رواية فجاءته تمشي على استحياء الفصل التاسع 9 بقلم خلود بكري
رواية فجاءته تمشي على استحياء الجزء التاسع
رواية فجاءته تمشي على استحياء البارت التاسع
رواية فجاءته تمشي على استحياء الحلقة التاسعة
” موعد باللقاء ”
أتى بدر لزيارة يعقوب بعدما أخبره أثناء صلاة العشاء أن يحضر لتناول الشاي معه ….
دلف بخطوات متزنة إلى صالة المنزل ثم جلس بوقار وهو يوجه حديثه ليعقوب :-
ـ خير يا يعقوب اقلقتني
ضحك ملء فمه وهو يقول بتعجب :-
انت مش كان ليك طلب عندنا يا شيخ
اتسعت عيناه فأردف مسىرعًا :-
ـ وافقت !
غمز له بطرف عينيه وهو يجيب :-
ـ لأ ده أنت واقع واقع
لكزه بخفة وهو يقول بسعادة :-
ـ والله يا يعقوب لاحطها في نن عنيا وانسيها كل وجع عاشته
ربت على كتفيه قائلًا ببسمة حانية :-
ـ وانت راجل يا بدر وعارف انك هتصونها.
اقتربت تتهادى في مشيتُها تخفض بصرها تارةً وترفعه تارة فقال يعقوب بمرح :-
ـ خلاص يا عائشة بدر بقى من أهل البيت وكتب الكتاب الخميس الجاي إن شاء الله
رفعت بصرها له وهي تقول :-
متأكد من قرارك ده ؟
أومأ رأسه بالموافقة قائلًا :-
ـ جدًا
تابعت حديثُها بحزنٍ وحسرة على ما صار لها :-
بس انا مش حلوه و
بتر حديثُها قائلًا :-
متقوليش على نفسك كده كلنا بنغلط الأنبياء نفسهم غلطوا وتابوا يا عائشة متمسكيش لنفسك حبل المشنقة انتي نويتي التوبة وخلاص يبقي تمحي الماضي بعملك الخالص لوجهه الله
هتفت بألم :-
ـ ليه مُصِر عليه بالدرجة دي
تنفس ببطء شديد وهو يتحاشى النظر لها كلها أيام وأجاوب على كل أسئلتك ..
___________________
في صباح اليوم التالي
أجري محمد إتصالًا هاتفيًا علي يعقوب فنظر للهاتف بضحكةٍ خافتة وهو يُحيب :-
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف حالك يا أبي
رد محمد بمحبة ظاهرة :-
ـ بخير يا ابني
تنحنح قائلًا بهمس :-
ـ ورونق عامله ايه
ابتسم محمد وقال بمكر :-
كويسه يا حبيبي قاعدة جنبي بتسلم عليك
خفق قلبه بشدة فقالت بصوتٍ خافت:-
ـ سلمها الله من كل سوء
قال محمد معقبًا :-
ـ إن شاء تيجي تتغدى معانا النهارده وتبقى تاخد رونق وتخرجوا شوية
تهللت أساريره وهو يقول بفرح ظهر بصوته :-
إن شاء الله يا عمي
تابع محمد حديثه قائلًا وهو يعطي الهاتف لها :-
ـ خد رونق معاك كلمها
ارتعشت يدها وهي تمسك بالهاتف فقالت بهدوء:-
ـ ازيك يا باشمهندس يعقوب
زوى بين حاجبيه بمكر قائلًا :-
ـ بتقولي لزوجك باشمهندس!
ثم استرسل حديثة:-
ـ هي حلوه منك بس ممكن تقولي يعقوب عادي …
خفضت صوتها بخجلٍ:-
ـ حاضر
صمت برهة ثم أردف قائلًا:-
ـ رونقي تحب تروح فين
همست بحياءٍ :-
ـ أي مكان تحب
ضحك بسعادة ثم أردف بمكر :-
ـ أنا أي مكان معاكي هحبه
بلعت غصة حلقها وهي تجيب بخجل:-
ـ طب هجهز شوية حاجات على ما تيجي
أوقفها عندما شعر أنها تودّ أن تقفل فقال بغرامٍ:-
” مُنذُ رؤيتي عيناكِ نَسيتُ بها الحُزن الذي أصابني ”
أقفلت الهاتف ببسمة بلهاء وهي تضع يدها على قلبها في محاولة فاشلة منها لتهدء من تمرد تلك النبضات فصمتت وهي تهمس بداخلها :-
“كنت أظن أن قلبي لن يلوذَ بالحبِ يومًا، لكن حين إلتقيتُ بك لوهلة وقعت أسيرة لقلبك، بغير حولٍ مني ولا قوة دقت طبول قلبي لتعلن عن حبي الأزلي لك، فما ظنكَ ماذا أنا فاعلةُ الآن؟
«بقلمي خلود بكري»
________________________
صاحت بعلو صوتها تصرخ بقهر، انزوت في ركن غرفتها تبكي قالت صفية بغضب زلزل المنزل بأكمله :-
ـ فضحتينا خلاص سيرتنا بقت على كل لسان، صورك على تلفونات البلد كلها ، والكل بيبصلي بشماته ، القتل فيكِ مش حرام افتحي الباب ده وأخرجي …
وقفت وراء الباب وهي تقول بغضب :-
ـ انتي السبب يا أمي مترميش الوام عليا ..
لا عمرك قولتي صلي ، ولا البسي واسع ،ولا نقي أصحابك، ولا خافي من ربنا، طول عمرك مربياني إن الحاجة اللي مخدهاش بالذوق أخدها بالعافية، علمتيني الكره والحقد والشر زرعتيه فيه، ودلوقتي جاي تلوميني لاه يا ماما انتي السبب ولو حد فينا هيندم يبقي انتي .
جلست محلها وهي تهتف ببكاء :-
ـ كنت عاوزه اشبعك مكنتش عايزه امنعك من حاجه كنت بعوض غيبة ابوكي بعد ما سابنا واتجوز واحده تانيه عملت كل ده عشانك …
شبه ابتسامة ساخرة ارتسمت على وجهها فقالت :-
ـ علشاني انتي خلاص دمرتيني شوفي بقي بنتك اللي بقت سيرتها على كل لسان هتقعدلك زي أرض البور لا زرع ولا طرح …
ثم تابعت بألم :-
ـ انتي عمرك ما خدتيني في حضنك وطبطبتي عليا ..
بكت بحسرة مما أوصلت بهِ ابنتُها فتحدثت بهمسٍ:-
سامحيني يا بنتي …
الراجل اللي كان عايز يتجوزك انا هكلمه يجي خلينا نداري الفضيحة دي …
أغمضت جفنيها بوجع نغز قلبها بشدة وهى تُجيب :-
ـ ماشي يا ماما خليه يجي
__________________
ادي يعقوب صلاة العصر في المسجد ثم قاد دراجته وسار في الطريق نحو بيتها فأوقفته عجوزًا في منتصف الطريق :-
يا بني قف وانظر لي .
وقف أمامها بتعجب فقالت بابتسامة عذبةٌ:-
ـ في الدنيا يا ولدي الصالح والطالح
إن كنت من الصالحين فقد فُزت
و إن كنت من الطالحين فقد خَسِرت.
نظرها لها بدهشةٍ وهو يتساءل :-
ـ ما معنى حديثك يا خاله؟
أردفت وهي تقول:-
ـ إن كنت من الصالحين يا بنى فأنت:
مقبول، مستور، محبوب ،خير،مستقيم ،………الخ
أم الطالح يا ولدي فهو :-
ـ شخص فاسد الخلق وفاحش الإثم
نظر لها بتعجب ثم أردف سؤاله :-
ـ وماذا رأيتي فيا يا خاله ؟
ابتسمت بخفه وهي تقول:-
ـ والله يا بني سماهم على وجوههم وهذا ما أوقفتك لأجله
رزقك الله الهنية والعيشةُ السوية ،واطعمك من شهد الدنيا والآخرة حلالاً طيبًا مباركًا فيه …
إذهب يا ولدي في رعاية الله …
ارتسمت ابتسامة على خدهُ وهو يقول :-
ـ حفظكِ الله يا خاله ..
رسائل من الله تطيب الخاطر وتشجع على المسير في رحابه”
____________________
بعد قليل وصل يعقوب إلى منزل زوجته فألقي السلام وجلس بجوارها وهو يقول :-
ـ اشتقنا للنور يا رونق عتمتي
ابتسمت بخفه وهي تجيب بخجل:-
ربنا يجعل حياتك كلها نور يعقوب
نظر لها بمحبة بعدما نطقت اسمه بغير ألقاب فقال مبتسمًا:-
ـ “انتي كل حياتي ”
تنحنح والدها وهو يدلف للجلوس معهم فقال مرحبًا بهِ :
ـ ازيك يا ابني اخبارك ايه والدتك وعائشة
أردف معقبًا :-
ـ بخير والحمد لله يا عمي
ـ ثم تابع كنت بقول تيجوا تشوفوا الشقة عشان نبدأ تجهيزات فيها
تحدث محمد بصدق :-
ـ مش هنختلف يا ابني
ابتسم بهدوء وهو يقول بمحبة:-
ـ إن شاء الله يا عمي …..ثم استرسل حديثه قائلاً:-
ـ بإذن الله كتب كتاب عائشة يوم الخميس هستناكم تشرفونا..
