روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السادس والستون 66 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السادس والستون 66 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء السادس والستون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت السادس والستون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة السادسة والستون

الفصل 30 جزء 1
دموع العاشقين.
بسم الله.، الحمد لله ، الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ.
اللهم أن أخذت روحي خذها وأنت راضٍ عني “يارررب”
الرعب ملأ قلوب الجميع ، توقف الزمن بصمتٍ كئيب ثقيل طلى صدأه على القلوب ، نهض عثمان بصمت وبلمح البصر كان يختفى من امام الجميع مستقلاً سياراته إلى حيث وجهته ، يركض قلبه قبله بهلع على من صورتها لا تفارق ذهنه ، ذرفت عيناه الدمع قلقٍ وقلبه ينسحب ببطء بطريقه مخيفه ، كان يقود بطريقه مرعبه كأنه يتسابق مع الهواء او ما شابه ، وقفت السيارة أمام مخزن ذو باب خشبي مصدره صوتاً عال مصحوباً بغبار بصورة ضبابية ، جذب سلاحه بأعين يتطاير منها الشرار ، تخضب وجهه بحمرة الغضب يكاد يحرق العالم بأجمعه ترجل من السيارة.، ثم دفع الباب بقدمه للخلف فأنكسر مصدراً صوتاً عال للغاية ، عيناه جالت بالمكان لكن ما ذاد شكه أنه لم يرى أحد بالمكان ألبته.، لم يخرج احد ليهاجمه ، ليس هناك أي همس او حركه تدل على وجود احد ، لكنه لم ييأس ولج لأحدى الغرف التي وجدها مفتوحه فتسمر مكانه حينما وجدها مجسيه ارضٍ متغيبه عن الوعي.، ركض قلبه بهلع إليها وقد سبقته عبارته على وجنتيها ، هرع لها وحمل وجهها الذي استقبل دموعه بحرقه ولطم على وجهها برعب وهو يقول بصوتاً مبحوح :-
مكه ، مكه ، مكه قومي عملوا فيكِ أيه … قومي يا حبيبتي متسبنيش بالله عليكِ متوجعيش قلبي أنا مش حمل فراق انا اخسر الجميع إلا أنتِ … حياتي هتقف لو سبتني … قومي يا مكه.
صدح صوت تصفيق أتٍ من الخلف مصحوباً بضحكه رجولية بسيطة وجذابه فألتفت عثمان نصف التفاته عاقدٍ حاجبيه وهو يردد بتعجب :-
أنت واقف بتضحك ، تعالى شوف مكه ؟
تخصر ياسين وهو يقول ببساطه :-
متقلقش هتصحى دلوقتي وهتبقى تمام متشلش هم … المهم أنك عرفت قيمتها وتعرف أن الموت ملهوش انذار ولا موعد.
صدمة احتلت سويداء قلبه وهو يربط الاحداث ببعضها فوثب واقفاً بزهول وتقدم ناحيته قائلاً :-
فهمني قصدك ايه ، كل دا مقلب ؟
اومأ ياسين بيرود:- ايوة مقلب.
وقف عثمان تائهً وادمعت عينيه حينما شعر أن بإستطاعته الحديث فأنفعال قائلاً بوجع أضناه :-
أنت غبي يا ياسين أنا كان قلبي هيقف دي مقلب دي ياأخي حرام عليك بقا أنت ايه مبتحسش.
أشار ناحية مكه التي لم تزل لم تفق وقال من بين اسنانه :-
وطبعاً هي مشاركاك المقلب البايخ دا مش كدا!؟
نفى ياسين ذلك قائلاً بصدق :-
لا مكه متعرفش أي حاجة هي دلوقتي تحت تأثير منوم مش أكتر.
ولاه عثمان ظهره وهو يقول بجفاء :-
دا اخر كلام بيني وبينك ؟
حمل مكه وغادر بها عائداً للمنزل ولحق به ياسين مفكراً.
هل ما فعله صحيحًا أم أنه أخطأ وألمه حقاً ، بلحظه وضع نفسه مكانه وقتها فقط ، تلك الفكرة المت فؤاده وسرت الرهبه به ؟ ولكن كان قصده خير فقط لم يكن ينوي ايزاء قلبه بهذة البشاعه؟
حيرة وتوتر… قلق وتردد… وخوف ورعب.. كل شئ غزا فؤاده بثقلٍ عظيم ، دخل عثمان بمكه وجد الجميع يضحك فرمقهم بألم جليّ ودون كلمه صعد لشقته.، فوقف الحميع عقب صعوده مصدومون من ردة فعله.
تنقل النظر فيما بينهم بغرابه حتى ولج ياسين وأخبرهم بما حصل ، فتنهد بضيق وقال :-
شكلنا كدا ذودنها اوي عليه ؟
بضيق هتفت وعد على مضض :-
ما أنا قولتلك غلط يا ياسين … أنت وجعته كدا شعور وحش ما توصفش … مكنش لازم تعمل كده.
وقفت لمار قائله بحسم :-
طيب تعالوا نطلع كلنا نكلمه.
وافقها الجميع وذهبا تباعاً للأعلى وقرعا الباب حتى فتح لهم عثمان بهدوء وبوجهاً باهت كأن جل ما حصل حقيقي وهو حقاً خسر مكه ، اولاهم ظهره ودلف للداخل وجلس كأنه جسد فاقد للحياة.
فولج الجميع بصمت وجلس ياسين بقربة ودفعه من كتفه بكتفه وهو يقول :-
ميبقاش قلبك اسود بقا يا عم نيتي كانت خير والله وكنت عايزك تقلل شغلك شويه مش بقول مترحش دا بلدك والعمل بتاعنا مش بايدينا بس كمان اهلك ليهم عليك حق.
وبعدين متنكرش المقلب اتعمل بجدية حتي أنك مشكتش صح.
حدجه عثمان بطرف عينيه ، فـ ارتبك ياسين وهو يستشف منه على ما ينوي ، بلحظه كان منكفأ ملتقط حذاءه ، لتتسع أعين ياسين و ركض بهلع وعثمان خلفه يصيح :-
بذمتك دا مقلب والله لأوريك… يا كلب قلبي كان هيقف يا بوز القرد أنت.
وقف ياسين خلف أيهاب متسائلاً من خلف كتفه بغيظ :-
بوز القرد يا معفن يا بيئة.
“أنا هوريك البيئه دي هتعمل فيك ايه”
ظل يركضون خلف بعضهما لبعضٍ يطوفوا بالشقه بأكملها.
في آوان ذلك هز يوسف رأسه بعبوس وهو يجلس يليه فيكتور واحمد ولمار ، ردد يوسف مفكراً بتعجب وحيرة :-
هو دا ياسين ابني ولا حد تاني … هو الواحد يتجوز عشان يعقل ولا عشان يتهبل أفهم بس.، الواد قبل الجواز كان راسي وعاقل وشخصيه كدا الكل بيخاف منه مكنش بنسمع صوتك امال مين لهبل دا ؟
” الله يخليك يا بابا شكرا يا غالي ربنا يديمك ليا”.
قالها ياسين بضحكه وهو يضع يده على صدره بتحيه ويقف خلف احد الارئك … وعلى حين غفله انقض عليه عثمان اوقعه ارضٍ وهو يعتليه وتم نزاع بينهما.، وإذ بضحكات ديجا تعلى تملأ المكان ، لينظروا لها الشباب وما زالوا على حالهم ، وجدوها تلتقط لهم بعض الصور وقالت بمناغشه.:-
هيييح هفضحكم.
حدق الشباب ناظرين لبعضهما وبلحظه كان يختلف الحال ويركضوا خلف ديجا يحاول اخذ منها الهاتف حتى اخذته لمار غامزه لها وهي تقول :-
ايوة كدا يابت يا ديجا عشان نربيهم.
اومأت لها ديجا بفخر ، فحاولوا الشباب اخذ الهاتف من لمار لم ينجحوا.
قاطعهم قول مكه وهي تخرج من الغرفه تتثاءب :-
هو في ايه ؟
نظر لها عثمان بعشق وقلب يقرع بقوة مشتاقه لأخذها بين أضلعه ، وحقاً اسرع نحوها وضمها مطمئناً ذاته.
أبتعدت عنه بحياء وهي تظبط نقابها محمرت الوجنتين ثم جلست بصمت تام بجانب الجميع وظلا يتسامرون.
❤ اللهم إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ❤
# يا عثمان قولي بس واخدني فين ؟ أنا مش شايفه حاجه شيل الرابطه دي.
همست بها مكه وهي معصومة الأعين يتمسك بها عثمان دون علمها أين يتجهون ، أحست أنها تخطو درج لكن إلى أين ؟
# خلاص وصلنا أهوو اهدي بقا وانزلي على مهلك!
فك رابطة عينيها وهو يقف خلفها وضمها من الخلف بتملك وهو يضع رأسه على كتفها هامساً ببسمه:-
افتحي عينك… هاا أيه رأيك ؟
اتسعت عيناها بزهول وفغرت فاه بصدمه وبإنبهار وأعجاب شديد هتفت بزهول :-
اي دا أنا فين … أيه المكان ده أنا في الجنه ولا ايه بس؟
دارت حول نفسها تتطلع لتلك الخضرة التي تحيطها من كل جانب والأشجار الراسخه والأزهار المزدهره ، البحر الأزرق وسكونه الذي خطف عينيها مذ الوهله الاولى ، خيمه صغيرة معلق بها أنوار مزينة بورود حمراء اللون يليها قلب بالورود وبداخله اسمها ، كانت مشدوهه من كل ما يدور حولها.، حتى أنتشلها من شرودها صوت طيارة تقلع الآن فقط تنبهت أنها آتت بها شهقت بفزع وهي ترى المكان خالي والطيارة تقلع فظلت تقفز برعبٍ شديد وهي تصيح :-
رايحه فين ده وقفوه دا هيسبنا.
كبت عثمان ضحكته بصعوبه وهو يقول مهدأه :-
اهدي يا مكه هو هيمشي وهيبقى يرجع.
تخصرت وهي تقول بغيظ :-
وهنقعد هنا لوحدنا في المكان المخيف دا افتراض اشباح طلعت لنا ولا اللي بيمصوا الدم دول.
ضحك بملأ فمه وهو يحاوط كتفها هامساً :-
لو يا حبيبتي ظهرت حاجه زي كدا همشي واسيبك وهنقذ روحي.
لوت فمها بسخط وهي تلكزه بقوة قائله :-
يا بارد ان شاء الله عفريت يتطلعلك!
ثم دفعته بعيداً وركضت تجاه البحر ورفعت درِسها قليلاً فما ان همت بملامسة الماء حتى أنتفضت ناظره حولها ، لئلا يكون احد يراها فجاءها صوته قائلاً :-
مفيش حد غيرنا هنا… يعني خدي راحتك بس مش راحتك اووي.
زمت شفتيها بتذمر وجلست وهي تدلي قدميها وتدفع الماء بضحكات عالية بلحظه كان يجلس بجانبها يفعل المثل وهو يطوق كتفها ، ثوانٍ وكان يغترف بكفيه الماء يقذفه بوجهها وهي تبعد وجهها بغضب حتى حذت حذوه ، و وقفا يلهون بالماء بضحكاتٍ عالية رنانه تتراقص على انغامها أفئدتهم ، دفعته بقوة ليقع بالماء على ظهره وانتفض بفزع راكضه وهي تصرخ.، وهو خلفها……
جذبها من ذراعه فمن شدة الهجوم وقع ارضٍ وهي فوقه لا تكف عن الضحك ، ضحكتها التى أسرت فؤاده ، ظل يتابع ضحكتها التى تهدأ شيئاً فشيئاً ، توردت وجنتيها وهي تهرب من نظراته هامسه بحياء :-
مالك بتبصلي كدا ليه ؟
رفع ذقنها إليه متسائلاً بتعجب :-
ارفعي راسك وانتِ بتكلميني … أنتِ لسه بتتكسفي مني أنا جوزك على فكره مش حد غريب .
نظرت له بصمت ولم تحيد عيناها عن عيناه.، فتمدد وهو يضع ذراعه خلف رأسه يراقب ضحكتها التى تحولت لبسمه سحرت فؤاده وصبغه الحمرة التي ذادته حباً فوق حبه..
أنها لحظات ومواقف بسيطه ، ولكن تبقى ذا أثر بسويداء القلب گ سراجاً منير يوهج الافئده ، كأن تلك اللحظه قد محت جل ما عانته قبلاً وأزالت رواسب الحياة جميعها ، كأنها لم تعش قبلاً وها هي تحيّ ، ليتولد فؤادها من جديد ببدر ساطع بدروب حياتها الكاحله فتبدد كل الظلام الذي كان قبلاً ، بهجه وسرور ، حباً سرمدياً لن يزول ، قلبٍ أصبح گ بستانٍ ليس به سوا وروداً وأزهاراً وزقزقت العصابير والحان الحب والعشق ، لحظات بسيطة قد تحيّ الأفئدة بأمل جديد يبقى امد الدهر.
ولج ياسين لغرفته صائحاً بلهفه على سجى ، وشغفاً يتخلل سويداءه ، بحث بالغرفة فلم يجدها !
لذلك خرج متسائلاً عنها حتى وجدها جالسه مع ورد وديجا.
فتنفس الصعداء واتجه بوجهاً مشرق وعينين تتلألأ من وجهها الضاحك البشوش ، ألقى السلام ثم قبل جبهتها قائلاً على عجل :-
قومي عشان عندنا مشوار ضروري!
ضيقت عينيها قائلة بتعجب :-
مشوار اي دا ؟
مال على أذنها هامساً :-
هخطفك يوم واحد !
ضحكة برقه وهي تهمس :-
أنت عايز تخطفني هقول لـ ماما.
أبتعدت ورد عنهن براحه وهي ترى بهجة سجى ، بينما دفعت ديجا ياسين بحدة وهي تقول بغضب :-
أبعد عن سجى حبيبتي ومتقربش منها.
أنهت جملتها تزامناً وهي تضم سجى بتملك.
حرك ياسين كفه بغيظ على وجهها وهو يكظم غيظه بشتى الطرق بلحظه كان يمسك بديجا من ملابسها رافعها للاعلى وهو يقول محذراً :•
بت أنتِ…أنتِ في حد مسلطك عليا ولا ايه النظام ؟
صاحت ديجا وهي تهوى بقدميها بالهواء :-
يا سجى الحقيني.
نهضت سجى قائله وهي تحملها :-
سيبها يا ياسين ملكش دعوه بيها تاني وإلا هزعل منك ومش هكلمك تاني !
أمسك ياسين دون كلمه ذراعها هامساً بحسم :-
تعالي طيب بما ان الذوق مش نافع معاكِ.
ولجا للغرفه وأغلق الباب فتساءلت بغرابه وتعجب من فعلته :-
ياسين في أيه قلقتني.
برقه وحنان أمسكها من يديها وهو يقول ببسمه ظهرت جلية بصوته :-
بصي يا حبيبي عايزك تجهزي عشان رايحين مشوار.
ضيقت حاجبيها متسائلة :-
مشوار أي وليه ؟
بنفاذ صبر تحدث من بين أسنانه :-
في وحده يا بنتي تقول لجوزها عايز نطلع ليه ؟
البسي يلا قدامك ربع ساعة يلاااااا يا بنتي اتحركِ.
نفخت بضيق وهي تشير له للخارج :-
طيب اطلع الأول.
تساءل بدهشه :-
اطلع ليه ؟ افتراض احتجتي مساعدة.
بتذمر صاحت بطفولة :-
ياااسين اطلع وإلا مش هروح معاك.
بإستسلام تحدث وهو يتحرك للباب :-
طيب ماشي اهو بس متتأخريش ربع ساعة وبس وإلا هطلع.
أكتفت بإيماءة بسيطة، فخرج مغلقاً الباب خلفه ،تنهدت بحبور وهمت ان تستدير فجأة أنفتح الباب وطل برأسه متسائلاً بضحكة.:-
متأكده يا بنتي مش عاوزه مساعده ؟
ضحكة مرغمه وهي تقول بغيظ :-
ياسين اطلع بره.
زم شفتيه قائلاً وهو يغلق الباب مرة اخرى :-
غلطان جاي أقولك ان اللبس عندك على السرير.
اغلق الباب مرة اخرى اخذت الملابس وهمت بالدلوف لدورة المياة لينفتح الباب مرة اخرى ويطل ياسين برأسه قائلاً بضحكته الرجولية التى تسلبها فؤادها :
– يا بنتي متأكده أنك مش عاوزه مساعده كدا ولا كدا؟
ضحكة سجى ضحكه رنانه وهي تلقي عليه ما بيدها من ملابس فأغلق الباب فوراً وهو يقول بصوتاً عال بضحكه :-
على العموم مستنيكِ تحت في العربية متتأخريش يا بنتي.
أرتدت سجى دريس باللون الزهري ولكنها لم تنجح بلف الحجاب فجلست حزينه وأغروقت عيناها بالدمع ، طرقات خافته تناهت لها فأذنت للطارق بالدخول ، لتفتح ورد الباب قائلة ببسمة :-
جايه اشوف القمر ليكون عاوز حاجه ؟
أشرق وجه سجى وتلألأ وهي تقول بغبطه وحبور :-
ورد كويس انك جيتي … تعالي ساعديني في لف الحجاب.
بفرحه تقدمت ورد وشرعت بلفه على رأسها مغطياً جزءها العلوي … فلامسته سجى بمحبه وهي تقول بشكر وامتنان :-
الله .. تسلم ايدك يا وردتي…. معلش تعبتك معايا.
ضربتها ورد بخفه وهي تقول بعبوس :-
ايه تعبتك دي .. اتعبيني براحتك يلا هطلع انا وانتِ انزلي لـ ياسين.
أومأت سجى بفرحه ثم توجهت للخارج فما كادت بالاقتراب من الدرج حتى أرتطمت بإحد لتتأوه وهو يمسكها كي لا تقع.
لتعتذر سجى قائلة بآسف :-
اسفه مش قصدي بس أنتِ مين ؟
همست أنجي بخفوت ولكن صوتها تناهي لسجى وهي تقول :-
ما انا عارفه أن مش قصدك ما أنتِ عاميه.
ثم تنحنحت بصوتاً عال وهي تقول بنظره حادة:-
أنا أنجي أخت بلال وأبقي زوجة…
صمتت حينما بغتها ياسين بضغطه قويه على ذراعها وهو يقول بهدوء مصتنع :-
يلا يا سجى.
همت سجى بالأعتراض ، إلا أنه حذبها من معصمها بحنان دون حديث ، أجلسها بالسيارة وجلس بجوارها ومال على اذنها هامساً بنبرة جادة :-
بلاش طيبة قلبك دي مع الناس كلهااا تمام ؟
صمتّ قليلاً تستوعب ما يعنيه فتساءلت بعدم فهم:-
تقصد ايه ؟
وضع كفه على وجنتها هامساً بمحبه :-
يعني يا بنتي بلاش قلبك الطيب دا مع الكل .. مش كله زيك .. ولا عنده نفس طيبتك .. مش كله بيحب الخير لبعضه .. أنتِ مفيش زي قلبك فاهمه.. وعشان كدا مش كل النااس كويسه ونصدقهم .. ومش كل اللي يبتسم ويكلمنا حلو يبقى كويس .. احنا في دنيا مصالح واغلب الناس معانا عشان مصالحهم .. فمش نثق اوي في الناس ثقه عمياء .. ومش كل المظاهر تبقى حلو اوقات كتير تكون القلوب وحشه.
فهمتيني يا حبيبتي.
هزت رأسها سريعاً ، ليدير هو عجلة القيادة ، ثم جذب رأسها يريحها على كتفه بحبور.
** صوت ضجيج عال أتي من مكتب الأستجواب ، نهضت وعد ضاربة بقبضتها الطاولة وهي تصيح بوجه مراد ثم توالت علية باللكمات دون هوادة ، ضحك هو ضحكه ساخرة وهو يقول والدماء تسيل من فمه أو بالأحري من وجهه جميعه:-
تعرفي أنا كنت السبب في كل اللي حصل في الصعيد لما اسروكِ على الجبل كنت انا السبب ، ولما كنتِ هتقعي كنت انا مخطط لده بس للأسف جه رحيم وأنقذك.
دفعته وعد من تلاليب ملابسه واطرحته ارضٍ وانقضت علية ظلت تضربه حتى تعبت ، ثم بصقت بوجهه وهي تلهث ورمقته بنظره حارقه وخرجت من المكتب وهي تجفف وجهها بكفيها ، جلست على أقرب مقعد وهي تتجرع المياة ثم دوي رنين هاتفها برقم مجهول فنفخت بضيق وهي تضعه على اذنيها قائلة برزانه :-
السلام عليكم ، مين معايا ؟
لم يأتيها رد او همس حتى ، ولكن مهلاً قد خفق فؤادها خفقات شديدة حتى أحست أن فؤادها يكاد يخرج من محله. فـ أجفلت بإرتباك وهي تذدرد ريقها وهمست بصوتاً خافت :-
رحييم.
عند هذه الكلمة وأغلق الطرف الآخر ، و وابل من الأسئلة أقتحمت ذهنها ، هل هو ؟ وأن كان هو لماذا يعاملها هكذا ؟ لماذا لم يجيب؟ لماذا يفكر بها وهو متزوج الان؟
شردت بالفراغ وعينيها تتوهج بالأشتياق والحنين له.
لكنه صعب صعبٍ للغاية أن تشتاق لأحد وأنت تعلم علم اليقين أنك لن ترآه ولن تخمد نيران شوقك ، بلى على العكس تماماً ستظل توقد وتشتغل بلى هوادة ، لتكوي الفؤاد وتتعذب الروح ويحترق الجسد.
** ياسين أنت واخدني فين عااااااا.
همست بها سجى مصحوبه بصرخه قوية وهي تتشبث بـ ياسين الذي ضمها ضاحكاً وهو يقول :-
يا بنتي اهدي دي طيارة يا ماما متقلقيش مش هموتك.
أغلقت جفنيها برعب وهي ترتجف بينما ظل هو معانقها بقوه ويهدأ من روعها.
ثم نهض فجأة وأوقفها وأنفتح باب الطائرة فهمس بمرح :-
مستعدة تطيري في الهواء.
تشبثت بيديه وجله وهي تقول بخوف شديد :-
ياسين أنت هتعمل أيه أنا خايفه.
جذبها من خصرها مقترباً من الباب وهو يهمس :-
أياكِ تخافي وأنا معاكِ.
قالها وهو ينظر من خلال باب الطائرة المفتوح ، لسحب فوقه والأرض التي بدت صغيرة حجماً ثم جري فحصاً سريعاً للمظله وبلحظه كان يضم سجى لصدرة ويقفز بها من الطيارة لتصرخ بملأ صوتها ، سرعان ما تبددت صرخاتها لضحكاتٍ عالية وهي تطير في الجو وسط الهواء ونسماته ، بينما ظل ياسين ممسك بها بإحكام وهو يروي لها ما حولهم كأنها ترى واكثر حتى استقروا على الأرض.
ظلت سجى تضحك بزهو أنه شيء كان فقط بحلمها وها هو اصبح حقيقه مع من دق له الفؤاد ونبض.
صفاء وجهها وبسمتها الرائعه من سويداء الفؤاد جعلتها تشعر أنها تملك سعادة لا تضاهيهّ ايّ سعادة آخرى.
لا ريب فسائر السعادة الان بفؤادها فقط.
ضمها ياسين لصدرة ضاحكاً وهو يقول بهمس :-
مبسوطه.
اؤمات سريعاً وهي تقول على عجل :-
اوي اوي اوي اول مرة افرح كدا… حاسه إني في حلم مش مصدقه.
جذبها من يدها لتقف وهو يقول:-
مش مصدقه؟ طب تعالي نجرب تاني بقا..
* على مرآى من النجوم الساهرة ، حيث الكواكب تتلألأ على صفحات السماء ، بسكون الدجي ، وهدوء الليل الذي ينعش الأفئدة بنسماته العطرة.
جلس عثمان واخذاً مكه بحضنه مستنداً على احدى الشجيرات ببسمة لم تفارق وجهه ولعلها لا تفارقه من الآن ما دامت صاحبة تلك البسمة وسر مكنونها بجانبه قرة عينه وقرة قلبه ، تبتسمت مكه وهي تداعب كفه باناملها وهمست وهي ترفع رأسها به :-
عايزة اعرف عملت أمتي كل ده ؟
أغلق جفنيه متحدثاً ببسمة :-أنتِ لسه شفتي حاجه؟
أبتعدت عنه متطلعه به بزهو :-
هو لسه في حاجه تاني ؟
أنعدل وهو يقبل كفيها :-
اومال يا بنتي ، أشار بعينه ناحية السماء فألتفتت بدورها لتجد أنوار كثيرة واسمها مشعاً باللون الذهبي ، وثبت شاهقه بحبور وعدم تصديق لما ترى عيناها وتسمع أذنيها كأنها ما زالت لم تستيقظ بعد ولا تود.
سحبها عثمان وسارا لبعض الوقت حتى اتسعت عينيها وهي ترى طاولة عليها جل الأنواع التى تفضلها ، المكان مضاء فقط بالشموع ، الورود تغطي المكان ، مسدلة الستائر حول تلك الطاولة ، سارت ناحية المكان مشدوهه ثم أخذت تصفق وتقفز ببهجه تسري بعروقها ، أخذت تتطلع لكل شي حولها بأنبهار حتى ضمته بقوة وهي تقول :-
أنت عملت كل ده امتي.
شاكسها من وجنتها كأنها طفله وقال بضحكة :-
فاكرة يوم لما جهزتي أنتِ وانا اتأخرت وقتها قررت أعوضك عن اليوم ده.،والمكان دا لما بحب اختلي بنفسي باجي فيه وهيبقى لينا انا وأنتِ وبس ،و وقت ما نزهق من الدنيا والناس نيجي.
أقترب رمضان الجميع يجهز له بهمه ونشاط ، تمتلأ الأفئدة بالهمة العالية لذاك الشهر الكريم ، بهجة وحبور يملأ أرجاء المنزل ، السعادة تستوطن الوجوه البسمه لا تفارق الثغر ، والحب يرفرف في الافاق.
الجميع منشغل يجهز “كراتين رمضان” بكل ما لذ وطاب ، تركض ديجا وهي تساعدهم بفرحه تناول هذا وتاخذ من ذاك.
وقالت مخاطبة والدها ببسمة تشع من مقلتيها :-
مش أنت يا بابا هتجبلي فنوس رمضان ؟
حملها عمرو ببسمة وقبل وجنتها بسعاده وهو يدور بها :-
هجبلك يا قلب بابا احلى فنوس.
ثم أنزلها برفق وتحدث بهدوء :-
يلا تعالي ساعديني نخلص وبعدين نوزعهم سوا.
شحذة همة خديجه ببهجه وهي تنتقل هنا وهناك ، تساعدهم بكل محبه ، تستقبل كل شيء بصدرٍ رحب ، تعلم هي ان ذاك الشهر الكريم به حسناتٍ لا تحصى ولن تضيعها او تتقاعس بها .
أنهوا الكرتين ونقلوها الشباب بالسيارات ، ثم ذهب عمرو وديجا لتوزعهم ، وياسين وسجى.، ومكه وعثمان ، وحذيفه برفقة وعد ، وتبقت اسماء من أجل تعبها.
_ ولج زين للمنزل بعد يوم عمل شاقٍ بالعمل ، مشتاق قلبه لعائشته التي لونت حياته الكاحله وروت ظمأ روحه ، وجدها تقبل علية وبيدها بعد الشنط “أكياس” وتحدثت ببسمه وهي تقدمهم له :-
امسك بقا وساعدني.
أرتد للخلف مصعوقاً ثم تحدث بتوتر وهو يتذكر حينما كان ينام بالمطبخ وإذ وجد فئران تحيطه من كل جانب :-
لا لا لا فيها ايه الكياس دي اكيد فيران صح ابعدي.
انفجرت عائشة ضاحكه وأخذت تهدأ آنً فآن وهي تقول :-
يا بني أبداً مش فيران والله متخافش دي شنط رمضان.
قطب حاجبيه بدون فهم وهو يتساءل :-
يعني ايه هتعملي ايه بردوا.
عائشة بغيظ وهي تدفع له الأكياس :-
امسك بس كدا يلا امشي قدامي.
قالتها وهي تدفعه فتمتم هو ببعض الكلمات.
* تجمع الجميع مرة اخرى بالمنزل بعد الأنتهاء من توزيع الكراتين ، الفرحه تغمرهم كلياً ليس مجرد فرحه بسيطه أنها سعادة لا تضاهيهّ ايّ سعادة آخرى ، لقد رسموا البسمة على الوجوه وأسعدوا افئدة الناس.
ركضت ديجا تجاه لمار التي تلقفتها سريعاً ببهجه لتقول ديجا بفرحه وهي تقبل وجنتها :-
انا عملت كله لوحدي ، وكمان خلصت كل الرسايل.
قبلتها لمار وهي تقول ببهجه :-
خلصتي كله كله.
هزت ديجا رأسها سريعاً وهي تتمتم :-
ايوة روحت المستشفى واديت للأطفال رسائل تفائل وهدايا وخلصت كله.
تبسمت سجى وهي تضم كف ياسين قائله :-
اول مره احس بفرحة رمضان.
رفع ذراعه مطوقاّ كتفها بحب وهو يقبل رأسها وغمغم :-
وان شاء الله هتفضلي حاسه بالفرحه دايماً طول ما أنا عايش.
تبسمت بحياءٍ شديد ، لتنظر لمار لها بفرحه وأمان.
وقف عثمان صائحاً بلهفه :-
امتى هنعلق الزينه دي ؟
دفعته مكه باحدى الوسائد وهي تقول بغيظ :-
أنت عيل يا بني قعد.
رفع حاجبه لها بغيظ ، فقالت لمار ببسمة هادئه :-
شوية وعلقوا براحتكم.
(سنرحل يوماً تاركين هذه الحياة وراءنا ، لن نأخذ معنا شيء لا مال ولا جاه ولا وظيفه ولا عيال أو أحباب أو اصدقاء لن ينفعنا شيء ما عدا شيئاً واحد فقط ، أجل شيء لا غير هل عرفته عزيزي القارئ أنه “الصدقه” هي فقط من سنأخذها معنا أعمالنا فقط من زكاة وصوم وصلاة وقيام ، ستدخلنا الجنة ستنير قبرنا ، يوماً ما لن نستيقظ سنصبح من الأموات فهل أعدة العدة لملاقاة رب العباد ؟ إذاً ماذا تنتظر إذ جاء عليك صباح جديد وفتحت عينيك بالحياة كن على يقينً تام أن ما زال هناك فرصة لك ! فرصه كي تفوز بالجنه ، فرصه لا تضيعها وبادر بالأستغفار وكسب الحسنات ومساعدة المحتاجين مجرد “صدقه” سترفعك عالياً وستنجيك حتماً ، وستظلك بظل الرحمن ، أن الموت أكيداً وحتماً آتي أن لم يكن اليوم فـ غداً ، قبر وسؤال وجنه ونار ، تذكر ظلمة القبر تذكر النار هذه الحياة فانية ستمر كأنها لم تكن وسننتقل لدنيا اخرة هي الباقيه ، فـ أخبرني بربك كيف لا تعد العدة لسكنك الاخر.، حينما تذهب لمنزل جديد هل ستذهب إليه دون فرش وعفش دون ان تجهز له ؟ لا أليس كذلك .
إذاً ماذا تنتظر هي بادر إلى الجنه قبل فوات الأوان ، قبل ان تغلق عينك فلا تفتحهما ويخطفك الموت.)
شرعت مكه بترتيب الشقه مستغله عدم وجود عثمان بينما جاءت ديجا وقالت وهي تعقد ذراعيها بتأفف :-
انتوا كلكم مش فاضيين وبتروقوا ؟
تركت مكه النافذة التي كانت تنفضها وهي واقفه على منضدة صغيرة اسفل منها التفتت لها :-
يعني منروقش يا ديجا ؟ تعالي ساعديني!
زمت ديجا شفتيها بغيظ وهي تغمغم :-
لا ياختي اعملي لوحدك، أنا نازلة اشوف حد يقعد معايا.
همت بالخروج من الباب لتنصدم بـ عثمان الذى كمم فمها بيده قائلاً بصوتاً خافت :-
هششش متتكلميش!
عضت ديجا يده وهي تركض للأسفل ، بينما أمسك هو كفه بألم وتمتم متوعداً لها.
نظر للحظه يراقب مكه ثم تسلل للداخل بصمت حتى وقف خلفها ومد اناملها لتلامس قدميها بحركة مباغتها فصرخت وهي تقفز على المنضدة :-
عفرررريت عفررريت.
كادت على وشك السقوط فتلقاها هو بين يديه بضحكاتٍ رجولية اسرت فؤادها.
نظرت له بغيظ وهي على وشك البكاء تأخذ شهيق وزفير بصوتاً عال حتى لا تهوى دموعها ، فهدأ شيئاً فشيئاً قائلاً :-
مالك انا كنت بهزر معاكِ.
ضربته بقوة على كتفه صارخة :-
نزلني يا عثمان نزلني.
انزلها برفق فعاودة ضربه مرة اخرى قائله:-
خضتني حرام عليك والله يا بارد.
ضحك ضحكه خفيفه وتساءل بعبث :-
كنتِ بتعملي اية ؟
بسخرية ردت عليه :-
أنت شيفني بعمل ايه تعالى ساعدني يلا.
فترت شفتيه عن بسمة رائعه وهو يلوح بيده لها داخلاً غرفة الأطفال :-
الله يخليكي يا قلبي اعملي أنتِ مش عاوز أزعجك انا هقعد اكل فشار.
ضربة بقدمها الارض بغيظ فغمز لها ملقياً قبله في الهواء ، فأخذت “المكنسه” وقذفتها على وجهه على عجل اغلق الباب قائلاً بصوتاً عال :-
على مهلك يا قلبي ليطقلك عرق.
ضحكت مرغمه ثم استدارت مكمله ما بدأت.
جلست سجى على الارجوحه بالحديقه تستمع بسماعات الاذن احدى المحاضرات ولكنها بدت منشغلة الزهن مفكره بشيئاً ما يدور بفكرها ، حتى أنها لم تشعر بـ ياسين الذى جلس بجانبها بصمت متأملاً ملامحها المتقلبه تارة مقتضبه برضا وتارة بضيق جلي ، فضحك بخفوت متسائلاً حينما تناهى له همسها :-
أنتِ بتكلمي نفسك يا حبيبتي ؟
تنبهت لصوته ففتر ثغرها ببسمة رائعة وقالت بزهو وشغف :-
ياسين أنت جيت ؟
طبع قبله على جبهتها وهو يقول :-
ايوة يا حبيبتي ، هااا مالك بقا يا ستي ؟
نهضت فوراً قائله تود الهرب من السؤال:-
مليش ، انت جعان صح ، تعالى ندخل.
جذبها لتجلس على قدميه وطوقها بمحبه وهو يتساءل :-
مااالك يا سجى اتكلمي ؟
بحياء همست وهي تحاول الأبتعاد :-
مليش يا ياسين اوعى ؟
شدد من ضمها قائلاً بأصرار :-
لا قولي مالك ؟
هزت رأسها نفياً ، فبحزم وجدية ردد :-
سجى ؟ قولي.
تأففت بإستسلام وفركت اناملها بتوتر ثم تبسمت وهي تعانقه :-
كنت عاوزة اقولك حاجه ؟
تفض رأسه مبعداً تأثرها عليه وغمغم بضيق :-
بلاش الاغراء دا يا سجى اتكلمي؟
ابعدت كفيها تعبث بأزرار قميصه وهي تقول بطفولة :-
طب اتكلم وتوعدني مش هتزعق فيا ؟
تساءل برفع حاجب كأنها ترآه:-
يا شيخه؟ وأنا من امتى بزعق فيكِ ؟ قولي با بنتي ربنا يهديكِ.
انهى جملته وهو يمسد على خصلاتها بحنان.
زاغ بصرها وعادت لفرك اناملها مرة اخرى وهي تفتح فاه ثم تضمه مرة اخرى بتردد فتساءل وهو يقبل وجنتها بحب :-
يا بنتي قولي هو انا هموتك يعني ؟
ألتفتت لينصدم وجهها بوجهه وهي تقول :-
ياسين.
تحسس جبينه وهو يقول :-
دا باينله كدا موضوع كبير بقا قولي .
مالت براسها على صدرة وهي تتمتم بطفولة :-
طب احلف انك مش هتزعق.
طوقها بذراعه أكثر وهو يسند رأسه على رأسها :-
والله العظيم.
أبتعدت بتلقائية وهي تقول بذات الطفولة:-
لا لا قول والله العظيم مش هزعقلك يا سجى.
ضحك بخفوت وهو يجذب رأسها على صدرة مرة اخرى :-
طفله يا ربي. صبرني، والله العظيم مش هزعقلك يا سجى.
تبسمت بهدوء وهي تقول بعد صمت دام لدقيقه :-
حبيبي يا ياسين انا عايزة أشتغل مع زين.
كور قبضة يده بغضب يحاول التحكم فوراً غيرته التى احتاجت أوصاله وهتف بحسم وحده :-
لا ، وقفلي على الموضوع ده !
عبس وجهها بيأس وسندت كفيها على صدره بصمت وأغروقت عينيها بالدموع ، فنفخ بضيق لرؤياه دموعها وهتف بهدوء بعد صمت دام لدقيقه :-
طب يا بنتي أنا احتجتي حاجه وأنا مجبتهاش ليكِ؟
هزت رأسها نفياً وهي تقول وقد ذرفت عينيها الدمع الذى كوى فؤاده :-
لا ، أنا بس زهقت من القعده في البيت ، مش عايزة اشتغل عشان فلوس بس أنا عشان بزهق لوحدي وأنت بترجع متأخر وأحياناً بتجي وش الصبح.، فعايزة اضيع وقتي في حاجة مفيده.
مسد على ظهره بحنو مزيحاً بكفه الآخر دموعها :-
خلاص متزعليش روحي بس اياكِ تقربي من زين.
على ذكّر هذا الاسم رن هاتفها برقم زين فزم على شفتيه بغيظ ، كانت مخصصه نغمه مخصصه له لذلك علمت أنه هو فتبسمت ضاحكه حينما قال ياسين من بين أسنانه :-
جيبنا سيرة القط جه ينط.
لم تستطع مقاومة ضحكاتها التى انفجرت حتى كادت بالسقوط من على قدميه ليجذبها سريعاً مثبتاً أياها بذراعه الذى لف حول خصرها ، فتمتمت هي :-
دا اخويا يا ياسين.
وضعه كفه على فاهه قائلاً بصوتاً اجش :-
اقفلي بوقك دا لانك مش هتردي غير لما تبطلي ضحك.
اؤمأت براسها وردت على زين وهي تحاول كبح ضحكاتها التى خرجت رغماً عنها بهمس :-
الو يا زين….
قطعها ياسين هامساً وهو يضغط على كفها :-
قولنا ايه ؟
بتذكر صححت كلماتها :-
السلام عليكم يا زين عامل اية.؟
رد زين السلام ببسمة وحبور :-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ست البنات طمنيني عنك يا حبيبتي عامله أيه ؟
تبسمت وهي تجيبه بمحبه بينما ياسين يغمز لها لتغلق :-
الحمد لله بخير ، كنت عاوزه اقولك حاجه ؟
رد زين ببسمة وهدوء وهو ينقر بالقلم على المكتب امامه :-
قولي يا بنتي انتِ بتستأذني ؟
صمتت لبرهة ثم رددت بحرج :-
ينفع اجي بكرة الشرك……
ابتلعت باقي جملتها حينما زمجر بها زين بإنفعال :-
أنتِ بتستهبلي يا سجى دي شركتك ومكانك زي ما هو دا أنتِ عايزة ضربه على دماغك تفوقك.
قهقهت سجى ثم ظلا يتحدثا لبعض الوقت حتى اغلق معها.
هم ياسين ان يتحدث ولكن هجمت ديجا فجأة راكضه فسب بصوتاً منخفض ضاحكاً صاحت ديجا وهي تشد ذراع سجى :-
تعالى يا سجى عشان احكيلك اللي تعلمته!
كانت أجمل عادة بـ ديجا ما تسمعه وتتعلمه تبلغ به الجميع فيتشاركا الآجر.
ابتسمت سجى بحبور وهي تتجه راكضه معها للداخل كأنها طفله صغيرة.
ويحق لها أن تصبح طفلة ، فقد سلبت منها طفلتها ،وها لتوها تشعر بروح الحياة والطفولة مع ديجا التى توغلت فؤادها فـ أصبحت خليلت الفؤاد وسط عائلتها التي حرمت منها وحب لا يقل لثوانً يحفها من الجميع ، فأنبثقت روح الطفولة بداخلها بلا قيود أو أحزان أو خوف من القادم.
وقف ياسين متنهداً بإرتياح بإمن يستقر بفؤاده بلحظه شعر بـ سجى تقبل وجنته وهمست بمحبه سريعاً قبل أن تغادر :-
أنا بحبك اوي يا ياسين.
_ وقفت عائشة بالشرفة تستنشق بعض الهواء المعبأ بروائح الزهور والنسمات الباردة ، جالت ببصرها بالحديقة بالأسفل فعقدت ذراعيها مجفلت العينين وهي تتنهد بتذكر فيما مضى قبل عدت ايام قليلة للغاية ، تدسرت بفراشها وقراءة بعض الأذكار ليتناهى لها صوت زين آتي من اسفل الشرفه منادياً بإسمها ، أتسعت مقلتيها بدهشه وازاحت الغطاء وتحركت للشرفه لتجده واقفاً ببذلته السوداء ممسكاً بباقة من الورود وتمتم بهمس محركاً شفتيه فقط “آسف” ، غطت وجهها بكفيها لتوري خجلها ببسمة شقت وجهها ولالأت عينيها بلمعة العشق ، ناداها مرة آخرى قائلا بهمس حينما نظرت له “بحبكك”
هزت رأسها نفياً والبسمه لا تفارق ثغرها ، فاتسعت عينيه بصدمة ظناً منه انها لا تحبه حينما نفت فتراجع للخلف رافعاً كفه يود باالقاء الورود عليها لكنه تقهقهر للخلف و وقع متأوها لتركض هي للأسفل وصلت إليه بلهفه ليغمغم هو وهو يعتدل وممسك بظهره :-
ااااه يا ظهري يا امه تكسر حرام عليكِ…
لم يكمل حديثه حتى شهق بصدمة وهو يرى الوحل على ملابسه وكفه.، فرغماً عنها انفجرت ضاحكه.
فاقت عائشة من شرودها على طرقات الباب تليها ولوج سمر ببسمة لتبادلها نفس البسمة بفرحه.
💮 اللهم إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين 💮
جلست “زينب” باكية وهي تستمع لاحدى المحاضرات التي ارسلتها “ورد” بالجروب الديني التي صنعته خصيصاً بينها وبين الفتيات للتشاور بين الحلال والحرام والاستماع لمحاضرات علم ومعلومات دينية وهكذا ، وحقاً قد فدتها كثيرًا جدًا تغيرت بنسبة كبيرة أصبحت ذي قلبًا سليم خالي من كل آفه ، لا تترك فرضٍ بعدما كان الكسل يردعها عن التفكر بإداء فرضها حتى ! غدت هادئة تفعل كل شيءٍ برضى ، دموعها لا تجف ولا يرقأ لها دمع من شدة الخوف والوجل من الموت.
تقيم ليلها باكية ساجدة تتضرع وتبتهل للرحمن أن يغفر لها ويعفو عنها ويهديها ويثبت فؤادها على الإيمان … أصبح يومها عبارة عن صلاة وأذكار وصيام وفعل كل خير وما يوجب فعله … طردت الحياة الدنيا من فؤادها وذهنها وكيانها وتبقى شيءٍ واحد التقرب من خالقها وطلب عفوه ورضاه وترجو الجنه.، تناهى لها صوت أغلاق الباب لتكفكف دموعها سريعاً ونهضت مقبله من أنس ببسمة لم تعد تفارق وجهها ، فتحدث هو بهدوء ملقياً السلام :-
السلام عليكم.
قبل جبهتها بهدوء ثم جلس بوهن على الاريكة فردت هي السلام ، وهمست بذات الهدوء :-
احضرلك الاكل ؟
نظر لها لثوانً يستشف ما يعتمل صدرها وما ذاك التغير الذى انتابها بغته ولكنه يسعدة ويريح فؤاده ويرضيه فـ أمسك ذراعها قائلاً بحسم :-
اقعدي يا زينب عايزك.
جلست بصمت بجانبه وما زالت البسمة على ثغرها مشرقة المحيا ناظرة له بأعين محبة همهم أنس قائلاً بزهو :-
مالك يا زينب فيكِ أيه ؟ حاسك مخبيه عني حاجه.
بحسك عايزة تتكلمي ومش عايزة!
نكست رأسها بحزنٍ جليّ وأغروقت مقلتيها بالدموع ، فذاد قلقه ضم كتفها مقربها إليه وتساءل :-
أنتِ لسه مفكره إنى بفكر في سمر ؟
لم يأتيه رد فقط دموعها هوت بصمت بحرج شديد بتوتر شعر بخوف يتملكها فتابع هو مردفاً :-
زينب أنا مش هقولك نسيتها هبقى كداب … بس اعرفي أنك دلوقتي وابني أهم من اي حاجه عندي … وأنا متأكد أن هيجي يوم وهنساها خالص … بس اديني فرصه.
رفعت عينيها بعيناه فردد بضيق :-
بتعطي ليه طيب ؟
ازاح دموعها بأنامله برفق وهم بإن يتحدث لكنها قالت بنحيب ونشيج :-
سمر كويسه هي كويسه جدًا كمان … هي تستهالك اكتر مني … انا مستهلكش !!
ردد بدهشه وأعين زائغه :-
بتقولي ايه……
قاطعته قائلة وهي تغط وجهها بكفيها وتذرف الدمع :-
متقطعنيش .. ايوه أنا وحشه وكنت مخططه اقتل سمر بسبب غيرتي منها … كنت هدخل النار بس لما ورد ضفتني في الجروب وسمر وكلهم بيعاملوني حلو ومش بيبخلوا عني بعلومة وانا تغيرت … انا بقيت بصلي ولبسي تغير وطريقتي وطريقي كل ما فيا تغير… انا وحشه او………..
صدمت حينما ضمها أنس لصدره مهدأها وهو يغمغم بإبتسامة :-
يا حبيبتي أنا عارف كل دا … ومش مهم المهم انك تعلمتي من الغلط … وعرفتي غلطك وذنبك وتوبتي منه … دا ربنا بيحبك عشان كدا ردك لية … فـ أحمديه واشكريه ومتفكريش في الماضي تاني خلاص راح … وقولي الحمد لله ان ربنا نجا سمر ومحصلهاش حاجه .. وأنتِ عرفتي غلطك وتوبتي ورجعتي لربك دا اهم حاجه.
أبتعدت عنه بزهول تود لو تنشق الأرض وتبتلعها كي لا يرآها الآن وغمغمت وهي تذدرد ريقاً جافاً :-
أنت كنت عارف ؟
اؤما برأسه مؤكداً ثم قرر تغير الحديث بلحظه فقال مبتسماً :-
قومي يلا خلينا نخرج سوا.
انهى جملته وهو يجذبها من يدها بحنو.
❄ اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ❄
خرج ياسين من دورة المياة بمنطال قطني من لون الكحلي ، ومنشفه حول عنقه وقف أمام المرأة لثوانً ثم توجه للشرفه غير منتبه لـ “أنجي” الواقفه بالخارج بصمت تراقب الدرج بإهتمام شديد ، حتى تنبهت لـ “سجى” تصعد فتوجهت للداخل مسرعة ثم على حين بغته كانت تضم ياسين من ظهره الذى كان منشغل الفكر كلياًّ ، فـ أنتفض مبتعداً وهو يلتفت لها سرعان ما طمس الهدوء من وجهه وتأججت النيران بمقلتيه وقال وهو في اوج غضبه :-
أنتِ مجنونه بتعملي أية أنت ؟.. أنتِ ازاي تعملي كدا.
بكت بدموعاً زائفه وصوتاً عال وهي تقول :-
لا مش مجنونه بس أنت جوزي ودا حقي ؟
الآن هو لا يرى أحد أمامه سوها يود لو يخنقها حتى تطلع روحها أمسك ذراعها بكل قسوة زاجراً بغضب هاج به :-
حق ااااايه ؟.. قولتلك مليون مرة ملكيش حق عندي.
اطلعي برة اطلعي؟
ذاد حدت بكاءها حينما دفعها بقوة وهي تقول بمكر يشع من عينيها :-
أنت كدا بتظلمني انا كمااان مراتك زي سجى بالظبط.
جذبها من حجابها قائلاً بوعيد :-
اسمها !.. اسمها ميجيش على لسانك تاني وعمرك ما هتكوني زيها.
ثم قال بصوتاً عال ساخط وهو يجرها للخارج :-
أنتِ مش مررراتي….
أبتلع باقي حروفه حينما وجد سجى أمامه واقفه لا حول لها ولا قوة جاحظت العينين بصدمة لا مثيل لها.
نظر لها بتوهان ثم بدون وعي ترك أنجي التي تبسمت بفرحه لنجاح خطتها ، تقدم ياسين منها متحدثاً وهو يضم وجهها :-
سجى اسمعيني اللي سمعتيه دا دا دا.
# دا أيه اتكلم .. أنت متجوز ؟
نطقت بها سجى وعينيها تفيض بالدمع بنظره تائهه ، ثم أمسكت كفه راجيه وهي تقول ببكاء مزق فؤاده :-
ياسين قولي أن اللي سمعته دا كله وهم .. قولي إني سمعت غلط .. قولي إني مش بسمع طيب قول اي حاجة بس اياك تقول أنها مراااتك.
أغلق ياسين عينيه بعنف ، حضر الجميع على أثر اصواتهم العالية ، الصمت يخيم الارجاء ما عدا بكاء سجى الحارق ، تمسكت بذراع ياسين مرة اخرى متمتمه من وسط دموعها بصوتاً متقطع :-
ياسين جوبني أنت مش متجوز صح ؟
ياسين ليه مش بتردي عليا ؟.. كلمني بقولك بقا ؟
أنت متجوزها ؟
# ايوة يا سجى !
همس بها ياسين وهو يغلق عينيه بعنف متحاشياً النظر لها ، گ الصاعقه قذفت الكلمه بفؤادها كأنها تستمع للتو لتلك الكلمه الان فقط استوعبها عقلها فردت بضياع وهي تمسك بذراعه :-
امتى ؟.. امتى اتجوزتها ولية مخبي عليا ؟
ثم صرخت ببكاء حاد :-
أنت اتجوزتها ليه وتجوزتني ليه .. أنا عارفه إني عامية… بس ليه تعمل فيا كدا لية.. أنا عاميه مبشوفش ااه بس بس حبيتك فـ ليه تجرحني كدا .. كنت عرفتني انك هتتجوز مكننش هرفض أنت من حقك تتجوز واحده كويسة مش عامية زيي.
صمتت عندما هزها ياسين بعنف مزمجراً دون وعي :-
اسكتي بقا كفاية أنتِ عايزة أية ؟.. عايزني أطلقك ؟.
هدأ بكاءها وكف وصدم هو من ذاته لم يدرك كيف نطق بها ، دفعت لمار ياسين بعيداً عن سجى بغضب وهي تهدر به :-
ياسين أنا بنتي مش لعبه في ايدك .. طلقهاااا دلوقتي دلوقتي طلقها أنت فاهم.
ضمت سجى لحضنها وهي تربت على ظهرها بحنو بينما هي تشهق ببكاءٍ حاد ، ببرود قال ياسين وهو يوليهم ظهره:-
لا مش هطلق.
دفعه أدهم بحدة مغمغاً بضيق :-
لو بنتي عايزه تطلق منك هتطلق.
# وأنا قولت مش هطلق مراتي وأنا محدش ليه دخل بينا ؟
قالها وهو يحاول أخذ سجى من لمار فلم يستطع فصرخ بحده :-
اووووعى يا لمار بقولك من قدامي دلوقتي.
أمسكت لمار بكفه ضاغطه عليه :-
ابعد ياسين ايدك عن بنتي ؟
– وأن مبعدتش هتعملي ايه يعني سيبي مراااتي.
دفع كفها بقسوة وبكفه الاخر جذب سجى لحضنه متمتماً بحنو :-
قولتلك مليون مره دموعك دي متنزلش غير في حضني ، وقولتلك برضوا مش عايز أشوفهم أبداً.
# نظر الجميع لهم بزهول سرعان ما تحولت لبسمة عكس نيران الكرة التى شعت بأعين أنجي ثم جذتها يد والدتها للخارج ثم زجتها لداخل الغرفه وتوالت عليها بالصفعات المتتالية.
وهي تصرخ بها بغضب بين الصفعه والاخرى :-
ليييه عملتي كدا ؟.. عايزة تفريقهم ليه قولتلك مبيحبكش ولا هيحبك في يوم فسيبيه وكفااايه ورضي بنصيبك.
بالأعلى ما زالت سجى متشبسه بـ ياسين الذى يعتصرها بداخله بصمتٍ تام ودموعها گ خنحراً مسموم ينغرس بفؤاده بحدة.
ثم گ المتذكرة أنتفضت مبتعدة عنه وهي تتمتم :-
أنا بكرهك يا ياسين.
ضم وجهها بين كفيه رغماً عنها وقال بهدوء :-
وانا بعشقك يا قلب وروح ياسين.
دفعت كفيه بحزن متمتمه :-
لو بتحبني بجد طلقني !
بسط راحته ثم قبضها بغضب فتدخلت لمار قائلة بغيظ وهي تشير له :-
بنتي هتفضل عندي لحد ما اطلقها يا ياسين ياما تشوف حل.
رمقته بغيظ قبل ان يذهبوا جميعاً تباعاً ما عدا عثمان وحذيفة وعمرو ، تنهد ياسين مناجياً مولاه ويحرك يده على خصلاته بغضب :- الفصل 30 ج2
يا رررررب أفرجهااا.
شعر بيد على كتفه فـ التفت ليقول عثمان بهدوء :-
هتفرج أبشرر.
اؤما ياسين مبتسماً فتحدث عمرو بتساؤل :-
سجى عررفت اززاي وكلنا مخبين عليها ؟.. مين قلها ؟
نظر له ياسين بوجع وتنهد وهو يجلس مؤشراً لهم بالجلوس وتابع :-
سمعتني أنا وأنجي.
حذيفة بعدم فهم :-
برضوا ازاي وهي من امتى انجى بتطلع عندك .. ولا سجى طبت عليكم.
قالها بضحكه مرحه بغية اضحاكه،فجذب ياسين الوسادة وقذفها بوجهه وهو يقول :-
تصدق بالله أنك واحد غتت ! طبت علينا ايه يا بني ادم انت بتستهبل ؟
ضحك حذيفة قائلاً بمشاكسه وهو يلتقط الوسادة يضعها جانباً :-
يعني هيكون طبت ازاي يا خويا تلاقيها شفتكم وانتوا استغفر الله العظيم.
بلحظه كان يلتقط ياسين نعله وقذفه بوجهه قائلاً :-
امشي ياض من هنا ناقصه استظراف هي اصلاً.
ضحك الشباب بقوة ليتمتم عثمان :-
القط والفار.
بعد ساعتين اتجه ياسين ناحية الغرفة الماكثه بها سجى لتظهر لمار بوجهه متخصره بثبات وهي تقول بنبره جافه :-
بنتي مش عايزة تشوفك ومش هدخلك عندها!
خرجت نبرته بعد دقائق هادئه قدر الإمكان :-
لمار عمتي لو سمحتي دي مرراتي وأنا حر وبعدين أنتِ عارفه كل الحكاية فـ ليه بتعملي كدا.
بإقتضاب رمقته لمار وهي تغمغم بفحيح :-
لا أنا مش عارفه حاجه ، وكل اللي عارفه أنك تبعد عن بنتي لأنك السبب في كل اللي هي فيه ؟
# أناا ؟!.. أنا السبب ؟!.
نطق بها ياسين بزهول وهو يشير لذاته لتؤمأ لمار مؤكده وهي تتابع :-
ايوه أنت ،تقدر تقولي هي تخطفت ازاي وهي معاك انا زمان خسرتها بسببك ومن فترة بسيطه كنت هخسرها بردوا بسببك ، أنا هقدر احميها أنت لااا..
شعر أنه يود الصراخ يسحبون روحه بالبطئ دون رحمه فكيف يقاوم ؟وكيف يستطع الصمود ؟
نظرت له لمار بأعين يترقرق بها الدمع وهي تقول بوجع :-
أنا خاايفه يا ياسين خايفه أصحى ملاقيهاش معانا ، أنا بقيت بخاف من اي حاجه أنا تهديت خلاص معدش قادرة اتحمل اي حاجه ، أنا ضعيفة جدًا الخوف بقي متحكم فيا ، كل يوم بصحي بكابوس أن سجى هضيع مني ؟
انهت جملتها بشهقه مصحوبة بدمع غزير هوى على وجنتيها ، فضمها ياسين متألماً وهو يهمس لها برفق :-
دا كان ماضي يا حبيبتي وعدا .. مش هنسمح لسجى تضيع مننا تاني.
تبسمت لمار وهي تكفكف دموعها ثم استطردت بمرح وهي تضربه بخفه :-
حضن سجى دا بتديه ليه ليا ؟
حرك ياسين كفه على خصلاته بحرج :-
لا ماهو سجى حضنها خاص شوية.. عايز اشوفها.
قالها بجدية ، لترفع لمار حاجبها بتحد قائلة :-
لا مش هتشوفها.
ضرب ياسين كفاً بكف متمتماً بغيظ :-
لا إله إلا الله ، وربنا أروح اقولها أنك خدتي حضنها.
# انااا عمتك يا حيوان.
قالتها لمار وهي تصفعه بخفه فجز على اسنانه قائلا وهو يتحسس خده :-
مقبولة يا حماتي مش يا عمتي لاني معرفكيش خلاص.
واوعي من طريقي عايز اشوف بنتي.
بسطت لمار كفها امامه قائله بعند :-
ابدا يا ياسين مش هتدخل غير لما تلبس بنتي الفستان الأبيض وتعملها فرح.
ضم ياسين كتفها قائلاً وهو يقبل راسها.:-
يا سلااام على الأفكار الحلوة .. بس دلوقتي هشوفها واصالحها وارجع على طول ؟
دفعته لمار امامها وهي تقول بحسم :-
يلااا قدامي ورانا شغل ، على راي اخويا يوسف دول اتجوزوا واتهبلوا وحياة عمي زحلف.
رفع ياسين حاجبه بغيظ :-
ايه حكاية هبل معاكم ومين عمك زحلف دا كمان ؟
– قدامي متتكلمش كتير يا عم زحلف.
🍂سبحان الله ، الحمد لله ، الله أكبر ، لا إله إلا الله🍂
السكون .. الصمت .. الهدوء يسود الأرجاء إلا من شهقاتٍ بسيطة تأتي من تلك القابعه على الفراش تضم نفسها بذراعيها لا يرقأ لعينيها دمع لا تصدق أن من عشقته وأوهمها أنه ملكٍ لها تزوج غيرها .. وأخبرها إذ أرادت الطلاق سيفعل .. إذاً لمه كذب عليها ؟
ظلت شاردة لم يزورها نوم وكيف تنام بعيد عن أمان ذراعيه .. أنتفضت جالسه بفزع في الفراش حينما تناهى لها صوت حركه من الشرفه.
سجى بفزع زلزل فؤادها :-
مين ؟.. مين هنا ؟
لم يأتيها رد فـ تقشعر بدنها برعدة قوية وهي تحاول الوقوف فخنتها قدميها وجسدها كأنه شل تماماً عن الحركة فأدمعت عينيها مغمغمه :-
حد هنا. ياا….
همت بالصراخ ولكن كف ياسين منعتها مكممه فمها وهو يقول بهمس :-
هشش اهدي أنا ياسين ؟
ردت كفيه بلطف وهي تقول بهدوء وتأخذ شهيق وزفير لتهدأ من روعها :-
أيه اللي جابك لو سمحت أمشي.
خانتها دموعها لتفر هاربها من مقلتيها لا أرادياً ، فلحق ياسين مزيحها بانامله وهو يضم وجهها بين كفية متسائلاً بحزن :-
وأنت تصدقي إني ممكن أفكر في غيرك وتجوز ؟!
اللي خلاني عايش من طفولتي على زكرياتك أنتِ وبس وعمري ما بصيت لوحده اتجوز ؟!
أبعدت كفيه عنها برفق وهي تقول بهدوء :-
بس أنت أتجوزت فعلاً.
بهدوء أخذها من يدها ليجلسا على طرف الفراش وغمغم وهو يضم وجهها بين كفيه :-
أنجي كانت وصية بلال يا سجى عشان كدا اتجوزتها وعملت اخر طلب لية .. لكن أوعى تفكيري إني بحبها .. هي مجرد مسئولية بالنسبالي لازم اوفرلها كل حاجه امان وسند لكن مش زوج يا سجى .. مفيش وحده غيرك ساكنه هنا.
أنهى جملته بصدقاً وهو يضع كفها على موضع قلبه ثم تابع بنبرة متألمة ظهرت جلية بصوته :-
طول الفترة دي كنت مخبي عنك بس عشان موجعكيش .. لكن أنك تفكري اني خنتك فـ لا.
سجى بشهقه وهي تشدد على قبضة يدة بيدها :-
بس أ .. أنت قولتلي لو عايزة تطلقي….
قاطعها واضعاً سبابته على فمها قائلاً بصدق :-
أنتِ تصدقي أن قلبي يقولها ؟.. أنتِ اللي اضطرتيني أقول.
ألقت بذاتها بين أحضانه باكية وهي تقول بصوت متحشرج :-
عشان انا .. أنت قصدي حضنك دا بس ليا انا لوحدي محدش يشاركني فيه .. وهي هتاخدك مني وهتشاركني فيك.
ضحك بخفه متسائلاً :-
أنتِ بتغيري عليا ؟
سجى بغيظ وهي تبتعد :-
أنت بتضحك.
ضحك رغماً عنه مرة اخرى قائلاً بمشاكسه :-
وربنا بتغيري عليا طلاق بالتلاته بتغيري!
ثم ضم كتفها إلية ببهجه وهو يردف بصدق جليّ :-
بقولك يا بنتي متجوزها بس عشان وصية بلال تقولي تشارك فيا ايه بس ؟.. هو أنا لحد غير سجى ؟!.. اللي خاطفه قلبي وعقلي وكياني.
دفعها بكتفه قائلاً بمرح :-
طيب بذمتك أنتِ عارفه تنامي بعيد عن حضني؟!.
دفعته بغيظ فوقع مستلقياً على ظهره :-
امشي يا ياسين من هنا .
جذبها من ذراعها لتستقر رأسها على صدره وضمها بتملك ولو يستطع لأدخلها بين حناياه فوراً غمغم وأصابعه تتوغل بخصلاتها :-
ولا أمك بتقولي مش هتشوفها غير يوم الفرح .. على اساس أن احنا هنقدر.
لم يأتيه صوت فرفع رأسه وجدها ذهبت بسباتٍ عميق وهي متشبثه بملابسه تشدد من قبضتها كأنها تخشى ان يبتعد.
شدد من ضمها إليه ملثماً جبينها بعشقٍ دفين وتمتمت بآسف :-
آسف يا روح ياسين على كل دمعه كنت سببها وعلى كل الم وحزن و وجع حستيه ، لو تعرفي دموعك بتعمل فيا ايه ؟ دي نار بتحرق فيا والله .. احنا روح واحد وجسد وقلب وكيان أنتِ متخيلش روحي من غيرك .. لو غبت عنك ساعة الدنيا بضيق بيا.
مال ضمها أكثر إليه مسنداً جبهته على رأسها حتى غط في النوم هو الآخر.
بصباح يوماً جديد ، تسلل ياسين من جانب سجى بهدوء وحذر حتى لا يزعجها بعدما طبع قبلة رقيقه على جبينها ، ولكنه قبل أن يخرج آتاه صوتها المنادي بكسل وتثاؤب :-
ياسين .. رايح فين ؟
تبسّم قبل ان يذهب مشدوهاً من نبرتها التى أفقدته ثباته وعاد لها مخطفاً آياها بين ذراعيه مغلق العينين وقال بعد زفره طويلة :-
هتوحشيني .. لو عليا هفضل طول اليوم وخدك في حضني كدا ومش هبعد بس الشغل بقا منه لله.
ضحكة بخفه وهي تتلامس وجهه لتقبل جبينه بحب وهي تقول :-
وأنت كمان هتوحشني.
ثم تابعت بين كل قبله واخره على وجنته :-
خلي .. بالك .. من .. نفسك ومتتاخرش.
شدد من ضمها ما ان همت بالأبتعاد وهو يقول :-
هو انا لازم أروح ؟
آتاهم صوت خطوات قادمه ، فخطف قبله سريعه من شفتاها وهو يقول على عجل :-
بت اوعى حد يعرف إنى كنت هنا دي امك تعلقني
بقا ابقي جوزك واشوفك سرقة ليه يعني.
تعالت ضحكاتها بقلبٍ يرقص على نغمة صوته..
🏵اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد 🏵
توجه ياسين بعدما أبدل ملابسه لغرفة أنجي بكل غضب فتح الباب و ولج گ الأعصار ، فما ان رآته حتى تألقت عينيها ببهجه ولمعت بفرحه ، لا تصدق ما تراه هل هو حقاً هنا ام هي تتوهم ، هذه أول مرة يأتي لها لغرفتها ، أقتربت مسرعه متلألأت العينين بحبور وببشاشة ردت بزهول واعين تفعمها الدهشه :-
ياسين أنت هنا ؟
بلحظة ودون سابق أنذار كانت تتأؤه بصوتاً عال حينما جذبها من خصلاتها بكل عنف وقسوة مزمجراً بسخط أعمى بغشاوه غلفت عينيه بهالة مخيفة :-
كان قصدك ااايه بـ اللي عملتيه أمبارح ؟.. فوقي أنا مش بحبك ومستحيل أعملها وسجى خط أحمر اللي يقربلها او يفكر يأزيها يبقى دفن نفسه بالحيا .. سجى مرررراتي وأياكِ تقربي منها واللي حصل أمبارح متأكد أنك كنتِ مخططه ليه بس عشان سجى تعرف .. فكرتي هنبعد مثلاً ؟!.. لا عاش ولا كان اللي يفصل جسد الأنسان عن روحه.
حاولت بشتى الطرق نزع يده ودفعها فتحدثت بدموع وهي تتأوه من قبضة يده القابضه على خصلاتها بقسوة :-
سيبني يا ياسين أوووعى ؟
دفعها بعيداً زافراً مراراً وتكراراً بلا هوادة وتمتم :-
أنتِ أجبرتيني أعاملك كدا أنا عمري ما فكرت أعاملك كدا وكنت هعاملك بالحسنه بس خلاص مبدهاش بقا.
وضعت كفها تدلك مكان كفه بالم شديد وعينيها تذرف الدمع وقالت بوجع :-
عشان بحبك انا زي زيها مراتك برضوا من صغري وأنا بحبك ودلوقتي أنت من حقي.
فار دمه بأوردته وثب قلبه مهتاجاً ولكنه شدد على قبضة يده يحاول أن يهدأ حتى لا يرتكب ما لا يحمد عقباه ، حرك يده على وجهه وتنهد بقوة ثم تحدث بنبرة جاهد كي تخرج هادئه :-
اسمعي يا أنجي عشان مظلمكش أنا من يوم ما سجى تولدت وهي مستحوذه عليا وعلى قلبي وكياني مقدرش احب غيرها ولا عيني تقدر تبص لغيرها حتى بالغلط انا مش شايف بنات غيرها اصلاً كأن العالم خالي من البنات إلا منها .. أنا مش هقدر ابادلك نفس المشاعر ولا إني أعيش معاكِ كأي زوجين مش هقدر ألمس غيرها ولا اسمي يبقى لغيرها ولا إني أبقى لغيرها .. أنا تخلقت عشانها بس وهي كذلك دي بنتي الوحيدة وشريكة كل دمعه وضحكه وفرح وحزن وقلب وروح وكيان وطموح وأمل .. أنا هكون ليكِ سند ومش هخليكِ محتاجه حاجه غير كدا مستحيل
أنهى جملته تزامنً بخروجه موصداً الباب خلفه .. فـ انهارت هي جاثيه على ركبتيها .. بروحاً فقدة ملكيتها بالحياة .. بقلب فقد دقاته فـ أصبحت ثناياه تبكِ دم ربما.
صعبٍ صعب للغاية ذاك الشعور الذى يلتهم شغاف فؤادك دون تآني فيفقدك لذة الحياة .. أن تحب شخصٍ يهوى ويعشق غيرك .. وتبقى مدى العمر على حبه الذى لا يشعر به .. قاسيه تلك الحياة وقتما تداهمنا بأوجاع ممن عشقه الفؤاد مذ أزله.
خرج ياسين فوجد والدة بلال واقفه تغض بصرها بحرج من تصرف أبنتها ، تبسم ياسين وهو يقترب مقبلاً جبينها بمحبه وتساءل بإهتمام جليّ :-
ازيك يا امي عامله ايه ؟
بأعين أغروقت بالدموع همهمت :-
الحمد لله يا بني ، أنا اسفه على ت……
قاطعها ياسين قائلاً بلهفه سريعاً :-
ايه اسفه دي يا ست الكل انا اللي اسف ومليون آسف وحقك عليا.
ربتت على كتفه قائله بآسى :-
متزعلش من أنجى هي والله يا بني كويسه بس الشيطان شاطر ياريت بلال كان هنا.
رفع ياسين وجهها ناظراً بعينيها :-
وانا وبلال عيالك ياست الكل وأنجي كانت اختي قبل ما تكون مراتي فمتشليش هم.
ضمها ياسين بحنان فـ أغدقته بدعوات امٍ مناجياً الرحمن قبل أن تقول :-
مرااتك كانت معديه وسمعت صوتكم وبعدها رجعت تاني الاوضه روح شوفها يا بني.
بصدمة ردد ياسين وجلاً :-
سجى ؟؟!
اؤمأت مؤكده فركض بلهفه وهلع ناحية الغرفة القابعه بها يخشى أن تكون قد فهمت كل شيءٍ خطأ ولج فوراً باحثاً بعينيه عنها بشغف حتى وقعت عينيه عليها فأقترب هامساً باسمها فـ التفتت له باسمه فما ان اقترب ردّ بترقب وحذر :-
سجى أنا .. أنا كنت عندها ع…
سجى بمقاطعه وهي تضع سبابتها على فمه وضمته بسكون وشددت من ضمها له ، فحاوطها بذراعيه هامساً بضحكه :-
عجبك حضني مش عايزة تسيبيه انا عارف.
تساءلت بأعين دامعه :-
ايوه عندك مشكله يعني ؟
هز رأسه نفياً :- تؤ تؤ دا سكنك عسى المقام بالمقيم يليق .. عسى.
أبعدت راسها وما زالت تضمه ثم رددت :-
ياسين أنجي.
مال بوجنته على وجنتها مجفل العينين وهو يلامس وجهها بوجه هامساً بخفوت تام دون وعيّ :-
أنجي مين ؟!
# يااااااسين !!!.
قالتها بنرفزه وهي تبعد وجهها عنه ولكزته بخفه ليقول بتذكر وضحكه :-
نستيني روحي .. هو حد يبقى جنبك وميضعش عن نفسه .. مالها يا ستى أنجي.
سئل بإهتمام فقالت بحذر وهي توليه ظهرها :-
أنجي مراتك وانت لازم تعدل بينا وتديها حقها زي بالظبط وتعملها فرح هي من حقها تفرح ويوم ليا ويوم ليها ومتظلمهاش.
أمسك ذراعها بحده مديرها نحوه :-
أنتِ اتجننتي ؟.. أيه اللي بتقوليه ده؟. مستحيل اعمل كدا.؟
فاضت عينيها بالدمع وهي تهمس راجيه :-
عشان خاطري يا ياسين .. أنهاردة خليك معاها وخرجها ونام عندها.
# لا بقاااا اقسم بالله أنتِ اتجنيتي خلاص.
قالها ياسين مغادراً وهو يسبق الباب خلفه.
*-هتيجي امتى يا عثمان بقولك ؟.
قالتها مكه بغيظ وهي تجلس على الفراش تهاتف عثمان.
ضحك عثمان بخفه مغيظٍ آياها وهو يتمتم :-
لا هتأخر يا قلبي أنهاردة .
اتسعت عينيها بلهيب الغيرة وهي تصيح وتضرب بيده الأخرى على الفراش :-
معاها صح روحت تشوفها مش كدا يارب تولع انت وهي في يوم واحد.
عثمان بزهول :-
يابت المجنونه بتدعي عليا .. متقلقيش مش هتيجي أنهاردة بس بقولك ايه احتمال تيجي في اي وقت هاااا يا ماما.
أغلقت السكه بوجهه محدقه بالفراغ تغلي مذ ان رآت صورة تلك الفتاة التى يجب على زوجها حمايتها ، والأسوا هي انها ستمكث معهم كيف تجعل تلك الكتله متفجرت الانوثه تعش بمكان به زوجها وملابسها التي تكشف اكثر ما تخفى ماذا هي فاعله إذاً .. كيف تمنع تلك الفتاة من المجيء ؟
همت بالأعتدال ليداهمها دوار شديد حاد وغدت الصورة ضبابيه امامها رمشت بعينيها وهمت بالسير لكن خانتها قدميها واذداد الدوار وأصبح السواد يعم المكان فوقعت مغشي عليها.
* أنقشعت الغشاوة من جفنيها وهي تفتح عينيها بوهن شديد ، لم تدرى كم مر من الوقت وهي على هذه الحاله ، وكيف جاءت على الفراش ، تناهى لها صوت عثمان الذى يقول بلهفه وقلق جليّ في صوته :-
مكه يا حبيبتي مالك فيكِ ايه ؟.. ايه اللي حصل.
انعدلت ممسكه برأسها بألم وتدلكها وهي تقول بوهن :-
مش عارفه انا قفلت معاك ومحستش بنفسي.
بلهفه تحدث وهو يتفقدها بإهتمام :-
طب طب ليه حاسه بـ ايه ؟
وثب واقفاً وهو يقول بفزع :-
هنده مرات عمي تجي تشوفك.
امسكت مكه بذراعه قائله بهدوء :-
مفيش داعي يا عثمان انا تمام مفيش حاجه.
نزع يده من يدها قائلاً بقلق :-
لا لا وشك اصفر وشاحب جامد.
انهى جملته ركضاً للأسفل ، بينما عادة مكه لتتمدّ بألم وارهاق على الفراش .. لحظات وجاءت حبيبه لتزف لهم البشره أنها حامل ، لتعم البهجه البيت والتهنئه والمباركات .. لم يكن عثمان مصدقاً فردّ بزهول وهو يستقببل المباركات :-
ايه دا في ايه انا هبقى اب ازاي ؟
كف هوى على رقبته بالخلف من زيد وهو يقول ساخراً ::-
اب ازاي ايه يا بن الهبله ؟ كبرتني بسرعه حرررام عليك..
قفز عثمان يضمه بحبور وعدم تصديق فضمه زيد دامع العينين من شدة الفرحه.
تجمع الفتيات عند مكه بالداخل التى لم تفارقها البسمه مذ علمت بالخبر.
اسماء بعبث وهي تتكا على الوسادة بجانب مكه :-
هييح هنبقى ماما سوا يا بت ….
ثم وجهت كلماتها لسجى التى تقف مبتسمة ببهجه لهم :-
عقبالك يا بت يا سجى ونبقى احنا التلاته.
تبسمت سجى بحياء ثم جلست بجانبهم ليتشاركا الفرحه.
🌺 استغفروا 🌺
توالت الأيام تباعًا.
وما زال ياسين مبتعداً عن سجى لم تراه منذ ما حصل
يقضي جل يومه بالعمل لا يعود إلا سويعات قليلة للغاية ثم يغادر مرة أخرى متجنباً عدم رؤيتها ، فأصبحت حياتها حالكة السواد .. عسى أن تولي يومٍ وتعود كما كانت قبلاً الحياة .. الحزن لا يفارقها غدا جاثماً بالفؤاد .. ها قد آتي أول يوم رمضان او بالاحرى غداً سيغدوا صائمون بـ اول أيام الشهر الكريم
تجمع الجميع بالمنزل بـ الليل يعلقون أعمدة الاضاءة وفوانيس وضحكات ديجا الصاخبه تملأ المكان.
يتشاركا الجميع التعليق حذيفه يساعد اسماء وعثمان يساعد مكه وكذلك ديجا و وعد وعمرو ورد ما عدا سجى واقفه بقرب وعد بصمت .. قدمت لها وعد احدى الفوانيس قائلة وهم بالحديقه :-
امسكِ يا سجى ثانية.
بإبتسامة تناولته منها ثم لم تستمع لصوت احد فهمست بتعجب :-
وعد روحتي فين؟
على حين بغته كان ياسين يضمها من الخلف ممسكاً بكفها التى تضم بها الفانوس وهمس ببسمه مشتاقه :-
ينفع ياسين .
أغلقت عينيها بصمت ساكنه بحضنه قبل أن يبتعد تود لو تعاتبه على كل دقيقه قضاها بعيداً عنها .. عن كل دمعه وسهد ولحظه وليل مر بدونه .. تود سؤاله كيف هان. عليه ذاك البعد .. لو تذكره بحبهما .. وأنها اخبرته ذات يوم أن لا نوم ياتيها إلا بحضنه .. فكيف هان على فؤاده ذاك.
قبل وجنتها بقبلات متفرقه وهو يهمس :-
وحشتيني.
ثم متذكراً جذبها بحنو من يدها ليحملها لتقف على الطاولة ويقف هو خلفها وامسك بكفها بحنو وعلقا الفانوس سوياً ثم مال بوجنته على وجنتها هامساً بحب ونبره قشعرت بدنها :-
كل عام وأنتِ ليا ومعايا وبيا.
تبسمت رغمت عنها بحياء وهي تقول :-
اي دا.
بتعجب تساءل :- ايه ؟
التفتت برفق وما زال يطوقها وتلامست ذقنه النامية قليلاً بغرابة وهي تقول :-
انت امتى عملت دقن ؟
هم ان يجيب فتحركت الطاولة من اسفلهم يمنه ويسر فـسقطوا ارضٍ تأؤه ياسين وهو يضمها بحذر حتى لا تتازى فصدحت ضحكتها خاطفه لبه فتناسى ألم الارتطام ، فتحدث بمشاكسه :-
الطربيزه دي حاسه بيا والله .. اضحكِ ياختي اضحكِ ما انا اللي خت الوقعه.
طمست ضحكتها وتلاشت البشاشه من وجهها وهمت بالأبتعاد فشدد من ضمها قائلاً بعتاب :-
هااان عليك تقولي كدا ؟
بأعين دامعه ونظره بريئه معاتبه قالت بضيق :-
اوعى يا ياسين لحد يشوفنا.
ياسين بإبتسامة :-
أنتِ مراتي.
أبتعدت جالسه القرفصاء فاعتدل هو بدوره.
ساد الصمت لدقيقه حتى قالت بعتاب ولوم :-
ازاي قدرت متشوفنيش اليومين دول وتنام بعيد عني…
قاطعها قائلاً بصدق :-
لا كنت بنام معاكِ في الاؤضة بس بعيد من غير ما تحسي.
عقدة ذراعيها بطفولة مغمغمه :-
بس أنت بعدت عن بنتك.
# ما انا كنت زعلان منها ومخصمها.، بس جيت اصالحها اهوو.
انهى جملته وهو يقبلها بإشتياق جليّ ويضمها بقوة.
بلحظه كانت تنقض ديجا قافزه عليهم :-
بتعملواااا ايه أنا جيت.
ضحك ياسين وهو يتلقفها من على ظهره متمتماً بغيظ وهو يسب بخفوت.
بعد ساعاتٍ قليلة تجمع الجميع حول مائدة السحور بفرحه تشع من أعينهم وتغمر أفئدتهم ، أخذ ياسين أول لقيمه واضعه بفم سجى التى شهقت بصدمه وتودرت وجنتيها بحياء ثم غمغم بجانب اذنها بضحكه :-
اتعودي بقا عشان الشهر دا كله مش هتاكلي غير من ايدي.
هزت رأسها نفياً فجذب كفها بين راحته اسفل المائده لتتحدث ديجا بمكر وهي تراهم :-
هووف يا ياسين سيب سجى تاكل ماسك ليه ايدها.
سعل ياسين بقوة بينما انفجر الجميع ضحكاً اخذ كوب الماء وتجرعه ناظراً لها بغيظ لتخرج لسانها مغيظة آياه.
بعد الأنتهاء من الطعام .. صلوا جماعه جميعهن وتلوا بعضاً من القرآن الكريم وانقضى الليل ما بين قراءة القرآن واذكار حتى مطلع الفجر فصلوا جماعه فيما بينهما وأخذ ياسين سجى ليحفظا قرآن سوياً .
وهكذا فعل عثمان ومكه ، بينما اسماء أخذت حذيفه ليذكروا ربهم وصلوا حتى بزوغ النهار واوى إلى الفراش.
بينما ورد ويجا وعمرو بقيا جالسين يتابعون قناة “الفتح”
مر الوقت على الجميع حتى ناموا ثم ذهابا الشباب لعملهم.
🌿 اللهم اجرني من النار “3 مرات” 🌿
ولجت سجى إلى المطبخ قببل المغرب ملقية السلام ليرد الجميع ، ونهضت ريم بمحبه واخذتها من كفها ساحبها لها مقعد ثم اجلستها ، فغمغمت هالة متسائله ببسمة :-
طمنيني عنك يا سجوجه يا قمر عامله ايه؟
ببسمة أجابة سجى :-
الحمد لله.
تساءلت ورد وهي واقفه تقطع بشيءٍ ما بيدها :-
هو ياسين لسه مجاش ؟
هزت سجى رأسها نفياً وهي تتساءل :-
لا لسه ، امال فين البنات ؟
بادرت ريم قائلة :-
اسماء راحت المستشفى وخدت مكه معاها عشان تتابع مع دكتورة وسمر فوق و وعد مشت مع الشباب من بدري.
# بس ديجا هنا على فكرة ولا انتِ ناسيها يعني وفاكره البنات الوحشين بس ؟
قالتها ديجا بغيظ وهي تولج للمطبخ ثم جلست على مقعد بجانب سجى بزعلاً مصتنع .. فضمتها سجى لتراضيها وهي تقول :-
لا البنات الوحشين انا مش بحبهم قد ما بحب ديجا حبيبة قلبي.
قبلتها ديجا من وجنتها وتمتمت :-
احفظتي اللي قولتلك عليه عشان لو غلطي هعاقبك ؟
اؤمأت سجى متصنعه الخوف.
ثم تذكرت ياسين فتورد وجهها تود لو تسعده كما يسعدها لذا فكرة بإن تصنع له شيءٍ يحبه .. فوقفت مقتربه من ورد التي تنبهت لها لتتساءل سجى بحرج :-
كنت عاوزكِ تساعديني اعمل حاجه ياسين بيحبها ممكن لو مش يضايقك ؟
ورد بخفه وهي تضربها بمرح :-
اضايق ايه يا بت انتِ .. ثم فكرت قليلاً وقالت ببسمه :-
تعالي نعمل الأكل سوا وبعدين نعمل بسبوسه عشان باسين بيحبها.
اؤمأت سجى بفرحه وهي تتساءل :- بجد.
– ايوه يا بنتي تعالي ، اخذتها ورد واعلمتها ما تفعل وشرعا الاثنيين باعداد الطعام بفرحه تغمر سجى لاول مرة من كونها تصنع شيءٍ لطالما تمنت تعمله فلم تعد يومٍ ايّ شئ او تقترب من المطبخ.
قبل اذان المغرب بدقائق قليله كانا قد انتهيا من كل شيء.
ورد ببسمه وهي تربت على كتف سجى :-
الله يا ناس علي الجمال دا ياسين هيفرح جداً .. يلا روحي غيري هدومك عشان زمانه على وصول.
اؤمأت سجى ببسمه وتحركت من المطبخ للأعلى ، وحذت ورد حذوها واصبح المطبخ خالي فـ الجميع جالس منشغل بغرفة الصالون يشاهدون التلفاز.
أبدلت سجى ملابسها وتوجهت للأسفل وهي على يقين ان ياسين سيأتي لتوه بعدما اغلق معها قبل نزولها ، البسمه تزين وجهها اشتاقته بتلك الساعات التي تمر عليها يومياً كأنها دهر استشعرت بدقات قلبها تتسارع بغبطه وبلحظه انزلقت قدمها من اسفلها لتصرخ باسم “ياسين” الذى كاد لتوه بالولوج برفقة عثمان و وعد ، استقرت بنهاية الدرج مغشياً عليها نازفه بغزارة من اثر السقوط .. تجمع الجميع فوراً إليها بينما صاح يوسف بتوهان :-
سجى بتنزف لازم تنتقل المستشفى بسرعه.
نظر عثمان حوله بتوهان باحثاً عن ياسين حتى وجده ما زال واقفاً مكانه جاحظ العينين تتجمع الدموع بمقلتيه ثم تدفقت رغماً عنه ، ولمار لا تقل حاله عنه صرخ عثمان وهو يهزه :-
ياااسين فوق سجى لازم تنتقل المستشفى هي كويسه.
تنبه له ياسين ونظر له بتوهان كأنه لا يستوعب ما يقوله فهزه عثمان بقوة صارخاً :-
يا بني انت فوق.
حملها أدهم وتبعه الشباب مستقلون السيارات بينما لحق ياسين جالساً بجانب ادهم ، واخذ حذيفه وايهاب وزيد البنات وتعقبوهم.
وغغلا جميعاً عن أنجى التى طلت من اعلى الدرج ببسمه خبيثه تغزو ثغرها وهي تتذكر كيف سكبت الزيت قبل نزول سجى مباشرةٍ ولم يلاحظ أحد ، تخطت الدرج بحذر وسرعان ما محت اي أثر لاي زيت .. راضيه غليل فؤادها وهي تتذكر صورة سجى .. فصعدت غرفتها مغيرة ثيابها حتى تذهب خلفهم وإذ بها تخطو الدرج فتعرقلت قدمها ملتويه اسفلها لتتدحرج حتى نهايته وهي تصرخ من الم قدمها .. ولكن لم تجد من يساعدها فـ حتى والدتها ذهبت معهن .. هوت دموعها بعجز وهي تتألم بقوة .. ولم تستطع النهوض.
جلس ياسين واضعاً رأسه بين يديه صوتها المنادي بأسمه يشطر فؤاده نصفين ، صورتها وهي تهوى من على الدرج لا تغيب عن ذهنه ، شعر كأن الحياة توقفت من حوله ، قلبه ينبض بالأوجاع .. بالخوف .. بالألم اما روحه فرفرفت گ الذبيحة… ندوباً غائرة ملئت روحه جعلها تتناثر گ شظايا .. شعر بهمٍ يعتلي منكبيه لا يستطع حمله..
خرج يوسف وحبيبه واسماء التى رافقتهم للداخل وعلامات الاسف مرسومة على معالم وجوههم ، فـ انتزع فؤاد ياسين ولم يستطع النهوض والسؤال.
تساءلت وعد صارخه :-
اختي فين حصلها أيه .. مالكم مش بتنطقوا ليه حد يرد ؟
بادرت أسماء قائلة بدموع :
– سجى كويسه الحمد لله بس ؟
كانت كفيلة تلك الجملة لتبث لفؤادة الراحه فتنهد بصوتاً مغمض العينين تاركًا لدموعه العنان لتتدفق بينما صاحت وعد بقسوة :-
قوووولي بس ايه سجى فيها أي ؟
أسماء ببكاء :-
سجى اجهضت كانت حامل.
ياسين رفع عينيه بصدمه بـ أسماء بينما ربتت ورد على كتفه قائلة :-
الحمد لله قول الحمد لله واشكر ربنا.
ياسين ببكاء وحمد وبسمه :
– الحمد لله الحمد لله رب العالمين الحمد لله.
دقائق وكان يولج للغرفة ببسمة تزين ثغره مواريًا وجعه قبل رأسها قائلاً بمحبه :-
حمد لله على سلامتك يا حبيبة قلبي كدا تخضيني عليكِ؟.. وتوجعي قلبي ؟.
أنهى جملته بدموعاً عالقه بمقلتيه .
سجى ببسمة :-
أنا آسفة .. عشان دايماً تعباك كدا .. واسفه عشان خضتك وا…
ياسين مقاطعاً :-
بس.. بس.
ضمها دون حرفاً آخر باكياً بنحيب كأنه طفل صغير قد تاه من والدته وها هو يجدها .. استغربت سجى دموعه التى تهوى لم تعهده باكياً ولكنها شددت من ضمه باكيه هي الأخرى.
ياسين بوجع وخوف ردّ وهو يشدد من ضمه إليه :
– متسبتيش يا سجى .. اوعى في يوم تروحي .. أنا مقدرش اعيش من غيرك .. اوعي تسبيني يا حبيبتي اوعى يا بنتي تسيبي ايدي انا اتيتم والله.. انا من غيرك جسد من غير روح من يوم ما رجعتي وانا تردت فيا الروح وبقيت بحب الحياة وتغيرت اوعي يا سجى تسبيني.
لم يدر كم مر من الوقت حتى ابتعد وكفكف دموعه ودموعها واخذ يقبل كل أنش بوجهها مغمغماً :
– بقا نستقبل اول يوم في رمضان لينا كدا .. الحمد لله اكيد خير.
طرقات على الباب تليه ولوج الممرضة .. ليقف ياسين قائلاً وهو يتحرك للخارج :-
هشوف الجماعه بره اقولهم يرجعوا.
اؤمأت سجى دون ان تنبث بينما شرعت الممرضه بروتينيه في فحصها حتى قالت سجى متسائلة :-
انا هطلع امتى .
الممرضه ببسمه حانية :
– خلاص يخلص المحلول وتقدري تطلعي .. وربنا يعوض عليكِ.
سجى بعدم فهم :
– يعوض عليا ؟! ايه مش فاهمه.
الممرضه بهدوء وهي تتحرك للخارج :-
أنتِ فقدتي البيبي من اثر الوقعه لأنه كان في الأسابيع الاولى ليه.
صدمة حلت على سجى التي حدقت بلا شيء ثم وضعت يدها على بطنها باكية بألم وهي تردّ :-
ابني مااات .. ابني.
ولج الجميع إليها ليطمئنوا عنها بينما هي بحالة لا يرثى لها تجيب بألية تامه.
عادا الجميع للمنزل حاملاً ياسين سجى التي تنظر له فقط بغرابة ، وجدوا أنجي تتألم من قدميها فتساءلت ورد التي بادرت لتساندها :
– مالك يا انجي .. حصل ايه؟
غمغمت بألم وهي تتساند على ورد :-
مفيش وقعت وأنا نازلة.
لم تستطع السير فردّت سجى لـ ياسين :-
سيبني يا ياسين وروح شيلها.
نظر لها بجمود دون أن ينبث ، بينما تحدثت وعد بغموض وهي تتجه نحوه :
– خليك يا ياسين أنا هساعدها .. وهطلعها.
بجمود وحده أخذتها وعد رغماً عنها للأعلى هامسه بإذنها بسخط :-
امشي قدامي لفوق احسنلك دلوقتي عشان في مليون عفريت بيتنطط قدام عيني دلوقتي.
اذردت أنجي ريقها بتوتر وصعدت معها بصمت متحامله على المها.
فما أن ولجا للداخل تحدثت وعد بغضب بعدما أجلستها :-
أنتِ عملتي ايه؟
أنجي بتوتر وهي تنظر لها بخوف :-
عملت .. عملت ايه انا ؟
حاصرتها وعد بين يديها وهي تضرب بقبضتها على المنضدة القريبه :-
كنتِ هتقتلي اختي .. اعمل فيكِ ايه دلوقتي..أموتك انطقي.
أنتفضت انجي بفزغ قائله بتوتر وارتباك :
– أنا .. انا معملتش حاجه..هقتلها ليه .. انت .. انتِ شيفاني مجرمة يعني ؟
تأججت النيران بأعين وعد وهي تضرب الجدار بقبضتها :-
بلاااااش كدب هي وقعت بسببك وخسرت ابنها بسببك انا خسرت ابن اختي.
امسكت فكها بسخط :-
قسماً بالله هتقربي منها تاني مش هرحمك .. وبلاش تضيعي الاخوة اللي بينا .
ابعدت كفها بضيق وتحدثت وهي تؤشر بسبابتها :-
كله إلا سجى يا أنجي .. أنا بحبك ومن طفولتنا سوا لكن تفكري تازي اختي انسفك.
نظرت لها بإزدراء ثم غادرت وهي تتذكر حينما اخبرتها ديجا بما رآت وهما بالمستشفى همت بالخروج من الباب فـ التفتت مرة آخرى قائلة بآسف :-
أنا مش عارفه اوصفك بإيه حقيقي .. أنتِ مش زي بلال نهائي .. فوقي يا أنجي وبلاش تخسري نفسك وسطينا كلنا بنحبك.
تنهدت ثم استدارت مغادره بعدما رددت:-
ربنا يهديكِ يا حبيبتي ويهدينا.
غادرة مغلقه الباب خلفها ، تاركه وراءها صنم تنظر بـ اثرها بفاه مفغور وعيون متسعه غير قادرة على الحديث .. وظلت تفكر بما فعلته هل حقاً كانت سبب بقتل طفل صغير لم يرى الحياة بعد ؟ اصبحت مجرمة ؟ ولمة .. من أجل من احبته لماذا لا تحظى هي گ حباً كهذا ؟.. جال بذهنها معاملة ياسين لسجى وحبه لها ! فـ أدمعت عينيها .. لقد وقعت ولم تجد سند .. كما سجى تجد ياسين دوماً.. كم تتوق لأحدى گهذا .. هي ليست بتلك البشاعه .. هي بحاجة ليد لحب حقيقي فقط.
بالأسفل تحدثت ورد وهي ترص الاطباق على المائدة محادثه ياسين :
– على فكرة يا ياسين ..سجى عملت الاكل مخصوص انهارده عشانك.
اتسعت اعين ياسين بزهو وهو يلتفت لسجى متسائلاً :-
سجى ؟! دا بجد ؟
اؤمأت سجى بدون حرف ليبتسم هو بمحبه ، جاءت ديجا واقفه امام سجى بحزن.
ياسين متسائلاً وقد لاحظ ضيق ديجا :-
مااالك يا ديجا ؟
ديجا ببكاء وهي تلاقي بذاتها بحضن سجى التى ضمتها :-
أنا زعلانه عشان سجى وقعت وانا مكنتش جنبها.
حرك ياسين كفه على حجابها بمحبه قائلاً بهدوء :-
يا حبيبتي هي كويسه حصل خير.
ضمتها سجى ببهجه مربته على ظهرها بينما علا صوت ورد :-
يلااااا عشان الفطارررر أكيد جوعته.
نهض ياسين حاملاً سجى وهو يقول :-
لا بقا انا اكل انا ومراتي لوحدي.
سجى برفض :-
ياسين بتعمل ايه .. نزلني.
لم يرد وتركها على الفراش بصمت بينما رددت هي بآسف ودموع وهي تمسك كفه :-
انا اسفه يا ياسين ابننا مات بسببي .. انا مش هقدر اكون ام صدقني أنا مستهلكش ؟
ياسين مقاطعاً بصدمه :-
أنتِ عرفتي منين ؟
سجى بشهيق :-
الممرضه .. انا اسفه بجد با ياسين.
قالتها وتدفقت الدموع من عينيها فرفع ياسين رأسها مزيحاً دموعها قائلاً :-
مش مرااات ياسين الشرقاوي اللي تنزل دموعها وهو عايش بلاش دموعك دي .. فين يقينك ورضاكِ لعله خير يا حبيبتي .. وبعدين انتِ بنتي اهوو وبنتي الوحيده كمان وهتفضلي كدا .
ثم بمشاكسه تابع :- وبعدين لو عايزه عيال ومستعجله ما تيجي نجيب طب.
ضربته سجى بخفه ، فجذب ياسين كوب الماء وساقها بيده ثم تابع :-
لما ادوق اكلك بقا .. بت الأكل حلو ولا اطلب الاسعاف الاول؟
بصباح يومٍ جديد ادت سجى فرضها بمساعدة ياسين قبل ذهابه للعمل وجاءت ديجا بمرحها المعتاد لها.
سجى وهي تقف :-
ديجا تعالي تروح نطمن على أنجي ؟
ديجا بإنفعال :-
لا يا سجى مش هنروح نشوفها !
سجى بصدمه :-
مش عايزه تروحي تشوفيها ليه يا ديجا؟
عقدت ديجا ذراعيها بضيق وهي تزم شفتيها :-
كدا .. أنا مش عايزه أشوفها.
سجى أمسكت بكفها وهي تقول بحنو.:-
تعاالي بس نروح نطمن عليها يلا.
ذهبت ديجا مرغمه معها .. كانت تود حقاً الاطمئنان عليها .. مر الليل وهي تطلب من ياسين ان يذهب لها لكنه أصر بـ لا. والآن ستذهب هي بذاتها وتطمئن عسى ان يهدأ قلقها عليها .. خاصةً وهي تشعر بتأنيب الضمير ناحيتها.
طرقة بخفه حتى آتاها الاذن ففتحت الباب وطلت برأسها قائله بترقب :-
ممكن ادخل ؟
أنجي لجمتها الصدمة تطلعت بها بصدمه .. آنها آخر من توقعت رؤيته .. او بالاحرى هي لم تتوقع بالأساس .. ولكن مهلاً أتتوهم ؟ لا بلا هي .. فهل علمت أنها السبب في أجهادضها ؟
حينما طال ردها ظنت انها غير مرغوب بها فتمتمت بياس :
– أسفه شكلي ضيف مش مرغوب فيه .. انا بس كنت حابه اطمن عليكِ.
صدمه أخرى استحوذت عليها .. تطمئن عليها ماذا ؟.. ولكنها سرعان ما تداركت نفسها وغمغمت مرحبه ببسمه :
– تعالي أتفضلي يا سجى .. متأخذنيش بس بصراحه متخيلتش أنك تيجي.
أخذتها ديجا برفق للداخل ولم تتركها إلا ان جلست.
سجى ببسمه هادئه :-
طمنيني عليكي رجلك خفت ؟
أنجي بمجامله :
– اه الحمد لله .. أنتِ بقيتي أحسن .. ليه تعبتي نفسك أنتِ كمان تعبانه ؟
سجى ببسمه هادئه :
– الحمد لله أنا بخير.
عم الصمت بعد ذلك مشحونً بالتوتر قاطعته سجى هامسه بصدق :
– احنا هنبقى اخؤات طبعاً واي حاجه تعوزيها قوليلي.
ثم نهضت وهي تقول :
– انا همشي وهجيلك تاني.
جذبتها ديجا قائله بحنو :
– تعالي عشان اديكِ البرشام لعمو ياسين يزعل مني.؟
غادرا تاركين خلفهم تلك المصدومه تنظر باثرهم بصدمة .. احنا هنبقى اخؤات ؟!.. لقد كانت سبب مرضها وخسراتها.
فاقت على صوت سجى الذى صدح وهي واقفه على الباب :-
هبقى اجيلك انا والبنات نقعد نقرأ قرآن ونحفظ بعض ونسمع من ورد عن الصحابه لو معندكيش مانع طبعاً.
بلهفه قالت أنجي : •
لا لا.. معنديش مانع اكيد .. هستناكِ.
🌴 اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى “3 مرات” 🌴
مر أسبوع توالت ايامه بذات الروتين بين الجميع ..
ما عدا انجي التي لم تفارق غرفتها .. خرجت بالنهار متوجهه لـ ورد ليجلسوا سوياً بصمت قطعته هي قائلة بتساءل وأعين تتجمع بها الدموع :
– أنا عامله ذنب يا ورد ونفسي أتوب ؟!
صمتّ ورد لدقيقه ثم تابعت بإبتسامة :
– وفيها ايه .. توبي ورجعي لربك .. واحنا في شهر كريم .. عسى ربنا يتقبل.
بالصدفة كانت تجلس سمر بالخلفية فتناهى لها جملة أنجي صدفه فتدفقت عينيها بالدمع .. ذات يوم أذنبت ذنبٍ صعب للغاية .. لقد حادثت شباب وارسلت صورها لهم لقد فعلت اشياء كثيرة .. ماذا لو لم تتوب ؟ ماذا لو ماتت بهذا اليوم واصطدمت بها السيارة حقاً ؟!.. غطت وجهها باكية.
في حين تابعت انجي ببكاء :
– ذنب كبير اوي يا ورد.
قصت على مسامعها كل شيء وهي تستمع في هدوء تام .. حتى انتهت فتبسمت ورد قائلة :
– اول حاجه تنسي الموضوع ده خالص .. ومتقوليش لحد عنه وتستغفري وتوبي وتصلحي قلبك من كل آفه ومن عوائق الشيطان .
السيدة عائشة قالت :
“يا نساء المؤمنين ، إذا أذنبت إحداكن ذنبًا فلا تخبر به الناس ، ولتستغفر الله ولتتب إليه ، فإن العباد يعيرون ولا يغيرون ، وإن الله يغير ولا يعير”
كفكفت أنجي دموعها متنبها لها بكل حواسها وجوارحها ، تنهدت ورد متابعه :
– اشغلي لسانك بالأستغفار، قال تعالي” وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ” [هود : 3 ]
استشعري حياءك منه وتضرعي بين ايديه واظهري كسرتك وندمك وابكِ واطلبي منه يسامحك وذللي قلبك ، قال تعالي” وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” [النور :31 ]
استغفري وصلي بخشوع ليلك وتضرعي في سجودك وهيقبل توبتك ان شآء الله.
اؤمأت أنجي ببسمه وضمت ورد بإمتنان ثم صعدت للأعلى وتؤضأت وشرعت في صلاتها وعلا صوت نحيبها واذداد تدفق دمعها.
* هل الليل سريعاً وفطر الجميع سوياً ثم ذهبا لصلاة التراويح بالمسجد واكلا حمص الشام ثم عادوا بعد وقت طويل قضوه سوياً .
هم ياسين بالولوج حتى استوقفه صوت انجي وهي تقول بترقب وحذر :
– ياسين ممكن أتكلم معاك ؟!
ألتفت لها وهز رأسه بصمت ، فقالت سجى وهي تبعد كفه المحاوطه كتفها :
– طب هدخل أنا ؟
قبل ياسين وجنتها سريعاً :
– ماشي يا قلبي ادخلي .. مش هتأخر.
اؤمات ببسمه لتعود ديجا ممسكه بكفها وهي تتحدث بمرح.
في حين ابتعد ياسين بالحديقه تتعقبه انجي ، فوقف ملتفتاً لها :
– نعم يا أنجي .
أنجي بإرتباك وهي تفرك أناملها :
– بصراحه يا .. يا ياسين أنا.. أنا.
قاطعها ياسين قائلاً بإهتمام :
– أنتِ أيه كملي ؟
رفعت عينيه به مغمغه بحذر :
– ياسين أنا عايزاك تطلقني .. أنا عايزه اشوف نفسي وحياتي .. عايزه أحب واتحب .. متأكده أن بلال ميعرفش انك بتحب سجى وهو اكيد مفكر جوزك منها عشان تحميها بس .. وإلا عمره ما كان طلب كدا.. انا بحللك من وصيته .. وانا هبقى معاكم هنا وتقدر تاخد بالك مني وتكون ليا اخ كبير تكون بلال تاني.
انهت جملتها بدموع وهي تتذكر بلال .. فصدم ياسين لم يدري بماذا يقول .
مرت أيام الشهر الكريم سريعاً .. طلق ياسين أنجي وبالفعل كان لها ونعمه الأخ .. تغيرت كثيراً وتقربت من سجى أكثر .. علمت أخطاءها وصححتها .. وتابت لمولاها.
طرق ياسين على باب غرفة سجى ثم ولج وهو يقول :
– حبيبي يا حبيبي كل سنه وانتِ طيبه .. ومعايا وفي قلبي يا ملكه قلبي وروحي وكياني.
سجى وهي تترك الحجاب من يدها :
– حبيبي .
قبل وجنتها سريعاً :
– عيونه.
اتسعت ابتسامتها تدريجياً .. ورفرفت روحها محلقه ببهجه وحبور .. ادارها ياسين قائلاً بتصفيرة أعجاب ونظرة زهو :
– ايه القمر دا ؟
تبسمت بحياء ليطبع قبلها على جبينها قائلاً :-
عيد سعيد يا حبيبتي وكل سنه وأنتِ طيبه وجوه قلبي.
ادمعت عينيها لم تدر بما تجيب .. سعادتها لا تضاهيةّ ايّ سعادة الآن .. حبه .. اهتمامه .. عنايته تحيطها من كل جانب .. السعادة لا تفارق فؤادها .. تمتمت بخفوت وهي تطرف بعينها :
– ربنا يديمك ليا يا كل ما ليا .. وتفضل منور دربي .. ومكمل معايا للجنه.
قبل كفيها بعشق وبنظره حنونه قال وهو يضمها لصدره :
– ويديمك ليا يا بنتي وقطعه مني وشريكة روحي وجنتي بإذن الله.
سجى وهي تبتعد بتساؤل :
– حلوو الفستان ؟
ياسين :
– قمر .
سجى بهدوء:
– عشان أنت جيبهولي.
ياسين بنفي :
– تؤ تؤ تؤ عشان القمر لابسه .. تعالي الفلك الطرحه عشان ننزل ؟!
سجى وهي تلتقط الحجاب :
– لا لا انا هلفه؟!
ياسين وهو ياخذه منها :
– لا .. قعدي بقا.
أجلسها ولفه على رأسها برفق ثم ضم كفها بين راحته ونزلا للاسفل.
* وقفت مكه امام المرأة تظبط حجابها فجأة ضمها عثمان من الخلف قائلاً بجانب اذنها :
– كل سنه وأنت بخير يا مكتي.
رفعت عينيه ناظره له من المرأة ببسمه :
– وانت طيب يا قلب مكتك.
ادارها إليه وهو يقول :
– اول عيد لينا سوا .. ويارب نفضل دايماً مع بعض.
آمنت على دعاءه ..
عثمان وهو يضع يده على بطنها :
– والعيد الجاي هيبقى مشرفنا الأستاذ أو الأستاذة بقا.
اؤمات مكه بغبطه وسرور ،
– ثم نزلا للأسفل.
ليجدوا الجميع بالحديقه يلعبون بـ اللعاب نارية .
حذيفه وهو يجلس على الارضيه :
– يااختي انا تعبت والله لقاعد.
نكزته اسماء بسخط :
– قوم يا حذيفه وروح هاتلي دلوقتي سمك.
حذيفه وهو يضرب كفه بوجهه :
– عملت ايه يا ربي أنا وتجوزت وحده مجنونة .. عايزه يوم العيد سمك.
ركلته بقدمها بظهره وهي تصرخ :
– انا مجنونه با بن المجانين انت والله لأوريك.
بلحظه كانت تنكفأ عليه تعض كتفه بشراسه.
صرخ حذيفه مستغيثاً بأحد ولكن كان الجميع منفجر ضحكاً عليهم.
تحدثت سمر وهي تصفقق :
– عضه كمان يا اسماء يلاااا.
نظرت لها اسماء بغضب وهي تقول :
– تاخدي انتِ عضه أنتِ كمان ؟
# سمرررر .. وحشاني اووي.
صرحت بها زينب الاتيه برفقة أنس بفرحه وهي تتجه مسرعه نحو سمر التي ضمتها بشغف .. لقد قويت علاقتهم حتى اصبحا اكثر من اصدقاء والفضل بذلك لجروب ورد التي جمعتهم .. دخلت زينب خاص لتسئل سمر عن شيءٍ ما، فمن وقتها توطدت علاقتهم.
اقترب أنس ببسمه قائلاً :
– ازيك يا انسه سمر عامله اية.
سمر بهدوء وهي تغض بصرها :
– الحمد لله .. وحضرتك عامل ايه؟
انس ببسمه :
– ماشي الحال.
جذبت سمر زينب ناحية الفتيات في حين انضم انس للشباب والمعايدة.
همهمت ديجا وهي تجلس على قدم اسماعيل :
– عيلة مجانين يا جدو والله وانا بس اللي عقله فيهم شفت اسماءالهبله.؟
ضحك اسماعيل ولمار بقوة .. فغمغم اسماعيل ببسمه :
– هو في اعقل من ديجا العسل ؟.
قبلته ديجا وهي تترجل من على قدمه قائلة :
– هروح العب بقا.
ألقت لمار بنفسها بحضن إسماعيل تتشبع من حنانه وهي تقول بأعين دامعه ونبره سعيدة :
– أنهارده في عريس جاي يطلب وعد .. البنات كبروا بسرعه من غير ما أحس… ياريت كان أياد هنا.
ربت إسماعيل على ذراعها بحنو..
جحظت أعين الفتيات وتصنموا بإمكانهم حينما ألتفتوا لذاك الصوت الانوثي الذي قال برقه :
– هاااي.
رايكم وتوقعاتكم ومين العريس اللي جاي لوعد ؟
يا ترى رحيم ولا حد غيره ؟
بإذن الله بكتب في الفصل الاخير لو لحقت اخلصه بكره هنزله وهيكون فاضل الخاتمه يا جمااااعه وربنا بكتب في اخر فصل وبعيط مش مصدقه انها هتخلص والله العظيم ..
عايزه اقولكم كل سنه وأنتم طيبين وبخير وسعادة ورمضان كريم يارررب ودعوااااتي معااااكم طوال الشهر بإذن الله..
أم مكه أم لمار حبايب قلبي اغلى اخؤات اتعرفت عليهم من الرواية دي يمكن عشان كدا هي غالية عليا .. كل سنة وانتم طيبين ومعايا يا اجمل عوض من ربنا .. بفرررح جداً بكلامنا سوا والله ودايماً بدعي وطلب من ربنا يديمكم ليا ويسعدكم كل سنه وانتم بخير وربنا يحفظكم يارب.
مامااااا عبير يا غالية يا أجمل بنوته وأخت وماما تعرفت عليها من الرواية كل سنة وأنتِ معايا ويارب السنه دي نتقابل.، بفرح جداً لما بسمع صوتك وحرفياً أنتِ اختي اللي مجبتهاش أمي بعشقك يا قلبي ربنا يسعد قلبك..
🌼نسأل الله أن يطهر قلوبنا ، وأن يكفينا شر كل ذي شر ، اللهم اكفنا شرور النَّاس ، ونعوذ بك ربنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
اللهم يا هادي المضلين ويا راحم المذنبين، ومقيل عثرات العاثرين، نسألك أن تلحقنا بعبادك الصالحين الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين يا رب العالمين.
اللهم يا عالم الخفيات، ويا رفيع الدرجات، يا غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا أنت إليك المصير.
نسألك أن تذيقنا برد عفوك، وحلاوة رحمتك، يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
🌼

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى