رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السابع والستون 67 بقلم ندى ممدوح
رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء السابع والستون
رواية فتاة العمليات الخاصة البارت السابع والستون
رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة السابعة والستون
البارت 31 “والأخيييير”
# دموع العاشقين.
ندى ممدوح
بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ
نظر الفتيات فيما بينهن بتيه ، بينما وقف الشباب محدقين بالفتاة بزهول ، اقتربت وعد منهاوهي تكتم ضحكتها ورحبت بها واخذتها للداخل.
أدارعثمان؟ ج للخلف وهو يتمتم بزهول :
– ما حد يخبني يا شباب !
لوى حذيفة فمه بسخريه قائلاً :
– عيب عليك تبقى خايف من مراتك مش عارف تسيطر؟.
صدح صوت أسماء الغاضب قائله :
– حذذذذذذيفه أياك عينك تيجى على المزه اللي جوه دي.
أنتفض حذيفه هزاً رأسه سريعاً :؟
– أنتِ تؤمري يا قلبي.
نظر له عثمان بطرف عينه من اسفل لأعلى بإستهزاء.
تمتمت سجى بعدم فهم :
– بنااات كلكم سكتوا ليه؟.. في حاجه ؟
مكه بغيظ :
– قولي مفيش أيه يااختي.
تحدثت اسماء بغيظ :
– البت استغفر الله العظيم اللي جوه دي ايه اللي جيبها.
تحدثت مكه وهي تجز على اسنانها :
– دي جاية يااختي تقعد هنا لحد ما ترجع بلدها… بس شكلها هترجع متقطعه.
اسماء وهي تضم كتف سجى وتهمس بجانب اذنيها :
– سجى يا حبيبتي .. أنتبهي لجوزك البت استغفر الله العظيم تتأكل أكل .. خلي بالك يا حبيبتي .. وياسين عينه زايغه.
ربتت على كتفها ثم نادت على ياسين الذي اقترب قائلاً بهدوء :
– ايه يا قلبي.
سجى بدلال وهي تقترب منه :
– حبيبي وحشتني.
اذرد ريقه بإرتباك وهو يتمتم :
– وحشتككك ؟
امسكت بكفه وهي تهز رأسها سريعاً:
– ايون تعالى نقعد بعيد.
أخذها دون كلمه بعيداً عن الجميع .. وهم بالجلوس وهو يشير لها بالجلوس فظلت ممسكه بكفه حتى جلست على قدميه وعانقته بخفه ليتمتم بتعجب :
– مااالك يا سجى يا حبيبتي ايه الرضى دا كله ؟.
سجى بسمه :
– مش جوزي؟.
ياسين بحاجب مرفوع :
– يا شيخه؟.
عبثت بإزرار قميصه وهي تقول بصوتاً رقيق ناعم للغاية :
– ياسين بتحبني قد ايه؟.. هو أنت ممكن تعرف بنات غيري ؟!.
أنفجر ياسين ضحكاً حينما استشعر مصدر حديثها ليتمتم وهو يهدأ آنٍ فـ آن :
– هما البنات دول لعبوا في دماغك .. متتقلقيش هي مش حلوة اصلاّ.
وبهمس تابع وهو يقرص وجنتها :
– وبعدين هو اللي عنده سجى .. يبص لوحده تانية.
زمت شفتيها بتهكم قائله بسخط :
– قصدك ايه يعني ؟
ياسين وهو يضع كفه على وجنتها بحنان :
– حبيبتي قصد ان مفيش زيك أبداً .. وبعدين أنتِ مش واثقه فيا ؟!.
هزت رأسها سريعاً وهي تقبل باطن كفته قبل أن تميل رأسها عليها :
– لا يا حبيبي انا بثق فيك .. بس برضوا ملكش دعوة بالبنت دي.
تصنعت مكه التعب حتى يصعد بها عثمان للاعلى .. حتى تبعده عنها .. وضعها على الفراش برفق متمتمًا بحنو :
– كويسه دلوقتي ؟.. حاسه بحاجه؟
أشتعلت النيران بمقلتيها .. فتلاعب بحواجبه وهو يقول بضحكه :
– هي الحاله هتقوم وعفريتك هيطلع ؟.
رمشت بعينيها ببراءة وبأعين لامعه لطيفة قالت :
– لا يا حبيبي عفاريت أيه بس اللي تطلع .. وانا ستين عفريت فيا.
أنهت جملتها بحده وهي توثب واقفه وتلتقط كل ما تطوله يدها تلقيه عليه .. بينما ركض هو بالغرفه يحاول تفادي ما تقذفه بوجهه ويتمتم بضحك :
– اهدي يا مجنونه هتموتيني.
وقفت لاهثه بتعب فـ دنا منها بحذر وهو يهمس :
– اهدي هاا اسمعيني.
ضمها ممسداً على ظهرها وهو يقول :
– يا هبلة اهدي دي ضيفة وهتمشي يا مكتي.
تنبه لشهقتها ليرفع وجهها إلية ناظراً بتمعن لعينيها الدامعه فتنهد بضيق وهو يقول بحنو :
– مكتي أنا مش هبص لحد والله دي ضيفة مش أكتر.
اؤمأت برأسها وهي تقول بغيرة واضحه :
– كانت بتبص عليك.
ثم بإنفعال تابعت وهي تضربه على صدره :
– لو بصت عليك تاني هجيبها من شعره.
اؤمأ برأسه ضاحكاً وهو يقبض على كفيها ثم غمغم :
– تصدقي انهارده العيد.
لوت فمها قائلة بسخريه :
– أيه ده انت مكنتش عارف؟
ضحك عليها قائلاً :
– لا عارف بس وبخطط نخرج بالليل كلنا .. بس دلوقتي في ضيوف هيجوا لازم ننزل.
ضيقت عينيها بعدم فهم :
– ضيوف مين ؟.. مين جيلنا ؟
اخذها للأسفل قائلاً :
– تعالي بس.
# بعد وقت تجمع الفتيات بعدما ساعدا وعد بكل ما يلزمها .. رزعت الغرفة ذهابًا وأيابًا بتوتر وهي تفرك اناملها بإرتباك جليّ .. فمنذ أن اخبرتها والدتها عن أن هناك عريس أتً وهي لا تدري ما اصابها .. ولما فؤادها يدق بهذه الطريقة من الأساس .. لم تتخيل يومًا أن توضع بموقف كهذا .. أتصبح لغيره ؟.. هل نساها الآن ؟.. ربما لم تعد تأتي بباله من الأساس.
# يا بنتي اهدي بقا مفيش حاجه لكل دا؟
هكذا صدح صوت عائشة التي جاءت منذ سويعات قليلة تهدأ من توتر اختها.
فقالت سجى بضحكة :
– يا بنتي مش هياكلك .. انتِ بس قبليه وخلاص لو في قبول ربنا يتمم على خير..محدش هيجبرك عليه يعني.
لوحت مكه بغيظ للجميع وعيناها لا تحيد عن تلك الفتاة الجالسه بجانبهم ترتدى جيب كحلي قصير وبلوزه من اللون الوردي قصير :
– اسكتوا بقا عشان نفسي اقوم ارتكب جنايه.
أيدت اسماء حديثها بغيظ :
– وانا والله.
ضحكت سمر بملأ فمها قائلة :
– حاسكم هتفترسوها مش عارفه لية.
تنبهت الفتاة للناظرات التي تحاصرها فتمتمت ببسمه رقيقه :
– ما بكم ؟.. لماذا تنظرون إلي هكذا؟.
لم ياتيها رد واحتدت النظرات بـ اولج توهجها فـ انتابها الخوف قليلاً ثم نهضت ممسكه بـ وعد وهي تتمتم :
– وعد إني خائفه .. لماذا لا يحيدون بابصارهم عني ؟
ربتت وعد على كفها بحنان متمته :
– لا تخافي ديما أنهم فقط متضايقون من ملابسكِ.
تساءلت وهي تضيق حاجبيها :
– لمه؟.؛ما بها ملابسي.
همت وعد بالأجابه .. فقاطعها صوت الباب يصفق بقوة وتلج ديجا بسخط وهي تتمتم:
– مش عايزني ادخل اشوف العريس.
طرقات آخرى.على الباب يليها دخول أدهم الذى قبل رأس وعد بحنان وقال :
– جاهزه يا حبيبتي.
اؤمأت وعد بتوتر وذهبت برفقته.
دلفت معه لغرفة الصالون بتوتر جليّ .. تحاول التحكم بدموعها قدر الأمكان .. تود لو تصرخ وتخبر الجميع أن هناك من يسكن فؤادها .. ولن تستطع الان قبل أن تتناسه ان تصبح لغيره .. آتاها آخر صوت توقعته وهو صوت الحجه صفية التى نهضت محتضنها بشغف وحب حقيقي .. ما زالت على صدمتها تخشى أن تغدر بها عينيها فلا تجده رفعت رأسها بصمت .. وتقابلت الأعين بلقاءً لن يفهمه سواهم .. كان يتفحصها بشوق يود لو ينهض وينتشلها داخل احضانه ويغمر فؤاده بحبها وقربها .. ادمعت عينيها رغماً عنها .. ثم جلست حينما حذبتها الحجه صفيه برفق.
تحدثا لبعض الوقت حتى تحرك للخارج جميعاً وتراكهم بمفردهما ولكن بقا ياسين قريباً منهن بعض الشيء.
طال الصمت مشحون بتوتر غريب .. لا تصدق أنه الآن بجانبها .. جاء ليطلبها ولكن كيف ؟.. اليس متزوج ؟.. ما ذاك التوتر الذى أنتابها مصحوباً بقلباً يرفرف ببهجه.
قرر رحيم قطع الصمت فتحمحم ثم قال بتوتر :
– عامله ايه؟ كويسه ؟.
أؤمأت برأسها دون النظر له .. فتساءل :
– مش عايزه تسألي عن أي حاجة؟
ساد الصمت مرة أخرى وعلى بغته رفعت رأسها قائلة وهي تكتم دموعها :
– أنت عاوز أيه ؟.. جاي ليه ؟.. ازاي جاي تطلب ايدي وانت متجوز من بنت عمك.
تنهد بصوتاً مسموع بإبتسامة متسعه ذادت من غيظها في حين تنحنح وهو يقول بهدوء :
– اه اتجوزنا.
نهضت بإنفعال وهي تقول في ضجر :
– امااال عايز ايه مني؟.
بهدوء تحدث وهو يشير لها لتجلس :
– اقعدي يا وعد .. واسمعيني.
نفخت بضيق وهي تعود جالسه تود لو تركض من أمامه وتبكِ لقد فاق تحملها.. ذاك الثبات التي تتصنعه يستنزف طاقتها .. يجعلها تبذل مجهول كبير للغايه تحاول التحكم بفؤادها الذى اصبح يدق بوجع.
بعد صمت تحدث رحيم بصدق :
– اسمعيني للاخر ومتقطعنيش .. أنا ايوة كتبت عليها .. وبعدها اكتشفت انها كانت متفقه مع اخوها بخصوص خطف غادة أختي .. وكمان هي كانت تعرف حقيقة قاسم .. فطلقتها وسبنا بعض قبل الفرح بـ آيام .. وهي دلوقتي تجوزت من حد تاني.
شعاع أمل تولد بفؤادها .. فرفعت عينيها الضاحكه به وعادت لها روحها المغادرة فتابع هو ببسمة راحه :
– وأنا دلوقتي يا ستي جاي اطلب أيدك .. فتقبلي تكملي معايا اللي باقي من عمري .. وتنوري دربي وقلبي
جحظت عينيها بزهول وخفق قلبها بجنون .. فتساءل هو حتى يخرجها من حالة التوتر :
– عايزه تسألي أيّ حاجه؟
هزت رأسها سريعاً بتوتر .. بينما تود لو تسأل عن الكثير والكثير .. لكن أين الكلمات ؟ لقد فارت هاربه كأنها لا تدري كيف تحرك فاهها.
غمغم رحيم ببسمة :
– طيب مش عايزة تقولي اي حاجه ؟
نظرت له بإنفاساً متسارعه وهزت رأسها متمته :
– أنت عاوز تسئل عن حاجه ؟
هز رأسه قائلاً ببسمه :
– أنا عارف كل حاجه .. بس مستتي موافقتك عشان تنوري بيتك لاني مش هصبر الصراحة.
إلي هنا وفاض بها الثبات أمامه فنهضت مسرعه للخارج فضحك هو عليها.
* وافقت وعد على رحيم ببهجه وقراو الفاتحه واليوم جاء حتى يحددوا يوماً لكتب الكتاب ، لم تحادثه لا بالهاتف او غير .. استخارة ربها قبل ان توافق عليه .. ولذلك ستكون حريصه بعلاقتها معه حتى لا يعاقبها الله ببعده.
تحركت بقلباً يضرب گ الطبل لخارج الغرفه ما ان علمت انه جاء ، وتمت دعوتها وذهبت لتجلس بجانبه بصمت.
تحدث رحيم ببسمة :
– عامله أيه.
هزت رأسها ببسمه متسعه :
– الحمد لله .. وأنت؟
أؤمأ برأسه وهو يضع علبة صغيره على الطاولة امامهم :
– الحمد لله .. أتفضلي ؟
بعدم فهم قالت :
– اي دا ؟
أجاب ببسمه وهو يشير لها :
– افتحيها.
امسكت العلبه همت بفتحها .. لتدلف ديجا قائله بضجر :
– هوووف يا ربي .. مالكم هتتجوزوا .. وانا عايزة اتجوز.
ضحكا عليها واشار لها رحيم لتاتي وحملها على قدميه قائلاً :
– اكبري بس انتِ وأنا هجوزك للي تشاوري علية.
تصنعت ديجا التفكير وهي تضع سبابتها على ذقنها وهمهمت قائلة :
-هتجوز ابنك انت وعد.
رحيم بحاجب مرفوع :
-أنتِ خلتينا نتجوز وكمان نخلف .. وفوق كل ده عايزه تتجوزي ابني؟!
اؤمأت ديجا ببراءة ليتابع رحيم ببسمة صادقة :
– طب انا اطول ابني يتجوز ست البنات.
تبسمت ديجا بحياء ثم قالت لـ وعد التي تتابعها ببسمة وهي تغمز لها قائلة :
– ماشي يا مرات ابني.
رفعت ديجا رأسها مقبله وجنة وعد ثم اشارة للعلبة بضيق :
– اي دا انتوا هتلبسوا خواتم من غيري .. والله لاقول للمار.
ابتعدت صائحه بصوتاً عال حتى تجمع الجميع وبالفعل تبادلا الدبل ببهجه تغمر الافئدة وتملأ الأرجاء .
تحدث رحيم ببسمة وهو ينظر لوعد بحب :
– بكره هنكتب الكتاب وهنسافر الصعيد للفرح.
ثم تابع بتساءل جليّ :
– مش عاوزه تغيري حاجه في البيت ؟. او لو تسكني بعيد ويبقى ليكِ بيتخاص بيكِ…
قاطعته وعد وهي تهز رأسها مسرعة :
– لا لا أبداً .. انا عايزه اسكن مع ماما.
ضمتها الحجه صغية بفرحه .. بينما غادر رحيم و والدته لمنزل زيد حيث هو و والدته.
وظل الفتيات سوياً يغنون بفرحه ويلتقطوا الصور فيما بينهم.
انقضى اليوم سريعاً بقلوب تعمرها البهجه .. وسعادة لمار وحزنها على فراق ابنتها التي تهيأ نفسها لفراقها بقلبٍ متألم.
ضمها ادهم بغرفتهم لصدره مقبلاً رأسها :
– حبيبتي متزعليش ما هي هتبقى قريبة و وقت ما تحبي تشوفيها هتروحيلها.
اؤمات لمار بأعين دامعة وهي تسترخي بحضنه.
* تمددت وعد في فراشها ناظره للسقف بشرود .. هل ستصبح زوجته غدًا حلمٍ جميل ظنت يوماً انه لن يتحقق .. ها هو سيصبح حقيقه و واقع .. وستكون غدًا له .. وله فقط وستعترف له بما تكنه بجعبتها من كلامٍ كثير.
* كانت تتوسد صدره مستكينه تمامًا وهو يتلاعب بخصلات شعرها .. حمحمت وهي تقول واناملها تعبث على صدره العاري :
– ياسين.
همهم وهو يعبث بخصلات شعرها مستمتعاً بقربها .. فتساءلت هي ببسمة :
– أنا بحبك اوي .. أنت الحياة أنت الهواء أنت أنا .. أنت عيوني اللي بشوف بيهم .. وعوض ونعمه وجبر من ربنا على كل اللي شفته في حياتي .. من وقت ما قابلتك اول مرة وانا حاسه إني في امان يا اماني وكل أماني .. أنا لو فضلت اوصف بحس بـ ايه مش هعرف اشرحلك مشاعري.
أدارها لتصبح رأسها على ذراعه وهو يطل عليها بجذعه وقال وهو يقبل وجهها برقه :
– وانا .. بعشقك .. بعشق ..ايه .. مفيش كلام يوصف .. أصلاً .. يا ملكة قلبي.
رفعت ذراعيها معانقه عنقه وهي تقول بخفه :
– عارف نفسي في ايه؟
ياسين وهو يضمها بقوة جواه :
– أنا أنت اللي نفسك فيه قولي على طول أنا زوجك مفيش بينا كسوف .. وحاجه كمان مهما هتحصل مشاكل بينا مش عايز طرف تالت يدخل بينا .. مهما كان قريب .. لأن اي شخص هيدخل بينا هيكون سبب في خراب علاقتنا .. حرفياً كدا مش عايز جنس مخلوق يعرف اي حاجة تخصنا .. ولو في بينا مشاكل الدنيا نحلها سوا ونبين للعالم اننا سعداء.
اؤمات براسها سريعاً ببهجه وهي تتمتم بضحكه :
– أنت ناوي تتخانق معايا ولا ايه؟
ضحك بخفه وهو يقرص وجنتها :
– لا يا قردتي.
زمت شفتيها بغيظ :
-قردتك ؟.. حد يدلع حد كدا.
ضحك بخفه متسائلاً وهو ياخذ رأسها لتتوسد صدرة بامان :
– قوليلي بقا كنتِ عايزة تقولي ايه.
ثم بتذكر قال سريعاً :
– حبيبي مش ناوية تتنقبي ..
اؤمأت بمحبه وهي تمسك كفه الاخر تعبث براحة يده :
– هتنقب حاضر .. ايه رأيك نعمل عمره .. نفسي اوي نروح سوا .. بس لو..
قاطعها ياسين مقبلاً رأسها :
– بس لو اي ؟.. يا بنتي أكيد نروح طبعاً .. بس ننهي فرح وعد ونطمن عليها.
ببهجه قبلته من وجنته وهي تقول في حماس :
– وتشوف عثمان وحذيفة.
ردد ياسين بصدق :
– بس البنات حوامل ممكن يتعبوا من السفر.
اؤمأت سجى وما زالت الفرحه تطل من عينيها واستكانت بحضنه.
* دلف حذيفة للداخل وبيده علبه مغلفه وضعها جانباً وهو يقبل رأس اسماء جالساً بجانبها وهو يقول :
– مش عاوزة تشوفي حيبلك ايه ؟
تنبهت للعلبه لتؤما سريعاً وهي تقول :
– حيبلي ايه ؟
اشار لها ببسمة :
– افتحيها.
وضعت الكتاب من يدها وهي تفتح العلبه لتشهق بفرحه واضعه كفها على فمها وهي تقول :
– الله الروايه اللي كنت بدور عنها شكراً اوي يا حذيفه.
قبلته بسعادة ثم جلست القرفصاء تضم الكتاب بيدها وفتحته .. ليقاطعها حذيفه وهو يطوقها ضامماً آياها لصدره وهو يتمتم :
– انت هتقري من غيري ؟.. مش نبدا سوا.
اؤمات سريعاً ، فوسطت الكتاب بينها وبينه واسندت راسها على صدره وهم يقرأو
* بحث عثمان عن مكه التي اختفت فجأة .. خرج من دورة المياة فلم يجدها .. هل هبطتّ للاسفل ؟ ولكن لماذا؟
نفض رأسه طارداً تلك الأفكار من ذهنه وشرع بالبحث عنها منادياً .. فتح باب غرفة الاطفال لعلها بالداخل .. واربه وطل برأسه فلم يجدها .. ففتح الباب ودخل منادياً بلحظه كان يغلق الباب وتقفز هي على ظهره بضحكاتٍ صاخبة.
ضحك بخفه قبل ان يقول بحسم :
– يا بنتي أنتِ طفله… انتِ حامل يا ماما خافي على اللي في بطنك .. متجوز طفله يا ربي لا إله إلا الله.
ضرب كفيه ببعضهما ، فطمست الضحكه وزبلت ملامحها فجأه بحزنً عارم واستدارت مغادرة .. فشدها من يدها لحضنه قائلا ببسمة :
– تعالي هنا رايحة فين .. خلاص يا ستي متزعليش .. أنا بس خايف عليكِ.
رفعت عينيها بعينيه وهي تتحدث :
– هو احنا لما اببنا يجي هتحبه اكتر مني ؟.
عثمان برفع حاجب :
– نعم يااختي ؟.
دفعها بخفه عنه :
– امشي يا مكه اعمليلي قهوة يلا.
ضربة بقدمها الارض بطفولة قبل ان تتحرك للمطبخ.
أعدت له قهوته الخاصه ، ثم خرجت باحثه بعينيها عنه لتجده بالشرفه ، تسللت للداخل بخفه و وضعت القهوة جانباً ثم ضمته من الخلف ، ليبتسم هو قبل ان يمد يده ليجذبها لتصبح أمامه ويسند ذقنه على رأسها بينما استكانت هي بحضنه.
* انعدلت سجى رافعه رأسهاقليلاً عن صدرة وهي تتمتم.:
– ياسين انا جعانه.
انعدل فوراً مقبلاً وجنتها :
– عيووني هعملك احلى اكل دلوقتي.
ضيقت عينيها متسائلة :
– أنت هتعرف تعمل؟
– اومال .. تعالي بس تعالي.
قالها ياسين وهو يجذبها للمطبخ وهو يقول :
– هعملك تاكلي .. بس بكره عليكِ أنتِ تعمليلي لأني عايز اكل من ايدك.
اؤمات سجى حتى اجلسها برفق ثم شرع هو بإعداد الطعام.
بصباح يوماً جديد .. تجمع الشباب بالأسفل يجهزون ما يلزمهن بينما الفتيات مع وعد يساعدوها بالتجيهز.
تم كتب الكتاب بالمسجد الذى لم يكن بعيداً عنهن موافقاً بعد صلاة العصر .. وتجمع الفتيات بالأسفل والأقارب واهل رحيم .. وغادة التي جاءت بالصباح .. تصدح الزغاريط تملأ الأرجاء والتصفيق والأغاني .. بينما هاله وريم و ورد بالمطبخ بإعداد الطعام .. ولمار تنظر لأبنتها باعين دامعه .. بينما الشباب بالخارج يرتبون الحديقة ويشرفون على تزينها ..
وانهوا كل شي قبل ذهابهم للمسجد ، عاد أدهم بعد وقت مقترباً من وعد وقدم لها الاوراق لتمضي فمضت وعد ثم ضم وجهها بين كفيه وطبع قبله على جبينها قائلاً وهو يضمها :
– مبارك يا حبيبة ابوكِ .. ربنا يسعدك ويهنيكِ.
قفزت عائشة عليهن قائله بغيظ قبل أن تغلبها دموعها :
– يعني هي حبيبة ابوها .. وأحنا بنات البطه السودة.
– تعالي يا لمضه.
قالها ادهم وهو يجذبها لحضنه ، في حين بحث بعينه عن سجى فـ ابتعد عنهم مقتربًا منها وضمها بحنان وهو يقبل رأسها .. ليقتربا وعد وعائشه وضموهم بحنان اقتربت لمار ليجذبها ادهم لذاك الحضن العائلي قائلاً بضحكه :
– تعالي يا ام البنات.
ضمتهم لمار اربعتهم في لحظه كانت ديجا تهجم عليهم من فوق الاريكه صائحه :
– من غيرررري كدا.
ضحك الفتيات عليها بقوة ثم غادر ادهم مرة آخرى.
* دقائق فقط و ولج رحيم ليبتعد الفتيات تاركين لهم المكان وهم ينسحبوا لخارج الحديقة .. وابتدات الأناشيد تعلو بالمكان.
اقترب رحيم و وقف على بعد خطوات منها بصمت .. لتفرك هي يدها بتوتر شديد وتدريجيا تتورد وجنتيها .. هاربه بعينيها عن حصار عينيه للأسفل ، بطرف سبابتها رفع وجهها هامساً :
– بصيلي.
أجفلت وهي ترفع رأسها بتؤدة ثم فتحت عينيها ببطء وقرع قلبها طبولاً ما ان وقعت عينيها علية بحلته الكحلي التي ذادته جمالاً و وسامة بجسده العريض .. تبسم وهو يضم وجهها بين راحتيه وردد ببسمه :
– مبارك عليا أنتِ يا حته مني.
طرفت بعينيها تحاول جاهدة أن يخرج صوتها فخرج مهزوز :
– مـ مبروك ليك أنت كمان.
دون حرفًا آخر .. ضمها بقوة بداخله .. صدمت في بادئ الأمر… لم تدر ماذا تفعل… ولكنها استسلمت فرفعت ذراعيها محيطه ظهره مستكينه… هو زوجها حقاً والآن هي بحضنه…هل هي بحلم.
تمتم رحيم ببهجه وحبور :
– أيه القمر دا بس ؟.. ربنا يقدرني وقدر أسعدك يا بابا.
– بابا ؟!.
ردّٓتها وعد بتعجب ونظره مندهشة وهي تبتعد برأسها ترفع عينيها.
رحيم بنظرة مفعمه بعشقها ونبرة حنونه صارحاً :
– اه .. بابا عشان أنتِ مش بس مراتي .. أنتِ كمان سندي وأماني واحتوائي يا بابا وظلي في الدنيا من حر الصيف وبرد الشتاء أنت دفيا .. عشان أنتِ ظهري .. أقدر وأنا مغمض ومطمن ارميلك حمولي من غير خوف .. هقدر أعيش وأنا مطمن إني لو غبت فـ أنا سايب راجل في البيت مراتي اللي هتحافظ عليا وعلى بيتي من أي عاصفه أو موجه مهما كانت شدتها فـ اه أنتِ بابا.
يا إلهِ أين هي الآن .. أنها ترفرف فوق السحاب .. الدنيا لم تسعها من شدة السعادة فحلقت روحها في السماء.
لا حركه .. لا همسه .. لا كلمه .. فقط النظرات معلقه ببعضها حتى أتاهم صوت ديجا الذي أجفلهم ليبتعدوا عن بعضهم.
ديجا بضجر :
– هووف بقا كل دا يلا تعالوا برا.
نظر رحيم و وعد لبعضهما بضحكا ، فغمغم رحيم ببسمةوقد ذابت ضحكتها فؤادة :
– يلا يا وعد نطلع عشان مش ضامن نفسي.
ضحكت بخفوت قبل أن تتأبط ذراعه ويخرجا سويًا ببسمه تتسع تدريجيًا ، فما وطأت قدميهم خارجا المنزل حتى توافدت عليهم من الأعلى ورود كثيرة گ المطر ، فجحظت اعين وعد بعدم تصديق وتكاد تطيرٍ من الفرحه.، رفعت رأسها لأعلى لتبصر الفتيات والبلاليين تتطاير للأعلى وهم ينثرون الورود عليهن ، تجمعت فرقت الدفَ حولهم ، حتى جلسوا بمكانهم المخصص وأبتدت الأقارب تقترب مباركه ومهنئة.
لم يمض طويلاً وكانوا يجلسون بمفردهم على طاولة بعيده عن الأنظار بآخر الحديقة رتبوها لهم الشباب كما طلب رحيم.
سحب لها المقعد فجلست وجلس مقابلها .. تنحنح رحيم قائلاً في تردد ويديه تقترب بتوتر تتلامس يديها :
– هتوحشني لحد ما تيجي.
تبسمت بحياء ومشاعر شتى اجتاحت كيانها :
– وأنت كمان.
طرف بعينيه متمتماً بتوتر :
– أنا .. أنا .. أنا بحبك من اول مرة شفتك فيها .. حسيت بحاجه بتشدني ليكِ .. ملكتي قلبي .. رغم إني كنت خايف.
– خايف ؟! ليه ؟
لفظت بها وعد وهي تتمعن النظر بعينيه بعدم فهم.
ضم رحيم كفيها بين راحتيه بحنو وهو يهمس وعينيه تتفحص قسمات وجهها يحفرهم على جدران قلبه :
– خفت ربنا يعاقبني فيكِ ببعدك عني .. كنت بتمناكِ وبتطلبك في سجودي وصلاتي .. بس مكنتش عارف أن عوض ربنا حلو أنا كنت فقدة الأمل ان نبقى لبعض .. وبفكر لو أنتِ مكنتيش دخلتي حياتي .. كانت هتبقي ازاي .. مش قادر اتخيل نفسي مع بنت عمي .. من لما دخلتي حياتي لخبطيها وبقيتي أنتِ حياتي.
يا إلهِ ما كل هذا ألتلك الدرجه الصبر جميل والعوض أجمل ؟
قشعريرة دبت بأوصالها وقتما رفع كفيه طابعًا قبله رقيقه على كلاً منهم.
غمز لها بعينه حينما رأى تورد وجنتيها التى توهجت فجأة وقال بهدوء :
– يلا نأكل.
بصمت شرعا في تناول طعامهما ، حتى أنتهياء ليتمتم رحيم متسائلاً :
– ايه رأيك نتكلم عن مستقبلنا في حاجه معينه في بالك او عايزة تقولي حاجه؟
نظرت له لدقيقه قبل أن تقول بإريحية :
– عايزك تأخد بأيدي لـ ربنا .. ونحفظ قرآن سوا .. ونصلي سوا ونطلع عمره أن شآء الله لو ظروفنا تسمح .. ونفضل سند بعض .. عايزك أبويا واخويا ورفيق دربي وزوجي عايزك كل حاجه.. عايزه أكون منك.
ضم كفيها مقبلاً آياهم وهو يتمتم بنظره عاشقة .. مشتاقه .. طوقه لضمها .. مفعمه بالحنين :
– أنتِ فعلاً مني.
* أقترب زين باحثاً بعينه عن زوجته وأخته فجال ببصره لم يبصرها عن قرب .. لعلها بالداخل وسط الفتيات .. خرج مبتعداً عن الحفل والضجيج وهو يهاتفها .. مره اثنين جاءه ردها في المرة الثالثة وهي تقول بصوتاً عال نسبياً :
– ايوة يا زين أنت سمعني ؟
زين بهدوء :
– ايوة يا عائشةسامعك كدا… انا مستنيكم عند العربية .. هاتي سمر وتعالوا يلا.
جاءه صوتها قائلاً بعجل :
– ماشي حاضر اقفل دلوقتي.
أغلق معها وظل واقفاً بأنتظارهم حتى وجدهم مقبلون عليه فـ أستقلوا السيارة وادار هو عجلة القيادة عائداً للمنزل.
عادا للمنزل ليصعد كلا لغرفته ما زال زين وعائشه على خصامٍ مصتنع يغفى كلّ منهم بغرفة منفردة .. بدلت عائشة ملابسها لبرمودا صفراء اللون ذات خطوت بيضاء بورد عند الصدر والكتف رافعه شعرها الأسود للأعلى بخصلاتٍ متدله على وجهها .. جلست على الفراش بملل تهز قدميها .. أمسكت هاتفها ودخلت على صفحتها الشخصيه للفيس وظلت تقبل بالمنشورات بملّ .. صوت اشعار رسالة لفت أنتباهها .. فما كانت إلا من زين الذى ارسل لها “صااحية”
تبسمت بإتساع وأعين تلمع بالحب .. بالشوق .. بالأمل .. حنين .. ألم لبعده ثم ارسلت له ” ايوة”.
لحظة وصدح صوت تنبيه برسالة آخرى كان محتواها “طيب أنا جعاان .. ممكن تعمليلي حاجه اكلها لو مش هضايقك”
ضحكت بخفوت قبل ان تعبث بـ لوحة المفاتيح مرسله له “عيوني حاضر .. تأكل ااايه”
آتسعت عينيها متوهجه وقلب يضرب طبولاً بعنف وهي محدقه بالهاتف .. لم تدر كم مرة قراءة رسالته ببسمه تتسع تدريجياً ” تسلملي عيونك يا دنيتي ، بحبككك اوي ، ومش قادر على بعدك عني.، وقومي اعمليلي كريب ، عارف طلب غريب بس اعمليلي بقا وخلاص “.
تركت الهاتف من يدها أخيراً وهي تتمدد على الفراش بسعادة وتضم الهاتف لصدرها بشوقٍ كبير.
ثم نهضت متحركه للخارج حيث المطبخ .. نظرت حولها لدقائق قبل أن تجذب احدي المقاعد لتقف علية وهي تحاول جذب علبة الدقيق لكن قصر طولها لم يسعفها .. فترجلت من عليه بضيق وهي تدور حول نفسها .. ثم ابعدت المقعد ساحبه الطاولة .. و صعدت على المقعد ثم للطاولة وفتحت ضلفة المطبخ جاذبه العلبه بين يديها .. استدارت لتهبط فخشت ان تسقط .. فوقفت تائهة لا تدر ماذا تفعل .. ادمعت عينيها بغيظ.
# أااايه دا بتعملي ايه فوق.
هكذا صدح صوت زين بعبث.
فـ التفتت لـ مصدر الصوت لتجده يستند بجذعه على الجدار ببسمة أذبت فؤادها وسحرت روحها ، تلاعب بحاجبيه وهو يتحرك ناحيتها بمشاكسه :
– محتاجه مساعده ؟
اؤمأت عدت مرات فأخذ منها العلبه وهو يقول:
– طيب هاتي دي كدا.
وضعها جانباً ومد كفه قائلاً وهو يسند بيده الاخرى الطاولة :
– هاااتي ايدك وانزلي على مهلك.
ناولته يدها بتوتر جليّ وهي تنظر بعمق عينيه .. قشعريرة دبت بإوصاله ما أن لامس كفها .. همت بالنزول ففاجؤها وهو يحملها بين يديه .. فـ تعلقت الأبصار ببعضها دون حرفًا .. أو همسًا .. فقط العين تتحدث بما تكنه الافئدة من عتابٍ .. وشوق .. وأشتياق فاق الحد .. وغرقا في غرام بعضيهما .. قاومت رغبة ملحه على دفعه والركض من امامه فتنبهت لذاتها أنها بين يديه .. بحضنه أذدرت ريقاً جافًا بتوتر واجفلت وهي تقول بتوتر :
– أ.. أنت.. أنت بتعمل ايه .. أوعى .. أوعى نزلني.!
هز رأسه نفيًا وهو يقول في اصرار :
– تؤ تؤ مفيش حاجه ببلاش يا حبيبتي.
بإنفعال هتفت بإرتباك :
– زين نزلني بقولك.
زين برفع حاجب :
– قولت لا .. مش ببلاش.
نفخت متصنعه الضيق وهي تتمتم :
– بقا في واحد في الدنيا دي يقول لمراته مش ببلاش عشان ساعدها تنزل.
زين مغيظاً آياها :
– اه في.
تحاشت النظر له وهي تغمغم بتوتر :
– طيب .. طيب عايز أيه؟
زين بمكر وهو يحرك وجهه :
– يلا.
رمشت عدت مرات بصدمة وهي تردد في زهول :
– يلا أيه ؟
أشار على خديه لتهز رأسها نفياً بسرعه وتلقائيه :
– لا لا لا .. مش ممكن طبعاً.
زين ببرود :-
خلاص بقا .. وانا ياستي مش تعبان في حاجه .. وعايز افضل شايلك كدا.
عائشة بغيظ وهي تضربه على كتفه :
– طيب هااات.
زين بخبث :
– أجيب أيه ؟
نفخت بضيق وهي تتمتم :
– خدك يعني ايه ؟
قرب وجنته اليمنه لتطبع قبله سريعه رقيقه وتبتعد فـ ادار رأسه وهمت بتقبيله ليدير وجهه ، فحملقت في صدمة وهي فاغرة الفاه بينما غمز لها بمكر ، وضعت يدها على فمها في صدمه .. وهي متسعت الأعين… ثم تنبهت لذاتها لتضربه على كتفه بحياء قائله :
– يا قليل الأدب ازاي تعمل كدا.
انزلها بخبث وتقدم وهي تتراجع للخلف وقال بهدوء سرى الرعب بمهجتها :
– قليل الأدب انا هاااا..
ارتطم ظهرها بالجدار و وقف هو امامها رافعاً كفيه بجانبها ، وظلت عينيه تتفحص وجهها بشوق ، رفعت كفيها وهي تغمض جفنيها على صدره وتمتمت بهمس وهي تدفعه :
– ز .. زين ابعد لو سمحت.
أمسك كفيه مسندهم على صدره واقترب بوجهه من وجهها وقال بهمس :
– وأنا مبعدتش ؟
تسارعت دقات قلبها لتغلق عينيها بتوتر جليّ ..
حملها زين لغرفته .. ليغدها عشقاً وغرامًا ويختطفها لعالمه الخاص لتصبح زوجته قولاً وفعلاً..
أنتهى اليوم بكثير من الحب .. الترقب .. الشوق .. السعادة.. وأوى كلاً منهم إلى فراشه.
🌼 اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد 🌼
مرت الأيام تباعاً وجاء يوم الثلاثاء قبل يوم السفر بيومٍ واحد.
مساءً تجمع الفتيات بغرفة وعد يدردشون ويضحكون تارة .. وتارة آخرى تصيبهم نوبة جنون فيقفذون ويغنون.
أرتقى ياسين الدرج متوجهاً لغرفة وعد لأخذ سجى التي أشتاقها حد الجنون فما أن جاء من عمله .. وإذ فجأة ترتطم به ديجا التي تصرخ باكية وهي تصيح برعشه :
– عفررريت عفررريت يا مامااااااا .. يا ياااسين ياااسين.
أنهت جملتها وهي تضم أقدامه برعبٍ زلزل فؤاده .. فمال رفعها بين ذراعيه وهو يقول بقلق :
– ديجا مالك يا قلبي بتبكِ ليه ؟ في ايه ؟
دفنت رأسها به وهي ترتجف وقالت بخوف وهي تؤشر بيدها على غرفة وعد :
– فـ.. في عفريت جوه .. أنا .. أنا شفته يا ياسين والله .. أنا خايفة.
انهت جملتها تزامنً وهي تدفن راسه بكتفه بشهقات عالية متتالية.
قطب ياسين حاجبيه وهو يمسد على ظهرها بحنو :
– عفريت ؟ عفريت ايه بس يا ديجا يا حبيبتي .. مفيش حاجه من دي يا حبيبتي.
أبعدت ديجا رأسها ناظرة له بعمق قبل ان تقول بشهقات خفيفة :
– لاااا في عفريت وشوشهم سوداء خالص تخوف.
ياسين بدهشه وعدم تصديق :
– عفريت .. وشوشهم سوداء.
رفع حاجبه بدهش فتبسم وهو يرتقي الدرج قائلاً :
– تعالي يا ستي نشوف العفريت دول.
خبئت رأسها به .. تناهى له قبل وصوله للغرفة بخطواتٍ بسيطه ضحكات الفتيات الصاخبه .. فطرق على الباب بخفوت وهو يخاطب ديجا :
– عفريت ايه بس يا ديجا ما صوت البنات جوه اه…
اااااايه دا بسم الله الرحمن الرحيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
قالها ياسين بفزع وهو يرتد مصعوقاً للخلف بعينين متسعتين على آخرهما .. لتردد سجى بخوف :
– في ايه يا ياسين مالك ؟ بتخوفني ليه ؟
رمش ياسين عدت مرات يحاول استيعاب من أمامه .. وما ذاك الوجه المطلي بالأسود الذي طل علية :
– سجى .. ايه دا .. أيه اللي عامله في وشك.
لامست سجى وجهها ببراءة :
– دا مسك.
ظل لدقائق ناظراً لها بغيظ قبل ان يترك ديجا وقال وهو يجز على اسنانه :
– وأنتِ حاطه ليه زفت مسك ؟
سجى بضيق وهي تزم شفتيها بطفولة :
– ملكش دعوة يا ياسين.
أغلق جفنيه بعنف وبحسم قال :
– طيب امشي يا سجى قدامي.
– لا .. سجى مش هتروح معاك .. سجى هتبيت معايا انهاردة.
قالتها وعد بحسم وجديه وهي تحاوط كتف سجى.
ياسين برفع حاجب :
– سجى مين اللي هتبيت معاكِ .. بس يا ماما ادخلي ياست العفريته جوه وسيبي مرااتي.
وعد بغيظ :
– قولت لا .. انسى سجى انهارده .. عايزة اشبع من اخؤاتي.
التفت ياسين لسجى :
– ما تقولي حاجه يا سجى لاختك ويلا بينا.
سجى وهي تعانق وعد وعائشه التي خرجت مخرجه لسانها لـ ياسين مغيظة آياه :
– لا أنا هقعد مع اخؤاتي.
ياسين بغيظ وزعلاً مصتنع :
– بقااا كدا ماشي براحتك.. أنا ماشي.
غمزت عائشة لـ وعد ليدخلوا الغرفه .. في حين أمسكت سجى بكفه موقفةً آياه ليستدير لها بحنان منتشلها بداخله بصمت.
يستنشق عبيرها يروي قلبه منها .. ولكن هل يرتوي ؟.. أنه لا يمتلأ كلما امتلأ اراد اكثر وأكثر .. اااه لو بقدرته أسكانها بداخله حتى لا تفارقه ثانيةً وحده.
رفعت رأسها ليتحدث هو بحنان وهو يمسد على ذراعيها بكفيه صعوداً وهبوطًا :
– نامي كويس .. وأغسلي اللي في وشك دا عشان مزعلش منك… أنتِ جميله من غير حاجه يا حبيبتي ماشي.
اؤمأت بصمت فجذبها لحضنه مرة آخرى مشدداً بقوة.
وغادر للأعلى بينما دلفت هي للداخل.
مر الليل بسلام وإذ بـ وعد تغفى بجانب عائشة وسجى تضمهم بحنانً جم واسماء ومكه وسمر وأنجي وأسراء بجانبهم حيث بسطا فرشه بسيطه على الارض لتحتويهم .. تناهى لها صوت شهقات مكتومه .. فـ اعتدلت بقلق تنظر بالوجوه لتقع عيناها على سمر .. تضم نفسها وتضع كفها على فمها تمنع شهقاتها .
نهضت بهدوء وسارت بصمت وهزتها بخفوت وهي تشير لها فنهضت خلفها وسارا بعيداً قليلاً ناحية الشرفه ..
وعد بقلق وهي تضم وجهها بين راحتيه :
– سمر يا حبيبتي مالك بتبكِ ليه ؟
القت بذاتها بين ذراعيها باكية بحرقه وهي تقول في وجع :
– مش متخيلة انك هتبعدي عننا يا وعد خليكِ متمشيش.
ضمتها وعد بحنان تحاول تهداتها ثم قالت بخفه :
– متجوزش طيب واقعد على قلبك.
ضحكت سمر بخفه وهي تهز رأسها سريعاً بـ ” آه ”
فـ عادة وعد لتضمها مره آخرى وهي تداري حزنها .. ستبتعد هي عن من كانوا محور حياتها .. كيف تتحمل البعد عنهم بمكان جديد وغريب وليس فيه احد منهم .. هل تستطع حقاً يا الله هذا موجع حقاً.
🌼 سبحان الله ، الحمد لله ، الله أكبر ، لا إله إلا الله 🌼
توجهت ورد وهي تحمل ديجا النائمة داخل الغرفه لتريحها على الفراش .. وضعتها في رفق وهي تجلس بجانبها .. تدسرها بالغطاء جيداً ثم مالت مقبله جبينها وهي تمرر يدها على رأسها بحنو .. ثم اعتدلت متنهده بضيق جم .. ضيق يعتمل صدرها لا تدري كيف النجاه منه .. يحجب على فؤادها بـ أكنه من حديد .. تخشى على أبنتها من عدم الثبات .. ماذا لو كبرت وتفرقت بها السبل وضلت الطريق .. أبنتها تحتاج دائماً لشخص يوجهها .. ليد تأخذ بيدها لله .. فـ هذا الطريق إلى الله يحتاج لصديق .. فمن يستطع أن يسير به دون عوائق من الشيطان ؟.. لا بد من أنس بطريقها يصحح لها الاخطاء وقت الخطاء ويوضح لها .. صديق ولكن أين تجد صديق .. وجله هي ان تصادق ابنتها اصدقاء سوء يردوها عن طريقها .. ويتلعبون بعقلها .. تحتاج صديق صافي النية ذا قلبٍ قويم مهتدي .. يجول بذهنها ما آلت إليه نساء المؤمنين هذه الأيام والموت الذى يأتي بغته .. تململت ديجا في انزعاج على اثر دموع والدتها التى هوت على وجهها .. ففتحت عينيها في بطء وهي تفركهم بضيق .. سرعان ما انعدلت بقلق ما ان رآت والدتها باكية وتمتمت بلهفه :
– مامااا مالك بتبكِ ليه ؟ هو بابا زعلك ؟
نفت ورد برأسها وهي تضمها لصدرها وتغمغم صارحه :
– بصي با ديجا يا حبيبتي وافهمي كلامي وحطيه حلقه في ودنك .. في الحياة في الكويس والوحش في اللي بيفكر بس في الحياة وفي اللي همه الاخره والجنه والوصول ليها .. لما تروحي المدرسه نقي صحابك بـ عناية .. اختاري صحبه صالحه صديقه تكون قلبها زي قلبك وكل همها الجنه ورضا ربنا ومحبته… وابعدي كل البعد عن الصديق اللي يبعدك عن طريق الهدايه ويحاول يحببك في الحياة الدنيا .. مش معني كدا انك تبعدي عن الكل لا يا قلبي افتراض حد احتاجك عشان أنتِ تاخدي بإيده لطريق الجنه هترفضي ؟ دا انسان ربنا عايز يغفر له محتاج لحد يوجهه ويوضح له العقبات ويشده ويدفعه للجنه فهمتي يا قلبي ؟
اختاري يا حبيبتي صديق زي ابي بكر ورسول الله ﷺ.
صديق معاكِ في كل خطوة ويسحبك معاه للجنه وميبخلش عليكِ بمعلومة مفيدة صديق .. قلبك زي قلبه يخاف عليكِ وعايزك دايماً في تقدم ونجاح قلبه خالي من كل رواسب الحقد ..
أخذت شهيق أخرجته بتأني كأن همٍ وأنزاح عن صدرها بينما رددت ديجا :
– ماما أنا عايزة أشوف ربنا.
طرفت وعد قليلاً ترتب ما ستقوله لطفلتها ثم تبسمت بإتساع وهي تغمغم :
– عشان تشوفي ربنا ويحبك .. يبقى لازم توصلي للجنه… وعشان توصلي للجنه لازم تقرأي في سيرة رسول الله والصحابه والسلف وتصلي وتصومي وتقيمي الليل وتذكري ربنا كتير وتستغفري دايماً وتناجيه في حزنك وفرحك بسب وبدون.
تبسمت ديجا شاردة وهي تقول ونظرها متوجهاً للسماء من النافذة المجاوره لفراشها :
– أنا بحبك اوي يا الله وانت حبني .. حبني يارب .. حبني يارب.. انا مش هزعلك مني يا رب .. وهعمل كل حاجه حلوة عشان ترضى عني… عشان انت بتشفيني لما بتعب يا رب… وعشان لما بخاف بحس بإطمئنان وأنا بذكرك .. وعشان انا بحب محمد رسول الله .
ثم رنت ببصرها قليلاً بصمت وقالت وهي تتذكر احدي الأدعية :
– اللهم ثبت قلبي على الأيمان .
ثم تذكرت كل الفتيات والجميع ورددت داعيه بقلبٍ صادق :
– اللهم إني أسألك أن تغفر لكل عيلتي والمؤمنين والمؤمنات وتجعلنا من أهل الفردوس الأعلى مع محمد حبيبي.
ربتت ورد على رأسها بحبور وبسمة راضيه مطمئنة وأعين لامعه .. ببهجه .. راحه أمان فـ اطمئنان وسكينه.
نقر خفيف على الباب كان من عمرو الذي يقف مبعثر الشعر مفتوحه اول ازرار قميصه وهكذا اكمام ذراعيه ويمسك بجاكته بإهمال زم شفتيه قائلاً :
– مالكم بتبصولي كدا ليه… عجبكم كدا الشغل مبهدلني ااه يا اني يا امه.
انفجرت ورد وديجا في الضحك وهما يضربوا كفاً بكف .. بينما دفع عمرو ورد وتمدد هو براحه وهو يقول :
– الحقيني هموووت من الجوع أنهارده كان يوم متعب.
خطفت ورد قبله سريعه وهي تغمعم :
– ما انت جاي متأخر .. هروح اجهزلك اهوو.
تحركت ورد للخارج بينما ضمت ديجا عمرو وهي تقول :
– هو انت هتسافر معانا بكره.
هز عمرو رأسها قائلا :
– اااه يا حبيبي .. امال انا رجعت ليه متاخر .. قوليلي بقا كلتي.
هزت ديجا رأسها :
– ااه انا كلت.
لم يمض طويلاً حتى زارها سلطان النوم ليقبل عمرو راسها خارجا للمطبخ… تسحب للداخل ثم ضم ورد من الخلف قائلا وهو يسند ذقنه على كتفها :
– وحشتينيييي.
لكزته بضحكه وهي تقول :
– ابعد خليني اجهز الأكل.
(عزيزي القارئ إذا أردت السير إلي الجنه .. فـ عليك بالنية فبدونها لا يكتمل شيء .. ثم حدد وجهتك أأنت حقاً تود الوصول للجنه ؟ أنه طريق شاق بالعقبات والعوائق لكن نهايته يستحق ، أيها السائر احذر بالسير بمفردك لكلا لا يفتنك الشيطان ويضلك ، أنت بحاجه لمن يأخذ بيدك لونس يهديك وقت الخطأ ، عليك بتطهير قلبك من الحياة وامحو رواسب اليأْس ، الجنه تستحق ان نعافر ان نهتدي على خطى الرسول والمؤمنين والمؤمنات ، بحاجه ان ناخذهم قدوه لنا أن نبقى هم أن نتشبه بهم بإخلاقهم سننهم نيتهم صالحهم هدايتهم .. أختي بادري إلي صلاح قلبك وذاتك ومن حولك قبل فوات الأوان ، أستيقظي من غفلتك قبل الموت فـ أنه أتٍ لا محالة عسى الله أن يجعلكم وأيايّ من اهل الجنه ويثبت افئدتنا على الأيمان ويجرنا من نار جهنم)
🍂 لا حول ولا قوة إلا بالله 🍂
تململ ياسين بإنزعاج من أنامل رقيقه تعبث بذقنه الناميه قليلاً ورأس سجى تتوسد صدره .. فتح عينيه التى تلألأت ببهجه وابتسامة تذاد رويداً .. وخرجت من بين شفتيه تنهيدة راحه .. فقبل رأسها وهو يضمها اكثر بذراعيه وتمتم بهمس:
– ايه الصباح القمر دا بس.
رفعت رأسها قليلاً وهي تستند بكفها على صدرة وتمتمت :
– وحشتني.
خطف قبله رقيقه وهو يقول بضحكه :
– خليني اخد الجرعه الاولى .. لتحصلي حاجه.
بضحكه تمتمت بعدم فهم :
– جرعة ايه ؟
مرر يده بين خصلاته وهو يقول :
– جرعتي منك يا قلبي.
تساءلت سجى بإهتمام :
– ياسين أحنا هنسافر انهاردة.
اعتدل ياسين متذكراً بضيق وهو يبعدها برفق .. لتستشعر بضيقه فتساءلت بقلق وهي تضع كفها على كتفه :
– مااالك يا حياتي .. بتفكر في ايه ؟
بضيق تحدث وهو ينهض :
– مفيش .. انا جهزتلك الشنطه عشان السفر .
ضيقت عينيها بضيق وهي تتساءل بلهفه :
– انت مش هتسافر معانا.
قبل رأسها سريعاً وهو يقول بهدوء :
– لا يا حبيبي عندي شغل هاجي يوم الفرح في الصبح.
أدمعت عينيها بصمت بينما تنهد هو وهو يتحرك لدورة المياة بعدما اخذ ملابسه من الخزانه :
– هدخل الحمام.
خرج بعد وقت ليس بطويل .. واقفاً امام المرأة مصففاً شعره وتحدث وهو ينظر لها عبرها :
– حبيبي مالك.
نهضت مقتربه منه ليستدير جذابها إليه فقالت برقه :
– أنت مش هتصلي بيا.
ياسين بمحبه :
– هصلي طبعاً .. يلا تعالي.
أخذها من يدها وبسط المصليه وبدأ مصليًا بها ثم جلسا ليسبحا قليلاً.
وقف الجميع بالأسفل صاعدون تباعًا إلي الحافلة ليأخذ كل شخص مقعده .. تحدث يوسف بضيق :
– هو الواد ياسين والبت سجى فين.
هز عثمان كتفيه :
– مش عارف والله.. ثواني وجي.
ثم اتجه صاعداً للحافله جلس بجانب مكه ثم ضمها لصدره قائلاً بحب :
– خلي بالك من نفسك يا قلبي ماشي
جاءه صوت حذيفه من المقعد الأمامي وهو يميل برأسه :
– لا تقلق يا ولدي هخلي بالي من مراتك.
رفع عثمان كفه بغيظ ثم ضربه على مؤخرة رأسه وهو يقول:
– بس يا زفت انت.
ثم تابع بضحكه :
– وربنا ي بني هيوحشني قفاك.
بغيظ رمقه حذيفه برفع حاجب وهو يتمتم :
– هو أنا قافيه دا مشبعتوش منه كل اللي جاي واللي رايح يرزعني.
باغتته ضربه اخرى على مؤخرة رأسه من أسماء وهي تقول :
– مسمعش صوتك .. صوتك بيعصبني وبيعصب ابنك.
دلك حذيفه مؤخرة رأسه بغيظ ، وحدجها بنظره سريعه وهو يقول من بين اسنانه :
– نعم يا عنيا ؟.. ابن مين اللي يتعصب.
ببرود هزت أسماء رأسها بيأس وأخرجت احدى الروايات ثم شرعت بالقراءة دون ان تهديه أيّ اهتمام .. نفخ حذيفة بضيق وهو يتمتم بصوتاً منخفض :
– أنا غلطان أن عبرتك تاني يا جزمة.
أسماء بحاجب مرفوع :
– بتقول حاجه؟.
حذيفة سريعاً بنفى :
– لا .. لا يا حبيبتي مفيش.
🌼 استغفر الله العظيم وأتوب إليه 🌼
خلاص خليني قاعدة معاك .. أنا مش عايزة أروح من غيرك .. مش هقدر طالما انت مش جنبي.
همست سجى بحزن دفين .. رافضه أن تذهب بدونه .. هي لا تتصور حتى أن تظل اسبوعٍ كاملاً بدونه .. بدون حضنه .. أمانه .. أحتواءه .. ظله كيف يمر هذا الأسبوع دون أن يبدأ صباحها به .. وينتهي بين يديه.
وهو لا يقل حاله عنها لا يريد ان يبعدها عن عينيه ولكن ماذا يفعل .. ما باليد حيله.
تنهد بحزن قبل أن يضم وجهها بين راحتيه مسنداً جبهته على جبهتها بحنو وتحدث بهدوء كِ يقنعها :
– بصي يا بنتي مينفعش تفضلي معايا .. أنا بروح الشغل وبرجع متأخر اوقات .. مش هبقى مطمن عليكِ وأنت لوحدك هنا .. أما هناك كلهم معاكِ .. وكلها اسبوع وهتلاقيني جنبك .. انا اصلاً مش عارف والله ازاي هقضيه من غيرك الأسبوع دا… انا ببقى في الشغل وعقلي وقلبي وروحي عندك وببقى مستعجل ارجع.. كان على عيني ابعدك عني.
حاوطت بذراعيها ظهره بشدة دافنه رأسها بصدره .. كأنه تخبره إلا يبتعد .. أنه مسكنها ولا يمكن البقاء إلا به.
حاوطها بدوره متنهداً بضيق وقال :
– يلا تعالي ننزل .. وهكلمك على طول .
هزت رأسها نفياً ليتابع هو بمراوغه :
– يا بنتي يلا بقا بدال ما اشيلك وادخل جوه وبلاها فرح.
ضحكة بخفوت مبتعده عنه متيقنه أنه قد ينفذ في الحال ما قاله أمسكت بكفه بحنان وتمتمت بصدق بنبره ناعمة :
– هتوحشني.
قبلها برقه قبل أن يقول بصدق :
– أنتِ كمان والله هتوحشيني اوي ولو عليا مش هبعدك بس هحاول أجي على طول وكمان لما نرجع هنروح عمره يا ستي.
اتسعت عينيها في ذهول .. هل حقاً الأحلام تتحق بهذه السرعة أم ماذا ؟ صفقت يديها في حماس وتلاشى كل حزنً كان يحتل ملامحها .. لتلمع عينيها بعشق .. حب .. شكر .. امتنان قفزت بعدم تصديق وهي تردد بصياح :
– بتتكلم جد يا ياسين يعني هنروح الكعبة وانا وأنت سوا ؟
ثم وضعت أناملها على فمها في شرود وهي تتمتم :
– بجد يعني هشوف مكه اللي كان فيها حبيبي محمد؟
مش مصدقه والله بتتكلم جد ؟
أنهت جملتها دامعة العينين .. ليتأمل ياسين سعادتها بسعادة تريح فؤاده لسعادتها لبسمتها التي تضيئه وتوهج حياته أنتشلها بحضنه منعشٍ فؤاده وهو يتمتم :
– ايوه بجد يا قلب وروح ياسين .. أنتِ سعادتي يا سجى.
تنهد بصوتاً مسموع وهو يقبل رأسها ويديه تشدد من ضمها وتمتم بنبره مفعمه بالعشق… عشقٍ لها فقط :
– وإني حبيب كواه الزمن بنار الشوق لدهرٍ من العمر .. فأتيتي أخيراً لتحيني فـ كيف لروحي أن تنفصل عن جسدك ؟
سأفتقدك حتماً لحضنك ولمست يديكِ ولخصلاتك وعبيرك فـ أنتبهى لنفسك عسى أن أكون بخير.
رمشت سجى قبل ان ترفع رأسها مشيرة بسبابتها لذاتها :
– الكلام دا ليا أنا ؟
ياسين برفع حاجب :
– أومال ؟! هو في غيرك يعني ؟!
ضيقت عينيها تحاول التحكم باالقشعريرة التي دبت بأوردتها :
– ياسين هو أنت بتجيب الكلام دا منين ؟!
تساءل متذمراً :
– مش عجبك ؟
هزت رأسها نفياً سريعاً :
– لا .. لا عجبني طبعاً .. بس أنت بجد بتتكلم كدا ازاي.
ياسين :
– مش عارف ليه حاسس أن سؤالك غريب شوية.. ومش في محله .. ولا وقته يا غالية.
فركت اناملها بتوتر بدا له ليمسك كفيها مقبلاً آياهم برقه وقال في همس :
– بعشق خجلك يا مجناني ..
ضحكت في رقه وهي تقول :
– وهفضل أجننك على طول.
ياسين بضحكه :
– جننيني وماله!
ثم متذكراً تمتم :
– شكل الجماعه مشيوا وسبوكِ ولا ايه ؟
هزت كتفيها في استهانه وهي تردد :
– احسن برضو.
# يووووه كل دا بتعملي اية يا ستي أنتِ هنفضل تستناكِ لامتى يعني .. بس انا عارفه مين منعك تنزلي اكيد ياسين الوحش دا.
صاحت بها ديجا في غضب وهي تدب الارض بقدميها دلاله على سخطها وجزعها
فضحك ياسين قائلاً :
– الله يرحم ايام ياسين امتى هتتجوزني… دلوقتي بقيت وحش يا هادمت اللذات أنتِ وقاطعه اللحظات الجميله.
دفعته ديجا بعيداً عن سجى وهي تقول :
– ابعدددد كدا عايزين نمشي زهقتني يا عم.
ثم استدارت ممسكه بكف سجى وهي تقول بهدوء عكس ما كانت مذ ثوانً لا تعد :
– يلا يا سجى يا حبيبتي نمشي من هنا.
# شووف البنت بتعمل ازاي ؟
نطق بها ياسين بغيظ.
لتخرج ديجا لسانها فـ لوى شفتيه مقتربًا من سجى محاوطًا كتفها وهو يقول :
– يلا يا سجى يا حبيبتي انزلي معايا في نااس مش مرحب بيهم.
نظرت له ديجا بتوعد وفجأة كانت تنقض عليه تعضه من قدمه وتركض هاربه سريعاً للأسفل .. ضحك ياسين بخفه وهو يقول :
– ايه البت العضاضه دي .. شكلها اتعدت من اسماء.
ثم مخاطبًا سجى التي لا تكف عن الضحك :
– حاسبي يا حبيبتي ليكلوكي أبعدي عنهم تمام.
وصلا عند الحافلة ليرمقه يوسف بغضب وهو يتمتم في عصبيه :
– كله دا يا استاذ انت وهي يلا فكرين تنزلوا.
غمز له ياسين قائلاً :
– في ايه بس يا بابا .. الله بقا.
اتسعت اعين يوسف وهو يتمتم في صدمة مخاطباً حامد :
– شوف الواد .. لا آله إلا الله .. الناس تتجوز وتعقل… وانا ابني معرفش جراله ايه.
لوى ياسين فمه دون اهتمام :
– يعني جرالي ايه يا بابا بقيت رومانسي حبتين .. لا تلاته.
صرخ يوسف بغيظ وهو يشير له للحافله :
– ما تخلص يا بني ادم وطلعها.
قبل أن تصعد سجى برفقة ديجا ، امسك كفها وهو يقول :
– استني يا حبيبتي.
رمقه يوسف بغيظ وزهول وهو يقلب كفيه بيأس.
تابع ياسين وهو يضم رأسها رغماً عنها بينما توردت وجنتيها بحياء وهي يصل لها تأفف يوسف :
– خلي بالك من نفسك يا حبيبتي .. وخدي علاجك في وقته اوعى تنسيه .. و .. و ..و ايه تاني المهم خلى بالك مني لأنك أنتِ أنا و..
أومأت سجى مقاطعة آياه هامسه وهي تحاول أبعاد كفيه :
– حاضر يا ياسين .. أبعد بقا خالي هيولع فينا.
جاءهم صوت يوسف قائلاً بسخرية :
– اااه هولع فيكم بس دا أنا … والله ما عارف اعمل فيكم أيه…
ألتفت لياسين قائلاً بغيظ :
– وايه تاني يا حنين كمل ياخويااا كمل.
تنهد باسين بضيق قبل أن يقول :
– مش عارف والله انتوا متغاظين ليه بس ..
ثم تابع وهو يقبل راس سجى بحنان :
– اركبي يا بنتي اركبي خلينا نريحهم شويه والغيره تهدأ .
ألتقط يوسف حصى صغيرة وقذفها عليه ليتفاداها ياسين ضاحكاً :
– غيررره يا كلب.
صعد ياسين مع سجى حتى أجلسها وهم بالنزول لتمسك بكفه ليميل برأسه قائلاً :
– ايه .. محتاجه حاجه ؟
تبسمت وهي تطبع قبله سريعه على وجنته :
– ربنا ميحرمنيش من حنانك أبداً.
ضمها ياسين وهو يتمتم :
– ولا يحرمني منك يا حياتي.
بعد وقت ليس بطويل انطلقت الحافله بـالجميع ما عدا عثمان وياسين ، قضوا ساعة بصمت قبل أن تتذمر ديجا لذاك الصمت ثم شرعت بغناء :
– مولاي صلي وسلم دائماً أبدا.
وظل الجميع يردد خلفها ببهجه..
💞 سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم 💞
أخيراً وصلت الحافله للصعيد قبيل العشاء استقبلهم رحيم و والدته وغادة للداخل .. واستقرا الفتيات بمنزل أحمد بالصعيد ، بينما الرجال تجمعوا بمنزل آخر لـ رحيم.
طوال الطريق يحادثها ياسين كل كم دقيقه يطمئن علبها ثم يغلق ، ظلت طوال الليل تحادثه فقط حتى غفت على صوته ، مر الليل بحملاً ، بشوقٍ .. وتوتر .. قلق .. وخوف .. وحنين.
قلوبٍ ثائرة لبعد الحبيب .. وقلوبٍ حزينه على الفراق والبعد ..
توالت أيام الأسبوع سريعاً وها قد جاء يوم أن تزف له لتصبح له وتكتمل به.. استيقظت وعد بسعادة فمنذ أن اصبحت له والسعادة لا تفارق فؤادها .. والبسمه والضحكه لا تتركها ..
تحدثت مكه وهي تزرع الغرفة ذهابًا وأيابًا :
– يلا يا عروستنا بقا قومي هوووف مش عارفه ليه عثمان تأخر كدا.
وعد وهي تلقي عليها الوسادة من جانبها :
– أنسيلي خالص عثمان دلوقتي يا زفته.. انا خايفه.
ربتت سجى على كتفه لتطمئنها :
– يا بنتي خايفة من ايه بس دا رحيم حبيب القلب.
ضحك الفتيات فيما بينهما حتى وصلا الفتيات المسؤلين بتجهيز وعد.
رن هاتف سجى وهي جالسه بالغرفه الاخرى بعد ما تركت الفتيات بالغرفه المجاروة ، أجابت بلهفه :
– ياااسين ، أنت جيت ؟
جاءها صوته داخل الغرفة متمتماً ببسمة :
– ايون جيت.
نهضت بسعادة وهي تلتفت حولها متسائله :
– طيب أنت فين ؟
قفز ياسين من النافذة للداخل ثم دنا منها وضمها بصمت لتتمتم هي وهي تضمه بقوة :
– وحشتنييي وحشتني اوووي اوي اوي.
ياسين ببسمة وهو يستنشق عبيرها :
– وأنتِ وحشتيني والله اوووي.
أغمضت جفنيها مستكينه بحضنه ، صدح صوت عثمان في أجش من اسفل النافذة :
– ياااااسين يلا لحد يقفشنا.
تساءلت سجى بصدمة وهي تبتعد عنه :
– ااايه دا هو عثمان هناااا.
– هناااا اي بس يا ماما ، دا مسكلي السلم تحت لمار مانعه اي راجل يدخل البيت اصلاً .
قالها ياسين وهو يعاود ضمها مرة آخرى ثم زفر بغيظ متمتماً :
– يلا هنزل انا بقا عشان أساعد الشباب تحت تمام.
اؤمأت بأقتضاب فتجه للنافذة وهي معه ثم خرج واقفاً على درج من الخشب ذو خشب متراص اسفل بعضه وعمدين من الجهه اليمنه واليسرى.
أمسك بكفيها وهو يقول بعشق :
– هتوحشيني لحد ما اشوفك بالليل.
تبسمت بحياء و وجنتين محمرتين ، غمغم حذيفه منتشله من شروده في تأملها قائلاً بغيظ :
– ما تتزل يا عم روميو انت ما صدقت ولا ايه ؟
عثمان في غيظ :
– ما تنزل ي ابني لحد يجي.
صوت فتح الباب اربكه وتناهى لهما صوت لمار تتساءل :
– حبيبتي قعده ليه لوحدك .. مش يلا عشان تجهزي .. أنتِ كمان أن…… أنت بتعمل ايه يا حيوان هنا..
قالتها لمار في غضب ما ان رآت ياسين ، ركضا عثمان وحذيفة ما ان سمعا صوتها تاركين السلم الخشبي.
في حين ذلك نظر ياسين قائلاً :
– يـ ابن الـ ** منك ليه ؟
هم بالنزول سريعاً فتزحزح السلم ليقع من عليه صارخاً وهو يتمدد ارضٍ ، في حين صرخة سجى في خوف لتقول لمار بغيظ وهي تراه يتألم :
– احسن والله تستاهل خدت عقابك لوحدك ، متخافيش يااختي اهوو زي القرد.
قالتها بغيظ وهي ترى خوف سجى جلياً بعينيها المصدومة.
وقف ياسين منفضٍ الغبار عن ملابسه وهو يتوعد لـ عثمان وحذيفه ، في حين وضع كف على كتفه ليلتفت فوجد رحيم الذى قال وهو يكتم ضحكته :
– ليه تعمل كدا يا ابني من ورايا انت تعرف اللي بيعمل كدا حسابه ايه.
ضيق ياسين حاجبيه بعدم فهم وتحدث بجمود :
– أنا معملتش حاجه غلط دي مراتي.
رحيم بجدية :
– لا عممممملت وحاجه لا يغتفر عليها.
ياسين بجمود :
– هو ايه دا ان شاء الله .
رحيم وهو يضحك بثبات :
– انك مقولتليش عشان اعمل زيك .. وكمان مش هسامحك لو سبت الوادين دول من غير حساب.
ضحك ياسين بدوره وهو يتمتم :
– يااا عم وربنا كنت هصدقك.
– هل الليل تفاجأت سجى بالفتيات يجيئون بفستان أبيض ويجعلوها ترتديه.
🌹 سبحان الله العظيم وبحمده 🌹
خرج عثمان من دورة المياة ليتفاجؤ بـ مكه الجالسه على الفراش فما ان رآته حتى نهضت وهي تضحك في صخبً وهي تتمتم بعدم تصديق :
– أ .. أيه .. ده .. ايه اللي أنت لبسه ؟!
نظر عثمان لجلبابه الكحلي بغرور وهو يتمتم :
– ايه يعني مش عجبك طب وربنا قمر.
وحقاً كان ساحراً يخطف الأنظار ببشرته المائلة للسمره قليلاً وجسده الرياضي.
لوت مكه فمها بغيظ وهي تتمتم بصوتاً منخفض لا يصل له :
– هوووف ياررربي يعني اخطفه ولا اخبيه فين وهو مز كدا .. كان لازم يلبس لبس صعيدي يعني هوووف بقا.
تنبهت لصوته القريب من أذنيها هامساً في رقه :
– ما أنا عارف إني مز.
أنهى جملته بغمزه ، ثم انفجر ضحكاً فجأة وبدا گ المتذكر شيءٍ وهو يقول من وسط ضحكاته :
– أنتِ فكره عملتي أية في البت القمر ديما.
نظرت له بإنفعال وهي تجذبه من مقدمة جلبابه :
– بت ايه يا خوووويا ، وربنا اي وحده هتبص عليك تحت هعمل نفس اللي عملته في البت المعصعصه انا اكتفيت بشد شعرها وكويس إني مشلتلهاش عيونها اللي كانت بتبص عليك بيهم دول.
مرر يده على حجابها قائلاً بعدما هدأت نوبة ضحكاته :
– اهدددي يا بابا اهدي انا بحب اغيظك بس.
دفعته بغيظ قبل ان تكتف ذراعيها بضيق وهي تتمتم :
– رووح غير متنزلش كدا.
جذبها من يدها لتقف أمامه وطوق خصرها قائلاً بعبث :
– لييييه ؟
لوت فمها قائله برقه ودلال وهي تعبث بمقدمة جلبابه :
– كدا عشان طالع حلو بذيادة.
أؤمأ برأسه قائلاً :
– غيررره يعني لا مش هغير برضو..
همت أن تجيب ، فـقطعها طرق على باب الغرفه وصوت عائشة صائحه :
– يلااااا يا مكه بقا اتاخرنا.
همت ان تذهب فجذبها من ذراعها لحضنه مقبلاً وجنتها وهو يهمس :
– انا مبحبش غير مكه بس.
🍀 لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🍀
* نفخ ياسين بضيق وتوتر وهو يرتدي حلّه سوداء اللون ذات قميص أبيض يرزع الطرقه ذهابًا وأيابًا بنفاذ صبر .. تحدث عثمان ليهدأه :
– ما تهدي يا بني بقا في ايه .. قال يعني الواد عريس بجد.
رمقه ياسين بغيظ وهو يقول :
– انت مال اهلك يا عم .. هما طولوا ليه جوه دول… أنا مش قادر اصبر هدخل هوووف.
أنهى جملته وهو يتجه للغرفه التي بها الفتيات ، في حين انفتح الباب وطلت لمار منه مشيرة له وبعينيها أثار دموع ما زالت عالقه بجفنيها :
– أدخل يا يااااسين.
تبسم ياسين وهو يقترب بتؤدة ثم طبع قبله على جبهتها وضمها لصدره قائلاً :
– مبررروك لـ وعد وسجى وعائشه وعقبال ما تفرحي بعيالهم يارب ، متزعليش أنتِ بس وقت ما هي توحشك هجبهالك على طول.
ضمته لمار في حنان وهي تتمتم بأعين دامعة :
– الله يبارك فيك يا زوج بنتي ربنا يسعدكم.
كفكفت دموعها التي هوت على وجنتيها وربتت على كتفه قائلة :
– متزعلش منى على اللي كنت بقولهولك انا..
قاطعها ياسين قائلاً :
– بس .. بس كلام عبيط في ابن يزعل من مامته بردوا.
بحنان لامست وجنته ببسمه وتمتمت :
– يلا ادخل لـ سجى.
أغلق جفنيه بعنف وقلبه يضرب گ الطبل بداخله .. هو حقاً يستشعر كونه عريس جديد .. متوتراً .. مرتبكاً .. سعيداً .. مشتاقًا .. بكل مره يقترب منها يشعر أنها المرةً الأولى .. أنها تستطيع بكل سهولة وبساطه سلب قلبه وتولد حبً جديد به .
وجدها توليه ظهرها والفتيات واقفون عن قرب يشاهدون ما يحدث .. نظر للخلف ثم عاد غالقاً الباب بوجه باقي الشباب وهو يقول :
– مبحبش أنا حد يبص على مراتي.
أستمع لضحكاتهم وسبهم ، ثم تنهد بصوتاً مسموع واخذ شهيقاً أخرجه ببطء اتسعت ابتسامته وبلهفه كانت عينه مسلطه عليها وقلبه الشغوف يركض ركضاً إليها .. هم بلمسها برفق لتستدير الجهه الاخرى .. ضيق حاجبيه وهو يدور لجهتها وقبل ان يلمسها استدارت مرة أخرى فضحك بخفوت ونظره ماكرة .. وتصنع الأستدار فهمت بالالتفات ليمسكها بذراعيه سرعان ما رفع حاجبيه وهو يبعد كفيه وتمتمت بضيق :
– مكه ؟! فين سجى بقا.
انصدمت مكه ورفعت رأسها ليتأكد من عينيها انها مكه حقاً ، تمتمت مكه وهي تزم شفتيها :
– أنت عرفت ازاي أني مكه مش سجى وانا لابسه نفس فستانها.
ياسين برفع حاجب :
– اومال… مش هعرف مراتي ازاي.
# ياسين.
همست بها سجى من الخلف وهي تتطل من غرفه جانبيه ، دق قلبه بعنف وأستدار في بطء لتقع عينيه على فراشته بفستان أبيض كان قد اختاره هو ولكن ما فجأه حقاً هو نقابها الأبيض الذى قد خفى وجهها عن الجميع .. ذات تاج أبيض بسيط على الرأس لتتألق كأنها القمر ليلة تمامه .. شعر كأنهم فقط بالغرفه وغدا مسحوراً بها وسار ناحيتها مشدوهاً حتى وقف أمامها بصمت فقط ينظر بعمق عينيها وتمني للحظه لو أنها ترى لترآه لتتشبع من ملامحه لتعلم من عينيه كم يعشقها يهواءها .. أطلالتها جعلته كمن رآي كوكباً دري في ليله حالكت السواد .. وأخذت نبضاته تذاد وانفاسه تتسارع ، ثم أمسك بكفيها ، في حين صدح صوت تصفيق ديجا وهي تطل بفستان أبيض مشابهه لفستان سجى تماماً بمقاسها :
– الله يا سجى أنتِ قمورة اووي.
بلحظه كان يحملها ياسين ويدور بها بالغرفة ، ومكه تصفق بحماس بينما اخذت اسماء تصورهم فيديو والتقطت لهما اسراء عدت صور بدموعٍ لفرحة سجى التي كانت وما زالت اختها وستظل كذلك .. هوت دموع لمار ببهجه ثم تحولت لشهقاتٍ متتاليه .. في حين اقتربت ورد وضمتها بأعين دامعة سعيدة لعودة سعادة العائلة من جديد .
أنزلها برفق وما زال مخبئه بداخله واخذ يلتقط أنفاسه متناسيًا تماماً وجود احد بالغرفه ، همهم ياسين بجانب اذنها بهمس :
– هتعملي أيه فيا تاني يا سجى ؟
أخرجت رأسها من حضنه قليلاً وهي تتمتم ببكاء :
– مـ .. كنتش متوقعه أن تفجأني كدا .. وانك هتعملي فرح .. وهتلبسني فستان بجد..
انهت جملتها بشهقه ، فرفع حجابها مشدوهاً بمكياجها البسيط الذى ذاد من جمالها جمالاً رغم بساطة ملامحها البريئه ، ازاح دموعها بفمه وقبل عينيها في رقه متمتمًا :
– دموعك يا بابا مش عايز أشوفها أبداً .. ربنا يقدرني واقدر اسعدك واملأ حياتك فرح وهنا ومتعرفيش طريق للحزن أبداً .. فجأتني بالنقاب.
رفعت كفيها تمررها بملامحه بحنان وهي تقول :
– أنت الحياة وانت النفس وأنت دقات قلبي وعوضي الحلو وهبه من ربي يا قدري ونصيبي.
أنتشلها مرة آخرى بحضنه…
# الله .. اول مره أشوف اتنيين بيحبوا بعض كدا ربنا يحفظكم من العين .
جاء هذا الصوت من الخلف من الفتاة التي جهزتهم.
تليها طرقات على الباب ، ودخول الشباب لينزل ياسين نقابها وهو يأخذ يدها بيده بتملك .. ثم وقعت عينيه على وعد التي تتابعهم باعين دامعه… فتبسم وهو يشير له لتقترب .. فرفعت فستانها قليلاً واقتربت وهي تهمس :
– خلي بالك من اختي يا ياسين.
ياسين :
– أنتِ بتوصيني على نفسي يا وعد.
ثم تحدث بحنان لها :
– ايه القمر دا يا حبيبتي .. الف مبروك يا غالية ربنا يسعدك.
بهمس قالت وعد :
– الله يبارك فيك يا حبيبي .. ومبروك ليكم ربنا يسعدكم يارب.
اقترب ادهم محتضن الفتاتين بسعاده يليه يوسف وظل يتحدثان بأعين دامعة ، حتى وصل رحيم و والدته التي لجت بسرعه منتشله وعد بحضنها وهي تزغرط..
نزلا رحيم و وعد للأسفل وفرقت الدف تحيطهم حتى جلسوا على “مسرح خشبي” متزين بطريقه تبهر الابصار امام منزل رحيم معلقه اعمدة الأضاءه متواصله مع المنازل المجاوره ، تتراص مقاعد بجانب بعضها امام المسرح للنساء.، بينما الرجال على الجهة الاخرى.
جاء بعدهما ياسين الذى ما أن خرج من منزل أحمد حتى ترك كف سجى يلتقط المايك من عثمان الذى القاه بالهواء ، وحاوطهم فرقة الدف صانعون دائرة حولهم ليمسك ياسين كفها متمايلاً معها برقه وهو يدندن
ونيالي ويا نيالي وصرتي مرتي وحلالي
ع سنة الله والرسول يابا نيالي ويا نيالي
صمت هو لتعلا أصوات شباب الفرقه والطبل بذات المقطع بعده.
ونيالي ويا نيالي وصرتي مرتي وحلالي
ع سنة الله والرسول يابا نيالي ويا نيالي
قرب ياسين المايك من فمه وبيده الاخرى سجى التى لا تصدق ذاتها فقط تتمايل معه بصمت بقلبٍ يرفرف فرحاً وغبطه.
وراح غنيلك موالي وغيرك ما راح يحلالي
راح قضي العمر بقول يابا نيالي ويا نيالي
وراح غنيلك موالي وغيرك ما راح يحلالي
راح قضي العمر بقول يابا نيالي ويا نيالي.
أمسك كفيه الاثنين وهو يدور بها ورددت الفرقه بالطبل بعدها.
ثم دندن :
– وبدي حطك بعيوني خبيكي جوا جفوني
واحميكي من عيون الناس نيالي ويا نيالي
لك بدي حطك بعيوني خبيكي جوا جفوني
واحميكي من عيون الناس نيالي ويا نيالي
رد الشباب من بعده ذات المقطع ثم ردد هو :
– وروحي صارت مرهونة بإيديك الحنونة
عم ينبض قلبي الحساس يابا نيالي ويا نيالي
وروحي صارت مرهونة بإيديك الحنونة
عم ينبض قلبي الحساس يابا نيالي ويا نيالي
علا الدف مره آخرى والشباب يرددون ثم قال ياسين اخر مقطع
وندعي مولانا الهادي ان شاء الله نعيش بسعادة
ونحقق كل الاحلام يابا نيالي ويا نيالي
وندعي مولانا الهادي ان شاء الله نعيش بسعادة
ونحقق كل الاحلام يابا نيالي ويا نيالي
انهى ياسين جملته وهو يضرب بالعصى على الطبل
.. ثم ناوله للشاب وعاد لسجى مره آخرى التي ضمته شاهقه ببهجه ، تأبطت ذراعه وهم بالسير ناحية “المسرح” بينما أعين الجميع وكل من بالحفل متجمعه عليهم بسرور وتفاجئ وحسد وزهول وزهو ، تسلط ضوء ابيض على زين وهو يترجل من على اريكه خشبيه بجانب شاب معه عدت سماعات ودي جي مقربًا المايك من فمه وعلا صوته بنبره سعيده يغلفها الحزن وبأعين تتلألأ وهو يقترب من سجى .
كبرتي قصادي و ف عيني، و الليلة بقالك حد
يحميكي وبيحبك من قلبه حبيبتي بجد
كفاية الضحكة في عنيكي، ده انا من فرحتي دمعت
يخليكي يا نور عيني، ونفرح بيكي طول الوقت
ويلا معايا باركولها، حبيبتي ودنيتي عروسة
بجد الدنيا دي بطولها بقالها معني م الليلة
ويلا معايا ادعولها تعيش كل اللي جاي معاه
ويبقى حبيبها ويصونها ويكمل حلمها وياه
يا أجمل أخت في الدنيا، طلعت من الحياة بيكي
كبرتي ثانية ورا ثانية، كان همي ان انا احميكي
دعيتلك قد عمري عشان أكون متطمن عليكي
واشوفك أحلي بنت كمان، وأجمل دبلة في ايديكي
ويلا معايا باركولها، حبيبتي ودنيتي عروسة
بجد الدنيا دي بطولها بقالها معني م الليلة
ويلا معايا ادعولها تعيش كل اللي جاي معاه
ويبقى حبيبها ويصونها ويكمل حلمها وياه
بكت سجى بتأثر ببهجه بينما تبسم له ياسين بمحبه..
وتوجها بعد ذلك للمسرح جالسون ، على مقعد بجانب مقعد رحيم و وعد التي لم تفارقها البهجه التي تستطع بمقلتيها.
امسك رحيم بكفها بحنان وهو يصرح بصدق :
– آسف مش هقدر أغنيلك زي ما ياسين غني لمراته…
هزت وعد رأسها سريعاً وهي تقول بتلقائية :
لا لا ابدًا اهم حاجه أنك جنبي وبس مش عايزه اكتر من كدا.
مال على أذنيها هامساً بنبره دبت القشعريرة بجسدها :
– أنا بعشقك يا وعدي .. وأوعدك يا مراتي هعتبرك بنتي وأختي وأمي وكل ما ليا .
تبسمت بحياء وهي تمتم :
– وانا بحبك يا رحومي.
ضيق رحيم عينيه متمتاً :
– رحووومي ؟! اي دا لا يا ستي قوليلي رحيم.
هزت رأسها بإصرار وهي تضحك بخفه :
– لا رحووومي.
بغيظ قال وهو يجز على اسنانه :
– بلاش ضحكتك دي دلوقتي… عشان انا على آخري بدل ما أشيلك وطلع لفوق ويولعوا هما هنا .
وضعت اناملها بحياء على شفتاها وهي تغض بصرها.
في حين جاء بعض الشباب بجلباب واخذوا رحيم وياسين معهم عند الرجال ، فنهضت وعد مقتربه من سجى وهي تقول :
– أنتِ يا بنتي عملتِ ايه في الواد ياسين ؟
هزت سجى كتفيها بضحكه :
– والله معملتش حاجه هو مجنون لوحده.
جاءت مكه واسماء وسمر وأنجي وزينب واسراء وانضموا لهم وظلوا يدردشون..
في حين كانت ديجا واقفه امام ماجد قائله بسخط وهي تؤشر له بإصبعها :
– أنت بارد يا عم اصلاً انا هقول لعمو احمد يضربك.
بغيظ أقترب ماجد منها خطوتين صائحاً بغضب طفولي :
– بجولك اتزفتي شيلي المخروب اللي في بجك “بقك” ده.؟
ضربت ديجا بقدميها الارض وهي تقول بسخط :
– يا ربي انا مش فهماك انت بتقول أيه ..
ثم دفعته في غضب وهي تدب الارض بقدميها وتذهب :
– اوعى كدا يا عم بقا.
اتجهت واقفه امام والدتها بغضب طفولي وهي عاقده ذراعيها لتتمتم ورد وهي ترفعها بين ذراعيها :
– مالك بس يا ديجا.
ديجا بغضب طفولي :
– متكلمنيش مش انتِ مش عايزني اتنقب هوووف انا عايزه اتنقب بقا واتجوز.
ضحكت لمار بصخب وهي تقرصها من وجنتها وتاخذها من ورد :
– عايزه تتجوزي ااايه يا بنتي مش لما تكبرري.
نظرت لها ديجا بسخط وهي تتمتم :
– والله لاقول لـ ياسين وهو هيخليني اتنقب ونتجوز انا وهو
جعلتها تتركها ثم اتجهت هي غاضبه للمسرح ودفعت البنات الذين نظروا لها بزهول وانفجروا ضاحكين حينما صاحت بسجى:
– أنتِ يا بت يا سجى ياسين جوزي انا مش انتِ.
صمت الجميع حينما رددت مكه :
– نهار ابوك اسود يا عثمان كمان بترقص بالعصايه وانت راكب الحصان ومز كدا.
اتجهت انظار الفتيات جميعاً ناحية الرجال ليجدوا الشباب يتراقصن على أغاني صعيدي وهم وكلاً منهن يعتلي “فرس” وبيده “نبوت” .. دبت مكه بقدمها بغيظ وهي تنظر للفتيات الذين ينظرون من الشرف للشباب :
– ياررربي بيبصوا عليه اعمل فيه ايه دا..
رددت سجى لها بهمس وبسمة :
– ياسين بيرقص معاهم.
رددت مكه بتعصب :
– كلهم يااختي كلهم.
ترجلا الشباب من الأحصنه وهم يتصافحا ويتعانقون ، في حين صدحت أغنية آخرى ليرفعوا العصيان للأعلى وهم يتراقصن سوياً وبدأ يستدرون بضحكات خفيفه فيما بينهم حتي انتهت الأغنية وهم يسندن العصيان أفقيًا بجانب بعضهم ، ردد ياسين بضحكه وهو يميل رأسه لأحمد :
– تعليمك لينا جاب فايدة.
رفع احمد بغرورٍ مصتنع ياقة جلبابه ليضحك رحيم وهو يضرب على كتف ياسين :
– لا لا انت غلبتني يا سطا كدا.
علت موسيقى آخرى وهي تذداد اكثر صخبًا فوضعت ايدي الشباب بظهور بعضهم وهم يقفون صفٍ وتتحرك اقدامهم.أدار رحيم عينيه ناحية وعد وغمز لها لتنكس رأسها ببسمه.
انتهيا الشباب وعادا امكانهم ، تحدثت سجى بعبوس :
– كان نفسي اشوفك وأنت بترقص.
مال ياسين على اذنها هامساً :
– في اوضتنا يا حبي….
قطع باقي جملته ديجا التي تضرب على قدميه وهي تقول :
– أنت… يا ياسين
تظر لها ياسين مصفراً باعجاب حقيقي وهو يحملها على قدميه قائلاً :
– ايه يا بنتي القمر دا.
همت ديجا بالاحتجاج والانفعال فضمت شفتيها مرة آخرى على صوت شاب بكاميرا وهو يقول :
– يلا يا عرسان نلتقط صور ليكم سوا..
التقط لهم بعض الصور سوياً كلاً على حده… حتى اقترب كل افراد العائلة بصوره جماعيه ” لمار وأدهم ويوسف وحبيبه وأيهاب وهاله واحمد وريم وزيد وعثمان ومكه واسماء وحذيفه وزينب وانس و ورد وعمرو وانجي و والدتها واسراء وزين وعائشه و والدت رحيم وديجا وسمر “
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)