بارك الله بمحبة بالغة وهو يدعوه لتناول الطعام فتنحنح بحرج فقالت خديجة بحنان :-
ـ الظاهر اكلي واكل رونق مش عجبينك يا يعقوب
ابتسم بخفه ثم أردف قائلًا:-
تسلم ايدك يا أمي الاكل زي الفل
ربتت على كفيه بمحبة وهو تقول :-
ـ بألف هنا ..
تحدث عادل بمرح :-
ـ بقولك ايه يا نسيبي ما تيجي تلعب معايا دور بلايستيشن تحت وإن خسرتك تديني الموتوسيكل بتاعك لفة…
ضحكت رونق بصوتٍ عالي بعض الشيء فنظر لها بشوق انزرع في قلبه لها من أول لقاء فأردف بهدوء:-
وانا موافق بس اشوف ضحكت رونق علطول
همست له بحياءٍ وهو تقول :-
ـ شكرًا
غمز لها بطرف عينيه قائلًا :-
ـ على ايه في جمايل هتترد كمان شويه..
قال عادل ثانيةً :-
ـ يعني هتلعب معايا صدقني هوصي عليك رونقه هي بتسمع كلامي ..
لكزته في زراعهُ وهي تقول :-
ـ ده من امتى الكلام ده
ابتسم بمكر قائلًا:-
ـ من وانتي صغيره انتي متعرفيش الكلام ده انا اللي اعرف بس
ضحكت ملء فمها وهي تقول :-
ـ ماشي يا عادل لينا قاعده
أعجبه حديثهم وحبهما الشديد لبعضهم فإستأذن والدها وأخذها وذهب …
جذب كفها بين راحتيه ثم أردف يتساءل:-
ـ تحبي تشاركيني روكب دراجتي المتوضعه ولا نروح مواصلات ..
خفضت بصرها وقالت بهدوء :-
ـ اللى انت عايزه مش هتفرق
غمز لها بطرف عينيه قائلًا :-
ـ عندك حق طول ما انتي معايا مش هيفرق اي حاجه
ركبت خلفه وعندما أسرع قليلًا تمسكت به فابتسم بفرح أنه وأخيرًا فاز بها وبقلبها ونال ما تمنى وصبر لأجله ..
بعد مدة قليلة وصل إلى كافيه هادئ بتلك المدينة التي تعتبر مركز قريتهم ، جلس مقابلًا لها قائلاً ببسمة مشرقة :-
ـ تعرفي يا رونق انا كنت فقدت الامل إن ألاقي اللي أرضها دينًا وخُلقًا بس ربنا كرمني بيكِ
عشت طول عمري أرفض كتير لحد ما انتي وقعتي في طريقي
أردفت بهدوء:-
ـ يجمع الله قلبين لهم نفس النية
ثم تابعت بتساؤل :-
ـ عائشة عامله ايه حسيتها تعبانه يوم كتب الكتاب
اعتلى الألم قسمات وجهه وأخذ يقص عليها كل شيء فقالت بأسف وحزن:-
ـ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ربنا ينتقم منهم
رد يعقوب معقبًا :-
ـ يارب اللهم امين
ثم تابع حديثه بمحبة وهو يمسك بكفها قائلًا بنظره عاشقة :-
ـ رونق انا حبيتك مش عارف ازاى فى وقت قصير بس بجد حبيتك
ابتسمت بخجل ثم صمتت قليلًا فأردف قائلًا:-
ـ “أحبك ، لا أدري كيف وأين ، كل ما أعلمه أن روحك هي روحي وهذا يكفي .”
بلعت غصة حلقها بتوتر فأخذ كفيها بين يديه وهو يقول بعشقٍ :
ـ حبيت فيكي براءتك وجمالك الهادي ، وانك عاديه مش متصنعه …
نظرت له بأعين دامعة من فرط الخجل قائلة:-
ـ بس انا مش بالجمال ده كله
نظر بعمق إلي عيناها قائلاً بهمس :
“لم أرى فيكِ جمالاً كما تظنين ، لكن وجدت الجوهر ،وبدأتُ للتو في حبي الأزليّ ، لعينيكِ أسِرتي ، ولروحكِ خطفتي.”
«بقلمي خلود بكري»
ابتسمت بخجلٍ فحاولت تغيير الحديث فقالت :
ـ ده كله شعر حفظته
قال معقبًا :-
ـ” لاه كتبته من أجل عيونك يا فاتنتي “
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فجاءته تمشي على استحياء)