روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السابع والأربعون 47 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السابع والأربعون 47 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء السابع والأربعون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت السابع والأربعون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة السابعة والأربعون

# دموع العاشقين
# الفصل الحادي عشر
الحياة تلك صعبة صعبة للغاية بمواقفها وأزماتها التي لا تحصى ، فـ مهما حاولتِ أن تبدوا قوية واثقة ثابتة فـ أنك ستقعين بـ اول ازمة تقابلك ستسحبك الحياة تلك لقاع الجحيم حتماً وستذيقك العذاب ألوان عذاب القلب والروح والفقد هذة هي الحياة فلا تغرك ان أهدتك السعاده لثوانٍ فـ هي فقط تتمهل لتداهمك بأسوء كوابيسك وتبث لقلبك الهموم والأحزان أنها الحياة.
الظلام يسود المكان ، القمر لم يكن يضيئ ولكنه تواري خلف الغيوم ، ليسود الظلام أكثر ، تقف لمار حائرة تتفحص عينيها المكان بجهد وترقب ، صوت علا لـ فتاة صارخاً :- مامااااا.
فما أن همت بالذهاب إليها حتى آتاها صوتاً من الخلف يأن بتعب “ماما”
وقفت حائرة تتلفت هنا وهناك ، كلاب سوداء تركض خلف فتاة تتعثر بركضها إلي ان سقطت ولم تستطع النهوض أقتربت الكلاب منها ، لتتسع أعين لمار بنغزه شديدة بالقلب همت أن تتجه نحوها لـ يأتي شاب وينتشلها وتختفي الفتاه ، صوت متاوهاً جاءها فـ لم يكن سوا وعد أبصرت اشخاصاً يعذبوها دون رحمه لتذرف عيناها الدمع همت إليها ، لتتسمر مكانها على صوت أستغاثه من أسماء واطفالاً كثيرة ، اختلطت الأصوات ببعضهما لتسد اذنيها وهي تجثي صارخه بثقل دون تحمل بعبرات من الآسى.
أنتفضت بفزع من نومها وهي تلهث وتحدق بالفراغ ، كان جسدها يرتعش وتتصبب عرقاً ، تتنفس بصوتاً عال وشديد كأن الأكسجين قد تسرب دون عودة ، دارت عيناها بالغرفه لتتنهد بإرتياح وهي تهدا من روعها ، وتجرعت كوباً من الماء كان بجانبها ، أنشغل فكرها بالحلم فأخذت تفكر واحتد بها التفكير ، نهضت لتصلي لعل الله يلهمها الطريق الصحيح وينقذ بناتها ولكن من تلك الفتاة التي لم تتعرف عليها ؟ هل شخصاً قريب؟ اجل فـ هي تشعر بذلك.
🍃 اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد 🍃
تملمت أسماء على الفراش وهي تفرك عينيها ، أيقظها من أحلامها الورديه التي قابع بها حذيفة على صوت هاتفها ، لتجذبها وهى تفتح تلك الرسائل بكسل شديد ، رآت مدمونها تهديد صريح أما القتل وأما أن تكون معهم ولديها وقتاً لليل فقط ، دارت بها الدنيا وضني قلبها الألم والحيرة ، أنسابت دموعها تهوي دون هواده ، بما ورطت نفسها ؟ يا لها من ورطة جعلتها محطمة القلب، كاسفت البال شظايا روحها لا تلتئم ، ضمت نفسها بذراعيها محاولة منها تستمد الأمان من نفسها ، يا ليتها تعود للنوم حيث أمانها قابع هناك ليس به سواه ، يا ليت النوم يجفيها مرة آخري لعلها تنسى كل ما تمر به ، يا ليتها لم تفيق لكانت الآن معه ، أستدركت نفسها لتنهض لتتؤضا وتصلي وتتضرع لـربها أن يكون معها أن يدلها للطريق الصحيح حتي لا تضله وان ينيره لها ، ثم ما لبثت ان ظلت تقرأ في كتاب الله بيقين وثقه وراحة أن الله معها فـلما الخوف ؟
ورب الكون موجود وليس الله بظالمٍ لأحد يا الله هل سخرها الله لتكتشف ما يدور ويتم بتلك المشفى ؟
لا سيما أنها منذ الصغر تسعى لأن تنهي دراستها وتصبح طبيبه وتعمل مع والديها بمشفاهم الخاصة ، ولكن فجأه دون سابق انذار بعد تخرجها آبت ذلك وأثرت على العمل بمشفي آخري.
هل كانت مجرد سبب ، لذا عليها الآن ان تخبر أحد بما رآته ولا تحمل هم لشيئ ليحصل ما يحصل هي لا تعبئ بكل ذلك.
نهضت على عجل تضع حجابها بـ عشوائية وتأخذ هاتفها وتتجه للأسفل سائله عن خالتها ، فقدة الأمل حينما لم تجدها إذا ما عليها فعله الآن.
جلست على أقرب مقعد بقلباً أضناه الهم وتنفست بتثاقل ، لحظات وكان يهبط الدرج حذيفة وهو يعدل من ساعة يده ، ليطالعها محياها تجلس بهم واضعه يدها على خدها كأن جل هموم العالم بفؤادها ، فـ أقترب متلهفاً وتسائل بموده :-
أنتِ كويسه ؟
لم تسمعه لم تشعر به لم تنتبه لوجوده حتى كأنها في وادن آخر.
لوح بيده بقلق أمام وجهها وهو يهتف :-
أسماااااء فينك دا أنتِ مش هنا خالص.
رفعت رأسها لتطالعها عيناه القلقه ، عيناها الدامعه اكدت شكوكه ان هناك امراً.
فـ جلس عى حافة الطاوله مقابلها وهتف بقلق :-
أسماء أحكيلي في أي أيه اللي حصل يوم المستشفي قوليلي ممكن اقدر أساعدك احكي في ايه ؟
نظرت لعينه بتمعن وحيره من آمرها ولا هناك سبيل إلا إليه ولكن ماذا هل ستخبر حذيفة الذي لا يعبئ بشئ لا يحمل هماً ولا مسئولية المستهتر وماذا سيفعل وهو لا هم له سوا الفتيات فقط أنه يبدوا أحياناً گ طفلاً صغير فـ هل تثق به أجل انها تثق به وتطمئن له أنه أمانها ولكن ماذا عليه ان يفعل، ولكن عليها التحدث لتفرغ كل ما تخزنه من هماً بـ جعبتها.
أنسابت دموعها بصمتاً تام ، لينتفض هو بدوره هامساً في لوعه :-
دا باين كدا انه موضوع كبير اول مرة أشوفك بالحاله دي .
وهم ناهضا وهو يستعجلها :-
قومي نخرج واحكيلي كل حاجه وان شاء الله خير .
علت شهقاتها وارتجاف جسدها ليذيد قلقه من كل ذاك الرعب والهلع بعينيها ، ألتفت حوله ليدرك ان لا احد يرآها بتلك الحالة والضعف ، فـ أسماء قوية وستظل قوية أمام الجميع ، قال لينبهها :-
أسماء بلاش حد يشوفك بالحاله دي امشي معايا.
لم تستطع الكلام فأكتفت بأمأه بسيطة من رأسها وصارت معه بعدما كفكفت دموعها ربما تجد معه الحل ويشاركها قلقها ويجعلها تسير بالطريق الصحيح ولا تنزوي.
استقلا السيارة وانطلق لأحد المطاعم وقصت عليه كل شئ أصتدم من كل ما تفوهت به ليسارع اخذ الحذر والتفكير فيما عليه فعله والأهم حمايتها.
فـ بأعين متسعه يتجلى بهما القلق قال بلهفه بعدما ظل يفكر لدقائق :-
خالتوا لمار.
تطلعت به بلهفه وأمل سرعاً ما حل مكانهم اليأس.
ليسرع قائلاً بلهفه :-
يا بنتي مالك خالتوا لمار هي اللي هتحل كل ده.
هزت رأسها نفياً بقلق :-
لا هخاف ليأزوها لو حصلها حاجه مش هستحمل “أغمضت عينيها بوقدة في فؤادها وتنهدت بقهر قائلة” خلاص أنا هعمل اللي هما عايزينه.
لم يعقب وأنما أسقام جاذباً أيها من معصمها صائحاً وهو يضع الحساب على الطاوله :-
قومي معايا بسرعة يلا.
صاحت به قائله وهي تسير علي عجل معه :-
استنى بس هنروح فين.
# هتعرفي دلوقتي “قالها وهو يفتح بابا سيارته” اركبي يلا .
صعدت كما طلب وأنطلق هو بها ملتمساً حيث عمل لمار .
لم يمد إلا دقائق ولاحظ حذيفة من المرآه سيارات تتبعه
حملق بهما بزهول وخطف نظره سريعه لـ اسماء وقال :-
اسماء يا حبيبتي لو موتنا دلوقتى اعرفي إني بحبك هااا.
قطبت حاجبيها بعدم فهم وهمست :-
بتقول ايه.
دقق النظر فـ راي رجلاً يخرج جذعة من نافذة السياره وبيده سلاح مصوباً نحوهما فـ همس ضاحكاً :-
هنموت يا حزينه يا اللي مدخلتش دنيا يا حذيفة يا عمرك اللي جري بدري ياااااختي.
أتسعت عينيهما على أخرهما وهي تقول بصدمه وعدم فهم في آن واحد :-
أنا مش فاهمه حاجه هنموت ازاي يعني .
أشار لها قائلاً :-
بصي ياااختي وراكِ كدا !
ما همت ان تلتفت وصرخة بصوتاً عال عندما تناهى لمسامعه صوت الطلق الناري.
تعالت ضحكات حذيفة وهو يمد يده على رأسها لينزلها للأسفل وهو يقول :-
عرفتي يا ختي هنموت ازاي ، وربنا ما انا ميت غير لما اتجوزك.
بخوف ضمت ذاتها وأخذت دموعها تنفجر بغزارة وهي تقول بشهقات :-
هو دا وقت تضحك.
# يا ستي خلينا نموت واحنا مبسوطين.
دقائق وكان هناك سيارات آتيه من امامهم وكان من ضمنهم أنس وبلال ابتسم حذيفة قائلاً بمرح :-
اي دا شكلنا مش هنموت أنهارده الأخ انس وبلال جم.
توغل الأمل قلبها و وقف حذيفة بالسيارة على اشارة من بلال ليترجل منها مندفعاً لأسماء وأخذها سريعاً إلي سيارة بلال الذي صاح بهم :-
امشي يا بني بيهم دلوقتي.
آبى حذيفة تركهم بتاتا ولم يستطع بلال اثناه فرحلت اسماء وتبقى هما استطعوا اصابت بعضاً من الرجال اما الباقيين لم يصمدوا طويلاً وانسحبوا.
ترجلت أسماء من السياره مندفعه نحو مجلس لمار التي
تلقفتها بين ذراعيها تهدأها بحنان ، اما هي فذاد بكاءها وشهقاتها خوفاً وهي تضمها ، أجلستها لمار وناولتها ماء لتهداء ، هدات بعد قليل فـ نظرة لـلمار متسائله :-
هو أنتِ عرفتي ازاي ؟
طبطبت لمار على ظهرها :-
سيبك من كل ده دلوقتي رني على الرقم اللي بيكلموكِ منه واسئليهم أنك محافظه على كلامك بأن محدش يعرف حاجه فـ ليه حاولوا يقتلوكِ؟
بجنون هزت أسماء رأسها برفض :-
لا يا خالتوا لا مستحيل.
بهدوء تام قالت لمار وهي تناولها الهاتف :-
أنا جنبك ومستحيل حاجه تحصلك وانا موجوده أمسكِ يلا وأتصلي.
أزحت دموعها ومسكت بكفها الآخر بين راحتيها.
توغل الأمان قلب أسماء ووضعت الهاتف علي اذنها منتظره الرد وجاءها صوتاً رجولياً حاد يقول وهو يجز على اسنانه :-
هربتي بس هتروحي مننا فين رجالتي هتجيبك بردوا وأهلك هيدفعوا التمن.
ارتعدت جسدها لتشير لها لمار بعينيها ان تكمل وفي اثناء ذلك دلفوا الشباب للداخل ازدرت اسماء ريقها الجاف گ صحراء خاويه وهمست بهدوء :-
أنتوا اللي خلفتوا بالوعد وحاولتوا قتلي وطالما كدا الفيديو اللي معايا هوريه لخالتي وانت اكيد سامع بـ لمار الشرقاوي ؟
ابتسمت لها لمار مشجعه ، فهمس الراجل بشگ :-
يعني انتِ مبلغتيش امال طلعتي ليه من البيت ؟
اغمضت اسماء عيونها وقالت بهدوء :-
وحده وخطيبها خرجين هيبقي ليه ؟ ما انا لازم اتعامل عادي علشان محدش يشك بس أنتوا هتجبروني اعمل حاجه تاني وهوديكم في داهيه ؟
# لا لا بصي نتقابل في موعدنا المحدد ونتفق تمام.
اغلقت اسماء باكيه لتربت لمار على كتفها هامسه :-
يا بنتي انا موجوده معاكِ متخافيش. سيبي الأمور عليا.
وقف حذيفه عن كثباً منها قائلاً بمرح :-
لينا عمر جديد أنا جعان أكلوني.
أنفجرت أسماء ضاحكه اما لمار فضربته علي كتفه قائلةلـ أسماء :-
هتتجوزيه ازاي دا لو عايزه تخلعي شاوري بس أنتِ.
وقف بلال محدقاً بها واقفاً أمامها يولي ظهره لـ أسماء :-
ايه يا خالتوا تخلع دي ما صدقت البت وافقت.
ظلا يتحدثا وغفلوا عن ذاك الواقف خلفها لا تحيد عيناه عنها يتمنى لو يأخذها لحضنه ليخبرها أنه ها هنا لن يمسها سؤ فكيف يسمح بذلك وأن اصابها سؤ أصابه أضعاف ابتلع غصه قاتله بقلبه وتلك الندوب أضنت روحه فرحل من المكان محاولاً اشغال ذاته لكن لا مهرب فلا غيرها مستقر بذهنه سكنت وتملكت وأبت الرحيل وتركته بمنتصف الطريق تائه وحيد فأين السبيل إليها وكيف ينساها فهل للجسد حياة دون روح ؟
🍃اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 🍃
تراجعت للخلف مستنده بظهرها على مقعد مكتبها متنهده فى أرهاق جلى ، من كثرة ما بذلت من مجهول بالمحكمه ومن ثم في الذهاب لأخذ خديجه التي أشتقاتها حد الجنون والفقد أضنى فؤادها وها هي تستريح من تعب اليوم ، لتغمض عينيها متمنيه قليلاً من الراحه ، وتذكرت ذاك اللقاء الذي جمعها لدقائق مع عمرو حينما كان يهبط الدرج بخديجه وأبتسامته تلك أذابت قلبها ولكنه تعامل معها كأنها غريبه لا يعرفها إذ أنه لم يلقي عليها السلام حتى ، ما أغربه من رجل لوهله ظنت أنها لا تعرفه وغريباً عنها لما بلحظه يتبدل حاله من حالٍ لحال ؟
سرعاً ما تذكرت ذاك اليوم المشؤم الذي أفقدها حياتها وجنتها جعلها محطمة القلب روحها ما زالت مغادرها حتى ضحكتها آبت العوده دمعت عينيها وذاك المشهد كأنها تراه لتوها وهو مع فتاة آخري أنقسم قلبها وتلك الجروح انفتحت أكثر مما كانت فتحت عينيها متنهده وهي تكفكف دموعها ، جفت دموعها ولكن كيف لها أن تخمد وقدة فؤادها وشظايا روحها ؟
هزعت نفسها وهي تنتفض من مكانها حينما تذكرت تأخر خديجه التي نزلت لتبتاع شيئاً ، وضعت يدها على قلبها حيث تلك النغزة التى تملكتها فجأه وأسرعت بطلب السكرتارية طالبه منها أن تذهب وترآها.
لم يمد طويلاً وجاءت نعمه راكضه ، لتنتفض ورد مكانها ما ان لمحت تعابير وجهها القلقه لتهتف نعمه وهي تلهث بفزع :-
خديجه وأخذت تلتقط انفاسها..
وقع قلبها من صدرها وتجلى الخوف بعينيها وهي تقول :-
مالها خديجه بنتي فين يا نعمه ؟
تقهقرت نعمه للخلف واستندت على الجدار قائله بتلعثم :-
خديجه مش موجوده في أي مكان!
صمت عم المكان تحاول أستيعاب تلك الجملة التي يأبى روعها تصديقها بتاتاً وأنتبهت لذاتها لتهمس بجنون وهي تدفع نعمه من أمامها وتركض گ المجنونه للأسفل :-
يعني ايه بنتي مش موجوده أنتِ اتجننتي اوعي من قدامي هتكون فين اكيد هنا.
خرج الجميع على صوتها.، سرعاً ما شاركوها البحث عن خديجه تلك الطفله المحببه لقلب الجميع.
دارت بكل ركن وزاويه بالشركه في البحث عنها دون فائدة والجميع معها وأخيراً سارت بالطريق تبحث عنها تشبه أمراه قد فقدت عقلها وتسير دون وجهه.
جثت على ركبتيها ما ان فقدت الأمل صارخة بصوتاً عال رج الارض رجاً لصراخ روحها المذبوحه “خديجه”
بكت في قهر بكاء يدمي القلب ، لتقترب نعمه هامسه بشفقه على حالها وهي تربت على كتفها :-
متقلقيش هترجع دلوقتي دي روحها فيكِ يعني هتكون فين ؟أكيد هترجع؟
صرخة عالية “ااااااااه” كل ما صدرت منها ، لتضم نعمه رأسها لصدرها ويتدفق الدمع من عيناها بغزارة لحالها وقلقها.
# والله هترجع ان شآءالله اكيد هي هنا او هنا ادعيلها.
همست ورد بوهن وهي تحاول الثبات وقد أثارها الدوار والوهن وظلت تغلق وتفتح بعينها وهي تهمس :-
يا رب يا من لا تضيع عنده وديعه استودعتك بنتي ، استودعتك بنتي يارب ، ياررررب”
سواد حالك عم المكان وأغشى عيناها ولكن كان يحيطه وجه خديجه الباسم متلالا وسقطت رأسها بين ذراعي نعمه التي صرخت بدورها ، ليتجمهر الناس حولها لينقلوا جسدها المسجي عند باب شركتها الصغيرة والجميع يغلفه الحزن والبكاء.،
رمشت بوهن ما ان لامس وجهها تناثرات الماء التي تنثرها نعمه بقلق بالغ ، ففتحت عينيها بهزل تبحث وسط الوجوة عن حياتها الضائعه أنتفضت مسرعه وهي تقول :-
بنتي فين خديجه فين ؟
تمسكت بها نعمه تحاول مساندتها قدر الأمكان إلا أنها ابعدت يدها واتجهت تترنح من أثر الدوار لتستقل سيارة أجرة.
ما ان قفزت لذهنها تلك الفكره أيمكن ان تكون ذهبت عند لمار او والدها ولكن منذ متي تذهب وحدها ؟
بلا أنها ذهبت انها بخير بخير وبخير ، كانت ترددها مراراً وتكراراً تحاول أقناع واطمئنان،ذاتها وقذف تلك الأفكار السيئه بعرض الحائط.
جاءها اتصال من رقماً غير مسجل لترد بلهفه :-
الوو خديجه.
اتسعت عينيها وفغر فاهها وقع قلبها طريحاً وذبحت روحها ما ان تناهى لمسامعها صوت رجلاً يقول بصوتاً أجش غليظ :-
اسمعيني كويس مفيش داعي تدوري على بنتك أبداً وكمان أنسيها أعتبريها في عداد الموتى إلا.
وصمت لتصرخ هي بإنهيار وهي تمسك الهاتف :-
بنتي معملتش حاجه سيبها موتني بس سيبها حرام عليك حسبي الله ونعم الوكيل اياك تأزيها اقسم بالله اشرب من دمك بنفسي.
صوت ضحكاته الساخره ارعد جسدها لترتجف وتتدفق الدموع من عينيها گ أنها أمطار غزيره او فيضان.
همس بسخط :-
هقفل بس اي كلمة او بلاغ عن اختطاف بنتك وقتها اقري عليها الفاتحه هسيبك دلوقتي ولينا مكالمه تاني اقولك فيها الللي عاوزه.
كانت كمن حقا فقد روحة گأن الدم قد تسرب من اوردتها بوجهها الشاحب وعينيها الحمراء من أثر البكاء وروحها التي تصرخ بلا هواده ودون انقطاع فكيف تداوي شظايا روحها وارجاع قلبها لمكانه.
صوت السائق الذي صاح بها وهو يركن دليل على وصولهما لتعطيه الأجرة وتترجل بآليه تكاد قدميها ان يحملها بجهد عظيم منها.
دارت عيناها بالمكان بتيهه وأخيراً تمالكت ذاتها ودلفت للداخل تسير بؤيدة ، لا تري أمامها بذات الغشاوه المكبله عينيها بالدموع لتنصدم بأحد وكادت بالسقوط ليتلقفها بين ذراعيه ناظراً لها بزعر وقال وهو يعدلها برفق :-
ورد مالك في ايه خديجه كويسه مالك شكلك تعبانه تعالي.
لم تعقب وأنما سارت كما أجلسها ، أهداها كوباً من العصير الذي اسرع لجلبه و وقفت تالا وهاله وسمر وعائشه ومكه بقلق بالغ لا يدرون ما يجري.
كانت تتطلع بالمكان بصمت على امل ان تظهر أبنتها او ياتيها صوتها لتطمئن قليلاً فقط انها فلذة كبدها ومن ذا قد يشعر بفؤادها الذبيح؟ الذي يأن ويصرخ في ان واحد.
عنوه عنها جعلها تشرب العصير بقلقا لحالتها المزريه وهمس وهو يتمعن بها :-
فين خديجه ؟
خديجه هل ستكون هناك خديجة ؟ هل ستعود لأحضانها لتؤنسها وحدتها وتشاركها ضحكاتها وحزنها اين هي يا تري وماذا يفعلوا بها؟ اكيد أنها تموت رعباً الآن.
همست هاله بقلق وهي تضع يدها على كتفها لتنتبه لها :-
مالك يا ورد فيكِ ايه ؟
تطلعت بها بتيهه وازدردت ريقها قائله بثبات عجيب :-
انا تمام مفيش حاجه وخديجه تمام مع نعمه بس كنت قريبه منكم هنا فقولت أجي بس.
همس عمرو بشك :- متأكده ؟ انتِ كويسه بجد
أكتفت بأماءه من رأسها ، ليهمس هو بنفسه :-
ولكن ذاك القلب ليس بخير أنه يميتتي حياً بذاك الشعور القاتل أشعر ان تلك الحياه تحولت لجحيم لا معني لي بها لماذا انا لست بخير ؟
استأذنت ورد مغادره بعد جهد عظيم بعدما تركوها ، لتتجه لأحداً تستطلع رقم الهاتف الذي أكد لها ان هذا الرقم غير موجود نهائياً.
جاءها اتصال من نعمه تحسها على القدوم باسرع ما يمكن.
فتوجهت على عجل متمنيه ان تري خديجه ولكن خاب ظنها.
ما ان رآت نعمه التي ركضت تجاهها صائحه :-
تعالي لازم تشوفي الفيديو دا.
وجذبتها من يدها لداخل السوبر ماركت الذي ما ان علم صاحبه بأختفاء خديجه تلك الصغيره التي كانت. تأتيه وتجعله يضحك من قلبه فقد كان رجلاً كبيراً بالعمر على حداً ما ها هو يكبله الحزن والقهر ، شرع في تشغيل الحاسوب لـ ورد الذي رآت أمراءة تتصنع الوقوع لتسرع خديجه إليها بقلق تحاول أن تفعل اي شئ إلا انها وضعت فمها بمنديلاً ليغمي عليها وحملتها على كتفها كأنها نائمه وهي تتلفت حولها وقد كانت سياره عن كثب منها جداً استقلت واندفعت مسرعه. “خلف السوبر ماركت برواق ضيق يفصل ما بين السوبر والشركة”
هتف الرجل العجوز بقهر :-
سامحيني يا بنتي يا رتني كنت تطلعت وقفت لحد ما اتاكد انها وصلتلك.
وطأطأ رأسه اسفاً لتهز ورد رأسها نفياً وهي تهمس بتيه:-
لا أنت ملكش ذنب دا كله ذنبي أنا.
ربتت نعمه على كتفها بحزن ، وهي تبكي بصمت.
فأستطرد الرجل هامساً :-
دا دليل تروحي بيه القسم عشان يحاولوا يلاقوها وهترجع والله هترجع يا بنتي اطمنتي بنتك في رعاية الله.
أبتسمت ورد ببريق الأمل بعينيها ، ليسود الصمت وهي منشغلة الفكر إلا ان تذكرت تلك القضيه وذاك الرجل بالأخص الذي ههدها “أحمد محمد” حملقت بصدمه وهي تندفع للخارج مسرعه ركضاً تنصطدم في كل من يقابلها وهي لا تري أمامها من شدة خوفها واضطرابها
🍃”رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِين”🍃
دفعت ورد الباب للخلف ، وخلفها يصيح مدير أعمال ذاك الرجل يحاول أيقافها ، لينتفض أحمد مزهولاً من دخولها وحالتها المذريه تلك .
# فين بنتي ؟ عملت فيها ايه ؟
قالتها وهي تهجم عليه تمسكه من قميصه بقسوه وعنف وأعين لا تبشر بخير تكاد حرقه مكانه.
قطب حاجبيه بتعجب ، دون محاوله منه ان يبعد يدها او يدافع عن نفسه بلا اشار لمدير أعماله بالمغادره لينصاع لأمره ويخرج غالقاً الباب خلفه ، عاود نظرة إليها ورق قلبه لـحالتها تلك ودموعها وهمس دون فهم :-
بنت مين ؟ وفين ازاي يعني؟ وتقصدي ايه بعملت فيها ايه ؟ بجد أنا مش فاهم حاجه ؟!
ضغطت بعنف جذبه من قميصه واظافرها طالت رقبته لتجرحه وهي تصرخ بجنون :-
يعني ايه مش فاهم حاجه ؟ ليه بنتي عملتلك أيه ؟ ايه ذنبها طيب ؟ ليه تحرق قلبي كدا حرام عليك.
عن ماذا تتحدث هو لا يدري ولم كل تلك التهم فأمسك يدها بغضباً شع من عينيه ودفعهم بعيداً وهو يصرخ بها :-
أنتِ مجنونه يا ست أنتِ بنت مين وعملت ايه.
همت بالصراخ ليرفع سبابته بوجهها محذراً :-
كلمة ذياده واقسم بربي ارميكي من الشركه كفايه اهانه بقا وانا سكتلك كفايه بجد لحد هنا.
تدفق الدمع من عينيها وهي تحدق به صارخه وعادة لمسكه مرة آخري من مقدمة قميصه :-
كفايه كفايه أيه ؟ فين بنتي يا مجرم! انت هددتني اه بس إلا بنتي.
أنزلت يديها عنه منكسره مقهوره تشعر ان روحها تنسحب ببطئ شديد ولا تدري كيف تنقذ ذاتها ولا بمن تستغيث :-
رجعلي بنتي دي كل اللي ليا في الدنيا هسيب القضيه ولو عايز اسيب شغلي كله هسيبه صدقني ، انا مكنتش اعرف انك هتنفذ تهديدك وتاخد بنتي مني رجعلي قولي هي فين وطمن قلبي.
ساد الصمت فجأة إلا من شهقاتها ، أما هو حاول ان يستوعب ما قالته خاطف ؟ ومن أبنتها ؟ ألهذه الدرجه تظن به سوءً ؟! أهذه هي حقاً الفتاه الشجاعه العنيده حادة الطبع التي لا يكسرها أحد ولا يهزمها ولا يهمها أحد يا الله من ذاك الزمان.
بهدوء شديد همس بإنتباه :-
خطف ؟ خطف ايه انا يوم ما هددتك كان مجرد كلام ممكن اوقع شغلك اخسرك لكن خطف انا مستحيل اعمل كدا.
دارت الدنيا بها وهي لا تسمع ما يقوله هي في عالم آخر تائهه خائفة همست بصوتاً موجوعاً من صميم القلب بهدؤء :-
عشان خاطري رجعلي بنتي صدقني هي مش ذنبها حاجه طب موتني او أقتلني بس بنتي لا الله يخليك رجعهالي رجعلي روحي.
قالت تلك الجمله وهي تنكب لتلثم يده ، ليبعد هو يده بزهول وهو يقول بتأثر :- والله العظيم ما اعرف بنتك فين احلفلك بـ ايه ان يوم تهديدي كان كلام بس لقلقي على أخويا.
صرخة بكل ما اوتيت من قوه وهي تجثي على ركبتيها لينزل هو بمستواها بدموع ، رفعت رأسها متطلعه به هامسه وهي تقاوم الأغماء وترمش بعينيها :-
أنا عايزة خديجه عايزه بنتي ااااه يا بنتي أنتِ فين.
بحنان همس بدموع :-
طب أحكيلي كل اللي حصل بالتفصيل باذن الله هنلاقي حل وهنرجعها خلي ثقتك في الله.
تطلعت به هامسه بوهن :-
يا ررررررب.
وارتخت رأسها على صدره ليصرخ بإسمها وهو يحملها رافعاً أيها بين ذراعيه لم يستطع أن يحملها فقد تثور عليه مرة آخري فنادي بصوتاً عال لمدير أعماله وأرسل لأخته التي جاءت فوراً وساندتها علي الأريكه همت بإن تستفسر عن مجيئها لكن نظرة واحده منه كانت كفيله بإسكاتها ويسرع بأحضار الطبيب وعاد هو جالساً بجوارها قلقاً وهو منشغل الفكر بأبنتها.
لم يمد طويلاً وجاء الطبيب ليفحصها مؤكداً له أنها بخير فقط ضغط واطي وحالة انهيار وتحتاج لراحه علق لها محاليل واهداه الورق المدون بها العلاج وغادر ، ليظل هو بجانبها قلقاً ساعات وساعات تمر دون أن تفيق كأنها أستسلمت لأحلامها لعل بها أبنتها ؟
ها هي تفتح عينيها ببطئ هامسه :-
خديجه ؟
فتحت عينيها تستطلع المكان إلا أن أبصرته لتنتفض فزعاً جالسه وهي تتطلع حولها وبه :-
أيه اللي حصل؟
# أغمي عليكِ وجبتلك دكتور ولازمك راحة تامه وإلا.
لم يكمل باقي جملته لتقاطعه هي قائله بحسره وخوف :-
راحة ؟ هي فين الراحه وبنتي مش قدام عيني ؟
أبتسم بهدوء قائلاً :- لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
لازم ترتاحي عشان تفكري هتعملي ايه وترجعي بنتك وأنا معاكِ وباءذن الله هنلقيها لازم تصبري وتحمدي ربنا وان شاء الله هترجع أبشري ، حالياً تعالي اوصلك البيت تستريحي.
معه حق يجب ان تفكر جيداً لتصل للحل المناسب وتدرك ما عليها فعله لكن ما يسير شكها هل هو حقاً صادق ذاك الرجل ؟
أم هو فقط يحاول تشتيتها ؟
ماذا لو هو الخاطف حقاً فهل تثق به ؟
أنتبهت من شرودها على قوله :-
أكيد بتفكري ياتري تثقي فيا ولا لا “نظرة له بصدمه ليبتسم مكملاً:-
أنا مش قتال قتله مش طفله صغيره الأزيها موصلتش لكدا ولا عمري أفكر بكدا فـ اطمني رجاءً وثقي فيا بس.
أكتفت بـ أماءه بسيطه من رأسها وتساندت على نفسها لتغادر، ليصر هو على توصيلها حتى تصل بـ أمان وتخضع هي لأصراره بعدما طمأنها أن تعامله گ سائق أجره قد أستقلت معه السياره.
كان الطريق طويلاً باهتاً على قلبها موحش للغايه كان يخيم الصمت عليهم إلا من نحيبها وذاك الألم الذي يعصر قلبها فـ هي هادئه لكن بداخلها صراعاً مخيف.
فاقت من شرودها على ايقاف السياره ليستدير هو لها متسائلاً بأهتمام :-
ممكن تقولي كل اللي حصل بالتفصيل ؟
نظرت له لثوان قبل ان تقص عليه جل ما حصل بصوتاً نمى عن ألماً دفين.
أحتد غضبه وهو ينظر أمامه ما أن ألقت على مسامعه ما حصل.
كانت تجلس بالخلف أما هو امام عجلة القياده طال صمته لتستحثه قائله بقلق من معالم وجهه التي تبدلت :-
مالك في حاجه ؟ أنت قدرت تعرف حاجه؟
لاحت له ذكره خديجه حينما رآها لقد رآها مرة واحده وكم أحبها حقاً فهي بريئه وطيبه للغايه لديها روحاً مرحه ورجاحة عجل لطيفه.
همس بألم وهو يستند بمرفقه علي النافذة متطلعاً من خلفها :-
ادعي بس أن يكونوا اللي خطفوها بس عايزين فلوس دي حاجه أمرها سهل.
كلماته گخنجر غرس بفؤادها واسهم اخترقت قلبها وتمتمت بخوف وهي تذدرد ريقها :-
تقصد أيه ؟
تعلقت عينيها به تترقب ما سيقول بخوف ، ليقول بحده ارجفتها وهو يلكم عجلة القياده :-
يعني أدعي ميكونوش من اللي ببسرقوا الأعضاء فهمتي ؟
بكاء حاد بحرقه وشهقات من قلباً يحترق كان كل ما سمعه منها ليشعر بمدي قسوة كلماته بهدوء هتف :-
متبكيش ان شآء الله خير هخلي رجاله تبحث عنها في كل مكان انا هتصرف بس دلوقتي اطلعي استريحي.
ترجلت من سيارته دون كلمه مندفعه للأعلى تسبقها دموعها الحارقه فما ان وطأت قدماها الشقه وشعرت بجفاء غريب بها كأنها هي الآخري قد فقدت حياتها !
صرخت وهي تسد اذنيها وتغمض عينيها بعنف وتسقط أرضاً حينما تناهي لمسامعها صوت خديجه كلماتهم وضحكاتها وصوتها جلجلتها في البيت التي كانت تعطيه الحياه وأخيراً رؤيتها امامها بأبتسامة تنير وتشرق وجهها.
فـ أخذت في البكاء عالياً ونهضت لتصلي وتبكي وتبث شجواها للرحمن الرحيم ، كان بكاءها حقاً مؤلم إذ أنه يعصر فؤادها الموقد به ناراً لا تخمد قلق وخوف و وجع يتملك بأوصالها ومستحوذ فؤاها.
رفعت كفيها أمام وجهها متضرعه وهي تدعي خالقها بعجز تام وتضرع وخشوع وتبث له ما بجعبتها.
صدقه ! قفذت تلك الكلمه بذهنها كما هي حقاً تستحق ما يجري لها، كيف لها ان تنسى امراً كهذا كيف ؟
لقد أخذ عملها جل وقتها لتتناسي صدقتها الشهرية لا سيما انها تعيل أحدي العائلات الفقيره والتي منهم من يحتاج لأدوية يا الله كيف نسيت ذلك يارررب..
كفكفت دموعها وهي تنهض على عجل جاذبه حقيبتها مسرعه بطريقها لتخرج “صدقه” ولكن أكثرت تلك المره بجل ما تملكه إلا ما يخص العمل ، وكم كانت فرحتها وهي تري تلك البسمه علي وجوه المرء والأطفال.
أبتسمت مطمئنة رافعه نظرها للرحمن تطلب منه العفو فقد حقاً تأخرت كثيراً عن تلك العائله ولولا حضورها لكانت ماتت تلك العجوز لعدم تناولها الدواء لتسرع ورد باحضاره وبمجيئ ما يلزمهم وتعطيهم ما يحتاجوا من مال طالبه منهم الدعاء لأبنتها ان تعود سالمه ، أخذت وقتاً وهي تدور هنا وهناك على مستشفيات ودار أيتام وجمعيات متبرعه فما سيلزمها المال هل ستأخذه معها عند موتها ؟ هل سينفعها عملها ؟ لا لن ينفعها سوا صدقه جاريه تنير قبرها المظلم.
اطمئنت وهدأت واستراحت وعادة للبيت ناظرة به ماذا سينفعها هو أيضاً كيف وكيف استطاعت ان تنسي كيف ظلت تستغفر وها هي تستودع بنتها لرب العالمين مطمئننه انه سيحفظها لها فقد استودعتها عند الأحد الصمد سيردها اكيد ذاك اختبار ستتحمله لا بأس سيزول حتماً.
🍃((اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، [في العالمين] إنك حميد مجيد))🍃
بغرفتاً ما يضيئها ضوءً خافت ليس بها أساس سوء كم مقعداً وأغلبهم لا يستحق الأستعمال للكسور ، الغبره تعم المكان كأنها لم تتنظف منذ شهور يتخلل زوايها العناكب كانت مجسيه خديجه على أحد المقاعد بأهمال بجوارها رجلاً بـ عمر الثلاثون فما فوق يجلس عاقداً ذراعية يشع الغضب والأجرام من وجهه وعلى الأرض يجلس آخر بذات عمره.
تململت خديجه وفتحت أعينها وهمت بالأعتدال جالسه فتنفزع لمرآي ذاك الرجل لتبحلق به قائله :-
عمو أنت مين ؟
جابت عينها المكان لتعاود النظر به هاتفه وهي ترفع كتفيها :-
وأنا فين فين ماما وبابا وخالتوا لمار ؟
نظر لها والشرر يتطاير من عينيه وبيده اليمنىٰ هبط بها بعنف علي المقعد الذي يجورها محاولةً منه لأخافتها وصاح بصوتاً عال يتغلفه والحده والسخط. :-
بقولك ايه كلام كتير مش عايز متصدعليش دماغي وضيعيلي البرشمتين اللي يلا ضاربهم فاهمه.
ظن أنه سيرعبها سيبث لقلبها الرعب ستبكي وتنزوي بأحد الأركان إلا أن خاب ظنه عندما مالت بجذعها نحوه متفرسة النظر به قائله بنبرة غير خائفه :-
لاااااا أنا مش فاهمه ، ودلوقتي تقولي فين ماما ؟
جز على أسنانه قائلاً من بينهم وهو يضغط على ذراعها بقسوه :-
بت متعصبنيش مش طفله زيك تعلي صوتها عليا.
أزاحت يده بعنف طفولي وهي تتمعن النظر به :-
لا مش هوطي صوتي أنا فين ؟
# مخطوفه وهتموتي قريب على أيديا خافي وكشي بقا ومسمعش صوت أمك ده ولا تصدعيني ؟
رمقته خديجه بغضب قائله :-
انا مش بخاف غير من ربنا عز وجل ماما قالتلي كدا وانا مش خايفه منك أنت اللي لازم تخاف مش أنا.
لوت فمها بطريقه طفوليه وهي تعقد ذراعيها لا تحيد عيناها عنه.
تعالت صوت ضحكاته الساخرة وهو يقترب يواجهها بوجهه قائلاً بغضب :-
أنا اللي أخاف واخاف ليه بقا واخاف من مين منك أنتِ؟
قاطعته مستغفره بصوتاً عال وهي تصيح :-
هو انت جاهل يا عمو .
كبح غضبه بصعوبه لـ تستطرد هي قائله :-
تخاف من ربنا مش مني انا.
قالتها وهي تشير لذاتها وأردفت قائله :-
ماما دايماً بتقولي أن في يوم للحساب وهنتحاسب على اعمالنا كلها لو اعمالك كويسه انت هتدخل الجنه لو لا يبقي النار ربنا يصرفها عنا يا عمو طب أنت تعرف ان احنا لو بس اتلسعنا بنتألم فـ ازاي النار؟ وهي دايمه وكمان أن لله وان اليه راجعون ارواحنا دي امانه متي شاء الله أخذها ماما قالتلي كدا عشان كدا أنت خاف من ربنا مش من حد تاني.
حدق بها مزهولاً وأخذا يقلب بكلماتها بقلبه وعقله أما الآخر فما ذادته إلا قسوه ليقف صائحاً بصوتاً ارعبها حقاً :-
اسكتي خالص وتكتمي وصوتك دا ميطلعش نهائى بدال والله أحبسك في اوضه ضلمه لوحدك.
ضمت خديجه قدميها إلي صدرها بخوف ليس من كلماته وأنما لنظراته لوجهه لشكله فنظرت له وهمست بصوتاً مسموع :-
خالتوا لمار دلوقتي تيجي وهتموتكم كلكم.
كز على أسنانه قائلاً وهو يتوجه نحوها صارخاً :-
أنتِ أيه مبتسمعيش بقولك متصدعناش ولمار مين دي كمان تيجي بس وهيبقي أخر يوم ليها زيك كدا هتموتي وهتدفني هنا.
وقفت خديجه على المقعد وهي تقول :-
مش هموت غير لما ربنا يأذن ومش هسكت وانا مش خايفه منك.
# وانا هخليكِ تخافي.
قالها وهو يرفع يده ليصفعها ، لتغط خديجه وجهها بكفيها وهي تشهق ، ولكن لم تشعر بشئ لتزيح أصابعها مستطلعه الأمر فتجد الآخر ممسك بيده من قبضة من فولاذ وهو يقف أمامها يوليها ظهره يقف بوجه الآخر.
هدأ الشاب وجلس جميعهم ، فجأة صوت بكاء زال الصمت فلم تكن إلا هي.
ليشير لها الرجال الجالس بجانبها بتأفف :-
شكلك هتخلينا نستعمل معاكِ طريقه مش هتحبيها خالص بتبكِ ليه حد جه جنبك ولا انتِ اللي من لما قعدتي بتدينا حكم ومواعظ لقلوب مش قلوب أصلاً عشان نفهم.
صمتت ملياً قبل أن تقول :-
أنا عايزه اتؤضا أصلي.
حدق الرجل بها مزهولاً أتلك الطفله تصلي ربما ولكن لماذا تصر ان تصلي وهي مخطوفه هكذا إلا تخشىٰ أصلاتها أهم ؟ ربما لا يهم.
أشار لها بيده على المرحاض :-
الحمام اهو روحي اتؤضي.
تبهج وجهها وهي تنهض بلهفه متوجهه للؤضؤ.، بينما صاح الآخر بزميله :-
انت ازاي تسيبها تقوم…
قاطعه قائلاً :- دي طفله طفله مستحيل تعرف تهرب ولحد الباشا مايجي ويقولنا نعمل ايه نسيبها وبلاش وجع دماغ احنا في غنى عنه.
قالها وهو يشير لرأسه ، ثوانً وخرجت خديجه لتسئله عن القبله وتصلي كانت خاشعه صوتها عذباً ، تلت ما تحفظ من آيات العذاب كأنها تعطي لهم دون وعي اشارة ما ، أنهت صلاتها وقالت اذكارها ونهضت لتعود الجلوس حيث كانت وتطلعت به قائلة ببراءة :-
عموو “نظر لها لتردف قائلة” ممكن تحكيلي قصه من الصحابه ؟
# من أيه ؟
قالها دون فهم وهو يعقد حاجبية.
لتضرب هي جبينها بيأس قائله بحسرة :-
أنت مش هتعرف “وبحماس قالت” يبقي احكيلك انا وامري لله.
صمتت قليلاً وتسألت ببراءة :-
عمو هو انت ليه مصلتش ؟
نظر لها دون أن ينبث بكلمه لا يدري ما يقوله أيخبرها أنه ابعد ما يكون عن الصلاة ليهمس أخيراً ما ان لوحت بيدها امام وجهه :-
مبصليش ؟
شهقت خديجه وهي تضع كفها على فمها بصدمه وتحملق به لتهتف قائله :- حرام يا عمو انت كبير وهتتحاسب طب تعرف أننا لما نموت أن هنتسئل عن الصلاة اول حاجه.
صمتت وهو يتطلع بها فقط ، لتقول بتذكر :-
أنت أسمك أيه ؟
# صابر.
همس بها بتلقائيه وهو يتحدث بأريحيه معها.
حرقت خديجه ذراعيه قائله ببراءه :-
صابر الله اسمك حلو يا عمو جاي من الصبر ، لو شلنا الالف هتكون صبر ، انت عيالك مخطوفين زيي.
حدق قائلاً بزعر :-
بعد الشر على عيالي ربنا يحفظهم.
نكست خديجه رأسها هاتفه بتمني :-
اسئل الله ان يحفظهم ليك ويكونوا ذرية صالحة ليك..
ثم صمتت كأنها تتذكر شئئاً ما ، ليقول هو بتعجب :-
أنتِ جايبه الكلام دا كله منين دا انتِ رغايه .
هزت رأسها نفياً :-
أنا مش رغاية خالص جايبه الكلام منين من ماما ودلوقتي بس عشان هستغفر.
# هتعملي أيه ؟
قالها بحده ، لتهمس هي بخفوت :-
وطي صوتك عشان الغول ده ميسمعناش.
قطب حاجبيه متسائلاً بغباء :-
مين الغول ده ؟
اشارة بيدها لصديقه بتذمر ونظرة له قائله :-
انا هستغفر فمتتكلمش تاني.
ظلت خديجه تستغفر وهو يرمقها بزهول وتعجب في آن واحد والآخر يدخن سيجار
🍃((اللهم أحيني على سنة نبيك وتوفني على ملته، وأعذني من مضلات الفتن))🍃
ملقاه على أرض صلبه شاحبة الوجه گ شحوب الموتىٰ جسدها هشاً للغاية تنتفض من شدة البرد القارص لها كم يوم دون طعامٍ وشراب ، تشعر بروحها تنسحب ببطيئ ومع ذلك تبدو قوية أن دلف إليها أحد ، كانت قلقه وأضنىٰ قلبها السهد ، هناك غصة تخنقها من ذاك الحلم الذي ذارها تري فتاة تناديها مستنجده بها تطلب أحتواءها صوت خديجه أيضاً أسماء ولكن صوت أخر لا تعلم هوايته بعد.
تناهىٰ لمسامعها صهيل جواد يرج الأرض رجاً وصوت يزأر ويصرخ گ هزيم الرعد ضجة وحركات غير اعتياديه قتال يدور بالخارج ولكن ما الذي يحصل بالخارج ، أستندت على الحائط وهي تنهض مقتربه من الباب تحاول بجهد فتحه ، تراجعت للخلف ما أن أنفتح بعنف ليطالعها شاباً ملثم فوق جواد أسود اللون ، لم يكن هناك وقت لتحديقها به لذا ودون كلمه أنكفأ عليها يحملها لتجلس أمامه وهو يحاول تفادي اطلاق النار ، انطلق الجواد بهم ولكن كان الظلام لا يجعلهم يرون حتى اصابع يديهم لذا ضل الطريق.
أحس أخيراً ببطئ حركة جواده ليتلمسه فيعلم انه قد أنصاب.
فأنزلها دون كلمه وسحبها ركضاً خلفه ، وقفت حينما تعثرت بأحدي الأحجار لتسقط مستنده على كفيها وتهمس بوهن :-
كفايه مش قادره مش هقدر أكمل ؟
نظر بالمكان يحاول أيجاد مكان مناسب لجلوسهم قليلاً لذا ساندها على الوقوف وسار بها قليلاً نحو صخرة كبيرة ليسندها عليها ، وبحث عن بعض الأخشاب ليشعل بها النار ولحسن حظه قد وجد مما ادي ليرها جيداً منهكه متعبه شاحبة يحيط عينيها هالات سوداء هناك أثاراً لجروح أيضاً جز علي أسنانه يحاول كبح غضبه وهو يقبض راحته .
عم الهدوء المكان قاطعته هي قائله بإهتمام :-
أنت مين ؟ وليه أنقذتني ؟
نظر قليلاً دون كلام ليهمس بتوتر وهو يحاول قدر الإمكان لأخرج صوته :-
أنا مين فـ فاعل خير ، ليه أنقذتك لأني مبحبش أشوف مظلوم بيعاني.
أعتدلت بحلستها للأمام ناظره بتمعن به وقالت :-
اممممم تمام. على العموم شكراً.
هز رأسه فقط وشاح بوجهه عنها قائلاً :-
تقدري نكمل دلوقتي ؟
رياح شديدة وعاصفه هلت هي من أجابة عنها لتنطفئ النار فوراً ويذداد الجو بروده لتهمس هي برضي :-
الحمد لله حفظك يارب.
كانت الريح قويه تقلع كل ما يقابلها لذا اضطر بالأقتراب منها جالساً أمامها بعرضه گحاجر لتلك الرياح والأتربه.
ضمت ذراعيها علي نفسها وهي تحاول الصمود.
ليمسك هو كفها بين راحته بحنو قائلاً :-
قومي بسرعه.
اؤمأت برأسها وهي تنهض منصاعه له وذاك الأمان يتغلل بفؤادها تدريجياً سار بها قليلاً حتي أنزوا إلي مكان يشبه الكهف فـ جلسا بصمت تام حتي غلبها النوم بعدما جفاءها اليالي التي كانت بقبضتهم أيمكن هذا بسبب ذاك الأمان ربما لما لا أنه شعور مميز الأمان الراحه الأطمئنان السكينه فغطت بالنوم براحه حتي سمع غطيطها ليبتسم حامداً ربه.
🍃((أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه))🍃
خلف المشفي تقف السيارة بجانبًا مظلم بعيداً عن الأعين إذ أنه مكان خالي أيضًا نسبيًا.
تضم لمار بحنو أسماء تحسها على الذهاب تطمئنها.
لمار بحنو وهي تربت على ظهرها :-
أنزلي وتكلمي معاهم بهدوء واحنا هنقتحم.
رفعت اسماء رأسها بدموع وهزت رأسها رفضاً :-
لا مستحيل أروح.
ضمت لمار وجهها وازاحت دمزعها قائلة بهدوء :-
هتخافي ومامتك جنبك ؟ هل لو في واحد في الميه خطوره على حياتك انا هخاطر بيكِ أنا جنبك.
تدخل حذيفة وهو يستدير لهم بجذعه قائلاً :-
ايه يا حجه جنبها جنبها هو انا كيس جوافة قاعد.
نظر لأسماء قائلاً بصدق وهو ينظر بعمق عينيها :-
أنتِ بتثقي فيا ؟
لم ترد ليعيد هو سائله بحده :-
بتثقي ولا لا جوبيني؟!
هزت رأسها بالأيجاب ليبتسم قائلاً بحنو :-
اسماء القوية هتنقذ الأطفال والناس دي وأنا جنبك هفديكِ بروحي فأطمني يلا!
كفكفت دموعها مبتسمة ليترجل هو فاتحاً الباب لها.
لتهبط تكلم معها يبث لها الأمان ويمدها بالشجاعة التي زادتها ثقه بنفسها ومضت ناحية المشفي.
ليتملك القلق بلال وحذيفة والجميع سرعاً ما اهدت لهم لمار اشارة بالتحرك داخل المشفي وأخذ امكان قريبه منها.
دلفت اسماء لهم ليقفوا مرحبين بها كأنهم قد وجدوا غنيمة فزين لهم ان تعمل معهم وهكذا عمتها واخوها واقاربها يكونوا تحت رهن اشارتهم.
جلست ليتكلم أحداً منهم قائلاً :-
مبسوط أنك عرفتي تختاري صح هتلعبي بالفلوس لعب ولا مين شاف ولا مين دري احنا بس بناخد ياما كلية او كبد بمعني اثناء اي عمليه بنسرق عضو.
ظلت اسماء تجريهم بالحديث كانت تستلق السمع له لمار حينما وضعت جهاز تنصت بحيبتها دون علمها حتي لا تخف.
دقائق وكانت الغرفه يحيطها الشرطة من كل جانب
ودارت حرب كانت مدمونه نصر لمار .
ولكن على حين غرة انتشل احد الرجال سلاح وجذب اسماء من عنقها موجهاً فوهة السلاح برأسها.
وقال بصوتاً أجش صارم :-
ارموا اسلحتكم يلا وتحركوا على جنب.
جز حذبفة علي اسنانه بغضب والقلق ينهش قلبه وهو يرآه يخرج بها طالعاً بظهره.
فجأة أنقض بلال عليه من الخلف محرراً أسماء ويهجم عليه بغل وكل ما يسيطر علية دموعها وامسكه لها.
ابعده انس من فوقه لينتبه لذاته وهو يسبه بأفظع الألفاظ ويقترب منها دون وعي قائلا بلهفه :-
أنتِ كويسه هو عملك حاجه يا حبيبتي ؟
تعلقت الأعين به بزهول وخاصةً اسماء التي تمنت ان ما رآته بعينه ليس سوء وهم فنظرت له بصمت.
أنتبه لذاته وأحس الآن بما قاله ليتنحنح بحرج قائلا بوجع :-
أنت بمقام اختي عشان كدا.
ابتسمت اسماء له شاكرة بينما أعين حذيفه تكاد حرقة أما لمار فدخلت بحرباً مع ذاتها تمنت ان ما احسته الآن كذبه ، ابتعد بلال ما كاد ان بستدير ليري ذاك الرجل امسك بالسلاح نحوها ليركض واقفاً امامها وتأتيه الرصاصه بقدمه لتتلقفه هي وهي تقع معه أرضاً.
ياتري من الذي خطف خديجه أهو احمد محمد أم تلك الجماعة التي وقعت معها اسماء ؟
من الذي انقذ وعد ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى