانه لحد ما اخرج من حبستي،وخرجت لجتها اختفت،ولحد دلوك مجدرش اعثر عليها، اه يا خجلي منيكي يا اماي من اني اوصل لمنصور الخسيس وانتجم منيه واتحاكم عليه واجابل وجه رب كريم جبل ما اطمن علي خيتي واطمنك عليها او اغسل عارها لو خطت،اه يا اماي اه يا اماي يا مر لياليك الجاية يا فراس
وردد فراس رثاء امه قائلًا
بكيتك امي سرا بكيت ظلمكِ جهرا وبقدر عزك وحبك سأنتقم لك شرا، حبيبتي لن تهدأ نار انتقامي حتى احفر لهم قبرا، سأعود لكي انتقم مٍن من ابكى امي واحرقها قهرا
اراح راسه علي قبرها ونزلت دمعته الابيا من قلب مثخن بالالم،فتذكر حين كان سيقتل خلدون واقسم له بكتاب الله وشرف امه انه لم يمس شرف اخته وهروبها كان بكيفها لكنه هو الملوم ،
حين ذكر هذا تركه فراس واستمع له لعل يعرف سبب اقدام مهجة علي عصيان امره وترك البيت الذي تركها فيه:
تركه فراس بحده فوقع علي الارض وسالت دماءه وظن لوهله كل من راه ان روحه فاضت الي بريها ،الا انه سعل بشدة ورفع عيناه الي فراس يترجاه ان يستمع له، ويقدر ما حدث وهو نصيبه معه، فاوضع فراس رجله فوق راسه وقال بغضب:
هسمعك لاجل ما احس اني ظلمتك جول يا واد الشيخ رجب
ايه حصل بينك وبين خيتي خلاها هجت وانت الملوم في أيه
حاول خلدون ان يبتلع ريقه فلم يستطيع من شدة الالم فسعل بشده وبصق بعض الدم وقال بصعوبة:
انا هحكيلك اللي حوصل، انا بعد خيتي ما اتجوزت برات البلد وخوي وهيب خطب انعام طلبت من بوي انا كمان اخطب وبالذات اني بشتغل عن وهيب، وافج بوي وجالي نجوز خوك وانت السنه اللي وراها علي ما اجهز ليك الدور الفوجاني، وسالني عيني من بت مين من بنات اعمامي
جولتله ان عيني من بتك اللي ربيته علي يدك خمس سنين وامانه عنديك،رايد مهجة يا بوي هي منايا وجلبي رايدها
فرح بوي ورحب وسأل مهجة اللي مرفضتش لكن جالت ليه :
انا مجدرش ارفض خلدون اللي بيخاف عليا اكثر من نفسه وبيحرسني من النسمة الطايرة، لكن جواز وخوي محبوس وجلبنا لسته حزين ومولع فيه نار علي فراج بوي واماي لاه
كانت بترفض بشده كأنك موصيها، احترم بوي رغبتها لكننا جرينا الفاتحه وبقت مجسومالي لحد انت ما تخرج،
لكن الجدر كتب كلمته وبوي مات جبل جوز وهيب بشهر، وبيجت انا ووهيب ومهجة لحالنا بالدار
وجبل ما يمر سبوع علي موت بوي لجيت خيتك بتلم خلجاته وبتجولي هات مفتاح دارنا انا هروح اجعد فيها لحد ما خوي ربنا يفك حبسه ويعاود لي بالسلامه
طبعا رفضت وجولت ليه كيف اهملك لحال،لو علي وجودي بالدار وهي خجلانه مني انا ههمل الدار
لكنها رفضت وجالتلي تهمل الدار او متهملهاش انا مليش جعاد فيها تاني غير لما يتجوز خوك جبل اكده لاه
مجدرتش اهملها تهمل الدار وتخرج وجولت ليها اني في حكم جوزها وانه مجسومالي والحل الافضل اننا نتجوز، ولا انها تجعد لحالها في دار بوها، انا جولت ليه اكده ومخبرش جراله أيه كاني ولعت فيه نار هبت فيا وودرتني وجالت:
اتجنيت انت اياك يا خلدون ، منكرش اني رايدك لكن جواز لاه مفيش جواز ولا فرح يدخل جلبي، جبل ما خوي يشفي غليله من اللي اتسببو في حرق اماي لنفسها،انا منتظره فراس يخرج بالسلامه ويجتل الندل والعويل اللي فتح ليه داره
يمكن بعدها اتجوزك اما ناري تبرد وخوي ينتجم لشرفنا وياخد.بتار اماي وحج بوي فهمت جواز لاه
حديتها لخبطتني ومبجتش فاهم تجصد منين بالخسيس والندل لكنها مفسرتش واصرت تهمل الدار وتعصاني
النار ولعت فيا من الخوف عليها وجفت جدامها ومنعتها تخرج وفضلت اهز فيها محستش بنفسي غير وهي وجعي جدامي مغمي عليها، شيلتها ونيمتها علي السرير وخرجت ادور علي حاجه افوجها بيها لجيت وهيب خارج يزور خطيبته وبتفج معاهم علي ميعاد الزفاف، وبجينا انا وهي لحالنا في الدار
دخلت وفضلت جارها لحد ما فاجت اول ما شفتتي دفشتني وخرجت من اوضتها تنادي خوي وتشهده عليا
لكني وهمتها اني اني اني
دفعه فراس في صدره بعنف وقال:
كمل يا محروج وهمتها بانك فضحتها مش اكده، انا دلوك فهمت ليه هربت كانت خايفه من الفضيحه، دا انا هصفي دمك واكسر عضامك
واخذ يركله برجله بعنف وقوة :
صرخ خلدون واقسم ان هذا ليس السبب وقال له:
اسمعني للاخر بالله عليك، فعلا انا وهمتها بكده، وجلت ليه
لورايده استر عليك نكتب وناجل الزفاف لما تخرج
لكنها رفضت و فضلت تلطم وتصوت وتصرخ وتجول، يامرك يا فراس خيتك ضيعت شرفك وشرف بوها، فينك يا خوي تغسل عارك وتخلص مني ومن عاري
يامرك يا حسنه بتك اتسرج شرفها كي ما اتسرجتي واتفرض عليكي لكن كي ما طهرتي نفسك هطهر نفسي واخلص روحي
وجريت علي المطبخ وخدت السكين وكانت هتقتل روحه
مسكت يدها بالعافية كانت شديدة وعافية وحره بحج ربنا، نزلت على ركبي جدامها وفضلت اقسم ليها انا ما مستها وكنت بضحك عليا لجل اجبرها نتجوز ومتهملش الدار وتعيش لحالها،
لكني غلطت وهددتها لو رفضت تتجوزني هفضحها بجد واللي يحصل يحصل لكن تخرج من الدار وتهملني مش هيحصل
شكت في كلامي وجابت لي المصحف احلف عليه،انها لسته بعفتها واني ملمست توبها الطاهر
اقسمت ليها ولانها واثقة اني مش انا اللي اجدر ااذيها هديت وقالتلي يعني افهم من حديتك انك مش هتهملني اهمل الدار مهما حصل، ولاما اتجوزك لتدنس توبي بالغصب واصل
اتخبطت في نفوخي وجولتلها اه لاني شريها وجوازنا اسلم
حل بدل ما اهديها واطمنها وافهمها ان جوازنا هيكون مجرد.حبر علي ورج لحد ما تخرج انت بالسلامه، خوفتها وخليتها تجرر تهرب مني لانها اتوكدت اني مش ههملها لحالها
لجيتها بتبتسم لي بمكر، ياريتني فهمته يومها لما جالتلي:
وانا موافجة يا خلدون بكرة كلم خوك واتفج معاه واللي يجوله وهيب انا راضية بيه، بس خليك فاكر اللي عملته هتتحاسب عليه وحسابه هيبجي واعر افتكر حديتي ده زين
بس صحينا تاني يوم لجيتها هجت وخوي شك اني مسيتها وخلاني اقسم علي البشاعه من شكه فيا
وجالي ان يوم انت ما تخرج من السجن هيكون اخر يوم في عمري لانك مستحيل تصدق اني ما مسيت خيتك بسوء
لكني واقسم برب العزة ان ما مسيتها انا كنت عشاجها ورايد اتجوزها واحافظ عليها لو كانت جبلت انا ما كنت هلمسها غير لما تخرج وتوافق علي جوازنا واصل
هو ده كل اللي حصل، خيتك عنيده وجوية كي انت بالظبط
خابر اني غلطان بس من ميتي علي العاشج ملام، كنت ريدها في حلال ربنا وما مستها بسوء لكني غلطت وخوفتها مني وخليتها هجت هربانه من ارغامي ليه رغم انها ريداني
انزل فراس قدمه عن صدره وقال لها:
كلامك زين وحاسس بصدقك لكني مش هرحمك ولا ههملك لحالك غير لما اعتر عليها واسمع منيها
ومدام بوك قرا فتحتكم وهي وافجت انا مرجعش في كلمته
لو كنت صادق خيتي من نصيبك وهجوزهالك
لكن كي ما جالت ليك عقاب عن اللي عملنه فيها وجولته ليها وخلعت جلبها وكانت هتموت حالها بسببه، وبسبب غباؤك انت نولت عقابك علي خداعك ليه وكذبك عليها بهروبك اللي شككني فيك وفيها،
يلا هما معايا اوصلك لخوك يرعاك وهتفضل بداره لحد ما اوصل ليها وهي بس اللي هتحكم عليك لاما بموتك او بجوازك منيها،عد ايامك وادعي ربك ان خيتي تصدق علي حديتك معايا
حاول خلدون ان ينهض لكنه لم يستطيع فامسك بجلباب فراس وطلب مساعدته ثم ساله بريبة:
بس انا ليا سؤال عنديك نفسي افهم هي بجد عما حسنه حرجت نفسها وكان السبب راجل ومسها بالسوء
حدق به فراس بشده وضغط علي فكه بحدة لكي يحكم السيطرة علي نفسها حتي لا يقتله وقال:
انا ممكن اسامح في اي حاجه الا انك تجيب في سيرة اماي بالسوء، حسنه اشرف حريم البلد كلته، لو رايد ابجي علي حياتك تكتم خشمك وتنسي حديت مهجة للأبد فاهم
هز خلدون راسه بالموافقة وقول له وهو يرتجف من الخوف:
اللي تجول عليه يا واد عمي هنفذه وحديت مهجة عن عما حسنه نسيته لاه انا مسمعتوش من اصله زين اكده
غامت عيناه بشر وحمله فوق كتفه والقاه علي حصانه وقال:
زين اكده اشتريت عمرك يا واد الحج رجب انت وخوك وكل ناسك، وانا عند كلمتي لو صح حديتك عن خيتي هجوزهالك
ومش هلومك علي عشجك ليها وخوفك عليهة ،لان ملناش علي جلوبنا سلطان، انا اكتفيت باذينك عقابك علي خداعك لكن عمرك رهن اشارته لما تعاود
ابتسم خلدون بصعوبة وحزن ورد عليه:
ياريت تعاود ترد لي روحي، صدجني يا فراس انا ميت من يوم فراجه خدت جلبي وروحي وهجت وجتلتني بهروبها
كان حديثه عن عشقه لاخته دليل علي براءته لان العاشق لا يؤذي من يحب كم هو في عشقه لمهرة
غفت عيناه قليلًا ومع اذان الفجر نهض من غفوته فجأة نفض جلبابه وعدل هندامه وقال:
اه يا مهجة يا تري الوجوه هتتجابل ولا لجانا عند رب كريم
يارب عترني فيها وردها ليا بالسلامه حره طاهرة عفيفة،
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
ثلاث ليالي وفراس يخرج من الصباح الباكر يراقب معشوقتها ويختفي عن العيون الي ان تعود الي دارها
كان يختفي عن نظرها ويلاحظ بحث عيناه عنه وكان هذا يسعد قلبها وياكد انها تكن له المحبه
في اليوم الرابع ضاق صدره من عدم عثوره علي اخته التي لم يترك مكان في قبلي كله الا وبحثه فيه عنها
واثناء عودته الي داره بعد العشا طرق دار جاره وهيب، فتح صغيره سيف وابتسم في وجهه وقال:
عم فراس اتفضل بوي وعما جوي واماي بتجهز الوكل تعالي كل معانا، انا بحبك جوي ورايد اكون زيك
ضحك فراس وحمل الصغير ذو الست اعوام وقال له:
رايد تبجي واد ليل وتجتل الناس وتخلع جلوبهم يا واد وهيب
هز الطفل راسه وؤد علبه وهو يحتضن رايه بحب:
لاه رايد اكون شجاع وفارس بحج ربنا يجدر يعمل كل حاجه وما حد يجدر يكسره او يجل منيه ويدافع عن حجه بروحه
انتفخت اودجته بالسعادة لم قال الطفل وشعر بالامل يتغلل بداخله،اذا كان الطفل راي ما فعل فراس بعمه خلدون حقه اذا مهرة ستقدر قتله للعمدة وشيخ الغفر حين تعلم الحقيقة المرة التي لا يعرفها احد غير فراس ومهجة، تنهد بقوة وقبل الطفل علي خده وانزله وقال له:
ادخل خبر بوك وعمك ان رايد اتحدت معاهم ضروري
اؤما الطفل برأسه وهرع الي الداخل ليخبر ابيه،بعد قليل خرج وهيب ووجه شاحب ومرتبك وقال له:
خير يا فراس حوصل ايه تاني ،ايه وصلت لخيتك مهجة
غامت عيناها بحزن وتنهد بقوة ورد عليه:
لاه لسه مخبرش مطرحه، بس انا رايد اتحدت مع خلدون
حدق به وهيب بذعر وتعرق وجهه بهلع وقال:
والله يا فراس خيتك هجت بشهور جبل ما يهرب خلدون واسال البلد كلتها، هيجلولك انه فضل يدور علبها شهور لحد ما خبر بخروجك خاف منيك، وهرب من مواجهتك
خبط فراس جدار الدار بيه وصاح في وهيب قائلًا:
لان خوك غبي واتت اغبي منيه، لما هي مجسومه ليه، مجاش لي وخبرني عن اللي حصل بيناتهم، كنت سامحته ولفلفت انا وهو عليها يمكن كنا عترتًا عليها،بدل ما كنت بدور علبه وعليها، منكم لله ضيعتو ست سنين من عمري بلفلف علي سراب، فينه خوك الغبي رايد اساله عن حاجه مش همسه
انا سلمت امره لخيتي لما تعاود
هدات روح وهيب رغم خوفه من غضب فراس وقال:
اعذرنا يا فراس جتلك للعمدة وشيخ الغفر بالبشاعة دي وانت لستك ابن ١٢ سنه خوفًا منيك، وبعد ما خرجت جتلك لفتوح المكاري بيدك موت خوي في جلده وهرب
اتفضل خلدون في فرشته مش بيتحرك جسمه كله كدمات زرجه وحاسس إن عنده ضلع في كتفه مكسور
زفر فراس بضيق وربط حصانه ودخل الي غرفة خلدون الذي كان يرتعد بخوف، جلس امامه ورفع ثيابه وملس علي ضلعه
الذي يشك اخيه انه مكسور،ابتسم بغموض وفجأة حدق به بقوة مما جعل خلدون يهرب بعيناه منه، كانت هذا فرصة فراس الذي ضغط بقوة علي ضلعه فصرخ خلدون بالم لكنه هدأ سريعًا، فقال له فراس:
يومين وهتطيب انا رديت ضلعك كان مخلوع مش مكسور،
المهم دلوك من حديتك انك كنت جريب من خيتي، واكيد كنت تعرف كل حاجه عنيها، جولي خيتي كان ليها صاحبات
او بتروح تزور حد بالبلد ولا كان وضعها أيه
ابتلع خلدون ريقه بقوة ورد عليها بصوت متهالك:
خيتك مكنتش بتخرج من الدار غير لدار الخوجا سمعان كانت رايدة تتعلم، وبامانه الله كانت ذكية وشاطرة، وانا ضغط علي بوي لحد ما وافق تكمل علامها والخوجا سمعان شجعها تتعلم من البيت وكان بيخدها معاه ايام الامتحانات،
حدق فبه بقوة وذهول وسأله لكي يتاكد:
يعني خيتي ومهرة كانو صاحبات، الفرج في السن بيناتهم مش كبير ٤ سنين ، دلوك فهمت ليه مهرة مبتخافش مني
نهض فجاة وقال في سره:
ياتري يا بت بوي جولتي لمهرة سرنا كله ولا حافظتي علي ستر اماي من الخوض في سيرتها الشريفه
خرج دون ان يستكمل حديثه معه، فلقد ظهر امامه طريق اخر سيسلكه من اجل الوصول لاخته وهو طريق معشوقته التي كانت تعلم سره او بعض منها، ولهذا لم تلومه لقتله العمدة او تخاف منه لقتله المكاري، ايضا حرصت علي إن يشفي و يقوم لهم ويكمل انتقامه، اذا مهجة تعلم اين اخته،ولهذا قالت له انها تتمنا ان يطيل الله من اجلها،
امطتي حصانه وانطلق الي دار الخوجا سمعان، ركل بابه بقوة
فجعل سمعان وبناته ينتفضون من الخضه ،
طلب منهم ابيهم ان يدخلو غرفتهم ويغلقو الباب علي نفسهم وذهب هو يفتح الباب حين راس فراس بردائه الاسود شعر بالسوء وهاب من هيئته وقال له بتردد:
رايد ايه يا واد فودة علي المسا، بجي دي الاصول اللي اتربيت عليها تخبط علي الخلج بالطريجة دي وتخلع جلوبهم
ترجل فراس عن حصانه واقترب منه وقال بحسم:
نادم علي مهرة هسالها عن حاجه وهملكم لحالك،واوعاك تفكر ترفض لادخل دارك بالغصب وهحددتها علي فرشتها يلا هما
ضغط سمعان علي فكه بغيظ ورد عليه:
رايد بتي في ايه يا فراس، الدنيا ليل واللي بتعمله ده غلط كبير
تنهد فراس واجابة بهدوء مخيف كالهدوء الذي يسبق العاصفة وقال بحسم:
بتك كانت صاحبة خيتي وعرفت ده من خلدون، رايد اسالها عن حاجه واقسم بالله هملكم لحالكم ها هتنادم عليها ولا ادخل انا ليه خلص في ليلتك
اخذ الخوجا سمعان نفس عميق وقال له:
مدام جاي في خير اتفضل ادخل انا هعتبرك ضيفي
دلف فراس الي داره وجلس علي الدكة واستدعي سمعان ابنته التي اتت اليه وهي ترتجف ووقغت امامه تساله بتحدى:
رايد إيه تاني يا فراس،
حدقك الي عيناها التي يعشقها ويدوب فيها،
اليست دنيته التي يتمنا ان يحيها، ويغرق في حسنها ودفاها، اغمض عيناه حتي يطرد افكاره التي تروده عنها وقال بجدية:
خيتي مهجة كانت صحبتك متنكريش، خلدون جال ان بوكي كان بيساعدها تتعلم وانت البت الوحيدة اللي بالدار وسنكم متقارب من بعضه صوح
رد عليه سمعان وقال:
حصل خيتك كانت ذكية وعندها طموح تتعلم، وشاطرة وجبل ما تطفش انا جبت ليها الدوسية بتاعها لانها خلصت الاعدادية بتفوق،بس خلدون رفض تكمل علامها وتروح البندر كل يوم ده غير انا مكنتش اجدر اساعدها اكثر من اكده، فاستكفي بنجاحه بالاعدادية وجالي انه هبتجوزها بعد ما اتفق مع بوه
علي اكده ،
ضاقت حدقتاه بحدة ونظر الي مهرة وسالها:
وانت يا مهرة كان في بيناتكم اسرار ولا لاه، وياتري خيتي حكت ليكي عن سري ولا عطفك عليا يوم جتل فتوح كان صدفه
ارتبكت مهرة من نظرات فراس لها التي تسبر اغوارها او نظرات ابيها المتسائلة عن عطفها عليه، فقالت لابيه بتوتر:
بعد اذنك يا بوي مهجة موصياني اجول لفراس حاجه سر،ممكن تسمح لي دقيقة واحدة بس اجولهاله
تنهد الاب بحيرة نعم هو يثق في ابنته لكن كيف يتركها مع شيطان الليل وحدهم، لكن امام اصرارها وافق علي مضض
تركهم ووقف خارج الغرفة لم يطاوعه قلبه ان يبتعد اكثر من ذلك، اقتربت مهرة من فراس وقالت له:
يوم جتلك لفتوح البلد كلتها كانت خابرة برجعتك وكنت نفسي اشوف فراس اللي خيتك كانت بتحكي عنيه بطولات وانه مجبتهوش ولاده لا جبله ولا بعده كنت مبهوره بيك،
رجبتك من بعيد لحد ما طخك فتوح،جلبي اتخلع عليك وعلي خيتك اللي كانت بتنتظر رجوعك بفارغ الصبر، وفضلت وراك
لحد ما جتلك فتوح، ووجعت بعيدها في ذراعات الجصب
هو ده كل اللي حوصل، لكن خيتك ما حكت عنيكم شئ غير ان جتلك للعمدة حجك ولسه ليك حج كبير عند واحد اسمه منصور بيه، وهو ده اللي هربت من البلد علشان تلفلف عليه لجل ما تعاود انت تخلص منيه طوالي، لكنها رحت ومرجعتش كي ما وعدتني رغم انه عاشجه خلدون وعذرته في كذبه عليها ، وجالتلي بالحرف
ياريت اجدر اكمل مع خلدون وانسي الحمل اللي شيلهولي خوي لكن ده دم اماي وابوي كي اسامح فيهم واعيش مرتاحه وهما في جبرهم بيتحرجو من الظلم والظلومه
خرجت اها قوية من حلق فراس مزقت سكون الليل وقال:
ياريتني ما جولتلك حاجه يا بت بوي،كنت صغيره وحملتك الهم، لكن كيف كنت هتعذري خوكي في بعده عنيك واللي هيعمله في كل من ظلم بوي واماي
اه يا وجع جلبي عليكي وياتري لفين خدتك رجليكي
تماسك سريعا بعد عودة سمعان الي الغرفة لدي سماع صرخت المه وقال لابيها:
مخبرش اشكرك كيف عن وجفتك جار خيتي مهجة، لكن ده مش هيخليني ارجع عن اللي في راسي، من ان بتك نصيبي وبعد امتحاناتها هكتب عليها ،ووعاك تفكر تعاندني يا حضرت الخوجا، مهرة مجسومالي ومش هتكون لرجل غيري فاهم
قبل ان يرد عليه القي نظره شامله علي مهرة ، وغادر دارهم
لكي يبحث عن اخته التي ضاعت في زحام الحياة،
وبعد ثلاث شهور عاد الي البلد وهو منهك القوى حزين لعدم عثوره عليها، وقبل ان يذهب الي داره لكي يرتاح ويستعيد نشاطه اخذ حصانه ومر علي دار سمعان لكي يجدد حياته الضائع بالنظر الي معشوقتها التي تبث فيه الحياة
ليري شادر منصوب امام دار الخوجا سمعان ليسال بريبة:
معجول اتجنن وعملها واد حمدان النبراوي وجوز مهرة، دي يبجي قضي علي روحي وعلي بته
واقتحم الشادر ليفر كل الموجودين عند رؤياه:……..؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراس ابن الليل)