روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الحادي والأربعون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الحادي والأربعون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الحادية والأربعون

💐بسم الله الرحمن الرحيم 💐
# دموع العاشقين
# الفصل الخامس
تململت وعد علي الفراش ، تحاول استيعاب أين هي ؟
أعتدلت جالسه وعيناها تجوب الغرفه فلم تصل لشئ !
أين هي يا تري ومن جاء بها ؟
طافت ذكريات الأمس بخلدها ، فتذكرة رحيم فهل هي بمنزله الآن ؟
ولكن لماذا ؟ لماذا لم تأخذها رقيه ؟
قطبت حاجبيها بضيق وفكره واحده أستقرت بخلدها.
من الذي جرؤ علي أشعال النار ؟ من يريد احرقها ؟
لقد كادت أن تموت محروقه لولا ستر الله !
صوت فتح الباب أنتزعها من أفكارها المتلاحقه بلا هواده .
لترفع بصرها بأهتمام شديد تستطلع الآتي .
فدلفت والدة رحيم مهلله ومشرقة الوجه ما ان وقعت عيناها عليها لتبتسم متسائله بحنان :
– كيفك يا بتي زينه دلوجتي ؟
أبتسمت وعد بمجامله هامسه بهدوء :
– بخير الحمد لله
ثم بنبره متسائله قالت :
– أنا هنا ليه ؟
جلست والدة رحيم بصمت ،واضعه صنية الطعام التي كانت تحملها أمام وعد قائله بلطف ولهجه أمره :
– بكفياكِ حديت وكوليلك لقمه تسندي طولك أنتِ بالعشيه كنتِ هتموتي منينا
ربتت علي كتفها تحثها علي الأكل :
– يلا عاد مدي يدك وسمي بالله وكلي ؟
أعتلا وجهها الحرج وتملكها فإبتسمت مجامله وهي تقول برفض :
– شكراً لتعبك أنا مش جعانه ولا حاجة .
هزت والدة رحيم الحجه صفيه رأسها قائله بزعل :
– أكده تزعليني منيكِ يلا مدي يدك وكلي يلا.
أحست وعد أنها محاصره ، فأخذت بعد اللقيمات بحرج شديد لم تعتاده قبلاً .
فرغت قائله وهي تهم بالوقوف :
– شكراً تعبتكم معايا وجميلكم ده مش هنساه أبداً .
لتصيح الحجه صفيه بإنزعاج وهي تقف عائقاً أمامها :
– لاه شكر أيه عاد اللي تجوليه وجميل أيه ده عيب عليكي أنتي كيف بتي ويشهد ربي من وجت ما وجعت عيني عليكي وكأنك بتي بالضبط .
أبتسمت وعد بمحبه لتلك السيده التي يتجلي على ملامحها الطيبه .
لتهتف الحجه صفيه بإصرار وهي تدفعها برفق لتجلس :
– أجعدي أهنا رايحه وين عاد مش هتطلعي غير بعد ما تخفي وتبجي عال غير اكدا مفيش خروج وكلمة الحجه صفيه مبتنزلش….
قطعتها وعد بإعتراض وهي تحاول التملص منها :
– بس أ……
# واه هتوجعي كلمتي على الأرض اياك ولا بس ولا مبسش هي كلمه أاجعدي مطرحك يلا .
هتفت بها الحجه صفية بإصرار لا يقبل الناقش مره آخري
فما كان من وعد سوا الخضوع ،واستحوذت محبة تلك المرأه ثنايا قلبها .
صوت طرقات علي الباب قطعة حديثهم ليأذنوا بالطارق بالدخول. ليطل من خلف الباب رحيم هاتفاً غاضاً بصره :
– كيفها الضيفه يا حجه زينه؟ مش محتاجه لأيتها حاجه ؟
نفت الحجه فضيله رأسها قائله :
– لاه تجلجش أنت أنا ويااها لو احتاجت ايتها حاجه توكل أنت شوف أرضك .
أختلس نظره سريعه وسار خطوتين ولكنه عاد قائلاً بتساؤل ونبره ماكره :
– إلا جوليلي يا أنسه أنتِ ليكِ مين أعداء أهنا عايزين يخصلوا منيك ؟
فغر فاهها وأتسعت عيناها بزهول وأجابت بثبات :
– أنا مليش اعداء يجوز الحريق قامت من اي حاجه مش شرط أن حد ولعها .
أومأ برأسه بشك وغادر بطلته الرهيبه التي تثير الخوف بالقلوب .
لتتنهد وعد براحه ، غادرة والدته بعدما أخبرتها بالعوده عما قريب .
ولكن لم يمد طويلاً وعادة بالهاتف بيدها لتناوله ل وعد وتخبرها ان رقيه تريد التحدث معها .
تنتظر وعد خروجها وتجيب ليأتيها صوت شاب متلهفاً قلقاً :
– ايه يا وعد اللي حصل طمنيني انتي بخير حصلك حاجه ؟ أتازيتي !
بأطمئنان قالت وعد :
– اهدي يا مراد انا بخير الحمد لله مفيش حاجه .
ليقول متسائلا :
– وعد هو في حد يعرف أنتي هنا ليه ؟
أجابت مسرعه برفض قاطع :
– لا يا مراد محدش يعرف المهم انا دلوقتي في بيتهم هحاول أعرف كل حاجة وخلينا علي تواصل سلام دلوقتي .
أغلقت بعد انتهاء جملتها دون أي كلمة اخري .
💐اللهم صحبه أن مت لا أمت بداخلهم 💐
بالحديقه تتعالي الضحكات فتنير القلوب وتبث روح الحياه بها ، ذلك المرح والحب واللهو يجعل لمار سعيده راضيه
ولكن لماذا تلك الفرحه مهما آتت لا تدخل فؤادها ؟
لماذا ما زالت دقاته تنبض بالحزن والوجع والأشتياق ؟
لماذا هو جريح حزين مهموماً وأن ضحكة وبدت كأنها أسعد ما يكون !
غادرت إلي عملها وتركت الفتيات يلهون سوياً .
وقفت مكه متخصره وهي تصيح ب خديجه بتزمر :-
لا بقا يا ديجا أنتي بتضحكي عليا المفروض تتعاوني معايا مش مع أسماء ؟
مدت يدها تلتقط “الكوره” من اسماء وتركض مبتعده وخلفها الفتيات .
جاء صوت حذيفه قاطعاً لعبتهم :-
أي ده بتلعبوا أيه ؟
صمتوا الفتيات ، بينما توجه هو للمقعد وسحبه جاء أن يجلس ، فتلحق به خديجه ساحبه للمقعد اثناء جلوسه ليقع ارضاً وتتعالي ضحكات الفتيات، وتركض ديجا مختبئه خلف مكه .
حدق مزهولاً بصدمه غير متوقعه ، لينفجر ضاحكاً وهو يتوعد لها ، ربع قدميه قائلاً بمرح :-
هو في أحلي من القعده علي الأرض …
ونهض هاتفاً وهو متوجه نحوها :-
بقا كدا يا ديجا الله يسامحك يقولوا عليا اي دلوقتي .
ركضت مسرعه وهو خلفها ، حتي خرج حامد ويوسف لتقف خديجه خلف حامد قائله :-
عمو حذيفه عاوز يضربني .
حملها بين ذراعيه مقبلاً جبينها بحب وهو يقول :-
هو يقدر يكلمك وأنا موجود !
صمت حذيفه وهو يتصنع الأنشغال وينظر حوله .
ليبتسم حامد هامساً لها :-
أنتي عملتي في ايه ؟
غطت فمها بكفها كاتمه ضحكاتها وهي تهمس :-
جه يقعد ف وقعته !
كاد حامد ان يسقط ارضاً من فرط الضحك وهو يتخيل حذيفه ساقطاً .
فأنزلها عندما اشار له يوسف مغادرين ، لوح بيده ل مكه وغادر بعدما أعطي لها شوكولا …
لتفرح ديجا وتلتهمها مسرعه ، لتعود للهو فتلتقط الكوره رافعة أياها وعلي غفله من الفتيات قذفتها عليهم لتاتي براس مكه التي تأوهت بضجر ، لتركض خلفها وتلقي عليها الكوره ولكن تنحني ديجا ، لتأتي برأس عثمان …
ازردت ريقها بتوتر ، لج الخوف قلبها وهي ترمقه بخوف مهلاً أن عينه بدت مشتعله وكأنها تلتهما حيه ،
قررت الأنسحاب والهرب من أمامه فهو يبدوا مخيفاً تراجعت للخلف وخفقات قلبها تكاد أن يسمعها من حولها .
تسمرت مكانها مرتجفه مزعوره ليرتعد جسدها عندما صاح بصوتاً عال :-
أقفي عندك …
وبلمح البصر كان أمامها ، مد يده ليجذب يدها ولكن يديها أرتجفت بخوف من قربه .
مهلاً هل هي تخافه لتلك الدرجه ؟
هل هو بتلك القسوه ؟
كيف أستطاع أن يرعبها منه أن تخشاه هو ؟
أغلق جفونه متنهداً وهو يبسط راحته ويقبضها بغضب .
حاول السيطره على أنفعاله بقدر الإمكان وزفر وهو يقول جزاً علي أسنانه :-
أنتي عميا ؟ مبتشوفيش ؟ محتاجه نظرات ؟ ولا معندكيش عقل ؟
وبصوتاً عال صاح :-
هو في ايه أنتي مستقصداني ….
ابتلع باقي جملته علي شهقاتها العاليه ، ليقترب حذيفه قائلاً بحده :-
في ايه يا عثمان هي مكنتش تقصدك ؟
أقتربت اسماء منها مواسيه ، لتأتي خديجه واقفه أمامه ترفع سبابتها محذره :-
أنا مش هقولك ملكش دعوه بيها ومش تزعق لها تاني بس لو زعقتلها هضربك .
ارتفعت ضحكات الجميع لقولها ومن بينهم مكه .
نظر لها ولضحكتها فكيف لها أن تضحك وتبكي بذات الوقت ؟
يا ليها من ضحكه جميله تسحر من يستمع إليها كأنها لحن مترنماً ؟
فمن ذا الذي يبكي ذاك الوجه الدري ؟
الذي تغلفه البراءه والطيبه وروح الطفوله ؟
نظرة له نظره أخترقت قلبه ألماً يري العتاب بعيناها، والخوف أجل هي تخشاه تلك النظره أماتت روحه .
ضرب بقبضة يده علي الطاوله لتسقط أرضاً مصدره صوتاً قوياً ..
زاغت عيناها علي كاميرتها ، ترقرق الدمع بهما وهي تمد يدها منحنيه تلملم قطعها وهوت دموعها بحزن فهذه هي كاميرتها الغاليه التي أهداها لها عمها يوسف ….
بغضب مسح وجهه بكفة يده قائلاً بغيظ لدموعها :-
هو أنتي مش معاكي حاجه غير الدموع والعياط بس بتبكي علي كاميرا دي كاميرا ممكن تجبي عشره زيها ..
كفكفت دموعها بعصبية ما أدراه هو الأشياء الغاليه التي تأتي بمحبه ممن نحبون فنحفحظها داخل قلوبنا يا له من أحمق لا يقدر أبسط الأشياء أجل هي بسيطه جداً لكن يبقي لها مكاناً بالقلب وتظل هي أجمل سعاده بقلوبنا .
وقفت أمامه غاضبه ونظرة له ملياً قبل أن تقول :-
فعلاً ممكن اجيب ميه منها ما انت متعرفش يعني ايه حاجه غاليه عليك من شخص غالي فجأه تروح كدا ، أنت متعرفش مكانة الهديه دي بقلبي أيه ؟ دي احلي حاجه في يومي …
بكت كم لم تبكٍ من قبل وأستطردت قائله :-
واحد زيك معندوش قلب ولا يفهم هيقدر ازاي قيمة حاجه غاليه زي دي هي بالنسبة لك حاجه رخيصه وعاديه لكن ليا لا دي حاجة غاليه اوي لا تقدر بس أنت مش معاك غير الزعيق والأهانه وبس …
رمقته بنظره يغلفها الكره وركضت من امامه للداخل وخلفها أسماء وخديجه …
تسمر مكانه مصدوماً حزيناً موجوعاً ما تلك النظره أتكرهه وتخافه ؟ ماذا صنع ليوصلها لتلك الدرجه ؟
انحني يلملم أجزاءها وغادر غاضباً من نفسه وصدى كلماتها تحرق فؤاده تلحقه ….
💐”رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”💐
ترجلت لمار من السياره ، تسمرت أمام القبر لا يحيد بصرها عنه ، يغلف ويسكن الحزن فؤادها وروحها وليس هناك ثغرة فرح ، ترقرقت الدموع بعيناها ولكنها أبت النزول
هي قويه ليست ضعيفه ولا يظهر عليها الحزن بتاتاً !
ولكن إذ رآيت قلبها لبكيت وجعاً علي كم ما به من حزن .
هل بكاء القلب له صوت ؟ يا ليته له صوت يا ليت صراخ قلبها يستمع ولكنه يبقي محاصراً ساكناً بالقلب !
شلت حركتها فسارت بخطوات بطيئه للداخل حتي وقفت أمام قبر يضم أرواحاً غاليه ما زالت تعش بفؤادها لم تمت ولن تموت …
إلا أن أسماً عريض علي أحدي القبور جعل من دموعها شلالاً
مدت يدها تلامس أسم “أياد الشرقاوي” أنعقد لسانها فظلت تبكي وجثت ارضاً غير قادره علي الوقوف .
أين هو ، هو في القبر أنتزوعه منها أنتزاعاً ودفنوا روحها معه ف أي حياه تكمن بدونه ؟ بدون فلذة كبدها قلبها النابض وعينيها الباصره رحل وأخذ كل ما بها إلا جسدها .
فمن ذا الذي يعتقد أن الموت هو موت الروح والدفن بالقبر ..
لا يدرون أن فقد الحياه بالقلب موت والوجع والحزن والهم كلهم يجعلون الأنسان ميت لا محاله!
أستندت جبهتها علي الجدار وهي تهمس من بين دموعها :-
وحشتني يا أياد وحشتني يا ابني الأول وحته مني الحياه وحشه اوي من غيرك أنا مش عايشه بدونك خدوك مني يا حبيبي وكنت خلاص هتخف هتخف خالص وتبقي كويس وحرموني منك ..
كفكفت دموعها هاتفه بتذكر :-
تعرف ؟ محدش في عيالي له نفس مكانتك دا أنت اول فرحتي اول كلمة ماما اسمعها منك يا قلبي اللي تكسر في غيابك ااااه حياتي ملهاش حياه من غيرك وقلبي ميت وحشتني وكل الغالين وحشوني وأتمني اجيلكم قريب . أنا يا حبيبي مرحمتش اي حد كان سبب موتك وأنتزاعك مني مرحمتهمش !
أغلقت جفونها متنهده بوجع من ثم شرعت في قراءة القرآن
💐”سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير”💐
فتح باب الشقه متنهداً وهو يقول :-
ادخلي متخافيش !
ساعدها حتي جلست وترك الباب مفتوحاً ، وألقي بجسده علي الأريكه مقابل لها زافراً براحه …
لا يصدق أنه قد أنتها وها هو الآن بشقته التي ينعزل بها !
وتذكر حينما حاصروهم الرجال ، خباءها خلفه وأخذ يقتص منهم واحداً تلو الأخر بمهاره…
حتي جذبها ليركض بها بعيداً وأخذ سياره وها اخيراً وصلا .
ساد الصمت ، لج الخوف بها لا تصدق أنها مع احداً غريباً لا تعلم من يكون وما نيته ولكنه أنقذها هو أمانها الآن الوحيد .
صمتت تنتظر ما ينتظرها من خفايا القدر .
أعتدل جالساً متنهداً براحه وهو يقول :-
أنتي أكيد عايزه تستريحي شويه ؟
هزت رأسها نافيه بتوجس ، ليهتف هو بإصرار :-
لا لا تعبتي لازم تستريحي !
وثب قائلاً :- قومي تعالي معايا !
أنكمشت علي ذاتها بتوجس ، ليقول هو ساخراً عندما فهم خوفها منه :-
أنتي خايفه مني ؟ بجد ؟ يعني بعد ما انقذتك خايفه مني ؟ وياستي متخافيش أطمني أنا عندي اخوات بنات اخاف عليهم واللي مش هرضاه ليهم مش هرضاه لغيرهم .
أطمئنت واستكانت بكلماته الدافئه التي ضمتها بإمان ..
وقفت مبتسمه فجذب يدها مرغوماً يدلها إلي الغرفه …
أدخلها للداخل غاضاً بصره ، وما كاد أن يخرج حتي توقف بتذكر ليسئل بتساؤل وهو يلتفت تجاهها كلياً :-
إلا قوليلي أنتي ازاي يسيبوكي تطلعي لوحدك بدون مرافق ؟
وكمان الناس دي بتلاحقك ليه ؟
صمتت ملياً وأخذت الدموع مجراها علي وجنتيها قبل أن تقول :-
لا زين مش بيخليني أخرج لوحدي ، أنا كنت راجعه البيت والسواق معايا وفجأه دول خرجوا وضربوا السواق وهو شغلهم لحد انا ما جريت ولقيتك الباقي أنت تعرفه !
كاد أن يقول شيئاً إلا أن علا رنين هاتفه من مكالمه من أنس ليقول قبل أن يجيبه :-
طب استريحي انتِ وانا هقفل عليكي الباب وهنزل دقايق وراجع !
أنتفضت بزعر وخوف تملكها من غيابه ليهمس هو مطمئناً :-
متخافيش دي شقتي محدش هيقدر يجي فيها او يدخلها هنزل بس اشوف حد معرفه وجي …
أؤمأت برأسها بابتسامه رقيقه هادئه ،ليرد علي الهاتف الذي لا ينقطع رنيناً ، :-
ايوه يا أنس ثواني نازل .
💐”رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”💐
ك الأعصار دفع “زين” الباب والجاً ك الثور الهائج ، عيناه تشع نار كفيلةٍ بإحراق من حوله قطع الرواق أخيراً و وقف أمام أحداً ما وقف مرحباً به بفرحه ما كاد بالحديث حتي أشار له زين هاتفاً بحدة وتحذير وأمر :-
سجي فين ؟ ورحمة أبويا لو حصلها حاجه مهعمل خاطر للقرابه اللي بينا !
طرق بيده علي المكتب صائحاً بصوتاً ك الفحيح متوعداً ونظرات لا تبشر بخير :-
متنساش إني في لحظه ممكن أقلب الدنيا دي عليك ومتنساش لو عرفوا بكل مصايبك هيعملوا فيك أيه ؟
في لحظه وشوية اوراق وسيدهات من اللي عندي هخلي حياتك جحيم وهتخسر كل حاجه وهيتلف حبل المشنقه حاولين رقبتك دا إذا رحموك .
رمقه بنظره حاده مشتعله وأردف بهمس حاد :-
أبعد عن سجي أنا حميتها وهي صغيره فمش هسمح ل حاجه تحصلها ومتنساش سجي تبقي كل حاجه في دنيتي واللي يقربلها يبقي دفن نفسه بالحي سجي لو مرجعتش يبقي متلومنيش علي اللي هيجرالك ..
أستدار مغادراً بخطوات ثابته رهيبه ليستدير غاضباً مشيراً له :-
زين القاضي مش بيقول كلام وبس زين بينفذ وأنا حذرتك .
وبسخريه هتف :-
سلام هااا يا عمي .
تسمر مكانه حينما هدر عمه :-
ليه ليه كل ده وعشان مين ؟ عشان بنت لا نعرفها ولا تقربلنا ؟وقفت كل أعمالي المشبوهه بسببك ! ايه ياااخي سيبني انفذ الوصيه وانتقم لأبويا واخويا ….
زينت ثغره أبتسامه غامضه وقال دون ان يلتفت :-
حق أبويا هعرف أرجعه ، وأنتقم ازاي من لمار بس مش بالموت أنا مليش في الدم انا هحرق قلبها !
وبغضب أستطرد قائلاً :-
بس جدي يستاهل اللي حصلة .
ما أنهي جملته حتي أحتفي بلمح البصر …
ليلقي عمه كل ما يقابله صائحاً بغضب :-
مش أنا اللي اتهدد يا بن أخويا مش أنا وعشان مين عشان واحده انقذتها منعرفهاش .
تنهد قائلاً لنفسه :-
ولو أنت هتفضل عائق في طريقي يبقي أخلص منك بطريقتي ويا دار ما دخلك شر ولا هيبقي أنت ابن اخويا ولا أعرفك !
وزفر قائلاً بأسف :-
سامحني يا أخويا أدتني امانه ومقدرتش أحافظ عليها أبنك بيعصيني ولازم أشيله من طريقي !
خرج زين صاعداً سيارته صافقاً الباب خلفه بعنف
ضرب بقبضته المقود متنهداً بوجع :-
يا ررررررررب أحفظها ورجعهالي بخير يا رب !
هي معتبراني اخوها بس مقدرتش احميها !
لو حصلها حاجه مش هسامح نفسي يارب احفظها ورجعهالي !وخفف وجع قلبي يا رررررب .
زفر متألماً يكاد يموت وجعاً ببعدها وهو لا يدري ما قد يحصل لها !
هل هي بخير أم لا هل تأزت ؟
متأكد أنها تموت هلعاً الآن يحتاج ان يضمها ضمه فقط يعصرها داخل فؤاده ولو أمكن لأدخلها بين أضلعه لتطمئن وليطمئن قلبه !
يحتاج لضمه فقط تروي ضمأه ويشعر بالآمان ويستكين !
جذب هاتفه متصلاً لأحداهم ولم يمد كثيراً حتي صرخ به موبخاً أن يبحث عنها مهما كلفه الآمر وأنطلق
💐 اللهم صلي علي محمد وعلي ال محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد وبارك علي محمد وعلي ال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد 💐
مهلاً ها هي تبتسم لتهلك قلبه فتذيد من خفقان فؤاده …
أتاه صوتاً رقيق خافت :-
نخرج ؟
بدا علي ملامحها التوتر ونبرتها :-
بس أنا عايزه أمشي هو أنت تعرف زين ؟
أبتسم بمغزه قائلاً :-
لا مليش كلام معاه أعرفه من بعيد معرفه سطحيه !
هرجعك متقلقيش بس حالياً خلينا نقضي اليوم هنا في الشقه عشان الناس دي تهدي وتبطل بحث عنك هما أكيد محاوطين البيت عندكم !
وكمان أنتي هتنامي لوحدك في الشقه انا هنام في الشقه اللي جنبك متقلقيش !
وعندي شغل ضروري اخلصه وأرجعك !
ودلوقتي هنزل أتعشي هتيجي ؟
قال جملته الأخيره وهو يرتدي جاكته متأهباً للمغادره ..
كانت تتضرع جوعاً لتأخذ قرارها بالذهاب معه أومأت برأسهِ له :-
اه أنا هاجي معاك !
أبتسم قائلاً :-
تمام يلا …….
مضي بها لأحد المطاعم وجلسا وطلب الطعام …
أستندت بيدها علي الطاوله واضعه كفتها أسفل ذقنها وقالت ببسمه رقيقه وصوتاً منخفض :-
كنت بتمني أقدر أشوفك !
أعتصر قلبه ألماً لقولها وابتسم قائلاً :-
أن شاء الله تفتحي وتشوفيني وتشوفي الدنيا وتشوفي كل الحبايب !
ألتمع الدمع بعيناها وأعتدلت بجلستها للخلف متنهده بألم وبيأس وفقدان أمل همست :-
لا أنا مستحيل افتح وأشوفك ومفيش أمل ……
# الأمل في الله لا ينقطع .
قالها بإصرار وأمل لتبتسم هي قائله بيأس وحزن عميق بثنايا فؤادها :-
أصل أنا كشفت كتير بس مفيش ولا دكتور قال اني هفتح كلهم قالوا أن مفيش أمل وكمان أنا أتولدت مبشفش !
صمت قليلاً متألماً وأبتسم بوجع ولمحات ما مضي أضئات أمام عينيه قبل ان يقول بأمل :-
الدكتور ليس إلا سبب لكن الشافي هو الله متفكريش في كلام الدكاتره …
قطع كلامه النادل وهو يضع الطعام أمامهم وأنصرف …
ساعدها بالطعام وكان يناولها كل شئ ، إذ أنه لم يأكل سوا اقل القليل ، فكان أحب إلي قلبه أن يتأملها وهي بذاك الهدوء والرقه والبراءه ، فتأملها يحيي فؤاده الميت ، ليعيد قلبه النابض لينبض بالحياه ….
أنتزعته من شروده عندما خاطبته قائله :-
ياسين “تطلع بها مهتماً” شكراً !
زفر بضيق متسائلاً :-
علي أيه ؟
# لأنك ساعدتني و وقفت جنبي مع أنك متعرفنيش !
فقال بهدوء وصوتاً خافت :-
وعرفتك اهو ومتشكرنيش تاني لأنك بقيتي مسئوليتي لحد ما أوصلك لأهلك يعني مسئوله مني فمتشكرنيش علي كدا .
أبتسمت لقوله الذي اشعرها بالدفء وأبهج قلبها .
جاءه مكالمه هاتفيه ما كاد لنهيها حتي صاح بها وهو يجذبها :-
قومي بسرعه!
ذهبت معه دون كلمه فمن ما ستخشي وهو جوارها أمانها الآن .
ولج بها للشقه بعدما وصل مسرعاً يسابق الريح أوصاها أن تمكث بها لحتي يعود وطمئنها انه لن يتأخر …
جذب سلاحه وغادر بعدما اجري عدت أتصالات ….
فقد كان لديه مهمه فأخذ قوة وأنصرف مسرعاً وتركها هي قلقه وجله .
رقدت علي الفراش منشغلة الفكر به وبكل لحظه مرت بهما رجولته وجدعنته وها هي تتذكر كل كلماته خوفها وأمانها وأطمئنانها ،مهلاً ما ذلك الذي فعلته أضمته ؟
كيف فعلت ذلك ؟ كيف جرأت علي ذلك ؟ ماذا يظن بها الآن ؟ وماذا يقول عنها ؟
أدهشها ذاك الأمان الذي يسكن فؤادها بوجوده هل لأنه أنقذها ؟
يا تري عندما تتتركه وتنتهي لحظاتهم هل ستراه مره أخري ؟
تنهدت بحزن وهي تدعوا له بفؤادها .
أجل لم ترآه ولكن ماذا يجدي المنظر فأهم روحه التي رآتها بقلبها …
💐”رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”💐
جذب وعد صوتاً ساحراً يدندن بعذوبة بلهجة صعيدية
فصارت مشدوهّ ناحية النافذة لتفتح ضلفتيها ماده بصرها يمني ويسر حتي تدري من أين يأتي هذا الصوت ، فوقع أخيراً بصرها عليه فإذ ب رحيم يجلس وغفيره جواره تتوسطهم ناراً مشتعله يستمدون منها الدفء.
عقدة ذراعيها مستنده برأسها علي النافذة تتأملهم و تستمع لكلماته ولكن ما كان يشغلها من هو ذاك الرجل ؟
ساعدها حينما كان يقف الجميع متفرجاً !
أنقذها من نار كادت أن تؤدي بحياته ليصبح ميتاً !
خاطر بذاته غير آسف لينقذها !
يبدوا جباراً ذو قسوة ولكنه متواضعاً محباً للغايه !
فمن هو إذاً .؟.
همست بجملتها الأخيرة متنهده وهي ترفع كفيها منحنيه تستند علي النافذة في اثناء ذلك رفع رحيم بصره إلي نافذتها ، وساد صمت بدا غريباً بتفكير !
لتغلق النافذة وتعود للداخل مرة آخري ….
قطع تفكيره رنين الهاتف التي أعطته لها رقيه حينما آتت ..
رفعت الهاتف بحماس و فرحه قائله ببهجه تسري بعروقها و أوصالها :-
عيوشتي قلبي اللي وحشني اوي عامله ايه!
ضحكة عائشه بفرحه لا تقل عنها وأجابت :-
وحشتيني اوي اوي اوي يا دودو انا الحمد لله بخير طول ما انتي بخير والله ، أخبارك بقا و وصلتي لأيه !
تنهدت وعد قائله بحده :-
مليون مره تسألي وبردوا مش هجاوبك دا شغلي يعني لو هموت مفيش كلمه هتطلع مني .
إجابتها عائشه باقتضاب وحزن :-
أنا أختك علي فكره مش عدوتك ! بحسك مش أختي دا أنتي ارجل من ياسين ابن خالك !
زفرة وعد برضا قائله :-
راضيه بنفسي !
ومن ثم همست بجديه :-
أقفلي يلا عشان موعد نومي خلي بالك من نفسك!
أجابت عائشه قائله باقتضاب :-
وانتي بخير ،حاضر وأنتي كمان !
وضعت الهاتف جانباً ، ونهضت تتهادي نحو النافذه ، وقفت وراءها ، مطله من فتحه صغيره كي لا يرآها أحد !
فكرة ملياً قبل أن تتجه للأسفل ، لعلها قد تتوصل لشئ يساعدها لما آتت لأجله ، أو عليها التمثيل عليه بالحب وتكسب ثقته وتعلم كل ما تريد ؟ ماذا تفعل فهو يبدوا جاهلاً يمكنها خداعه بسهوله !
ولكنه أيضاً يبدوا مخفياً دون رحمة في بعض الأحيان !
هبطت الدرج متجه للخارج مباشرةٍ …
تسللت بحذر شديد وعيناها تطوف بالمكان تفحصت المكان حولها قد تجد ما يصير الشك ولكن بلي فائده …..
قريباً جداً الصفقه الجديده وستقبض عليه حتماً هتفت بصوتاً مسموع دون أنتباه لذلك :-
هلف حبل المشنقه عليه وهخليه يتمني الموت وهعذبه علي السم ده !
صدمه لجمتها حينما همس صوت من وراءها :-
ومين ده اللي أمه داعيه عليه وهتخليه يتمني الموت !
اذدردت ريقها بصعوبه وهي تلتفت ل رحيم هامسه بصلابه وحده عكس ما يعتليها من توتر وبخبث قالت :-
واحد مش بيهمه حد ولا بيخاف من ربه …
قاطعها مغمغماً :-
أستغفر الله العظيم يا رب جوليلي أنتِ عليه وأنا هعرفه ازاي يتوب ويتصلح حاله !
أبتسمت ساخره وهي تغمعم بنفسها :-
مش تصلح نفسك أنت الأول !
أبتسمت قائله :-
لا بقا ربنا لو بيحبه هينورله طريقه …
أكتفي بهز رأسه مؤيداً لكلامها ، وخيم الصمت ليتنهد قائلاً :-
الجو برد عليكي يا…
صمت عندما قاطعته هي قائله بابتسامه وهي تنظر إليه :-
بشمهندسه ميار …
ليقول بمجامله :-
تشرفت بحضرتك يا بشمهندسه !
تأهبت لتصعد قائله :-
طب هطلع أنا ، عايزه أقولك شكراً لأنك ساعدتيني ومرتين كمان أنا مديونالك بحياتي وكمان علي استقبالك ليا في بيتك .
قالتها بأبتسامه رقيقه كي تهز قلبه ،لكنها لا تدري أن الصخر لا يلين بأبتسامه .
هز رأسه قائلاٍ :-
وأني عملت ايه يعني ؟ غير واجبي ربنا يوفجك ويكفيكي شر المستخبي ويسرلك طريجك !
أبتسمت إبتسامه باهته لتلك الدعوه التي أخترقت فؤادها سرعان ما اختفت من أمامه صاعده .
ليزفر رحيم متنهداً وهو يقول :-
ربنا يصلح حالك وحالنا .
💐رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ💐
عاد ياسين قبيل الفجر كانت به جروح لا بأس بها ، دلف للشقه وهو متناسياً تماماً تلك الفتاه ، أستلقي علي المقعد بعدما وضع سلاحه علي الطاوله ، كان مرهقاً جداً بعدما عاد من تلك المهمه والقبض علي المجرمين ، لم يمد طويلاً حتي صدح أذان الفجر عالياً بنسماته العطره المحببه لفؤاده ، فأستقام مشمراً عن ساعديه يردد الأذان وما عليه من أذكار ، وتوجه متؤضاً.
أنتفضت بهلع عندما أخترق صوت صنبور المياه أذنها أصاب الخوف ثنايا قلبها فأستحوذتها ، نهضت تتهادي وهي تذدرد ريقها بتوتر وخوف لقد أخبرها أنه سيمكث بالشقة المقابله فما أدراها اين هو الآن ومن معها هل شخصاً يريد الأذيه ، تحسست الجدار وهي تسير لتأحذه ك مرافق حتي فتحت باب الغرفه ، خرجت بخوف يقتلع فؤادها يسير بعروقها وأوصالها ، تعثرت بالطاوله فكادت بالسقوط لتستند بكفيها عليها ، و وقعت اناملها علي السلام لتشهق بفزع وحدقت بخوف فلاشئ ، سقطت علي الأرض والسلاح بيديها ، وألتمع الدمع بعيناها .
خرج وهو يجفف وجهه بالمنشفه ليتسمر مكانه عندما وقعت عيناه عليها ، طال الصمت بدا بتفكير منه ، تذكرها ليهمس متسائلاً وهو يقترب ليجذب من يديها السلاح :-
مالك قاعده كدا ليه ؟ في حاجه ؟ وبعدين ايه مصحيكي لدلوقتي ؟
قال جملته الأخيره وهو يدس السلاح بجيب بنطاله …
وقفت بحذر وخوف يكاد يطرحها قتيله وهي تهمس بصوتاً خافت بتلعثم:-
هو هو السلاح ده بتاعك يعني أنت أنت
قاطعها قائلاً بنبره حاده متعجبه :-
أنا أيه ؟
تراجعت خطوه للخلف وهي تهمس :-
يعني هو أ أنت أنت
أصدر صوتاً متأففاً دليل علي نفاذ صبره وغمغم :-
ايوه انا انا ايه بقا ؟
# أنت مجرم ؟
قالتها بنبره باكيه وأخذت الدموع مجراها علي وجنتيها ….
ساد الصمت محاولاً أستيعاب ما قالت ، الذي بدا له غريباً نسبياً صمت ملياً قبل أن يتفجر ضاحكاً لقولها !
وقال من بين ضحكاته :-
أنا ايه ؟ مجرم ! لا لا اطمني انا مش مجرم هسيبك بقا واروح أصلي … وانفجر ضاحكاً مره آخري ..
لتقول هي ببكاء :-
أنت بتضحك ليه دلوقتي ؟ ومعاك سلاح يبقي ايه ؟
كبت ضحكته عند مرآه لدموعها ليهمس متسائلاً :-
يعني هو مفيش غير معني واحد لاي شخص معاه سلاح مش يجوز ظابط ….
كفكفت دموعها راضيه لقوله ، تراجعت خطوه للخلف فتعثرت قدمها بالطاوله فصرخت بصوتاً عال مغمضة عينيها ، مهلاً لماذا لا تستمع لصوتاً عال دليل لوقوعها ولا تألمت ، مهلاً أنها تشعر الآن بيدين تحوطها بتملك ، سحر بوجهها متأملاً لها لملامحها التي تتبدل من الفزغ لراحه ، لفتح عينيها ببطئ الذي داب بهم .
تنحنحت قائله :-
مش هتصلي ؟
أنتبه لذاته ليتركها معاونها علي الأعتدال وقال متذكرا :-
اه صح هروح الشقه اللي قصادك هصلي وانام شويه خليكي أنتي هنا !
أؤمات موافقه ، ليرحل هو ملتقطاً جاكته مغلقاً الباب خلفه !
ندي ممدوح
💐صلوا علي محمد “صلي الله عليه وسلم “💐
دلفت “سمر” داخل الكليه عيناها تبحث عن أحد ، تسير متهاديه بخطوات متدّللة تضحك بغنج أن ألقي إلي مسامعه احد الشباب كلمة غزل ، يتفحصها هذا وذاك ويفترس بها وهي تسير أمامهم إلي خصلاتها وبنطالها الضيق وتلك البلوزه الضيقه التي تكاد تغطي نصفها العلوي .
وقفت أخيراً أمام شاب ما أن رآها حتي اقترب مصافحاً أيها وهو يقول بأعجاب :-
قلبي أيه بس القمر والجمال ده كله !
ضحكت عالياً لكلماته التي ذادتها فرحه أنها جميله وهمست :-
طب ما أنا عارفه إني جميله !
مال علي أذنها بوقاحه قائلاً :-
ما تيجي نخرج وسيبك من المحاضرات أنهارده ؟
صمتت ملياً بتفكير وقالت بوجل :-
بس ممكن حد يشوفني !
غمز لها مؤكداً :-
محدش هيشوفك وبعدين حبيب القلب فين مقربش بردوا يحن .
بهيام همست قائله :-
ياسين ، هيحن أن شاء الله !
ابتسم ساخراً لقولها ، وقال بتذكر :-
يلا نخرج تعالي !
اؤمات برأسها بإبتسامه خافته ، وخرجت معه من باب الكليه بإثناء ذلك وقفت سيارة آجري ترجل من بها غاضباً لا يري أمامه شئ !
صاح قائلاً بصوتاً أفزعها :-
أيه اللي عامله في نفسك ده ؟اشار للشاب الذي معها واكمل بصوتاً عال :-
مين ده جذبها من يدها غاضباً والشرار يتطاير من عينيه …
بقسوه رفع يده عادلاً من حجابها واخفاء شعرها ، من ثم خلع جاكته واضعاً علي كتفها ، لم تستطع التفوه بحرف ظلت علي صدمتها لم تتخيل ما قد يحصل ان اخبر احد وخاصةً ياسين.
هوت دموعها بخوف شديد ، عندما صاح بصوتاً هز فؤادها بخوف :- أيه النيله ده من امتي انتي كدا ؟ أمشي قدامي.
دفعها علي سيارة الآجري التي ما زالت واقفه .
ليتقدم الشاب الذي كان معها دافعاً أياه للخلف قائلاً بغيظ :-
أنت مين اصلا عشان تأخدها بالطريقه دي !
رمقه من رأسه لقدمه بسخريه وحرك أنامله علي ذقنه الناميه ليهوي علي وجهه بلكمه قويه اطرحته ارضاً وانحني ليصدد له بعد الكلمات المبرحه ..
تجمع الشباب حولهم ليبعدوهم ، لينعدل نافضاً الغبار العالق علي ملابسه ، جذبها من يدها ساحبها وراءه فجأه وقفت دافعه يده محرره كفت يدها قائله بثبات :-
وأنت مين عشان تعاملني كدا ؟ وانت مالك البس ايه وملبسشي ايه اقف مع مين ومقفش .
بسط راحته وقبضها يحاول جاهداً أن يسيطر علي نفسه للأيرتكب بها جريمه وقال بهدوء :-
صح أنا مين ؟ وليه بعمل كدا ؟ مش عشانك لأنك متستهليش ،بس بعمل كدا عشان خاطر بنت عمتك وابن عمك وعشان عيلتك كلها اللي أنتي مفكرتيش فيهم ولا تستاهلي ثقتهم.
فجر كلماته بها وتنهداً قائلاً بقسوه :-
هتغوري ؟ ولا هترجعي للي كنتي معاه
قال جملته الأخيرة بسخريه ..
لتسير معه رغما عنها ، يينما يكاد أنس أن يموت وجعاً أهذه هي من أحبها حقاً ؟ وكان علي أستعداد أن يفعل لآجلها اي شئ ؟
أحقاً هذه هي من أختارها فؤاده ؟
ندي ممدوح
💐 أستغفروا “أستغفر الله العظيم الذي لا اله الا الله الحي القيوم وأتوب إليه 💐
# جاهزه ؟
هتف بها ياسين بهدوء عكس ما ما بداخله كأن فؤاده اصبح نبضه متألماً موجعاً .
أتسعت ابتسامتها الرقيقه لتخطف فؤاده ليبتسم متطلعاً بها حافراً صورتها بفؤاده محتفظاً بصدي صوتها الناعش لقلبه .
لتقول برقه :- اه يلا بينا .
تنهد بصوتاً مسموع :- يلا .
خرجت جواره جنباً لجنب أغلق الشقه وأمسك بيدها التي جعلت بجسده كهرباء ليتوتر مغلق عينيه واضعاً كفها بمجهود عظيم علي درابزين الدرج وقال :- أنزلي .
هزت رأسها وهبطت الدرج وسارت جواره دون كلمه ، وكلاً منهما بداخله حرباً أو اعصار هائج من المشاعر ، أنه من شعرت معه بالأمان سيتركها لقد حماها بذاته وكاد بأن ينهي حياته لأجلها فهل يا تري ستلقاه مره آخري ؟
هل تخبره أن يظلا صديقين حتي يأتي لرؤياها ؟
كانت تسير بهدوء بينما آتي شاب اتجاهها يريد أن يخبط بها فما كاد ان يهم بالأصطدام بها أمسك به ياسين من عنقه ودفعه بعيداً ، ليركض الشاب بخوف هم أن يلحق به ، لولا أن يدها الناعمه الرقيقه قبضة علي كفه بتملك جعلته يقف مكانه ينظر لعيناها يرتوي منهم ظمأ قلبه ، أذدادت دقات قلبه وتسارعت انفاسه وهتف بهدوء وهو يشير لسيارة آجري وقفت مقابلهم :- يلا تعالي !
ساندها لتصعد وجلس هو جوار السائق الذي قاد مسرعاً
طوال الطريق يختلس النظرات إليها من المرآه الصغيره التي أمامه ، ها هما يصلا لا يدروا كيف مر الطريق هكذا بتلك السرعه لماذا لم تتوقف تلك اللحظه أجل لحظه ولكنها استقرت عميقاً بالقلب بين ثناياه ، ترجلت من السياره بمساعدته ، حاسب السائق وأنصرف .
وبعدها عاود الوقوف امامها منعقد لسان .
لمع الدمع بعيناها وهي تقول أسمه برقه اسمه الذي بدا كأنه يسمعه لأول مره ويحبه “ياسين” كأنها أعذوفها تعذفها برقه وهدوء ولطف .أبتسمت برقه قائله :- مش عارفه أشكرك أزاي .
وضع يديه بجيب بنطاله متنهداً :- متشكرنيش أنا معملتش حاجة غير واجبي !
هدد دمعها بالنزول وهي تقول :- اول مره أحس بالأمان مع حد غير زين اخويا ، اه معرفكش من زمن ولا تكلمنا كتير بس بيقولوا أن الاشخاص بتتعرف وقت الشده ولقيتك انت جنبي في عز خوفي حتي من نفسي ف ياسين أنا قصدي ..
زفر بوجع قائلاً :-هتلاقيني جنبك وقت ما تحتاجيني ، أنا قصدي يوم الحفله اتهمتك بأنك مش عميا وبتمثلي و…
قاطعته قائله بلهفه :- أنت اللي انقذتني وخدت الرصاصه مكاني .
بثبات قال تلقائياً :- ايوه أنا !
هتفت بعدم تصديق :- بجد مش مصدقه انت كدا انقذتني مرتين .
وأردفت قائله بتردد :- يا عالم هنتقابل تاني ولا لا بس كل اللي عايزه أقوله .
أسرع قائلاُ :-ايه قولي .
صمتت متنهده بتوتر وقالت :- أسمك أنا دايماً بحلم أني بنادي لحد اسمه ياسين .
ابتسم بخفوت قائلاً :- وجالك أهووو .
بتلقائيه قالت بلهفه :- ياسين ممكن نبقي صحاب ؟
ساد الصمت لم يدري ما يقوله منذ متي يرافق فتيات ؟
منذ متي يقف يتحدث مع فتاه من غير عائلته ليتنهد قائلاً :-
ثواني … ذهب ولم يدوم وعاد بقلم وقف امامها قائلاً :-
هاتي أيدك .
فوراً بسطت راحة يدها أمامه ، أمسك كفها ودون رقمه عليها وقال :- ده رقمي خلي حد يكتبهولك ويسجلوا وقت ما تحتاجيني رني وهتلاقيني عندك علي طول …
همت بالرد ليقاطعها زين متلهفاً جاذباً أياها بحضنه .
كاد الأعصارالذي بداخله ينفجر لتتنحنح سجي قائله بحياء :- زين ده ياسين اللي انقذني !
تطلع به زين قليلاً وشكره ما كاد ياسين بالذهاب حتي وقف علي صوت زين قائلاً :- استني ..
التفت إليه فأقترب زين هامساً بأذنه :-
شكراً لأنقاذك لأختي ! بس اللي بينا اكتر من كدا أحنا لسه بينا حاجات كتير لازم تتصفي !
قطب حاجبيه متعجباً من تلك الكلمات التي احس ان وراءها شيئاً غامض ليبتسم قائلاً بذات الغموض :-
وأنا موجود وقت ما تحب نتصاقي وخاف علي نفسك لأن ابن الشرقاوي مبيرحمش !،
ربت زين علي كتفه بأبتسامه غامضه ماكره وعاد جاذباً سجي التي نطقت أسمه بابتسامه مودعه وهي تلوح بيدها .
ندي ممدوح
💐”ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”💐
ولج حذيفه من الخارج متسائلاً بلهفه :-
هي أسماء فين عايزها ضروري ؟
نقلا هاله وحبيبه النظرات بتعجب لتهتف حبيبه بأبتسامه :-
اسماء في المستشفي دلوقتي ! ليه ؟
ردد بيأس :- في المستشفي ؟ طب أنا رايحلها !
قال جملته الأخيرة واختفي بلمح البصر .
بصدمه وزهول نظر الفتيات لبعضهم بزهول وهتفا بصوتاً واحد :-
رايح لها !!!
أنطلق إلي المستشفي يسابق الريح ، وركض متلهفاً للداخل وسئل عنها ،ذهب إلي مكتبها وطرق عليه أتاه صوتها أذاناً ليفتح الباب مطلاً من خلفه ، لجمتها الصدمه فأنتفضت واقفه
ابتسم بخفه قائلاً بمزاح :-
أيه ده هتفضلي مصدومه وتسيبي خطيبك واقف كدا ؟
أنتبهت لنفسها لتتنحنح قائله بتوتر وتوردت وجنتيها بحياء :-
تعالى أتفضل …
خطي كم خطوه للداخل وهو يقول :-
لا ادخل ايه أنتي اللي تعالي معايا يلا ؟
قطبت حاجبيها بعدم فهم :- أجي معاك فين ؟
أشار لها قائلاً :- هتتغدي سوا ! متقلقيش أستأذنت عمي
حدجته بنظره حاده وهي تعقد ذراعيها :-
وايه الجد من أمتي بقا !
صمت قليلاً قائلاً بصدق :-
مش يمكن كلامك أثر فيا وعايز أتغير بجد ونويت !
استشعرت الصدق بحديثه فخشت أن تصدقه فيوجعها خشت ان تثق به فتندم ماذا تفعل وهي عالقه بتلك الممشاعر الممتزجه ..
قطع سيل أفكارها المتواصل قائلاً :- يلا يا بنتي مش هتندمي .
اؤمات برأسها وجذبت حقيبتها وغادرت معه لا تسعها الفرحه …
وصلا إلي أحدي المطاعم وجلسا وطلب ما يريدون …
ساد الصمت بينهما ، أنما هي فكانت تشعر بالحياء الشديد والأرتباك سعاده لا تنوصف تنهدت متسائله وهي تنظر له :-
بردوا كلامي بس خلاك تتغير ؟
تنهد بصوتاً مسموع وانحني بجذعه للأمام قليلاً وقال :-
اه كلامك دخل قلبي وفوقه قارنت بين نفسي دلوقتي وما بين لما كنت صغير ، وافتكرت كلام ورد .
تنهد بحزن وندم قائلاً :- لما كانت بتقول أن احنا علي الدنيا مجرد ضيوف وأنا حالياً موجود في الدنيا مش ممكن بعد ثانيه مكنش واكون عند اللي خلقني ….
رفعت رأسها متطلعه إليه بدموعاً متلالأ بلهفه ، ليبتسم قائلاً :-
دي الحقيقه الموت ممكن يجي في اي وقت ف خوفت لو موت وهتحاسب وهدفن النار الجنه كله عملت حسابه ، وكمان عشان كما تدين تدان .
أبتسمت بسعاده ها هو حبيبها الغائب يعود …
لو فقط يعودوا أطفال قبل أن تأخذهم الدنيا من أنفسهم قبل أن تتملكهم وتقيدهم بملاذتها لو فقط يعودوا أطفال قلوبهم بريئه تسعد من أقل شئ لا تدري ما معني حزن لا تدري سوا طريقاً واحد وهو الطريق إلي الرحمن ….
قطع كلماتها صوت فتاه قائله بلهجه متحمسة فرحه :-
حذيفه أنت هنا ؟ بجد مش مصدقه نفسي .
وقف مزهولاً يتطلع لأسماء بنظرات أسفه لتهمس الفتاه :-
أيه يا بني مالك سرحان في أيه وبعدين قولنا هنتقابل قريب فينك .
ها هي تفوق من حلمها ؛ كانت تحلق معه بدنيا ليس بها سواهم و ثقت به وحلقت معه بسماء قلبه فيقذفها دون رحمة غير أسف ولا عليها او من خسراتها ..
ترقرقت عيناها بالدمع وجذبت حقيبتها ورمقته بنظره تمني ان يموت دون أن يرآها نظرة خذلان ندم كره جرح ألم ..
دفع التي أمامه برفق وركض خلفها يحاول جاهداً ان يثنيها عن الذهاب ولكنها لا تنصت له وأستلقت سيارة أجرة وغادرة
ندي ممدوح
💐”حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ”💐
تلهوو “مكه” بفرحه مع ديجا بالحديقه ، جاء “عثمان” حاملاً لعلبة بين يديه ، وقف متأملها بقلباً كلما رآها أصبح بستان تتتورد به الورود والأزهار وتغرد العصافير وتعزف الألحان ، يشعر وكأنها الهواء الذي يتنفسه ، أنها نسمة هواء جميله تأتي فجأه دون أنذار …
تنحنح قائلاً بهدوء وصوتاً خافت :- السلام عليكم.
ألتفتت له واختفت أبتسامتها التي كانت تضي وجهها وهمست بإقتضاب :- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أشارة لديجا وهي تقدم يدها لها :- يلا ندخل يا ديجا .
تمسكت ديجا بكف يدها ،وما أن همت بالرحيل حتي قال بنبره آسف هادئه اول مره يخاطبها بها :- أستني دقيقه .
وقفت دون أن تلتفت له ، ليخطي واقفاً أمامها دافعاً بالعلبه نحوها قائلاً بنبره جاده حاده :- أتفضلي
لوت فمها قائله بغيظ :- اتفضل ايه ده ؟
تغاضي عن نبرتها قائلاً :- أمسكي ومتتكلميش كتير يلا .
جذبتها منه بعنف وحده وفتحتها ناويه علي ألقاها بوجهه وأشعال غيظه ، ولكن شهقت بصدمه حينما رآت كاميرتها كما هي و وحده آخري..
أتسعت عيناها وفغر فاهها وهي تقلب بكاميرتها بغير تصديق وقالت :- اي ده دي متكسرتش ازاي بس هي مش تكسرت ..
قالت جملتها الأخيره وهي ترفع بصرها به .
ليقول وهو يضع يديه بجيب بنطاله :- اه هي صلحتها ..
لتقول بذات الدهشه :- طب والتانيه دي .
قالتها وهي تشير علي كاميرا آخري .
ليهتف وهو يتهيأ للمغادره :- دي هديه مني سلام قبل ما تثرثري ..
قالها وهو يلوح لها ،لتحدث ذاتها قائله بصدمه قائله :- أنا بثرثر .
استني بس …
ققزت فجأه أمامه لتقف عائقاً بطريقه واشارة لنفسها بغضب قائله :- أنا بتكلم كتير انا ثرثاره .
هز رأسه مؤكداً كلامها ودفعها ليرحل مسرعاً من أمامها بلمح البصر
ندي ممدوح
💐أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ* وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ”💐
ذهب الجميع من البيت منهم من بالعمل ، أو التنزه وظلت لمار مع خديجه بالبيت ، كانت سعادتها لا نهايه لها بها ، هبطت للأسفل تحضر بعض السندوتشات لخديجه وتركتها أمام التلفاز تتابعه .
ها هي تنتهي من تحضيرهم وكادت بالخروج من المطبخ فأنقطع الضوء لتتسمر مكانها وكأن قدميها قد شلت ، أنزلق من يدها “الطبق”مصدراً صوتاً قوي ،تراجعت ملتصقه بالجدار وعينيها متسعه وهي تهمس بجنون وتهز رأسها بعنف :-
سيبوه محدش يقربله سيبوه!
صوت صراخ ، ضحكات ، أنفجار ، أخترق أذنيها لتصرخ بصوتاً عال ٍ وهي تسقط أرضاً تسد أذنيها ، ارتجف جسدها وأستحوذ الخوف ثنايا فؤادها ، لتضم قدميها بذراعيها إلي صدرها وتدفن رأسها أنكمشت بخوف في نفسها ..
أستمعت خديجه لصوت صراخها بالأسفل ف كانت تقرأ قرآن وهي تسير بخوف تتلمس طريقها بذاك الظلام وإذ بها تصل الدرج ولكن زلت قدمها وصرخت متأوها بأسم لمار و……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى