رواية فجاءته تمشي على استحياء الفصل السادس 6 بقلم خلود بكري
رواية فجاءته تمشي على استحياء الجزء السادس
رواية فجاءته تمشي على استحياء البارت السادس
رواية فجاءته تمشي على استحياء الحلقة السادسة
« نصائح من ذهب»
وقفت تلك الفتاة تنظر له بضيق بعدما علمت فعلته الدنيئة مع صديقة عمرها، نظرت له بشفقة وهي تراهُ يتغزل في كل بنت تصادفه،
احتدت نظراتها وهي تراه واقفًا بثبات، يتغزل بتلك الفتاة التي تشبه الغوازي في لبٔسُها، وعيناه تجوب تلك الفتيات المارةُ بجوارهِ بغير نضجٍ وقلة حياء، لم يعى أن ما يفعله هو حربًا ستنهال عليهِ بالخسارة الفادحة، والندم المتأخر بغير نفعٍ أو منفعةٍ ……
اقتربت منه بهدوء ثم تحدثت بنفور أدى صدرها لحاجتهُ للقيء وهي تقول له :
ـ “هل ما تفعله يُريحُ ضميرك “؟
جابت نظراته جسدها بالكامل بتكبر وغطرسة وهو يقول :-
ـ ومين انتي عشان تتكلمي معايا كده ؟
نظرت له بشفقة، ثم التفتُ لتذهب من أمام ذلك الرجل الذي لا ينتمي لفصيلة الرجولة بشيءٍ قط ، ثم أردفتُ معقبةً بيقين :-
ـ ” كما تُدين ساتُدان، وكما تَفعل سيُفعلُ بك، وكما تؤذي ستؤذى،
ومثلما بَكيِتٰ قلوبٌ ليس لها ذنبٍ؛ سيبكي قلبك بكل الأثام
ولن تستريحَ أبدًا …
نظر لها بغيظ وهي ترحل من أمامه تاركة أثر كلمتُها ينخر صدره بقوة فقال بهمس بينه وبين حاله :-
ـ انا مالي كده ليه كلامهم بيوجعني ليه مش قادر أعيش مرتاح من بعد اللي عملته ….
مشى بخطى متثاقلة شاردًا فى كلمات يعقوب وتلك الفتاة التي مثلما ظهرت فجأة اختفت فجأة ودون أثر …
جثى على ركبتيه ثم صرخ صرخةً دوى أثرُها المكان بأكمله وهو يقول :-
ـ ليه انا مش مرتاح ليه ……..
“وهل يوجد راحة في البعد عن الله وارتكاب الآثام ”
ذهب بتثاقل إلى البيت فوجدها تجلس تتحدث على موقع خاص بمكالمات الفيديو وهي شبه عارية نظر لها بضيق قائلًا:
ـ بتعملي ايه
لوت فمها بتهكمٍ وهي تقول بحدة:-
ـ وانت مالك يا معاذ
دنى منها يجذب خصلات شعرها بغل قائلًا :-
ـ كلميني عدل
انتفضت بوقفتها وهي تصرخ بهِ :
ـ لا انت اكيد اتجننت.! من امتى وانت بتحاسبني
جلس على الأرض بقلة حيلة ثم أردف قائلًا بعد أن شعر بتعب مفاجئ يسيطر عليه :-
ـ مش عارف من بعد الصور دي وانا مش مرتاح رغم إن أخوها مسحهم بس البنت دي أثرت فيا بسمع عياطها كل يوم مش عارف أنام هي كانت بريئة وانا دنست براءتها…
ضحكت ملء فمها وهي تقول باستنكار:-
ـ انت ندمان يا معاذ مش معقول ؟
تطلع بها بصمتٍ ثم نطق بخوف من القادم :-
ـ مش عارف ليه حاسس النهاية هتكون وحشه
” افعل ما يروق لك فالله يرى ويسمع ”
_____________________
انتهي من دوام عمله فخرج مسرعًا للذهاب للبيت وبداخله شعور غريب استحوذ قلبه فرحًا ورضا…
قاد دراجته النارية بسرعة عالية وكأنه طائر في سماء صافيه فريدة ٌ من نوعها ، انتعش صدره بذلك الهواء الطلق وهو يسوق بحرية وقف أمام المنزل ثم صعد بهدوء
دق باب البيت بطريقة مرحة ، فتحت له الباب ثم نظرت له باستغراب :-
ـ خير يا ابني بتطبل على الباب ليه
احتضنها وهو يدور بها في بهو الصالة ثم أردف قائلًا:-
وافقت يا نوجه العروسة وافقت
نظرت له مبتسمة وهي تُلقي زغروطه عالية قائلة بمحبةٍ وحنان :-
ـ يا ألف نهار أبيض ألف مبروك يا حبيبي
ثم ربتت على كتفيه قائلة:-
ـ ربنا يسعدك يا يعقوب ويفرح قلبك دايمًا يا فلذة كبدي
احتضنها بحنان وهو يقول:-
ربنا يبارك لنا فيكِ يا ست الكل
ثم تابع بتساؤل :-
ـ عائشة جوه
أومأت له بتأكيد ثم ذهبت لغرفتها فقد شارفت دموعها بالهطول ولا تريد أن تُطفئ فرحة ابنها .
دق باب غرفتها بهدوء فأذنت له، دلف بهدوء إليها فوجده تضم كلتا يديها وعلى ساقيها وتبكي بنحيبٍ ، قبل رأسها بحنان وهو يقول :
عندي ليكي كذا خبر هيفرح قلبك يا عائش
نظرت له بأعين دامعة وهي تهز راسها بألم فقالت بصوتٍ خافت:-
ـ مفيش قلب بيفرح بعد كسره يا يعقوب
اقترب منها بهدوء وهو يمسك بكفها:-
في يا عائشة وهنتخطى الفتره دي سوى حتى لو كانت صعبه
أومأت برفض وهي تبكي ثم أردفت بألم أتعب قلبه خوفًا عليها:-
ُ انا خلاص مش عايشه انا مت لحظة ما انكسرت
ربت عليها بحنان ثم همس لها بأمل :-
” بعد الكسر جبر
بعد الحزن فرح
بعد المرض شفاء
بعد الشقاء سعادة ”
ـ بعد كل ألم في راحة هتلاقيه بس لما تؤمني إن ده اختبار من ربنا عشان يشوف مدى صبرك وقوة إيمانك بهِ….
تطلعت بهِ بهدوء ثم همسة بمحبة عندما وجدت مقلتيه تلمع حبًا وخوفًا لها فقالت بتساؤل وبنبره بها بعض المرح :-
ـ كنت عاوز تقولي ايه بقي ؟
قال مردِفًا بفرح :-
ـ قراية فتحتي يا ستي يوم الجمعة
تطلعت بهِ ببلاهه وهي تقول بحب:-
ـ بجد ! الف مبارك يا حبيب قلبي ربنا يسعدك يا يعقوب زي ما بتحاول تسعدني
ربت على كتفيها بحنان وهو يقول :
ـ يارب يا حبيبتي
ثم تابع حديثه بجدية :-
في حاجتين بقى ليكِ ثم تنحنح قائلًا :-
الأول : إن الحيوان ده انا جبتلك حقك منه والصوره دى اتمسحت نهائي من على كل المواقع والحمد لله محدش شافها لانه كان مخصصة لمجموعة معينه عشان يساومك تاني الكل*ب
نظرت له بأعين متسعه وهي تقول بعدم تصديق:
ـ بجد يا يعقوب
قال مردِفًا بصدق :-
ـ بجد يا حبيبتي
ثم استرسل حديثه قائلًا :-
ـ ثانيًا : في عريس بيتقدم لك وانا موافق عليه
جحظت عيناها باستنكار ثم هتفت بخوف:-
ـ عريس؟
قال يعقوب معقبًا :-
ـ “الشيخ بدر ”
كانت أخر الكلمات التي نطق بها يعقوب نظرت له نظره تحمل من طيات الألم بحار أغرقت نفسُها بها دون وعي، ثم سقطت مغشيه عليها ترتجف بردًا في عز نهارًا أدفئته حرارة الشمس …..
______________________
“عند رونق ”
أخبرها والدها أنه تحدث مع يعقوب على أن تكون قراءة الفاتحة يوم الجمعة القادمة وعليها أن تجهز حالها لاستقبال الضيوف…
هتفت بحياءٍ شديد :-
ـ حاضر يا أبي
قالت خديجة باهتمام :-
ـ هنعمل عشا يا ابو عادل
قال محمد بكرمٍ ولطف :-
ـ أحلى أكل تعملوا وحلويات عايز الناس تخرج من هنا مبسوطة ده بيت كرم خلى ربنا يكرم على بنتنا.
آمنت خديجة بمحبة وهي تقول :-
ـ يارب ربنا يجعله في مكان خير يقابلها
همست رونق بتساؤل :-
ـ هو مقلش يا بابا هيجي هو ومين مثلًا
قال معقبًا بحيره:-
ـ والله ما قال اللي يجي يجي يا بنتي على راسنا من فوق
ثم ربت على كفيها بحنان :-
ـ المهم عندي تكوني مبسوطة يا حبيبتي.
قالت بهدوء بعدما تصبغ وجهها بحمرة الخجل :-
ـ الحمد لله يا أبي
ذهبت إلى غرفتها فأقدامها لم تعد تتحمل تلك الأمور التي تذهب بعقلها للخجل الشديد …
هتفت خديجة وهي تقطع خضرة السبانخ في يديها :-
ـ واجب برده تقول لعمها « ياسر » حتى لو مش هيحضر بس عرفة وقول لخالها « محمود » يبقوا معاك في الاتفاق.
نظر لها بمحبة وهو يقول :-
ـ طول عمرك أصيلة يا أم رونق
جلست تقص عليه قائمة طويلة بتلك الطلبات لتجهيز يوم قرأت الفاتحة فاستمع لها بإنصات وهو يقول بمرح :-
ـ دي انتي عاوزه سوبر ماركت على كده
ابتسمت بخفه وهي تجيب :-
ـ مفيش حاجه تغلي على حبيبة عين ماما
بادله تلك البسمة ثم استقام بوقفته للذهاب وهو يقول بنفسٍ راضية :-
ـ الحمد لله ربنا يتمم لها علي خير
استوقف حديثهم دق جرس الباب فمدى محمد خطاه برفق وهو يقول :-
ـ اتفضل
فتح الباب فوجد أخته تحضنه وتبكي
ربت على ظهرها وهو يقول بهلع تمكن منه :
ـ مالك يا سماح إيه اللي حصل
تحدثت بصعوبة من وسط شهقات بكائها بعدما جلست على أقرب مقعد :-
ـ سمير طلقني يا محمد وخد بنته ورماني بره البيت والمر بقى إن أميرة اللي مسلطاه عليا …
زفر بألم وهو يقول بمحبة لكي يطمينُها :-
ـ وبيت أخوكي مفتوح ليكِ يا سماح
تمسكت بهِ قائلة :-
ـ سامحني يا أخويا ياما أذيتك واذيت مراتك .
قبل رأسها بحنان وهو يقول بصدق :-
ـ عفا الله عما سلف يا حبيبتي بطلي عياط
قالت بصوتٍ باكي متألم تملؤه نبرة الندم :-
ـ افتكرت كلامك زمان لما كنت بتقولي عاملي أمك كويس يا سماح عشان هيقعدك وأهو قاعد لي كل اللي عملته بنتي ردته ليا وأسوء كمان ..
اقتربت خديجة تقول بمحبة :-
ـ المهم انك تتوبي وتدعي ربنا يسامحك يا سماح وتتصدقي لوالدتك وربنا يتوب علينا جميعاً..
احتضنتها قائلة بأسف :-
ـ كنت دائمًا ظلماكي وبغير وبحقد عليكي بس انتي دايمًا سباقه بالخير يا ام عادل
ـ ابتسمت لها وهي تقول بحب:-
ـ أخت الغالي وعمت ولادي اشيلك على راسي
سمعت رونق حديثهم فخرجت مسرعة وهي تقول بمرح :-
ـ عمتو هنا ؟
اقتربت منها ثم قبلتها من خدها وهي تقول بحبٍ :-
ـ وحشتيني يا موحا
ربتت على كفيها بحنان ثم أردفت بهدوء:-
ـ وأنتم كلكم وحشتوني يا نور عين عمتك
نظر محمد لخديجة بفخر لأنها ورغم الأذية التى لحقتها من أخته إلا إنها كانت تزرع فيهم حب أقاربهم وتخفي عنهم جوانبهم المظلمة ….
_____________________
في مكانٍ آخر
مكان يملؤه الشر والكبر، حقد نمى في قلوبهم فانتشر ليسكن دماء جسدهما بالكامل فأصبحوا يتجرعوا كأنه مادة من دونها يصعبُ العيش …..
هتفت تلك الفتاة بغلٍ وحقد :-
ـ خطب يعقوب خطب !؟
ثم تابعت حديثُها بتساؤل :-
ـ ومين بقى سعيدة الحظ
هتفت الأم بضيق :-
مش عارفه يا إيمان خالتك قالت إنه خطبه وخلاص
ثم قالت بحسرة:-
ـ معرفتيش تاخدي عقله ولا قلبه يا خيبه قولتلك ابلفيه عشان يحبك طلعتي هابله
ردت عليها باستنكار :-
ـ يعني كنتي عايزاني اعمل ايه يا ماما ما انا حاولت كتير وهو كل مرة كان بيرفض ..
قالت« صفية » بحنق :-
ـ اهو طار ياختي كان عنده ورث ووحيد أمه وملوش اللي أخت كان كله هيبقى ليكي..
ابتسمت بتشفي وهي تتذكر ما فعلوه بعائشة فقالت بمكر :-
ـ هو رفضني اه وكسفني بس انا خدت حقي في أغلى ما يملك
ضيقت صفيه عيناها باستغراب وهي تتساءل :-
ـ معنى كلامك ده ايه ؟
قالت مبتسمة بثقة وفخر :-
كسرته فى أخته، وأخذت تقص عليها ما فعلوا والأخرى تضحك بحقد دفين سينقلب عليها يومًا ما
“واهٍ من دنيا لا يسلم فيها المرء من قريبٍ ولا غريبٍ “
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فجاءته تمشي على استحياء)