روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الرابع والأربعون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الرابع والأربعون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الرابعة والأربعون

#الفصل الثامن
# دموع العاشقين
أستيقظت ورد بوجهاً بشوش متطلعه لأبنتها التي تصلي.
رفرف فؤادها عالياً بفرحة ، وبنفساً حامده شاكره رفعت عينيها لتحمده علي تلك النعمه التي رزقها بها ، ولكن ما تلك القبضه؟
ما به فؤادها ما تلك النغزه القويه به التي كادت أن نميتها.
أستحوذ الخوف والقلق ثنايا فؤادها ، وأنهمرت دموعها وعيناها ثابتها علي أبنتها حتي فرغت من صلاتها.،لتدنو منها معتصرها بداخله ، وفؤادها يحادث رب الأرباب أن يحفظها لها ، أبتعدت ديجا لتزيح دموعها بيدها الصغيره ، ورفعت يد والدتها لتقبلها بنهمٍ شديد ،وتطلعت بها هامسه:-
ماما أنا بحبك أوي.
ورفعت ذراعيها لتعانقها ، مغمضة العينين حيث الدفئ والأمان وسكينة الروح وسعادة نفسها وأنشراح فؤادها.
ثم ابتعدت متطلعه بها هامسه ببراءه :-
ماما ممكن تقولي لخالتوا لمار أني بحبها أوي.
أنهمرت دموع ورد رغماً عنها مستشعرة أن هناك شيئاً سيئ.
وضمت وجهها بكلتا يديها هامسه :-
حبيبتي احنا هنروح للمار وقوليلها كدا ماشي.
أبتسمت خديجه ابتسامة ذادت من أشراق وجهها برضي وهمست ببراءه :-
ماما أنا عايزه أكلم وعد! ممكن أكلمها ؟
ظلت دموعها عالقه بمقلتيها وهي تؤمأ لها بإبتسامه عكس ما بداخلها كادت أن تجذب الهاتف ، فتمسكت “خديجه” يدها مانعه أيها من ألتقاته قائله :-
لا يا ماما صلي الأول.
ربتت ورد علي رأسها بإمتنان ونهضت لتتؤضأ وصلت.
وما أن فرغت حتي نهضت لكي تاتي بالهاتف، لتمنعها خديجه وتمسك بيدها لتجلسها وتأتي لها بالهاتف وتناوله لها.
نقرت بأصبعها عدة مرات ورفعت الهاتف علي أذنها الذي لم يمد طويلاً رنينه وجاءها صوت وعد قائله بلهفه :-
السلام عليكم.
ردت ورد السلام وسألتها عن صحتها وحالتها وأطمئنت وأخبرتها أن خديجه تريد محادثتها ، ففرحت وعد وأستعجلتها.
تناولت خديجه الهاتف رافعته علي أذنها ،ليأتيها صوت وعد قائله:-
السلام عليكم ديجا يا قلبي عامله ايه طمنيني عنك.
بنفساً متلهفه ،وعينان تتوقان لرؤياها هتفت خديجه :-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.، الحمد لله ،وعد أنتِ وحشتيني أوي.
أبتسمت وعد قائله بجديه :-
وأنتِ كمان وحشتيني يا ديجا.
تمسكت بالهاتف جيداً ، وأقتربت من النافذه وهمست :-
أنتِ قربتي تيجي؟ أنا عايزه أشوفك.
صمتت وعد ملياً وقالت :-
وأنتِ كمان وحشتيني قربت وهرجع قريب وهفضل معاكِ لحد ما تزهقي مني.
بتلقائية صاحت ديجا :-
أنا مش بزهق منك اوي ، وتعالي بسرعه علشان انا عاوزه أشوفك مش تتطولي ، وانا عايزه أقولك أني بحبك أوي ماشي .
همت وعد بالحديث ولكن انعقد لسانها علي قول ديجا :-
أنا عارفه بإنك لما بتزعقي وبتباني انك مش حلوه وأنك صعبه فأنتِ مش كدا ويا وعد تعالى بسرعه وإلا ممكن مش تشوفيني تاني.
أنقبض قلب ورد ، بينما ألقت خديجه عباراتها فسقطت تغزو قلب وعد بقلق شديد.
أغلقت معها بعد دقائق ، وأبدلا ملابسهم ومضوا إلي المنزل ،وصلا هنالك ولم تكن لمار موجوده ، فجلست ورد مع هاله وتالا ، وارتقت ديجا الدرج بهدوء ودون اصدار صوت ، تسللت علي أصابع قدميها لداخل الغرفه ،كان عمرو نائماً ، وقفت عند قدميه وداعبتها ليبعد قدمه بإنزعاج وهو يتقلب ليوليها ظهره،أقتربت جوار رأسه وبإظافرها صارت علي وجنته ، فتقلب علي ظهره وهو يزيح يديها ، لتكتم ضحكتها بكفها وهي تنحني مختئبه خفية أن يرأها.
وحينما تأكدت أنه ما زال نائماً حتي أستقامت بحذر ، ومدت يدها ببطئ ما كادت ان تمس وجنته حتي قبض علي معصمها فاتحاً عينيه لتصرخ هي بفزع…فما تمالك أن ضحك من أعماق قلبه وهو يرفعها ليضمها بفرحه يستنشقها بعشق.
ضمها بحضنه هامساً :- بتغلسي ليه بقا.
لوت فمها قائله وهي تضع يديها بجانبيها:-
لأنك نايم لدلوقتي.قوم عشان تصلي.
قبلها بمناغشه لتصيح هي وهي تتهيأ بالمغادره :-
أنا هنزل عند ماما وأنت صلي وتعال هستناك.
هبطت خديجه الدرج بروح مرحه لتدب الحياه بالدار ضحكاتها وحركتها ولهوها كان يخلق جو لا ينسي يترك أثراً بالقلوب.
علمت ان والدتها قد رحلت لعملها ، فمضت حيث الفتيات …
ذهبت إلي مكه من ثم إلي عائشه التي ظلوا يلهوو سوياً بمشاكسه.. ليرن هاتفه فيشرق وجهها فرحاً وهي تجذب الهاتف علي عجل
وتخرج للشرفه وتجيب بأبتسامة وحياء :-
وعليكم السلام الحمد لله أنا بخير وأنت.
ليأتيها صوت شاب قائلاً :-
الحمد لله ايه مكلمتيش أهلك.
هزت رأسها بأسف كانه يرآها وردت بحزن :-
لا لسه بس هكلمهم وأبلغك ودلوقتي سلام الحمد لله أني أطمنت عليك.
أغلقت معه بإبتسامة حالمه، وضمت الهاتف لفؤادها بأشتياق
# أنتِ بتكلمي مين ؟
قال تلك الجمله خديجه بتحذير.
لتستدير عائشه بدهشه قائله لها :- وحده صحبتي يلا نلعب سوا..
🌼”رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِين”🌼
تجلس ورد خلف مكتبها ، لا يشغل ذهنها سوا أبنتها ، قلقاً مستحوز فؤادها ودقات قلبها وجله متألمه ، طرقات علي الباب انتشالتها من تفكيرها لتأذن للطارق، لتدخل السكرتيره بقلق جلي علي وجهها أغلقت الباب خلفها وأقتربت منها قائله بتلعثم :-
ورد أحمد محمد بره الخصم ذات نفسه.
دب الزعر بأعين ورد بتوجس وأبتسمت بهدوء وهي تشير لها :- يتفضل طبعاً أهلاً وسهلاً بيه.
بدا الخوف علي وجه نعمه قائله :- بس يا ورد…
قطعاتها ورد مشيره بحده :- يدخل دلوقتي .
أنصاعت لأؤامرها وفتحت الباب مشيره له ، ليدلف شاب متوسط الطول رفيع الهيئة ولكن ذو ملامح صلبه حاده قويه.
ابتسم لها ملقياً السلام ، لترحب به ورد ملقية السلام ومشسرة له بالجلوس.
جلس وهو يضع شنطه أمامها وقال :-جييت عشان نتكلم سوا.
أنحنت قليلاً مستنده علي المكتب وبإستماته قالت. :- وأنا سمعاك أتفضل؟
صمت مليا قبل أن يقول وهو يقرب الحقيبه :-
الشنطه دي فيها مبلغ متحلميش بيه ومستعد اديكِ فوقهم واكتر بس تسيبي القضيه؟
أبتسمت ورد بهدوء قائله وهي ترمقه بنظره ساخره مستهينه :-
او كل ده فلوس كتير اوي عليا بس انا مش من النوع ده انا مبترشيش ، وأخوك مش هيطلع هيتعدم والبرئ هيأخد حقه.
قالتها وهي تدحجه بنظره وأثقه.
نظر لها بتمعن :- مبحبش اعيد كلامي وأتنازلت وجيت لحد عندك بنفسي خدي الفلوس وسيبي القضيه وأنسحبي…
قاطعته هاتفه وهي تنهض :- بتحلم…
اشارة له بيدها للباب :- شرفتني زيارتك.
وقف مرتدياً لنظارته جاذباّ حقيبته وقال بحمود :- أنا حذرتك وأنتِ الجانيه علي نفسك.
فتح الباب وهم بالخروج ليتوقف علي صوتها قائلاً :- شكرا انك اكدتلي ان اخوك هو المجرم نتقابل في المحكمه ومتنساش
تبقي تعيد الزياره. وأحمد ربنا أني مش هبلغ علي حكاية الرشوه دي…
ورفعت رأسها بكبرياء ونظره غاضبه
ألتفت وجحدها بنظره يتطاير منها شرار الغضب ورحل صافقاً الباب خلفه بقوه…
جلست وهي تزفر بإرتياح ، وطلبت نعمه لتأمرها علي عجل بإن تأتي ببعض الملفات ، ومن ثم خرجت بحثاً عن أدله…….
🌼”حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ”🌼
جلست مكه وعائشه وديجا علي الفراش يتسامرون بضحكاتٍ عالية من أعماق أفئدتهم ، لم تذهب أسماء إلي المستشفي بسبب حزنها الذي قد غلبها وغلف فؤادتا وأحاطه وأبي ان يتزحزح ، ينتزع فؤاده من صدرها ، تتعذب ويصرخ فؤادها وكأن البرق والرعد قائم به لا يخمد ، والنار المشتغله به لا تهدأ ولا تنطفئ ، جفت دموعها اما دموع القلب أبت ذالك ، فكانت تضحك ولكنها تحفي ما بفؤادها وما أصعبه من وجع هو ذلك أن تصبح حياة قلبك ظلماً لا حياه بها ولا ضحكه ، وترسم بسمه خفيفه لتخفي ما به ، والجميع يظن أنها بخير لكنها ليست بخير.
طلعت عليهم بملامحها الواهنه ، مدعجة العينين .
نظرة لها عائشه بصدمه وأقتربت منها هامسه بشجن :-
مالك يا اسماء أنتِ كويسه؟
أبتسمت بشجن وقالت مازحه :-
ما أنا كويسه أهوو مالي يعني بس ارهاق من الشغل مش أكتر.
قفزت خديجه أمامها بضحكةً عاليه وهمست :-
انا عارفه هي زعلانه ليه.
و وضعت كفها علي ذقنها بتفكير.
همست مكه واقفه بجانب خديجه لتشير لها:-
وانا كمان عارفه يا ديجا.
همست عائشه بعدم فهم وهي تفكر :-
طب أيه في أيه ؟
نكزتها ديجا لتغمز لها مكه بخبث ، وأنفجرت أساريرها بفرح وهي تؤما برأسها لهم موافقه علي ما ينوا فعله.
سرعاً ما مدو أيديهم لبطنها علي غفله منها يدغدغوها.
ارتفعت ضحكاتها عالياً وكادت بالسقوط ارضا وهي تجاهد علي ان تبعد ايديهم عنها ، بلحظه اخذوا يدغدغوه بعضيهما و وسقطوا أرضاً ضاحكين ظلوا علي هذه الحاله من الضحك لدقائق، حتي نظرو لأسما التي فهمت نظراتهم وقبل ان ينقضوا عليها حتي نهضت مسرعه تركض للخارج وهما خلفها ، جابت عيناها لمكان عن مخبى فهبطت الدرج ومنه إلي الحديقه وهم خلفها.
كانت تنظر خلفها ، عندما أنصدمت بحذيفه الذي كان يدلف لتوه ، رفعت ناظرها لتتأسف ولكن حينما ألتقت الأعين ودق القلب بعنف أنعقد السان ، فاقت لذاتها حينما هجمت صدي كلماتها ذهنها لترتد للخلف بقوه وهي ترمقه بنظرة كره ، واستدارت للفتيات الذين اصتفوا بجانب بعضهم يتصنعوا الأنشغال بالكلام .
أقتربت منهم وأخذتهم بعيد ليجلسوا ، خيم الصمت لدقائق تأكدت مكه ان هناك أمراً لم تدري به بعد.
لم يجرؤ أحد علي البدء بالكلام.، فهمست خديجه متسأله ببراءه :-
أسماء هو أنتِ هتتجوزي حذيفة .
تطلعت بها متسأله بينها وبين نفسها ولم تعقب.
# ايوه طبعاً هتتجوزي وقريب جداً وليكِ عليا أجيبلك أحلي فستان يوم فرحنا.
تجمد وجه أسماء ونظرة له بغضب عكس ما بفؤادها الذي انشرح من حديثه.
نهضت خديجه لتقف امامه متساله بتفكير:-
يعني هتجيبوا نونو العب بيه ؟
انفجر الفتيات ضحكاً بينما نهضت اسماء بغضب ليصيح هو بصوتاً عال :- طبعاً هنملي البيت عيال.
جال نظر ديجا حولها وهمست وهي تعد علي أصابعها:-
البيت كله يعني كتير ، هنسمي بلال وجعفر وحمزه واسامه وزيد لا زيد في وهنسمي مصعب وخالد ومعاذ وذياد وعمر وبراء وسلمان.
رفعت نظرها به هامسه :- هجمع أسماء الصحابه وهجيبهم ليك ماشي.
اشار لها ضاحكاً وهو يهز رأسه موافقاً…
🌼”رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ”🌼
دب الدار بالعمل لأستقبال الضيوف القادمون لكتب كتاب غاده فكان الكل يعمل علي قدم وساق ، أما رحيم فكان يذبح الذبائح ويشرف علي ارسالها للفقراء والجميع بفرحة تسري بمهجته ، أم الحجه صفيه فكانت تذهب وتجيئ تعطي الأوامر بصرامه ليعملوا بجهد وسرعه.
بغرفة غاده ، مكثت “وعد” معها ولم تخذلها ، خفت قدمها قليلاً عن ما كانت قبلاً ، تجلي الحزن بأعين “غاده” وهي تقول محتجه :-
شوفي يا وعد رحيم أخوي مسمحليش أشتري فستان جديد هحضر بقديم يعني أعمل ايه بس يا ربي دلوج!
صمتت وعد ملياً بتفكير وبإثناء تفكيرها أستمعت لطرق علي الباب ،وغاده تتجه لفتحه وهي تهمس :-
يا بوي مش وجتك دلوج.
فتحت الباب ،لتطل عليها والدتها باسمة الوجه وبحب قالت وهي تناولها بعد الحقائب :-
أخدي أخوكِ رحيم بعتلك دول ، أشارة لأحد الحقائب قائله :-
وده الوعد وتعالوا سوا اما أشيعلكم.
جذبت “غاده” منها الأكياس مهلله بفرحه ، وربت والدتها علي منكبها وغادرت، اغلقت غاده الباب ودلفت للداخل وركضت تجاه الفراش شارعه عليه ما بالحقائب ، شهقت بزهول حينما وقعت عيناها علي ذاك الفستان وردي الون ذاك الون الذي تفضله ، أبتسمت وعد لفرحتها وهي تقترب منها قائله بمحبه :- ربنا يتمملك على خير يا رب ويذيد فرحتك أكتر وأكتر واهوو مامتك فرحتك ومزعلتكيش وجبتلك فستان روعه ما شاء الله ذوقها حلو..
هزت “غاده” راسها برفض وقالت وهي تضع الفستان علي نفسها وتدور بفرحه :-
ماما ايه؟دا رحيم اخوي اللي جايبه ، ضمت الفستان لصدرها وبدعاء وتمني وصوت خاشع قالت :-
ربنا يحفظه ليا ولا يحرمني منه مفيش احن ولا اطيب منه.
صدمه سكنت ملامح وعد ، وأنشغل ذهنها بالتفكير .
# وده ليكِ يا ست البنات يا قمر أنتِ أخوي رحيم جيبهولك.
أتسعت عيناها العسليتان ، وتجلي فيهما الزهول ، وأبتسمت بتصنع قائله:-
ليا أنا بجد ؟ اؤمات غاده مؤكده لتبتسم وعد بتكلف…
🌼”وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ “🌼
هل اليل بنسماته العطره التي تنعش القلوب ، وتوافدت النساء داخل الدار تستقبلهم الحجه صفيه مرحبه ، توافدت عليها المباركات علي زواج غاده فقد تم كتب الكتاب عصراً ، دب الدار بالحركه وكثرة النساء ، هبطت “غاده” الدرج برفقة وعد ليخطفوا انظار النساء بجمالهم العادي دون مكياج ، اصرت غاده علي المكياج ولكن استطاعت وعد علي أقناعها فلم تضع سوا كحل لعينيها البنيه.
تزاحمت النساء حول غاده بالمباركات والتهنئه فـ هي أخت كبيرهم ، لم تترك غاده وعد بلا تمسكت بها بقوه كأنها تخشي غيابها عن عيناها ، علت الأغاني من الخارج من حيث مجلس الرجال ، وتراقصات النساء.، بإثناء أنشغال الكل أنحنت غاده علي أذن وعد هامسه بحذر :-
بت يا وعد ما تيجي نطل علي اخوي رحيم اكيد بيرقص بالعصايه..
أتسعت عين وعد ، وتجلي بهما الصدمه وهمست رافضه وهي تتمسك بقوه بها :-
لا يابت اسكتي ما ينفع……
لم تكمل باقي جملتها ، فـ سحبتها غاده من معصمها بقوه للخارج، لغرفه آخري خاليه فعلا صوت وعد صائحاً :-
يا بت دلوقتي والدتك تدور علينا مينفعش كده.
شوحت لها واتجهت ناحية النافذه المطله علي مجلس الرجال، فتحت ضلفه واحده مواربه وطلت من خلفها فصاحت بفجأه وهي لا ترفع نظرها علي وعد :-
يابت همي شوفي وياي رحيم اخوي علي الحصان وبيرقص.
جذبها فضولها وقلبها ناحية النافذه بخطوات وئيده وتطلعت به متأمله فقد كان يعتلي الجواد وممسك بالعصاه ومقابل له بعض الرجال……
أنتفضت وعد عندما تقابلت عيناها مع رحيم الذي ظل ينظر لها مسحوراً ، وهوي من علي الجواد ليجذبوه الرجال يشاركهم برقص الصعيدي.
خفق قلبها لأول مره بأبتسامه ليمتلك رحيم برقة قلبه وأخلاقه الطيبه الحسنه ورجولته وشهامته مهجتها وفؤادها و وجدانها كأنه سماً صعب الحصول علي ترياقاً له.
هزتها غاده بعحلاً صائحه سريعاً:-
وعد همي معاي أمي بتنده..
صارت بجانبها منشغلة الفكر ، حفرت صورة رحيم بعقلها وفؤادها.
كأنه اغلق قلبها بالمفتاح فور دخوله ، فكانت تائهه تماماً رحلوا النساء واصبح الدار خالي إلا من أصحابه.
تنحنح رحيم بصوتاً مسموع وهو يدلف بخطوات وئيده وخلفه زوج “غاده” قاسم فتحي….
غضت وعد بصرها ، بينما توردت وجنتي غاده بحياءً شديد اربكها.
ألقي قاسم السلام وردوا جميعاً ما عدا غاده التي ردت بذاتها خجلي.
رفعت وعد بصرها إليه بفضول شديد تمعنت النظر به فلم ترتاح له وأيقنت أن ذاك الشاب خلف زواجه من غاده هناك أمراً ما فـ هي تقرا جيداً الملامح والأعين وتحليلها ، ألقت نظره سريعه لـ غاده كم هي بريئة؟ طيبة القلب؛ ما أدراها هي بكل ذلك؟
ولكنها نوت إذ كان ينوي شر لتذيقة العذاب لا سيما انها عاهدت غاده أختاً لها ولن بجرؤ أحد ان يمس بسوء شخصاً يخصها…
أستأذنت بأدب شديداً بالخروج ، فخرجت من باب الدار حيث الهواء ينعشها ونسماته البارده تشرحها وضؤءه المميز لتستنشق رائحة الحقول ي ذات المنظر الخلاب بذاك الوقت.
عقدة ذراعيها وأغمضت عيناها بأستسلام وطمأنينه برفقة تلك النسمات الجميله التي تلامس فؤادها وروحها…
# جميل جوي المنظر ده مش أكدا ؟ ولا الهواء بيكون ليه لذة،تانيه بالليل سبحان الخالق.
أنتفضت ما أن تناهي لمسامعها ذاك ااصوت الرجولي الذي لم يكن إلا رحيم.
لترتبك بشده لم تدري ما تلك المشاعر التي تراودها لأول مره ، خفق قلبها وكأنه قروع الطبل ذاد التوتر أكثر من حده وصاد الصمت بينهما ، قطعته هي هامسه :-
مبروك لـ غاده.
فرد باسماً :- الله يبارك فيكِ. وأستطرد قوله بلهجه ذات معني وهو ينظر لها :- عجبالك يا بشمهندسه .
أبتسمت بهدوء قائله :- أن شاء الله.
صمتت ملياً ثم قالت بتذكر بنبره ذات معني :-
عو أنت متأكد من جوز اختك ده ؟ مطمنله ¡؟
تلجلجت الكلمات بفمه لم يدري ما مكنون تلك الكلمات التي تفوهت بها فقال يصوت أجش :-
أيوه ، ليه بتقولي كده؟في حاجه ولا أيه؟
هزت رأسها رافضاً وهتفت وهي توليه ظهرها متأهبه للداخل :-
بس خلي بالك منه. متسمحش لنفسك أنك تعطيه كل الأمان.
ظل ناظراً لها بعدم فهم ، لا يدري ما مقصدها ولكنه تيقن أن هناك أمراً ما.
همت وعد بالدخول للدار فتسمرت موضعها لثوانٍ وتراجعت خلف الجدار واقفه خلفه حينما تناهي لمسامعها صوت قاسم يقول :-
بجولك أيه أنهارده فيك تنزل تخطف ،والأثار لازم تتهرب أنهارده فهمني ولا لا؟
كلها ساعه وهكون عنديك علي الجبل في أيتها لحظه فستناني مهتأخرش.
شهقت وعد وهي تستند علي الجدار بصدمه ، سكن الغضب عينيها وحدقت عيناها بزهول ، ولكنها لم تستشعر بإثناء اصتطدام ظهرها بالجدار قد تناهي لسماع قاسم …..
كورة قبضتها يده بغضب وفقزت فكره لذهنها .
أيمكن ان رحبم سمح لشريكه ان يتزوج أخته ؟
أظن هل هو أخاً حقاً ماذا تري تفعل غاده أن علمت…
جمعت شتاتها ودلفت للداخل حيث غرفة الضيوف….
ظل ذهنها منشغلاً بقلقاً كاد أن يفجر رأسها علي غاده لا تدري ما عليها فعله ، مهلاً هل تخبر والدها ولكن الرجل مريضاً وأيضاً قد لا يصدقها زفرت بيأس حينما دلفت غاده و الفرحه تفيض من عيناها ، وظلت تحادثها عن قاسم فما كان منها إلا أن تندمج معها في الحديث ، ستفعل شيئاً لا بأس لن تتم تلك الزواجه
🌼”رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا*إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا “🌼
تجلس سمر علي فراشه تحادث أحد أصدقاءها من الشباب ترتدي بجامه ضيقه للغايه ، تدلا خصلات شعرها علي ظهرها وهي فاتحه الكاميرا ، سعيده هي بتلك الاشياء والمغازلات تخشي أن يدلف أحد الغرفه ويرآها ، ولكنها غفلة عن الأحد الصمد عن ربها ، غفلة عن يوم الحساب ونار جهنم وظلمة القبر ، غافله هي بملاذات الحياه وأنه كم تدين تدان ….
أما ذاك الشاب الذي يحادثها فيجلس مع أصدقاءً له وأيضاً يروها خفيه ويستمعون صوتها وأنغمصوا أيضاً بملاذات الحياه.
كان يرمقها بإستهانه إلا أن جاء طرقات خفيفه علي باب غرفة سمر لتغلق مسرعه ، وينفجر الشباب ضحكاً وهم يلقون بنفسهم أرضاً يتمددون بنظرات حالمه بها..
وضع أحداً منهم يديه تحت رأسه وهو يمد بصره في لا شئ :-
أيه البت دي يا عم دي جامده اوي ، بس عيلتها كويسه اوي انت هتعمل ليه كدا فيها ؟
أعتدل حسن جالساً وهو يفرد احدي قدميه والأخري أسند يده عليها وقال بنبرات تحمل الوجع :-
زي ما أخوها عمل في أختي بالظبط ، هو علقها فيه وعشمها في الجواز وحبته ودمرها وسابها في حاله نفسيه للآن مش عارفه تخرج منها وأنا بعمل زي بالظبط “أبتسم بغموض قائلاً” وأكتر كمان.
قطب صديقة الثلاث حاجبيه بضيق لا يروق له كل مايفعلوه وهمس يحاول أقناعه :-
يا عم اللي اعرفه عن البت دي انها كانت كويسه وبنت حلال حرام عليك ابعد عنها وسيبها في حالها ما هو كل اللي حصل لأختك بردوا لنفس تصرف أخوك ، اتقي الله بقا وانضف خليه يغفرلك محدش عارف موته امتي…
وقف حسن زافراً بضيق وقال بصوت أجش ذات معني :-
كانت كانت كويس فعل ماضي بس انا زقيت عليها البت شهام وبقيوا صحاب وهي بقا قامة بالواجب وذياده وعرفت تلعب برأسها.
دنا منه صديقه واضعاً كفه علي منكبه قائلاً بوجل :-
خاف ربك يا حسن دا مطلع علي كل شئ ألحق نفسك وتوب من ذنبك وربك غفوراً رحيم قبل فوات الأوان والندم راجع نفسك يا صاحبي الدنيا مش دايمه وافتكر أنك ممكن تنام ومتصحش وتلاقي نفسك قي قبر مظلم دا الواحد بيقشعر لما النور يقطع فما بالك دا القبر وحساب ونار جهنم راجع نفسك يا بني..
أومأ حسن برأسه أيجاباً ولكن بداخله عدم اقتناع وأستهانها.
# ان شآء الله يوم كتب كتاب بنتي أسماء وحذيفه هنعمل هتم خطبتك علي ابني ياسين.
قالها يوسف متمعناً النظر بإبنت أخيه.
التي لم تصدق ما تفوه به عمها ، رباه اهو حقاً يتكلم بصدق ام أنها بحلم جميل ، لقد ظنته مستحيلاً ها هو يأتيها ذاك الحلم البعيد ليتحقق ، يكاد فؤادها لإنتزاع من شدة فرحته ، ابتسم يوسف وهو يضمها بحنان اب قائلاً :-
مبروك يا بنتي وأنا متأكد أن حبك هيغير ياسين للأحسن وهتدخلي قلبه.
أبتسمت سمر بتيها لا تدري متي وكيف حصل كل ذلك وكيف يوافق ياسين الذي تخشاه وتحبه بذات الوقت ، كم ان الأماني جميله.
لم تسعها الفرحه فما ان ذهب يوسف حتي ظلت تقفز بفرحه وأنبساط ، واسرعت خطاها لأسماء الذي كانت تتوجه للمستشفي علي عجل لحاله طارئه … وقفت عائقاً بطريقها تهمس بجنون عاشق ضاحكه وقلبها ضاحك :-
أسماء يا اسماء أنا انا هتجوز ياسين…
ابتسمت اسماء بفرحه وحب ودعت بتمني ان تدم فرحتها تلك وهمست متعجله :-
عارفه اوعي بقاةمن طريقي عندي حاله وتأخرت باي..
دفعتها جانباً وهبطت الدرج ركضاً ، بينما عقدة سمر ذراعيها بضيق … وتوجهت لغرفة الفتيات… طلت من خلف الباب فرؤتهم جالسون وخديجه أيضاً يلعبون لعبة الصراحه … فدنت منهم وجلست بجانب خديجه… أبتهجت نفسها وتمايلت فرحاً … وهمست بأعين لامعه بفرحه :-
ياسين هيكون ليا.
تعلقت أعينهم بها بفرحه.
فأمتلأت عيناها بالدمع ، دمعة خوف وقلق تجلت بهما ولكن أبت النزول فظلت كما حالها دمعه قاتله للقلب تجعله وجلاً دائمًا فـ همست بصوتاً موجوعاً :-
خايفه أكون في حلم واصحي علي واقع وحش أوي.
نظرة إليهم وهوت دموعاً حارقه من صميم القلب :-
لو كان حلم مش عايزه اصحي منه أبداً مش عاوزه.
خلوني فيه ومحدش يصحيني أو يجي جنبي يمكن أفضل سعيده فيه.
أنهت كلماتها و وارت وجهها خلف كفيها وأجهشت بالبكاء من ثنايا الفؤاد.
ترقرق الدمع بأعين الفتيات الثلاث ، وربتت مكه علي متكبه هامسه بتأثر وبكاء :-
متعيطيش يا سمر المفروض تفرحي انتِ في الواقع يا قلبي والحلم هيتحقق وهيكون حقيقه قريب جداً أبشري واطمني فـ ربك لو فيه خير ليكِ فـ هيكون ليكِ
بصوتاً شجي متضرعاً هتفت متمنيه :-
يا رررررب … صمتت ملياً وقالت بحزن يقطع نيات القلب بصوتاً يغلفه الوجع يئن بصمت :-
بس اللي أعرفه أن الأحلام مش بتتحقق.
ربتت عائشه علي كفها هامسه :-
متقوليش كدا يا سموره والله الحلم هيتحقق ان شآءالله.
ضمتها خديجه من فوره قائله ببكاء :-
مش تبكي عشان مش أبكي عايزه اشوفك يتضحكِ بس فـ أضحكِ.
أبتسمت سمر ودقائق وأستطاعوا أن ينتشلوها من حزنها الدفين…
🌼”رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ”🌼
أوشكت أسماء علي أن تستقل بالسياره ، ولكن وقف حذيفة عائقاً بطريقها ، نظرة له بأعين يغلفها الحزن والوجع وهمت أن تمرء،من جواره دون حرفاً ، إلا أنه فرد ذراعه أمامها ثائلا برجاء :-
أرجوكِ أستني يا أسماء وأسمعيني.
# مش عايزه اسمعك وأبعد عن طريقي عندي حاله تعبانه لازم أمشي!
نطقت بها أسماء بصوتاً خالي إلا من الجفاء ربما تود أن تظهر له عكس ما بقلبها ؟ ربما.
كانت تتحاشي النظر إليه ، ف عيناه المهلكه قد تضعفها وترهقها شوقاً وحنينا وحباً وإلا يكفي مهجتها؟
لم يسمح لها بالمرور ، وظل عائقاً بطريقها ، يفكر بحلاً كي تسمعه وتعطيه فرصه ، فنظر لها مليا يتجلي بهما الحب والندم وهمس بصوتاً وجلاّ :-
ممكن تسمعيني طيب أسمعيني لآخر مره ؟
رفعت يديها علي جانبيها هامسه بإستماته وتتجنب النظر له :-حذيفه بقولك عندي حاله وانا مريضي اهم من اي حاجه وكل حاجه.
أنهت جملتها وهي تدفعه ليتنحي جانباً ، إذ أنه لحق بها صائحا وهو يتراجع للخلف بظهره ونظره لها :-
طب هاجي اوصلك مش هسيبك تروحي لوحدك؟
وقفت بغضب موضعها وهمست بجديه :-
شكرا انا مش عايزه حد يوصلني.
أبتسم غامزاً لها وهو يفتح لها باب السياره :-
فعلاً محدش يقدر يوصلك.
أتسعت عيناها بدهشه ، ليغمز لها قائلاً :-غيري طبعاً هو انا حد مثلاً.
أبتسمت رغماً عنها وهي تصعد بالسياره ، ودار هو بفرحة تغمره كلياًّ ليصعد بجانبها وأنطلق لوجهتهم ، مر الطريق بصمت تام إلا من نظراته لها خلسة بالمرأه اوصلها لمبتغاها ترجلت مسرعه للداخل بينما استند هو علي سيارته لا يتزحزح نظره عنها حتي غابت عن ناظريه.
ولجت علي عجل تباشر عملها بهمه ونشاط من الفؤاد.
ظل هو منتظرها لا يرفع عيناه عن باب المشفي ، غابت عن عينه فأصبحت الدنيا خالية من حوله من كل شئ ، طال أنتظاره وأرهك عينه الشوق يريد ان تطل عليه لتضئ سماءه المظلم.
مرت الساعات كأنها سنين عجاب تأبي أن تزول.
وها هي تطل عليه ضاحكة الوجه ، مهلاً هل تريد أن تقتله صريعاً بتلك الضحكه التي تذيبه وترفرف علي جدران قلبه .
ولكن ضحكتها لها أقاعاً خاص بمسكن قلبه فأنها تعيده للنبض مره آخري من بعد موتٍ محتم.
وقفت أسماء بجانب صديقتها ولكنها لم تبصره بعد بلا قد ظنته قد ذهب ، وقتما من المفترض أن هذه الساعات يقضيها مع أحدي الفتيات.
علا صوت ضحكات صديقتها رغماً عنها وهي تقول :-
لا ولا ام الطفل بتقولك حرام عليكِ عايزه تموتي أبنك!
قهقهت أسماء برقه اذابت ما تبقي من ثباته وهمست برقه :-
والله ما في غيرها عايزه تموته.
صمتت فجأه صديقتها حينما وقع بصرها علي حذيفة ، فنكزتها وعيناها لا تحيد عنه :-
ايه دا يا بت الحقي ! البأف بتاعك شكله مستتيكِ.
هزت أسماء رأسها نفياً وهي تقول بألم دفين :-
لا اطمني الباف بتاعي أكيد مش هنا أبداً.
نظرة لها صديقتها مشيره بعينها :-
مش هنا ايه؟ امال مين اللي هيأكلك بعنيه ده ؟
نظرة أسماء لما تنظر فتعلقت عينها بعينه تقدم خطوتين وهو يضع يديه بجيب بنطاله وغمز لها ، بينما أبتسم قلبها وظل يخفق بعشق.
فـ يا قلب مهلاً لما الجنون ، لما تريد الأنتزاع من مسكنك والركض إليه حيث أحتواءه ودفئه وأمانه حيث راحتك وفرحتك ومهجتك.
أيا روح توقفي لماذا تريدي مغادرتي والأختباء به لمسكنك.
مهلاً يا نفسي فـ سعادتك ها هي تقبع أمامك تمهلي لا تحلقي بعيداً فقد يغدر بكِ ويحطمك ويقذف بكِ لسابع أرضاً فلا تثقي كل الثقه فقد يتحين الغدر متى شاء.
تعلقت الأعين بلقاء ساحر وألتقت الأرواح بحضن دافئ ، نظرة لعينه بتأمل كأنه يضمها بهما فلن تكفيها سنين فلن تمتلأ من ذاك الأمان كأن عيناه تضمها لتنام بهما بأمان من تلك الحياة والبشر.
فحضن عينيه أمان غير اي أمان.
نكزت لها صديقها ضاحكه وهي تقول :-
يخرب بيت عقلك دا أنتِ واقعه واقفه ، طب هسيبك انا بقا.
لكمتها اسماء بخفه هاتفه :-
واقعه اي يا فقر اسكتِ ، يلا يابت من هنا أمشي يلا.
قهقهت عاليا وهي تلوح بيدها وغادرة.
تقدم حذيفة منها أثناء ذلك ، وقف أمامها قائلاً :-
أيه مش هتمشي ؟
أؤمأت برأسها وسارت بجانبه جانباً لجنب ولكنها وقفت ضاربه جبينها بتذكر :-
يااااااختي أنا نسيت تلفوني علي المكتب.
ألتفتت له قائله :- استناني هنا هجيبه بسرعه وأجي.
فرد ذراعه امامها قائلاً برفض. :-
لا استني هدخل اجيبه ليكِ بسرعه وأجي ، اشار لسياره بعينه :-
روحي اركبي واستني مش هتأخر.
هزت رأسها نافياً وهي تقول علي عجلا :-
لا لا استني بس ثواني بس مينغعش اقف كدا لوجدي دقيقه هجيبه واجي.
نظر حوله فرآي بعد الشباب فسمح لها قائلاً وهو يشير بيده :-
روحي متتأخريش…
أسرعت خطاها للداخل ، متقدمة من مكتبها تولج مسرعة تلتقطه علي عجلاً وخرجت كما أتت مسرعة ، ولكن مرورها وقع بصرها علي أحدي الأطباء يذهب إلي حيث المبني الآخر الذي لم يكتمل أنشاءه بعد ولا يذهب إليه احد ولكن لما يتجه هنالك بذاك الوقت وماذا يفعل ، سحبها فضولها و وجدت قدميها تسوقها لتتبعه فتابعته خفية بترقب.
وجدته يدلف لأحد الغرف بخوف وهو يتلفت خلفه ، فـ شعرت بشئ مريع يحدث يا تري ما هو ؟
أنقبض قلبها بقوه بين صدرها ، ودب الخوف ثنايا فؤاده ، أسرعت ناحية نافذه مطله من الغرفة ، فوقفت خلفها ومدت يدها ببطئ لتوارب أحدي ضلفتيها.
شهقت بفزع وهي تضع يدها علي فمها ومتسعت العينين تكاد عينها تنتزع من شدة الخوف ، أخذت الدموع مجرآها تنساب بلا هواده بصمتاً تام ، لم تستطع قدميها التحمل فكادت بالسقوط ارضاً وهي تتمسك جيداً…
ظل عيناها مثبت لداخل الغرفه ، وعيناها كأنها سماء قد كانت متمسكه عن الأمطار وها هي تهطل كما لم تمطر من قبل.
صرخت بصوتاً مكتوم وهي تشدد من كتم فمها بينما يكاد يقتلع قلبها من شدة دقاته العاليه الخائفه حينما رآت ذاك الطبيب ومعه أكثر من شخص أمامهم طفلاً ممد علي فراش مليئ بالدماء وبطنه المنفرجه ، دارت بها الدنيا سرعاً ما قفزت فكره سريعه لذهنها فأسرعت بتنفيذها رفعت هاتفها على وضع الكاميرا تصور ما يدور بالداخل…
إلى أن أستدار أحداهم فرآي طيفها وقد رآي وهي تصور أيضاً …
وصاح بصراخ :-
يا اغبياء دي بتصور امسكوها بسرعه بسرعه…
حدقت عيناها علي اتساعهم وهي تتشبث بالهاتف بقوه تعتصره بين يديها كانه اغلي ما تملك وأسرعت خطاها ركضاً وهم خلفها..
بلغ به القلق منتهاه أكل ذلك تأتي بالهاتف قرر الدلوف ليري إذ كانت تحتاج لشيئ وليطمئن قلبه الوجل عليها.
هم بدخول المشفي إلى أنها اتصدمت به باكيه ، أقتلع فؤاده ببطئ وهو يري وجهها الباكي وشهقاتها ورعدة جسدها بين ذراعيه فهمس بقلقاً شديد وهو ينظر لعينيها المتسعتين :-
في ايه حصل أنتِ مالك في ايه…
رمشت بعيناها تحاول الصمود وهي تشير له قائله :-
خدني من هنا طيب بسرعه.
نظرة خلفها برعب فـ لم تري أحد لتصيح وهي تستدير له :-
لازم نمشي لازم اقول لخالتي بابا امشي.
نظر لها بجنون هاتفاً وهو يهزها :-
اهدي فهميني في ايه لازم أعرف “أتسعت عيناها بغضب ونار شعلت بأورتده” حد ضايقك جوه.
أمسكت كفت يده وهي تسحبه بقوه :-
امشي طيب دلوقتي هفهمك بعدين أنا خايفه أمشي الله يخليك أمشي…
أهلكته دموعها التى تكوي قلبه ک جمر تصهره لرماداً .
ما ان صعدا السياره حتي قادها منطلقاً بسرعة…
أرتجاف جسدها ورعشت يديها وأنتفاض قلبها قتلته صريعاً بمحله.
ليركن السياره جانباً وهو يستدير لها :-
أسماء أهدي طب أنتِ خايفه من أيه..
ذادت شهقاتها كلما لاح لها ما رآته حتى صرخت بجنون كأنها أنفجر قد كان متحين اللحظة المناسبة ، كبركان مثلاً ..
اقترب منها ببطئ وهو يتألم وصاح قائلاً وهو يضم كفت يدها بين كفتيه. :-
حبيبتي اهدي انا جنبك متخافيش أنا هنا مفيش اي حاجه أنا جنبك متخافيش.
أستكانت لكلماته وتوقفت دموعها راجعه من حيث آتت وهدأت شهقاتها ورجفتها هي هو يحتضنها بعينه كأنه طفلاً صغير لا ينام سوا بعينيه ولا يوجد مكان له غيره بأمان وراحه..
ساد الصمت إلي ان شعر أنها هدأت ويمكنها الحديث.
وتفوه قائلاً :- قوليلي دلوقتي في ايه؟
ضمت الهاتف لصدرها وهي تنظر له بتيهه وقالت :-
ممكن ترجعني البيت معلش ؟
أغمض عينه متنهداً وهو يقول :-
حاضر بس قوليلي مالك أنا بموت وانا شايفك كده .
هتفت وهي تتظر للهاتف بتوهان.:-
هحيلك بس خدني علي البيت دلوقتي طيب.
اؤمأ برأسه وهو يستدير منطلقاً وقال بجديه :-
انا دايماً جنبك تأكدي من كدا ، ومهما حصل ولو الدنيا اتقلبت هتلاقيني هنا جنبك وماسك في ايدك ومتبت كمان و وقت ما تحسب انك تقدري تتكلمي هتلاقيني موجود دايماً حواليكِ وقريب منك.
ابتسمت بحنان وهي تنظر له..
وساد الصمت بعد ذاك إلى أن وصل لمبتغاه ، فترجلت ركضاً للداخل ، سالت عن لمار فلم تجدها فركضت لغرقتها مغلقة الباب خلفها…
ما الذي سيحصل لأسماء هل سيتركوها ؟
أما انها ستدفع الثمن غالياً جداً وتفقد أعز الناس؟
ما الذي ستفعله وعد لذالك الـ قاسم وما الذي سيفعله لكِ لا تكشف أمره.
هل سيحصل شئ حقاً لـ خديجه ما الذي سيفعله احمد محمد لأنقاذ أخيه هل سيقتل ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى