رواية فجاءته تمشي على استحياء الفصل الخامس 5 بقلم خلود بكري
رواية فجاءته تمشي على استحياء الجزء الخامس
رواية فجاءته تمشي على استحياء البارت الخامس
رواية فجاءته تمشي على استحياء الحلقة الخامسة
” مقابلة جديدة “
الثانية عشر بعد منتصف الليل خيم الهدوء على تلك المنطقة الهادئة إلا تلك المقهى التي تمكث على طرفي الحي اجتمع الشباب يتهامسون بضحكة عالية بعدما أخبرهم معاذ بما فعله مع عائشة فقال أيمن بعتاب وضيق :-
ـ حرام عليك يا معاذ يعم أفرض اختك حصلها كده هتعمل إيه؟
نظر له بحنق ولم يجيب فقال شاب أخر يُدعى «علاء» :
ـ برافوا عليك والله قدرت تعلم على البت زمنها دلوقتي بيقولوا عليها يا رحمن يا رحيم..
ابتسم بشر وهو يقول بانتصار :-
ـ ولسة انتم شوفتوا حاجة….
صدح صوتًا من خلفهِ يقول :-
ـ والله انت اللي هنشوف مش هما
التفت على آثار الصوت فوجد يعقوب يقترب منه والشرر ينذر من عينيه أن ميت الأن لا محاله …
لعق فمه بثباتٍ صنعه بصعوبة ليداري خوفه قائلًا :-
ـ أهلًا أهلًا بأخو العروسه
كور يديه بغضب ثم اقترب منه قائلًا بوعيد :-
ـ كلمه واحده وهدفنك مكانك …
ضحك معاذ بسخرية وهو يقول بتشفي :-
ـ عاوز ايه ؟
لكزه فى فمه بقوة فهطلت الدماء من بين شفتيه قائلًا :-
ـ تليفونك فين ؟
جذبه الآخر من تلباب ملابسه وهو يقول بفحيحٍ عالي :-
ـ بعينك اللي في دماغك انساه..
لكمة مرةً أخرى في صدره وهو يسحبه بعيدًا عن أعين الناظرين ليقول بقوة :-
ـ الصور دي لو متمسحتش دلوقتي هسجنك ..
ضرب قلبه برعب فجذبه هاتفه أمام عينيه وهو يقوم بمسح تلك الصور بشكل نهائي، فجذب يعقوب الهاتف منه وألقاه بتلك البركة المليئة بالماء وهو يقول بوعيد :-
ـ اوع تفكر إن كده عقابك خلص انت خدت عقابك مني بس العقاب الأكبر عند ربنا وداين تدان يا معاذ
تركه وذهب من أمامه بعدما حقق مراده بمسح تلك الصور
وترك الآخر فى بؤرة من التفكير والخوف والانتقام تستحوذ عقله المريض بأفعاله الشيطا*نية
_____________________
ذهب للمسجد بعد تلك المقابلة التي أدمت نزيفً بداخل صدره فشعر إنه بحاجه للقاء الله منفردًا يشكوه له ضعفه وقلة حيلته
توضأ وصلى ركعتين وجلس في زاوية من المسجد يرتل كلام الله بقلبٍ خاشع …
اقترب منه بدر قائلًا :-
ـ كيف حالك يا يعقوب
نظر له بألم شديد ظاهر على ملامحه فأجاب قائلًا :
ـ بخير الحمد لله يا شيخ بدر
جلس بجواره قائلًا :-
ـ ما لي أرى في عينيك حزن !
اعتلى الحزن قسمات وجهه فأردف بهدوء:-
ـ والله يا شيخ قد كسرتني الدنيا في أحب ما عندي
ربت على كتفه وهو يقول :-
ـ فانية يا يعقوب وكل ما نصيبُ بهِ ابتلاء وقدر
ثم تابع بإيمانٍ:-
ـ وما الابتلاء إلا محبةً من الله يا صاحبي
قال برضا ويقين :-
ـ الحمد لله فى السراء والضراء
ثم أضاف بدمعه هاربه :-
ـ حاسس اني مخنوق والدنيا ضاقت بي أوي
رد قائلًا بمحبة:-
ـ “ضاقت فلما استحكمت حلقتُها فُرجت وكنت اظنها لن تفرجُ”
ـ هون عليك فالمتقي الحوض يا صاحبي…
استرسل حديثه قائلًا بتساؤل :-
ـ سمعت إن عندك اخت وانا الصراحه شاري
بلع غصة حلقه وهو يقول بصعوبة :-
ـ عائشة !
ابتسم قائلًا بإعجاب :-
ـ ما شاء الله وكمان اسمها عائشة
تلجلج صوته بتعجب ليقول ازاي ده :-
ـ ربت على كفيه وهو يقول بصدق :-
سمعتك وانت بتصلي وتناجي الله بها، سمعتك وانت بتقول يارب قلبي اختي أجبره، وها قد أت جبرها مهرولًا إليها من غير حولٍ مني ولا قوة بل برسالةٍ من الله…
احتضنه وهو يقول بفرح أنعش قلبه :-
ـ وانا مش هلاقي احسن منك ل عائش يا بدر
استوقف قائلًا بغيره ومرح :-
ـ لا استني عندك انا اللي هدلعها إن شاء الله لما تُكتب ليا
وبعدين عايز اقولك انا معنديش حاجه اسمها خطوبه انا هكتب علطول …
رد يعقوب معقبًا بمحبة :-
ـ وانا موافق يا بدر بس في شوية حاجات قبل ما تيجي لازم نتكلم فيها لينا قاعده إن شاء الله …
“بينما أنت غارق في قلقك يدبر الله امرك كله ”
فلا تحزن ”
__________________
حل الصباح ببسمة هنية، زقزقة العصافير فوق شباك غرفتها أضحى لها يومًا مميز بموعدٍ خاص، تلاقي قلوب من على بعد مسافات، رباطٌ قوي سيجمع قلبها بمن تمنت وصبرت
استيقظت رونق من نومها بنشاطٍ كبير، تلك الابتسامة المرسومه على شفتيها ببلاهه زادت من جمال وجهها، فوقفت تنظر لنفسها بتلك المرآة وهي تبسم تارة وتشرد تارةً أخرى
فاقت من غفلتها للحظة بعدما طرق أخيها الباب قائلًا بمكر :-
ـ والله وبقينا نسرح يا رونق
اقتربت منه تلكزه بقوة وهي تقول بتحذير من شدة خجلُها :-
ـ وبعدين يا عادل
ابتسم عليها قائلًا بغزل :-
ـ لا بس في عروسه قمر كده أكادُ من فرط الجمال أذوبُ
ضحكت ملء فمها وهي تقول بصعوبة أثر ضحكها :-
ـ بكاش طول عمرك
ثم تابعت بتساؤل :
ـ جيت امتى من المخيم بتاعك ده …
احتضنها بحنان وهو يقول لسه واصل حالًا ولما ماما قالتلي جيت جري أبارك لكِ …
ابتسمت بخفه وهي تقول بخجل :-
ـ الله يبارك فيك يا دولا عقبال ما نفرح بيك كده
قال بمرح :-
ـ مش لما اخلص أم الكلية دي الاول وأشتغل …
ثم تابع حديثه بمكر:-
ـ بس بقولك المخيم كان مليان بنات ايه م…..
بتر كلامه بخوف عندما وجدها تقترب منه بنظرات لا تبشر بالخير أبدًا فركض مسرعًا وهو يقول:-
ـ يا أهل البيت يا أهل الحارة الحقوني …..
ركضت خلفه وهي تقول بوعيد :-
ـ والله يا عادل ما انا سيباك
وقف وهو يلهث بقوة فقال بثبات:-
خلاص خلاص مش هقول كده تاني انا كنت بنكشك بس
خرجت خديجة على صوت صراخهم العالي فقالت بعتاب :-
ـ أنتم صغيرين
خفضت رونق راسها وهي تقول بأسف :-
ـ أنا أسفه يا امي بس ابنك عاوز علقه حلوه
ثم قالت بجدية:-
متخلهوش يروح مخيمات تاني تبع الكلية ..
صاح بعنف وهو يقول:-
ـ لاه هروح دي بتبقى قاعدة ايه يا ماما كلها بنا……
بتر كلماته ثانيًا عندما وجدها اقتربت منه قائلة بتحذير :-
ـ لو سمعت كلمة تانية منك حتى لو بهزار هزعل منك جدًا يا عادل دول بنات وانا بنت واللي منرضهوش لأنفسنا ليه نرضاه لغيرنا ….
ثم تابعت حديثُها بجدية :-
ـ هقولك كلمتين اعتبرهم من المنهج واحفظهم كويس عشان دول اللي هيدخلوك الجنة مع باقي صلاح أعمالك…
ـ غض بصرك
ـ ألزم حدود أدبك
ـ راعي الله
“خذ كل بنت تقابلك على أنها أخت لك فإن لم تستطع أن تكون أخًا لها فكن شيئًا لا يؤذي براءتُها ”
__________________________
بعد وقتٍ مضى في ذلك اليوم ومع انشغاله الشديد في عمله كان شاردًا بها، قلبه يدعوا خفية انا تكون له، تذكر حديثُها وتلك الأسئلة التى سلبت عقله منذ أول لقاء، عيناها وسحرُها
فهمس بداخله متمنيًا :-
ـ ربنا يجعلك من نصيبي يا رونق العينين
لم يكمل باقي الكلمة حتى وجد إتصال هاتفي من والدها فتح الهاتف وهو يرد السلام :-
ـ وعليكم السلام يا عم محمد اخبار صحتك ايه
ابتسم محمد بمحبة ثم أردف قائلًا:-
ـ بخير يا ابني انت عامل ايه
قال مبتسمًا باحترام:-
ـ الحمد لله يا عمي بخير وفضل وكرم من الرحيم
تحدث بحب قائلًا :-
ـ ربنا يديم عليك فضله وخيره يا ابني
قال يعقوب معقبًا:-
ـ وإياكم يا عمي
ابتسم بإعجاب من ذلك الشاب الخلوق فقال من بين ابتسامته الفرحه :-
ـ إن شاء الله تيجي إنت وأهلك تنورونا يوم الجمعة بعد صلاة العشاء ..
صمت برهة وهو يقول بفرحة احتلت جسده بالكامل :-
ـ يعني أفهم من كده إن العروسه وافقت ؟
ضحك ملء فمه وهو يقول :-
ـ ما شاء الله ما جمع إلا ما وفق …
ضيق عينيه باستغراب فقال بتساؤل:-
ـ قصدك ايه يا عمي
قال محمد معقبًا:-
ـ أصل رونق عملت زيك الصبح كده
ثم تابع حديثه بجدية ومحبة :-
ـ ربنا يجمعكم على خير يا ابني ويعوض طولة صبركم جبر.
أمن يعقوب وهو يقول بيقين :-
ـ يارب اللهم امين مع السلامه يا عمي
قفل الهاتف وعلى وجهه ارتسمت ضحكة مشرقة أضحى لها قلبه بالفرح والسرور فهمس بخفوتٍ :-
” وسينقضي بلقائك كل ألمي وشقائي “
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فجاءته تمشي على استحياء)