روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثامن والستون 68 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثامن والستون 68 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثامن والستون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثامن والستون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثامنة والستون

الخاتمه ج 1
# دموع العاشقين.
ندى ممدوح.
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ
تململت بإنزعاج على رنين الهاتف الذى لا يكف .. فمن قد يحادثها بذاك الوقت المتأخر من الليل .. مدت يدها من أسفل الغطاء وهي تتثاءث بنعاس وألتقطته من عـ الكومود وبدون أن تنظر للشاشه لتدري ماهية المتصل ردت بكسل :
– السلام عليكم مـ…. ؟
لم تتمتم عبارتها حينما تناهى لها صراخ “زينب” وهي تقول ببكاء وألم وتتأوه بشدة :
– سمر الحقيني شكلِ بولد .. ااااه… سمر تعالي بُسرعه أنا بموت وانس مش موجود وتلفونه مغلق.
أنتفضت جالسه بأعين متسعه .. نظرت بالهاتف كأنها تتأكد ان هذه زينب أم لا ثم تنبهت لذاتها مردده بعجاله تهدأها وهي تنهض :
– اهددي يا زينب طيب… أنا جايه أهوو متقلقيش بالله عليكي اهدي خمس دقايق بس واكون عندك استحملي.
انهت جملتها بقلق وهي تُغلق معها وأسرعت للخزانه ملتقطه غباءه سوداء اللون سريعاً وأرتدتها وخرجت مسرعه من الغرفه بقلق جليّ وهي تضع حجابها وتعدله ، اتجهت فوراً لشقة حذيفه وأخذت تقرع على الباب بجنون وهي تنادي بإسمه ، فتح حذيفة مفزوعٍ وبهلع تقدم منها متسائلاً :
– سمر في ايه مالك ؟
سمر سريعاً :
– حذيفه زينب مرات انس بتولد امشي نروحلها وصحي اسماء بسرعه لو سمحت.
جاءهم صوت أسماء من الخلف وقد سمعت كلام سمر :
– حاضر يا سمر هلبس في خلال دقيقه اهوو ونروح… بس اهدي أنتِ.
أبدلا ملابسهما سريعاً واستقلا السيارة وقاد حذيفه بعجاله ، بينما سمر تحادثها وهي تجلس بالخلف ، وأسماء تحاول تهداتها ، صف حذيفة أخيراً السيارة لتترجل سمر ركضاً للأعلى ولحقت بها اسماء .
لم يمض طويلاً ودخلت زينب غرفة العمليات ، وظلت سمر وحذيفة بالخارج ، بينما اسماء دلفت غرفة العمليات معها ، دقائق وجاء أنس بقلبًا هلوعٍ قلقًا وتساءل بنبره قلقه :
– زينبب فين هي كويسه ؟ أنا .. انا بس كان التلفون فاصل.
ربت حذيفة على كتفه بهدوء متمتمًا :
– حصل خير هي رنت على سمر وجينا على طول متقلقش هتبقى كويسه أن شاء الله هي دلوقتي في العمليات.
اؤمأ أنس وما زال القلق ينهش به ، ثم ادار رأسه لـ سمر قائلاً وهو يغض بصره ما أن أسترق نظرة سريعه :
– شكراً يا سمر .. مش عارف أشكرك ازاي والله.
دون أن تنظر إليه همست في قلق :
– العفو على ايه زينب زي أختي متشكرنيش ان شاء الله تقوملك بالسلامه هي والبيبي يارب.
جاءت والدة انس وجلست بجانبه بصمت ، تليها ياسين وسجى ما ان علما أنها ستولد.
ربت على كتف أنس وهو يقف بجانبه ليتمتم أنس بتنهيدة :
– مكنتش تعبت نفسك يا ياسين.
ياسين :
– عيب عليك ايه اللي بتقوله دا.
شعر انس بإنقباضه في صدره فجأة لا يدري مكنونها بعدها خرجت أسماء وهي تحمل طفله الصغير بيدها مقتربه منه ببسمة ، ليتجه أنس نحوها بأعين دامعه ومد يده لتناوله له اسماء وهي تقول بسعادة تشع من عينيها :
– بسم الله ما شاء الله ولد زي القمر يتربي في عزك يارب شيله على مهلك.
شكرها انس بإمتنان في حين نظر لـ ياسين بأعين أغروقت بالدمع ليقول ياسين بفرحه :
– الله صغنوني اووي الف مبروك يا حبيبي.
انس بسعادة تشع من عينيه :
– الله يبارك فيك يا حبيبي.
أذن انس بجانب اذن الصغير ثم اخذته والدته بفرحه مكبره.
لتتمتم أسماء ببسمة هادئه :
– هاتوا بقا القمر ده .. عشان لازم اكشف واطمن عليه واعمله شوية فحوصات كدا واجيبه تاني.
تبسم لها وهو يؤمى برأسه ثم ردد بلهفه :
– زينب .. زينب كويسه.
ثم وهو ينظر لغرفة العمليات خلف اسماء تمتم :
– هي ليه مطلعتش .. عايز أشوفها واطمن عليها.
اؤمأت اسماء بتفهم :
– هتطلع دلوقتي لغرفه عاديه وادخل اطمن عليها ..
اخذت الطفل وسجى وتوجهت لغرفه الكشف والحضانه.
في حين خرجت ممرضه وأخبرتهم بنقل زينب للغرفه فتوجه انس و والدته للأطمئنان عليها ..
بعد سويعات قليله خرج أنس من غرفتها متوجهاً لـ سمر قائلاً بلهفه :
– سمر .. زينب عايزه تشوفك.
نظرت له ثم نهضت بهدوء وقالت :
– حاضر انا كنت دخللها بردوا بس بس.
تفهم انها لم تود الدخول بوجوده فؤمأ برأسه بتفهم :
– ولا يهمك روحي هي لوحدها ماما رجعت البيت.
اؤمأت بتفهم ثم تحركت ناحية الغرفة ، طرقت بهدوء فوجدتها ممده بوهن خائرة القوى وجهها شاحب نسبيًا تحيط عينيها هاله من السواد العميق ، تبسمت ما ان رآتها تطل عليها ومدت يدها بوهن لتدخل سمر ركضاً للداخل وأمسكت بكفها المدد وتمتمت :
– ألف حمد لله على سلامتك ياقلبي طمنيني عليكي دلوقتي أنتِ كويسه.
ربتت زينب بكفها الاخر على يدها وهي تؤمأ ببسمه :
– الحمد لله .. اقعدي جنبي هنا.
أنهت جملتها وهي تربت بجانبها على الفراش .. فجلست سمر والقلق يذاد بفؤادها واستشعرت تعب زينب لتقول بلهفه :
– حبيبتي أنتِ حاسه بحاجه مالك طمنيني اجيبلك دكتور.
هزت زينب رأسها سريعاً وهي تشدد على امساك يدها ، طرقات على الباب لفتت انتباههم لتدلف الممرضه بالطفل وهي تقول وهي تعطي الطفل لـ زينب :
– جبتلك البيبي اهوو عشان تشوفيه.
انهت جملتها ثم تحركت للخارج .. لتضم زينب الطفل لصدرها وتقبله بشغف .. ثم مدت يدها به لسمر التي اخذته بفرحه وهي تلاعبه في حين تمتمت زينب بوهن شديد ونبرة مرتجفة :
– سمر خلي بالك من ابني .. اعتبريه أبنك وعوضيه عني .. وارضى بـ انس هو لسه بيحبك .. خدي .. خدي بالك منهم هما الاتيين .. ومتفرقيش بين ابني وعيالك فيما بعد .. وسامحيني قولي مسامحاكِ يا زينب.
بكت سمر بتأثر شديد ودموع لا حصى لها وتمتمت :
– ليه بتقولي كدا بس يا حبيبتي ربنا يخليكِ لابنك وجوزك وبيتك أنتِ تعبانه صح انا .. انا هجيبلك دكتور.
همت ان تنهض ولكن يد زينب منعتها وهي تقول ومعالم وجهها يظهر عليها التعب الشديد :
– لا اياكِ تقومي انا حاسه إني خلاص هموت قولي انك مسامحني عشان أقدر اسامح نفسي.
شهقت سمر وعينيها تذرف الدمع بغزاره گ سيلاً جارف :
– أنتِ بتقولِ ايه هـ.. هتبقي كويسه والله متقلقيش متخوفنيش عليكِ.
رددت زينب بـ اصرار :
– ريحي قلبي وقولي انك مسامحني.
# مسمحاكِ والله مسمحاكِ يا حبيبتي وهتكونِ كويسه وترجعِ بيتك.
ارتخت ملامحها براحه وتهللت اساريرهَ وهي تقول :
– الحمد لله أنك مسامحني… أنا حبيتك اوي والله يا سمر بس كنت بكرهك بس صدقيني لما عرفتك من جوه اعتبرتك اختي .. كنت دايماً بتمنى يكون ليا اخت والحمد لله رزقني بيكِ .. متنسيش ابني وجوزي امانه عندك يا سمر .. وعايزه اموت وانا مطمنه عليهم وكمان وكمان اوعديني تذكريني دايماً وتدعيلي.
علا نحيب سمر بشهقات متتالية مما ادى لبكاء الطفل لتتمتم زينب سريعاً :
– اطلعي بره سكتيه وابعتيلي انس.
حاولت سمر أن تكف سيل دموعها او ان تهدا الطفل لم تستطع ولم تنبس كأن لسانها شل عن الحركه وخرجت من الغرفه ، ليقترب انس بقلق مغمغماً :
– في أيه ماالك بتعيطي ليه
اشارة له على الغرفه وما زال بكاءها يذداد فـ اقترب منها حذيفه في قلق هو وياسين وأيضاً لم تنبس فقط تبكِ والطفل يبكِ.
اخذه حذيفه من يده واعطاه لسجى وضم سمر التي دفنت رأسها بصدره وبكت اكثر وهي تكتم صراخها بـ آمان حضنه.
في حين ولج أنس مغمغماً بلهفه :
– حبيبتي مالك في ايه .
أنعدلت فاتحه ذراعيها فجلس ثم ضمها بحنان لصدره وهو يتمتم بقلق :
– تعبانه صح… هنادملك للدكتور دلوقتى….
ابتلع باقي جملته حينما تمتمت زينب بوهن اشد من ذي قبل :
– استني .. استني مش معايا وقت.. خلي بالك من ابننا واتجوز سمر مش عايزة غيرها تربي ابني .. بس متنسنيش متخليش حبك ليها ينسيك زينب .. ارتخت رأسها على كتفه وسمع همسها وهي تقول الشهادة :
– أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .
صرخ انس بإسمها وهو يهزها ولكن كانت قد فاضت روحها.
🌜اللهم أجرني من النار ” 3 مرات” 🌜
بعد مرور ستة سنوات….
ي بني اهدى بقا متروحش بعيد يا حمززززه.
هكذا صدح صوت سمر وهي تركض خلف حمزه بإحدى الحدائق الهادئه .. في حين ضحك الفتيات عليها.
جاء حذيفة حاملاً علب بيتزا بيده وهو يصيح :
– الأكل جه يا بشررر.. يلا يا حمزة تعالي يا ديجا ملك مالك يلا تعالي يا لولو يلا.
تجمع الأطفال جالسون على المقاعد .. أروى أبنت ياسين وسجى تبلغ من العمر اربع أعوام .. ملك ومالك أبناء حذيفه واسماء .. حمزه بن انس وزينب الذى ربته سمر فمذ أن توفت زينب وهي تهتم به حتى تزوجت هي وأنس وأصبحت اسعد ما يكون حياتها غدت أجمل حياة كل يوماً يوم جديد معه وبين يديه ومعهم ايضًا شيماء عامين ، معاذ و لمياء أطفال عثمان ومكه ، وليد وأسلام أطفال زين وعائشه… خالد أخ ديجا الصغير.
كان يوم الجمعه حيث يتجمعون سوياً به جميعهن ويقضونه برفقة بعضهما لبعضٍ.
أنتهيا من تناول الطعام .. لتنهض ديجا قائله بملل جليّ :
– انا زهقانه.
أقتربت منها أروي لتحملها ديجا برفق وهي تقبلها بحنان.
ياسين موجهاً كلامه لـ ديجا بغيظ :
– خيررر يا قرده بتخططي لـ ايه.
ضربته سجى على كتفه بغيظ وهي تتمتم :
– ملكش دعوه ببنتي متقولهاش قردة.
اخرجت ديجا لسانها لـ ياسين متمتمه :
– احبككك انا يا سجى وانت نصفاني كدا.
حذيفه بملل :
– ما تخلصي يا بت وتقولي هنعمل ايه ؟
التفتّ ديجا لـ أروى متسائله وهي تقبلها بنهم من وجنتها :
– نعمل ايه يا بت يا اروى اختاري يا قمر.
صمتت اروى مفكره وهي تتمتم بطفولة :
– اللي انتِ عايزه انا مش أأرفه “عارفه”.
صمتت ديجا مفكره لدقائق ثم صاحت وهي تظبط نقابها :
– تعالوا نفرش حاجه في الأرض ونقعد نسئل واللي يفوز يبقى ليه جايزه نتشارك فيها كلنا.
عثمان بتأيد وهو ينهض :
– والله فكره حلوه انا موافق.
ياسين وهو ينهض هو الآخر وياخذ بيده خالد :
– واحنا كمان.
اشار حذيفه للأطفال قائلاً بحماس :
– يلا بينا با رجاله نفرش وليد اسلام مالك حمزه يلا يا معاذ.
بسطوا مفرش تحت ظل شجره .. وجاء الشباب” بيبس” وتجمعوا صانعين حلقه دائريه بجانب بعضهما لبعضنا .. حيث جلس الأطفال بجوار بعضهم الفتيات بجانب الكبار ، وهكذا الشباب.
تحدثت ديجا وهي توزع نظرها بالجميع وعلى قدميها اروى في حين ينظر لها خالد بضيق شديد وحقد بدأ رويداً ينشب بداخله تجاه الصغيرة أروى :
– جاهزين كلكم عشان أبدأ ؟
أؤمأ الجميع برأسه فببسمه قالت :
– تمام هبدأ بالدور هنبدأ من سجى لحد بابا.
ربت عمرو على منكبها بحنان قائلاً :
– ابداي يا حبيتي.
قرصت ديجا وجنت اروي برقه وتمتمت :
– أنتبهي معانا يا رورو ماشي .
اؤمات اروى دون كلمه ، فـتنحنحت ديجا وهي تلتفت لـسجى وتساءلت :
– من هو الصحابي الجليل الذي كان شعاره ” الله ثم الجنه ” هو فتى كان يبحث عن الموت فكل معركه .. وكان يحذر منه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ألا يؤمروه على سرية من سرايا الجيش ولا يولوه أمر المسلمين في معركه .. ليس لشجاعته او فروسيته وخبرته بفنون القتال ولكن لحرصه على الموت واستهانته بالحياة في سبيل الله. .. أنه أخ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وابن أم سليم الرميصاء أعظم النساء مهرا .. لقد قتل مائة ألف منفردا فمن هو ذاك المغوار ؟؟
صفقت سجى بحماس وهي تقول ببهجه وأعين متلألأ :
– البراء بن مالك الأنصاري فتى الموت.
ديجا ببسمة :
– صح .. يلا السؤال التاني لـ مكه.
تنبهت مكه بكل جوارحها في حين غمغمت ديجا ببسمة :
– أمرأة وصفت الرسول ﷺ فقالت
رجل ظاهر الوضاءه أبلح الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجله ، ولم تزر به صعله ، وسيم قسيم في عينيه دعج ، وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثه ، أزج أقرن، إن صمت فعليه ،وإن تكلم سما وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاه من بعيد ، وأحسنه وأحلاه من قريب حلوا المنطق فصل لا نزر ولا هذر ، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعه لا يائس من طول ولا تقتحمه عين من صقر ، غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثه منظراً ، وأحسنهم قدراً ، له رفقاء يحفون به ،إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا منفد .
وقد كانت اول مره ترآه حيث كان يمر بخيمتها هو وأصدقاءه فمن هي ؟؟
صمتت مكه لدقائق قليلة ثم ردّت في حذر وترقب :
– أم معبد الخزاعية .
اؤمأت ديجا مهلله :
– صح برافو عليكِ.
ثم نظرت لـ عائشة وتابعت :
– دورك بقا…من هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن وما هي السورة التي ذكر فيها؟
عائشة وهي تصفق بحماس :
– زيد بن حارثه .. وذكر اسمه في سورة الأحزاب.
ديجا بفرحه :
– برافو .. دورك يا سمر بقا من هو النبي الذي جلس متعبا تحت ظل شجره وقال ( ربي أني لما أنزلت إلي من خير فقير) .
سمر بهدوء :
– موسى عليه السلام.
رفعت ديجا إبهامها وهي تقول :
– صح .. دورك يا ماما بقا .. من هو الصحابي الذي أهتز لموته عرش الرحمن؟
ورد بهدوء ودون النظر لـ ديجا :
– سعد بن معاذ.
ديجا بفرحه وحماس :
– برافووو يا ماما.. “ثم ألفتت لـ أسماء ورددت” دورك يا سوسو.
أسماء ببسمة :
– وأنا جاهزه يا قلب سوسو.
ديجا بهدوء :
– من هو الصحابي الذى استمعت الملائكة لصوته وهو يقرأ سورة البقرة ؟
دقائق من الصمت خيم على المكان بدت أسماء گ المتفكره قليلاً قبل أن تردد.:
– أسيد بن حضير.
رفعت ديجا إبهامها بفرحه وهي تقول :
– برافووو يا سوسو .. دورك يا حذيفه .
حذيفة بمشاكسه :
– قولي يا قردة.
لوت ديجا فمها ثم تساءلت :
– من هو الصحابي الذي قال عنه الرسول هذا خالي ؟
حذيفه برفع حاجب مغيظٍ ديجا :
– سعد بن أبي وقاص.
ديجا ببسمة :
– صح يا باشا دورك يا ياسين .
ياسين ببسمة :
– هاااااا.
تنهدت ديجا بصوتاً عال ثم قالت :
– صحابي ومولي للنبي محمد ترك أهله وبلده سعيا وراء معرفة الدين الحق وتوفي في خلافة عثمان بن عفان فمن هو ؟
ياسين بهدوء :
– سلمان الفارسي رجلاً يبحث عن الحق.
ديجا بهدوء وهي تلتفت لعثمان :
– صح دورك بقا يا عثمان ..
تنبه لها عثمان واؤمأ برأسه يحثها على المتابعه فتساءلت ديجا :
– صحابي بن عم رسول الله، وأحد العشره المبشرين بالجنه، يلقب بحواري الرسول من هو ؟
زفر عثمان متنهداً ثم أجاب بهدوء وهو يطقطق رقبته :
– الزبير بن العوام.
صفقت ديجا وهي تلتفت لعمرو :
– صح يا جميل دورك يا بابا.. كم مره اعتمر النبي ﷺ ؟
عمرو بهدوء :
– أربعه عمرات.
ديجا وهي تلقي له قبله في الهواء :
– صح يا حبيبي.
ظلت ديجا تسئلهم لبعض الوقت .. حتى رن هاتف ياسين ليبتعد مجيباً على المكالمة .. في آوان ذلك أقتربت أروى ركضٍ إلى سجى قائله ببراءة :
– ماما في يع في أيدي.
ربتت سجى على منكبها قائله وهي تنهض :
– طيب تعالي نجيب مناديل أمسحهالك.
أروى وهي تمسك بكفها :
– ماسى “ماشي” يا ماما.
أوقفتها اسماء قائلة :
– خليكِ أنتِ يا سجى وأنا هروح.
أروى بعند وهي تدب بقدمها الأرض متذمرة :
– لا أنا عاوزه ماما بس.
سجى بضحكه :
– خلاص يا أسماء هروح انا.. يلا يا اروى.
اتجهت سجى بها للطاولة ثم جذبت مناديل من حقيبتها وأخذت تمسح لها كفيها .. فما أن أنتهت حتى أخذتها لتعود إلى مجلسهم .. فـ ارتطمت بأحد فتراجعت للخلف هامسة بآسف :
– أنا اسفه بجد…..
تحدثت ديجا بصوتاً عال وهي تقترب مقاطعة سجى :
– لا متعتذيش هو اللي يعتذر عشان ماشي مش منتبه لحاجه وحسيته اتعمد اصلاً يصطدم فيكِ.
صدح صوت الشاب غاضباً وعينيه على سجى بأعجاب :
– أنتِ بتقولِ أيه يا بنت أنتِ ان…….
لم يكمل جملته ودوى صوت گ هزيم الرعد قائلاً :
– نهارك أسودددد الليلة.. دا أنا هشيلك عينك من مكانها…
أنقض عليه ياسين غاضباً وأخذ يلكمه بكل قسوة كأنه لا يرى أمامه أيّ شيء … سقط الشاب ارضٍ تسري الدماء من وجهه لم يستطع مواجهته ولم يعطيه ياسين الفرصه حتى ليدافع عن ذاته او يسده .. تجمع الشباب يحاولون ابعاد ياسين لكنه يأبى تركه فدفعهم صائحاً :
– يا عمممم اوعى بقولك أنا أعرفه ازاي عينه تتجرا تيجي على مراتي.
قالها ياسين غاضبٍ بقهر وهو يدفع عثمان .. ثم هجم على الشاب مره آخرى .. فـ ابعدوه الشباب رغماً عنه .. في حين وقف الشباب بالأطفال بجانب سجى المصدومه تمامًا.
تجادل ياسين معهم بسبب ابعادهم له عنه .. ثم بكل مقت وسخط جذب سجى بعدما حمل اروى وقال بصوتاً أجش :
– أمشى خلينا نغور من هنا قدامي… احنا مشين عايزين تيجوا تعالوا هتقعدوا اقعدوا.
هتف بها بحده وهو يتجه للسيارة دون ان يلتفت حتى.
فتعقبه الباقين واستقلوا السيارات مغادرين.
🌹 اللهم إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين 🌹
سجى ولجت الشقه كاسفت البال في حين صفق ياسين الباب ثم جلس دون حرفٍ وهو يهز في قدميه.
سجى بضيق :
– لييه عملت كدا يا ياسين؟
وثب واقفاً بغضب جامح وهو يقول بسخط :
– عمللللت ايه واحددد بيبص على مراتي اسكت لييييييه؟
أنتفضت سجى من نبرة صوته ثم رددت بضيق :
-مكنش في داعي تضربه كدا…
دفع ياسين بقدمه المنضدة الموضوعه جانباً وهو يصيح بصراخ:
– مفييييش داعي ايه أنتِ عبيطه اسيبه ازاي دا يحمد ربنا إني مشلتش عييينه واسكتيييي مش عايز اسمع صوتك.
أنهى جملته بنبره حاده وصوتاً اجش عال ثم خرج صافقاً الباب خلفه .. طغى الحزن على ملامحها .. هذه أول مره يعاملها هكذا أو أن يعلي صوته عليها.. لحظات وجاءت أروى قائلة وهي تقف عند قدميها :
– ماما هو أنتِ بتبكِ ليه ؟
تلاشى الحزن تمامًا ما أن أستمعت إلى صوت طفلتها لتبتسم ببهجه وحبور وهي ترفعها على قدميها وضمتها بقوة هامسه :
– أبدًا يا قلب ماما مش زعلانه.
قبلتها أروى بحنان وهي تتمتم ببراءة :
– لا هو .. هو بابا زعلك وأنا مهصماه “مخصماه”
نفت سجى برأسها وهي تتمتم :
– لا يا حبيبتي بابا مزعلنيش.
ضمتها أروى بقوة وهي تقول بحنو :
– أنا بهبك “بحبك” يا ماما.
بسروراً ضمتها سجى لصدرها فهي طفلتها التي ظلت لسنتين تدعوا الله أن يرزقها بها .. سنتين كان قلبها يعتصر ألمًا وحزنًا .. سنتين وفؤادها ميت يشتاق ليعود نبضه للحياة .. إلى أن جاء اليوم الذى من الله لها فيه بحته من فؤادها.
بــ ليلة حيث الهدوء يعم الارجاء .. أوت لفراشها تلتمس النوم لكنه آبى أن يزور جفنيها الاتى لم يرقأ لهما دمع ما أن وضعت رأسها على الوسادة حتى غلبها سلطان النوم… لم يمض طويلاً وفتحت جفنيها شاقه بحزن ما أن تذكرت عدم موافقة ياسين لذهابها إلى طبيبها .. تحسست الفراش بجانبها فلم تجده فـ بخوف نادت عليه :
– ياسين
جاءها صوته قائلاً برزانه :
– ايوة يا سجى أنا هنا جنبك.
حاولت النوم مرة آخرى فظلت تتقلب بقلق كأن هناك شيءٍ ينقصها .. لذا نهضت وسارت بأتجاه الأريكه .. فشعر بها ياسين لذا ترك الحاسوب من يده وتقدمت هي جالسه على قدميه واستكانت بحضنه .. فأخذ الحاسوب وعاد لشغله وهو يضمها بحنو كأنها أبنته الصغيره.
رفعت رأسها ثم رددت بحذرٍ وترقب :
– ياسين هتلخيني أروح بكره لدكتوره ؟
ياسين بنفاذ صبر :
– لا يا سجى واقفلي الموضوع ده ؟
بحزن أعادة رأسها لصدره .. لا سيما تتمنى طفل صغير يناديها بـ ماما يملأ حياتها بهجه .. تود ان تكون أمٍ أن تسعده هو لذا برقه قالت وهي تلتمس موافقته :
– ياسين عشان خاطري أروح نفسي ابقى ماما وأسعدك ويكون لينا طفل صغير يناديك بابا ويجننك .
قبلته برقه ، فتبسم ضاحكاً وهو يغمغم :
– متحوليش يا حبيبتي .. أنا معايا طفله اهوو الحمد لله ومش عايز عيال تاني طفله كبيره مجنني.
ضحكت برقة وهي تقول :
– أنت معاك بنوته وانا عاوزة.
ترك الحاسوب بجانبه وهو يقول :
– خلاص يا قلبي اعتبريني ابنك اهوو.
نفت بإصرار :
– لا… وهروح بكره.
نفخ بضيق وهو يحملها ناهضاً إلى الفراش :
– لا يا سجى أنتِ بترجعي مضايقه وبتبكِ وانا مقدرش أشوفك زعلانه أبدًا.
تمدد بجانبها وهم بالنوم لكنها ظلت تلح عليه بدلال وهي تقبله حتى وافق.
ثاني يوم عاد ياسين فوجدها جالسة تبكِ فصاح بغيظ بها وهو يخلع جاكته :
– أنا مش قولتلك متروحيش .. ليه روحتي .. ياستي والله مش عايز عيال والله ما عايز أنتِ عندي بنتي وكل ما ليا.
علا نحيبها وهي تذرف الدمع ثم تمتمت وهي تغط وجهها بكفيها :
– هو أنا ليه بيحصل ليا كل ده ؟ انا تعبت والله تعبت ومش قادره استحمل اكتر من كدا.
نفخ ياسين بضيق وزرع الغرفه ذهابًا وأيابًا .. كلما علا نحيبها كلما أعتصر فؤاده ألمًا يود لو يخطف جل حزن قلبها ويحمله هو لكن كيف ينزعه ؟
حينما فاض به ولم يعد تحمل الالام قلبه ولا تلك الخناجر المسمومه اتجه وضمها لصدره بصمت تام دون أن يعبأ بـ ألمه فقد عاد لتوه من عمله وبذل جهدٍ عظيم به لكن كل شيء يهون في سبيل ضحكة .. أبنته .. شريكة حياته .. قلبه .. روحه .. نصفه الثاني وتؤم روحه وكيانه.
بعد وقتٍ وقتما شعر بهدوءها تحدث بهدوء وحنو وهو يزيح دمعاتها من على وجنتيها :
– يا بنتي يا نور عنيا متقوليش ليه بيحصل ليا كدا ربنا بيختبرك عشان بيحبك ويحب دعاكِ ومناجتك وصوتك وبلاش تقولي تعبت وتعصي ربنا ربنا كتبلك الأختبار يبقي تقولي الحمد لله وتصبري وتناجيه وتحمديه… احمديه عشان اختارك أنتِ من وسط نااس كتير .. احمديه عشان اختبرك في الدنيا ومش في الأخره قولي الحمد لله ربنا رزقك بحاجات كتير حولك حلوه وعوضك بحاجات أحلى فبلاش تنسي كل نعمه الجميله دي التي لا تُحصى عشان حاجه واحده واختبار واحد بلاش تنسي عشان متخسريش وقولي الحمد لله على كل حال ربك كبير.
تبسمت بصفاء ما أن لامست كلماته اوتار فؤادها وجفت دموعها وتلألأت عينيها بهجةً وسرور وتمتمت بحب وهي تضم كفه تقبلها :
– شكراً يا اجمل نعمه وعوض ورزق جالي من الله عز وجل .. أنت حياتي يا ياسين أنا اسعد انسانة لأنك في حياتي وجنبي ومعايا.
قبل جبينها بحنان .. لتضمه بقوة ثم تمتم هو :
– كلام الدكاتره دا مجرد كلام وخلاص ربنا قادر على كل شيء يقول للشيء كن فيكون يعني ممكن تحملي في اي وقت .. الدكاترة مدخلوش في ظهر الغيب عشان كدا ابشري وأطمني ربنا هيجبر بخاطرنا ولعله خير ولا ندري.. ودا كله ابتلاء لينا مش عاوزين نضعف ونخسر أجره .. احنا على دار بلاء يا بنتي ومجرد عابرين سبيل وضيوف وهنغادر عشان كدا المولى بيختبرنا و وجب علينا التحمل والصبر عشان نستشعر لذة الفرج بعد التعب يبقى لازم نحارب كل الافات اللي بتواجهنا ومهما عظمت وكثرة وذاد الألم فوق طاقتنا نرضى ونقول الحمد لله ونحتسب اجرنا على الله…. العسل لا نحصل عليه إلا بلسع النحل .. لازم نكابد ونصبر ونحتسب ونحمد عشان نكسب فهمتيني ؟
أؤمأت برأسها وهي مهللة الوجه فتبسم وهو يقول بآعين عاشقه :
– يلا قومي نصلي سوا ونشكر ربنا.
اؤمأت برأسها سريعًا بحبور ليمسك كفها ونهضا ليتؤضاء ثم صلا سويًا.
باليوم الثاني استيقظت سجى على دوار حاد و وهن ذهب ياسين لعمله ولم تظهر له تعبها حتى لا ينشغل ذهنه بها .. دلفت ديجا فرآتها ممده بتعبٍ شديد للغاية .. فـ دنت منها بقلق وهي تقول بلهفه :
– سجى مااالك أنتِ تعبانه ؟
نفت سجى برأسها وهي تهمس بوهن :
– لا أنا كويسه يا ديجا الظاهر دور برد بس.. هنام شويه وهبقى كويسه ان شاء الله.
قبلت ديجا وجنتها بحنان مصحوباً بقلق وهي تتمتم :
– نامي يا حبيبتي وأنا رايحه المدرسة وهخلي ماما تجيلك ماشي.
اؤمأت سجى ببسمه في حين دثرتها ديجا جيدًا بالغطاء وذهبت.
بعد ساعات عاد ياسين .. لتنهض هي تتلقاه ببسمتها المعتاده .. وتضمه بإشتياق ليتمتم هو وهو يضمها بقوة.:
– وحشتيني.
هم ياسين أن يقبل وجنتها لتدفعه للخلف وتذهب شبه راكضه ناحية دورة المياة .. خلع جاكته ونزع ساعة يده وتعقبها بقلق ينهش بفؤاده .. قرع الباب في فزغ وهو يقول برعب زلزل فؤاده :
– سجى أنتِ كويسه؟ افتحي الباب ده هكسره !!
هم بدفع الباب بكتفه إلا ان انفتح وطلت هي ببسمه قائلة بتعب :
– أنا كويسه مفيش حاجه.
ساندها ياسين وهو يقول في قلق :
– كويسه أيه بس.
كان وجهها شاحبًا للغاية .. سارت قليلاً ثم وقفت ليذاد الدوار بها حتى انها لم تستمع لصوت ياسين الذى يكاد يموت وجلاً عليها بلحظه أسودت الحياة امامها و وسقطت مغشي عليها.
حملها ياسين و وضعها على الفراش وهرع ليأتي بوالداته التى أشرق وجهها بعد الكشف وتهللت وأخبرته بحملها…. صبر ورضى فـ كان له تلك البشرة ذات الدعوة الصادقه بسجودة هذا هو الدعاء أفليس الدعاء سلاح المؤمن وهو استعمل سلاحه جيداً دون يأس بثناء على رب العباد برضى وحمد وصبر ولم يجزع فهنيئًا له تلك الذة لذة الصبر “الجبر بعد الصبر”
فاقت سجى من شرودها على صوت ياسين الذى يضم كتفها قائلاً بحنو :
– متزعليش مني عشان زعقت فيكِ كنت مضايق.
أبعدت سجى ذراعه بحزنٍ مصتنع ولم تعطيه أيّ أهتمام أجلست طفلتها جانباً وهي تقول :
– اقعدي هنا يا حبيبتي هجبلك تشربي اللبن.
اؤمات الصغيرة ببراءة في حين ضيق ياسين عينيه بضيق وحيرة لم يدري كيف يصالحها ولكنه حمل طفلته واتجه خلفها للمطبخ وجدها تقف تتلامس مفتاح الشعله لتشعل النار فتحدث ببسمه وهو ينظر لها :
– الظاهر يا بت يا اروي في حد هنا محتاج مساعدة.
صمتت اروى دون فهم ولكنها تبسمت ضاحكه لتشرق فؤادها.. وضعها ياسين جانباً على المقعد واتجه لسجى ضمها من الخلف هامساً بجانب اذنها بنبرة رقيقة :
– طيب افهم بس يعني أنتِ عاوزني اشوف حد يعاكس بنتي حبيبتي روحي دنيتي ملكي واسكت دا أنا اكله بسناني إني غيور اوي.
تحكمت بإبتسامة كادت أن تفتر على شفتيها ولكنها استطاعت الثبات وغمغمت متصنعه الضيق :
– أنت زعقت فيا.
ياسين بضحكه.:
– ما انا هصلحك اهوو.
قبل وجنتها لتستدير هي وهي تهمس في جزع :
– ياسين بس واطلع بره عشان اروى.
دنا بوجهه من وجهها هامساً بعدم اهتمام :
– سيبك…
# انتوا بتعملوا ايه…. على فكره عيب ده .
نطقت بها اروى في تذمر لتضحك سجى ويغمغم ياسين.:-
انا ايه بس خلاني أجيب عيال ما انا كنت تمام كدا…
ما كاد بنهى جملته حتى صدح طرق على الباب لتهتف اروى بفرحه :
– ملك ومالك جمم.
لوى ياسين فمه قائلاً بغيظ :
– عيالك الباقيين اهم ياااختي.
فتح لهم ياسين الباب فلم يعيروه اي اهتمام وانما ركضوا تجاه سجى يضموها بصخب وضحكات عالية لطالما كانت هي الأقرب لهم حينما تذهب اسماء للمشفى… وقف ياسين عاقداً ذراعيه ببسمه يتأملها بحنان .. حتى ذهبوا الأطفال .. فتساءلت سجى :
– ياسين أنت صليت ؟
نفى ياسين برأسه وهو يمسك كفها :
– وانا من امتى بصلي من غيرك تعالي نصلوا.
وقف ياسين و وقفت خلفه فما كاد برفع يديه حتى جاءت اروى واقفه امامهم بغضبٍ طفولي وهي تقول :
– انتوا اتصلوا من غيلي “غيري”.
جذبها ياسين من ذراعها هامساً :
– يا بت القردود أنتِ مبتفوتيش حاجه تعالي ياختي.
ضحكت اروى وهي تضع كفها على فمها ليرفع ياسين حاجبه بغيظ.:
– بتضحكِ ليه.؟
همست اروى وما زالت تضحك:
– أشان”عشان” انا بنتكم انتوا الارود “القرود”.
ضحك ياسين وهو يمرر كفه على وجهه وخاطب سجى قائلاً :
– عجبك بنتك كدا ؟
همست سجى بحزن:
– نفسي أشوفها اوي وأشوفك.
ألمته نبرتها فنهض وضمها بحنان ثم شرعا في صلاتهم وبعدها الباقيات الصالحات ثلاثتهم.
💞 صلوا على محمد 💞
ركضت سمر خلف حمزه صائحة بنفاذ صبر وهي تمسك “طبقًا” من الطعام بيدها :
– ي ابني تعالى هنا بقا متتعبنيش معاك.
وقف حمزه ملفتًا لها واخرج لسانه وهو يغمغم :
– لا مش هشرب أنا .. أنا كبير واللي أقوله يتنفذ.
على حين بغتة كان متعلقًا من تلابيب ملابسه من أنس الذي صرخ بها وهو يكز على أسنانه :
-كلام مين اللي يتنفذ ياض أنت.
صرخ حمزة مستغيثاً وهو يحرك قدميه في الهواء :
– كلام ماما اللي يتنفذ يا بابا متسمعش غلط.
آنس بغيظ :
– لا أنا سمعت صح يا خويا .. متعب ليه ماما يلا ؟
تصنع حمزه البكاء وهو يقول مخاطباً سمر :
– يا ماما الحقي ابنك حبيبك اللي بيسمع كلامك ومش بيزعلك.
تعالت ضحكات سمر وهي تقترب وجذبت حمزه لحضنها وهي تضمه بلهفه مغمغمه.:
-حبيبي حبيبي .
ثم ضربة آنس على كتفه :
– ملكش دعوه بـ ابني تاني انت فاهم ؟
اخرج حمزه له لسانه مغيظٍ آياه .. لوى آنس فمه قائلاً :
– بقا كدا وانا اللي بجبلك حقك أنتِ حره بقا انتِ وابنك هااا.
لوت سمر فمها بسخريه ثم جلست وهي تحمل حمزه على قدميها تلاعبه .. فـــ حين تأملها آنس بسعادة تغمر فؤاده الذي نبضاته لا تنبض سوا بـ اسمها ولها وبها .. لفت أنتباهها شروده بها لتضيق حاجبيها متسائلة :
– مالك بتبصلي كدا لية ؟
أتجه جالساً بجانبها وطوق كتفها وهو يشير لحمزة :
– روح شوف شوشو كدا لتكون صحيت ؟
اؤمأ الصغير ببسمة ونفذ على الفور ما قاله له فما أن أبتعد حتى رفع ذقنها بسبابته ناظراً لعمق عينيها وهو يتمتم بعشق :
– كنت خايف تعاملي حمزة وحش وتفضلي شيماء عليه .. كنت مرعوب من فكرة تغيرك معاه .. بس فجأتيني أنك فضلتي زي ما أنتِ ومفرقتيش بين الأتنيين.
أزاحت يده بحزن وهي تتحاشى النظر له و تردف بصدق :
– أنت ليه شايفني وحشه كدا ؟ حمزه ابني وحته من قلبي ومني هو وشيماء عندي واحد بالعكس حمزه فرحتي الأولى واول ماما اسمعها منه اول ايد تمسح دمعتي وتوسيني وتضمني ازاي اتغير على ابني ..
قاطعها نافيًا بصدق :
– أبداً والله مفكرتش انك وحشه وعمري ما اشوفك كدا أنتِ أنا بس كنت خايف انك تحني لشيماء اكتر ولما تيجي تنشغلي فيها.
قبل جبينها بحنان واستطرد بهمسًا ساحر أذاب فؤادها العاشق :
– تعرفِ إني من من اول ما وقعت عيني عليكِ وأنتِ أسره قلبي وملكتيه وملكتيني بقيتِ الحياة رغم بعدك عن عيني .. مجرد إني اتخيلك كانت كفيلة بجعل قلبي مهما كان جواه حزن يتمحي بغمضة عين .. قفلت الباب على حبي ليكِ ومأظهرتوش لحد ولكن كنت في كل سجدة ليكِ من القلب دعوة كأن دعائي بقي أنتِ وبس ومليش ولا عايز حاجه من الدنيا غيرك .. كنت اتوجع اما احس أنك مبتحبنيش.
تنهد بصوتاً مسموع محمولاً بحزنٍ دفين ها هو ينزاح لتوه ويُمحى :
– كنت لما بحس بحبك لـ ياسين بحس بخنجر بيطعن في قلبي من غير رحمه وبيسيب أثر وجرح نازف ملهوش دواء.
قاطعته سمر بلهفه :
-بس أنا اكتشفت إني محبتوش ، أنا حبيت وجوده شخصيته لكن محبتهوش هو.
أؤمأ أنس برأسه مردفًا بحنو :
– عارف أنتِ حبتيه لأن هو دايمًا قدامك ومبسوط أنك أكتشفتي ده لوحدك .. كنت دايمًا عايز أحذرك و أوضحلك بس مكنش ينفع نتكلم.
تبسمت بوجع بدا بتفكير ثم قالت بأعين دامعة :
– أكتشفت حبي ليك وقت ما ضعت مني. ولقيتك مع وحدة تانية.
شهقت بصوتاً عال محمل بالأوجاع مصحوبًا بتدفق الدموع من عينيها ليضمها لصدرة بحنان ولكنها تابعت وهي تدفن رأسها بصدرة :
– كنت لما بتوه قلبي بيجبني عندك كأن مليش في الدنيا غيرك.
رفع رأسها ثم أزاح دمعها بحنانٍ وتمتم بألم :
– لوهلة ظنيت أنك مستحيل تكونِ ليا… بس دلوقتي أتأكدت أن اللي عند ربنا عز وجل ما بيضعش وأنا استودعتك عنده .. كنت في كل سجدة بتمناكِ من ربنا وبحافظ عليكِ من نفسي وكنت خايف ربنا يعاقبني فيكِ .. بس دعواتي استجابات وتعلمت كتير الفترة دي الحمد لله بقيتِ ليا وبيا حياتي وقلبي وكل ما في دنيتي واسئل الله أن في الجنة تكونِ ليا.
أبتسمت وهي تعانقه وجل أمان الكون بفؤادها فهو سعادة فؤادها وراحة روحها وسكينة نفسها..
لم يمض ثوانً وصدح بكاء شيماء وصراخ حمزه بـ اسمها لتقف راكضه للداخل…. ويتمتم آنس بسره بغيظ :
– يا ولاد الـ…… من يوم ما جيتوا مش عارف اقعد معاها.
جهزت سمر ذاتها و وقفت أمام المرأة تظبط حجابها فـ حين أقترب حمزه متسائلاً ببراءة :
– احنا خارجين يا ماما.
تهللت أساريرها وهي تنظر إليه بسرور ثم جثت لتصبح بمستواه وضمت وجهه تقبله بحنان وهي تغمغم :
– هنروح نزور ماما زينب يا غالي.
كشر حمزه وهو يضيق عينيه وبإستنكار تحدث :
– بس أنا معنديش ماما غيرك… أنتِ ماما وبس.
أنهى جملته وهو يعانقها .. لتحمله وتجلس على أقرب مقعد.
عبثت بخصلاته وهي تتحدث بحنو مردفه :
– لا يا حبيبي أنت عندك ماما زينب وكانت زي اختي الكبيرة وكانت بتحبك اوي اوي اوي ولو كانت موجودة كانت هتحبك أكتر مني بكتير اوي كانت طيبة جدًا وبتحبك جدًا جدًا.
نظر لها الصغير متسائلاً ببراءة :
– وهي فين ؟
سمر وهي تضع كفها على وجنته :
– في الجنة بإذن الله يا حبيبي أدعيلها .. ودلوقتي أنزل صلي مع بابا ولما ترجعوا نروح نزور ماما زينب.
قبل الصغير وجنتها وهو يصرخ ” بحبك يا احلى ماما” ثم توجه مع والده للصلاة.
بقى نظر سمر بأثرهما ببسمة لم تزول بعد وكيف تزول والسعادة تحفها من كل جانب ، أغلقت جفنيها حامدة المولى على هذه النعمة ثم تذكرت كيف غدا حمزة جزء منها .. لا يمكن ان تتخيل حياتها بدونه .. فهو إذ غاب عند جدته والدة والدته كسف بالها وأحست بنقص غريب وسواد حولها وان عاد عادت روحها وغمرتها السعادة وهو ايضًا أصبح لا يفارقها ألبته.. منذ وفاة زينب وهي تهتم به أبى الصغير منذ الصغر تركها والبعد من بين يديها .. بعد العزاء حاول آنس اخذ الصغير منها لكنه يصرخ باكيًا وتذكرت ذاك اليوم.
تجلس هي والفتيات يلاعبون حمزه ، ليدخل ياسين الذى طغى عليه الحزن من أجل صديقه وغمغم مخاطبًا سمر :
– سمر .. أنس جه يأخد حمزة.
نظرت له بقلبًا قد فطر وأعين دامعة أيرحل حقًا وقد غدا جزءاً منها كيف يمر يومها بدونه.
رددت بوجل :
– بس ، بس. هو عايزه ليه ؟ خليه معايا.
ياسين بتفهم :
– هو بس كان سيبه معاكِ لحد العزاء ما يخلص ودلوقتي هيأخده ومامته هترعاه.
تدفقت الدموع من عينيها دون ارادتها وضمته لصدرها أكثر كأنها تودعه وظلت تقبله في حين نظروا الفتيات بحزن لبعضهما فقد تعودوا على وجوده أجل أسبوع لا غير لا سيما قد طبع على قلوبهم السعادة.
نهضت سمر رغمًا عنها وهم ياسين بأخذه فصرخ الصغير باكيًا لتعيده لقلبها الملهوف وهي تغمغم :
– تعالى هطلعوا أنا.
اؤمأ ياسين برضى وتفهم وتبعته للخارج حيث آنس جالس يظهر عليه الحزن جليًا.
أخذ الطفل رغمًا ولم يعبأ ببكاءه بقلب أدناه الحزن ركضت لغرفتها واطلقت لدموعها العنان لتبكِ كما تشاء .. إذ كلما ذاد بكاء الصغير شطر فؤادها وذاد نحيبها حتى اختفى صوته لتعلم أنه ذهب به.
لم يمض إلا يومًا وعاد أنس بالطفل طالبًا منها بحرج أن يظل معها وصرح لها ببكاء الطفل مذ ان آخذه .. فـ عادت لها الحياة برجوعه.
آستطاع ياسين أقناع آنس بزواجه من سمر من أجل حمزه .. ورغم رفضه التام إلا أنه رضخ للأمر بنهاية المطاف من أجل حمزه الذى لا يفارق سمر آلبته حتى انه لا يرآه إلا إذا ذهب.
فاقت لواقعها على بكاء صغيرتها لتحملها وهي تذهب وتجيء تحاول تهدأتها ولم يخلو بالها من التفكير بجل ما مرت به بزواجها من آنس وجودهم بالشقه گ الأغراب فما ان تنام حتى يجلس بجوارها يحادثها بحبه وهي تتصنع النوم لترتوي من سماع صوته.
ثم كيف ذات ليلة صرحت بحبها له وأصبحت زوجته.
🍀 سبحان الله ، الحمد لله ، الله أكبر ، لا إله إلا الله 🍀
همت أروى بالدخول إلى شقة ورد في حين ارتطمت بـ خالد لتعتذر بطفولة وهي تتحسس جبينها :
– أنا .. أنا .. مكنس قصتي “مكنش قصدي”
دفعها خالد للخلف فسقطت أرضٍ باكية وصرخ بها قائلاً بكره :
– غوري من هنا متجيش عندنا تاني روحي عند أمك.
# خالدددد.
صرخت بها ورد بصوتاً عال وهي تهرع إلى أروى وحملتها محاولة تهدأتها ونظرت بغضب لـ خالد قائله :
– أيه اللي أنت بتقوله لـ أروى دا أعتذر حالاً دي زي أختك.
بضغينه ركل الأرض وهو يقول بكره شديد ونظره لـ أروى :
– لا مش هتعذر خليها تروح من هنا.
أنهى جملته و ولج للشقة ، في حين نظرت ورد بـ آثره بصدمة من أين لطفلها بجل تلك القسوة والضغينة ؟
نظرت لــ أروى وقبلتها بحنان وهي تقول بمحبة :
– متبكيش يا رورو خلاص اكيد الواد خالد ميقصدش.
قالتها وهي تدلف بها للداخل في حين رددت أروي :
– هو مس “مش” عاوز أروى تجي تاني.
هزت ورد رأسها وهي تضمها اكثر :
– لا يا غالية أنتِ تيجي براحتك ..
قطعتها أروى ببراءة :
– أنا عاوزه ديدا “ديجا”
أؤمات ورد ببسمة ونهضت متجه بها لغرفة ديجا التي حملتها بصخب وهي تدور بها وتلهو.
في آوان ذلك ذهبت ورد إلى خالد وجلست بجانبه بصمت وهي تنظر له ولذاك الكره الذى لا تدري سببه بعينيه ، تنحنحت وهي تتنهد بثقل أعتلى حناياها وردّت :
– ممكن أعرف أيه اللي بتقوله لـ أروى ده ؟
وثب الصغير واقفاً بأعين جاحظه وبضغينة غمغم صارخًا :
– أنا بكرها أنتوا ليه بتحبوها كلكم وبتهتموا بيها.
صدمت ورد ونظرت له لبعض الوقت بعدم تصديق سرعان ما تنبهت لذاتها لتمسك بكفه ليجلس على قدميها وجمعت الكلمات بحذر وأردفت :
– حبيبي احنا بنحبكم كلكم دون استثناء عن حد ااه بنهتم بـ أروى كلنا وده عشان خالتوا سجى مبتشفش ومش هتقدر تهتم بيها عشان كدا احنا بنهتم بـ أروى.
قاطعها الصغير متسائلاً بترقب :
– يعني بتهتموا بيها عشان امها عامية.
هزت ورد رأسها بغيظ وتحدثت :
– يـ ابني افهم خالتوا سجى فاقدة البصر متقولش عامية عشان ربنا ميزعلش منك.
نظر خالد بالفراغ ثم اؤمأ برأسه وغادر.
لتتنهد ورد بضيق متمنيه ومتضرعه إلى الله أن يهديه.
في حين تركت أروى ديجا مغادرة إلى الأسفل ليقابلها خالد على الدرج وأوقفها لتنظر له هي بصمت فردّ هو بكره :
– متفكريش أنهم بيحبوكِ هما بس بيعاملوكِ حلو عشان أمك عامية ومش هتقدر تهتم بيكِ ولا تعملك حاجه. يعن…..
قطع جملته شهقتها وهي تركض من امامه باكية ثم هرعت إلى الشقة و ولجت غرفتها باكية لتتمتم سجى بتسائل وهي جالسه :
– أروى أنتِ فين بتبكِ ليه.
نهضت ثم تلامست طريقها متتبعه صوت أبنتها حتى ضمتها بقلق وهي تجلس قائله :
– مالك يا أروى بتبكِ ليه ؟
عانقتها أروى واذداد نحيبها فـ ادمى فؤادها لكونها لم تدري ما بـ ابنتها ولم تستتطع أن تراها.
رويدًا رويدًا شرعت اروى في الهدوء لتنظر لوجه والدتها وتنهمر دموعها مرة آخرى وكلمات خالد تتردد بأذدنيها كأن صدى صوته قبع بذهنها فضمت وجه والدتها وضمتها وهي تتمتم :-
أنا بحبك يا ماما.
– بـ آوان ذلك قد رآت خديجه جل ما حدث ، وقتما كانت تخطو الدرج هابطة للأسفل تبتغى حذيفة ليذاكر لها ، لكنها صعقتها الصدمة مما قاله أخاها الصغير لـ أروى ، تنبهت لذاتها على صوت خالد وهو يتسائل بترقب:
– أنتِ واقفه هنا من أمتى يا ديجا ؟
رفعت بصرها به ثم بهدوء أمسكت كفه بحنان وهي تغمغم :
– تعالى ننزل الجنينة نقعد سوا أنا وأنت.
أؤمأ خالد وذهب برفقتها للأسفل فجلسا على المرجوحه ، لتحاوط ديجا كتفه وهي تتسائل بحذر :
– ليه قولت لـ اروى كدا ؟.. أنا مش مصدقه أنك تقول كدا وزعلت منك.
ما أن أنهت جملتها حتى رفع خالد نظره بلهفه مغمغمًا بتلقائية :
– لا لا متزعليش مني أنا مش بحب البت اروى دي لأنك أنتِ بتحبيها اكتر مني وماما وكلكم هنا.
صمتّ ديجا مفكرة تستجمع كلماتها كلا تختطئ بشيء يذيد من غيرة أخيها فرددت بعد فترة قصيرة من التفكير :
– بص يا حبيبي هحكيلك قصة جميلة ونفهمها سوا أنا وأنت ماشي.
اؤمأ الصغير بلهفه وقال بغبطه :
– احكيلي يلا انا بحب قصصك.
تبسمت له ببهجة وهي ترفعه على قدميها وعانقته بحنان واسندت رأسها على كتفه وهمست مغتبته :
– أنا حكتلك عن آنس مش كدا.
تسأل الصغير بترقب :
– خادم نبينا.
أؤمأت ديجا مؤكدة ثم رددت ببسمة تتسع آنٍ فـ آن :
– ايوه أنس بن مالك .. كان ليه أخ اسموا البراء.
أنصت لها الصغير بكل أهتمام فتابعت هي وهي تعبث بخصلاته :
– البراء كان شعاره الله ثم الجنة وكان كل همه الموت في سبيل الله كان في أي معركه يرجى الشهادة .. كان بينقض على الأعداء من غير خوف ابدًا ولا بيهموه الموت دا كان بيتمناه وكانوا المشركين هما اللي يفروا خائفين منه يهابون زائيرة و ولعه بالموت كان اسد مش بيشبع منهم .. وكان في كل معركة بيبلي بلاءٍ حسناً وكان بيزعل أنه ممتش بس كان واثق ومتأكد أن ربنا هينوله الشهادة وجه بقا المعركة والوقت اللي هو منتظره خرج في معركه وكان انس فيها واحتمى المشركين بقلعة باساور عالية وباب ضخم وعالي وبقيوا يرموا على المسلمين بأسهم فيها نار وأتصاب أنس.
تنهدت ديجا بصوتاً مسموع وهي تتضرع لربها أن يحشرها معهم بالجنة فصمتّ هنيهة قبل أن تقول بحنو :
– فـ البراء لما شاف أخوه اتصاب ركض عليه من غير خوف وفضل يبعد الاسهم عنه المسلمين نظروا بتعجب هو ازاي قدر يمسك النار ويبعدها عن اخوه قدر ازاي دي نار ولكن اتعحبوا اكتر لما شافوا البراء لحم ايديه اتصهر وبقى رماد ومفضلش غير عظمتين بس.
قاطعه خالد قائلاً وهو يضيق عينيه :
– دا بجد ؟
أؤمأت ديجا بهدوء متمتمة :
– ايوه يا غالى هو شاف أخوه بيموت هيسبه ؟ لا هو ضحى بروحه عشانه وعشان خادم الرسول.
هملت عينا خالد دموعًا فما مكث هنيهة حتى أزاحهم وهو يقول بسرور وهو يضمها بصدقًا :
– وأنا هكون زي البراء ولما تكونِ في مشكلة هساعدك حتى لو هضحي بروحي.
تبسمت له ديجَا لوصولهَا لمَا ارادت ثم ربتَّ علىٰ ظهرهُ وردّت :
– ايوة أنا عايزك كَده بس مش معايا أنا بس وكمان مع أروى عشان أروى مش معاها أخ ولا أخؤات.
هم الصغير بالأعتراض لترفع ديجا بوجهه سبابتها محذرة :
– أستنى اسمعني ومتقطعنيش ، ربنا مبيحبش الأطفال اللي بيغيرواْ ويكرهُ بعض أنت عاوز ربنا يزعل منك ؟
هز خالد رأسهُ ، لتتابع ديجاْ :
– أنت بتحب خالتو سجىٰ ولا لا ؟
اؤمأ خالد بتلقائية مردّاً :
– ايوة أنا بحبها اوي.
أردفت ديجا بهدوء :
– بِما أنك بتحبها ليه بتقول كِده لـ أروى ؟ شوف هديك مثال بسيط هو لما النور يقطع بتبقى أزاي.
رد خالد سريعًا :
– ببقى خايف من الضلمة.. ومش شايف حاجة.
ديجا موضحه :
– بالظبط كدا مش بتشوف حاجة وبتبقى خايف وخالتو سجى فاقدة البصر وتولدت كدا.
قاطعها خالد متسائلاً بدهش :
– يعني خالتو سجى بنشوف ضلمه بس.
أؤمأت ديجاْ مؤكدة وتابعت :
– ايوة فـ عشان كدا كُلنا بنهتم بـ أروى عشان خالتو سجى مش هتقدر لوحدها ، يعني غلط لما تكلم اروى كدا وتقول على خالتو كده المفروض تحمد ربما وتشكره على نعمة البصر أنت بتشوف هي لا هي شايفة كُله ضلمة .. يبقى طول الوقت لازم نشكره على نعمه لينا التي لا تُحصى ولما نشوف حد معندوش النعمة اللي عندنا يبقى نحمده كتير أروى عشان يزدنا ربنا بيقول في كتابه “ولئن شكرتم لأزيدنكم” يبقى نُشكره طول الوقت وحتى لو عملنا كدا برضو احنا مقصرين .. هل خالتو سجى بتعاملك وحش؟
هز خالد رأسه غاضٌ بصره ، فتابعت ديجا :
– وإذا سجى بتحبك وبتعاملك زي أروى وعمو ياسين زي ما بيجبلها بيجبلك أنت ليه تعامل اروى كدا والمفروض تكون أنت أخوها الكبير تخاف عليها ومتسمحش لحد يزعلها وتكون دايمًا جنبها وتهتم بيها ومش تزعل عشان كُلنا بنهتم بيها لأن خالتو سجى تستاهل ولازم نكون جنبها.
أؤمأ خالد عدت مرات وهو يقول بصدق :
– أنا مش هزعل أروى تاني .. ولا هسمح لحد يزعلها… وهكون جنبها دايمًا.
فترت شفتاها عن بسمة راضية وسر فؤادها وقرت عينيها لتقبله بعمق وهي تتمتم :
-يلا روح شوفها فين والعب أنت وهي وباقي العيال.
لم يلبث أن أبتعد سريعًا بحثًا عن أروى.
🌼 لا حول ولاقوة إلاّ بالله 🌼
كانت تعد الطعام دون التنبه لذاك الذي يتسلّ خفيةٍ بإتّجاههاَ وعلىٰ حين بغتةٍ ضمها من الخلف وهو يقول بتلقائية :
– بتعملِ أيه ؟
نكزته “وعد” بذراعها بحدةٍ ليرتد للخلف ضاحكًا وتصيح هي بمقت :
– رحيم مش هتبطل عادتك دي بقا يا ربي.
أقترب بحذر ثم طوق كتفها وهو يغمغم :
– بحب اخضك كدا اعمل ايه ؟ المهم وحشتيني.
أنهى جملته ناظرًا بعمق عينيها ، لتبتسم بحياءً وهي تدفعه برفق من أمامها :
– طيب أمشي لحد يجي.
رحيم برفع حاجب :
– أنتِ مراتي.
وعد بحدة :
– رحيم امشي بدال والله……
قاطعها رحيم قائلاً بإستسلام :
– بس بلاش حلفان أنا ماشي يا ستي.
– يلاااااا.
صرخت بها وعد ليسير هو شبه راكضٍ للخارج ، وتعود هي للطعام .. ثوانٍ وكان يضمها مرة أخرى مقبلاً وجنتها بنهم.
# عيب يا بابا أنا هقول لستو صفية.
جحظت عينا رحيم بصدمة وأستدار لطفلة وهو يتمتم ، في حين دنا الصغير “عاصم” متسائلاً :
– هو أنت بتبوس ماما ليه ؟
أنفجرت وعد ضاحكة في حين رفع رحيم الصغير من تلابيب ملابسه صارخًا به :
– والله يا روح أمك وأنت بتسئل ليه؟
تحدث عاصم بـ رزانه :
– عشان أنا كمان ببوس هدير بنت عمتي غادة.
أتسعت عينا رحيم وتجلت فيهما الصدمة :
– بتبوس مين يا اض أنت؟ سامعه ابنك بيقول أيه.
شوحت لهم وعد وهي تتجه لتجهيز الطعام في حين دوى صوت الحجه صفية :
– اترك الواد يا رحيم بدل ما اجوملك.
رحيم بمقت :
– ما هو دا اخرت دلعك فيه.
ارتفعت ضحكات الحجه صفية في حين ركض الصغير بعدما فر من براثن رحيم إليها وظل يلاعبها.
دبر طعامهم ونوم الصغير صعدت وعد لحجرتهما ، كانت تمشط شعرها حينما قال رحيم وهو يدنو منها :
– أيه رأيك ننزل تحت ؟
أستدارت له متسائله بدهشة :
– دلوقتي ؟
أؤمأ مؤكدًا :- ايوة فيها ايه .. تيجي ؟
أؤمأت ببسمة وهي تضع الفرشاة وانصرفا للأسفل من ثم للأسطبل الملحق بالمنزل ، أمتطى رحيم الجواد ذات اللون اللبني وأمسك لجامه جيدًا وتحدث ضاحكًا :
– هنحيّ أيام جوازنا يلا هاتي أيدك.
لوت وعد فمها ضاحكه :
– المفروض أنا اركب الاول اصلاً.
رفع رحيم حاجبه ثم تجلى من عليه وهو يقول :
– نزلت يا ستي.
زمت وعد شفتيها بغيظ ثم أمتطت الجواد بمعاونته إذ رفعها هو حتى جلست بإريحية وتأكد من ذلك وأردف وراءها وطوقها بذراعه وبالاخرى أمسك اللجام وأندفع به يطوف حول الدار هدأ في البداية ثم أندفع مسرعان لتعلا ضحكات وعد وهي تتشبث بذراعه متمتمه بوجل :
– والله خايفه أقع زي اول مرة.
همس رحيم بجانب أذنها :
– توقعي وأنا جنبك دي تيجي برضو.
أسندت رأسها على كتفه مغمضة العينين متمتعة بالهواء البارد بين أمان ذراعية كأنها حقًا ترفرف گ فراشةً بالسماء.
بعد وقتٍ ليس بـ طويل جلست وعد بالجنينة وتقدم رحيم حاملاً صنية وهو يقول :
– الشاي بلبن والبسكوت وصل.
صفقت وعد وهي تتناول منه الصنية تضعها ارضٍ وشرعت بالطعام ، تأملها رحيم هنيهة قبل أن يقول :
– أعرف بس حبك بالشاي ولبن دا أيه دا أنتِ ممكن تقعدي اليوم كله تأكلي بس بسكوت.
نظرت له وعد بطرف عينها متمتمه بغيظ :
– أنت بتحسد ولا إيه وبعدين ما أنت اللي عودتني عليهم وتعودت بقا خلاص يبقى مسمعش صوتك.
رحيم وهو يرتشف كوبه :
– إلا قوليلي صحيح كان قصدك ايه لما قولتلك اطلعي وقولتيلي “هسيبك ومش هسيبك”
صمت مترقبٍ أجابتها وهو ينظر لها بتمعن في حين تركت هي البسكوت من يدها ونظرت له باسمة وتمتمت بعشق يتوهج من عينيها :
– بمعنى إني اااه هسيبك بس جسدي بس لكن قلبي وروحي هسيهم معاك وعشان كدا مش هسيبك.
فترت شفتيه عن بسمة رائعة كضوء الفجر بينما ظلت هي كنسمةٍ ساكنةٍ وتحدثت الأعين بشوقٍ رفع رحيم راحتهُ علىٰ وجنتها وهم بتحريك شفتيهُ ، ليقاطعه اندفاع عاصم نحو وعد وهو يقول.:
– يا ماما أنتِ بتعملِ أيه هنا ؟.. يلا تعالي أنا مش عارف أنام من غيرك.
ضرب رحيم وجهه بغيظ وهو يسب بداخله ويتمتم وقلب كفيه ذات اليمين وذات الشمال بمقتٍ شديد.
فضحكت وعد بملأ فمها ثم أخذت عاصم وصعدت به.
تهيأ الجميع للذهاب عند عائشة بمنزل زين التي ولدت منذ أيام واليوم سيقام “السبوع” ، تجمهر الجميع هنالك في جو يملأه البهجة ممزوجًا بضحكات الصغار وركضهن هنا وهناك يغمرون الدار بالسرور والبهجة ، تحدثت عائشة متأففة وهي تجلس بجانب سجى التي تحمل طفلها الصغير :
– ياااااماما بنتك مقربتش توصل .. وحشتني البت دي.
لمار مُقترحة :
– رني عليها كدا شُفيها هتوصل أمتى ؟
تأففت عائشة وهي تنهض متجهة للهاتف ثم أجرت أتصال على وعد التي ردت قائله بضحكة :
– يا بنتي خمسين رنه في الساعة ليييه ؟
عائشة بغيظ :
– وربنا أنا غلطانة اصلاً إني بعبرك .. قربتي ؟
أؤمأت وعد هاتفه بجدية :
– ايون خلاص أهووو هوصل.
أقترب وليد ومعه تؤمه أسلام راكضين تجهها وهم يصيحوا:
– يااا ماما يا ماما.
عائشة بغضب :
– بسسس عايزين أيه .. أقفلي يا وعد هشوف العيال.
ضحكت وعد بقوة وهي ترآها قد أغلقت فـ ألتفت لها رحيم باسمًا وهو يقول :
– العيال جننت أختك.
وعد بضحكة :
– فعلاً اتجننت ولسه القردة الصغيرة لما تكبر كمان.
ثم نفخت بحماس قائلة بشوق :
– وحشوني أوي.
رحيم بتفهم :- خلاص هتشوفيهم اهوو.
تململ عاصم الذي كان يغط في النوم على المقعد الخلفي وفتح عينيه قائلاً بتثاءب :
– احنا لسه موصلناس .. أمتى هنوصل.
ألتفتت له وعد ثم قرصته من وجنته وهي تقول.:
– صحي النوم الاول ، خ…
قاطع جملتها عاصم وهو يقول بتأفف وحسم :
– يا ماما قولتلك 100 مرة متقرصنيش من خدي.
نظر له رحيم من مرآة السيارة وتحدث بغيظ :
– براحتها يا اض.
ثم خاطب وعد متسائلاً :- بذمتك دا طفل ده؟
تلقائيًا قبل أن تجيب وعد نهض عاصم غاضبًا وبهيجًا قال :
– قولتلك مليون مرة انا مش طفل أنا كبير وعندي ست سنين ونص.
ظلا يتحدثا حتى مر الوقت ولم يمض وقتٍ بعيد وصف السيارة جانبًا ليترجلا منها ، ليجدوا الجميع مقبل عليهن يرحبون بهن بشغفٍ ، أنتهى الترحيب ليدلفوا للداخل جالسون بجو مبهج والأطفال يطفون حولهم ما عدا عاصم الذي جلس بثبات بجوار الرجال.
أنقضى اليوم ومر بسلام ، يومًا مشبعًا مغمورًا بحنينٍ يخمد وحبٍ يذداد وأشتياق ينجلى ، وها هم يجلسون إلى أرضية الحديقة في حلقة دائرية ، تحدثت ديجا مقترحه وهي تجلس وسط وعد وسجى :
– أيه رأيكم أسئل أسئلة .. أما أشوفك فاكرة ولا بعدك عننا نساكِ.
قالتها وهي تلتفت لـ وعد ، التي مالت نكزتها بكتفها وهي تتمتم :
– اخص عليكِ أنسى أيه وأنتِ كل يوم بالساعة والساعتين تكلميني وتحكيلِ.
غمزة لها ديجا وهي تحتضنها بلهفه متمتمه :
– أحبك أنا والله.
وعد وهي تميل بوجنتها على وجنت ديجا وتشدد من ضمها :
– وأنا بحبك أكتر يا شعنونه.. يلا اسئلي بقا.
لوت ديجا فمها ناظره لها برفع حاجب :
– أنا شعنونة ماشي وربنا لـ أنا مطلعاه على ابنك الحليوة ده.
أنهت جملتها وهي تغمز لـ عاصم الذي نظر لها بغيظ ثم تحاشى النظر لها بتكبر مصتنع.
تحمحمت ديجا وعيناها تطوف على الجميع وهتفت :
– يلا استعدوا اول سؤال “تعلقت الأنظار بها بإهتمام جليّ” من هو ابن الذبيحين ؟
وقبل أن يجيب أحد رفعت سبابتها بإتجاه الجميع وهي تردف محذرة :
– اول شخص هيرفع ايده هو اللي هختاره يجاوب.. يلا استعدوا بعد ما اعد لتلاته وااه صح اللي هيفوز وهيجمع اكبر عدد في النقاط ليه هدية بإذن الله.
رفع البعض يدهُ ولكن الأسرع كانت ورد لتشير ليها ديجا متمتمه :-
جاوبي يا ماما يا حبيبتي.
بهدوء قالت ورد :
– سيدنا محمد عليهِ الصلاة والسلام.
صلَّ الجميع علىٰ الرسول ﷺ في حين ألقت ديجا قبلة في الهواء لوالدتها وهي تقول :
– صح يا مامتي.
تلقفت ورد القبلة بدراميا وهي تضعها علىٰ موضع قلبها.
في حين ضيق حمزة عينيهِ متسائلاً :
– مش فاهم وليه سيدنا محمد ابن الذبيحين ؟
غمزة له ديجا قائله ببسمة رقيقة :
– هأقولك الذبيحان هما عبد الله والد سيدنا محمد وإسماعيل بن إبراهيم عشان كدا قال الرسول ﷺ أنا بن الذبيحين.
وذلك لأن سيدنا إبراهيم عليهِ السلام رأى رؤيه أنهُ بيدبح أبنه إسماعيل وكان هيدبحه ولكن الله فداه بذبحًا ، وعبد الله والد الرسول فكان عبد المطلب حلف حينما خاصمته قريش بحفر بئر زمزم بأنه لو ولد عشر ابناء ليذبح واحدٍ منهم وبالفعل أتموا عياله العشرة وكان عليه بالوفاء بالنذر فأقرع بينهما فوقع الأختيار علىٰ عبد الله والد الرسول ﷺ فلم يذبحهُ ووداه بمائة من الإبل،.
اؤمأ الصغار بأوجه مشرقه وبسمة متسعة في حين ردّت إسراء بإنبهار ودهش :
– الله أول مرة أعرف المعلومة دي .. وكل ما بقعد معاكِ يا خديجة لازم أتعلم حاجات كتير وجديدة عليا معرفهاش ربنا يحفظك يا حبيبتي.
غمزة لها ديجا ببهجة وهي تردّ :
– كدا ماما نقطة .. السؤال التاني هو من هو صاحب لّقب “الصادق الأمين”.
رفع الجميع يده ولكن كانت الاسبق سجى لتشير لها ديجا بحماس :
– يلا يا سجوجتي أنتِ رفعتي الأول.
سجى ببسمة :
– سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
هتفت ديجا بلهفة :
– صح يا سجوجتي .. يلا السؤال الثالث … من هو اول من يقرع باب الجنة ؟
صمتَّ الجميع مفكرين كان الجميع مندمج مع ديجا ما عدا مكه التي غلب عليها الحزن .. هي معهم وليست معهم أيضًا ، هي بعيدة كل البعد عنهن ، قطع الهدوء صوت ورد التي قالت بتلقائية :
– طالما مش عرفين هقول أنا وابقى نقطتين .. هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لحديث أنس رضى الله عنه.. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : آتي باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك .
” صحيح مسلم “.
بفخر صفقت ديجا :
– ايوة كدا يا وردتي .. دي عيال فاشلة.
ضربتها وعد بخفه وهي تتمتمت بغيظ :
– احنا عيال يا زفته.
تأوهت ديجا وهي تميل على سجى تتفادى ضرباتها :
– يا بت خلاص بقا أيدك تقيلة.
ظلا يتناغشا قليلاً ، ثم تابعت ديجا اسئلتها مهمهمه :
– يلا بقا السؤال الرابع ـ لماذا سمي العام العاشر للبعثة بعام الحزن ؟
صاحت ورد بتلقائية ولكن بصوتاً خافت قليلاً :
-لموت عم النبي – أبي طالب -وموت زوجته خديجة في ذلك العام.
ردت ديجا بسخط :- كدا غش يا ماما … مرفعتيش أيدك الأول.
ضربت ورد جبهتها منسية وهي تقول مغمغمة :
– والله الحماس نساني يا ديجا.
زمت ديجا شفتيها ثم ردَّت :- السؤال اللي بعده ـ من اول من لقب بـ أمير المؤمنين ؟
ارتفعت الايدي ولكن يد وعد كانت اسرع وهي تصيح :
– أنا.، أنا.
اشارت لها ديجا لتتابع وعد :- عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
قرصتها ديجا بمناغشه وضحكت متمتمه :
– صح يا وعدي ..
دفعت وعد يدها مغمغمة ، فتابعت ديجا بعد لحظات :
– من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه ؟
لم يدرك أحد الأجابه وخيم الصمت لبعض الوقت ، كانت تكابد ورد إلا ترفع يدها تاركه مساحه لهم ، وحينما وجدت أن الجميع حائر ،همت برفع يدها ولكن سبقتها لمار لتشير لها ديجا :
– بس يا ماما كفياكِ يا حبيبتي … قُولي يا لمُورتي.
نظرت لها لمار بهدوء :
– عمران بن حصين رضي الله عنه.
أؤمأت ديجا وهي ترسل لها قبلةٌ في الهُواء لتفعل لمار بالمثل وهي تغمز لها . ثم جال بصرها بالجميع وهي تقول :
– السؤال اللي بعده …من هو الذي كان تستحي منه ملائكة السماء ؟
ارتفعت ايدي الفتيات فقط فـ أشارت ديجا لـ سجى :
– هااااا.
سجى :- عثمان بن عفان رضي الله عنه .
قبلتها ديجا من وجنتها وهي تطوقها بذراعها وتابعت فجأة وهي تصيح :
– من الذي لقبه الرسول الكريم بالطيب المطيب ؟
سجى بتلقائية وبلا تردَّ :- عمار بن ياسر .
قرصتها ديجا من وجنتها بمناغشة وهي تقُول ضاحكه :
-دخيلو أنا القمر ده.
ثم تنهدت بصوتًا عالٍ وهي تسئل :
– من الذي اهتز لموته عرش الرحمن ؟
جاءهم صوتًا من الخلف يقول برزانة :
– سعد بن معاذ رضي الله عنه .
نظر الجميع فـ إذ به عثمان مقبلاً عليهم يليه ياسين وأنس ألقى السلام وتوجه لـ مكه مقبلاً وجنتها بهدوء.
وصل الصوت المنتظر لسجى فـ ارتسمت ابتسامة سعيدة على ثُغرها في حين جلس ياسين بجوارها بإرهاق وطوقها بحنان مقبلاً جبينها مغمغمًا بشغف :
– وحشتيني .. وحشتيني اوي اوي اوي.
تبسمت بحياء ليجفلهما صوت ديجا :
– نحن هنا يا أخ ياسين.
زم ياسين شفتيه غيظًا وأمسك بيد سجى وهو يقول :
– قومي يا بنتي نمشي من جنب العيلة دي.
نظرت ديجا في غيظ ليأخذ سجى بعيدًا عن أعين الجميع.
في آوان ذلك نهض عثمان قائلاً وهو يمد كفه لـ مكه :
– تعالي معايا عايزك دقيقة !
ببسمة منطفئة بعينيها مدت يدها بيده ونهضت بصمت ليتجها بعيدًا و وقف مقابل بعضيهما البعض وسحبت كفها بنظره مغعمه بـ لوم وعتاب ، أعتراه الضيق وتمتمت وهو يزفر بملل :
– أنا دلوقتي عملت ايه لكُل زعلك ده ؟ شغلي يا مكه ومش هسيبه بسبب خوفك عليا دا شغل يا مكه وبحبه.
لانت نبرته حينما أغروقت عيناها بدموع الاسى :
– يا حبيبتي لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ما انا ممكن برضو اسيب الشغل وأموت ، الموت هيجي هيجي لا محالة سوا وانا في مؤمرية او في البيت او في اي مكان ملهُوش معاد يا غالية.
تقدم خطوتين وأمسك ذراعيها في حنان :
– بلاش بقا نكد وزعلك اللي ملهوش داعي !
“داعي…داعي…داعي”
تردَّت هذه الكلمه بذهنها ، ليس هناك داعي ؟
ألهذة الدرجة هي لا تهم لهُ ، متى يجلس معها هي وأطفالها ؟
متى جلسا سوياً في جو هادئ ينتاقشون يتعاتبون متى كان واين كان هو غير موجود يأتي لننوم ثم يغادر كأنه لم يكن ؟!
لا يهم هي ماذا عن اطفالها التى يتساءلون عنه ؟
سيتسبب بوحدة ونفور منهم ان لم تتزحزح.
سالت دموعها بحرقه ، وانفجرت بما في جعبتها ، تراكُمت كثيرة كانت تتراكم يوم بعد يوم قد حان لها على المواجهه ، لقد حانت لحظة العتاب والَّوم والأنفجار فصرخت بتلقائية دون وعي منها :
– مفييييش داعي ؟ مفيش داعي لأيه ولا أي ؟ فكرني كدا امتى قعدت مع عيالك اللي بيسالوا عليك يوميًا لدرجة قالولي انك مبتحبهمش فين دور الاب في كل ده ؟ امتى شفت طلباتهم عايزين ايه ولا مش عايزين ايه كويسين ولا لا ؟ عيانين ولا ايه ؟ نايمين ولا لا ؟ مطمنيّن ولا لا ؟ امتى خدتهم في حضنك ؟ وطبطبت عليهم ؟ مش بتخرج معاهم غير اليوم اللي بنخرج فيه كلنا ؟!.
تعلقت جل الأنظار بهم بينما بكياء معاذ ولمياء وهم يروا والدتهم بتلك الحاله ، وهم معاذ بالذهاب تجاههم ولكن ضمته اسماء وهي تدلف بهِ للداخل بعدما أشارة لديجا لتلحق بها وهي تحمل لمياء وتأخذ باقي الأطفال.
لجمت الصدمة عثمان الذي جحظت عينيه بها بعدم تصديق ولم يدري ماذا عليه أن يفعل ، هل هو بتلك الوحاشه حقًا ، ألهذه الدرجه هو بعيد عن أطفاله وبيته ولكنه حقًا لم يُقصد ذلك ؟ توالت عليه الاشغال وهموم الحياة لتكدر صفو سعادتهم وتشتته وتأخذ جل وقته ولكنه حقًا لم يقصد ذلك ألبته
أقتربت سجى تضم مكه التي تشبثت بها وهي تذرف الدمع.
فاق لذاته على يدٍ وضعت على كتفه فـ استدار برأسه بتيهّ وضياع لياسين الذي ربت بحنو عليه متمتمًا :
– حاول تفوق لنفسك شوية وعيلتك وخدهم في حضنك ، هي مغلتطش في كل دا .
زاغ بصره ناحية مكه التي تبكِ بمرارة وشهقات عالية وتابع :
– بذمتك هي دي مكه ؟
نظر له عثمان بتوهان ثم نقل بصره لـ مكه في صمت ماذا يقصد ياسين بسؤاله الذي لامس وترٍ حساس بقلبهُ آين مكه حقًا ؟
وصل ياسين لما اراد ان يوصلهُ ليربت على كتفه :
– اتصفوا وتعاتبوا احنا هندخل جوه.
أخذ سجى واشار للجميع للداخل… فولجو تباعًا خلفه.
ساد الصمت بينهما لاول مره يشعر أنه .. أنه ماذا .. لا يمكنه فعل شيء متكتف الايدي والاذرع … دموعها تذبحه .. شهقاتها تكوي قلبه.. اقترب وهو لا يدري ما يقوله.ولكنه بقى ثابتًا لتبعد كفيها عن وجهها وترفع بصرها بهِ بعتاب جليّ وتمتمت :
-أيه في حاجه تاني يلا روحني مش عايزه أفضل هنا.
أنهت جملتها تزامنًا وهي تكفف دموعها وتنظر له بإستماته.
ثم بقت الأعين معلقة لوقت لا يعلمان مداه ، فقط تطالعه بعتاب وقسوة ، تلعثمت حروفه وهي تخرج أخيرًا من بين شفتيه بنبرة بدت بها الحزن :
– مكه .. أنا .. أنا أسف سامحيني.
مكه وقد أغروقت عينيها بالدموع بعتاب وألم دفين صرحت :
-أسامحك ؟ مسامحك متقلقش .. بَس بِما أن شُغلك وحياتك العملية أهم من عيلتك و وجودك زي غيابك يبقى سيبني ، أنا مبقتش أنا ، قُولي أمتى آخر مرة شُفتني بضحك ، أنت تغيرت أوى في حاجات كتيره تغيرت فِيك ، فين عثمان اللي كان اول ما بيرجع يقولي وحشتيني وياخدني في حضنه يطمني ، أمتى قولتلي بحبك زي ما كنت بتقولي ، مقالبي اللي كنت بعملها فيك أول ما قطعتها مفتقدتلهاش ، محستش بغياب مقالبي ، مفتقدش ضحكتي وهزاري وتنطيطي ، مشفتش دموعي ولا اهتمت تعرف مالي يبقى أيه الحل ؟
رمش بعينيهِ عِدة مرات ، هي محقه في كل كلمة لُفظت بها ، متي ضحكت متى رأى بسمتها ، أو خفت دمها ومقالبها التي كانت لا تكف ، كيف تغاضى عن كل ذلك ، والأهم كيف سيعيد وردته الزابله لتتفتح وتنير سماء قلبه ، كيف يراضيها تلك المرة ؟
لماذا أُغلقت الأبواب بوجهه فجأة وسودت الدنيا من حوله ؟
أجفله قول مكه التى غزا فؤادة گ سهمٍ مسموم وهي تتحدث ببكاء مرير :- أنت .. أنت مبتحبنيش يا عثمان .. أنا بقيت خايفة .. خايفة .. خايفة تسبني… خايفة اصحى في يوم متكونش موجود نهائي… خلتني اوصل لمرحلة تفكير مستمر في سؤال واحد “يا ترى هو حبني بجد؟” لما .. أنا لما بشوف ضحكتك قلبي بيشع بالأمل وفجأه كأنه سراب بيتبخر قُدام عينيه ومش قادره اتشبث فيه.
شعر عثمان بمدى أنانيته في تلك اللحظة .. مكته تشعر بالخوف منه .. تشك في حبه لها .. بقلبه الذي وجد ضالته بها أخيرًا .. ولكن لا عتب عليها .. هو من أوصلها لتلك الحالة.
جذبها من ذراعيها لحضنه وشدد من ضمها حتى كاد بتخبئتها داخل ضلوع حناياه.
فرت الكلمات من داخله ، ولم يسعفه شيء ، فضمها اكثر عسى الفؤاد ودقاته أن تخبرها كم يعشقها وهل يوجد أفضل من لغة القلوب بين العشاق ، لم يدروا كم مر من الوقت قبل أن يبعدها ضاممًا وجهها بين راحتيه وتمتم في هدوء ونبرة صادقة :
– مكه .. مكتي .. يا أمي .. أختي ..وصحبتي وعوضي ورزقي وضالتي وقدري .. أنا بحبك .. أنتِ أنا متخيلش لحظة من غيرك ، أنا مستحملش بعدك عني… متخيلش إني أصحى أو أنام من غير ما أشوف عينك يا نور عيني ، والله أنتِ والعيال دنيتي اللي انا عايش.عشانها ، طب ليه معتبتنيش من الأول انا مشاكل الحياة خدتني ليه مرجعتنيش ؟
أزاح دمعاتها وهو يتابع :- عيونك يا مكتي بتكوى قلبي بنار ملهاش آخر بتأكل فيا فـ متبعديش عني يا كل ما ليا ولا تتخلي عني يا كل الناس.
نظرت لعينيه بألم قبل أن يضمها مرة آخرى.
ليجفلهما صوت ياسين الضاحك :-
صافي يا لبن ؟
كز عثمان على اسنانه ، لتبتعد مكه بحياء وهي تتجه ناحية سجى التي تمتمت بخفوت :
– والله ما كنت أعرف أنه جيبني عشان نِطب عليكم!
ضحك ياسين بخفة وهو يرى غيظ عثمان الذى أجفله بحصى صغيرة أصابة صدره مباشرةٍ وظلا يركضا خلف بعضهما.
💮استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه 💮
جالسًا أسفل ظل أحدى الشجيرات ، بسكون الدجى ، وركود الليل ، والهواء المنعش ، مطمئن السريرة هادئ النفس بين يديها ، حضنها الذي يسرع بعد يوم شاق للسكون به ، فتنسيه جل ما تعبه وأرهاقه وهمومه واعباء حياته ، بينما تميل هي برأسها على كتفه ، تلامس ذراعه الذي يحوطها ، وآيديهم الاخرى متشابكه ، مغمضي الأعين ، يستمتعان بتلك اللحظة يرتويان من بعضهما لبعضٍ ، وليست تلك اللحظة فقط فكُلا منهما يكتمل الآخر فتغدا لحظاتهم كلها تاركه اثر بالفؤاد الذي يغمره السعادة.
تمتمت سجى بنبره باكية متألمة اودت بفؤاده للهلاك :
– ياسين.
همهم بقلق ويكاد قلبه يقلع من بين حناياه ، لتتابع هي بتلقائية ولم تشعر بدموعها التي تسيل على وجنتيها :
– سامحني عشان مش قادرة أعمل ليك اي حاجة ، بل على العكس كل حاجه سيباها عليك ومش بساعدك حتى .. سامحني يا ياسين بس أنا والله بحبك….
قطع كلماتها ضمهُ بلهفة لوجهها وهو يتمتم في شغف :
– هششش أيه اللي بتقوليه ده كُله ؟ وليه بتقولي كدا.
أغلقت عينيها لتهوى دموعها بين كفيه الذي يحيط وجهها ورددت بنبرة يفعمها الوجع :
– أنا خايفة تندم أنك اتجوزتني.
هم بالأنفعال حقًا لا يصدق ما تتفوه به من تراهات لا معنى لها ، هو ماذا بدونها.؟ هدأ من روعه وجذب رأسها لصدره ، بل جذبها كُلها بحضنه وتمتم بهمس وحب وهو يمسد على حجابها :
– أنا لو ندمان يا سجى فـ ندمان على سنين عمري اللي ضاعت وأنتِ مش جنبي ، على كُل لحظة مرت وأنتِ مش قدام عيوني ، ندمي إني معرفتش أحميكِ ، ندمي على كل الأيام اللي قضتها في وحده جنب قبرك وأنتِ عايشه ، ندمان على آيااام كتير وسهر وأنا مشتاق وبحن ليكِ وبتمني طيفك ، ندمان على نصي اللي كان غايب بس كان واخد كل ما فيا الروح .. والقلب .. والكيان .. والحياة.انا كنت ميت بس الفرق ان جسدي لسه مدفنش .. أنتِ الهُواء اللي بتنفسه كُنت بختنق وبموت بالبطيء وروحي بتتسحب وبدور على هواء ينقذني ومش بلاقي غير .. غير لما رجعتيلي يوم مشفتك حسيت حته من قلبي تردت لي ، گ شخص كان في غيبوبه وفاق بعد سنين طوال… گميت عاد للحياة… كمريض بيعافر يعيش بس مش لاقي زورق للنجاة وأنتِ زورق نجاتي من الغرق.
أخذ نفسًا طويل أخرجهُ ببطيء وحبس دمعه كادت بالأنحدار وهو يغلق جفنيه وشدد فجأة من ضمها بقوة كأنه يخشى أن تنسحب منه وتابع بعد دقيقة من الصمت :
– ايّ حاجة سهلة وهتعدي إلا بعدك عني .. وفراقك
.. والله أنتِ دنيتي واللي فيها وناسي ، هي تسوى ايه حياتي من غيرك ؟ سجى أنتِ اكسجيني على الدنيا دي ، روجوعي بعد يوم طويل من العمل والركض هنا وهناك والدم اللي بشوفه والضحايا مفيش حاجة بتهونه غير حضنك ، فكرة اني ارجع لحضنك بعد الشغل دي بتصبرني عليه وعلى اللي بشوفو ، حضنك بينسي اي حاجة بيطمني وبيخليني اعمل بجهد عشان ارجعله ، راحتي ونومي بس لما تنامي في حضني واطمن أنك بين ايديا لولا ما برتاح وبعرف انام.
إني اصحى الصبح على شوفتي لعيونك وبسمتك دي الحاجه الوحيدة اللي بتغمرني بالسعادة وطمني وتديني امل في كل حاجة ، انا معرفش اصلاً يعني سعادة من غيرك ، ضحكتي وبسمتي والله العظيم ما بيطلعوا غير معاكِ الفرق انها بتطلع من جوه قلبي اللي بيعشقك ده ، كل حاجه سهلة وهتعدي وهتخطاها إلا بعدك يا مليكتي.
أهي الآن تحلق بالفضاء ؟ ما ذاك الدفء الذي غمرها فجأة، كفكفت دموعها ثم تلامست ملامحه بأناملها بحنو وتمتمت :
– أنا بحبك اوي.
جذبها لحضنه وهو يتمتم بمرح :
– مش قدي يا بنتي طبعاً ..
أستكانت بحضنه كنسمة هواء ، مطمئنة ترتوى وتستدفء من أحضانه الأمنه ، تستمع لنغمات قلبه التي تحييها لتبث لها كم يعشقها ، في حين طوقها هو واحكم ضمها لا يريدها ان تبتعد لو ثانية هي ، هي أبنته حلاله روحه هواءه الذي ان انقطع سيموت لا محالة ، ظلا على هذه الحالة لوقتٍ طويل تاركين بهِ الفؤاد يعبر عما يكنه ، ويبث الحب كلا للآخر مشاعر جميلة تتولد كل يومًا بأفئدتهم لبعضهما لبعضٍ عسى أن تظل تلك السعادة ولا تفرق روحًا عن جسدها.

أجفلهما صوت ديجا التي تقول في غيظ :
– ياااختي مش خايفين حد يديكم عين كدا ولا كدا ، ادخولو جوه لحد يحسدكم القيك مطلق البت.
قذفها ياسين بحصى صغيرة وهو يقول بنرفزه :
– أمشي يا بت من هنا والله ما حد هيدينا عين غيرك.
دفع سجى بخفه :
– قومي يااختي نتلم في اوضتنا لحسن عنيها هتصيب واطلقك بعد شوية.
ضحكت سجى بصخب في حين ركلت ديجا الارض بقدمها وقد فشلت بأن تصيبهُ بالحصى :
– ماشي يا ياسين شوف هعمل فيك أيه… ويلا ورايا عشان لمار عايزكم.
دلفا خلف ديجا للداخل ، ليجدوا سمر قد آتت فرحبت بسجى ما ان وقع بصرها عليها ، وجلسا مواجهاً للمار التي تبسمت بصفاء وهي تنظر لـ سجى ،
قطع يوسف الصمت السائد وهو يتمتم ببعض التعب ، ولكن بوجهًا بوشوش ، وعينين تطوف على الجميع بمحبة :
– عايز أقولكم حاجة .. يمكن أنتوا مستغربين ليه عيلتنا بتحب بعضها ؟ ومفيش بينا خوف من أن يجي يوم ونفترق ونبقى أغراب !.
بدا له جليًا الأهتمام بجل الأعيُن المعلقة بهِ بترقب فتحمحم متابعًا :
– ببساطة لأننا علمناكم يعني ايه حب بجد وازاي تخلوا بالكم من بعض وتهتموا، وتشاركوا كل حاجة مع بعض وتكونوا ايد وحدة .. كل واحد فيكم يكون الكتف اللي مهما مال عليه أخوه ميتعوجش يفضل سنده وضهره وأمانه.
تنهد تنهيدة طويله وهو يرى نظرات التعجب والتساؤل بكل الوجوه فـ أردف ببسمة خفيفه :
– أكيد بتّسألُوا أنا ليه بقول كدا ؟
أؤمأ الجميع ليحرك بصره ناحية لمار باسماً وهو يتمتم بخفه :
– عشان تعلموا عيالكم يكونوا ايد واحدة ، وميكرهوش بعض لأي سبب ، واللقمة اللي في ايد واحد فيهم يقسمها على الباقيين ويكونوا روح وحده ويفضلوا دايماً جنب بعض ميفرقُهمش حاجه.
ومِضات ما مضى أضاءت أمام عينيه ليحبس دموعه بقوة ونظره ثابت على لمار التي تناظره بحنو وقلبٍ يرفرف فرحًا ، تابع بصوت متحشرج :
-عرفين ليه أنا و لمار زي التؤم بنحس ببعض حتى لو في بينا أميال ولا مرة طمعنا في بعض او اختلفنا وتخصمنا عرفين كل ده ومع ذلك أحنا كنا بعاد عن بعض اوي من طفولتنا لحد ما اتجوزنا كدا.
تنقالا ياسين وعثمان النظر فيما بينهما بوجيعه ، ولقد هوت دموع لمار بصمت وهي تتذكر كيف كانت وحيدة قبلاً ، وكيف اصبحت الآن وسط عائلة يجمعهما رباط أبدي متين من الترابط والود والمحبه.
ضيقت سجى عينيها وهي تتساءل :
– مش فاهمه ازاي كُنتوا بعاد يعني ؟
أدار يوسف بصره إليها وهو يتابع بصوت نما عن ألمٍ دفين :
– هقولك يا بنتي .. كُنا أنا ولمار مش بنفارق بعض كُنا زي التؤم كدا بنتشاكل ونتصالح في ذات اللحظة كُنا اخؤات بمعنى الكلمة لحد ما جه اليوم اللي……………….
آخذ يوسف يقص عليهم ما حصل قبلاً ، بدايةً من عمه روؤف وما فعله بهما حتى وجدا بعضيهما ، دارت عينيه بالوجوه ، ليرى أعين الفتيات التي غشاها الدمع وعلى حين بغتة كانت لمار تهجم عليه تحضنه ببكاء ليربت على ظهرها بحنو وهو يردد بأعين أغروقت بالدمع :
– احنا… احنا مع بعض عشانها هي من غيرها عمرنا ما كُنا كدا وكان كُل واحد فينا في مكان بس هي اللي جمعتنا وخلتنا كُلنا واحد رباط متين يستحيل يتقطع ما دام هي موجوده… عشان كِدا علموا والدكم الخير احنا مش هندوم ليكم ، بس لو جه الموت ومشينا علموهم زي ما علمنكم يحبوا بعض وقلوبهم على بعض ، لو اتوجع حد الكل يتوجع عليه ،علموهم أن الفلوس مش كل حاجه ، بلى على العكس هي ولا حاجه قصاد لمتهم وضحكتهم النابعه من كل فاه فيهم ، فـ الفلوس وكل الحياة مش مهمه الأهم جمعتهم و وقفوهم جنب بعض.، لو شافوا حد فيهم هيقع يبقى كلهم يحوطوه ويسندوه يكونوا عزوته وسنده
من الأخير يكونوا كلهم واحد وميسمحوش لأي حد يفرقهم ونقوا صحابكم الصاحب اللي بيحسبك للجنة.
وأكدُلهم أن الطمع نهايته وحشه ، وحشه أوي وأنهم يرضوا بـ اللي في ايدهم مهما كان قليل ميبصوش للي في أيد غيرهم ، وحتى لو كان اللي في ايدهم آخر ما يملكوا وحد محتاجه ميبخلوش ويقولوا احنا اولا… عرفوهم أن الحياة مش هدوم وان اللي هيفضل مننا هي السيرة الحسنه وبس وأن اهم رضا في الدنيا هو رضا ربنا…..
دار ببصرهِ ناحية فيكتور وتمتم وهو ما زال يضم لمار التي غمغمت بخفوت :
– اللي مقسمني فيكِ.
غمز لها يوسف وهو يتمتم وعينيه على مكه :
– فيكتور مكنش مسلم.
اتسعت حدقتي مكه بصدمة وهي تنظر تارة لـ يوسف وتارة لـ فيكتور ، ليتابع يوسف ببسمة وهو يجلس بـ لمار بجانب “فيكتور” :
– الفترة اللي كنت بتعالج فيها وعايش في الخارج من اول رجلي ما خطت هناك وأنا وفيكتور شخص واحد ، كيان واخد ، روح وحده ، وحزن واحد وجوع وشبع واحد حتى المرض لما عمي سليم سابني هناك أنا وفيكتور بقينا روحنا في بعض بنحس ببعض وبنشارك وجع قلوبنا سوء كلللله الحياة كنا بنتقسمها سوا بمرة وحلوها.، وكان هو مسيحي وانا مسلم ومع ذلك كنت وقت ما بصوم بيصوم معايا ويقعد جنبي وانا بصلي ومتخصمناش ولا ختلفنا مره ولو حصل فبيبقي منكملش ساعه ونرجع احسن من الاول ، فيكتور اسلم لما رجعنا مصر ولمار عرفت بكل حاجه ، اسلم يوم العملية بتاعتي وزي ما انتوا شيفين أنا وهو قدامكم شيفنا ازاي ؟؟
توسم يوسف فيهم نظرة الزهول والفخر ، وانقضت الليلة وفض الجمع ليودعوا عائشة التي ساءلت وعد بترقب :
– أنتِ أكيد مش هتمشي صح ؟
هزت وعد رأسها متمتمه :
– لا .. بكره هستناكِ نقضي اليوم سوا كُطلنا ماشي ؟
اؤمات وعد ثم قبلت رأس الصغير واستقلا السيارات مغادرون
وصلُ المنزل وقبل دلوفهم جميعًا صدح صوت عثمان صارخًا وهو يمسك بكف ياسين الآخر :
– استنى يا ياسين وأنت يا حذيفة وعمرو برضوا ورحيم كمان محدش يطلع هنـ… هنسهر سوا شوية.
ضيق ياسين عينيه بغيظ:
– وأنا مش عاوز اسهر.
عثمان وهو يميل بجانب اذنه :
– يا ابني عايزك في موضوع كدا.
أؤمأ ياسين له قبل ان يدور برأسه لـ سجى وهمس لها في حنو :
– حبيبتي أطلعي أنت .. وانا شويه وهاجي ماشي ؟
أؤمأت سجى برضى وهي تدلف بهدوء ليظل ياسين ناظرًا بـ آثرها بحنان وبسمة تُزين ثغره.
صعدا الفتيات في حين لحق ياسين بـ ديجا التي كادت تدلف للتو واوقفها هامسًا :
– بت يا ديجا.
ديجا برفع حاجب :
– نعمين ؟ اكيد عاوز حاجه .. اقول اقول.. ما انت متعرفش ديجا غير في مصلحتك.
ياسين بعبث :
– نعم ياااختي ؟
ثم گ المتذكر ردد :
– بقولك خدي اروى بقا انهارده تنام معاكِ.
ديجا برفض :
– لا وخدها ليه خليها عندك عشان تكون عزول بينكم.
صك ياسين اسنانه في غيظ وتمتم ببسمة رغمًا عنه :
– خديها يا ديجا عشان عاوز اصالح سجى ؟
لوت ديجا فمها ساخرة :
– تصالح مين ؟؟ على العموم هاخدها بس عشان انا بحبها تنام جنبي وكمان عشان تيجبلي بكره كرتونة شيكولا.
ود ياسين لو يقتلها ولكنه تبسم بخضوع قائلاً :
– حاضر يا ست ديجا حاجة تاني.
ديجا بفخرٍ مصتنع :
– لا…
ثم وضعت سبابتها على ذقتها مفكرة وهمهمت :
– أفكر واقولك تجبلي ايه تاني اصل مفيش حاجه ببلاش الزمن دا..
ضحكت هاربه من امامه حينما رآته يكاد ان ينفجر بها.
ليبتسم ياسين بصفاء وهو ينظر لطيفها الراكض وقهقهاته التي ملأت الأرجاء بهجه.
تجمع الشباب إلى أرضية الحديقة يتجاذبون اطرافُ الحديث … تساءل عثمان بإهتمام جليّ :
– إلا قولولي يا شباب اعمل ايه عشان مكه ترجع زي الاول والعيال… اعمل ايه عشان أقرب ؟ ساعدوني.
عم الصمت بعد أن أنهى جملته وبصره يدور بالجميع الذين يناظرونه بتفكير ، ليتنهد ياسين وهو يتكئ للخلف على راحتيه ويرفع بصره للسماء وبسط قدميه :
– امممم .. مش بالساهل يا عثمان بصراحه أنت زودتها .. ولازم ترجعها زي ما كانت .. اكسب قلبها مرة تانية .. حسسها بحبك وأمانك والأهم وجودك .. شاركها في الاكل وساعدها وهي بترصُه .. قلها يا عم اللي في قلبك مش عيب ان تبوح باللي جواك .مش عارف بس اعمل اي حاجه هي بتحبها.
كان نظر عثمان مصوبً عليه مصبوبًا كُل همهُ إلى كلماته ليحفظها على ظهر قلب .. ويقلبها بداخله حتى يفعل بها.. ولكنهُ شعر بالتيه فنظر له بهم قائلاً :
– برضو عايز فكرة أتقرب بيها في البداية؟
رُبما ياسين موجودً ولكنهُ بعيدًا كُل البعد عنهم منشغلاً الذهن بملاكه والقلب أيضًا الذي لا يحتوى سواها رغم ركامه.
هزه عثمان حينما رأى شروده وتابع سؤاله ليردد حذيفة :
– بص اعمل اي حاجة هي بتحبها.
اردف رحيم بعدما صمت حذيفة :
– خدهم رحلة وقرب منهم وحسسهم بوجودك.
آتاهما صوت وعد من وراءهم :
– متبقش حيران كدا .. جتلك منقذت محناتك… أنا هقولك تعمل إيه ؟
تعلقت جل الأنظار بها ، لتضع هي أكواب الشاي أمامهم وهي تردد :
– جبتلكم شاي اهوو عشان تفوقولي.
عثمان بضحكه :
– أخيرًا حد هينقذني.. جيتي في وقتك .. وأحلى حاجه أنك جبتي شاي.
مد رحيم كفه لها لتمسك به وهي تجلس بجانبه ونظرها لـ عثمان :
– وهو في غيري بينقذك يا بني.؟ هقولك بقا تعمل ايه.
عثمان بإهتمام :
– هاااا كُلي أذانّ صاغية.
همت أن تتحدث ولكن أستوى حذيفة واقفًا وهو يردف :
– اعذروني انا بقا طالع لمراتي عشان عملها مفاجاه.
بكره نسهر سوا يا رحيم.
اكتفى رحيم ببسمة ، ليقول ياسين ساخرًا :
– مفجاتك مبتخلصشي انت يا بختك.
حذيفة وهو يبسط اناملهُ بوجههِ :
– خمسه وخميسه بطل نقر فيها بقا.
ضجت الجلسه بضحكاتهم ليغادر حذيفة.
💮 اللهم إني اسئلك الفردوس الأعلى💮
تجلس إلى فراشها وبيدها الهاتف تخطو آخر كلمات روايتها التي ستقدمها بدار نشر بشغفٍ شديد منصبه كل همهما ومعلوماتها بداخل سطورها..
ولم تدري لكونه يقف مسندًا علىٰ باب الغرفة يتأمل ملامحها التي تاره باسمه وتاره عابسه كالحه ابتسامة محببه تُوزين ثغره وهو يناظرها بعشقٍ قد فاق الوصف.
تأففت بضجر وهي ترفع رأسها وتزيح خصلاتها خلف اذنها لتعقد حاجبيها في غيظ :
– من امتى ان شاء الله وأنت هنا.؟
أقترب حذيفة في خفة وجلس إلى جوارها ممسكًا بيديها في حب وطبع قبلة رقيقة علىٰ جبهتها لتبتسم بإتساع وقد أنبلجت أساريرها وغضت بصرها بحرج وهي تتساءل بتعجب :
– مش قولتوا هتسهروا تحت أنت والشباب ؟
حذيفة بعدم اهتمام :
– عادي بقا .. قولت اطلع اشوف قمري بيعمل إيه.؟
رفعت رأسها ببسمة متمتمه :
– من امتى وانت واقف ؟
حذيفة وهو ينظر بعيناها :
– من وقت طويل بس كنت بتكلمي مين ؟ شايف صوابعك متشلتش من على ال….
قاطعته أسماء وهي تضربه بخفة متمتمه في غيظ :
– بكلم حبيبي التاني .. يعني هكون بكلم مين ؟
رفع حذيفة حاجبه وهم بالتكلم لكنها لم تعطهِ الفرصه وقالت بنبرة حانية مبهجه :
– بخلص في الرواية كنت بكتب في آخر مشهد.
اتسعت عيني حذيفة في صدمة وعدم تصديق وتمتم وهو يأخذ منها الهاتف :
– بجد ؟ يعني عملتي رواية وهتخلصيها ولسه فاكرة تقوليلي.
تحمحمت اسماء ونظرت له بطرف عينها :
– كُنت عملهالك مفأجأه والله.
تمتم ببسمة وهو يلامس خدها بحنان وقد لمعت عينيه :
– الله .. يعني حبيبة قلبي هتبقى كاتبه بقا وكدا.
تابع برفع حاجب وقد تهجمت ملامحه :
– وهتتكبري علينا بقا وكدا بكتابك وتفرسينا.
أسماء ببرود وهي تؤمأ برأسها :
– ايون طبعًا.
حذيفة بضحكه :
– أنا حبيبي يتغر براحته… نوعها اي بقا الروايه ؟ وهادفه ولا لا ؟
أسماء سريعًا بتلقائية :
-طبعًا يا ابني رواية اجتماعية فيها اكشن بقا وكدا نوعي المفضل بس كمان يُغلب عليها الطابع الديني.
قالتها بفخر ليبتسم قبل أن يطبع قبله رقيقة على كلا كفيها.
لتنتشل كفيها سريعًا وقد توردت وجنتيها وأختبئت به ليضحك لفعلتها بحنان وهو يربت على ظهرها ثم تمتم بهمس بجانب اذنيها :
– مش عايزة تشوفي جيبلك ايه ؟
أبتعدت عن حضنه متسائله وهي ترفع عينيها به :
– أيه ؟
صفقت بحماس ولهفه وهو يقدم لها هدية صغيرة ملفوفه بعناية لتنتشلها من يده وتفتحها لتجد عدت روايات لتضيق عينيها وهي تنظر له في غيظ و وجل :
– اوعى تكون ناوي تعمل فيا زي الدور اللي فات .. وتكون جايب رعب وبعدها تطفي النور وتخوفني.
ضحك بصخب وهو يتذكر أحداث تلك الليلة ثم حرك رأسه وقال ببحه من اثر الضحك :
– متخافيش والله ابدًا.
نظرت للهدية لتجد سلسال مزخرف گ الفراشه يحويها هي وأطفالها لتبتسم بدموع ليتمتم حذيفة ضاحكًا :
– لا وربنا مش وقت بكا.. انا ليا حضن كبير حق الهدايه دي مليش دعوة.
انهى جملته وهو يفتح ذراعيه لترتمي بمسكنها وهي تضمه بسعادة … ضمها إلى قلبه بقوة مقسمًا بداخله على ان يقف بجانبها بمشوارها گ كاتبه سيشجعها ويعونها وسيغدا مصدر ألهامها…
🥀اللهم باعد بيني وبين خطايّاي كما باعدت بين المشرق والمغرب 🥀
جالسة خلف مكتبهَ منصبه كل همها وتركيزها حتى عينيها على الأوراق التي أمامها ، تارة تمسك رأسها بكربٍ شديد وهي كالحتُ الوجه ، وتارة تتنهد بتعب ويأس ، منشغلة الزهن تمامًا حتى أنها لم تستمع لمنادات عمرو الذي أقترب منها واضعًا كوبًا من عصير المانجو مع ساندوتش أمامها ، تنبهت له فرفعت بصرها به بهم وهي تأخذ شهيق طويل ثم زفرت وأغروقت عينيها بالدموع ؛ فبهلع جلس عمرو بجانبها متنهدًا بضيق لمرآه دموعها وتساءل وهو يمسك بكفيها بين راحتيه :
– أيه يا وردتي مالك يا حبيبتي ؟
هزت رأسها بضيق زائغت الأعين :
– مفيش بس قضية شغلاني أوي !
عمرو وهو يقترب بكرسيه أكثر قبالها :
– قضيه ؟ قضية ايه وبِما أنها صعبة ليه مقولتيش للمار طلبتي منها مساعدة او حد من الشباب.
نظرت ورد بصمت للأوراق وهي تلتفت وتحدثت وبصرها لا يحيد عن الاوراق :
– دي قضية مش سهلة .. قضية قتل بس المتهمه بريئة أنا متأكدة تعرف كمال الشامي؟
صمت هنيهة بدا لها گ المتفكر ثم تساءل بترقب :
– كمال الشامي مدير الأعمال اللي توفي قريب ده ؟
اؤمأت ورد تباعًا :
– ايون هو .. متهمين بقا بنوته بتشتغل معاه اسمها مرام وبصراحه انا واثقه انها مش هي مرام متعملهاش.
قاطعها عمرو قائلاً بهدوء وهو يضُم وجههَ بكفيه :
– ليه لا يا حبيبتي ؟ الراجل غني وفي مليون سبب انها تقتله !
نظرت له ورد لدقيقة قبل أن تقول بدهش :
– عمرو أنا ليا سنين في الشغل ده .. بقيت بكل سهولة بعرف .. المظلوم من الظالم .. اللي قتل كمال حد ليه نفع بفلوسه ليه ميكنوش حد من اهله ؟
تنهدت وهي تحرك رأسها ذات اليمن وذات الشمال :
– مش هيهدالي بال غير لما أثبت برائتها.
زفر عمرو بوجل يغشى عليها من صعوبات ما قد تمر به ولكنه تبسم برضا داعيًا وسائلاً الله بداخلهُ ان يحفظها لهُ ، نظر لها بتساؤل :
– مين ماسك القضية دي ؟
ورد وهي تلتفت له وتترك كوب العصير جانبًا واناملها ما زالت ممسكه به :
– مصعب الحاوي .. بصراحه معرفهوش ولا قبلته قبل كدا ولكن سمعت أنه ماسك جديد.
اؤمأ عمرو قبل ان يرفع سبابته بوجهها محذرًا :
– تسألي عنه لمار وتعرفي نوايا الظابط ده لأنه مش كلهم كويسين فاهماني ؟
أؤمأت براسها وهي ترتشف من كوب العصير وذهنها عاد لأنشغله.
في حين مال عمرو عليها وهو يحيطها بكفيه وهمس بمكر :
– ديجا خدت خالد واروى وشكلهم كدا ناموا فـ أيه ؟
ورد وهي تميل للخلف وتنظر له ببراءة :
– أيه .. وبعدين عايز إيه ؟
وعلى حين بغتة كان يحملها غير عابئ بصراخها وهو يُوردد :
– تعالى اقولك في اوضتنا بقا أيه ومش ايه ؟
ضحكت ورد برقة وهي تحيط عنقه بكفيها وتميل براسها على كتفه.
🌳 سبحان الله العظيم وبحمده 🌳
دلف إلى المنزل بإرهاق كالح الوجه يحمل كربٍ شديد ما زال هو يخشى من فكرة الفراق.، فـ حينما يغفى تلاحقه الكوابيس فيفيق منفزعً وجلاً من أن لا يجدها ، ويطمئن باسمًا مستريح الفؤاد ما ان يجدها بين ذراعيه ، ابعد كل ذلك قد كانت منذ قليل تقول له “أخشى أن تندم” وهو الذى لا حياة له إلا معها وبها…
قام بوضع مفاتيح سيارته وهاتفه فوق المنضدة القريبه من الباب وتحرك للداخل زائغ الأعين منشغل الذهن لا يرى او ينتبه لاحد أجفله صوت سجى الهامس :
– ياسين أنت طلعت ؟
تنبه لها ليلتفت بتيهّ قليلاً ثم أشرق وجهه وسرت نفسه بحبور واقترب مدثرها بحضنه بعمق ، لتتساءل هي بترقب وهي تضمه :
– هو أنت زعلان منى عشان قولتلك كدا بدري ؟
هز رأسه نفيًا :
– لا يا حبيبي .. أنا مقدرش ازعل منك أبدًا.
تساءلت وهي تبتعد عن حضنه :
– أمال مالك .. ليه زعلان وشايل هم شاركني.
ياسين بإستنكار :
– مفيش حاجة ما انا تمام .. بس تعرفي أنا خايف تبعدي وفجأه كدا ملاقيش جنبي.
فركت يديها بتوتر معًا وصمتّ لبعض الوقت ثم أردفت بهدوء :
– بس أنا مش هبعد وهفضل جنبك دايمًا .. يا أبو بنتي.
استبرق وجهه من السرور من تلك الكلمه التي تسلب روعه خاصة منها هي وجذبها داخل حضنه مرة آخرى دون كلمة ثم جلس بها على أقرب أريكه.
تحرر صوت سجى اخيرًا وهي تحاول نزع يده :
– ياسين اوعى.
بإصرار أردف ياسين :
– لا .. ومال برأسه على رأسها.
فـ استكانت سجى وهي تتسائل :
– أروى مطلعتش لحد الان .. ليه مجبتهاش معاك ؟
ياسين بهدوء :
– لا دي هتنام مع ديجا أنهاردة.
سجى وهي تزم شفتيها بدون رضا :
– ليه يا ياسين؟ أنا عايزها جنبي.
نفخ ياسين بغيظ ثم بدل الحوار هاربًا وهو يتساءل حتى يشغلها :
– هو أنتِ عرفتي ازاي بقا إني مضايق وشايل هم حاجه وكدا.
سجى وهي تزم شفتيها وترفع رأسها قليلاً عن كتفه :
– مش جوزي حبيبي لازم احس بيك ، اه صح مبشوفكش بس طبيعي احس بيك .. مالك بقا ؟
أرجع رأسه للخلف متنهدًا بضيق قبل ان يعتدل ناظرًا لها بجديه وهو يردد :
– عندي مهمه بكره وهسافر ومش عارف هفضل فيها قد ايه بس اللي اعرفه انها هتاخد وقت.
صمتّ قليلاً وهي تطرف عينيها عدت مرات ثم تحدثت بضيق جليّ :
– يعني هقضي اول أيام رمضان من غيرك ؟
اطرقت رأسها وهي تفكر ، كلما طلع احدى المهمات ظلت هي كئيبه وحيدة خائفه حتى يعود ، تتوجس خفية من ان يحصل له شيء ، فتظل بإنتظاره وهي فاقدة للحياة حتى تعود حياتها ، فتنتظره ويطل انتظارتها وتصبح الدقائق سنين لا تمر مخافة ان يدركه ازى وهي ليست بجانبه.
شعر بِما يدور بداخلها ليحاوط كتفها قائلاً بمحبه :
– متقلقيش عليا ، ما انا هفضل معاكِ بالتلفون…
سجى بضيق :
– التلفون غير لما تكون جنبي
ثم تبسمت بإتساع وهي تتساءل :
– هتحاول تخلص بسرعه عشان رمضاني مش هيبدا غير بيك.
ياسين بإبتسامة :
– حاضر.
سجى برفع حاجب :
– حاضر كدا على طول.
ياسين ببسمة خفيفة ماكرة :
– أنا حبيبي يؤمر وانا نفذ على طول اي حاجه اي حاجه تقول عليها يبقى لازم انفذها في الحال.
استنار وجهها حتى بدا گ قطعة قمر وخفضت بصرها بحياء وهي تعلم علم اليقين ان نظره لا يحيد عنها الان.
ما أن أخفضت بصرها حتى صدح صوت ياسين مدندنًا لـ يأثرها من نفسها ويأخذها لعالم آخر.، صوته الذي بات امانها واحتواءها و عالمها.
# انا العاشق لعينيك
برب العشق فرحمني
وخذ بي بين يديك
نبض القلب اسمعني. ” ما كاد بنهى هذا المقطع حتى كان يجذبها برفق ويتمايل معها بخفه وهو يضع كفها على كتفه ويحيط هو خصرها وتابع مدندنًا…
وضمد جرحي الدامي
مني اليك فأخذني
وشافي مر علقمك
حيث الشؤم يحملني
انا العاشق لعينيك
برب العشق فرحمني
وخذ بي بين يديك
نبض القلب اسمعني
وضمد جرحي الدامي
ومني اليك فأخذني
وشافي مر علقمك
حيث الشؤم يحملني
وداويني ببعض الحب
طمني وصبرني
وخذ مني ياروح القلب
صدق ليس يشغلني
او حتى فخذ بالروح
حطمني واخبرني
بأن القلب منك مللك
لغير عنك ابعدني
وخذ كل قسوتك
بكره منك و اتركني
فلا أدري مابال القلب
مني اليك يهجرني
وخيار روحي صار انت
آراها روحي ترمقني
تقول بكل قسوتها
لغيرك سوف تقتلني
أراني أذوب يا عمري
ولا ادري ما يجبرني
نيران فتشعلني
ودمع الذات يعرفني
وانت اراك تأسرني
مني اليك تسرقني
أراني أذوب يا عمري
وليس سواك ينقذني
ودمع الذات يعرفني
وأنت اراك تأسرني
مني اليك تسرقني
أراني اذوب ياعمري
وليس سوك ينقذني
انا العاشق لعينيك
برب العشق فرحمني
وخذ بي بين يديك
نبض القلب اسمعني
وضمد جرحي الدامي
مني اليك فأخذني
وشافي مر علقمك
حيث الشؤم يحملني
أنهى دندنته ليقول ضاحكًا للتي استكانت بحضنه :
– صوتي وحش عارف بس بحبكككككك.. يا بنتي وامي وكل ما ليا.
أستنار وجهها أكثر واستبرقت عينيها بحياء الحب وتمتمت بعشق بحروفًا مقطعه :
– وأنا .. ب ح ب ح ك .. يا سندي ، ضهري ، اماني ياللي معرفتش الامان غير معاك بعشقك يا ابويا وكل عيلتي وناسي.
ضحك بخفوت قائلاً :
– ما تيجي أخطفك.
اؤمأت بضحكه رنانه سلبت عقله فما كاد بالدلوف حتى تناهى لمسامعه طرقات على باب الشقة ليغمض عينيه في قوة وهو يضغط على شفتيه لاعنن خديجة في نفسه يُقسم على ضربها حتمًا من شدة غيظه ، نظر لـ سجى التي تكتُم ضحكتها في غيظٍ أشد وتمتم من بين اسنانه :
– متكتميهاش يااختي اضحكي لتنفجري اهي بنتك جتلك واغور انا.
أنفجرت سجى ضاحكه على عوضها ، قد صبرت ونالت وآتاها عوض الله من حيث لا تحتسب مباركًا جابرًا مطمئنًا امنًا لفؤادها الذي تحمل وتحمل ونال.
تحرك ليفتح الباب بوجه مكفهر ، فقابله وجه خديجة المبتسم بشماته وتمسك بكف اروى التي تفرك عينيها بنعاس… خديجة وهي تكتُم ضحكتها :
– دي دي أروى فضلت تعيط عشان تيجي.
ياسين وهو يكبح غيظه :
– اه .. اه .. ماشي.
دفعته اروى وهي تولج محتضنه والدتها لينظر لها في غيظ يتفاقم.
نظر ياسين لخديجة متهيًا لغلق الباب وهو يقول بحده مضيقًا عينيه :
– ابقي شوفي بقا حد غيري يدربك.
اتسعت عيني خديجة وامسكت بالباب قبل ان يغلقه قائله بلهفه :
– لا .. لا استنى متعملش فيا كدا .. بس يعني هو انا خلفت ونسيت يعني.. كل ما تحبه تتصالحوا خدي يا ديجا اروى لييييه ؟
ياسين وهو يحرك حاجبيه بعبس :
– أنكررري ؟ .
خديجة وهي تراجع ذاتها :
– هوووف بقا ما اروى بنتي برضوا دا انا بقعد معاها اكتر منكم.. هدربني.
تساءلت بإهتمام ليهز ياسين رأسه برفض ، فركلت الارض ودفعته جانبًا وتحركت للداخل وهي تصيح :
– يا اروى تعالي نامي معايا عشان هجيبلك شيكولاته وهوديكِ الملاهي بكره….
🌷 صلوا على شفيع الأمه 🌷
دلف لشقتهِ بإرهاق وتعب جليّ علىٰ ملامحه ، أعتراه القلق حينما رآى الظلام يحيط المكان بالعادة لا ينطفى من أجل الصغار ، بدأ يحرك يده على الحائط بهدوء كِ يصل لمفتاح الكهرباء فـ أضاء النور وتنهد براحه وعيناه تدور بالشقه بحثًا عن زوجته وصغاره ، تحرك للداخل بتسلّ لعل تكون أحدى مقالبهم ، وفجأه وقف متسمرًا مكانه على صوت عالٍ أجفله ، أستدار راكضًا داخل المطبخ بقلق بلغ ذروته ، ليجد حريق قد نشب بأناء موضوع على المقود واطفاله يصحون ومكه تختبئ تحت الطاولة ، بلحظه كان يدفع صغاره بعيدًا و اسرع بإطفاء تلك النار التي اوقودها ، ثم جلس على اقرب مقعد ما أن اطفاءها يلتقط أنفاسه..
صفق الصغار بمرح وفخر في حين وقفت مكه امامه تفرك اناملها بخوف وهي تبتسم وتضحك ببلاهة ، قطع معاذ الصمت السائد وهو يقول ببراءة :
– على فكره يا بابا دي ماما والله هي اللي كانت هتولع فينا احنا ملناش دعوة ابرياء .. بس الحمد لله يا بطل أنت جيت وانقذتنا.
حاد بصر عثمان من على مكه إليه مكفهر الوجه يكاد ينفجر فيهما في حين نكزته مكه وهي تردف في غيظ :
– أنت بتبعني يا كلب أنت ؟
شوح لها معاذ وهو يمسك بكف لمياء مغمغمًا :
– واحنا مالنا أنتِ وجوزك يلا يا لولوو.
غادر الصغار من امامهم في لمح البصر.
مكه بخوف وهي تتراجع :
– اااايه يا عثمان يا حبيبي محصلش حاجه الحمد لله.
عثمان وهو يتقدم منها بهدوءٍ مخيف :
– محصلش حاجه ؟ كم مرة مغير ام البوتجاز ده ، ولا لبسي اللي برجع بلاقيه متقطع ولا التلاجه ولا الغساله ولا الدولاب انا فلست خلاااااص.
مكه وهي تضحك ببلاهة وتستند على الحائط :
– ربنا يخليك لينا يا حبيبي وتغيرلنا في كُل اللي قُلتهم دول.، وربنا يخلينا ليك ونبوظلك برضو.
صك على أسنانه وهو يكور قبضته في غيظ وغمض عيناه في عنف يحاول كبح غضبه لتغفله هي وتستغل الفرصه وتتسلل من امامه.
فتح عينيه فلم يجدها فإذداد غضبًا واحتراقًا وأستدار ناويًا الانفجار بها ليجفله هجوم صغاره الراكضين إليه وتعلقوا بعنقه لحظه وكانت تقفز مكه على ظهره من فوق الطاولة فصرخ فيهما:
– انزلي يا مكه من على ظهري هيتكسر يخربيتك اوعى يا اض انت وهي.
انفجر ضاحكًا وهو يقع بهم ارضٍ وهم بجانبه.
وأرتفعت ضحكات نابعه من الفؤاد مع من يستوطنون الفؤاد..
أجفلهما صوت خديجة المنادي علىٰ الصغار ، الذين نهضوا سريعًا راكضين لغرفتهما ولم يهتما لمنادات عثمان الذي نظر لـ مكه بصدمة متسع العينين قائلاً في دهش :
– دول مردوش.
مكه وهي تربت على ظهره :
– معلش يا عثماني اصل دي ديجا يا حبيبي اهم مننا عندهم.
عثمان وهو ينظر بأثر صغاره محادثًا نفسه :
– فـ ميردوش علىٰ ابوهم…
تجمع الأطفال جميعًا بغرفة خديجة ملتفين حول طاولة صغيره تعتلي عدت “حصلات” ….
خديجة برزانة وعيناها تطوف على الصغار :
– بصوا الحصلات دي محدش يعرف بيها نهائي عشان نطلع صدقه في السر ، واللبس ده برضو محدش يعرف عنه حاجة ، اولاً فين اروى؟.
آتاهم صوت اروى اللهث من الخلف :
– أنا ديت يا ديدا. “انا جيت”
اتجهت خديجة لها وحملتها وهي تقبلها بحب و وقفت بها بجوار الصغار وغمغمت :
– يلا نفتح كُلنا الحصلات عشان نشوف بقا ونروح نعمل زي ما اتفقنا.
اؤما الصغار وشرعوا بتنفيذ ما قالته ، طرقات على الباب فـ بلمح البصر اخفوا الحصلات والحقائب تحت الطاوله ، لتدلف ورد باسمة وهي تتظر لهم بتعجب :
– ايه ده مالكم واقفين كدا ليه ؟
هزت خديجة رأسها ببسمه :
– ابدًا يا ماما مفيش دا احنا بنلعب بس.
جحدتها ورد بعدم تصديق ثم تساءلت :
– ماشي .. مش عاوزين حاجه.
هزت خديجة رأسها سريعًا ، لتُغادر ويتنهد الجميع براحه…
🌿 اللهم صلِّ وسلم على مبينا محمد 🌿
كانت تتمسك بالملابس وحدة تلي الاخرى تقيسها على نفسها ، تدور حول ذاتها بضحكات عالية رنانة ، وجهها مشرق گ البدر بـ ليلته ، يجوارها امراءة كبيرة بالسن تدعوا بداخلها دعواتٌ صادقة لمن ادخل البهجه منزلهم ، بيدها ظرفًا يحتوى على مال ، وبجانبها حقيبة تحتوى على بعد المستلزمات المنزلية.. عيناها لا تحيد عن صغيرتها التي بدت گ عروسة اليوم زفافها على من دق له الفؤاد
لا تدر من وضع تلك الحقائب لقد فتحت الباب للطارق فلم تجد أحد إلا الحقائب الموضوع بهم ورقه مطويه محتواها “رمضان كريم” هو حقًا كريم جابرًا للقلوب مبدلاً الأحزان لبهجة تغمر سويداء الأفئده …
أنهُ رمضان شهر الكرم والأحسان لمن ينتغمه بكل ثانية به……
تحدثت خديجة وهي تلتفت للأطفال القابعون بالمقعد الخلفي في السيارة :
– قربنا نخلص اهوو فاضل كم بيت بس ونرجع البيت.
اؤما لها الصغار ببسمة.، ليناظرها عمرو من المرآه متوهج الوجه مستبرق العينين يرفرف فؤاده محلقًا بسماءه التي لا تهل إلا هي به خديجته التي تحمل هم الكُل قبل همها ، تعشق الجميع بلا استثناء ، تفعل الخير وهي من تدفعهم لطريقه ، أنها لا تفكر إلا بآخرتها وقبرها ، انها لا تسير إلا للرحمن فتفعل كُل ما يقربها له ، من صدقات في كل حين و وقت ، مساعدة المحتاجين ونشر بسمتهم وغمرهم بالبهجه هذه هي آبنته وكم هو محظوظً بتلك النعمه التي لا تقدر بثمن وكنوز الدنيا…
أجفله صوت خديجة وهي تقول بتحذير :
– يا بابا خلي بالك محدش يعرف غيرنا باللي بنعمله خليها صدقة سر اتفقنا..
اؤمأ عمرو باسمًا بحبور ينتشى جسده ، لتتمتم خديجة :
– اديني حذرتك اهوو.
دفعها عمرو بخفه من كتفها :
– يا بت خلاص.
أروى وهي تضرب كفه :
– متدربش ديدا “متضربش”
ضحك عمرو والصغار في حين اشارة خديجة للصغار :
– بعد رمضان هنعمل زي رمضان ده بالظبط هنعمل ايه.؟
ردد الصغار جميعهم بصوتًا واحد:
– هنجيب حصلات ونحط فيها من مصروفنا لحد رمضان الجاي ان شاء الله.
القت لهم خديجه قبلات بالهواء…
أنسدل الليل وهل بنسماته العطره التي تشرح الصدور جلس الجميع بعد العشاء بجانب بعضهم والاطفال تلعب حولهم ، صدح صوت عمرو قائلاً :
– الشاي يا ام خالد.
ورد بصوتاً عال ليسمعها :
– حالاً اهوو..
خديجة وهي تدفع عمرو بغيظ :
– ومفيش يا ام خديجة هو خالد بس ابنكم.
عمرو وهو يضمها إليه :
– يا بت ما انا ابو ديجا وهي ام خالد.
خديجة برفع حاجب :
– لا والله.
اؤما عمرو كاتمًا ضحكته ، وضعت ورد الصنية على الطاولة وجلست بجانب لمار مردده:
– رمضان ده بإذن الله عايزين كُلنا نختم المصحف تلات مرات في الشهر قولتوا إيه؟
اؤما الجميع مرحبًا بالفكره ، لتنظر ورد لـ للرجال متساءله بترقب :
– بس انتوا عشان شغلكم ممكن متقدروش صح؟
هز يوسف رأسه قائلاً بصدق :
– شغل ايه بس يا ورد معاكم طبعاً…
القت له خديجة قبله في الهواء :
– حبيبي يا ابو ياسين.
غمز لها يوسف بمحبة ليوافق الرجال ورد التي تابعت ببسمة اتسعت :
– طيب شوفوا يا جماعه انتوا وانتوا في الشغل تقرؤ في المصحف في فترة الفراغ بحيث لما ترجعوا نقرأؤ مع بعض جزء هنصلي التراويح هنا في البيت ويوسف هيؤم بِنا ،باقي الفروض هتكون في المسجد للرجال وبعد التراويح هنقعد مع بعض نقرأ قران ونذكر ربنا وندعى وحد فينا يوميًا يقولنا قصه او حديث نستفاد منه.او بدور اتفقنا ؟
اؤمأ لها الجميع باسمًا ، ليتابع يوسف متسائلاً :
– عايزين نعمل في رمضان ده حاجه مختلفه للمرضى في المستشفى عندنا فـ حد عنده فكرة.
رفعت خديجة ذراعها بحماس وهي تردد :
– انا .. أنا ..
أشار لها يوسف يحثها على الحديث لتقول هي :
– هنحضر اكل للمرضى بيتي وللمرفقين وكمان هنعمل مكفآت وحفله ونجيب هدايا…
أخذت خديجة تقترح عليهم ما سيفعلونه ونظرات الأعجاب تتجلى بالعيون امامها.
ما أن أنهت خديجة حتى قالت أسماء ببسمة هادئة :
– وممكن نعمل حاجة ونشوف المرضى اللي في باقي المستشفيات اللي محتاجين عمليات ونعملها احنا بالمجان..
وفاق يوسف وفيكتور على فكرة أسماء،دقائق وكانت تدخل سمر برفقة زوجها وابناءها وبعد السلامات جلسوا جميعًا لتؤمرها لمار بأن اول أيام رمضان هيقضوهم سويًا ، لم يمر طويلاً وكانت عائشة تدخل برفقة صغارها و زين…..
تحمحمت عائشة ثم نظرت للمار وغمغمت بترقب :
– ماما… احنا مسافرين أنا وزين والعيال عشان زين عنده شغل مهم في لندن.
نظرت لها لمار لبعض الوقت دون حرف ثم اؤمأت برأسها بهدوء …
لتتمتم خديجة بحزن :
– مش هتحضروا معانا رمضان..
قاطعها زين قائلاً ببسمة :
– لا هنقضي معاكم اول خمس ايام فيه.
أبتسمت له خديجة بحزن ، بعد وقت غادر زين وانس وبقي الفتيات والصغار ليمكثوا معهم.
في غرفة لمار كانت تجلس على طرف الفراش شاردة حينما آتاها صوت ادهم :
– مالك يا أم البنات ؟
جلس بجانبها مربتًا علىٰ كتفها ، لتلتفت تطالعه بدموع ليتابع هو متنهدًا بضيق :
– أنا عارف أنك زعلانة عشان عائشة ، بس هي خلاص دلوقتي متجوزة ولازم تبقي مع جوزها في أي مكان هو فيه….
لمار وقد سالت دموعها على وجنتيها :
– أنا عارفه بس خايفة اللي يسافر ميرجعش زي ما حصل لـ اياد سافر وبعدها مرجعش…
ضمها أدهم مقبلاً رأسها بحنان وهو يواسيها ويطمئن فؤادها.، اجفلهم طرقات على الباب يعقبها دلوف يوسف وهو يقول :
– اختي حبيبتي بتعيط ليه و واجعه قلبي.
ابتسمت له لمار بصفاء ليضمها يوسف بحضنه وهو يغمغم بحنو :
– يا أميرتي عائشة مش هتبعد وهترجع كلها ايام وهتكون معاكِ تاني….
لوى ادهم فمه بغيرة :
– أنت يا عم أنت بتحضن مراتي كدا عيني عينك.
يوسف بغيظ :
– بس يا بابا بدال مطردك ونام احنا وانت تنام بره.
صمت ادهم متمتمًا بذاته ، ليهمس يوسف للمار :
– جوزك هيولع فيا قريب همشي أحسن بس بقولك بكره هنروح نزور بلال واياد وعمو إسماعيل والحبايب.
اؤمأت لمار ببهجه ليغادر يوسف ويضم ادهم لمار قائلاً
:- وبعدين في اخوكِ ده ؟
دفعته لمار بغيظ ليرتد للخلف محدقًا بها في صدمة :
– ملك؟ ش دعوة بـ أخويا يا أدهم.
ادهم بغيظ:
– كُل ده عشان اخوكِ.
ابتسمت لمار وهي تُقرصه من وجنته بخفه :
– انت بتغير عليا يا ادهومي ؟
أدهم وهو يحاوط خصرها :
– ايون يا قلب أد…….
أجفلهما صوت يوسف المنادي بصوت عال ليهرعا للأسفل بهلع ثم لداخل المكتب ليجدوا الجميع بالمكتب يُناظرون يوسف بإهتمام وكُلاً منهم يود ان يعلم لماذا يريدهم ، طاف بصر يوسف على الجميع ثم ثبت علىٰ لمار وغمغم ببسمة رائعة زُينت ثغره :
– احم احم بكره هنروح نزور الحبايب ….
تقدمت لمار منه ودفعته بغيظ :
– أنت غبي يا يوسف ما انت قلتلي فوق يا شيخ خضتني افتكرت في مصيب……
قطع جملتها قول يوسف :
– هنطلع عمره قريب كُلنا…..
ساد الصمت لدقائق في حين آتسعت عيني للمار ثم تحدثت بمرح :
– بجد ؟ طب احلف كدا ؟
ضحك يوسف بخفه :
– والله بجد.
وعلى بغته ضمته ديجا بحماس ثم فعل الصغار مثلها ليضحك يوسف الذي سقط ارضٍ من فرط الهجوم.
وصاحت لمار بحماس وهي تنقض عليه مثل الاطفال وتعالت ضحكاتهم.
بـ آوان ذلك ضم الفتيات بعضهم جميعًا وهم يتقافزون ويصفقون بصياح……….
وما اجمل تلك السعادة التي لا تنبع إلا مع الأحباب جميعهن ، تلك القلوب التي لا ترفرف إلا سويًا ، ذاك الرباط الذي لا ينقطع ابدًا ، رباط متين وحب سرمدي لا ينقضي ولا يولي ألبته يظل يكبر ويُكبر إلى أنتهاء الأجل انه رباط العائلة……
***
تمت الحمد لله ….

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى