روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثاني والعشرون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثاني والعشرون

فتاة العمليات الخاصة
فتاة العمليات الخاصة

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثانية والعشرون

((اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة؛ فإن جار البادية يتحول))
شعرت فجأه بيد علي كتفها وصوت يقول:- لمار يا بنتي خرجتي من غير ما تقوليلي؟
أستدارت برأسها ببسمه واسعه وقالت:-
زهقت، وحابه أقعد لوحدي شويه وأفكر في مكان هادى… أنت صاحي ليه بس يا عم عبدو؟
جلس جوارها ورمقها مطولا:- كنت لسه هقولك أني جهزت الأتنين؛ بتاعك جاهز وشهد يلا مخلصه…
أبتسمت بامتنان:- والله مش عارفه أشكرك ازاي؟
عبده:- تشكريني ايه بس هو أنا عملت حاجه؟
أبتسمت له..
وأستدارت برأسها وهي تتأمل البحر بهدوؤه…
& الوجع صعب ولكن الأصعب أن الشخص يحبس نفسه داخله؛ أخرجي من ظلامك لنورك؟
قالها عبدو وهو يري حزن لمار بادي علي وجهها..
تطلعت به بصمت وأبتسمت:- مين قال أني موجوعه بالعكس الضعف بيقوي والوجع بيعلم….
ألتفتت بعينها للماء مره أخري بصمت…
بعد صمت طويل نظرة له وقالت:- عمو روح أنت أنا تمام والله هفضل شويه بس وهرجع…
علم أنها حقاً تريد الجلوس مع نفسها…
فنهض ليغادر بعدما أطمئن عليها…
تأملات البحر أمامها وهي تتذكر كلمات أدهم التي تفوه بها… أجل رأت الكذب بعيناه…
أجل كل كلمه تفوه بها ليست من أعماقه…
ولكن من الذي جعله يقول ذلك؟
وما الدافع من تفريقهم هكذا؟
لماذا هو أنصاع له… كان من الأفضل أن يخبرها وهي تدري ما تفعله…
ظهرة فجأه صورة يوسف تطوف علي الماء…
بفرحه، أمل، أشتياق، شغف، أنتعاش… رمقته بشوق يكفي العالم وقد يذيد حتي…
بعيون ثاقبه كالصقر عكس ما بداخلها…
حادثة نفسها وهي تتخيل هيئته عندما كبر..
وحشتني أوي يا يوسف… ياتري بقيت أزاي دلوقتي هل كويس ولا لا… أرجعلي يا يوسف ازاي هان عليك تكون طول السنين دي بعيد عني هو أنت متعرفش أني محتجالك… اااه يا حبيبي لو تعرف قد ايه نفسي أشوفك وأضمك… لو بس تعرف قد أيه مشتقالك… مخطرش علي بالي أبداً أنك عايش… وعدتني تفضل جنبي ديما… بس ليه بعدت عني… أرجعلي تعال يا حبيبي…
زفرة بضيق وتمتمت قائله بانقباض:- حاسه أنك موجوع يا حبيبي يارب تكون بخير وكويس…
حاسه أنك بتناديني بس أنت فين؟
فاقت لذاتها علي صوت أذان الفجر يصدح بالمكان…
أغمضت أعينها لتستمع له بحب وراحه وأمان وهي تردده بصوت عذب… قراءة الوسيله…
وعادت لصمتها مره أخري… شعرت بخنقة روحها تذداد… وأنفاسها تضيق تكاد أن تتلاشي…
تذكرت ماذا فعلت؟ بتلك الحياه لا شئ؟
عندما يأتي يوم الحساب بماذا ستجاوب فهي بعيده عن العباده ولكن قلبها مليئ باليقين..
أبتسمت وهي تعاهد ذاتها علي أن تتغير بعدما تثلج قلبها بنار الانتقام ممن قتل والديها، وفرقها عن أخيها، بمن أهداها أوجاع لا تحصد!!!
نهضت لتعود لتلك الاوضه الصغيره التي تجلس بها… تؤضأت ومن ثم وضعت مصلاتها لتصلي…
وعندما كادت أن تسجد حتي أجهشت بالبكاء..
وكان قلبها يبكي ويأن وينتحب أيضاً…
فقد شعرت بكره الدنيا واتساعها… علمت أن كل ذاك زال… إلا أعمالها وهي لم تفعل شئ يدخلها الجنه…أنها قد بنيت ما لا تسكن… وأجمعت مالا تنتفع… بكت ببكاء حارق تخشي بأن لا تعود ولكنها علي يقين تام أن الله لن يخذلها…
ولن تموت سوي بعد أن يثلج قلبها الذي يحترق…
أنهت صلاتها، وتوجهت للتخت، تمددت حتي تغط في النوم… ولكنه جفاها وأبتعد وكأنه أقسم أن يجعلها ساهره في معانتها…
وضعت يدها خلف رأسها… وشعرت بشئ ينقصها… لقد كانت قبل أن تغفو تطمئن على الجميع فكيف لجفنيها أن تغفي وهي تعلم أن قلب أختها موجوعا الآن…
وكأن القلوب قد تلاقت وتعاهدا علي البقاء…
فقد كانت تنظر من النافذه بدموعا لا تفارق عيناها يأبي النوم أن يذهب بها لدنيا أخري وأن تنسي قليلا…ف الشوق قد لهب قلبها شوقاً …
أما مايكل فقد كان يجلس علي مقعده ويتأمل محبوبته… تذكر كلماتها… وخوفها عليه… وأحساسها به… تذكر جملته بأن يصلي ويخلق ذكريات جديده أجمل… نهض وتوجه ليتؤضأ ومن ثم صلي… وعندما سجد حقاً أن جل أوجاعه قد خفت… وأن تلك الهموم أنزاحت… وأن قلبه ها هو عاد للحياه براحه وأمان وسكينه.. تخيل أعينها شعر بالدفئ.. أنهي صلاته بعد ساعات… أخرج ما بجعبته لربه ومولاه وشكي له هم الدنيا والحياه والايام والليالي التي لا تنتهي سئله أن يحفظ له أخؤاته وأن يشفي والدته… ودعا لوالده بقلب رحب مطمئن بالإيمان… أنهي صلاته علي ذاك الصداع الذي رويدا رويدا يذداد حتي كاد ان يفجر رأسه… ك المجنون رفع يده ليحاوط بهم رأسه أراد أن يصرخ ولكن جسده أنهار علي المصلاه…. وبعلو صوته هتف:- ياااااارب…
أستمع لكلمات أهدته السكينه… وشفاء لما في قلبه ورأسه أجل لقد كان صوتها يرتل القرأن ترتيلا بحب وخشوع وهدوء بصوت عذب ينعش الفؤاد الميت….
رفع راسه من بين يديه… وعندما رفعها حتي رأي صغيرته بوجهها الباسم أمامه أبتسم بفرحه وسعاده وهمس بامان:- لمار…
مد يده ظنا منه أنها أمامها… ولكنها تلاشت تماماً عن ناظره وكأنها لم تكن وتبخرت بالهواء…
وقف مسرعاا وهو يتلفت عليها، وعيناه تجوب المكان فلم يجدها…
& أنت بخير؟
كان هذا صوت فيكتور الذي شعر بصديقه وأتي ليسانده…
نظر له بثبات مغشوش:- أنا تمام “أبتسم له” صاحي ليه! اللي يشوفك يقول بيحب؟
ضحك فيكتور وأقترب منه وقال بأمر:-
متهربش من السؤال ولا تكدب وقولتلك أحنا قلبين في جسد واحد إذا تألم واحد شعر الاخر وإذا أرق الاخر أرق الثاني…
ف بأكدلك مش هتعرف تكدب عليا ها مالك؟
هرب بعينه عنه وقال:- مفيش بجد! بس مشتاق لأميرتي شويه؟
علم فيكتور أنه يكذب فابتسم وأمسك يده ليجلس…
أرد أن يغير مزاجه فقال مازحا:- ايه رضية عنك ولا لسه البت دي؟
أبتسم مايكل علي ذكرها:- يعني زعلانه ومش زعلانه؟
فيكتور:- فزوره دي ولا ايه؟
مايكل أبتسم:- لا وأبداً يعني ممكن تقول كده أتصلحنا فعلاً …
فيكتور بمناغشه:- والله وقعت ومحدش سمى عليك؟
ضحك غصباً عنه وهو يتخيلها وقال:- شكلي كدا… بس يرضيك أقع ومتسميش عليا أخ عره صحيح!
أنفجر ضاحكا:- لا بس مين قال كده ياعم سميت أول واحد…
ظلوا باقي ليلهم بمناغشتهم وهزرهم من صميم فؤادهم….
كادت لمار أن تغفي وتذهب في ثبات عميق…
ولكنها نهضت مفزوعه بعدما مكثت وقت بالتفكير والانشغال… أستمعت لصوت صراخ أمراه لا تدري من؟
بلهفه وقلق خرجت مسرعه… تقدمت منها أمرأه تبكي وتولول وهي تقول ببكاء وجع فؤاد لمار:-
الحقي ابني يا بنتي مش عارفه اروح بيه فين ابني هيموت مني…
لمار بلهفه:- طب اهدي بس فهميني ماله ابنك؟
كأنها شلت فلا تستطع التفوه بكلمه؛ قبضة علي معصمها وسحبتها شبه راكضه وهي تقول بتلعثم :- تعالي شوفيه….
لمار ولجت خلفها لتري ابنها وجدته مغشي عليه لا يحرك ساكنا….،
حاولة لمار أن تجعله يفيق فلم تستطع نظرة لها بحده وهتفت بصوت عالي:- اهدي بقا واحكيلي ابنك ماله عنده ايه؟
قالت من بين شهقاتها… ويدها علي موضع قلبها:- هو ليه فتره بيشكي من قلبه وكشفتله بس الدكتور قال مفيش حاجه؟
لتهمس لمار بخوف:- قلبه…
أسرعت لتحمله وركضت به مسرعه لسيارتها وخلفها والدة الطفل…
لمار قادت بسرعه للمشفي… وصلت كانت مستشفي الأميره… لمار هبطت من السياره وهي حامله الطفل
… بتأمل نظرة للافته… وبقدمين لم تعد تشعر بهم كادت أن تقع… سرعان ما أسرعت لتمسك نفسها…
لا تعلم ما تلك المشاعر …
فاقت علي بكاء والدة الطفل الذي يعلو رويدا رويدا…
أسرعت خطاها للداخل…
وحقا لم يخيب ظنها… فأول ما لمست قدمها للداخل حتي أنهال عليها ممرضين ودكاتره ليأخذوا منها الطفل
لغرقة الكشف فوراً …
كانت تشعر بفرحه بداخلها… لا تدري سببها..
شعرت ها هنا وكأنها قد وجدت وطنها الذي كانت تائهه عنه كثيراً … وكأن هذا هو بيتها…
شعرت بأمان لا نهايه له..
وراحه لاول مره تحس بها…
شعرت بوالدة الصبي
وكأنها قد كانت متغيبه عن هذا العالم لعالم تاني أو ما شابه…
مضت نحوها لتمسك يدها بحنان وقالت بحنو:- متقلقيش هيبقي كويس وهيتعالج ويخف وهيكون أحسن من الأول؟ دي أحسن مستشفي وأبنك هيتعالج أحسن علاج!!!!!! وأنا جنبك متخافيش….
عانقتها بامتنان وهي تقول ببكاء:- مش عارفه من غيرك كنت هعمل أيه؟
فهمست لها بود:- ربنا عمره ما بيسيب حد أبداً هو ديما معاكي فكوني علي ثقه أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير…
أبتعدت لتنظر لعينها مطولا وقالت:- أنتي دلوقتي أثبتيلي أن الدنيا لسه بخير وفي ناس لسه بتساعد بقلب طيب وان مش كل الناس بتأزي… انا مش هنسي جميلك ده طول عمري….
لمار كشرت بزعل:- بتشكريني ليه دلوقتي أنتي عايزه تضيعي حسناتي ولا أيه؟
ابتسمت لها بفرحه:- لا مش عايزه أضيعهم…
هروح أصلي ركعتين “نظرة لطرف عينها للغرفه التي بها أبنها” وادعي لبني وادعيلك…
لمار أبتسمت ببهجه:-ماشي وأنا هصلي معاكي…
ثم أكملت باستغراب:-
بس هل هنا في مكان للصلاه…،
صمتا وهي تستمع لصوت يخرج من الغرفه يقول لشخص أخر بلهفه:- بسرعه لازم نطلب دكتور مايكل للعمليه لان الجراحه حرجه ولازم هو يكون موجود دا أكبر جراح والعمليه نسبة قليله….
علي سماعها لذالك… أضطرب قلبها بضجه كبيره حتي عقلها… لم تعد تحمل الوقوف فكادت بالوقوع لولا أنها أمسكت بذاك المقعد لتسند عليه وتجلس….
مايكل تردد ذاك الاسم علي مسامعه… سمعته كثيراً من عبد الرحمن وأمجد وتلك الفتاه التي قبضة عليها…
أيحق أنه هو أم لا؟ وإذ هو فلا يوجد مجرم يعشق المال ينهب ويقتل ويخطف بأن يفتح مشفي كهذه بالمجان وأن تكون علي أعلي مستوي…،
ومن أحسن الاجهزها…. عيناها جابت المشفي…أنها معقمه جيداً نظيفه يوجد أناس كثيره تعمل بها..
وجميعهم يعملون بجهد…،
لمعة فرحه… وترقرق الدمع بأعينها وهي تجوب المكان..
ما ذاك وكأنها تتخيل… أليست تلك الالوان وذاك البناء قصت علي مسامع أخاها أنها تريد المشفي الخاص بها هكذا؟
أيعقل أنه هو؟ أمل جديد امتلأ قلبها….
فرحه لم تعتادها من قبل أمتلكت قلبها…..
فاقت من ضجيج عقلها وقلبها… علي صوت والدة الطفل الحزين:- فيه مكان لصلاه تعالي يلا…
جذبتها من معصمها وذهبت… ولجت لتصلي وتركت معصمها… فوقفت محلها… خفقان قلبها وتسارع أنفاسها وكأنها قد دخلت بعالم جديد عالم مليئ بالراحه والسكينه والامان… خالي من الحزن والهم والوجع…
والمشاكل كأن جل ما بقلبها أنسكب من فؤدها بتلك اللحظه…. رفعت قدمها بعينان تفيض بالدمع….
هبطت دموعها واحده تلو الاخري رويدا رويدا…
وجدت نساء كثيره…. فمنهم من تصلي ومنهم من تقرأ القرأن “أنه ورث محمد يا فلا تريدون؟؟؟؟؟؟ ”
كانت ك الغرفه تشبه الجامع يصلي بها أهالي المرضي لمن أراد الصلاه…
ولجت بقلب مليئ بالإيمان أشرعت بدأ صلاتها بخشوع تام من فؤدها وجوارحها ويا الله من تلك اللحظه وهي تسجد بين يدي الرحمن وجل ما بقلبها يأخذه هو ليغيره لسعاده وكل الدعوات مستجابه مهمآ كانت….
أنهت صلاتها وجلست بسعاده لا توصف…
فأستعمت لامراه متنقبه تحادث أخري…
دكتور مايكل ده الله يباركله في عمره، أنسان زي الملاك كدا بيجي من اخر الدنيا عشان يعمل العمليات والمستشفي مفيش زيها ومش هيكون ومفيش دكتور هيتكرر بعده… كلهم غلوا الكشوفات وعشان تعملي عمليه محتاجه لالوفات بس الله يطول في عمره مش مخلينا محتجين حاجه العلاج هو بيأمنه لينا من حسابه حتي العمليات وكل حاجةربنا يقدره علي فعل الخير،…،
أستمعت لاخريات تقول:- يا حبيبتي داو مرضاكم بالصدقه… دا الرسول موصي عليها… طلعي صدقه لكل حاجه بضيقاك هتلاقيها فرجت من عند رب العالمين…..
لمار أستمعت لحديثهم الذي زلزلها… وخرجت أجرت عدة أتصالات ورسائل وغادرت المشفي….
بتمر ساعات أشرقت بها الشمس بحياه جديده ورائعه…
كانت تقف لمار بين ناس كثيره ومن بينهم عم عبدو..
تقف أمامه وهي تقول بصدق:- يا عم عبدو انت اللي هتمسك الجمعيه ما حد غيرك مش هثق غير فيك…
وبناء الجامع أنت اللي هتباشر عليه…
جاء أن يهم بالرفض فقاطعته هي:- وربنا أخر كلام وإلا هزعل…
أؤمأ برأسه مؤكدا بفرحه لتلك الفتاه التي أبتاعت سيارتها… وجلبت جل مالها لتصنع مشروع يسمي “الجمعيه الشرعيه” أشترت وقد فعلت به مصروفات للايتام والارامل والمحتاجين وكل شخص يريد شيئاً ليس بأمكانه… وضعت مبلغ بتلك المشفي….،
أجل بماذا ستصنع بسيارتها ستصعد بها وتجول بها لكل مكان تريده ثم بعد ماذا ستجني من ذلك… بماذا ستفعلها يوم القيام:- فيبطل عمل بن أدم بعد موته إلا من ثلاث “والد صالح يدعوا له؛ وصدقه جاريه أو عمل ينتفع به…..
ماذا ستفعل بمالها هل ستجلب ملابس جديده وتغير كل شئ وتصرفه بأشياء لن تنفع بعد موتها بلي ستكون ثقيلة الحمل ولن تستطع الصعود… فعليها أن تزرع شئ عند موتها يظل يذكر ديمآ وأبداً…
كانت تقف لمار وبسمه واسعه تزين ثغرها…
ك حوريه رأت مقعدها بالجنه…
تنظر لكل الوجه التي تتنقل من حولها والسعاده تزين…
فكلما رأت أحداً مبتسماً، فرحة أكثر وأكثر…
يا بني ف السعاده لبس مفهومه البسمه والضحكه فالكثير يبتسم ويضحك وداخلهم أوجاع لا تحصد…
“السعادة” ان اردتها فهي بالقلب تكمن…
أن ساعدت أحد. عرفت معني السعادة
أن أسعدة أحد عرفة معني السعاده
ولا تظن أن ذالك منسيا فهناك رب يري أفعالك وأن أسعدت شخصاً سيسعدك الله… أن رضيت أرضاك الله….
فالسعاده هي عندما تنشر الضحكه بوجوه الأخرين…
السعاده هي الرضا الرضا بكل ما كتبه الله عز وجل…
تقف لمار ببسمه وهي تنظر لكل شئ حولها بفرحه …
– لمارررررر أنتي هنا؟؟؟؟
ألتفتت لذاك الصوت باسمه وهي تقول:- زيد تعال
أشارة له…
ركض مسرعان نحوها وأحتضن وجهها بين يديه وقال بقلق:- أنتي كويسه؟
أؤمأت برأسها مسرعه، وأمسكت يده وهي تشير إليه:- بص أنا هعمل الجمعيه دي للمحتاجين وكل فلوسي فبها وهشتغل عشانهم هما بس…
قال مستغربا:- ليه هتصرفي فلوسك وخلاص؟
ردت بتهكم وهي ترمقه بغيظ:- يا ابني أنت مش بتفهم؟ “ابتسمت”، طب أنا هعمل ايه بالفلوس وفي ناس أولي بيها مني ومن كل حاجه البسمه والضحكه اللي بزرعها علي وشهم دي بالدنيا كلها وبتغنيني عن كل حاجة ….،
أستدارت وأشارة له بيدها:- شوف كل الناس، دي دي سعاده لوحدها…
عيناه تنقلت بينم حقاً أبتسم بفرحه وهو يري ضحكتهم…
جذبته من معصمه دون كلمه وسارت لفتره…
لم يسألها شئ…
وقفت أمام أرض بها العديد من العمال وأشارة بيدها:- وده هيكون مسجد هنا…
بوجه عابس حزين رمقها مطولا…
فأستغربة ذلك:- ايه مالك؟
زيد بتمثيل:- أصلك مش عايزه تشاركيني وأكسب حسنات زيك؟
لمار هزة راسها:- يا بني هو أنا حوشتك؟ تعرف يا زيد
نظر لها باهتمام فأكملت قائله:- بيقولوا أن الصدق بتشفي المريض؟
نظر لها بدهشه وزهول:- لمار مخدش تعبان فينا!
ربعة يدها وقالت بهيام:- مش عارفه حسيت أن حد قريب مني محتجاهة؟
نظر لها بدهشه، حتي هتف بعتاب:- أنتي ازاي تمشي كدا من غير ما تقوليلي،متعرفيش كانت خالتي ازاي من قلقي ليه كدا؟ أنا كنت بموت كل ثانيه عشانك!
أنتبهت لعم عبده بشير لها من الخلف… فابتسمت باستعجال وقالت:- معلش كنت حابه أفضل لوحدي… سارت من أمامه وهي تصيح:- خلي بالك من كل حاجةهنا لحد ما ارجع تمام…
ظن أنها ستقابل عبدو وتعود فوقب يراقب العمال بصمت ويري ما ذا يريدون…،
لمار توجهت لعبدو و وقفت أمامه…
فقال بقلق:- يا بنتي أتاخرتي على طيارتك…
يلا مفيش وقت وسيبي كل حاجة أنا موجود..
أبتسمت بامتنان له وربتت علي كتفه:-حاضر ااهو رايحه، ربنا يخليك يارب انا واثقه فيك طبعاً ومش هواسيك طلباتهم أوامر…
أبتسم له بفرح:- حاضر في عيوني؛ ربنا يرضيكي زي ما بترضي خلقه؟ يلا بينا..
ذهبت معه بابتسامه مشرقه….
هاله بتفتح أعينها المنتفخه من أثر البكاء…
كحيلة السواد.، ذو جسد أصبخ هزيلا ضعيفا، نحف جسدها…
عيناه جابت الغرفه بوجع… تشعر وكأنها تمكث في سجن مظلم بلي حالك السواد.. بين أربع حيطان مليئ فقط بالحزن والهم والوجع وعذاب الفراق والاشتياق.
ولجت ريم بكرسيها المتحرك… وجدتها كما هي بل أسؤ حالا… لم تنظر إليها… لم تشعر بوجودها أيضاً إلا عندما… أقتربت و وضعت يدها علي كتفها..
تظرة لها بعيناها المليئه بالدمع ما لبثت ان قالت بوجع وصوت مهزوز من وجع القلب:- هو ليه ربنا مش عايز ياخدني؟
ليه كل ما بحب حد يأخده مني؟
أنا عملت أيه لكل ده؟ ليه مش مكتبولي أفرح؟
ولو فرحة أتالم أضعاف الفرح!!!
ليه مشوار الحياه صعب كداة؟
أنا عملت أيه عشان كلهم يروحوا ويسبوني؟
أنا عايزه أنتحر وأريح، يمكن أستريح؟
عايزه أنام من، غير ما أقوم تاني؟
دنيا وحشه وناسها أوحش، بس السؤال ليه كل ده؟ أنا بجد زهقت ونفسي أموت بقا؟
بس للاسف حتي الموت زعلان مني ومش عايزني؟
مع كل كلمه تلفظ بها؛ تنهمر دموعها كالشلال…
ويصرخ ويأن قلبها… وجل جوارحها…
أجهشت ريم بالبكاء أيضاً… ولجت ورد بعدما أستمعت لحديثها… وعيناها تطلق شرار،بغضب، سارت مسرعه لتتخطي ريم وتصبح أمامها بوجه هاله وصرخت بصوتا عالي أفزع هاله:- هو ليه ربنا مش عايز ياخدك؟
لان كل شخص ليه موعد ربنا بياخد أمانته فيها… لان ربنا إذا أحب عبدا أبتلاه،لان الصابرون يأخذون أجورهم بغير حساب… يا شيخه أخمدي ربنا أنه أبتلاكي في الدنيا مش في الاخري… أشكريه علي البلاء،لانه بيحبك عايز يعلي من أعمالك…دي الهموم بعدها فرج وربنا بيعوض…. ليه ربنا خد كل اللي بتحبيهم طب أنتي زعلانه ليه؟هو خد أمانته! أنتي مين عشان تعترضي؟ الرسول مات اولاده ومات ليه ناس كتير غاليه ليه مقلش ليه يارب؟ غارفه ليه لانهم بيوجه رب كريم بيعوض وبيجزي كل شخص علي قد صبره…
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها… لو أنتي مش،قد الابتلاء تأكدي مكنتيش هتبتلي بيه… بدل ما تقعدي تبكي وتقولي ليه؟ وانا عملت أبه؟ قومي صلي احكيله اللي في قلبك عشان يطمن قلبك… قربي منه،أستغفري،صلي على النبي، “صلي الله عليه وسلم”اقتربت منها بحنان و وضعت يدها علي وجنتها:- قومي صلي وأصبري وثقي في الله ورضي عشان ربنا يرضي عنك…
أؤمأت برأسها و وقفت لتصلي ومعها ورد وريم…
ما كادت أن تنتهي من صلاتها حتي شعرت بضعف أكثر وأنقباض وأغشي عليها محلها…
صرخت ريم بقلق باسمها… وبكت بعجز وقلق..
أما ورد فضمتها وهي تنادي باسم أياد…
جاء أياد راكضا علي صوت بكاؤهم… كاد أن يدلف للغرفه فتوقف محله بصدمه
فصاحت به ورد:- هو أنت هتقف مكانك كدة؟
أنتبه لذاته ليسرع ليحملها ويضعها علي التخت بحذر..
بمنزل أيهاب كان يخرج من غرفة تالا إلي غرفته…
أعين بها الدمع… يسير بألم.. حتي وقف محله أمام غرفة والده وهو يستمع إليه يقول:- مش فاهم يعني أجتماع أيه……. أنا مش هقدر أحضر بما أن أمجد موجود……… يا عم ماشي أنت واثق فيه؟ أنا لا!،
خلص الموضوع…. لمار مش هتقدر تعمل حاجه هي دلوقتي في حزنها علي موت عمرو دا كفايه شكله بس… دي كانت بتتوجع من صور الاطفال الغريبه ما بالك أنت بابن عمتها اللي ربته بايدها… وغير هي مكسوره دلوقتي مس هتقدر تعمل أي حاجه…………………
رجعت أمتي؟ كان أنهارده الصبح بتسئل ليه؟
……….
تمام سلام وخبرني لما تقابل البنت دي!!!!؟
بدمع سال علي وجنتيه… بسهم أخترق قلبه مسموم
همس بصوت مهزوز يأن:- عمرو؟؟؟
جال بخاطره صورته… العجز قد سيطر عليه…
لمار مكسورة؟؟؟؟؟؟
قلبه كأن به نار مشتعله… لم يدري ما عليه فعله….
ذهب لغرفته وسرح بتفكيره وهو يبكي علي موته… وحالة هاله ولمار الأن.!!!!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى