روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الخامس والأربعون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الخامس والأربعون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الخامسة والأربعون

# الفصل التاسع
# دموع العاشقين
سري الخوف بمهجتها واستحوذ ثنايا فؤادها ، لم تكن تدري ما عليها فعله ، يجب أن يتم حساب هؤلاء الجزارين ، ما زال جسدها يرتعد من شدة الخوف ومنظر الطفل أمام عيناها لا يغيب بتاتاً.
ضمة قدميها لصدرها واحتضنتهم بذراعيها ودفنت رأسها بهما وأجهشت بالبكاء عالياً بصوتاً مكتوم ، كأنها تخشى أن يكون أحداً منهما يستمع صوتها ، تمددت مكانها ونامت بوضع الجنين ، بللت الوساده من كثرة الدموع التي تنهمر بغزاره….
صرخة عالية شقت هدوء الليل الساكن بضجة كبيره ، لينتفض الجميع من نومه بقلق بالغ.
كان الأقرب إليها حذيفة حيث كان يقبع اسفل شرفتها ينهب به القلق علي تلك الحالة التى تركها بها ، فما أن تناهي لمسامعه صوت صراخها الذي أقسم أنه من فؤادها وروحها كمن رآي شبحاً ، فأسرع ركضاً يلحقه قلبه وروحه إليها فتح الباب بلهفه فوقف متسمراً وهو يرآها تجلس تنتفض مكانها وتصرخ بهستيريا وهي تقول “سيبوه، يا خالتوا انا خايفه”
بخطوات وئيدة دنا منها وهو يقول بزهول :-
أسماء يا حبيبتي مالك فيكِ أيه ؟ طب انا هجيبلك خالتوا حاضر بس اهدي..
ما أن هم بالأقتراب منها حتى دفعته بقسوة لـ يرتد للخلف.
تجمع من بالبيت آتيون ركضاً بقلق ينهش أفئدتهم ليشهقوا بفزع ما أن ابصروا حالة أسماء تلك.
نجح حذيفة بتقيد يديها وهو يضمها قائلاً :-
هشششش أهدي مفيش أي حاجة والله أنا جنبك.
تشبثت بملابسه باكية اكثر. وهتفت من بين بكاءها وهي مغلقة الجفون :-
قتلوه يا حذيفة قتلوه قتلوه من غير رحمه قتلوه يا رب قتلوه وفتحه بطنه.
شهقت باكية وهي تصرخ بجنون…
لم يستطع حذيفة السيطرة عليها… كانت قد آتت لمار لتوها من الخارج فما أن تناهي لمسامعها صراخ أسماء حتي ركضت بلهفه لغرفتها فولجت گ الأعصار وهي تهتف بوجل :-
في ايه كلكم كويسين ؟
صمت الجميع اعينهم معلقه علي أسماء يبكون نظرة لهم بتوجس وقالت :-
انتوا مالكم مش بتنطقوا ليه ؟
كانت تخشى أن تنظر لما ينظرون كأنها ستري ما يقتلها يقتل فؤادها وذاك الجزء الذي به تلك السعاده قابعه.
# خالتوا لمار !
هتفت بها أسماء ببكاء يمزق القلب ، أستدارت لمار بوئيده فهالها منظر أسماء التي فتحت لها ذراعيها ، لتسرع لمار علي عجلاً وينهض حذيفة متنحياً جانباً ، جذبتها لمار لأحضانها بينما تعلقت بها أسماء گ طفلاً صغير.
أعتصرتها لمار بداخلها ، وأشارة للجميع بحده هاتفه :-
بره كله يطلع بره يلا ، نظرة لـ خديجه بأعين لامعه بفرحة وأشارة لها بيدها الآخري :- تعالي يا ديجا.
أبتسمت ديجا من وسط بكاءها وهي تركض لحضن “لمار” هي الآخري ، خرجا الجميع وأغلقت حبيبه الباب خلفها ، ربتت لمار علي ظهر أسماء وهي تقرأ قرآن ، بينما مسكت ديجا يدها بحنان وبكاء لبكاءها.
خرجا الجميع بحزن وبكاء ، همست عائشه لـ مكه :-
هي مالها طيب أول مره أشوفها بالحاله دي..
أجهشت حبيبه بالبكاء وهي تجلس علي الدرج ، لتربت هاله علي منكبها بمواسيه.
دلفا ياسين من الخارج مع عثمان بدا عليهما التعب والأرهاق جلياً
همس عثمان بتذكر وهو ينفجر ضاحكاً :-
أنا فجاه لقيت الواد طالع يجري من عندك قولت أبااااا أنت أكيد موته
ضحك ياسين وهو يقول بتذكر :-
اديته علقة موت وطلع يجري كأنه شاف عفريت.
صمتا الأثنين بصدمه وهما يرو الجميع يبكون فتجلي بأعينهما القلق وهتف ياسين متسائلاً بإهتمام :-
في أيه في حاجه حصلت.
تنقالا النظر فيما بينهما ، وها أخيراً تقص لهما هاله كل شئ.
ليصعدا الدرج ركضاً يأحذا الدرجه درجتين بلهفه.،طرقا الباب وولجوا بقلق وجودها قد غفت ولمار بجانبها هي وديجا.
همس ياسين وهو يقترب ليقبلها من رأسها :-
في ايه يا خالتوا مالها أسماء ؟
هتفت لمار بهدوء باسمه :-
مفيش حاجه خير ان شاء الله روحوا ناموا هي بس كانت في عمليات انهارده والمريض مات يلا روحوا ناموا.
اؤما ايجاباً وخرجا من الغرفه ، اغلق ياسين الباب خلفه وهمس بغموض :-
حاسس أن عمته بتكدب ، مش هو دا اللي حصل أكيد في حاجه.
وضع عثمان يديه بجذعه وهو يقول بتأيد :-
معاك بردوا أكيد في حاجه ، بس دلوقتي تعال نشوف حذيفة فين خلينا معاه الفتره دي.
أؤما ياسين برأسه وأتجها للفتيات ليسألوا عنه فهمست مكه وهي تنظر لـ ياسين :-
أنا شفته نازل الجنينه.
همست عائشه تشاكس عثمان بمرح وهي تقف بجانبه :-
أنت يا بني مينفعش كدا.
قطب حاجبيه قائلاً بهدوء :-
مينفعش أيه؟
أبتسمت بخفه قائله :-
يبقي القمر ده كله قدامي يعني اعمل أيه لا وكمان كل بوم يـحلو.
وأردفت قائله :- يا عم جننتوا البنات صحباتي.
ثم همست وهي تغمز له :-
ما تتجوزني يا قمر أنت وتكسب فيا ثواب.
أشتعلت الغيره بـ مكه وكادت أن تحرق عائشه وشعرت بالضيق يقيدها.
جذبها ياسين من مؤخرة رأسها قائلاً بصوت رجولي حاد نمي عن غضبه :-
بتقولي أيه سمعيني ؟
أذدارادت ريقها الجاف وهي تقول بخوف :-
يا بنات هو أنا ليه حاسه بإن في جاموسه رافعني من وراء.
فقد كان ياسين رافعها بيداً واحده..
أنفجرا الفتيات ضحكاً مكتوم وهم يترحموا عليها ، حتي تصنعت البكاء وهي تشهق قائله :-
يا ربي أمنا الغوله هتأكلني. ثم تابعت بغناء :-
حاسه إني طايره في الهواء،يا رحيم يا رحيم وهتعلق من كفيا أسترها يارب معايا أو ممكن ينفخ فيا أطير والقي نفسي عند ام اربعين.
كاد عثمان ان يسقط أرضاً من فرط الضحك والفتيات بينما تهجم وجه ياسين وهو يقول بحده ويهزها وهو ما زال ممسك بها من مؤخرة رأسها :-
بتقولي أيه يابت أنتِ ؟
ضحكت ببطئ وخوف وهي تهمس بدهشه :-
يا لهوووي دا نزلي يبقي هيعمل مني ملوخيه ويديها للوحوش اللي معاه في السجن.
جذبها من يدها لتنظر له وهمس بصوتاً أجش :-
أنتِ أتجنيتي ايه عقلك طار.
رفعت كتفيها بإستهانه قائله :-
أنا اعرف بقا راح فين… صمتت مليا بتفكير وقالت وهي تقفز بفرحه كمن وصل لكنز خفي :-
عرفت اقولك طار فين.
همس ياسين بزهول وعدم فهم :- هو مين ؟
أنحنت لأذنه هامسه :- عقلي..
همست بها فـ ركضت مسرعه من امامه وصاحت :-
راح عند امك يا اخويا يعني هيكون راح فين.
حدق ياسين عينه بصدمه.، ففتحت باب غرفتها تطل برأسها منه وأخرجت لسانها هامسه :-
هربت منك ومعرفتش تلحقني.
كاد ان يذهب إليها ولكنها اغلقت الباب بسرعه.
انفجرا من رآي كل ذلك ضحكاً ، بينما همست مكه بغيظ:-
يضحك مع الكل ويشوفني انا يركبه مية عفريت ، يكونش انا بحضر عفريت وانا مش دريانا ولا أيه ؟ عامل زي الهضبه كدا واللي يشوفوه يخاف وعليه صوت اعوذ بالله منه.
# سامعك علي فكره.
همس بها عثمان واختفي،مع ياسين لـتحدق هي عيناها بصدمه.
بحثا بعيناهما عن حذيفة إلا أن رآه تراه يموت قلقاً الآن..
جلسا جواره بصمت لثوانٍ وهمس ياسين مربتاً علي منكبه :-
أنت كويس يا حذيفة ؟
هز حذيفة رأسه وهو يضع يديه خلف رأسه ويرجع برأسه للخلف :-
لا أنا مش كويس مش كويس نهائى ولا هبقي كويس طالما أنا شايفها كدا بتوجع قلبي بحس بنار قايده مش عايزه تهدأ ومش عارف ازاي اطفيها ولا أنقذ نفسي وأخرج.
تنهد عثمان بوجع وهو يرفع يده خلف ظهره ويقربه منه :-
هتبقي كويسه وهتتقوي بيك طالما أنت جنبها هتعدي وكله هيعدي طالما ايديكم في ايدين بعض مستحيل اي عاصفه مهما تكون أن تبعدكم.
ابتسم ياسين بخفه هامساً :-
أنت يا عم عملت في البت ايه وبجديه تابع ، احكيلي كل اللي حصل.
انعدل ياسين شارعاً بروي لهم ما حصل كله…
💮”رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي”💮
بمنزل رحيم دب البيت بالقلق والخوف ، زرعت الحجه صفيه الدار ذهاباً وأياباً وهي تقلب كفيها ذات اليمين وذات الشمال وهمست :-
لا إله إلا الله يعني هتكون راحت وين البت عاد، يا وجع جلبي عليكِ يا وعد يا بتي.
بكت غاده كما لم تبكِ من قبل وقالت :-
مخبراش مخبراش يا أمي مين ليه يد يخطفها ، كانت واجفه أهنا فجأه تختفي أكدا يا حبيبتي يا وعد عودي.
ولج رحيم من الخارج ملقياً السلام ، فهبت غاده واقفه بأمل ، لتتسائل والدته بقلق :-
طمني يا ولدي عرفت وينها.
هز رحيم رأسه بيأس ، وبصمت تام صعد لغرفته ، جلس علي حافة الفراش واضعاً رأسه بكلتا يديه ، وطيفها بمخيلته.، ولاحت لها كل لحظة جمعتهما سوياً اول لقاء ومن ثم كل لقاء ، كأنها تربعت بقلبه لتصبح مالكته الوحيدة ، كأن قلبه هذا ليس له بلا لها أيا قلب ما بگ ذهبت لغريبتاً دون أستأذن.
أنشغل ذهنه فأين يمكن أن يجدها ، ومن له يد بأزيتها لكنه لم يتوصل لحل سئل رقية وأخبرته انها لا تدري وتركها قلقه هي الآخري.
كأن الدنيا تضيق بما رحبت ، كأن قلبه يضيق يضيق من كثرة الهموم وكأنها هموم العالم بأكمله ، تنهد بقلق وهو يهتف داعياً :-
احفظها يا رب أنت اللي عالم هي فين وبيعملوا فيها أيه فـ أحفظها وابعتلها ولاد الحلال وفتحلي بصرتي عشان ارجعها وانقذها قبل ما يحصلها حاجه يا رب.
أغمض عينه لدقائق يحاول أن يصل لحلاً…
وقف زارعاً الغرفة ذهاباً وأياباً بقلق…
ضاقت به الغرفه والحياه بقدر أتساعها فـ خرج صافقاً الباب خلفه.
توجه لـ غرفة والده ، طرق طرقات خفيفه علي الباب ليأتيه صوت والده يأذن له ، ففتح الباب وطل منه وهمس بإبتسامة :-
صاحي يا حج !
اشار له والده بيده :-
تعال يا ولدي هم جنبي.
قالها وهو يشير له بيده علي طرف الفراش بجانبه.
تقدم رحيم ولثم كفت يده بعمق وحب وجلس بجانبه.
ربت والده علي فخذه قائلاً :-
شايل الدنيا فوق رأسك ليه يا ولدي ؟
ضايع ومش لاقي روحك كأنها فارقتك من سنين! عايش وأتاريك مش عايش!
الدنيا ضاقت بيك ومفيهاش ولا حد كأنك في أرض صحراء، جافه لا فيها حياه ولا اي شيئ مالك يا ولد صفوان جولي..
تنهد رحيم مبتسماً وقال :-
ولا حاجه يا بوي مفيش أنا زين.
# مش زين يا ولد صفوان جلبك مغادرك بلي رجعه ومبجاش ليك خلاص وجعت “وقعت” روحك بين نارين ومنك مش داري بروحك تعمل أيه.
ثم استطرد قائلاً بإستماته :-
أنت حبيتها مش كِده.
نظر له رحيم بصدمه وتلعثم قائلاً وهو يتحاشي النظر له :-
حبيت مين بس يا بوي كنك كبرت وخرفت.
ضرب والده بيده على ظهره قائلاً :-
مخرفتش يا ولدي ، السنين اللي عشتقها دي اتعلمت فيها حاجات كتير أنت عاشجان يا ولد صفوان عاشجان.
ابتسم والده بسخريه هاتفاً :-
كنه الزمن ناوي يلعب بيك يا ولدي ، متنساش أنك خاطب بت عمك ، فكر يا ولدي وحكم قلبك ، أنت داخل علي أيام صعبه جوي مليانه عذاب وشوق وروحك اللي مفرقاك دي شوفلك حل فيها ، الدنيا لازمك توجعنا يبجي قلبك رايد حد والدنيا تحكم عليك بحد ربك يسهلها ياولدي اتوكل عليه وهتفرج هتفرج وروحك هترجعلك مفيش غيرك سكنها وأمانها يعني هتروح وين فـ طمن قلبك.
سعل بشده ، لينهض رحيم بقلق ليسند ظهره للمسند قائلاً :-
أنت بخير يا بوي.
ربت علي منكبه قائلاً :-
بخير يا ولدي بس هملني اريح شوي.
اؤما رحيم برأسه، وهم بفتح الباب ليقف على منادات والده له :-
“رحيم ” أستدار رحيم ببسمه ليواري بها قلقه وارتباكه الذي لم يعاهده قبلاً وقال بهدوء يعكس تلك العاصفه بداخله :-
تؤمرني بـ حاجه يا بوي.
هتف والده من بين سعاله :-
هتلاجيها وهترجعها يا ولدي هترجع مسكنها ، رحيم اللي بيعمل اي شئ عشان السلام يعم هيجدر يرجع روحه فكر يا ولدي فكر بس يلا هملني وخد الباب في يدك.
ابتسم رحيم متنهداً وخرج مغلقاً الباب وراءه ، ها قد دلف تلك الغرفه بهموماً لا حصى لها والآن خرج منها مرتاح الباب مطمئناً راضياً بأملاً ملأ جوانبه وكيانه ومهجته ، لا سيما أن والده الوحيد الذي يفهمه فـ يدري كيف يداوي قلبه الجريح وأن أبتسم وبدا بأحسن حال.
💮”رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا”💮
بغرفة على الجبل يسودها الظلام الحالك كأنها ليلة شديدة الظلام تواري بها القمر خلف الغيوم ، كانت وعد مقيدة اليدين والساقين ، وهناك ربطة علي عيناها وفمها ، بغضباً هادر أخذت تهمهم بصوتاً مكتوم ، صوت فتح الباب جعلها تصمت كلياًّ تسترق السمع جيداً ، تحركت بعنف دليل علي غضبها المشتعل بداخلها.
شعرت بيدين تفك عيناها فما أن شال المجهول الربطة حتي أغمضت عيناها من شدة الضوء الذي أخترقهما.
وفك ربطة فمها وبصوتاً أجش قال :-
بجى أنتِ اللي خايفين منك وعاملنيلك ألف حساب “ترقع بأصابعه بوجهها قائلاً بفخر” أها إني بدجايق جبتك تحت رجلي يا بت أدهم أسماعيل والشرقاوي بيجولوا أمك محدش يجدر عليها والكل يترعب منها بس ياتري هتجدر تنقذك من يدي.
فتحت عيناها ما أن أعتادت على الضوء ورمقته بنظره مشتعله بلون الأحمر القاتم وزفرت بصوتاً مسموع قائله :-
قالولك عني اه بس اللي نسيوا يقولوه أني بنت لمار نمر الداخليه واللي الكل اول ما بيشوفها يكش وبنت أدهم اللي الكل بيعمله ألف حساب وإذ دي ماما ودا بابا فـما بالك ببنتهم ، اظن نسيوا يقولولك يا قاسم أني مبرحمش اي حد بيازي أي بريئ.
تعالت قهقهاته الساخرة بصوتاً عال وقال وهو يصفق بيديه :-
بس انا اهو جدرت أجيبك بدجايج جولك ايه بجى.
ارتفعت ضحكاته بأستهزاء وهتفت بإستماته :-
لو مكنتش عايزه اجي و اوصلك مكنتش قدرت تطولني ولا تلمح طيفي.
أهتز قلبه بخوف من نظراتها الشرسه تلك وقولها وهتف بجمود بنبره متحشرجه :-
هتفضلي أهنا هدوجك العذاب الوان من غير أكل او شرب لحد ما تموتي وهتفرج عليكِ وكمان صفجاتنا هعملها جدام عينيك.
وخرج صافقاً الباب خلفه ، ظلت وعد تتنفس مراراً وتكراراً تحاول بشتى الطرق ان تخرج تلك النار التي بقلبها والغضب الذي يشتعل.
💮 سبحان الله ، الحمد لله ، الله أكبر ، لا إله إلا الله💮
دلف يوسف لغرفته بإرهاق جلي علي وجهه من كثرة ما بذل من مجهود طوال اليوم ، أغلق الباب وهاله حالة حبيبه الـ منكبه علي الفراش تبكِ بوجع ، خلع جاكته وهو يلقي به جانباً وأسرع بعجل لـ يجلس بجانبها وقال وهو يضع كفه علي منكبها بقلق :-
حبيبتي مالك في أيه ؟ حد من العيال جراله حاجه ؟ .
رفع ذقنها إليه وأشار بـ عينه هامساً :-
مالك ايه كل العياط دا كله؟!
شهقت قائله من بين دموعها بصوتاً مختنق :-
أسماء
أتسعت عينيه وتجلي بهم القلق وهتف تلقائياً :-
مالها هي كويسه حصلها حاجه ؟
هزت رأسها وبدموع قالت :-
معرفش مالها كانت غريبه وبتبكِ وتصرخ بس لمار دلوقتي معاها.
أطمئن يوسف وضم رأسها لصدره وهمس :-
يا حبيبتي مفيش حاجه طول ما لمار معاها هي في أمان لمار هتخاف عليها يمكن أكتر مننا فـ أطمني.
طوقته وشددة من ضمتها له بعشق ، وأبتعدت عنه متذكره :-
حبيبي قوم غير هدومك دي.
ضم وجهها بين يديه بحنان ولثم جبينها بقبلة عميقة وما ان هم بتقبيل وجنتها حتي أنتفضت بزعر واقفه وهي تصيح :-
إلا صح يا يوسف يا حبيبي يا موز أنت.
حدق عينيه قائلاً بزهول :- موز؟!
تقدمت لتمسكه من قميصه ليقف وصاحت :-
بقى بتخوني مع الممرضات في المستشفى وتيجي هنا تعمل نفسك بتحبني.
أغمض جفنيه عدت مرات وهتف بصدمه :-
بخونك ؟ مع الممرضات كمان؟!
دفعته بحده من صدره فـ لم يتزحزح فـظلت تدفعه من صدره وهي تصيح :-
بتخوني يا يوسف بعد السنين دي كلها ؟ يا خاين يا غشاش!
أمسك يدها وهو يقول بحزم :-
أنتِ اتجنيتي ولا ايه ؟ أخونك أيه بس هو انا قادر اخد نفسي من المستشفي عشان اخونك بطلي هبل بقا وارحميني مش كل يوم نكد دي مبقتش عيشه.
ترقرق الدمع بعيناها. ، ليضيق صدره بغضب من ذاته أغمض عينه ليهدأ من روعه وهمس وهو يضع يديه بجانبيه :-
يا حبيبتي أخونك أيه بس ؟ هو أنا عيني شايفه غيرك.؟
عقدة ذراعيها وهي توليه ظهرها.
أبتسم بمكر وهو يقترب ليضمها بذراعيه ظهرها لـ صدره وهمس بأذنها :-
متزعليش يا حبيبي.
ظلت كما حالها جامدة الملامح إلا أن همس ليغيظها :-
في بنوته جميله كدا مجنناني في المستشفي حواليا طول الوقت ، وبصراحه كده البت قمر يعني فـ أيه رأيك أتجوزها ؟
أتسعت عيناها وتجلي بهم الصدمه واستدارت لوجهه قائله بجنون :-
بنوته؟ مين دي وتتجوزها دا انت يومك مش معدي انهارده نهارك ازرق.
دندن وهو يرمقها ببرود تام ويخلع ساعته يضع علي الكومود ويتجه للخزانه مخرجاً ما يريدته ، تركها تثرثر كما تشاء دون أي أهتمام يذكر.، وتوجه للمرحاض لتقف أمامه قائله بغضب وهي تمسكه بقوه من ذراعيه :-
يوسف بطل برودك ده عشان مستفز ومين دي ان شاء الله.
رفع يديه ليزيح يديها ويتجه للمرحاض ببرود تام ويتركها مزهوله.
جلست علي حرف الفراش تهز قدميها بغيظ ، خرج يوسف وجذعه عاري ، فوقفت بـ عصبيه مقتربه منه وقالت بصياح :-
بقا كدا يا يوسف….
همس مقاطعاً لها بإبتسامة ساحره :-
قلب يوسف.
قالها وهو يقترب منها بمشاكسه ، وهي تتراجع للخلف حتي أصتطدم ظهرها بالحائط ، أذردت ريقها بتوتر حينما حاصرها بين ذراعيه ، لتقول بتلعثم:-
يوسف يا حبيبي مالك ؟
أشار لها قائلاً :- أنا أتكلمت؟
همست بغيظ طفولي :-
لا بس خونتني يا خاين.
بهدوء همس :-
طب خونتك امتى بس وأنتِ معايا في المستشفي ومعايا في البيت يعني حتي لو عايز اخون واشوفلي واحده كدا او كدا مش هعرف.
دفعته بصدره قائله بعصبيه :-
يعني عايز تخوني ؟
روح روح يلا روح مش هقولك لا ، روح يلا اهوو الباب مفتوح وشوف بنات كتير يلا .
ضحك ساخراً وهو يقول :-
يعني اروح ؟
اشاحت وجهها بعيداً عنه :-،
هو انا مسكاك يعني .
أدر ذقنها له وتمعن النظر بعيناها وهمس :-
يعني حتى بعد السنين دي كلها وعيالك اللي خلاص هيتجوزوه لسه طفله ، دا انا مش بحس انهم عيالي قدك ، بحسك بنتي الصغيره اللي مقدرش تعدي عليا ثانيه من غيرها ومن غير شقاوتها اما عيالك دول عادي يغيبوه.، فـ قوليلي دلوقتي عيني هتشوف غيرك ازاي ؟ وأنتِ لوحدك ساكنه فيهم.
أبتهجت نفسها وتمايلت فرحاً وفركت أصابعها بتوتر وقالت :-
بجد.
طوقها بذراعيه غامزاً لها :-
ما تيجي نجيب اخ للعيال.
رفعت ذراعيها تحاوط عنقه وهمست :-
لا يا حبيبي مينفعش عيالك بقيوا قدك خلاص.
أشار لها بدهشه لتؤمأ برأسها له قائله :-
تعرف بغير عليك ليه؟ أشار لها متنبهاً بكل حواسه لتتابع وهي تقبله من خديه :-
علشان انا حبيبي وجوزي وابو عيالي موز اوي.
حدق بصدمه وهو يقول :-
مز بردوا يا بنتي جايبه الكلمه دي منين ؟
زمت شفتيها هامسه :- قال وحشه يعني يا بني والله انت مز بخاف وحده تخطفك مني.
ابتعدت عنه مازحه وهي تقول :-
يا مز يا قمر أنت…
💮لا حول ولا قوة إلا بالله 💮
أبتعدت خديجه تحادث والدتها قائله :-
عامله أي يا ماما أنتِ كويسه ؟
قالت ورد مطمئنه :-
أنا بخير يا روحي أنتِ طمنيني عنك عامله اى ؟
هزت خديجه رأسها وهي تقول :-
أنا بخير الحمد لله …
قالت جملتها وهي تجلس علي الفراش حيث يتمدد عمرو بجانبها.
منكباً علي حاسوبه علي قدميه منشغلاً بـ عمله.
تابعت ورد قائله :-
كل اللي عندك عاملين ايه ، وأستطردت قولها قائله :-
متتعببش خالتوا لمار يا ديجا ماشي.
همست ديجا بطاعه :-
الحمد لله.، حاضر يا ماما.
وبتذكر قالت :- ماما أنتِ هتنامي دلوقتي؟
أجابتها ورد بنفي :-
لا يا قلبي قوليلي عايزه تقولي حاجه.
# اه عايزه…
همست بها ورد وهي تهلل بفرحه.، انشرح صدرها وهي تهمس بشغف :-
ماما ممكن توصفيلي النبي صلى الله عليه وسلم زي ما قالت ام معبد ؟
أغمضت ورد عيناها بسكينه واستمتاع وحب وقالت.:-
عيوني .. وتابعت هاتفه بـ بفرحه تهز قلبها ” قالت أم معبد تصف النبي عليه الصلاة والسلام فـ قالت رجل ظاهر الوضاءه أبلح الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجله ، ولم تزر به صعله ، وسيم قسيم في عينيه دعج ، وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثه ، أزج أقرن، إن صمت فعليه ،وإن تكلم سما وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاه من بعيد ، وأحسنه وأحلاه من قريب حلوا المنطق فصل لا نزر ولا هذر ، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعه لا يائس من طول ولا تقتحمه عين من صقر ، غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثه منظراً ، وأحسنهم قدراً ، له رفقاء يحفون به ،إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا منفد .
صمتت خديجه بعد ذلك وهتفت :-
بس كدا دا حديث أم معبد.
أشرق وجهه ديجا وقالت باسمه :-
اشرحهولي يا ماما ..
أنتبه عمرو بكل حواسه وجوارحه ليسترق السمع مع خديجه بينما اردفت ورد قائله بـ راحه :-
مر الرسول صلى الله عليه وسلم وجماعه من أصحابه بخيمتها يطلبون الماء وبعدما غادروا وصفته لجوزها وتعني بكلماتها أنه صلي الله عليه وسلم كان جميل حسن المنظر سواء عن قرب أو بعد.
أبيض الوجه وضئ ، ليس له بطن ، ولا صلع بل شعره من مقدمة رأسه ، الجمال في وجهه في كل عضو ، شديد سواد العين و واسع العينين.، طويل شعر الجفن ، في صوته بحه وخشونه ، طويل العنق ،شديد بياض العينين وسوادهما ، أسود الجفون اكحلهم ، طويل الحاجبين ، متوسط حجم الجسم ، معظماً مكرماً من أصحابه يلتفون حوله.، غير عابس الوجه..
صمتت خديجه هامسه بفرحه :-
بكره تحكيلي تاني ؟
أبتسمت ورد مؤكده :-
بكره وكل يوم واللي أنتِ تؤمري بيه ياروح الروح يلا هقفل ماشي خلي بالك من نفسك.
أؤمات خديجه بإبتسامه:-
حاضر…
همت ورد ان تغلق الهاتف ، ولكن خفق قلبها بجنون ،وحلقت روحها بغير تصديق كأنها لا تصدق انها تحلق الآن ، فما ان تناهي صوت عمرو لآذنيها حتي شعرت أن لسانها قد انعقد وأتسعت الحياة ببهجه واتسع فؤادها وأضأ . ” عامله ايه انتِ تمام”
اذردات ريقها بتوتر كأنها لأول مره تحادثه وهتفت بهدوء علي قدر أستطاعتها :-
الحمد لله بخير أنت عامل ايه.
أستند برأسه للخلف ويده الآخري خلفها وبإبتسامة قال :-
أنا بخير طول ما أنتِ بخير …
وبتسأؤل همس :- نفسيتك بقيت تمام ؟ أقولك طمنيني عن نفسك ويومك وكل حاجه وبتأكلي كويس ولا لا.
صمتت ورد تحاول تجميع الكلمات وبتلعثم وتوتر همست بصوتا رقيق :-
الحمد لله أحسن بـ كتير ، عادي مش بعمل يعني من المحكمه للمكتب للبيت بس وانت بتعمل ايه ؟
اخذهم الحديث طويلاً فـ لم يدروا بالوقت وظلوا يتحدثوا بفرحة ها هي تتسلل خفيه لأفئدتهم.
💮 سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم💮
دلفت لمار لـ غرفتها بتعب وأرهاق شديد أقبل عليها أدهم واقفاً أمامها قائلاً :-
عايزك في موضوع كدا.
بتعب همست لمار :-
أدهم خليه لـ بكره أنا أنهارده والله تعبانه وعايزه أنام ساعة.
بصوتاً عال وعصبيه هتف أدهم بجنون :-
ايووه عندي أنا وعايزه تنامي دي مبقتش عيشه دي هو أنا اتجوزتك عشان ليل نهار في الشغل ولما اكون عايز أقعد معاكِ تقولي أنام.
بهدوء هتفت لمار تحاول تهدئته :-
حبيبي اهداء اتكلم أنا سمعاك أهووو أقول.
أبتسم بسخريه قائلاً :-
لا يا شيخه متشكرين عن خدماتك اتفضلي روحي نامي.
أمسكت لمار وجهه بين كفيه رغماً عنه وقالت بهدوء :-
أدهم أيه معصبك كدا ؟ ما أنت عارف شغلنا ازاي ما أنت كمان بتبقي مشغول زيي فـ في أيه مالك أيه معصبك؟ أكيد في حاجه قولي يا حبيبي مالك؟
ضمها أدهم بقوه كأنه طفلاً صغير وهي والدته وهمس بصوتاً مختنق :-
معرفش مالي حاسس كأن في فـ قلبي نار قلقان وخايف حاسس أني في حاجه وحشه هتحصل لـ وعد.
صمتت لمار ممسده علي ظهره بحنان تحاول مدارات قلقها هي الآخري وهمست بحنان :-
حبيبي والله هتكون كويسه متقلقش ، متنساش هي بنت مين ؟ دي بنت أدهم ولمار يعني محدش يقدر عليها. فـ اطمن ربنا هيحفظها لينا ومش هيأزينا فيها أبداً لا هي ولا عائشة أن شاء الله.
أبتعد أدهم ناظراً لـ عينيها وهمس بأسف وندم :-
أنا لمار متزعليش مش عارف كلمتك كدا ا….
قاطعته لمار واضعه أصابعها علي فمه تمنعه من الحديث وهمست :-
لا يا حبيبي أنا مراتك من غيري هيستحملك وقت عصبيتك غيري يعني؟
تركته وتوجهت للمراءه تخلع ساعة يدها ، بينما همس هو وهو يضع يديه بجانبيه :-
شكلي كدا آخر ما أزهق هروح أشوف وحده تانيه وبدل !
توقفت لمار عما كانت تفعله ، ورمقته بنظره قاتله من المرأه ليذرد ريقه بخوف وهو ينظر للحائط يحادثه قائلاً :-
بس يا عم تخون مين أنت أتجننت ؟ بقا في حد يسيب القمر ده.
تعالت ضحكات لمار هاتفه :-
يكملك بعلقك يا حبيبي يا رب ، عالم مبتجيش غير بـ العين الحمراء.
بعصبيه مصتنعه صاح أدهم :-
لا بقا بقولك أيه مش أنا الـ…..
# الـ.أيه ؟
همست بها لمار بغضب.
فـ أبتسم هو قائلاً :-
هو يا بت أنتِ حد كلمك ؟ أنا بكلم حبيبتي مالك أنتِ؟
ببرود توجهت لمار لتبديل ملابسها ليغمغم هو قائلاً :-
يا كسوفك يا أدهم.ادتك استمارة سته.
💮 لا إلهَ إلاّ الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير 💮
# يا أحمد أنا زهقت بقا من القعده لوحدي طول اليوم ، وأنت اليوم كله في الشغل ، طب شوفلي شغل أسلي نفسي بدل القعده والملل ده.
نطقت بها ريم بـ ترجي بعدما انعدلت بجلستها علي الفراش.
أمسك أحمد طرف الغطاء ملقياً به من فوقه وهب واقفاً بغضب ، يريد أن ينام لدقائق قبل أن يطلبوه ، يريد أن يريح جسده لثوان وليس مناهده لقد كره العوده للبيت صاح بها قائلاً بغضب :-
أقسم بالله أنا زهقت ارحميني زفت شغل مفيش مفيش هقولهالك كم مره يعني؟ ومش كل يوم نكد وربنا الواحد زهق.
قال جملته الأخيره وهو ينتشل الغطاء خارجاً من الغرفه صافقاً الباب بصوتاً عال
ترقرقت دموعها بعينيها وهي تغلق جفونها متنهدة ، وهمست بينها.وبين نفسها :-
دا مبقش يحبني مش مستحمل كلمة مني زهقت يارب من القعده ما بين اربع حيطان وكمان منعني اروح عند لمار لوحدي
خرج أحمد يتمتم بالكلام وتمدد علي الأريكه واضعاً يده أسفل رأسه وسحب الغطاء فوقه ، حاول النوم ولكنه ظل متقلباً فـجفاه النوم وهي بعيده عنه ، فـ كيف ينام وهي بعيدة عن حضنه ، كأن الحياه ليست بـ حياة ام ماذا ولكن حتماً وجودها يعطيه سكينة لفؤاده ، أعتدل جالساً وزفر بيأس و وقف متوجهاً لـ غرفته نظر لها وأوجعت قلبه دموعها وأهلكته وزهدت به الحياة ، استلقي بجانبها وما ان هم ليضمها حتي أزاحت يده بحزن.
أقترب يضمها بحنان رغماً عنها وهمس بجانب أذنها :-
معلش متزعليش أنا متعصب شويه بكره لو أنا مشيت بدري هقول لـحذيفه يجي يوديكِ هناك.”قبل رأسها قائلاً بصدق” أنا مش ممانع أنك تروحي أبداً أنا بس خايف عليكِ تطلعي لوحدك يا ريم أنا عندي أعداء ومش عايز أخسرك.
دفنت رأسها بـ صدره لتجهش بالبكاء ونامت بمسكنها حيث أحتواء يديه…
أن ضاقت بنا السبل وزهدت بنا الحياة فـ سلامٍ للحياة بوجود شخصاً يعادلها
علا رنين الهاتف يدوي بجوف الليل بلى أنقطاع ، تأفف أحمد وهو يجذب الهاتف واضعه علي أذنه دون أن يدري من المتصل وقال بصوتاً ناعس متثاؤب :-
السلام عليكم.، مين ؟
جاءه صوت رقيه شاهقاً ببكاءً حارق :-
الحج ياحمد وعد.
لم يستمع لباقي حديثها وأنتفض مفزوعاً قائلاً :-
مالها وعد حصلها حاجه ؟
فتحت ريم عينيها علي صوته أنتفضت بخوف علي سماع أسم وعد وهوت دموعها بقلق من ان يكون قد حصل لها شيئاً…
صمتت رقية حتي هدأت واستطاعت الحديث وأردفت قائله :-
كانت بـ بيت رحيم صفوان ومخبراش وينها لحد دلوج رحيم مسابش مطرح إلا ودور وسئل لكن كأن الأرض أنشجت وبلعتها مفيش ليها خبر واصل.
وثب أحمد من فراشه صائحاً بجنون :-
الزفت مراد فين ؟ هو مش معاها ؟
بصوتاً مختنق يكاد يكون مسموع همست رقيه :-
ومراد بردك عمال يدور عليها من صباحية ربنا لكن فيش مفيش أي خبر.
شدد أحمد علي شعره هامساً بهدوء قدر أستطاعته ليفهم جل شئ :-
طب اهدي كدا وسكتي ماجد وقوليلي وعد من أمتي اختطفت ؟
صمتت رقيه قائله بتذكر وهي تزيح دموعها وتنقل الهاتف للأذن الآخري :-
يعني اليوم كله مظهراش رحيم جال أنها أتخطفت.
أبتسم أحمد هامساً بأطمئنان :-
مين دي اللي تتخطف وعد؟ أكيد دي خطه منها على العموم انا بكره هتصرف اطمني أنتِ وسكتي ماجد وعايزك تكونِ معايا على تواصل أن في جديد تمام.
هتفت رقية بطاعه :-
تمام ياخوي اللي عايزه ، بس بالله عليك اطمني عليها لو عرفت أيتها حاجه دا ماجد يا حبة عيني من وجت ما سمع رحيم بيتكلم وياي وهو هاتك يا عياط ويجول عايز وعد.
ابتسم احمد هامساً :-
حاضر يا رقيه اديني ماجد اكلمه .
قالها وهو يجلس بجانب ريم يضمها لصدره لتكف عن البكاء.
وقال ما ان تناهي له صوت ماجد الباكي :-
ايه يا حبيب خالوا بس في راجل يبكي متقلقش وعد بخير والله وهترجع قريب تمام.
ظل يحادثه حتى هدأ…
💮 اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 💮
تململت أسماء على الفراش ، فخيل لها أنها كانت بكبوس بشع لـعلها تنسى جل ما مرت به ، ولكن كيف تنسى ومنظر الطفل يصول ويجول بمخيلتها لا يفارقها ، جالت عيناها الغرفه وأنسابت دموعها بوجع يعصر فؤادها ، نهضت متسانده علي نفسها لتتؤضا ، تؤضئت وصلت وبكت على مصلاها كما لم تبكِ قبلاً.
أضني الوجع بفؤادها ، وأخذت تبث شكواها لـ رب العالمين فـ هو المطلع علي القلوب لعل الضحى يشرق فؤادها وينيره لعل! …
ظلت گاسفت البال ، منعزله متفرده بذاتها متراقبه بخوفاً شديد تفكر.
طرقات خفيفه متتاليه جعلتها تنتفض رافعه بصرها إليه بترقب كأن من سيدخل من ذاك الباب أحد الرجال الذين كانوا هنالك لـ يقتلها ، أنفتح الباب وطلت منه خديجه هامسه بـ مرح :-
القمر صاحي ولا لا ؟
خطت للداخل لتظهر من خلفها عائشه هامسه ويديها خلف ظهرها تتمايل شمال ويمين :-
يا قمر يا كلگ سحر “وبصوت جادي أجش قالت” ندخل ولا لا؟
ضحكت أسماء ضحكة صافية من منبع الفؤاد ونهضت وهي تتطوي السجاده ، و وقفت علي صوت مكه ، بعدما ظهرت من خلف عائشه.
“يا حرام شو عملتي فينا” ودلفت خطوه.
لتظهر سمر مترقعه بأصابعه متمايله بخفه هامسه :-
متل الورق طيرتينا.
طل حذيفة بمظهراً ساحر وهو ممسك بوردة بيده ودندن قائلاً بصدق من صميم قلبه :-
بدي الدنى عيشها معك يوجعني اللي بيوجعك ..
اصتفا الفتيات بجانب بعضيهما ، وتقدم هو و وقف عن كثباً منها مقدماً لها الورده ببسمه أذابت فؤادها وهمس :-
عندك خبر شو حلوه أنتِ يا روحي أنتِ…
أبتهجت نفسها ورقص قلبها فرحاً فـ هي سعادتها أمامها ، لعلها تدوم يا ليت تدوم ، هل ستدوم أم أنها لدقائق قليله.، خرجا الفتيات بينما تسللت خديجه عن كثباً منهم.
همست أسماء لأغاظته وهي تعقد ذراعيها :-
قايل بقا كدا لـ كام وحده غيري؟
حدق بزهول وقال لفوراّ غيرتها المحببه لقلبه :-
كتيررررر كتير جداً متعديش يعني !
تهجم ملامحها وهي تتخصر صائحه.:-
يا سلام ؟ طب يلا روح لهم بقا ، وقولهم كلام حلو وتجوزهم كمان.
عقد حاجبيه متسائلاً :-
اتجوزهم كلهم ؟ بجد ينفع يعني الكل وأنتِ كمان من ضمنهم هاا قولتي ايه ؟
غمغمت بغيظ وأشارة له على الباب :-
حذيفة أطلع بره حالا.
قهقه عالياً وقال وهو يغمز لها ويشير لـ قلبه :-
والله بهزر مفيش غيرك هنا أصلاً ومن يوم ما فتحتي بصيرتي وهديتي قلبي للنور قاطعة كل علاقتي وعايز ابداء معاكِ من جديد ، أفضلِ معايا لحد ما أتغير أكتر وأبقى أحسن خدي بأيدي للطريق المستقيم هااا قولتي أيه “نظرة له بحيرة وتردد” ليكمل بنظرات صادقة :-
عايزك تثقي فيا بس وتصدقيني وتتأكدي إني مش هكدب عليكِ تاني أبداً ، ولما كنت عازمك والبنت اللي سلمت عليا دي”نظرة له بسخط ليكمل هو مازحاً :-
أيه ايه متتعصبيش متغضبيش اسمعيني.، أنا قطعت علاقتي بيها بس هي اللي كانت بترن وبتلحقني بس كدا.
أرضاها قوله فابتسمت بسمة مشرقة صافيه من الفؤاد.
فأبتسم هو الآخر لعيناها التي ضحكت و وجهها التى تورد بإشراق كأنه أشراقة شمس ، غمزة خديجة لـ أسماء وأشارة لـ حذيفة قائله :-
لا يا أسما مش تصدقيه أنا سمعته وهو بيكلم حد وبيقول يا حبيبتي يا حياتي يا روحي وهنتقابل.
ضيقة أسماء وجهها بينما حلت الصدمه ملامحه ، وقالت أسماء غاضبة :-
بقا كدا بتكدب عليا يعني مش هتجوزك روح شوف وحده تتجوزك غيري.
نظر حذيفة لـ خديجه بغضباً مصتنع وقال :-
بقا كدا يا فصعونه أنتِ ؟
زمت خديجه شفتيها وهي تقول :-
أسماء بصي بيقول عني ايه.
نظر حذيفة لـ خديجه بغضباً وركض خلفها وركضت هي أمامه صائحه بإسم لمار…
أنفجرت أسماء ضحكاً ولكنها لم تدم إذ أن صدح رنين هاتفها.
لتتجه إليه ببسمه ما زالت تزين ثغرها كان رقماً غير مسجل ولكنها أجابت بأسترخاء :-
السلام عليكم مين ؟
جاءها صوتاً رجولي أجش :-
أهلاً بدكتورتنا القمر ، ليه منورتيش المستشفي أنهارده ولا حبيب القلب نساكِ موعدك.، كويس أنه طلع عشان نتكلم برواق .
أرتجف جسدها وبرعشه تفحصت عيناها الغرفة وارتعدت ثنايا فؤادها ؛ ليتابع قوله بسخط :-
فوقي لنفسك وأعرفي أنتِ وقعتي مع مين ، واعرفي ان في ثانيه ممكن تخسري كل عيلتك ، أخوكِ ياسين وخالتك وجوز خالتك امم قولهم هيموتوا قنبله صغيره كدا وتقضي علي الكل ومحدش يعرف مين السبب “وبصوتا مرتفع اكمل” الفيديو اللي معاكِ لو حد عرف بيه او شافه يبقي ودعي الكل عندك حلين ملهمش تالت ، يأما تكوني شريكه معانا والفيديو تجيبيه لينا ي أما تودعي عيلتك كلها “بصوتاً منخفض نسبياً تابع”
– خدي اجازه لحد ما تهدي وتفكري براحتك وهنستناكِ مكانك موجود معانا بس اياكِ يا حلوه الفيديو يشوفوا حد متنسيش كلامي حطيه حلقه في ودنك باي يا سكر…
هوت هوياً دموعها گ شلالاً و وقع الهاتف من يدها ارتعد جسدها وجثت على الأرض بإنهيار…
💮لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين💮
بمنزل رحيم كان قد جن جنونه من كثرة البحث دون جدوي ، ترك عمله وكل شئ ولا هم له سواها.
كان القلق يحطمه كلياًّ أصبح عصبياً يخشى أن يصيبها شئ نارا تكوي فؤادها لا يمكنه الأنتظار فقد أرهقاقه للغاية.
يريد أن يطمئن قلبه ، لا يدري أين يلقاها ، أشتاق لها حد الهوس ، وكاد أن يموت من كثرة أشتياقه ، تتهيئ عينيه علي رؤياها في كل لحظه ولكنها لا تأتي يظل نظره ثابتاً علي الباب يريدها أن تتطل عليه.
أستمع لصوت جلبه بالخارج ، وصوت غفيره يصرخ بأحدهم وهو يركض خلفه :-
ميصحش كِده يا بيه اصبر يا بيه.
هم بإمساكه إلا ان دفعه بقسوه كادت بأسقاطه ارضاّ ، ليصيح رحيم بسخط :-
أنت اتجنيت ولا أيه كيف تمد يدك علي واحد من رجالتي وكمان في بيتي شكلك أتهبلت عاد ؟
أقترب مراد بغضب و وقف امامه صائحا وهو ينظر لـ عينه :-
فين وعد عملت فيها أيه ؟
ضيق رحيم عينيه وهتف بزهولا :-
وعد وأنت تجربلها ولا مين أنت عاد ؟
ابتسم مراد بسخريه قائلاً وهو يدفعه من كتفه :-
لا يا خفيف أنت تجاوب وبس وملكش دعوه أقربلها ايه ودلوقتي فين….
أبتلع باقي جملته عندما جز رحيم على أسنانه وأمسك معصم يده يكاد كسره وهو يهدر به :-
والله لولا أنك ضيف حدنا لكنت وريتك جيمتك وازاي تمد يدك عليا وعلي جابر ولكن لـ حسن حظك مهجدرش أعملك ايتها حاجه الضيف ليه كرمه وأمشي دلوج من جدامي عشان مأجبش أجلك.
نظر له مراد صائحا بتهديد :-
هتندم علي كلامك ده ، ولو وعد مرجعتش أعتبر نفسك ميت سلام بس رجعلك.
_ عند وعد كانت حبيسة تلك الغرفة المظلمه تمكث مكانها لا تتحرك بقيد أنمله وبهزعاً من الليل شعرت بقدوم أحد فتأهبت منتبه بكل حواسها للقادم ، فولج شاباً يسير خلفه شابين گ حرساً له.
تقدم وجلس عن كثباً منها ولمس ذقنها محركه يمني ويسر يتمعن النظر بوجهها الذي يرمقه بسخط وأستماته وقال بنظرات دنيئه :-
سمعت عنك كتير جوي بس مكنتش متخيلك بالجمال ده كله.
نظر من أعلاها لأخمص قدمها بنظرات دنيئه بشعه وقال وهو يبتلع ريقه :-
هقضي مع البنت اللي جوه شوية وقت أجيلك يا جميل أنت.
بصقت وعد بوجهه صائحه بصوتاً گهزيم الرعد :-
بتحلم فوق لنفسك مش انا لكلب زيك يقرب مني ، أنا أكسرلك ايدك وانهيك من على وش الأرض أنت والكلاب اللي معاك.
أبتسم بهدوء قائلاً وهو يمسح وجهه بـكفه :-
يعجبني السرش أنا ، نظر للرجال قائلاً :-
يلا روحوا أنتوا للبنات اللي في الأوضه التانيه وقضوا الليل عشان طويل ، واستدار برأسه لـ وعد هامساً :-
وأنت يا جميل جيلك ؟
# متتعبش نفسك انا اللي هجيلك.
همست بها وعد بغموض.
ليقول وهو يغلق الباب خلفه :-
يعجبني المطيع أنا…
أخذ صدرها بالدق بغضباً ، وظلت تلهث كمن كان يركض لأميال.
حاولت فگ قيدها ، تفحصت الغرفة بعيناها فـ لم تجد أي شيئاً قد يساعدها بالأستخلاص منه ، ظلت تحرك ذراعيها فـ بمهاره وثوانٍ أستطاعت التحرر ، وتحرر ساقيها.، دلكت يديها بألم من موضع الحبال ، و وثبت على عجل ، وقفت خلف الباب تقرع عليه بعنف ، فـ لم يمد دقائق وهرع أحد الرجال فاتحاً الباب لتنقض عليه من الخلف بكل ما اوتيت من قوه ضاربته بعنقه ، ألتفت لها وهو ممسك برأسه يترنح.، كاد ان يلكمها فـ بلحظه لوت ذراعه خلفه وألقته أرضاً ، وبكوعها هوت على معدته لينعدل صارخاً ويسقط أرضاً ، لم يستمع احد فقد كانوا منشغلون بمتاعهم ، أنهم أناس قد نسوا الله والجنه وهل يحق لهم ان يصنفوا للبشر ؟
فإنهم حيوانات بشرية…
تنفست الصعداء وهي تقف تلتقط أنفاسها من ذاك الأسر ، ألتقطت أحد العصيان التى ابصرتها ، وتوجهت من تلك الغرف المنصوبه بالخشب نظرت من فتحتها إلا ان وجدته ذاك الرجل الذي كان قد خرج لتوه من عندها ، صوت صراخ فتاة مستنجدة بأحدهما وها هي تلبي النداء قرعت علي الباب بجنون ، وتوارت خلف الحائط متأهبه بالعصي ، إلا انه فتح الباب صائحا.:-
مش قولت مش عاوز ازعاج يا بأف منك ليه ايه الدنيا هتخر…..
لم يكمل كلامه إلا ان وعد هوت على رأسه بالعصايه وهي تقول :-
وعدتك هجيلك و وفيت.
لكمته على وجهه امسكت باصابعه التى كانت ممسكه بوجهها وكسرتهما دون رحمه وظلت ترتوي منه وهي تزأر زئير الأسد.
صراخه جعل كل الرجال يحاصروها تباعاً.
صاحت هي بالفتاة التى كانت متشبثه بها :-
أمشي أنت وخدي باقي البنات وابعدي من هنا ، وضعت بكفها مفاتيح قد انتشلتها ببراعه من جيب الرجال وقالت :-
أكيد في عربيه خدوها وابعدوا.
تمتمت الفتاة بخوف :-
بس وأنتِ.
صاحت وعد وهي گ الثور الهائج تقترب من الرجال :-
نفذي اللى قولت عليه وامشي بسرعه يلا.
لوت ذراع أحدهما والآخر ركلته بقدمها لتطرحه ارضاً
تملكهم الخوف من تلك الفتاة التى لا تهاب أحد كأنها اسدا منطلقاً صعب ترويده لا يشبع من لحومهم ولا يرتوي من دمائهم.
ظلت تلكم ذاك وتركل الآخر ، أحاطوها عن قرب كما يحيط الخاتم بالإصبع ، ولكن من هم أمام تلك الفتاة التى لا تخشى الموت وأنما تبغاه ! من هم أمام قلباً گ قلب أسد لا يدري للرحمه معنى!
أنها گ الجبال الراسيه لا تتزحزح وان حاول الآلآف الرجال.
لهثت بشده وهي تنظر لهم جميعاً وتزأر ، كاد احدهما ان يقترب ليهوي علي جسدها بحديده ولكنها قفزت لأعلي منقلبه للخلف ومن ثم أمسكت يده لتنتشلها منه بمهاره ورفعته للأعلي وألقته علي زملائه ، و في حين ذلك جاء أحداً من الخلف وأخذ يهوي علي مؤخره رأسها بالضرب المبرح ، فـ أمسكت رأسها وهي ترمش بـعيناها تحاول الصمود وأستدارت لمن طعنها بالخلف.، ومدت يدها التى غلفتها الدماء وكادت بخنقه إلا أنها سقطت علي وجهها مغشي عليها…
ما الذي سيحصل لـ وعد ؟
هل ستكون تلك نهايتها ؟
ما الذي سيجري لإسماء وهل ستخضع لهم ؟
💮”رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ”💮

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى