روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السابع والخمسون 57 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السابع والخمسون 57 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء السابع والخمسون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت السابع والخمسون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة السابعة والخمسون

البارت ٢١
# دموع العاشقين
“رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.
زينت حديقة الفيلا على أكمل وجه … فـ اليوم ليس كأي يوم أنه كتب كتاب حذيفة وأسماء وخطبة ياسين وسمر … يوم حافل بأشيئا كثيرة فهناك من سيجتمع وهناك من ستبدأ تحطيم حياته.
تلألأت الحديقة بأنواراً شتى … وتألقت بأجمل زينه ذات موسيقى هادئة … توافد المدعون يستقبلهم يوسف والشباب مرحبين وهم متألقون ببدل سوداء اللون تذيد من وسامتهم.
تجمع الفتيات بالأسفل تتألق كلا منهم بدريس وردي اللون جعلهم گ الحوريات أما اسماء ، فتألقت بفستان ذهبي اللون من الأعلى لحد الخصر ثم لأسفل قدميها بأتساع بالللون الأبيض الغامق.
ذات خمار يغطي صدرها ومكياج خفيف للغايه وتاجاً بسيطاً رقيق فوق حجابها.
أستأذنتهم وعد ومضت ناحية طاولة بعيده منزويه وبيدها كوباً من العصير فمنذ أن عادة وهي تفضل الجلوس وحيده ما ان سنحت لها الفرصه ، كئيبه وحيدة القلب والروح غائبه عن العالم موجوده وغير موجوده ، ليست وعد السابقه فإن ابتسامتها ان ظهرت تكلفها الكثير ويا ليتها من القلب أيضاً ، شاردة برحيم وأخته و والدته وذكريات ما مضى تلوح أمام عيناها ، رفعت كوب العصير وارتشفت قليلاً وهمت بوضعه جانباً فآتاها صوت ياسين قائلاً وهو يجلس بجانبها :
– فيكِ أيه يا وعد ؟ أنتِ مش وعد اللي كانت قبل ما تسافر !
أنتِ معانا ومش معانا جسد بس انما روحك لا.
ظهرت إبتسامة على جانب فمها وقالت دون النظر له :
– وهي روحي هتكون فين يعني ؟ غير في مكانها ومسكنها !!
تنهد ياسين وقال بقلباً يئن :
– المشكله يا وعد أني حاسس وعارف فيكِ أيه ؟
لأن لو انا محستش مين هيحس بيكِ ؟!
احنا من طفولتنا سوا احزانا وهمومنا واحلامنا كل حاجه فـ ازاي تفكري إني مش هحس بيكِ ولا هشاركك جرح قلبك و وجعه امال انا أخوكِ ازاي !!
تبسمت وعد بحب له وقالت :
– أحياناً يا ياسين بنتحط في طريق رغماً عننا فيخسرنا كل حاجه.
زفر ياسين متنهداً بحزن ونظر لها باسماً وقال :
– أكتر شئ صعب وملناش حكم عليه هو القلب يحب وقت ما يطمن ويفرح من غير اي تفكير انه هيتعذب ما هو اصل الحب عذاب ومش اي عذاب.
تنهدت وعد قائله :
– يا رررريته كان بإيدينا كنا نزاعنه قبل ما نفكر نحب لأن الوجع لما بيدخله مبيطلعش أبداً بيفضل سايب اثره لحد ما يوقف نبضه.
وتفضل روحك مفرقاك عند الحبيب من غير ما ترحمك ولا ترق ليك ولا لجرحك طب ليه الانسان يحب ؟ عشان يبقي قلبه زي ليله وعيونه شلال دموع وروح تتمزق ليه؟
# ياااااه وقعتي يا وعد ، عمري ما كنت اتخيل انك تحبي في يوم بس طالما حبيتي فـ انا متاكد انه يستاهل لان مش وعد اللي تحب حد والسلام اكيد لقيتي فيه اللي ملقتهوش في اي حد.
ابتسمت وعد بخفه :
– رجوله ، هي دي لانها حاجه نادره مش في أي حد ما هو مش كل من كان راجل فهو رجل فالبعض منهم ابعد ما يكونوا عن صفة الرجال.
تسائل ياسين بترقب وهو يلتفت لها مقرباً المقعد :
– رحيم مش كدا ؟
رفعت وعد بصره به بصدمة فتابع هو موضحاً :
– فكرتي اني مش هعرف ؟ انا عارف من يوم ما كنتِ في الصعيد أصلاً نظرته ليكِ ونظرتك وقلبك اللي بيدق بإسمه بس هو يستاهل بجد راجل وبيعرف في الاصول كريم طيب شهم وجدع والدليل على ذلك ديجا ساعدها وهو ميعرفش أصلاً هي مين لو حد غيره كان سبها هو ماله … ولا كان رماها في اي قسم لكن هو معملش كدا … كرمه واستقباله لينا رغم ان احنا أغراب … رحيم جدع.
أدمعت عيناها وساد الصمت محمل بالأثقال فتنحنحت وعد متسائلة :
– بما انك مش بتحب سمر ليه هتتجوزها ؟ وليه تحكم على قلبك بالموت وتظلم نفسك وتظلمها ؟!
صرف ياسين بصره ناحية سمر التى تتحدث مع عائشة وقال :
– تصدقي مش عارف بس ممكن احبها ليه لا ؟! سيبها على الله ربك هيفرجها … مخبش قلب أبداً قال يا رب ولجأ له هتتعدل.
أقترب عثمان وبلال وحذيفة يشاركوهم الجلسة فاخذهم الحديث بالعمل.
تجلس ريم بجانب حبيبة التى تغلي الدماء بعروقها بسبب يوسف وغيرتها عليه … جاءت ديجا ركضاً ناحية ريم و وقفت أمامها وقالت وهي تدور حول ذاتها وهي ترتدي فستان وردي مثل الفتيات:
– حلو يا ماما ريم ؟
لم تنتبه لها ريم فتمسكت ديجا بملابسها وأخذت تحاول جذب انتباهها وهي تقول :
– ماما يا ماما.
تنبهت لها ريم وهمست بزهول وتعجب :
– مامااا ؟؟؟ ورد مش عارفه فين ، بس ايه القمر دا ؟
انهت جملتها وهي تنظر بأعجاب لفستانها.
امسكت ديجا كفيها وبمحبة قالت :
– لا أنتِ كمان ماما مش ورد بس.
ترقرق الدمع بعيني “ريم” وضمت وجه ديجا بين كفيها وتبسمت ببهجة تسري بعروقها وتحدثت ببشاشه :
– ماما أنتِ بتعتبريني ماما يا ديجا ؟
همست ديجا ببراءة وهي تعانقها :
– ايوه يا ماماا … وبهمس تابعت ” هنام سوا انهارده ماشي؟”
اؤمأت ريم بفرحه فصاحت ديجا وهي تتحرك ناحية وعد :
– انا رايحة عند وعد.
• جلست أسماء على المقعد بجانب حذيفة ناكست الرأس الفرحه لا تسعها فمنذ ان تم كتب الكتاب بالجامع وهي كنسمة ريح تحلق بالسماء ببهجه ، تنحنح حذيفة قائلاً وهو يقترب اكثر وامسك كفها :
– مفيش حرام صح دا حقي.
لاذت بالصمت وأشرق وجهها بإبتسامة رائعة ، مال قليلاً مطأطأ الرأس ينظر لها وهمس :
– طيب ينفع القمر يداري نوره ؟
رفعت رأسها قليلاً فصاح بفرحه :
– يا دين النبي ايه القمر دا ؟ القمر دا كله من نصيبي ؟
مبروووك يا سكني و وطني وجنتي.
لامست كلماته روحها المنطفئه فـ إذ هي تتوهج غمرتها البهجه وسرت بعروقها ورفعت رأسها ببسمة تذداد رويداً رويداً وبعد صمت تحرك فكها أخيراً قائلة بنبرة حنونه رقيقه :
– الله يبارك فيك يابني!!
عقد حاجبيه بدهشه وهو يقول :
– اي دا أبنك بس ؟
# حذيفة.
قالتها بحياء يذداد وهي تتحاشى النظر له.
فقاطعها قائلاً بنبره عاشقه هائمة :
– عيونه ، برده مقولتيش ابنك بس ؟
ألتفتت له وتقابلت أعينهم وعم الصمت قاطعته “اسماء” قائله بنبرة هادئة عاشقة :
– ابني وابن عمي واخويا وجوزي ؟!
# بس كدا ؟
# ايوه بس ، هو في حاجه تاني ؟
تصنع الحزن وهو يهمس :
– نسيتي اهم حاجه يا زوجتي العزيزة !!
فكرت قليلاً تحاول أن تعلم عن ماذا يتحدث ففشلت فعادة النظر له هامسه :
– نسيت أيه اقول يلا ؟!
أتسعت أبتسامته وهو يهمس :
-.نسيتي حبيبك!!
دلفت سجى وهي تتأبط زين وبجانبهم إسراء لتتسع أعين ديجا مزهوله وقد اعترتها الصدمه ممزوجه بالتعجب وهتفت:
– عمووو الملبوس هنا ؟!
ثم بتفكير تساءلت ذاتها وما زالت لا تبعد عينها عليهما :
– طب عمو الملبوس بيعمل ايه هنا؟وسوسو كمان هنااا.
صفقت ديجا بمحبة كأنها أخيراً تصدق عينيها وحواسها انهم امامها حقاً فركضت تجاههم ، في آوان ذلك قال عثمان هو وبلال بزهول :
– ملبوس ؟؟؟
نظرا لبعضهما البعض فأخلتسوا نظره لياسين وجدوه متسمر ناحية سجى ينظر لها گ المسحور وما شابه ، ولكن بداخله خفق قلبه ،
وضعت وعد كفها على منكب ياسين حينما تنبهت بشروده بهذه الفتاة :
– يا سين دي مش فاطمه ولا عمرها ما هتكون فاطمه أنت بس مشدود ليها لانها عاميه زيها ، بس دي مش دي ،فوق يا ياسين.
هجمت ديجا على سجى وهي تصرخ بإسمها أنفجرت أساريرهم جميعاً وأمتزجت بالدهشه وهم لا يصدقون أنها امامهم تضم سجى.
لحظات وتنبهت سجى لها فهبطت لمستواها تضمها اكثر لصدرها ببكاء.
أبتعدت سجى وهي تحاوط وجه ديجا بين كفيها وهمست من وسط شهقاتها :
– ديجااا أنتِ كويسه ؟ ليه هربتي واختفتي فجأة كنت هموت عليكِ والله.
عانقتها ديجا مرة آخرى وقبلة وجنتيها وازاحت لها دمعاتها وقالت :
– معلش متزعليش مني انا بحبك.
بالمثل فعلت سجى وأزاحت لها دموعها وبصدق همست :
– انا مقدرش ازعل منك ابداً أبداً.
ثم استطردت قائله :
– أنتِ وصلتي لأهلك ؟
اؤمأت ديجا قائله :
-اااه هعرفك على ماما وبابا وكلهم دلوقتي هتحبيهم.
قاطعتها اسراء قائله :
– من لقي احبابه نسى صحابه وانا يا ست ديجا مش هتسلمي عليا؟
رفعت “ديجا”رأسها ببسمة وعانقت اسراء بمحبة.
وعادة ممسكه بكف سجى بحنان وعناية وهي تقول :
– يلا تعالي اعرفك على ماما وبابا وكلوا.
قاطعها”زين” الذي جلس على ركبتيه أمامها وهو ممسكاً بمرفقيها وتحدث بفرحه :
– ديجاا أنتِ بخير؟ انا كنت هتجنن عليكِ والله بس أنتِ ليه مشيتي كدا ؟
أزاحت ديحا كفيه بزعل وبتعصب تحدثت :
– أنت مش تكلمني ؟
تهجم وجه “زين” بعدم فهم وصمت ملياً بدا بتفكير وهمس لها بضيق من ذاته :
– مش عايزة تكلميني ليه ؟ أنتِ زعلانه مني ؟ طب انا زعلتك في ايه؟
تنبهت “سجى” لكلماتهم فهتفت لها بتعجب مصحوبه بالدهشه :
-ليه يا ديجا دا زين بيحبك جداً هو زعلك في ايه ؟
ضم “زين” وجهها بكفيه وبعتاب تحدث :
– أنا بردوا زعلتك يا ديجا ؟
أزاحت ديجا كفيه بدموع وركضت تجاه ياسين المقبل إليهم فتلقها بين ذراعيه حاملاً أيها وتساءل بغضب :
– ماااله دا خايفه منه ليه ؟ عملك حاجه ؟
عانقته ديجا دافنه رأسها بصدره وهزت رأسها بالرفض.
فتحرك ياسين تجاههم ، وهو يحدج زين بنظرات كفيله لحرقه ولا يدري سبب ذاك الكره بداخله تجاهه.
صافحه زين بابتسامه مصتنعه وقال بصوتاً أجش :
– دي تاني مرة نتقابل … بس المرة الاولى متعرفناش كويس ،
زين القاضي.
صافحه ياسين وهو يضغط على كفه وهتف :
– ياسين ياسين الشرقاوي.
لمح ادهم سجى فأقترب منها سريعاً مرحباً بها واخذها من يدها وأجلسها وبجانبها اسراء وانضمت لهما عائشة تعرفهم ببعضهما.
أبتعدت ديجا عن ياسين وذهبت تجاه والدتها على عجل وسحبتها ناحية سجى.
# استنى يا ديجا ماالك في ايه ؟
قالتها ورد وتسمرت مكانها امام سجى محدقه بها بعدم تصديق وهمست وعينيها مفعمه بالصدمه :
– فاااطمه !!!!!!!!!
تجمعت الدموع بمقلتيها … لم ينتبه لها احد بينما صاحت ديجا بـ سجى :
– سجى يا سجى دي ماما ورد ؟
يا ماما يا ماما ماامااااا سلمى على سجى !!
صرخت بها ديجا في والدتها الواقفه بصدمة … فتنبهت ورد وهي تفوق من صدمتها وبلعت ريقها وهمست بتغيب :
– عااامله أيه؟
ابتسمت سجى وهي تنهض تصافحها:
– الحمد لله.
تراجعت ورد بصدمة واستدارت مغادرة وهي تكابد على حبس دموعها حتى دلفت للمنزل بعيد عن الحشد القائم بالخارج ، فما ان وطأت قدميها للداخل هوت دموعها بغزارة و وضعت يدها على قلبها وانفجرت باكية بنحيب ، لحظات ثوانً فدقائق لا تدري كم مر من الوقت وهي بتلك الحالة ، لا تشعر بشئ او اين هي ولا بما يدور حولها ، فما أن هدأت حتى آتت بهاتفها على عجل وأخرجت إحدى الصور والتى بها تحمل طفله لا ترى وتقبلها بحنان ، لامست أصابعها الصور بشوق وانكبت باكيه وهي تضمها.
دوي صوت ادهم وهو يقول بلهفه وقلق :
– ورددد ماالك أنتِ كويسه بتعيطي ليه بس في ايه؟
وقف عن كثبً منها … فرفعت هي عينيها المكتظه بالدموع وقالت بصوت اضناه الألم :
– فاااطمة ، فاطمة.
أدمعت عينيه وهمس وهو يتنهد بثقل :
– الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة يا رب.
ايه بس فكرك بيها دلوقتي ؟
أشارت ورد بيدها للخارج وهي تلتقط انفاسها بصعوبة :
– بررره هي برره فاطمه والله بره … قلبي مستحيل يغفل عنها هي أنا،أنا متأكده!!
هوت دموعه وهو يدير رأسه للجهه الآخرى وسرعان ما كفكفهم حتى لا يراهم أحد وهمس وهو يغلق جفونه بألم :
– صلي على النبي ، دي سجى اللي برة أنتِ بس لما شفتيها حنيتي لفاطمة قومي بس اغسلي وشك وتعالي يلا ياسين خلاص هيلبس سمر الشبكه.
هزت ورد رأسها بجنون وحادثت نفسها بهمس :
– لا دي فااطمه ازاي يعني انا حسيت بيها أنها هي مستحيل احساسي يكذبني ازاي معرفهاش لو مش هي مكنش قلبي دقلها كدا.
# بتقولي حاجه ؟
تسأل “أدهم” حينما تناهى لمسامعه همسها.
فهزت رأسها بالرفض وهي تزيح دموعها وتنهض قائله :
– لا أبداً انا طالعه دلوقتي.
اؤما “ادهم” باسماً وخرج ، بينما بدت “ورد” ك المتفكره بشئ ما تنوي فعله وخرجت بعد لحظات.
في حين ذلك كان “ياسين” يتحدث بالهاتف إذ أنه أستدار فوقعت عينيه على تلك الحورية التى تجذبها “ديجا” نحوه فتحرك تجاهها ک المسحور وقد نسى تماماً أمر المكالمه.
كأن المكان فرغ فلا يرى غيرها … توقف امامها هائماً بها بينما هي تحدثت بتعجب :
– ديجا أنتِ وخدني فين ؟
همست ديجا ببراءة :
-عند ياسين اهوو ، حاولت جذب انتباه ياسين الذي لا تحيد عينيه عن سجى وتحدثت بصدق :
– ياسين أنت حلو وهتتجوز سجى عشان هي حلوه وانا بحبها وانت كمان هتحبها ماشي ؟؟
أبتسم ياسين لها بينما فرقكت سجى أصابعها بتوتر شديد وحياء أشد فتابعت ديجا هامسه لياسين :
– هتتجوزها صح يا ياسين ؟
نكست سجى رأسها بحياء وتحدثت :
– بس يا ديجا عيب كدا !!
# عاامله أيه طمنيني عنك ؟
همس بها ياسين مقاطعاً سجى التى تسمرت محلها على سماع صوته تحاول تصديق اذنيها وجوارحها انه هو ياسين لا غير.
كابدت لتنظيم ضربات قلبها المنفعله وهتفت وهي تتنفس بصعوبه :
– ياسين أنت صح ؟ ياسين ؟
# نعمم .. ايوه انا ياسين.
رفعت ديجا الحائل بينهما رأسها تقلب نظرها بهم بتعجب وهي تهمس:
– هما أنتوا ازاي تعرفوا بعض هو انا قولت اسمهم وأنا ناسيه.
هزت كتفيها بعدم فهم وصاحت :
– انا رايحه أغلس على اسماء.
أبتعدت ديجا فأرتبكت سجى بخوف وهي تقول :
– استنى يا ديجا متسبنيش لوحدي وديني عند اسراء !!
أمسك ياسين كفها وهو يقترب وبحب قال :
– أنا هنا متخافيش.
دق فؤادها بعنف ولكن شعوراً بالأمان توغل لداخل حناياها مطمئنه.
وراحة استقرت بروحها فتبسمت ببشاشه مصحوباً بالحياء.
عم الصمت قاطعه هو قائلاً :
– تعالي نقعد.
أخذها من يدها أجلسها وجلس على مقعداً بجانبها وما زال ممسك بكفها كأنه يخشى ان يفقدها او ان تضيع !!
تنحنحت “سجى” بتوتر وقالت ببسمة ورقه :
– كنت عايزة أقولك…….
صمتت بتوتر فقال هو محثها على الحديث وكل ما به يهفو شوقاً لسماع صوتها المبث لروحه بالبهجه فأن تحدثت توهجت روحه وإ الدنيا كلها تتوهج وتشرق :
– اايه ؟ اتكلمي !!
ابتلعت ريقها قائلة :
-كنت بس هشكرك وهعتذرلك لأني رنيت عليك ومش فاكرة قولت ايه بس أنا والله كنت مضايقة فلقيت نفسي بكلمك.
# أنتِ تكلميني في اي وقت واي لحظه وهكون موجود دايماً اسمعك.
قالها بعفويه ولهفه.
فتابعت قائلة بإبتسامه :
-شكراً ليك بجد ، معلش لو كنت ضيقتك او شغلتك.
بإمتعاض وضيق تكلم بصدق :
– بطلي كلام عبيط بقا ، أنتِ تشغليني براحتك مفيش اي حاجة ممكن تشغلني عنك كله في داهية إلا أنتِ وياستي مش شغلتيني ولا حاجة ولو مشغول أفضالك.
توردت وجنتيها وتلألأ النور بعينيها.
# مين دي يا ياسين ؟
اول مره اشوفك بتتكلم مع وحده بالطريق دي ولا بتبتسم حتى فـ مين دي؟ دا انا مش بتعاملني كدا؟
تحدثت بها سمر بعصبيه ،فنفخ ياسين بضيق و وثب واقفاً جذبها من ذراعها نحوه وهمس بجانب اذنها بحيث لا يستمع صوته لأحد غيرها :
– أمشي دلوقتي لحد ما اجي اخلصي ؟
تكلمت سجى باسمة بهدوء:
– في حاجه يا ياسين؟مين دي ؟
# أنا خطيبته يا ختي اقصد خطوبتنا انهاردة يعني مراته ان شاء الله.
تلاشت الإبتسامة من وجهها وكثى الوجع فؤاده وطل من عينيها وغزا الوجع فؤاده وتحدثت بدموع متحجره :
-مبروووك يا ياسين الف مليون مبروك يتمم لك على خير يارب.
تبسم ياسين بسمه خفيفه ورد باقتضاب :
– الله يبارك فيكِ ، عقبالك يا رب !
تلاشت البسمة وبحزن همست :
– عقبالي ايه بس ؟ هو في حد ياخد واحده عامية ؟!
بتلقائية رد ياسين :
– ليه بتقولي كدا أنا متاكد ان الف واحد يتمناكِ مش الف بس شباب العالم كله ، هيكون محظوظ اللي من نصيبك!
بخفوت همست بتعجب :
– محظوظ ؟! ليه يعني وعلى أيه على واحدة عامية ؟؟!
# محظوظ عشان عنده قلب زي قلبك أبيض ورقيق ومش بيحمل كره تجاه حد مهماً كان قلب يسع الدنيا بحالها واللي فيها ، قلب صافي وطيب ورقيق وبسيط وروح جميله هاديه جداً ومرهفة الاحساس وكمان جميله!!!
ضحكة بخفه وهي تقول :
– دا من ذوقك والله ، جامل براحتك!!
رد بصدق وهو هائم بها :
– مش بجامل أنا.
ثم غير الحديث قائلاً بتذكر :
– عرفتي مين كان عاوز يأزيكِ؟
ببساطة ردت :- لا الموضوع مش مهم أوي.
# سجى قاعده ليه هنا ؟
قالها “زين” مقاطعاً حديثهم ، فنهضت سجى باسمة وقالت :
– قاعده مع ياسين
أشار “زين بإمتعاض :
– طيب تعالي عشان اسراء بدور عليكِ.
اؤمأت برأسها وتوجهت معه بينما ظل ياسين ناظراً بأثرها وقد سلبت روعه منه
🍁”رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء”. 🍁
وقف ياسين بجانبه سمر على المنصه تشع نوراً من تحتهم بالوان متعددة ، أمسك كفها والبسها الخاتم بينما كان يقف أنس بجانبه زينب ، بوجهاً خالي من التعبير بأعيون يغرقها الدمع ، والحزن تخلل شغاف قلبه ، ضج المكان بالتصفيق فتبسم ياسين وهو يتصور مع سمر عدة صور وتوافدت عليهم التهنئة.
حتى جاء دور أنس وزينب ،
نظرت لهم سمر بضيق لا تدري سببه بتاتاً
كان الحزن يخيم على ملامحهم جميعاً.
أستقر نظر “ياسين” على سجى لا يحيد عنها فهو منشغل الزهن يصافح بآليه ، ثم جلس بجانبها وزفر بضيق وألتفت براسه لها وتحدث :
– سمر انا لازم أكون صريح معاكِ من البدايه مش عايز علاقتنا تبداء بكدبه.
تبسمت بحياء وهي تهمس والبهجه تسري بعروقها وأوصالها :
– قول اللي أنت عايزة !
تنهد ياسين بضيق وصمت ملياً قبل أن يقول وهو يمعن النظر بها :
– أنا مش هكدب عليكِ وأقول إني أتجوزتك لأني بحبك لا ، انا وعيت على الدنيا وأنتِ بالنسبالي أخت مسؤله مني وبس غير كده لا فهاخد وقت لما اتقلم ، مع إني لاحظت حاجات كتير مختش بالي منها قبل كدا ، بس انا مطمن ان اللي فيه خير هيقدمه ربنا.
عقدة حاجبيها سائله بدهشة :
– لاحظت أيه ؟
شرد بـ” أنس” وهمس وهو على حاله :
– مش مهم.
وتوسم بوجهها وقال بضيق بعد لحظات :
– المكياج ده ما اشوفهوش علي وشك تاني !!
اؤمأت سمر برأسها بطاعه وأقبل مراد مهنئاً ياسين وما ان اوشك ان يصافح سمر صافحه ياسين جاذباً كفه إليه فتفهم مراد.
_ أقتربت لمار من ورد الشارده بـ سجى بتمعن وتحدثت وهي تضع يدها على كتفها :
– ورد أنتِ كويسه ؟
هزت ورد رأسها إيجاباً فهمست لمار قائله :
– ممكن تروحي الأوضه اللي تحت هتلاقي فيها التلفون بتاعي تحيبهولي معلش.
# حاضر حاضر من عيوني.
همست بها ورد وهي تنهض ، ومضت للغرفه فما ان دلفت حتى أغلق الباب من خلفها حاولت فتحه فلم تستطع.
# في ايه بتعملي اية ؟
كست الصدمة وجهها ، لا تصدق أذنيها ها هنا ، فألتفتت بزهول وهمست :
– عمرو أنت بتعمل أيه هنا ؟
تحرك خطوتين وهو يعقد ذراعيه :
– أنا اللي سألت الاول ، ومع ذلك ديجا قالتلي تعالى عايزك ودخلتني هنا واختفت ! وأنتِ ؟
بدت گ المتفكره قليلاً قبل أن تهمس بتعجب :
– ديجا !! غريبه ليه.، أنا لمار قالتلي هاتيلي التلفون واول ما دخلت الباب اتقفل معرفش بقا في ايه؟!
تحرك تجاه الباب وهو يشير لها بيده :
– طب اوعي كدا.
تنحت جانباً فـ أقترب هو يحاول فتح الباب مراراً وتكراراً لكنه لا يفتح دوى صوت وعد بالخارج قائله بحسم :
– متحولوش الباب مش هيفتح ومش هيفتح غير بكره الصبح!!
اتكلموا واتفهموا عشان الباب دا يتفتح وتطلعوا متصالحين.
ورد أنا شرحتلك كل اللي حصل من شويه فشوفي بقا اتكلمي معاه.
صاح عمرو وهو يقرع الباب :
– افتحي يا وعد بلاش الحركات دي افتحي يا بت يا لمار حد يفتح.
ما أن يأس نظر لها بصمت فبادلته النظرات مفعمه بالصدمه والتوتر.
فساد الصمت قاطعه تحركه هو تجاه احد المقاعد وجلس بيأس وحذت هي حذوه.فتوسم بوجهها فذادها ارتباكِ.
بالخارج كان بلال ينظر لهم بأعين تفيض بالدمع مفعمه بالوجع أما قلبه فكان يدعوا لها بالسعادة ، فـ ابتسامته تلك التى تتوهج من فؤادها تنير قلبه فلا يجد سوا ان يدعوا لها بالبقاء دائماً وأبداً.
تجاوره “أنجي” أخته واقفه بضيق شديد و وجههاً مكتسي بالحزن.
اما “زينب” فلاحظة نظرات أنس لسمر رآت الوجع بعينيه والغيرة وأحست بألم قلبه فغلت بداخلها وتذوق فؤادها العذاب ولاذت بالصمت.
أعطت مكه موافقته على “علي” ولكنهم بأنتظار مجيء والديه لتتم الخطبة ،أقبل “علي” برفقة أخته وبعد الزملاء ناحية مكه التي أتجهت لهم مباشرة وعانقت الفتيات مرحبه بهم.
فأقترب “علي” هامساً بفرحه :
– ايه الجمال ده كله ، عامله أيه ؟
كان ينظر لها من رأسها لأخمص قدميها بنظرات لم تدر معناها فتبسمت قائلة :
– تسلم يارب.،الحمد لله.
مد يده ليصافحه فما اوشكت أن تصافحه حتى كانت يد “عثمان” الإسرع ودفع “علي” للخلف وجذبها هي دون كلمة.
حاولت التملص من قبضته تجاهد مراراً وتكراراً بلا فائدة وهي تصيح بإنفعال :
– اوعى يا عثمان كده في أيه.، بتجرجرني وراك كدا ليه؟
دفعها لتقف أمامه بمكان بعيداً عن الحفلة والناس وصرخ بوجهها :
– ايه اللي بتعمليه دا ؟ انا مش قولت الزفت دا متقفيش معاه ؟
عقدة ذراعيها بعند وبثبات قالت :
– عملت ايه؟ وبعدين أنت مالك اقف معاه أو لا دا خطيبي!
تحولت عينيه بلحظه واستشاط غيرة وبغضب قبض علي مرفقيه وهمس بصوتاً گ الفحيح وبنبرة لاذعة :
– خطيب مين ؟ انا ادفنه وأدفنك قبل ما يفكر يقرب ، وأبعدي عنه أحسنلك عشان مموتوش أنتِ فاهمه.
نزعت يدها بجهدً عظيم وبهدوء قالت :
– لا مش فاهمه أنت مالك أصلاً يخصك في ايه وليه اصلاً تتحكم فيا كده وبعدين اسلم براحتي أنت مالك.
كور قبضة يده ولكم الحائط وهو يصرخ بها :
– اسكتي اسكتييييي.
أمسك مرفقيها دفعها نحوه لتنصدم بصدرة بصدمه وصرخ بغضب كفيل بإحراقها :
– عشان أنتِ ليا ليا انا وبس وأياكِ ايدك تلامس راجل تاني قسماً بالله اقطعهالك والزفت دا تنسيه فاهمه ومتنسيش انا بحذرك اي حاجة هتحصله هيكون أنتِ السبب فيها.
دفعها للحائط بقسوة وأستدار مغادراً بغضب وهالة سوداء تحيط عينيه دفع احدى الطاولات بغضب هادر بطريقه وتابع سيرة ناحية على، الذي ما ان وقع بصره عليه ،ارتجف جسده وابتلع ريقه بخوف وهرول للخارج.
لحق به عثمان وامسكه من ياقة جاكته بالخلف وهو يجز على اسنانه :
– رااايح فين يا جبان أنت؟
دفعه على السيارة بقسوة وأمسكه من عنقه هامساً :
– اقسم بالله أن فكرة تأزيها لأكون دفنك مكانك ومحدش يعرفلك طريق أبعد عنها تمام..
انهي جملته وهو يلطمه على خدة فأؤمأ علي بخوفاً شديد يسري بعروقه.
فأشار عثمان وهو يتركه :
– شاطر بتسمع الكلام يا حبيبي.
واتجه للداخل ، بينما نظر له “علي” بتوعد.
زلت “مكه” محلها مصدومة مما حدث تحاول استيعاب ما سمعته لتوها تحسست مكان يدة بألم وهي تتاوه بخفوت وهمست بدهشه:
– يا ربي المجنون دا ماله ، مكنش كدا وهو صغير ، دا عايزله دكتور اكيد مش طبيعي اااه يا امه ايدي أن شآء الله صاروخ يجى ياخد ايدك.
صمتت ملياً بتفكير وهمست :
– صاروخ ايه تاني ماهو وحده صاروخ ارض جو مش اي صاروخ دا صاروخ غريب عجيب بس قمر يخربيتك خاصةً وهو متعصب.
ثم تبسمت وغادرت مكانها ناحية الحفلة وتوجهت ناحية ياسين.
أخذ حذيفة أسماء لاحدى الأماكن وقبل وصوله وضع قماشه حمراء على عينيها وترجل من السيارة واسرع ناحيتها وفتح الباب وامسك كفها ليعاونها وهمس بهدوء :
– انزلي على مهلك.
همست وهي تترجل :
– حذيفة هتوديني فين وايه لازمت تربط عيني طيب مش شايفه حاجه .
همس بجانب اذنيها :
– أنتِ مش واثقه فيا ؟
بصدق تحدثت :
– هو انا لو مش واثقه فيك كنت تجوزتك ؟!
تبسم وهو يسير بها للداخل فما ان دلفوا فگ الربطه ، ففتحت عينيها ببطئ سرعان ما هوي عليها ورود حمراء لتضحك بروحاً متوهجة وهي تقفز فاتحه كفيه بفرحه فتأملها بعشق.
شهقت بفرحه ما ان وقعت عينيها على طاولة متزينه بالورود والشموع ففتحت فاهه وعيناها تجوب المكان بعدم تصديق.
كانت الانوار هادئة على الشموع فقط وموسيقى أيضاً الورود والبلالين بكل مكان.
وقف خلفها هامساً بجانب اذنيها وهو يضع سلسال :
– عجبك المكان ؟؟
شهقت مرة آخرى وهي تتلامس السلسال المحتوى على صورتهما على شكل قلب مزخرف ومكتوب بها “أعشقك” واسمه واسمها.
ادمعت عينيها من شدة الفرحه وهمست وهي تستدير له :
– عجبني بس ؟ انا مش مصدقه نفسي انا مبسوطه اوي اوي.
قبل رأسها بحنان ثم ضم وجهها بكفيه وبهمس همس :
– وطول ما فيا النفس سعادتك دي مش هتغيب أبداً ، أنتِ كنتِ فين من زمان عشان تلوني حياتي كدا وتديها معني ؟
همست ودموعها تهوى على وجنتيها :
– كنت دايماً جنبك بس انت اللي مكنتش شايفني كنت دايماً غايب مع دي ودي.
بهمس تكلم بحب وكلمات تنبع من سويداء الفؤاد :
– مين قال كدا ؟ أنتِ كنتِ دايماً في روحي بس كنت غبي ، بس خلاص ننسى اللي فات من انهارده مفيش حاجه ممكن تفرقنا أبداً عايزك تثقي فيا يا اسماء انا هشيلك جوه عيوني وقلبي حتى متبتعديش او ترحلي سأسجنك بداخله ومش هحررك. بس خليكِ دايماً جنبي ومتسبيش ايدي كوني دايماً النور اللي يضئ طريقي يا قمري اهديني وخديني من الدنيا للجنه عايز قرب من ربنا بيكِ.
مش عايزك تبعدي عني أبداً حسسيني دايماً إني أبنك لأني دايماً بحسك أمي مش حبيبتي وبس أنتِ كل ما ليا أنتِ نبض الفؤاد يا سكينة روحي. خلينا قصاد اي عاصفة نواجها سوا متتركيش ايدي وتبعدي لان وقتها العاصفة هتهب وضيعنا من بعض ، قصاد اي موجة خليها تيجي بكل ما تحمله بس هنكون قصادها ك الحصن المنيع اوعديني.
هزت رأسها بدموعاً لا حصى لها وقالت :
– اوعدك وأنت خليك دايماً قد ثقتي ومتخببش عني اي حاجه ومتخونيش ولو حصل وخبيت عني حاجه وعرفتها من غيرك أنا هدمر مش عايزة حد يدخل بينا أبداً عايزة انا أنت وبس همومنا مشاكلنا خناقتنا تبقى بينا وبس متطلعش لأقرب قريب.
اؤمأ برأسه وهمس وهو يأخذ رأسها لصدره :
– أنا بحبك يا سكني لا انا فوقت الحب انابعشقك.
ضمته أسماء باكية سرعان ما ابتعدت بحياء وصدمه فانفجر ضحكاً عليها.
هم ان يقترب فأبتعدت بفزع فرفع ذراعيْه هامساً بضحك :
– بس بس مش هقرب تعالي ناكل انا جعان.
لوت فمها ساخره :- انت على طول جعان.
🍂”رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ”🍂
# أيه اللي وعد عرفتهولك ؟
قالها عمرو قاطعاً ذاك الصمت بعد وقتاً طويل كان مشحوناً بالتوتر والارتباك ولم يخلو من التفكير.
تبدلت ملامحها كلياًّ للحزن وعتابً للنفس ونهضت واقفه خلف النافذة وازاحت دمعه فرت هاربه.
لقد ظلمته حكمت على علاقتهم بالإنتهاء دون ان تدري الحقيقه كامله ثم أستطردت هامسه بصوتاً مسموع لم يخلو من الحزن :
– قالتلي أن البنت اللي كانت معاك لما شفتكم شربتك حاجه وانك مكنتش في وعيك وان في حد وزها عليك بس لسه معرفتش مين.
تألم من نبرتها ولكنه وارى ذلك خلف ضحكه هازئه وقام من مجلسه مقترباً منها ينظر من خلف النافذة وتحدث :
– ياااه عرفتي متأخر اوي ، يا اما قولتلك أسمعيني ولكن لا حياة لمن تنادي حكمتي اني خاين ومستهلكش وسبتيني ، سبتيني في أكتر وقت كنت محتجلك فيه ، أنتِ والشركه اللي اتحرقت في نفس اللحظة كل اللي بنيته في سنين عمري انتهي في لحظه.
انهي جملته بصوتاً عال جعلها تنتفض مفزوعه ورفع قبضته ضارباً الحائط خلفها لتنفزع وهي تغط وجهها مجهشه بالبكاء المرير.
ثم بصوتاً عال تابع بنبرة وجع بجرحاً غائر بسويداء القلب :
-عارفه يعني ايه انك تخسري كل اللي بنتيه في لحظه.
ان أكتر انسان محتاجه يمشي.، ميسمعيكش يأمر ويحكم من غير ما يسمع.
أمسك كتفيها وهزها بتغيب وهو يصيح :
– انا حبيتك مكنتش عايش من غيرك كنت مجرد جسد بيتحرك بقيته عندك.
ضحكتي وفرحتي وبسمتي قلبي وروحي وعقلي وكياني كانوا عندك.
اترجتك تسمعيني ومتسبنيش اديتك عذرك وقد ايه صعب عليكِ سبتك ورجعتلك تاني بس رمتيني من سابع سماء ليه مسمعتنيش ازاي متثقيش فيا واحنا قدينا عمرنا كله سوا اززززززاي.
علا نحيبها واذدادت شهقاتها وجثت على الارض بإنهيار فجلس معها مقابل لها وتابع :
– كله انتهى في لحظه اكتر حاجه وجعتني أنك موثقتيش فيا بس صدقتي عنيكِ ، دمرتيني بكل برودة نفس ، ونهتي كل اللي بينا في كلمة ، الشركة اتحرقت كنتِ الوحيدة اللي عايزك جنبي عايز حضنك يواسيني بس ولتيلي ضهرك ومشيتي عارفه انتِ الكسره دي
أنا كنت ميت مستني القبر يضمني.
بلهفه و وضعت سبابتها على شفتيه وهزت رأسها بجنون.
وتقابلت أعينهم فهمست هي بعد دقائق :
– مقدرتش والله كان صعب عليا اشوف واحده تانيه في حضنك غيري كانت في نار جوايه “وضعت كفها على موضع قلبه” لأن قلبك ودقاته دول ليا انا بس اللي يحقلي اسمعه حضنك ليا لوحدي أنا وبس انا بس.
ضم وجهها وهمس :
– من يوم ما وعيت على الدنيا وهو ليكِ أنتِ وبس ، كنت مقدر حالتك و وجعك بس انتِ مدتنيش فرصه تسمعيني.
قاطعته هي هامسه بقلباً يتقطع أرباً ودموعاً لا تهدا :
– أنا معرفتش يعني ايه فرح من غيرك، كنت عايشه بس مش عايشه كنت طول الوقت خايفه ماهو انت اماني الوحيد من بعدك محستوش نهائي كنت ليل نهار مفتقده وجودك جنبي سلبت مني كل ما فيا مكنتش عارفه اعيش من غيرك
ما هو انا لو كنت اعرف معنى الحياة من غيرك مكنتش بقيت كدا ضايعه وخايفه من كل حاجه حتى الهموم منتظره تشاركني كل دا مستنيه وطنك يضمني وعايزه قلبك اسكن فيه من تاني ولروحك تحتويني عشان خايفه انا مش زي ما أنا صدقني انا جوابا خوف من كل حاجه في الدنيا خوف عمره ما ينتهي غير بوجودك.
الحياة من غيرك قبر مظلم مفيهوش بصيص نور.
مش عايزه اعيش هي الدنيا من غيرك ايه ؟
نهض واقفاً فنهضت فولاها ظهره وهمس بوجع وبرود :
– اللي انكسر مبيتصلحش أبداً واللي أنتهى مبيرجعش.
أغمضت عينيها فتدفقت الدموع أكثر وكتمت اوجاع وآهات بفؤادها وبداخلها تتمنى ان تلقي بذاتها بين ذراعيْه ارادت ان تقول لا تترك يدي فأن تركتها سأموت حيه فلا أستطع فراقك بعد اليوم.
أشتاق لحضن عينيك لن تكفيني ساعات احتاج لسنين فحضن عينيك امان لا اريد البعد عنه.
لا تبتعد فلتضمني واخفيني من ذاك العالم القاسي وخذني لدنيا ليس بها سواك.
فلنرحل سوياً بعالم آخر وضمني اعتصرني بداخلك وأضئ نور روحي المنطفئه لتتوهج وتتوهح الدنيا نوراً وأذيقني السعادة الوان وأنشر الوان الطيف حولي.
مر الليل لم يغمض لهم جفن ولم يرقأ لها دمع ولم يرق قلبه.
أنفتح الباب حينما هلت الشمس تتلالأ وتنشر اشعتها الفضيه.
طلت لمار من الباب وتلاشت ابتسامتها فنهض عمرو ودفعها بعيداً وتخطاها وصعد شبة راكضاً للأعلى.
نهضت ورد بثقل وقد اضناها التعب كابدت ان تبدوا بخير فوقفت امامها باسمة بوجع وهتفت :
– اللي نكسر مبيتصلحش واللي انتهى مبيرجعش.
ثم استطردت هامسه :
– لمار انا اسفه بس مش هقدر أعيش معاه تحت ثقف واحد انا هاخد ديجا وامشي على شقتي وأوعدك وقت ما تحتجيها هتكون عندك.
قاطعتها لمار قائله بهلع:
– لا مس…..
قاطعتها ورد رافعها كفها وهي تقول :
– معلش يا لمار.
صعد عمرو لشقته بهماً ويفكر بما ينوي فعله بعلاقتهم جلس واضعاً رأسه بين كفيه بغماً وكأبه.
# الحياة فيها ايه عشان نضيعه في الحزن والهم والبعد؟
ليه منسرقهاش قبل ما تسرقنا ؟
ونخطف لحظات تجمعنا مع اللي بنعشقهم قبل ما القبر يخطفنا.
ليه منسامحش ونعاند قلبنا ونيجي عليه وندفنه ونظلم نفسنا ليه.
ما ننسى اللي فات ونعيش الدنيا مش دايمه والفرص ما بتتكررش.
رفع عمرو بصره لـ ” يوسف” المقبل نحوه باسم بشوش الوجه.
أقترب يوسف جالساً بجانبه وتوسم وجهه وقال :
– انتوا الأتنيين غلطوا متحملهاش الذنب لوحدها ، أنت مقدرتش وجعها اصعب حاجه على الوحده ان تشوف زوجها حبيبها مع وحده تانيه واخده مكانها دي مش اي خيانه هي شافتها بعينها في حضنك.
أنت كان لازم تصبر تفهمها وتحاول تعرف الموضوع مين دي وليه عملت كدا.
مش تاخد بعضك وتسافر وتبعد اللي راح راح وخلاص عدي احنا دلوقتي في الحاضر ولازم نستغله كويس احنا دلوقتي موجودين يا عالم بكرة هنكون ولا هنكون خلاص راحنا الدار التانيه.
الحقها قبل ما تمشي واستغل الفرصه واخطفها من الأيام يلااااا.
عم الصمت يحاول التوصل لحلاً ما ثم و دون كلمة وثب راكضاً للأسفل فوجد لمار فضحكت وهي تشير له للخارج فهرول خارجاً وعينيه تبحث عنها فوجدها توشك على الخروج وبيدها ديجا.
فنادى بلهفه :
– ديجا استني!!
التفتت ديجا مشرقة الوجه له قائله :
– بابااااا.
اقترب هامساً وعينيه لا تحيد عن ورد :
– استنوا ، قصدي رايحين فين.
تحدثت ورد وهي شاردة بالفراغ :
– راجعين الشقه.
صمت لا يدري ما يقوله او كيف يبدا وبماذا يبدا فتلجلج قائلاً:
– طب طب انا هوصلكم يلا.
اؤمات ورد برأسها فدعته ديجا لحملها فحملها بين ذراعيه وفتح الباب لورد واستقلا السيارة وانطلق.
مدى الطريق بصمت حتى ركن سيارته أمام البنايه وترجلا.
همت أن تمضي للداخل فناداها قائلاً :
– ورد استنى.
وقفت محلها بصمت وخفق قلبها فأقترب هامساً بجانب اذنها بنبره حانيه :
– لاحظت اني مش هقدر اعيش من غيركم من غير خديجه اللي ضحكتها بتنير نهاري كانها الشمس هللت او القمر انار الليل ومن غير دعواتك و وجودك من غيرك مليش سكن ولا مكان اعيش فيه كأني وسط الشارع في جو برد ومفيش مكان يأويني لانك انتِ الوحيده اللي هتاويني بلاختصار حياتي من غيركم مش حياة.
عايزك تهللي في سماء قلبي وتنيري الظلمه اللي سكنته في غيابك.
ادمعت عينيها وهزت رأسها بالرفض ومدت ناحية العماره أرتقت الدرج بأرتباك وتردد تخشي ان تنظر للخلف.
بينما تملكه الأسى والقهر وهو يرى حياته تضيع من بين يديه وهو عاجز ليس بيده شى.
فاضت عينيه بالدمع وهم ان يستدير لسيارته.
فاستدارت هي هامسه بصوتاً مسموع :
– عمرو.
استدار لها بأمل ووجها توهج واعين تلألأت.
فتابعت قائله ببكاء :
– هتبعد وتسبينا تاني ؟
هز راسه بهلع :
– مقدرش ابعد عن روحي هو في جسد في الحياه عايش من غير روح ؟
شهقت ببكاء وتركت يد ديجا وركضت ناحيته ليفتح ذراعيه متلقفها وهو يدفنها بداخله أكثر يكاد أن يضعها بقلبه.
همست من بين دموعها وهي تشدد من ضمها له :
– اياك يا عمرو تسبنا تاني دا انا أموت والله متبعدش أبداً متحرميش من امانك.
لم يتحدث وانما اعتصرها بداخله.
لتصفق ديجا بفرحه..
عاااااااااااااااااااا مرارتي تفقعت يا ناااس خلص فصلنا يارب يكون عجبكم بعتذر عن التأخير والله الفتره دي عندي فرح صحبتي فمشغوله شوية أعذروني وكمان والله تعبانه ومخنوقه من الكتابه.
اسيبكم بخير وإلي اللقاء في فصل جديد ان شاءالله.
🍃عوض ربنا حلو أوي ، هيعوضك عن كل تعب تعبتيه وموصلتيش للي عايزاه وحاسه إن حلمك بيبعد عنك
” إن الله لايضيع أجر من أحسن عملاً ” 💙
هيعوضك عن كل مرة حسيتي فيها إنك وحيده ومحدش جنبك “ونحن أقرب إليك من حبل الوريد” 💙
هيعوضك عن الضيقة والحزن اللي سيطر عليكي
” إن بعد العسر يسر ” 💙
كل ماتحسي إن الدنيا ضاقت بيكي إعرفي إن في فرج جاي ، وربنا هيديكي شخص ، حلم ، هيحققلك هدف المهم هيعوضك عن كل الحزن اللي عشتيه 💙
هيعوضك بس إنتِ خليكي واثقة فيه ، إعملي واتعبي وكافحي ، وجاهدي وقولي استودعتك حلمي يالله فأعطني أفضله ، عمرك ما تيأسي ولا تحسي إنه هيبعدك عن حاجه بتحبيها ولا مش هيحققلك اللي عايزاه ، إدعي وربنا مُستجيب وهيستجيب لدعاكِ إن شاء،𶐼󞀊

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى