روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السادس والأربعون 46 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السادس والأربعون 46 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء السادس والأربعون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت السادس والأربعون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة السادسة والأربعون

# الفصل 10
# دموع العاشقين
بذات الغرفة التي يسودها الظلام الدامس يتسرب إليها ضوءً خفيف للغايه يتسلل من تلك الفتاحات بين الأخشبه المتراصه بسلاسه ، مغلقة الباب بأحكام يقف خلفها عددة شباب ذو جلباب صعيدي ممسكون بإسلحتهم كأنها أغلي ما لديهم ، كانت متأزية بطريقة بشعه رأسها ما زالت تنزف بالدماء ملقية علي وجهها ، وهناك من يتألم لآجلها ، فـ هي تتأزي وهما من يشعروا بذالك.
سعلت بوهن وهي ترمش بعيناها تحاول فتح جفونها ، فتحتهم بؤيدة ورفعت وجهها تتفحص الغرفه وهي تستند علي كفت يدها ، أعتدلت جالسه وهي تترنح ، زحفت للخلف وألقت بظهرها مستنده علي الجدار بتعب وهمست بوهن وصوتاً ضعيف :-
مياه مياه “تأوهت بألم وهي تمسك برأسها وهمست وفؤادها يضناه التعب” عايزه أشرب.
ضربة يديها بالحائط ففتح الباب وطل منه رجلاً ذو شارب في لحيتة كثاثه وقال بصوتاً أجش :-
خير يا حرمه جايمه بتولولي ليه ؟ مهتعرفيش تسكتي أياك توجعلناش دماغنا لحد ما نخلص منيك.
جحدته بنظرة قاتله وهي تتنفس عالياً وقالت بجمود :-
أمشي جبلي مياه.
همس وهو يكرمش وجهه :-
خدام عند ابوكِ أياك أنا ؟ أنتِ مخطوفه مخطوفه أيه مهفهميهاش دي ؟
أبوها؟ هل نطق ذاك الرجال وذاك اللسان والدها.
وقفت متسانده علي ذاتها و وقفت عن كثب منه وبعزم أمسكته من ياقة جلبابه قائله بصوتاً عال و أعين حمراء :-
أبويا بتقول أبوكِ أنت اتجنيت اسم بابا اياك تجيبه علي لسانك القذر ده ٠ دفعته بعنف ليسقط علي الأرض ، وأمسكت رأسها صائحه به :-
أمشي هاتلي أشرب ومشفش وشك قدامي تاني.
أغلقت الباب ودلفت للداخل تتنهد بصعوبه ، سمعت صوت أقدام فرفعت نظرها علي الباب حتي بدا ذاك الرجل الذي ضربته ليلاً يرمقها بنظرات ساخطه فـ أبتسمت بسخريه وهي تشير له قائله :-
أيه رأيك في العلقه اللي أدتهالك ؟ وكمان البنات قدرت أخرجهم ، جاي ليه مش خايف ولا نفسك تأخد علقه تاني.
وأستضحكت عالياً
ولج للداخل بسخط و وقف عن كثب منها قائلاً وهو يجثى أمامها :-
ايوا صوح أنجذتي البنات ، بس جوليلي هتنجذي ازاي البنات اللي خلاص سافروا لبلاد بره دلوج؟
احتل الغضب ملامحها وبدت گوحش ثائر وهي تدحجه بنظرات ناريه وأكمل هو :-
كمان صفجات الأثار والمخدرات والسلاح هتعملي ايه وأنتِ محبوسه بس أطمنك كل شئ هيتم جدام عينك أمال أحنا أهل الكرم كله ازاي ، هتجدي حدنا من غير أكل ولا مياه لحد ما تطلع روحك لخالقها “ابتسمت له بسخريه ليتابع هو مشيراً لرجاله” طلعوها… وخرج مغادراً
ليقترب رجلين ممسكون بيدها حاولت أن تبعدهم ولكن لم تستطع فـ ذاك الجرح والدم التي خسرته لتوها جعلها هشه ولكن قلبها ما زال جامداً لا يخشى شيئ ، كبلوا يديها وسحبوها للخارج تحت مقاومتها ، وقفوا أمام زعيمهم الذي هتف وهو يشير على حرف الجبل وأحدي الصخريات كبيرة الحجم حيث الشمس المحرقه ولهيبها تتكبد السماء ترسل أشعتها الملتهبه التي تلهب الأجساد . :-
أربطوها هناك لحد ما الشمس تصهرها تأكل جسمها ومحدش يجرب منيها.
دفعوها هنالك واجلسوها عنوها ظهرها للصخره الحارقه واحكموا قيدها ، وابتعدوا ركضاً من شدة الشمس.
وتركوها عرضة لها تكوي الشمس الحارقه جسدها ، أما الرجال فكانوا يشاهدوها بإستمتاع فقدوا النخوه وحلت مكانها القسوه أصبحت قلوبهم صماء گ الحجاره أو أشد ، تحسس جرحه التي سببتها له بالليل ليهمس بغضب لأحد رجاله :-
أمسك العصايه دي وتروح تضربها زي ما عملت فيا.
أبتسم الشاب بخبث وجذب العصي واندفع نحوها نظر لها متأهباً ليطرحها بالعصي بينما نظرتها كانت ثابته مبتسمه بإستماته فكانت منشغلة الفكر بماذا عليها أن تفعل لأنقاذ هؤلاء البنات ، نظر لها الشاب مزهولا وهمس :-
وااه انت مخايفش ولا ايه.؟
أبتسمت بسخريه واشارة برأسها أن يقترب فأقتراب لترفع رأسها بوجهه وتبصق عليه وتدفعه بقدمها وصاحت :-
غلطك أنك مربطش رجلي مش وعد اللي تضعف والشمس دي أطمن انا وهي صحاب فـ مستحيل تأزيني.
كانت تهتف بثبات عكس ما تتشعر به من الم.
🌸”رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ”🌸
أصبحت منعزله متفرده بغرفتها گاسفت البال لا تجف دموع عيناها جالسة على فراشها تضم قدميها إلى صدرها ، يصرخ فؤادها ولا تدري أين السبيل لنجدتها فـ زهدت من هذه الحياه ، تناجي ربها بقلبها فهي منعقدة اللسان ، دلف ياسين مبتسماً وهو يحمل صنية أفطار لها بعدما أخذها من والدته عنوه عنها، أضني قلبه القلق واندفع نحوها بهلع وتساءل قائلاً :-
أسماء شوفي من اتكرم وجبلك الأكل.
وضع الصنية جانباً ، وهو متعجباً من حاله ولكن كله يهون لآجل أخته تلك ولآجل ضحكتها.
قبل رأسها ممسداً علي ظهرها وهتف بحنان وبصوتاً هادئ لأول مرة يحادثها بتلك اللهجه فالطالما كان الجميع يهابه ويهاب حديثه :-
أسماء مالك فيكِ أيه ، حد عملك حاجه حد ضايقك.
ظل نظرها ثابتاً بالفراغ ، فـ جذب كفت يدها بين راحتيه ، فرفعت رأسها به كأنها تنتبه لتوها له ، فـهمس وهو يتمعن النظر پعيناها :- أنا أخوكِ سندك واحتواءك لو كان حد ضايقك في كلمه أنتِ بس شاوريلي عليه أخليه يندم علي اليوم اللي لمحك فيه حتي
أبتسم لها قائلاً بصدق عندما لاحظ دموعاً عالقه بجفونها :-
أوعي عمرك تبكِ بعيد عن حضن أخوكِ أمانك وقوتك في الدنيا وسندك ، أنت بتتأزي حتي لو من شوكه صغيره بس أخوكِ ظلك بيتألم “ضم وجهها بكلتا يديه وظلت نظرها تائه زاغ وقال بصدق” انا عارف إني دايماً قاسي وصارم معاكم كلكم وبعاملكم بجفاء أحياناً ودايما بزعق وعصبي بس يوم ما يتعلق الأمر بدموع اختي انا اهد الدنيا كلها.
ألقت ذاتها بين ذراعيه ، تتمسك بيديها الصغيرتين بجاكته وبكت بصوتاً عال كما لم تبكِ من قبل ،
“هل سمعت يوماً عن بكاء القلب ؟ بكاء غريب من نوعه يجعلك تبدوا جيداً وبداخلك صراخ وبكاء ليس له حدود ، أجربته يوماً؟ بكاء يجعلك تهوي هوياً بقاع الجحيم ، گ صمت القبور هو ، إلا من دموعك التي تنساب بغزاره وبلا توقف يليها بكاء القلب بوجيعه ، وأنت أنت ثابت گ الجبال الراسيه بإستماته صوتك يخرج كما لو أنه ليس بك شيئاً فـ كيف ذلك كيف لها أن تكون هكذآ مهما يبلغ الألم منتهاه كأنها لا تشعر به كيف يصبح جزء منها كيف تتعايش معه كيف لعيونها من كثرة دموعها اصبح الدمع يهوي منها بغزاره دون ان يشعر احد مهما أسترق النظر والسمع ، وكيف لقلبها أن يصرخ ويبكي دون صوت كيف ، وها هي تبث كل شجواها لأخيها لذاك الأمان والسند الذي يضمها بعينيه ليحفها بالأمان وسط جفونه ، ها هو ظلها يعانقها بدفء ليبث لها الحنان والسكينه.
ظل يضمها وهي تبكِ كم لم تزورها الدموع يوماً حتي تسأل بهدوء :-
قولي بس مالك في أيه شايله هم الدنيا ليه لوحدك شاركيه معايا وتأكدي أني هنا ومش هسمح لأي حاجه تأزيكِ.
علا نحيبها وهي تهتف بكلمات متقطعه :-
أنا خايفه …
رددتها عدة مرات
قاطعها ياسين حينما لم يفهم حرفاً من تلك الآحرف المتقطعه قبلها من جبهتها بعمق وهو ضامم وجهه بين راحتيه وهمس :-
يلا أهدي كدا وصلي علي حبيبك” قالها وهو يزيح دموعها” فصلت علي رسولها وهي تهدأ شيئاً فشيئاً ، جذب صنية الطعام علي قدميه وهو يقول بحسم:-
يلا عشان تأكلي وتفهميني في أي ، لأني نازل الصعيد عشان وعد.
أتسعت عيناها وتجلي بهم الصدمه وهي تقول :-
وعد مالها وعد هي كويسه ؟ حصلها حاجه ؟
هز رأسه بالنفي قائلاً :- هتكون كويسه متقلقيش.
“ودلوقتي كلي من ايدي يلا ”
همس بها بعدما قرب من فمها بلقيمه ، فتناولتها من يده بإبتسامة ظل يأكلها بحنان، حتي صدح صوت عاليا ينادي عليه “ياااااسين”
حدق ياسين بزهولا وفرحه تسري بروعه وهمس وهو ينهض بإبتسامة بدت نواجزه :-
بلاااااال.
ركض للخارج على عجل و وراءه أسماء ، وقف أعلي الدرج بمنتصفه فـ رأي بلال تضمه لمار بحنان أم.
رفع بلال رأسه مبتسماً :-
وحشني يا ياسيييين عامل ايه ياعم..
هبط ياسين الدرج بإستماته ويديه بجيب بنطاله وقف أمامه قائلاً ببروداً مزيف.:-
وأنت موحشتنيش نهائياً.
زم بلال شفتيه ورفع احدي حاجبيه وقال :-
يا جدع طب احلف كدا؟
أبتسم ياسين ليضمه بلال بهمجيه وحب..
توالت عليه السلامات من الجميع بينما كان بصره زاغاً هنا وهناك تشتاق عينيه لترتوي ، فـ أين هي يا تري؟ لقد أضني روعه الشوق وتشتاق الروح لـ ضمه ، والقلب لينير ، فقد كان منشغلاً الذهن بها، باحثاً بعينه عنها.، عن أسماءه بلا لـ نقل سماه التي تنير دربه فأين السبيل إليها ؟
ها هي تطل عليه من أعلى الدرج ، ولقد أضني قلبه رؤياها هكذا ما ذاك السواد الذي يحيط عينيها السودويتين ، ما ذاك الوهن لماذا اثر الدموع تلك على وجنتيها ، ها هي تهبط الدرج لترج قلبه رجاً ، فإبتسم بحياء أبتسامة ذات واميضٍ ساحر رفع كفه بخصلات شعره يحاول ان يتحاشاها فقربها يذيد من خفقان قلبه ونفسه..
ها هو يفيق علي صوتها الذي أذاب قلبه وترنم به “يا بني أنت مالك بقولك عامل ايه من اولها كدا سرحان”
أبتسم بحياءً فأتسعت ابتسامته شيئاً فـشيئاً وقال بعشق :-
انا بخير الحمد لله.
أنتِ طمنيني عنك عامله ايه ؟
كان يتحاشى النظر إليها فـ يكفيه صوتها الذي يهلكه.
تجمهر الجميع حول بلال يرحبوا به فقد جاء لتوه من احدي المهمات.
بغضب صاحت لمار ليتراجعوا :-
بس كله يبعد عن بلال حالاً.
تراجع الجميع بخوف ما عدا ياسين الذي وقف بثبات وبرود.
لتقطب لمار حاجبيها متسائله وهي تقف عن كثب منه :-
قولت الكل يرجع كله رجع إلا أنت؟
هتف ياسين ببرود وثقه في النفس :-
أنتِ علمتينا منسمعش كلام حد ونعمل اي حاجة بس نكون احنا عايزينها ولا ايه .
أبتسمت لمار بفخر وانكفأت علي اذنه هامسه :-
ماشي يا ياسين ، غمز لها مبتسماً ، لتستدير هي كلياًّ لـ بلال الذي كان يسترق السمع لهم وهمس مستسلماً ما ان استدارت له :-
وربنا أبداً مش مستغني عن نفسي هتقولي ابعد امشي اموت هعمل.
علت ضحكات الجميع بمرح ، ليهتف ياسين وهو يضربه على منكبه :- يا جبان.
أبتسم بلال ضاحكاً وهتف :-
لا ياعم انا بس مش مستغني عن نفسي.
ضمت يده بين راحتها وأخذته ليجلس وجلست بجانبه عن كثب وهمست بحنان أم :-
طمني عنك عامل ايه؟
همس بلال مبتسماً بينما قلبه يشتاق ليرتوي من رؤياها فـ همس بصوتاً مختنق :- الحمد لله بخير كله تمام.
نهض بعد دقائق قائلاً بإبتسامة :- هروح عشان أسلم على ماما
بحسم جذبته لمار ليعاود الجلوس بجانبها وقالت :-
والله ماهسيبك غير لما تأكل معايا.
همست هاله بمرح :- دا انا عامله البشاميل اللي بتحبه.
ابتسم منصاعاً لهما ،لتهمس عائشه بمرح :-
ألحق ارن علي الأسعاف قبل ما نأكل.
ضربتها هاله بخفه غلى ظهرها هامسه وهي تغادر.:-
بس يا ماما والله لأوريكِ .
حدقت عائشه بمرح :-
وجه اللي يدافع عني يخليك ليا يا رب يا بلال.
جاءت خديجه ركضاً من فوق ، تتحدث مع بلال و ابتعدت لمار وقتما جاءها اتصال ، أنهته وعادة لتركضلها خديجه قائله بزعر :-
ألحقي ألحقي.
همست لمار وهي تحملها :-
الحق ايه؟ مالك يا ديجا.
همست ديجا وهي تشاور لـ بلال :-
بلال.
همست لمار وهي تنظر لـ بلال الذي يكتم ضحكته.
ديجا ببراءة :- قالي علي حاجه !
همست لمار ضاحكه :- قلك ايه الواد ده ؟
أكتفأت ديجا على أذنها هامسه بصوتاً يكاد يكون مسموع :-
بيقولي هاتي بوسه يا قمر
و وضعت يدها علي فمها وهي محدقت العينين.، فعلت لمار المثل وذات الصدمه وهي تقول ضاحكه :-
قليل الادب ده قلك كدا.
هزت ديجا رأسها بالإيجاب :- اه
لتقول لمار بغضباً مصتنع وهي تتركها :-
والله لأوريه الواد ده عاوز يتربي.
نظرت له ديجا ضاحكه :-
أحسن تستاهل وهقول لـ بابا يضربك.
نهض بلال متصنع الخوف ، بينما صرخت لمار به :-
تعال هنا.
اندفع نحوها ، لتشير لمار لـ ديجا :-
خدي حقك يا بت يلا.
ركض بلال وديجا خلفه لينفجر الجميع ضحكاً….
ظل يركض ولم تستطع مسكه إلا ان أنصدم بـ عمرو الذي رحب به وضمه بفرحه.
وفجأة صاحت ديجا :-
يا بابا أضربه.
نظر لها عمرو متسائلاً :- اضربه! ليه بس يا ديجا.
وانكفأ هامساً لـ بلال :- ولا عملت أيه ؟
جاء بلال ان يجيبه لتصح ديجا :-
لا عيب مش هقولك.
رفع عمرو حاجبه هامساً بدهشه :-
عيب !؟
مسك بلال من ياقة قميصه صائحاً :-
ولا عملت ايه لـ بنتي.
تحرر بلال من يده قائلاً :- يا عم مقولتش حاجه بنتك اللي حلوه اعمل ايه يعني.
نظر له عمرو بغضب فركض بلال من امامه
جثى علي قدميه أمام ابنته وتسأل وهو يضم وجهها :-
قلك ايه الواد ده.
صاحت ديجا بسخط :- مش خليته يمشي.
وعقدة ذراعيها وشاحت وجهها عنه.
ليهمس هو بحنو :-
دا أنا مش هخلي حته سليمه فيه ماله بس عمل ايه ؟
صمتت ديجا مليا بتفكير وهمست :-
بيقولي هاتي بوسه يا قمر، مش عيب يقولي كدا؟
نظر لها عمرو غير مستوعب لينفجر ضاحكاً رغماً عنه.
لتضرب ديجا الأرض بقدمها وهي تتجه لـ ياسين صائحه :-
يا ياسين …
فـ انفجر ياسين ضحكاً وما ان اقتربت منه متزمره حتي انحني قليلاً هامساً لها :-
ما تجيبي بوسه.
اتسعت اعين ديجا وغطت وجهها بيديها وهي تصرخ عالياً وتركض من أمامه ليقهقه هو عالياً.
” اعرفكم بـ بلال بلال من فريق وعد وياسين ابن المرأه التي تعمل لدي لمار وليه اخت و والده متوفي يعشق اسماء من صغره ولكن لا أحد يعلم بذلك ”
💮”رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ”💮
ضاقت بها الدنيا ، وأكتظ فؤادها بالهموم ، أصبح الهم جاثماً بروعها ، يجعلها كاسفت البال ، أزق قلبها وليس له مخرج أو طريقاً ، تحتاج فقط لقلباً يشارك قلبها الهم والحزن ولكن من يشعر بها ؟
لما تشعر بالوحده بعدد جل الناس حولها ، ما ذاك الألم الذي يأكل بفؤادها دون رحمه.، صوت ذاك الرجل بذهنها لا يفارقها..
كانت تسير بالحديقه لا تدري لأين تسوقها قدمها ،تائهه هي غريبةً عن نفسها.
# السلام عليكم.
قالها قائل من خلفها ، لتستدير مبتسمه لـ بلال قائله:-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أبتسم بلال وهو يضع يديه بجيب بنطاله وهتف متردداً متوتراً :-
بصراحة أنا كنت بس خارج كدا أتمشى شوية فـ لقيتك فقولت يع…
قاطعته أسماء قائله بدون تعبير :-
لا لا متبررش مفيش حاجه ، أخبارك إيه والمهمه نجحت بخير؟
أبتسم قائلاً بحياء :-
اه الحمد لله كله تمام…
ساد الصمت لدقائق وبـ حيرة رفع رأسه هامساً بتساؤل :-
أنتِ كويسه ؟
هزت رأسها وهي تغض بصرها :- الحمد لله كويسه.
# مش واضح نهائي أنك كويسه ، مصدومه وشايله هم والظاهر كدا واقعه في مصيبه مش عارفه تعملي فيها أيه ؟
همس بها بلال بـ ثقه وثبات ، لترفع هي نظرها بصدمه غير متوقعه هل هي كتاباً مفتوح له؟ كيف شعر وفهم ما يدور بها؟
صدمتها تلك أكدت شكوكه ليبتسم بثقه قائلاً بصدق بكلمات ينطق بها فؤاده قبل لسانه :-
متأكد أن في حاجه ومتأكد بردوا أني جنبك لو احتجتي لأي مساعدة.
أبتسمت بسكينه وأمل يتسلل رويداً رويداً بمهجتها.
رآها حذيفة واقفة معه فأحرقت الغيره فؤاده واوقدت النيران بمهجته ،قبض راحت يده بسخط وبسطها وهو يندفع إليهم تطلق عينه شرارت الغضب. هي له له وحده يغير أن رآي أحداً غيره ابتسامتها وتضني الغيرة قلبه فـ كيف له أن يتحمل رؤيتها واقفه مع غيره.
أخفى بمهاره غيرته وعصبيه و وقف عن كثباً منهم قائلاً :-
بلال طمني عنك عامل ايه.
ابتسم بلال وصافحه قائلاً :-
بخير الحمد لله وأنت ؟
ليهتف حذيفه له ونظره لـ أسماء :-
بخير الحمد لله ، مش هتقولنا مبروك انا واسماء اتخطبنا.
صدمة جعلته جاثماً في مكانه ، هزعت نفسه وأتسعت عينيه وتجلي بهما الصدمه وسكن الحزن بهما.، تعلق بصره بها ، وأكتظ قلبه الألم ألم لا مثيل له وجع سكن روعه ، ما احوجه الآن للصراخ ، كابد على ان يبتسم في حين قلبه يضج بالأنين الصامت، ابتسم بأعين تلمع به الدمع وجاهد دمعه كادت بالنزول وكابد ليبدوا صوته طبيعياً ، وأبتسم من بين صرخات فؤاده قائلاً :-
بجد ؟ ألف مليون مبروك يتمم لكم على خير.
زاغ بصره بتوهان كما تيهة قلبه وهمس :-
طب طب استاذن انا لازم أروح الجهاز سلام.
كلمات متقطعه مجلجله همس بها وهو يتراجع بتوهان ليستدير مسرعاً حيث مسكنه ، فما أن ولج جلس على فراشه واضعا رأسه بين يديه ، لهيب استحوذ ثنايا فؤاده وتملك به.
ما الذي سمعه لتوه هل هو بحلمٍ أم كابوس أم أن الحياة أصبحت مقبره فجأة لا يدري ، ولكن كل ما يضني فؤاده هل ستصبح لـ غيره ، هل ستلبس لأبيض لـ غيره كم تخيلها به؟ كم حلم بها وصنع أحلامٍ وبيوتاً ليسكنوها سوياً ، كيف أتهدمت بغمضة عين؟
هل ستكون ملكاً لـ رجلاً غيره ؟ يضمها متى شاء ووتصبح أماً لأوالده ؟ وهو هل لا يمكنه بعد اليوم النظر لها او التفكير بها ، ما بها الحياة لماذا يشعر بإنه توفي وليس بعائش؟
ما ذاك الألم الذي يضني قلبه لماذا لا يمكنه الصراخ لعله يرتاح قليلاً وتخمد تلك النيران قليلاً قليلاً فقط لا غير فأنها فوق أحتماله.
ما ذاك المرار أنه مرارة الألم ، مرار ذات مذاق صعب أصبح جاثماً بـ قلبه.،ما بها مهجته هل هربت من أورتده فكانت هي مهجتها فـ كيف يعيش بعد اليوم…
لأول مرة منذ وفاة والده تهطل دموعه كأنها براكين منفجره وصراخ بصوتاً تنطلق عبراته من وجع قد انقسم لأشلاء يريد الجبر والثبات والتحمل والصبر ” يا ررررررررب”
نطق بها بصوتاً يبعث الألم لمن يسمعه وهوت دموعه تهوي هوياً دون بوجع وما زالت النيران مشتعله بقلبه.
بإثناء ذلك ما زالوا أسماء و حذيفة واقفون سوياً..
غمغم حذيفة قائلاً :-
مش عايزك تقفي مع حد ؟
تنحنحت أسماء قائله بتعجب :- ليه.؟
غير مجري الحديث هامساً :-
مقولتليش بردوا مالك ؟ انا هبقي جوزك قريب يعني المفروض تشاركيني كل حاجه ومتخبيش ؟
خفق قلبها برعب يسري بإوصالها ، وتذكرت كل ما حصل كأنه قد حدث لـ توه فتاهت الكلمات بتوهان غريب بدا بـ عينيها.
رن هاتفه مقاطعاً ذاك الصمت الذي ساد ، ليجذبه مجيباً وهو يقول بتوتر شديد :-
هرد على التلفون وجاي ادخلي أنتِ دلوقتي ؟
هل كانت تنتظر ان يإذن لها بالدخول ،لتركض للداخل تحتمي بغرفتها.، لـ يرن هاتفها فإرتشعت بفاه منفتحاً بخوف لم تجيب وظل يرن وجسدها يرتعد.
إلي ان وصل أشعار رسالة لتسرع بفتح وقرآتها وضعت يدها على فمها بصدمه واتسعت عينيها وانسابت دموعها فقد كان محتواها “متنسيش يا قمر قدامك لحد بكره بس ، بكره بالليل تكوني مكان ما شفتينا.،واياكِ باي غدر هتندمي صدقيني هندمك متنسيش يا حلوه”
بينما بالأسفل صاح حذيفة على الهاتف :-
اسكتي بقا هخلاص هقابلك بس قسماً بالله اي حد هيعرف هندمك.
صمت قليلاً وهتف :- تمام تمام خلاص جاي.
واغلق الهاتف بوجهها.
💮”رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”💮
ذهب ياسين لـ مكتبه ، بعدما حادث أنس الذي أصبح زفافه قريباً.
ومضى لـ مكتبه منكباً على بعض الملفات ، أنتهى بعد مدة ليست بـ طويله ، وتنهد بـ راحه وهو يرجع رأسه للخلف ، لتداهمه الذكريات فجأة ، ذكريات لها اثر جاثماً بالقلب ، على قدر السعاده التى يشعر بها ما أن يتذكر بقدر وجع قلبه القابع بين ثناياه ، أجل لا يلقاها ولا يرآها ولن يرآها يظنه نساها ولكن كيف له ان ينساها وهي التي تحي بفؤاده وروحه ونبضه هي حياة قلبه .
هبط الدرج بغضباً شديد ما ان تناهي لمسامعه صوت بكاءها ، تاركاً التدريب مع خالته لآجلها ، ويقسم أنه لن يرحم من كان سبباً في بكاء صغيرته ، دنا منها وساندها على النهوض وظل ممسكاً بيدها وهتف بـ لين :-
مالك بتعيطي ليه ؟ حد كلمك ؟
هزت رأسها نفياً وهي تبكي وهمست من بين دموعها :-
كل اللي يشوفني يعيب عليا ويعيرني أنا ذنبي ايه بس ؟!
قبض يده بغضباً وربت على منكبها هامساً :-
مين اللي قلك كدا ؟
هزت رأسها نفياً وهي تشهق باكيه وقالت :-
لاا يا ياسين.
ازاح دمعاتها بحنان وهو يقول :-
طب ممكن متعيطيش تاني ؟ عشان دموعك دي بتوجعني !
هزت رأسها ببراءه قائله :-
حاضر.
ثم أستطردت قائله :-
عثمان بيضربني.
ضغط على يدها قائلاً بـ غيره :-
هو كلمك و وقف معاكِ.
هزت رأسها بخوف ، ليستدير مناديا بصوتاً عال لـ عثمان ولكمه بقوه وتمت مشاجره بينهما.
فاق لواقعه بإبتسامة ألم ، بشوق أضنى قلبه ، يكابد طول الوقت لـ يبدوا أنه قد نساها لكن ما لا يعرفوه كيف لـ روح أن تنسي ساكنيها ؟
قست عليه الحياة حينما أنتزعتها منه ، لا سيما أنها كانت تحيي قلبه ، حملها بين ذراعيه رضيعه ، فأصبحت ضحكتها الملائكيه ترفرف قلبه وتشرحه ، ولكن لماذا أنتزعها الموت منه وأخذها دون رجعه ليس هي فقط بلا بدون رحمه أنتزعوا معها قلبه وروحه وهو فـ هو ليس حياً أنه يموت في اليوم اكثر من مائة مرة.
صورتها لا تفارق ذهنه ، يا الله ماذا كانت لتفعل به أكثر من ذلك لو هي حيه ترزق ؟
أبتسم هامساً بصدق من فؤاده :-
وحشتيني “صمت لدقائق وأكمل” وحشتي يا ياسين يا قلب ياسين اااه لو أنك موجوده كان زماني متجوزك وعايشين مع بعض في بيتنا اللي حلمت بيه دايماً وحشتيني الله يرحمك يا حته من قلبي ، الحمد لله ”
أبتسم بحزن يسكن وجهه وعينيه التائه المتعبه المشتاقه لحد الجنون ، مشتاقه لرؤياها لضمه تحيي مهجت قلبه وتعيده للحياه لضمه فقط او مسكت يد إلي وجودها ويكفي.
فتح الدرج بلهفه وشوق وألتقط بعد الغوائش المنكسره وتأملهم بنظرات عاشقه ، يكاد يأكلهم بعينيه يتلامسهم برفق ويضمهم لقلبه ، ثم لاحت له ذكري غالية جداً .
ولجت من الخارج بضجر برفقة وعد ، لتصيح فجأة بحزن :-
غوايشي اتكسروا وهما دول اللي كنت بحبهم اعمل ايه دلوقتي ؟
صمتت وعد ملياً بتفكير ، ونظرت لها قائله :-
متزعليش بكره هجبلك غيرهم ؟
جلست محتجه وهي تقول بأستنكار.:-
أنا عايزه زيهم مش عايزه غيرهم.
تنهد ياسين بثقل لحزنها ، وخرج مسرعاً لـ يجلب لها ما يسعدها بعدما أصر على والده بالذهاب معها ،
عاد ليلاً بعد بحث دام لـ ساعات وها أخيراً يأتي لها بمثل ما ادارت ، دلف باحثاً بـ عينه عنها ، وما أن وقعت عيناه عليها جذبها قائلاً من يدها :-
تعالى معايا دقيقه
نظرت له لمار مستفسره :- على فين ؟ مش هتخرحوا.
أبتسم لها قائلاً بصدق :-
خمس دقايق مش هنتأخر ومتقلقيش عليها طول ما هي معايا.
أبتسمت لمار ليجذب هو يد فاطمه.
لم تعقب وسارت بجانبه فـ هو أكثر احد بـ ابناء عمامها تثق به.
تعلقا باقي الفتيات بـ ياسين ولكنه آبي أن يأخذ غيرها بحسم
سارا بـ هزعاً من الليل على مرآي من النجوم ، متشابكي الأيدي بحنان بصمتاً تام قاطعته هي قائله ببراءه :-
عاوزه أيس كريم.
أومأ بـ راسه موافقاً و وقف امام المحل الذي كان قريباً وجلب لها آيس كريم ، لتتناوله منه بـ فرحه لا مثيل له أمسك يدها و وقفا قريباً من الباب ، وقف أمامها ممسكاً بكفت يدها بين راحته ، ويده الآخري ممسكه بـ علبة فضية اللون.
وهمس قائلاً وهو يفتحها ويجذب منها الغوائش :-
جبتلك غوايش بدل اللي تكسروا وزيهم بالظبط.
همست بفرحة عارمة وهي تقفز :-
بجد ولا أنت بتضحك عليا ؟
ابتسم بسمة رجوليه وهو يقول :-
لا بجد انا امتى كدبت عليكِ يعنى ؟
وأمسك كفت يدها ليلبسهم لها ، فتتحسسهم هي بـ فرحه لتتأكد انهما مثل الذي أتكسروا قبلاً.
ابتسمت بفرحه وهي تهمس ببراءه :-
الله دول زي اللي اتكسروا بجد انا بحبك يا ياسين وبحب الغوايش دول اوي مش هشيلهم أبداً أبداً .
أبتسم لها بـ حنان ولكن فجأة وقفت سيارة سوداء اللون لـ يترجل منها رجالاً ذو قامه طويله وجسد عريض ، جذبها ياسين خلف ظهره وهو يدفع بالرجال ، ولكنهم دفعوها بعيداً ليسقط ارضاً على رأسه..
فاق ياسين على صوت طرقات الباب.، فجاهد لكلا تنحدر دموعه وهو يأذن للطارق بالدخول ، دلف العسكري مؤدياً التحية بإحترام و وقار وقال :-
أحمد بيه طالب حضرتك ؟
أومأ ياسين وهو يشير له ليغادر العسكري ويتنهد ياسين بثقل وانتصب مندفعاً لأحمد ، ليقابله عثمان ايضاً متجهاً إليه.
💮رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ💮
الهدوء يغطي المكان بأكمله ، صوت أنفاسها المتقطعه بوهن تصاحبها نظراتٍ باحثه متحيره خافته بإنحاء الغرفه ، أصوات أقدام خافته تقترب منها ، لا تدري ما تفعله إلى متى ستظل بهذا المكان ؟ فاقت ألام جسدها تحملها ، فـ من الذي سينقذها من هنا، وبتلك الدوامة فاقت على صوت خافت أمام باب غرفتها ، تحركت وعد زاحفة متحامله على ألامها كثب الباب ، تسترق السمع ليأتيها صوتاً خافت متسائلاً :-
أنت عايز تشوفها ؟
جاءها صوتاً معتاداً لمسامعها يهمس بخفوت :-
أنت أتجننيت اشوف مين ؟ خلص عليها فى اقرب وقت.
هدوء ساد بعد ذلك ، حاولت تذكر ذلك الصوت لم تستطع تذكره فـ الصوت كان خافتاً للغاية ، من يريد قتلها هي لا تخشى الموت بلا ترجوه ، أن تصبح شهيده وتحلق روحها إلى الرحمن بجانب الصحابه ونبيها هي ترجوه لـ يأتي لتستقبله بترحب شديد وفرحة غامره تهز جوانبها ، يا ليته من موت به فخر أن تموت لأنقاذ الكثير ، ولكن من ذلك لا بد أنه رحيم يريد قتلها لكى لا تكون عائقاً أمامه.
كسي الألم وجهها وضني قلبها الوجع أغمضت عينيها بإستسلام تاركة الأمور للرحمن تذكرت بتلك اللحظه والدتها ماذا لو أنها ماتت؟هل تتحمل والدتها صدمة آخرى إلا يكفيها عذاب ؟ كم تشتاق لرؤياها الآن تذكرت الجميع فإبتسمت بخفوت شديد ، شعرت بحركات ودربكه بالخارج فـ نظرت من بين الأخشبه المتراصه بفتحه صغيرة للغايه فـ وجدت ناس كثيرة وتسليم صناديق ينقلوها فوق عربيات النقل فغامت عيناها بالغضب الشديد.
و نهضت متسانده وهي تحاول بكل ما آوتيت من قوه فتح الباب ،
ليفتحه أتاً من خلفه ونظر لها بشماته صائحاً :-
وعدنكي بإنك هتشوفي صفقاتنا وأهوو اوفينا بوعدنا.
بـ حركة مباغته منها مدت يدها لعنقه لتلفه وهي تنتشل منه السلاح موجهة فوهته لـ رأسه وقالت وهي تشدد من خنقه بذراعها القابض عليه :-
أياك تتحرك هفجر المسدس في رأسك ولا يرفلي جفن .
أومأ برأسه ورفع ذراعيه للأعلي فدفعته للخارج ، ليقف كل الرجال عن العمل ناظرين إليها ، هتفت بصوتاً گهزيم الرعد :-
كله يسيب اللي في ايده حالاً وإلا اقرو الفاتحه على روحه .
قهقهات عالية ساخره آتت من خلفها وقال قائل من وراءها :-
لاه بجد متخيله أننا عشانه هنوجف كل حاجه.
رصاصه واحده كانت كفيله للذي بين يدديها يسقط غارقاً في دماءه، ليقف قاسم أمامها قائلاً :-
ايه يا بشمهندسه يا تري رحيم لما يعرف كذبك عنيه هيعمل ايه؟
أنتِ هتموتي جبل ما يدري متجلجيش ، كانت نظراتها له كفيله لتحرقه وتسير الخوف بروعه ، وهم عدداً من الرجال مقيدين يديها عنوة عنها ، وباشره هما عملهم علي مرآي منها بينما تجلس هي گ بركان يستعد للانفجار بأي لحظه.
💮”ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”🌸
ضاق صدرها وللآن لا تدري ما عليها فعله ، تخشي أن تخبر أحد فـينفذوا تهديدهم ، بـ من تطلب العون؟ هل بلال ام حذيفة أم والدها أم خالتها ، أم هل تذهب غداً وتسلم له الفيديو وتسكت عن كل ما رآته وتلازم الصمت ، وأن لم تتحدث كيف لضميرها أن تجعله صامتاً ، ولكن ضميرها أقل وجعاً من وجع الفقد.
حسناً عليها غداً أن تذهب إليهم وتعطي لهم وعداً أنها لن تأزيهم لعلها لا يؤذوهم او يأزوا عائلتها ، صدح رنين هاتفها لتنتفض وهي تنظر بنظرات مرتجفه لتقرأ اسم المتصل “حذيفة” ها هو الأمان بتسرب إليها شيئاً فـ شيئاً ، لماذا يرن ليلاً وليما ، آبت أن تجيب ليأتيها رسالة منه كان محتواها “ممكن تنزلي دقيقه واطلعي علي طول” ترددت حائره لتتخذ أخيراً قررها بالنزول ، خرجت من غرفتها لـ تقابل مكه التي تخصرت أمامها بسخط قائله :-
وبعدين يعني معاكِ ، مش راضيه تقعدي معانا ليه ؟ هااا قولي يلا.
ابتسمت لها بخفوت وهمست بوهن :-
هاجي أقعد معاكم بس حالياً عايزه أبقي لوحدي شويه.
ابتسمت مكه قائله بحب :-
حبيبتي أهم حاجه راحتك شكلك تعبانه ارتاحي ولو عاوزتي اي حاجة أنا موجوده ، وهعرف مالك بردوا بس لما تتحسني شوية.
ابتسمت اسماء بحب ، لـ تستطرد مكه سائله :-
رايحة فين كدا ؟
هزت أسماء منكبيها قائله :-
هشوف حذيفة ، وأنتِ نازله ليه ؟
ابتسمت مكه وهي تتوجه للنزول :-
هنزل اعمل ليا وللبنات كم شندوتش وعصير كدا وطلع وهعمل حسابك أوك.
ابتسمت اسماء بـ مرح :- اوك
أندفعت للخارج على عجل ، و دنت منه هاتفه بغيظ:-
بترن ليه ؟ وعايزني ليه دلوقتي؟
لم يعقب وأنما أخرج يده من خلف ظاهره بعلبة مغلفة مدها لها هامساً بإبتسامة :-
دي ليكِ….
نقلت انظارها بينهما وهمست بتعجب :-
أيه هو اللي ليا ؟
أشار بعينيه للعلبه هامساً :-
شوفي بنفسك.
أحتجت قائله بضجر :-
لا مش هشوف !
أبتسم رافعاً حاجبه وأعاد يده قائلاً :-
والله أنتِ اللي خسرنه براحتك بقا! اما اكل البيتزاء دي لوحدي !
وتصنع السير لتتسع عينيها بحماس وهي تصيح :-
استنى استنى بتقول بيتزاء لا لا خلاص تعالى.
أبتسم بإنتصار وهو يعود ادراجه لها و وقف امامها كاتماً ضحكته :-
عايزه أيه ؟ مش قولتي مش عاوزة.
لمعة عينيها ببراءة وهي تقول :-
لا عايزة هات بقا !
بمداعبه اشار لها :-
تدفعي كام ؟
زمت شفتيها قائله :-
يا ررربي هتجيب ولا أطلع ؟
نظر لها بدهشه متسائلاً :-
أجيب ولا تطلعي يعني كمان بتتأمري! بغيظ قال وهو يمد يده به :-
امسكِ يا ستي مش عاوز منك حاجه اهوو.
تناولتها منه بحماس ، ليبتسم بحب قائلاً :-
بالهناء والشفاء ليكِ وهتلاقي شوكولاته كمان.
ابتسمت بإمتنان قائله :-
شكراً
قطب حاجبيه متسائلاً :-
شكراً ؟ شكراً على ايه بس افهم أنتِ بنت عمي وخطيبتي وهتبقي مراتي وام عيالي وحبيبتي وامي.
توردت وجنتيها بحياء وابتسمت قائله بجديه :-
أنت كلت ؟
كبت ضحكته قائلا بمشاكسه ما أن احس أنه استطاع أخراجها من حالتها الكامنه بداخلها ولو قليلاً :-
لا مكلتش أصل ماما الفترة دي معرفش مالها وبطلت تهتم بقا ونسياني فـ اكل ازاي ؟
حاولت كتم ضحكتها فلم تستطع لتهمس قائله :-
لا بصراحه معهاش حق ماما دي اخص عليها.
همس مشاكساً :-
طب أيه ؟
همست ببراءه وهي تتجه للمرجوحه خاصتها :-
هديك حته بس ممتطمعش حته صغيره خالص تمام كدا ؟
وقف عن كثباً منها لتمد هي يدها بقطعه قائله بتحذير :-
دي وبس.
نظر لها بدهشه :-
ايه البخل ده.
همت باكل القطعه هي وهي تقول :-
عنك ما تاخد.
ليلحق بها منتشلها من يدها صائحاً :-
عندك استني هاتي.
نظر لبعضهما وانفجرا ضحكاً بمحبة وشوق ليتوها ببعضهما.
بينما على الجانب الآخر يوجد هنالك من يتقطع قلبة وينزف ألماً حينما شاهدهما هكذا ، ولكنه تمنى لها السعادة من صميم قلبه ،
هل سينساها يوماً ما ؟ كيف كيف وهي مهجته فـ هل للأنسان ان يحيا دون دم دون قلب روح نبض فـ هي قلبه وهو النبص ، كم ذلك الألم صعباً صعب للغايه فإنه يرآها بكل الوجوه ، أصبح قالبه فارغاً إلا منها، يحرقها الشوق گناراً اوقدت به يشتاق إليها وإذا امامه فـ كيف كيف يعبر نسيانها.، كيف يهدأ نيران قلبه؟
يا ليته فقط يخبرها انه يحبها بلي يعشقها أنها حياته هل للأنسان أن يعيش دون حياة ؟
وإذا أشرقت الشمس وكبدت السماء وانتشرت بالارض لن تشرق قلبه أبداً فـ هناك ظلمة كظلام القبور.
تنهد بثقل أكتظ به قلبه وزفر رافعاً بصره للسماء يناجي مولاه.
ألطف بـ قلبي العاشق يا الله فـقلبي قد عشثها دون حسبان للجروح والألم ، جبرك يا رحمن فمن غيرك استعين بگ ، ألطف بقلبي الذي أحرقه الشوق لرؤياها عن ضمها وطمئنت قلبه ، آخرجها من فؤادي لعلي أرتاح قليلاً فإني اشعر أن تلك الحياه قاسيه للغايه وفراقها قد قسم قلبي أفرج شجون قلبي ليلاً نهاراً يا الله أدعوك ان تكون لي والحمد لله فقد رضيت ولكن عذاب قلبي من لي غيرك يداويه انها ستغيب ولن تعود ولكن كيف تغيب عن قلبي ؟
نظر لهما نظرات دامعه وعاد والجاً للداخل.
🌸”رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُون”🌸
دلف عثمان من الخارج على عجلاً حتى يجهز نفسه للسفر.
فجأة ظهرت أمامه مكه تصرخ برعب شديد وهي تقفز هنا وهناك
كاد ان يجن وهو ينظر لها أينما ركضت فـ كاد أن تحول عينيه.
أمسكها من ذراعيها صائحاً بصوت عال :-
بس في أيه؟
صمتت قليلاً وخفق قلبها حينما تقابلت أعينهما ، دقائق قليلة وعاودة الصراخ مرة آخرى بصوتاً عال كاد أن يفقده سمعه.
فتركها ساداً أذنيه بإذنه وبأعين يتطاير منها الشرار صاح :-
قولت بس وإلا قسماً بالله أديكِ قلماً يفوقك.
أنهي جملته وهو شارعاً يديه عن كثباً من وجنتها ، لتتظر لـ يده برعب وأنعقد لسانها واتسعت عينيها ليتجلي بهما الرعب وازدرات ريقه هامسه :-
لا لا لا أنا سكت أهووو.
ومن ثم وضعت كفها على فمها.
لينزل يده قائلاً بسخط :-
في اي ايه كل الصراخ ده ؟
تمركز بصرها على نقطة ما متسعت العينين وصاحت وهي تقفز فوق ظهره :-
فار فار فار فار عاااااااااااا.
صدمة سكنت وجهه بزهول لتلك الطفلة ولكن كيف كبرت وما زال عقلها صغير من ماذا هي خائفه من فأر ؟سحقاً لتلك البلهاء! التي افقدته ثباته ، وهيبته و وقاره ، أنزلها برفق من على ظهره لتصيح هي بخوف وهي تقفز أمامه قدميها غير ثابتتاً :-
أقتله طيب اقتله بدل ما ياكلني.
نظر لها بتعجب سائلاً :-
مين اللي يأكلك ؟ الفار؟!
أغمض عينيه يحاول الثبات قدر الأمكان ثم أنفجر ضحكاً لأول مرة من عمق فؤاده.
احتد بها الغيظ وقالت وهي تضرب قدمها بالإرض :-
ادخل موته وهاتلي الأكل اللي جوه.
نظر لها ببرود ليثير غيظها وتخطها قائلاً :-
وأنا مالي ؟
لحقت به لتمسك ذراعة گ طفله صغيرة قائلة :-
لا لا لا وربنا مهسيبك غير لما لما تموته وتجيبلي الأكل اللى جوه.
حاول نزع يده إلا أنها تشبثت به بقوه وهي لا تكف عن الكلام.
لـ يقرر أخيراً تجنب ثرثرتها إلا متناهيه ويفعل لها ما تريد.
دلف للداخل ، بينما تبقت هي تترقب خروجه بخوف شديد ،
ذهب لبعض الوقت وخرج حاملاً بيده السندوتشات لتقترب هي على عجل ما ان رآته وقالت بتساؤل :-
هااا ماتتت قتلته صح.
قالتها وهي تصفق بيديها ، لهث من شدت ما بذل من مجهود شاق للعثور على الفأر ، ومد يده لها بالصنيه فـ بفرحه كمن انتصر بالحرب تناولتها منه مهلله بفرحه تهز جوانبها ، أستدارت قائله وعيناها على السندوتشات :- شكراً.
ما كادت ان تخطي حتي قفز الفأر من الصنيية على وجهها لتصرخ وتترك الصنيه من يدها مصدره صوتاً عال وتراجعت برجفه في حين ذلك اتصدمت به ليختل توازنه ويقعا سوياً ارضاً ، كانت مازالت تصرخ وهي مغمضة العينين :-
الفار يا عثمان الفار على وشي شيله شيله.
لم يستطع مقاومة ضحكاته لينفجر ضاحكاً ويظل قلبه يتأملها بعشق.
تنبهت أنها ما زالت واقعه فوقه ولكن لماذا هو هادئ لذاك الحد ألتفت برأسه له فوجدته يحدق بها بنظرات اول مرة ترأها ، فـ تنحنحت بخجل وركضت لغرفتها.
يا تري من سينقذ وعد ؟
ما الذي سيحدث مع اسماء وماذا ستفعل ومن سيكون الضحيه؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى