رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ندى ممدوح
رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثاني عشر
رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثاني عشر
رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثانية عشر
أسألك اللهم بأنك أنت الله ولم أكن بدعائك قط شقيا أن تجيرنا من النار وما يقرب إليها من قول وعمل ونسألك بوجهك الجنة بغير حساب أحينا في هذه الدنيا يا قيوم أسعد حياة ترضيك وارزقنا أكمل عمل ترفعه، وأصدق توبة تحبها.
علامة أستفهام كبيره ارتسمت على وجه زيد ، عاود نظره للرساله ولمنصور بغموض ، مسكه من ياقة قميصه وقال بحده :- مين ده انت بتشتعل لحساب مين ؟؟
نظر منصور له بتوتر شديد وارتباك فقال ببطء :- محدش يا بيه .
نظر له زيد بحده وبعيون تكاد أن تفتك به وهتف بصوت مخيف :- أنت بتشتعل تبع مين ؟ مين هو الشخص اللي بعتك ؟ بتبعني ؟
أجابه مسرعاً وهو يهز رأسه بالرفض :- لا لا لا يا بيه أنا مبعتش حضرتك ولا عمري أعملها !!!
أجاب زيد بغموض :- أمال تسمي ده أيه ؟
رد منصور وهو مطأطأ الرأس :- معنديش أوامر أني أقولك على أي حاجة .
أراد أن يفرغ غضبه في أي شئ ، فلكم الحائط بيده بقوه ثم رفع رأسه لينظر لعبد الرحمن الذي بدأ أن يفيق وقال بحده لمنصور ودون النظر إليه :- أمشي .
أنصاع ﻷوامره فخرج مسرعاً ..
أم زيد فقد كان يغلي ، طاف أمام نظرة ك السناريو وجه بسنت الباكي ودموعها الحارقه ؛ أقترب منه بخطوات ثابته ليقف أمام رأسه ؛ أنحني ليجلس لجواره وجذبه بقوه من مؤخرة رأسه وصاح بصوت مخيف :- أنت خليت دموعها تنزل بس أنا هخلي دمك ينزل دلوقتي وهكون أسوأ كوابيسك .
انعدل وهو يجذبه ليقف أمامه وظل يصدد له اللكمات المبرحه ، أما هو فلم بستطع النطق بحرف مما هو به ..
****************
أحمد ذهب لشقته ، وألقي بجسده علي المقعد ، بدون مبالاه ، وكلماتها تتردد بأذنه ، أحس بالوحده فقد كانت هي عائلته ، وضع يده علي أذنه وهو يصيح :- بس بقا اسكتي كفايه .
أبعد يده ليسند رأسه للخلف وهو يتذكر كيف ساندته عند وفاة والديه فلم يشعر بفقدناهم ، تذكر كلماتها تألم قلبه بشده ، أستمع لنغمه هاتفه معلنه عن أتصال منها ، فلم يجب ظلت تتصل دون ملل ، حتي أمسك الموبايل ليلقي به أرضاً .
– بسنت بعدما دلفت للداخل ، واطمئنت على الصبايا .. كانوا جالسين على التخت
هاله باستغراب وهي تنظر لبسنت التي تشرد كل ثانيه وتبتسم :- أسمع ان اللي بيتخطف يخاف يبكي يزعل اي حاجة ، لكن أنه يقعد شارد الذهن ومبتسم دي اللي مش فهمها ، هو الخطف حلو ولا أيه ؟
لوت “بسنت” فمها وقالت :- اه الخطف حلووو جدآ .
– نعم ياختي اي اللي حلو ؟
قالت دون استيعاب :- الخطف .
دوي جرس المنزل ، لتهب هاله واقفه وهي تقول :- هشوف مين وانتي ياختي خليكي سرحانة .
ذهبت مسرعه لتفتح لتجد أمامها أيهاب ،
هاله بابتسامه :- أنت تعال اتفضل ؟
وتنحت جانباً عن الباب .
ليخطي هو للداخل وهو يقول :- حبيت أطمن علي أختك بقيت كويسه ؟
أجابته بابتسامه :- اه الحمد لله أحسن ، من غيرك مش عارفة كنت هعمل ايه بجد شكراً ؟.
أبتسم برقه :- لا لا مفيش شكر الاهم انها تبقي كويسه ؟
أشارة بيدها له أن يجلس :- أتفضل اقعد لحد ما أعملك شاي ؟
قال وعينه تجوب المكان ليبحث عنها :- لا لا شكراً انا اصلا ماشي !!
– لا والله ما يحصل احنا مش بخلاء اتفضل ودقيقتين بس وهجي ،
دلفت هاله للمطبخ ، وقف هو محله وتأخذ عينه جوله في كل ركن من الشقه ، ليقع نظره على علي تلك الصورة التي تحتوي علي طفله وشاب ورجل وأمرأه ، تأمل الصوره جيداً وقال بهمس :- سامحوني ..
طاف بعينه ليري تلك الصوره التي تظهر بها لمار عيونها الحاده وشعرها الاسود وجسدها الرشيق الرياضي وذلك السلاح بيدها ، رفرف قلبه فرحا تمني ان تكون أمامه لتظله بجناحيها ، فاضت عينه بالدمع ..
– أنت لسه وقف اقعد اتفضل !
أزاح تلك الدمعه الهاربه من عينيه بألم ، ليعاود النظر إليها بوجهه الباسم :- اه اه هقعد
رأت نظره مثبت لصورة لمار فقالت بابتسامه :- دي تبقي لمار عميله في الاستخبارت المصريه وتبقي بنت خالي ..
ألقت تلك الكلمات على مسامعه فهو يدري كل ذلك ويدري أيضاً أن والده السبب في معانتها وتحولها ..
قدمت له الشاي ، ليجذبه منها برفق ويرفعه ليرتشف منه القليل ويضعه على الطاوله وهو يهب واقفاً :- أنا لازم امشي بعد اذنك وحمدلله على سلامة أختك .. لم يترك لها المجال لتتفوه بكلمه وغادر الغرفه .
لتقول هاله بتريقه :- ماله المجنون ده .
***********
لمار كانت تتدرب بجهد كبير ، دقائق والجميع كانوا أمامها ، بالمكتب .. كادت بشرح العمليه لولا أنها أستمعت لطرق الباب فأذنت للطارق بالدخول ، نظروا جميعاً لمن دلفت لتوها ، أما لمار عندما طال صمتهم رفعت عينها عن الأوراق التي أمامها ، وقفت وهي تقول :- بسنت …
ابتسمت بسنت وهي تغلق الباب :- ايوه طبعاً أنا معاكم في المهمه دي .
تخلت لمار عن مقعدها وتقدمت لتقف أمامها :- أنتي كويسه اهم حاجة ؟
بسنت بحب :- اه متقلقيش يلا نبدأ
بدأت لمار تشرح لهم الخطه … ومن الحين للآخر تخطف النظرات ﻷحمد الذي يبدالها النظارات بجمود شديد ، قصت على مسامعهم كل شئ ، وكل دور واحد منهم …
ظلت تأتي أمامهم ذهاباا وأيابا ، وعيناها تتنقل بينهما وقالت بجديه :- احنا اه هنروح عشان ننقذ اطفالنا فممكن نتوقع اي حاجة ، عايزكم كلكم تبقوا أيد واحده ولازم الخير ينتصر وعشان ينتصر يبقي نضحي بروحنا ونحن غير أسفين ، عايزكم تعرفوا اننا لو موتنا هنكوت شهداء وهيفضل اسمنا معلم في قلب كل انسان علي مر الزمن ، عايزكم تعرفوا ان اروحنا مش لينا دي أمانة رب العالمين ومتي شاء أخذها … لو خسرنا روحنا ، هنكون شهداء عرفين يعني ايه ؟
يعني في جنة الخلد ويكفي ان رسولنا فيهادد عايزكم تكونوا واحد ونساعد بعضنا البعض “والله ثم الجنه” خلوا الشعار ده في بالكم ، عايزين نمحي من بلدنا كل خاين وارهابي من غير ضمير خلينا ايد وحده والله ثم الجنه واروحنا فداء اطفال بلدنا ونشر الخير .. “الله أكبر” انتوا معايا
فهتفوا :- الله أكبر معاكي طبعاً واروحنا مش مهمه لو هنموت ؟ هنموت بس الاطفال دي ترجع ..
ابتسمت لمار لهم ومدت يدها ، ليضعوا جميعهم يدهم بيدها
لتقول بجديه وصوت جهوري :- ودلوقتي يلا روحوا عشان تستعدوا ؟
أنصاعوا ﻷوامرها ورحلوا .. كاد أحمد أن يخرج ولكنه توقف علي منادتها له ، لم يستدر لينظر لها ولم يعطها أهتمام وخرج وهو يصفق الباب خلفه بحده ..
تنهدت هي بحزن وشرود ، ألتقتت سلاحها ومسكته وهي تتذكر عندما كانت طفله …
كانت طفله تخاف أن تقترب من سلاح والدها ؛ أما الآن أصبح جزاء منها … أنظروا لتلك الأيدي الناعمه الرقيقه الصغيره ، تكاد ان تمسك السلاح فينزلق من يدها لشدة رقته ، ولا تعجبوا وإذا عجبتم فتعجبوا كيف تحولت تلك الأيدي الناعمه الخشنه التي تمسك السلاح بمهاره دون خوف وكأنه قطعه من جسدها كيف تحولت إلى ذلك … أنظروا إلى قلبها الرقيق الخفيف الهش كيف الآن تحول إلى قلب ثابت ك ثبات الجبل أو أشد … أنظروا إليها وهي تمسك سلاحها بيد من حديد تصول وتجول في صفوف أعداءها ك اﻷسد الثأر تزأر بهم زأر الاسد فيفرون خوفاً ورعبا وفزعا منها ومن وجهها الغاضب العبوس ، يفرون من أمامها كمن رأي شبح الموت أمامه …
تتغلل صفوف أعداءها غير خائفه من الموت فهي قد علمت أن روحها أمانه متي شاء الله أخذها بل أنها كانت تريد الموت وتبحث عنه كي تكتب “شهيده” غير عابئه بنفسها كل ما يهمها هو العداله وسلامة وطنها فقط ….
تنهدت لمار بأمل ودموع متﻷﻷه ، أستمعت لطرق الباب وكانت بسنت ، ظلا يتحدثان سوياً .. حتي أتي الوقت الذي تنتظره ، تحدثت إلى اللواء “أمجد” ورحلوا إلى وجهتهم ….
وصلا إلى ذلك المكان وتلك المشفي القديمه ؛ لمار أعطت لكل واحد منهم اتجاه وأماكن العدو ، أما هي فقد دلفت لذلك المبنا ، وكلما تلاقت بأحد ضربته بلا رحمه ، وصلت لغرفة بأخر الممر فتحت ذلك الباب الحديدي من الجدار وهبطتت به فقد كان ك السرداب ، وقفت باخره ، عيناها جابت المكان ، هبطتت ببطء شديد ،
كان طفلاً صغيراً نائم على السرير “متخدر” وذلك الطبيب واقف أمامه ويكاد أن يفعل لسرقة أعضاءه بجواره بعد الرجال ..
كاد بأن يشق بطن الطفل ، ولكن يده تصنمت محله نظر ليجد تلك الفتاه التي تخرج من عيناها النار الحارقه
الطبيب بخوف :- مين أنتي ؟ وازاي تمسكي ايدي كدا ؟ ودخلتي ازاي ؟
لمار لوت يده لتسمع صوت كسرها بفرحه وقالت :- أنا أدخل اي مكان مهما كان من غير أذن أي حد ، أيدك دي ياتري كم طفل سرقة منه اعضاءه ولا كم مريض ، دلوقتي مش هتقدر تستخدم ايدك دي تاني ؟
جاء ليهجموا عليها فضربتهم جميعاً ؛ وكسرت لذلك الطبيب يديه الاثنين دون رحمه ، ولم تبالي بصراخه الحاد …. تركته يتألم وحملت الطفل وخرجت به من ذلك النفق المظلم ، نادت على فهد وأعطتته أياه ، ودلفت لاحدي الغرف ، كان بها الكثير من الأطفال ، أنتفضوا بخوف عندما رأؤها ، فابتسمت لهم باطمئنان قائله :- متخافوش خلاص كلكم هترجعوا البيت انهارده ، أشارة لهم على الباب ، كادوا أن يخرجوا إلا أنها دفشتهم للداخل بخوف عندما استمعت لاطلاق النار ك المطر ، جاء رعد راكضا وهو يصيح :- لمار استني متطلعيش الأطفال ، فجاءه جوه جماعه وابتدوا يضربوا نار وشويه شويه بيزيدوا احنا مكناش مخططين لده ، هنعمل إيه ؟
مسكته من كتفه لتدفشه لداخل الغرفه وأحكمت أغلاقها ، ولم تعطي صراخه وطرقه على الباب أهتمام وهتفت به :-
رعد الأطفال دي أمانه في رقبتك لو حصلتلي حاجه رجعهم لاهليهم طمنهم عشان ميخافوش وانا مش هسمح لكلب يقرب من الباب .. ..
رفعت هاتفها لتخبر اللواء أمجد بارسال قوه..
أسرعت لخارج المبني … رأت أن عدد العدو يفوقهم بآلاف المرات ، وفهد وأدهم وبسنت وأحمد من يواجه فقط وبعد القوه التي جاءت بها ومختبئين ، رفعت سلاحها بغضب يكاد ان يحرقهم جميعاً وتوسطت جموعهم وظلت تهوي بأرواحهم دون رحمه ، كان أدهم يغطي ظهرها ويدافع عنها وهي أيضاً … رأت بعضهم يتسحب لغرفة الأطفال ، ادت اشارة ﻷدهم ودلفت هي للداخل ، لتمنعهم من الوصول إليه غير عابئه بألمها التي تملكت منها وذلك الجرح الذي فتح رأسها ،
أبتدأت القوه تأتي مما ازاح عن أكتافها الكثير ،
كان أحمد يقاتل دون رحمه كما علمته هي ودربته ولكن ذهنه كان منشغل في كلماتها يخطف النظرات إليها مما أدي لجروح عميقه بانحاء جسده ؛ أستدار ليري ذلك الرجل الموجه سلاحه للمار ، أتسعت عينه من الصدمه وازدادت دقات قلبه ، هرول راكضاا إليها صرخ باسمها بعلو صوته فأتته تلك الطلقه لتخترق جسده ليقف مكانه يحاول جاهداً أن يصارع الموت ..
أستدارت علي صوته وانخلع قلبها من مكانه فاض الدمع على عيناها فصرخت باسمه وهي تهول إليه ، وقبل أن يهوي جسده على الأرض تلقته هي ليقع بين يديها … أمسكت وجهه وقالت بوجع :- أحمد هتبقي كويس متخافش … رفعت عيناها للذي أطلق عليها النار بغضب ونظرة ﻷحمد وصاحت بفهد وبسنت :- يلا اطلعوا بيه على اقرب مستشفي … وقالت بامل مش هيحصله حاجة ؟؟؟
فهد واقف وعينه تذرف الدمع فأومأ لها ، رفعته للمار ولم ترضي أن يحمله أحد ، أجلسته بالسياره برفق وطبعت قبله علي جبينه وقالت :- ليه عملت كدا انا اللي المفروض ابقي مكانك انت متستهلش كل ده ؟ نظرت لفهد بجمود :- لو حصله حاجة متلمش غير نفسك يلا بسرعه انت لسه واقف ؟
نظرة بسنت لها :- أنا هفضل معاكي ؟
صاحت بها وهي تدفعها للعربيه :- قولت اركبي احمد اهم لو حصله حاجه هموتكم ؟
انطلق فهد بصديقه ..
أما هي نظرت لذلك الذي يركض ، وتحولت عيناها للون الأحمر وبرزة عروق يدها ، وتحول وجهها للغضب والنار ظل صوت أحمد يتردد ركضت بكل قوتها خلفه والذي لم يكن سوي كامل الجبالي
كان يركض وهو يخطف النظرات بخوف إليها وسرعتها الغير طبيعيه في الركض ، وقفت سيارة سوداء أمامه لتصد طريقه ، وقف عاجزاً ، اما زيد فتطلع به بغضب من النافذة وابتسم بمكر
تأكد كامل أنه زيد فابتسم وقال :- الحمد لله جيت فوقتك ..
كاد أن يفتح الباب ولكنها دفشته للأرض ، واطلقت علي يده الرصاص ، صرخ بألم يكاد يقتله ، وضعت قدميها عليه وصاحت بزيد :-يلا خده من قدامي دلوقتي هرجعله تاني !!
أنحني زيد ليجذبه بقسوه ودفعه داخل العربيه ..
عادت لمار لتقاتل ، شعرت أن العدد قل ، أشارة ﻷدهم ان يلحق بها ؛ ففعل ذلك ، فتحت الباب …
ليقول رعد بقلق ينهش قلبه :- انتي كويسه فهد كويس ؟
طمنته لمار :- متقلقش كويسين . بسرعه مفيش وقت خد الأطفال من هنا ..
أومأ لها ومشي خارج ذلك المبني … وخلفه الأطفال وأدهم ليحميهم …
أما لمار فقد تعمدت ان تشتت أنتباهم … وركضت مسرعة للاعلي بذلك المبني وهم خلفها ، أحتمت خلف الجدار وظلت تضرب الرصاص …
وصل رعد بالأطفال إلى السياره ؛
استدار لينظر ﻷدهم :- روح انت خليك مع لمار انا هرجع بالأطفال ؟
ربت أدهم على كتفه :- متأكد ؟
أجابه بتاكيد :- ايوه توكل أنت …
رعد فتح لهم السياره ودلفوا الأطفال ؛ كاد أن يصعد حتي أستمع لإطلاق النار ، أستدار لهم وصدد لهم اطلاق النار ؛ فأوقع بعدد كثيراً منهم ، ولكنهم يذدادو … وعلي غفله منه ، أقترب بعد الرجال من العربيه ، ليمسك باحدي الأطفال ، لاحظه رعد فهجم عليه بغضب وضربه بقسوه ، فترك الطفله التي أجهشت بالبكاء والارتعاش ؛ كاد أن يقتله وهو يخنقه بقسوه حتي أنصاب بيده ورجله فوقع على الأرض بتأوه ؛ كاد بالاقتراب من الطفله ، فزحف رعد إليها ليخبئها خلفه غير مبالي بجروحه ، ظلا صامداا ك الجبل أمامهم ولكنهم نجحوا في ملئ جسده بالرصاص ، ولكنه لم يستسلم حتي قضي عليهم ، و وقع على الأرض …..
لمار بتقف على السور لتهوي بنفسها من فوقه وتقع على الأرض في ذات اللحظه ، أخرجت رمود من جيبها ، ضغطة عليه ، لينفجر المبني بأكمله نظرة إلى ذلك بتشفي … اقترب منها أدهم بصدمه فقال بزهول :-
يخرب بيتك فجرتيه ازاي وامتي عملتي كل ده ؟
أستدارت إليه بغضب وصاحت به بجمود :- أنت ازاي تسيب رعد وتيجي ؟
رد بهدوء :- جيت عشانك وهو هيرجع بالأطفال ؟
قالت بأمر :- روح دلوقتي وشوفه ، أنت غبي يا ادهم اكيد مش هيسبوه يعدي امال انا ليه بعتك معاه ؟ طب انت شفته وهو بيسوق ويمشي ؟
حرك رأسه مفكرا وركض إلى حيث ترك رعد ؛ أما لمار فقد ظلت تجوب المكان لتتاكد ان لا يوجد احد فذلك المكان مقطوع ليس به أحد ..
وصل فهد ليجد رعد ملقي أرضاً ، أقترب منه وانحني لمستواه بخوف وقلق :- رعد حصل ايه ؟
اما رعد فلم يقول سوي :- لمار عملت أيه
أدهم :- لمار اي بس أنت جسمك كله متصاب ؟
أبتسم رعد أبتسامته الأخيره وقال :- يلا يا ادهم الاطفال دول امانه امشي من المكان ده ؟
رد أدهم بدموع فاضت بعيناه وهو محتضنه :- أمشي ايه بس مش هسيبك لازم اخدك علي اقرب مستشفي ؟
رد بألم وتعب وصوت يجاهد على خروجه :- مفيش وقت متعطلش نفسك انا خلاص ميت ..
ادهم ببكاء :- ايه اللي بتقوله ده قوم عشان فهد هيعمل ايه من غيرك ؟
رعد بتعب :- فهد خلي بالك منه وعرفه انه اغلي حاجه عندي واني دي اول مره اروح مكان من غيره ، يلا يا ادهم دول امانه لازم تمشي بيهم وإلا مش هسامحك أبداً ..
بعد المنهدات استجاب له وصعد السياره ..وانطلق راحلا ﻷوصال الأمانه …
خرجت ورد من مخبئها لتقترب من رعد لترفع رأسه على قدميها وهي تبكي
قال رعد بتعب :- أنتي لسه هنا انتي لازم تمشي لمار هتعدي دلوقتي امشي معاها !
ردت ببكاء حارق :- سامحني يا عمو بسببي حصلك كل ده ..
أزاح دمعاتها وهو يلفظ انفاسه الأخيره ، لتمصد هي علي شعره بحنان وتقرأ له القرآن ، كادت لمار بالاقتراب من تلك المنطقه فأنتبهت لذلك الجسد الملقي بالأرض ، وتلك الطفله ، ركضت مسرعه إليهم وعندما علمت من يكون أسرعت وهي تهتف بإسمه ، لمار اقتربت منه ، رأت جسده مليئ بالرصاص حتي يده وقدميه ، مدت يده لتغلق له عيناه وهي تقول بصوت حاني موجع ودموع :-
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله ، شهيد عند الله يا حبيبي ، طبعت قبله حانيه على جبينه ودموعها غرقت وجهه … نظرت لتلك الطفله التي تبكي بحرقه …
جاء زيد ليهبط من سيارته مسرعاً ، وانصدم من منظر رعد ، دموعه ترقرت بعينه ، حمله برفق ليضعه بالسياره أما لمار فقد كانت تتأمل وجهه لتحفظ صورته بذاكرتها وتحفر له مكان بقلبها ، عاونها زيد على النهوض كادت أن تذهب فتعلقت بقدميها “ورد” استدارت لمار نظرت لوجهها الباسم الذي يشع ضوء فأنارت قلبها ، أنحنت لتحملها وصعدت السياره …
مر الطريق بصمت تااام جداً
ريم استقامت بجلستها وهي تهتف باسم معشوق فؤادها ، اقتربت منها هاله قائله وهي تحاوط كتفها :- مالك يا ريم بتصرخي ليه يا حبيبتي أنا جنبك ؟
كانت دقات قلبها متسارعه وانفاسها ، جذبت هاله كوب الماء ، وقربته لها
:- خدي اشربي شوية مياه عشان تهدي ؟
جذبته منها لترتشف القليل وتهديها لها وقالت بدموع وقلب مفطور محطم
:- أحمد حصله حاجة ؟
أجابة هاله “بالنفي :- لا يا حبيبتي هو كويس دا مجرد كابوس مش اكتر ؟
هزت رأسها بالنفي :- أنا حسيته بينادي عليا وبيقولي الحقني ؟ شفته وهو بيموت قدامي وبيسبني شفته وهما بيقتوله ، انا مش هقدر أعيش من غيره والله .
أحتضنتها هاله برفق وهي تمصد علي خصلاتها لتهداء ؛ حتي دوي صوت هاتفها ، ألتقتته وردت على فهد :- ايوه يا فهد طمني ؟
أجابها بصوت محتقن بالبكاء والوجع والقلق والانفطار :- هاتي ريم وتعالي على المستشفي ؟
هبت واقفه من جوارها وابتعدت قليلاً :- في اي يا فهد مالك ؟
رد بحزن وخنقه وبكاء :- مش عارف يا هاله قلبي وجعني ومخنوق حاسس اني روحي بتطلع مش عارف ليه مع ان أحمد كويس الحمد لله والاصابه سطحيه بس كسر في كتفه بس أنا مش عارف مالي مخنوق اووي ؟
ردت هاله ببكاء علي صوته الذي وجعها :- استهدي بالله يا فهد مفيش حاجة وأنا جايه اهووو
أغلقت هاله معه ، وأبدلت ملابسها مسرعه ، جهزت ريم التي استغربتها وكلما سألته أجابة باختصار :- هنروح مشور ؟
أشارة لعمر وجذبت الكرسي وغادرت الشقه ، كانت تغلق الباب بالمفتاح ، فأتاها صوته الذي يقول بمرح جعلها تبتسم .
– وأخيراً شفنا القمر عامله ايه دلوقتي أحسن ؟
قالها أيهاب لريم بمرح … ارتسمت ابتسامه على وجهها ابتسمتها بمجهود وردت :- أنت ايهاب اللي ساعدتني صح ؟
هز رأسه مؤكداً وقال بغضب مصتنع :- دا ترحيب ؟
ريم باستغراب :- مالك مش فهمها وليه بتزعق كدا ؟
قال بضحك كتمها بصعوبه :- ايوه بقا ده ترحيب ، بدل ما ترحبوا بيا وتستقبلوني “ابتسم بهزار” تطلعوني على المستسفي على طول !!
تعال صوت ضحكات ريم ، اما هاله فقد صفنت به ولضحكته التي ذادته وسامه .
أنتبه لشرودها ففرقع أصابعه أمام وجهها ، نظرت إليه وعاد لها عقلها ، ابعدت عن قصد عيناها عنه وهي تهرب منه وجذبت الكرسي وهي تقول :- عن أذنك لازم نمشي مستعجلين .
رد بقلق ونبره جديه :- في حاجه ولا أيه ؟
ردت هاله وهي تغادر من أمامه :- لا لا مفيش شكراً ، خطت كم خطوه وبعد ذلك أستدارت له قائله :- هو ممكن اسيب عمرو معاك ..
استدار لها بابتسامه :- اكيددد
رد عمرو ببطئ :- لا أنا عايز اروح معاكم ..
هاله اقنعته وأخذه أيهاب …
وصلت هاله المستشفي ، أنهلع قلبها عندما رأت لمار تجلس بكل ذلك الوجع ومنظرها يغني عن الف سؤال .. أما ريم فتسارعت دقات قلبها ظناً أن اصاب معشوق روحها شيئاً …
اقتربت منها ، سرعان ما قالت هاله بلهفه :- لمار أنتي كويسه صح طمنيني ؟
نظرت لعيناها وهزت رأسها ،
ريم مسكت يدها قائله بقلب يكاد ان يقتل :- أحمد كويس مش كدا ؟
لم تجد رد فعاودت السؤال ، انتبهت لمار لها فهزت رأسها ، فغمضت ريم عيناه بارتياح …
دقائق وتخرج الطبيبه ، أقتربوا منها جميعاً ولكن لمار توجهت لغرفته …
ريم تأملت جيداً تلك الطبيبه فقالت بتساؤل :- هو أنا شفتك قبل كدا ؟
ابتسمت لها وانحنت لجوار اذنها وهمست :- ايوه يا ريم !!!
نظرت لها باستغراب :- انتي مين ؟
– أنا اللي أبوها دفع تمن برائتك أنا بنته لشاهد العيان اللي دفع التمن حياته وانا هي نفسها اللي جبتلك حقك ..
ألقت تلك الكلمات علي مسامعها وهبت لتغادر دون كلمه اخري بعدما طبعت قبله على جبينها !!!
لمار ممسكه بيد أحمد وقالت بصدق وعينان تفيضان من الدمع :- وحشتني يا أحمد في الكم دقيقه دول ، أنا عارفه أني كنت قاسيه معاك ، بس والله ولا كلمه كانت من قلبي ، يا ابني دا أنت صحبي واخويا اللي ربنا عوضني بيه أنت حاجه مقدرش اتخلي عنها أبداً وبعدين زيد ده اخويا اه والله وبحبك قده وأكتر ، صمتت لبعض الوقت وتابعت بضحكه :-
طب لو هتفضل نايم على السرير ده قولي مين هيتجوز ريم ، قوم عشان اجوزك يلا ، طب انا قلبي وجعني وانا شيفاك كدا ليه وقفت قدامي بس ، “صمتت قليلاً” يرضيك تسبني لوحدي ادور لريم على عريس ؟
@ نعم ياختييي تدوري لمين على عريس سمعيني .
رفعت نظرها إليه فابتسم بحب ، ضربته بخفه وهي تقول :- ما أنت زي القرد اهوو برضه مش هجوزهالك ؟
جذبها بيده السليمه بخفه عندما احس بدموعها المتحجره :- مالك في حد حصله حاجة ؟
هبت واقفه وهي تقول بحزن :- لا استريح ؟
قال بألم وكتفه يؤلمه :- حد حصله حاجة جوبيني ؟
قالت وهي تستدير لتغادر :- رعد تعيش أنت ؟
ألقت تلك الكلمات عليه وذهبت فبكي بكي وهو يتذكر كل لحظاته وأوقاته مع رعد … دلفت ريم ودموعها على خدها عندما رأت جرح كتفه ….
أما لمار ذهبت باتجاه عائلة رعد ، رأها فهد فاقترب راكضاا اليها وامسك بيدها وقال بصدمه :- لمار بيقولوا رعد مات قوليلهم انه عايش ؟
هربت بعينها من عينه وصراخ مها وأيه ونورسين وبكاءهم يحرق قلبها ، اقترب ادهم من فهد ، حاوط كتفه ليجذبه بحضنه وهمس :- ادعيله هو في دنيا احسن هو شهيد عند ربنا قالي حاجة اقولهالك ، أن دي اول مره يروح فيها مكان من غيرك ؟
رفع فهد دموعه الحارقه بوجه أدهم وقال :- اه هو مش متعود يروح مكان من غيري طب انت عارف احنا اخلقنا سوي احنا مش عيال عم وبس احنا تربينا سوي وكبرنا سوي كنا مع بعض في المره قبل الحلوه ، مكنش بنخرج غير مع بعض وتخرجنا مع بعض حتي اتجوزنا في يوم واحد “وقال بصوت عالي” وانت جاي دلوقتي تقولي ان هو سبني ؟
أقتربت لمار من مها لتواسيها علي وفاة ضناها ، ببطئ كانت تخطي إليها ، وقفت أمامها وقالت :- شهيد والله شهيد في الجنه ابنك مات رافع رأسه وساب اسمه معلم في قلب كل طفل وكل بيت ، ابنك انقذ اطفال كتير كانوا هيموتوا وياخدوا اعضاءهم ويرموهم بدون رحمه ، ابنك شهيد ابنك كان عايش بيعمل لاخرته مش لدنيته ؟
أحتضنتها مها بوجع وقلب مفطور محطم وظلت تصرخ كانوا أخزاته البنات رؤي ، أسيل ، وجني ، يبكوا بدون توقف حتي نورسين وايه أما جاسر فقد كا يجلس بصدمه وهدوء مخيف وجواره ريان وكنان وحازم ..
لمار وأدهم ظلوا معهم لوقت الدفن ، وها هو يخرج بذلك الكرب ، لترفعه لمار معهم ، حاول أدهم يمنعها إلا أنها أبت ، رفعته وهي تتخيل ، الثلاث كروب الذي خرجوا أمامها في ذات اللحظه ، كانت تمشي وهي دموعها تهبط ، أما عائلته وحبيبة قلبه “ملك” فقد كان البكاء و وجع القلب حليفهم ، إلا أن رب الأرباب ألهمهم الصبر .
بعد الدفن غادرت لمار لتذهب إلى منزلها بقلب مفطور حزين ومعها هاله ، وتركت أدهم معه ريم بالمشفي بعدما تم الدفن …
دلفت إلى غرفتها دون كلمه ، أما بسنت فرجعت لمنزلها مع والدها بعد الدفن ،
أسرعت هاله خلفها ودلفت قالت ببكاء :- لمار أنتي كويسه ؟
ردت لمار بحده :- اطلعي برا …
حاولت هاله جهدها كي تبقي ولكنها عجزت عن أقناعها ،
وقفت أمام التخت نظرت ل “ورد” بحب وتدسرت بجوارها دون ان تبدل ملابسها ، وكأنها شلت لا تستطيع الوقوف …
– وقفت تلك السياره لتهبط تلك الطفله وبيدها هدايه. كثيره ، نزل هو الاخر وهو حامل بيده اخاه الصغير ، نظرت له بتزمر وبراءه :- جو سيبه وتعال شيل معايا ؟
رد بتهكم :- لا شيلي لوحدك ؟
قالت بحزن مصتنع :- كدا برضه .
– ايوه شيلي بقا …
أنحنت لتلتقت ذلك الحجر الخفيف والقته علي رجله بحده فنظر لها بحمود :- طب مش هشيل وخبطي رأسك بالحيط …
أما تلك الام الواقفه تنظر إلى اطفالها بضحكه مع زوجها
عز بحب :- مش هيبطلوا نقر بحسهم ضررر في البيت
ردت بسعاده :- بس ميقدروش يتخلوا عن بعض ؟
ابتسم لها وهو يضمها لحضنه :- اكيدد احنا ربناهم علي المحبه فمهما يتخنقوا ثانيه وتلقيهم كان ولا حاجة حصلت يلا بينا ندخل ..
قالت لمار بغيره :- انت بتحبه هو أكتر صح كدا ؟
أخرج لها لسانه ليغيظها وقال :- ايوه طبعاً مش انا اللي هربيه لازم احبه اكتر ، واستدار ليغادر ..
أما هي أحتضنت تلك اللعبه واسندت بظهرها على السياره وجلست بحزن ،
استدار لها وجدها حزينه فعاد لها
احست بيده علي خصلاتها ، رفعت عيناها به ودفشت يده بقوه وتزمر ،
فقال بحب وهو يجلس لمستواه :- يا بت مفيش في القلب غيرك انتي هتبقي امي وأختي واغلي منه ، وضمها بحب وهو يقول :- والله خايف تكبري واحبسك في البيت عشان ميجيش عريس يخطفك مني ؟
بعدت عنه وقالت وهي تتعمق النظر به :- هتعمل ايه لو اتخطفت ؟
@ أهد الدنيا طبعاً
انعدل ليمد يده لها :- يلا ياستي هاتي الهدايا دي ويلا ندخل ؟
كاد بالولوج للداخل ولكن تصنما محلهما عندما رأوا الفيلا مظلمه ، مسكت به بقوه وخوف ، ظهر ذلك الضوء الخافت … ليكور يده يوسف بغضب وعينه تشع شرار ، ام لمار اتسعت عيناها وظلت ترتعش بخوف وهي تري ذلك الرجل الذي يضحك بهستيريا وهو ممسك برقبة والدتها ودبحها دون رحمه ، أما والدها الذي أمتلا بالدماء صاح بهم ولكنهم تكاثروا عليه ليشلوا حركته وذبحوه بلا رحمه … وعمها هارون ملقي على الأرض … حاولت أن تري وجه ذلك الرجل إلا أنه كان يعطي لها ظهره ..
جذب يوسف لمار خلف الحائط وامسك بيدها وقال بجديه وهو يعطي لها أخاها :- خليه معاكي ومهما يحصل متطلعيش من هنا ..
هزت رأسها بالنفي وعيناها تترجاه أن لا يتركها ، ولكنه طمئنها بعينه وهب إليهم ك الوحش وانكد عليهم وهزم عدد لا بأس به ؛ تجمعوا حوله وطعنوه بسكينه ليقع مغشي عليه ..
كادت أن تتصرخ وهي متستعت العينين ، إلا أن احست بتلك اليد علي فمها تمنعها من الصراخ ، وتلك التي جذبت أخاها منها وابتعدت ، جذبها ذلك الصبي للخارج ، سرعان ما رأت نفسها وسط الظلام و وجدت ببعض الرجال الذين يحاوطوها وتلك الضحكه التي ترعبها ، نادت علي زيد فلم يأتي ليساعدها ، كانت ترتعش وتنتفض ونادت باسمه ولكنه لم ياتي …
أنعدلت لمار بجلستها وهي تلهث بقوه شديدها وتسارعت دقات قلبها ، كانت تنعدل وهي تقول بصوت عالي :- يوووووووسف ..
فتحت عينها لتنظر جوارها فلم تجد ، علمت ان ذلك الكابوس الذي يطارها من صغرها سيظل ملازما لها ،
ولقد لبي نداء قلبها ، وكأن روحها طافت عليه لتفزعه ، هب مزعورا من نومه وهو يقول بصدمه :- متخافيش يا لمار انا جنبك ..انا هنا اهوو متخافيش ..
صمت قليلاً ليعاود اتزان نفسه هدئت أنفاسه ، نظر لجواره وكانه يتامل ان يجدها ، جذب كوب الماء ليرتشف منه القليل ، و وضعه مره أخري ، دلف للتواليت و وقف تحت الماء البارد لعلها تطفئ نار قلبه ، ولكن كيف لها ان تنطفئ وهي ليست بجواره .. خرج بعد ذلك وبدل ملابسه .. وقف أمام المراءه ببدلته السوداء لتذيده وسامه على وسامته ، صفف شعره و نثر العطر علي ملابسه ، ونظر نظره أخيره لنفسه بالمراءه ، جذب نظارته ومفاتيح سيارته وغادر منزله ليفتح له السائق باب السياره ، وصعد بثبات وهيبه …
لمار كانت جالسه بنصف جلسه ، مستنده برأسها للخلف بحزن رهيب ، وهدوء مخيف ، أستمعت لذلك الصوت الطفولي ، مراراً وتكراراً ، ذلك الصوت الذي يدعوا لها تاره ، وبالرحمه والمغفره لرعد تاره أخري ، ولهاله تاره ، أستعجبت لمار كميت الادعيه التي تقولها دون ملل ، تنهدة تنهيده طويله وهبت واقفه ، لتقترب منها ، جلست لجوارها ، على المصليه ، وقالت بحب بعدما علمت الساعه :-
صاحيه ليه الصبح لسه مطلعش ؟
نظرت لها ببراءه وقالت :- صحيت عشان اصلي قيام الليل .
ردت لمار بفرحه :- بجد والله ..
ورد بتزمر :- ليه يعني مش مصدقه .
أجابتها بنفي :- لا يا بنتي طبعاً .. بس ادعتيلنا كلنا من غير ملل ، ف ايه بقا ..
ردت ورد بأجابه أزهلت لمار :- هقولك ليه بدعيلكم كلكم ، لأن أبي الدرداء رضي الله عنه قال لما سئل ”
” ليس رجل يدعوا ﻷخيه في الغيب إلا وكل الله به ملكين يقولان “ولك بالمثل” أفلا أرغب أن تدعوا لي الملائكه”
يعني انا لما ادعيلك بيبقي في ملكين يقولون لي “ولكي بالمثل” فهمتيني ..
أبتسمت لمار لها بحب ومصدت على شعرتها ..
هبت “ورد” واقفه وجذبت لمار لتقف وهي تقول :- يلا قومي أنتي كمان أتوضي وصلي ؟
رفضت “لمار” بشده ، ولكن تلك الطفله لم تسمح لها بذلك ، فتوضئت وصلت … جلست فرأت ورد تنظر إليها بنظرات لم تفهمها ..
أشارة لها “لمار” :-
أيه مالك بتبصيلي كدا ليه ؟
ردت بعد تنهيده طويله :- قومي صلي ؟
رمقتها لمار باستغراب :- ما أنا صليت ..
هزت رأسها بالرفض ..
فقالت لمار بصدمه :- ما انا يلا اهووو مصليه قدامك …. هزت رأسها بالنفي مره اخرى ..
لمار بنفاذ صبر :- يا بنتي مش شفتيني واقفه قدامك وصليت …
هزت رأسها بتأكيد
فقالت لمار غاضبه :- طيب امال ايه ؟
ردت ورد بصدق :- لانك كروتي الصلاه وصلتي بسرعة وصلاتك مش مقبوله … ﻷزم وأنتي بتصلي تستمتعي بكل أيه بتقوليها وتحسي معناها لازم تكوني خاشعه بقلبك وجورحك وروحك ، لازم تحسي بالامان والاطمئنان والسكينه ، لازم تطولي في سجودك وانتي بين أيدين الخالق ….
هبت لمار واقفه بزهول تام من كلمات تلك الطفله … وقفت وهي تنوي الصلاه كما شرحت لها فقالت :-
الله أكبرر … كانت تقرأ الفاتحه بخشوع وشعور لم تعتاده من قبل … أنهمرت دموعها وهي حقاً تشعر وتفهم معني كل أيه ترددها ..
سجدت ولكن سجودها طال دون أن تشعر … طال لوقت طويل دون أن تشعر بالوقت … ولكن تلك السجده قد أراحت وجع قلبها فأنهمرت دموعها لتغرق المصليه … رويداً رويداً ظلت تهدء ولكن قلبها ظل يبكي … شعرت بالراحه والسكينه وبرودة قلبها … شعرت بالفرحه والسعاده وراحة كبيررره جداً … أنهت صلاتها … بعدما جفت دموعها ..
نظرت لها ورد بابتسامه مشرقه تشع وجهها وقالت :- ودلوقتي ارفعي ايدك وادعي واطلبي وسألي ربنا أثني عليه بثنأ حسن كي يستجيب لكي وكوني على يقين أن الله يستحي أن يرد يدك خائبه …
رفعت يدها لرب الأرباب ودعت ظلت تدعوا بيقين وثقه … أن يفرج الله همها … ودعت لرعد … استقامت بوقفتها قائله :- ورد انا عندي مشوار ، ابقي طمني هاله عليا وخلي بالك من نفسك …
أومأت لها وعادت لصلاتها …
لمار أبدلت ملابسها وخرجت … لتصعد سيارتها ، وذهبت مقبله علي منزل أدهم …
وقفت السياره أمام العماره .. لتهبط بارتباك وتوتر .. ولكن هي بحاجه إلى والدتها “هدي” تلك الام الحنونه ، ولجت للداخل وصعدت كم درجه .. وقفت عندما رأت إسماعيل أمامها فأبتسم بفرحه وسعاده طارت بقلبه لترفرف به بفرحه :- لمار أنتي هنا يا حبيبتي وحشتيني وحشتيني أوي أوي ..
رفعت لمار عيناها لتنظر إليه … وجد الحزن متملك عيناها … والوجع يكسو ملامحها الجميله .. رفع يدها على كتفها :- مالك يا قلب أبوكي فيكي أيه ؟
أحتضنته لمار بحب وهي تهمس بأذنه :-
وحشتني وحشتني اوي ..
مصد علي خصلاتها .. وقلبه يؤلمه بشده علي وجعها فقال بعد ما تنهد بعمق :- هروح اصلي الفجر يلا اطلعي فوق ؟
أؤمأت برأسها له وصعدت الدرج ، أما هو ظل يرمقها بحب و وجع حتي غابت عن نظره …
طرقات على الباب عدة طرقات … ففتحت لها هدي ..
تلاقت عيونهم في نظره طويله … بها العتاب والزعل … قرأتهم لمار في عيونها .. فأحتضنتها بحب وهمست :- محتجالك أوي يا امي ..
ذهب كل الحزن والعتاب التي كانت تكنه لها بقلبها فربتت علي كتفها بحنان وجذبته للغرفه …وأخذتها بحضنها لتنام ….
غفت لمار … ولج إسماعيل الغرفه بعدما أدي فرضه … قال وهو ينظر لهدي :- نامت ؟
أؤمأت له ، فرفعت رأسها لتعدلها لها على الوساده … ودثرتها جيداً بالغطاء … وخرجت من الغرفه مع زوجها
فقال إسماعيل بقلق :- هي مالها قالتلك حاجة ؟
هزت رأسها بالنفي :- لا مقلتش … هروح أحضرلها لقمه تاكلها …
أشار لها أن تذهب …
بعد قليل بتفيق لمار علي هزه خفيفه ، لتزيح تلك اليد بتزمر :- هوووف سيبني أنام يا هاله ؟
قال أدهم بصدمه وهو يأشر على نفسه :-
هاله أنا هاله طيب استني عليا ؟
أمسك الابريق ليفرغ منه بالكوب ..سرعان من سكبه عليها … لتقوم مفزوعه بسرعه كادت أن تقع على أثرها وقالت في ذات الوقت :-
في أيه مين ؟
تعال صوت ضخكاته الجذابه بالغرفه عليها … وعلي منظر الماء الذي بل شعرها فذادتها جمالاً …
لمار بغضب :- متضحكش
ازدار صوت ضحكاته لتمسك الوساده وتلقيها عليه … وهي تصيح به :- في حد يصحي حد كدا يا غبي أطلع برا ؟
أشار لنفسه بزهول :- أطلع برا أنا بطرد ..
اقتربت منه لتدفشه للخارج وهي تدفعه من صدره :- يلا ادهم من هنا ؟
وقف قائلاً بابتسامه :- أطلع أطلع أنتي اللي خسرانه كنت جيبلك حاجة بس يلا اديها لاي بنوته هخرج معاها …. هب ليرحل من أمام عيونها الفتاكه التي أشغلت نار … كاد أن يغادر فجذبنه من ياقة جاكته وهي تقول بعضب :- معلش سمعني بنت مين اللي أنت عايز تقبلها ؟
تصنع الخوف وقال :- بنت هو أنا جبت سيرة بنت ؟
قالت بعضب وهي تنظر لعينه :- متكدبش …
هدئت قليلاً لتقول :- صح أيه هو اللي مش هتدهولي ؟
هز رأسه نافياً وهو يقول :- لا لا مش هقولك خلاص … أقترب منها لينحني بوجهه أمام وجهها بقرب شديد وهمس وهو ينظر لعيناها وملامحها بتامل وتعمق :- بس مكنتش أعرف أنك بتكوني قمر كدا اول ما تصحي ؟
ضربته بخجل على كتفه ، ودفعته بعيداً وقالت :- يلا بقا قولي عايز كنت تديني ايه ؟
شعر بحيائها ، فنظر إليها بحب … أربكها أكتر ، جذب من جيبه شوكولا … ليمسك بطرفها وهو يمرره أمام نظرها …
فقالت بفرحه وهي تصيح كالطفله :- الله شوكولاته … اقنربت منه ركضاا وكادت ان تاخذها ولكنه أبعد يده ، وهو يقول بمزاح :- لا مش هتاخديها ؟
لتقول وهي تحاول جذبها منه :- هات بقا يا أدهم هخدها وربنا ؟
اقتربت منه رويداً رويداً .. سرعان ما جذبته منه وركضت … ليلحق بها وتتعلي صوت ضحكاتهم … اتجهت للمطبخ لتختبئ خلف هدي وهي تقول :- الحقي ابنك اتجن ..
هدي ضحكت :- ادهم ملكش دعوة ببنتي ويلا اطلع بقا ؟
قال بتزمر :- هي بنتك امال أنا ايه
صاخت به هي :- برااا ..
فقال بتفكير :- خارج اهووو اشبعي ببنتك ..
جلست لمار على الطاوله بمرح وهي تأكل الشوكولا بتلذذ …
رمقتها هدي بحب وقالت :- عملتلك الاكلت اللي بتحبيها ؟
قالت لمار بمرح :- عملتيلي ايه ؟
نظرت هدي إليها بعمق :- تعالي بس رصي السفره معايا وبعدين اقولك ؟
وقفت لمار لتأخذ منها الطبق تلو الاخر وتدعه على السفره بينما باليد الاخري الشوكولا …
ضحك أدهم عليها وقال بتريقه :- أمسكي الطبق كويس الشكولاته مش هتوه منك ؟
لكمته ببطنه وخطت كم خطوه وعادت أدراجها وهمست بأذنه :- انت جايب واحد بس ؟
رفع حاجبه باستغراب وقال :- أيوه طبعاً امال اجيب المحل ؟
همست بصوت منخفض :- المفروض …نظرت له قائله بغضب :- اي البخل ده مش تجيبلي علبه او علبتين انا كدا هغير رأيي
كادت أن تذهب فأمسك بيدها وجذبها نحوه :- هتغيري رأيك في ايه ؟
فقالت وهي تنظر لعينه :- فيك عندك مانع ؟
فتراجع عن كلامه :- انا مقولتش حاجة بقول اني جيبلك علبه كامله بجميع الشوكولاتات .
هزت رأسها له … وذهبت لتعد الطعام مع هدي ..
بعد أنتهاء الطعام .. ولجت هدي للمطبخ وبيدها طبق … وضعته أمام وجهها .. نظرت لمار للطبق وصاحت بفرحه وعيناها تلمع :- الله كل ده عشاني .. وجذبت الطبق وهمت بالاكل فوراً من كل انواع الحلويات ؟
ابتسمت هدي بفرحه على فرحتها البسيطه من اقل الاشياء وقالت :- عملتلك بلح الشام ولقمة القاضي وصوابع زينب كوليهم كلهم هااا ..
ابتسمت لها لمار بفرحه
فنظر أدهم لها وقال بتريقه :- طب حتي اعزمي علي اللي قاعد جنبك …
مدت يدها له بالطبق ، مد يده ليأخذ وفي اخر لحظه جذبت الطبق اليها وهي تضربه على يده :-
الطبق ده ملكي انا بس خلي أمك تعملك ..
تعال صوت ضحكاتهم عليها … أما ادهم فقد صفن بها بضحكتها وروح الطفوله وطريقة أكلها ….
بعد مده ذهبت برفقته لمنزل “جاسر” للعزاء ولكي تواسي مها والدة رفيقها …
بعد تأدية العزاء صعدت مع أدهم لكي يوصلها … نظر لها من المراءه فقال :- هتعملي ايه انهارده ؟
هزت رأسها :- هشوف هاله وعمرو وبعد كدا هشوف أحمد ؟ انت هتعمل ايه ؟
ابتسم بحب وصدق :- ولا حاجة هروح مكتبي وهتامل صورة حبيبتي ؟
ابتسمت بخجل … وصل لمبتغاها قبل ان تهبط قال لها بحب وعشق :- خلي بالك من نفسك ؟
ابتسمت وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها لتتعمق النظر لعيناه لمده وهو أيضاً … وكأن عيونهم لها لقاء خاص …
هبطت من السياره لتدلف للداخل ولكنها شعرت بهدوء … شعرت بالقلق .. ولكنها أستعمت لصوت الندي الذي ترنم بصوت سجي مطرب لاذانها ليخترق قلبها ليفعل به فعل السحر أو أشد ، ذلك الصوت الذي دلف حصون قلبها فهزه بقوه … ترنم ذلك الصوت ليخترق قلبها ك السهم …
ما هو ذلك الصوت ؟ ما المخبئ لها ؟ ما مسير كامل مع زيد ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)