رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثالث والستون 63 بقلم ندى ممدوح
رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثالث والستون
رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثالث والستون
رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثالثة والستون
البارت 27
الجزء الاول
# دموع العاشقين.
بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
يا ليته يعلم أن رحيله سيترك أثرً بالفؤاد ندبه لا يمكن التائمها فكيف للقلب أن ينسى روحاً قد هواها أستوطنه ، كيف يزول حبه وزكرياته وصورته المحفورة على الجدران بسياج عظيم لا يمكن كسره كيف ننسى ونتحرر من لعنة الفراق و وجعه ؟
يذهبون ولا يدرون أنهم يأخذون منا أرواحاً وكل ما هو جميل بنا ، ويتركونا مجرد اجساد ذات نفس منتظره الأنقطاع .
يتركونا مجرد باقية لأجساد ميته فلا ندرى أنحن من الأموات أم الأحياء.
يرحلون بعدما يسرقوا منا بسمتنا وضحكتنا ومهجتنا وقلوبنا ، ويتركون داخل قبر حالك السواد ننتظر ليهلوا لينتشلونا من الظلام وخوفنا ويرجعون لنا أفئدتنا..
يا ليتهم لا يرحلون او يرحلون بسلام دون تناثر أفئدتنا لشظايا لا يمكن أصلاحها.
وقع الهاتف من يد ياسين بغته حينما دوى صوت الأنفجار عن قرب فجحظت عينيه بزهولاً تام وصدمه ، لا يصدق ما ترى عيناه ، بلحظه ركض بقلبً متلهف للبناية الماكثون بها ، وتسلق احدى الأعمدة بعجاله وهوى بذاته من احدى النوافذ أطمئن قلبه ما أن راى أنس أمامه ، وأسرع واخذاً مكاناً خلف النافذة متوارياً خلفها ، وتم تبادل اطلاق النار بشراسه وأنقلب المكان رأسً على عقب يضج بصوت الرصاص ، فـ اصبح المكان بركه من الدماء ، استشعر ياسين بالخطر وليس هناك وقت لا يفكر ما عليه فعله فـ اتجه للأسفل متخفياً وأنس يحمي ظهره حتى استطاع الخروج وتغلل بين الرجال الذين كان عددهم يذداد رويداً رويداً يطلق على كل من يقابله دون رحمه ،
دارت معركه ساحقه والشباب يصدون برسوخ وشموخ واقفون كالجبل ، لم يمض طويلاً وداهمت لمار ومن معها المكان ، تسلل ياسين للخلف وعلى حين غرة أنقذف للخلف بقوة من أثر الأنفجار فحملق بصدمة ويكاد قلبه بالتوقف ونهض بشغفً ركضاً باحثاً عن الشباب ، وقع بصره على بلال الذي أصاب بجروحاً بالغه من الحريق التى صهرت جسده ، أدمعت عين ياسين وهو يقترب منه ، فـ اشرق وجه بلال ببسمه على ثغره وصاح باسم ياسين وبلحظه كان يدفعه ليتلقى رصاصه اخترقت بجسده مباشرةً ، هم بالسقوط فتلقاه ياسين بين يديه وهو يهم بالوقوف اثر دفعه له ، لأول مرة مذ أن وعي على هذه الحياة تدمع عينه بدموعاً تأبى النزول عكس دموع قلبه التى هوت دمً ، مد أنامله متحسسً وجه بلال القابع بين يديه ذات أنفاسً ثقيله للغايه يكاد يأخذها بمجهود عظيم ، هم بلال بالحديث ، ولكنه ظل يتنفس بصعوبة ثم غمغم بصوتاً بطيء متألم بخفوت :
” هنا هقولك الوداع ، هتنتهي صداقتنا في اللحظه دي أقصد رابط الأخوه بينا ، مش هتسّتسلم صح هننتصر والمهمه هتنجح ، زاغ بصره وهو يبتسم له بخفوت يلتقط أنفاسه وتحدث ببسمة ؛ أنت مش بس صديق يا ياسين كنت دايماً سند واخ فعلاً ولمار دي دي أمي أنا بحبكممم أوي ، أمي أمي يا ياسين متسبهمش هي وأختي أنا عارف انك هتنتبه ليهم وهسيبهم لحد يحافظ عليهم اكتر مني ، قولها متزعلش ولا تبكِ ، قولها تفرح لأن أبنها شهيد في الجنه ، قولها أنها هتوحشني اوووي وكلكم كلكم هتوحشوني.
سعل بوهن وتابع وهو يلتقط أنفاسه ويجاهد كي يفتح عينيه :
” ياسين متسمحش لحد يبكِ عليا لأني شه……
أطرف بعينيه عدت مرات ثم أطبق جفنيه بثقلً عظيم.
هرعت لمار برجفه قويه عصفت بفؤادها وارتمت عليه تلطم برفق على وجنته وهي تصيح بإسمه بجنون ، صمت ياسين محدقاً به بصمت ، أقترب أحمد وأدهم بصدمة وجاءت سيارة الاسعاف لتنقل بلال وأنس الذي انصاب أيضًا .
_ بالمشفى كل القلوب تنبض بالوجع تهدد بالتوقف ، العيون لا يرقأ لها دمع ، الأرواح تكاد تغادر الأجساد ، القلق بلغ منتهاه ، خرجت د / ميار من غرفة العمليات وأشارت لـ ياسين وهي تبتلع ريقها بوهنً :
” ياسين بلال طالب يشوفك”
رفع ياسين عيناه الغائرة بالدمع وبلهفه تحدث :
” بلال هو هو كويس صح؟ ”
أخفضت ميار رأسها فركض ياسين للداخل على الفور ، تقدمت لمار واضعه كفها على كتف ميار وبنبره وجله همست :
” هيبقىٰ كويس صح هيقوم ويرجع معايا ؟ ”
لم تنبس وأنما نظرت لها بأسف ثم قلبت بصره بالجميع :
” أسماء فين ؟ ”
“أنا اهووو!!”
همست بها أسماء المقبله ببكاء إليهن فأشارت لها ميار أن تدلف للداخل.
أقترب يوسف المقبل بهلع وخلفه الفتيات وفيكتور وزيد وزين وعائشه قد وصلوا للتو.
اقترب من لمار ممسكاً بذراعيها وهزها بعنف :
” ابني فيين يا لمار جرالوا ايه ؟ بعتي بنتك وادتيها اسهل مهمه ورميتي ابني في النار ”
حدقت به لمار بصدمة وطرفت بعيناها تستوعب كلماته.
دفعت يديه بأعين ذائعه واشارت لذاتها بزهول :
” أنا أنا يا يوسف ”
هوت دموعها بصمت، فأندفع بكره قائلاً :
” ايووه أنتِ ”
ابتسم زين بمكر وهو يتذكر كيف تلاعب بعقل يوسف بكل دقه.
أقترب أدهم ودفع يوسف للخلف بأعين تلمع بالغضب :
” في ااايه مااالك ابنك كويس جووووه”.
بخطوات ثقيله تكاد تحملانها دلفت أسماء للداخل بوئيدة ، عيونها غائرة بالدمع ، وقع بصرها على أخاها الذي مائل على فم حذيفه يبدوا أنه يهمس له بشئ ، نظرت لحروق وجهه فشهقت بصوتاً عال ، ودموعها تسيل گ السيل الجارف.
شهقه جذبت أنظاره العاشقه لها فتوهج وجهه وفترت شفتيه ببسمة مشرقه نظر لها بعمق ثم أجفل عينيه بوهن وحرك شفتيه دون صوت لكنها أستطاعت قراءتها “بحبك” مهلاً أيها القدر أهذه نظرت وداع أم ماذا ، أنها نظرت عاشق يودع محبوبته التى لم يستطع الحصول عليها ، ولكنه ها هو يصل لها عشقه بآخر أنفاسٍ له.
أنها نظرت وداع لرحيله يتشبع منها ويروي ظمأ قلبه ، لو يقف الزمن قليلاً ؟ ليغدها عشقهًا ، ليخبرها بحبه يخبره فقط انه لم يحب غيرها قط ، قاسية أنتِ أيتها الحياة قاسيه للغايه.
ثقلت رأسه فحرك شفتيه هامساً الشهادة بوجهاً منيراً وعينيه المطرفه لا تحيد عن عيناها حتى ارتخت جسده وسبلت جفونه.
فصرخت وهي تجثى ارضٍ صرخه رجت الارض رجاً ؛ وثب يوسف يردد عينيه بينهما وهو يردد بصدمه:-
أسماء دا صوتها.
وقعت الصرخه على انفسهم كالصاعقه الكهربائية أرتجف فؤاد لمار وركضت للداخل توجهت فوراً لـ بلال تهزه بجنون حتى جاءت الممرضه أبعدتها وغطت وجه بلال.
ضم حذيفه أسماء التى أهلكها منظره وتلك النظره التى ادمت فؤادها وبكِ لموت من كان له أخاً وليس صديق.
اغشى على والدته التى لم تصدق رحيل أبنها.
نهض ياسين بتوهان وسار للخارج بضياع وارتمي على اقرب مقعد قابله ، أقبلت ديجا برفقة سجى وأسرعت راكضه إليه وعانقته وهي تبكِ بحرقه وتغمغم :
” بلال مات يا ياسين أنا مش هشوفه تاني مش هلعب معاه ومش هنضرب بعض هو راح خلاص ”
علا نحيبها بضياع ، فدنت سجى رابته على كتفه وتهوى دموعها بحرقه فنهض وضمها بشدة كأنه يريد الأطمئنان ودفن رأسه بكتفها مخبئاً دموعه التى هوت ، فبوجع ضمته سجى وهي تخفى رأسه.
🍃نسأل الله جلَّ في علاه أن يُصلحنا ويجعلنا من عبــاده الصالحين ..
اللهمَّ ارزقنا حُسن الخـــاتمة ولا تتوفنا إلا وأنت راضٍ عنا،،🍃
باحدى أماكن الملهي الليلي الذي يضج بالموسيقى الصاخبه ويعم بما حرم الله تسوده الفتيات الذين لا بالاسم فقط هم مرتدون ملابس تكشف أكثر ما تخفى تحيطهم الرجال السكرىٰ من كل جانب ، وقف عثمان مع عدت شباب أجانب مشتت الفكر بكل ما يدور حوله ، أشار له الرجل قائلاً “الحوار مترجم” :
” هل آتيت معي قليلاً سيد أدورد؟! ”
أؤمأ عثمان برأسه ، فأشار له الرجل بالسير وتقدم أمامه ، فمضى وراءه حتى ارتقىٰ الدرج ثم لاحدى الغرف ، فما ان دلف للداخل حتىٰ أغلق الباب خلفه فنظر عثمان وجد رجالاً يرتدون بدل سوداء ذو عضلات قوية من رجال الحراسه فجحظهم بترقب وفجأة مد الرجل الاجنبىٰ يده ونزع عن وجهه النظارة والقناع ، فـ علم الآن أنهم أكتشفوا حقيقته ولا بد ان هناك شخصً أوقع به ، بلحظه أشار الرجل للشباب أن يقيدوه ، فهم ان يبطش بهم ولكن قيدوا حركته وذراعيه وهجموا عليه بالضرب المبرح ثم عقدوا ذراعيه ، و كتموا فمه ، سعل عثمان بألم وهو ينزف ، فجذبه ذاك الرجل بعينين تتوهج بالنيران وتحدث بغضب :
” خائن كيف استطعت خيانتي الآن ستدفع ثمن خيانتك لي ، ولن تعود لبلدك سوا جثه ، أنتم من أعلنتم الحرب عليّ والان ستدفعون ثمن ذلك حقيرررررر ”
دفع برأسه بعيداً ، فنظر له عثمان بنظره ساخرة ، ثم وضع قدمه بطريقه فسقط أرضٍ وأذداد غضبه وهو يحدجه بنظره تتأجج بالنيران ظل يتمتم بكلمات عده ثم اشار لرجاله صارخاً بهن:
” علىٰ ماذا تنظرون يا أغبياء إلا ترون ما فعله هيا أريدكم ان تعلموه درسً لا ينساه ، ليعلم ان خداعي ليس بهين ”
أنهى جملته وغادر من الغرفه فهجم الشباب على عثمان بلكماتً مبرحه.
🌻اللهم إنا نبرأ من حولنا وقوتنا ونلجأ إلى حولك وقوتك،
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسريــن،،🌻
دلف ياسين لغرفة أنس بعدما علم من الأطباء فقد احدى قدميه وبترها ، عينيه زائغه ، أهلكهما الحزن وغمر فؤاده الحالك ، تبسم أنس بوهن ما ان رآه مقبل عليه ومد بصره للباب بترقب فدنا ياسين بجانبه مباشرةً وتبسم بسمة خفيفه لم تدم وهو يهمس بقلب أضناه الوجع :
” عامل ايه دلوقتي أحسن حاسس بحاجه ؟ ”
أبتسم أنس له مجيباً :
” الحمد لله يا حبيبي بخير ”
صمت ياسين هارباً بعينيه من بصره المصوب نحوه ، همس انس متسائلاً بدهش :
” ياسين مااالك ياسين أنت بتبكِ؟ ”
دار ياسين ببصره بالغرفه :
” لا طبعاً هبكِ ليه انت عمرك شفتني ببكِ؟ ”
رمى أنس بصره ناحية الباب بترقب وتساؤل بضحكه :
” الواد لهبل بلال فين ، اول مرة ميدخلش اول واحد بمرحه فين الواد دا وحشني؟!”
فاضت عيني ياسين بالدمع ، فأستشعر فؤاد أنس بخطبً ما فتساءل بجدية :
” فين بلال يا ياسين رد عليا”
جلس ياسين بجواره ممسكاً بكفه وأنعقد لسانه حاول مراراً وتكراراً تجميع واستحضار الكلمات لكنها تولى هاربه فزفر بضيق ولاذ بالصمت ، فأمسك انس بوجهه مديراً ناحيته ونظر بعمق لعينيه وتحدث بترقب وهو يتفحص ملامحه :
” بقولك فين بلال ، أنت مااالك فيك أيه مش انت ياسين اللي أعرفه ”
أدمعت عينيه حزنً ، لوهله توقف قلبه عن الخفقان وتحدث وهو يتحاشى النظر له :
” ربنا قال في كتابه : ” وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ “.
تلجلجت الكلمات بصدرة وازاح سريعاً دمعه فرت هاربه وهمس :
” بلال تعيش أنت شهيد في الجنه ”
أغلق جفنيه بعنف وبرح مكانه مبتعداً ناحية النافذة واضعاً يديه بجيب بنطاله هارباً من كل شيءٍ بوجعه الملازم لروحه ، جاثماً بقلبه.
تسمر أنس حتى عينيه يقلب ما قاله بذهنه ، وقع الخبر على نفسه وقوع الصاعقه هم أن يقف ولكنه كاد أن يسقط ، فأستشعر ياسين حركته وهرع يسانده فصاح أنس بضياع :
” في ايه مااالي أنا ليه مش حاسس برجلي ولا قادر اتحرك حصل ايه؟”
عدل له ياسين الوسادة خلفه وغمغم :
” لا يكلف الله نفساً إلا وسعها “.
ربت على كتفه بأعين تفيض بالدمع وحرك شفتيه ولكنه لم يستطع النطق ، في حين ذلك دلفت ممرضة ، لم يستطع ياسين أن يظل اكثر من ذلك فخرج مسرعاً كأنه لم يستمع لمنادته ، أخبرت الممرضه أنس بفقد قدميه ، فشعر بالتوقف الحياة حوله ولكن لهج قلبه بـ الحمد والرضى ، وتفعمت روحه حزنً عميق لا نهاية له ، حزنً ذات أثر غائراً بالفؤاد لن يمحى أبداً شعوراً غريب بالعجز والكسر توغل وتمكن منه.
وما حطمه كلياً وأطرحه ارضٍ هو رحيل صديقه الغالي.
وقف ياسين على جسمان “بلال” يؤّدي تحية الوداع الأخيرة ، يحفظ ملامحه وصورته بأعماق روحه وسويداء قلبه ، ويحفر لحظاتهما سوياً بين شغاف الفؤاد ، في وسط تلك الأحداث المتوالية رن بفؤاده صوت بلال ضاحكاً يا الله كم اشتاق لصوته ويحن لصورته ويتلهف لمرآه واقفاً امامه وليس جثه ، أغلق جفنيه متذكراً البارحه وقتما سارا سوياً يتسامرون وإذ بـ “بلال” يقف بغته ، فتنبه ياسين للذلك وألتفت له متسائلاً :
” مالك يا ابني وقفت ليه ؟”
بأعين غائرة بالدمع همس بلال وهو ينظر للفراغ أمامه :
” مش عارف ليه حاسس إني مش راجع “لم يمهل لـ ياسين الحديث واسترسل وهو يضع يديه بجيب بنطاله متنهداً” عارف يا ياسين أنتوا كلكم عمركم ما كنتم بالنسبالي أغراب أو أشخاص والدتي بتشتغل عندهم كلكم كنتوا عيلتي وأغلى ما ليا في الدنيا ، لمار دي أعز ما ليا في الدنيا بحسها سندي اللي ممكن يحميني من كل حاجه تصدق يا عم لو قولتلك أن بوجودها بحس أمان ، متستغربش مش عشان انا راجل مش هخاف بالعكس بخاف اوي اني اصحى في يوم واكون فقدت حد ويروح مني عشان كدا بدعي دايماً يومي يكون قبلكم ”
ربت ياسين على كتفه بمحبه وسهم كلماته عصفت بقلبه :
” بلال أحنا فعلاً عيله أنت أخونا ، ولمار بتحبك وبتحبك اكتر ممنا كمان ، ومتدعيش على نفسك كدا يا عم ربنا يطول في عمرك ويديمك لينا ”
# بتقولوا ااايه ؟
صرخ بها أنس المقبل نحوهم من الخلف ودفعهم بقوة ليستدركوا انفسهم قبل السقوط ولحقوا به راكضون خلفه.
استغرقته هذه الأفكار ، ولم يشعر إلا وقد حمل النعش على كتفه بجانبه عمرو وأحمد و يوسف ، ضج المكان بالبكاء والعويل ، وجحافل من المراء حولهما ، نظرت لمار لهم وهم يحملونه ، و سقط فؤادها بين يديها متناثراً ، وغامت عينيها بغيمة حزينه جاءت بغته لتستقر بالقلب لأبد الضهر.
تخشبت قدميها و ومضات له لاحت أمام عينيها ، فهزت رأسها يمنه ويسر وهي تتراجع للخلف بعدم تصديق ، لا تصدق وكيف تصدق من كان مذ ساعاتً يحادثها ويضحاكها كيف رحل هكذا ؟ ألن ترآه يا حسرتاه على الحياة التى ذهدت منها لماذا لم تريحها قبل ذلك ، لماذا تطرحها بالأوجاع من حينً للآخر.
سقطت جاثية على ركبتيها وهي تمد يدها حينما قبعت صورته أمامها بوجهاً بشوش يتألق ثغره ببسمة رائعه فصرخت ببكاء مزق الأفئدة :
” بلال لا يا حبيبي متغبش متسبنيشششششش لااااااا سيبوه يا ابنييييييي بلاااااااااااال ”
بكت كم لم تبكى قبلاً ، لم يكن مجرد غريب ، ترعرع بين راحتيها ، كان ابناً من صلبها.
رجت الأرض رجاً بجنازه حافله بالاحزان.
بجزع خرج أنس معهم للدفن جالساً على مقعد متحرك يجره فيكتور بحزنً عميق وهو يحبس دموعه لئلا تنحدر .
🌷((اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك))🌷
ولت عدت أيام يشرق النهار ولكنه يظل معتم حالك السواد عليهم ، أفئدتهم لا تنبض بالحياه ، وأنما تحيا بالأوجاع ، وسط تلك الأحزان المتواليه ، والأوجاع إللامتناهية ما زال هنالك بصيص أمل متوارياً بسويداء الفؤاد ، منهم من يبتلع وجعه دون ان يدري أحد ويرسم البسمه على وجهه ، عمت الكآبه الدار بغيمة عتمه مفعمه بوابل من الأحزان تمطرها بلا هوادة.
خرج ياسين من المرحاض وهو يجفف شعره بمنشفه وعيناه تجوب بحثاً عن نجمة فؤاده المضيئه بسماء قلبه الكاحله.
برقت بسمه متوهجه على ثغره ، ما أن وقعت عيناه عليها ، جالسه على الفراش تمشط خصلاتها ، ألقى من يده المنشفه على ذراع احدي المقاعد ، ودنا جالساً خلفها وأخذ من يدها الفرشاه قائلاً:
“هااتي اسرحلك أنا”
قطبت حاجبيه بتعجب وبدهش رددت :
” تسرحلي ؟ أنت بتهزر صح ؟! ”
أنتشله من بين أناملها وهو يقول :
” اممم لا مش بهزر !”
مشط خصلاتها كأنها أبنته الصغيرة ومدللت قلبه ، ثم همس بحب :
” شكراً لوقفك جنبي في أصعب وقت مر عليا ، مش عارف لو مكنتيش موجوده كنت عملت ايه ؟ ولا حالتي كانت ازاي ، بس اللي متأكد مني إني مكنتش هخرج خالص من الحاله النفسيه اللي سيطرة عليا ”
رددت بنبره متألمه من شكره :
” العفو ”
أنهى تمشيط خصلاته ثم نهض واقفاً وهو يقول :
” خلصنا يا ستي ، اي خدمة ”
ثم أسطرد وهو يخرج من الباب :
” نازززل وجي تمام ”
اكتفت بإيماءة من رأسها ، دقائق وكان يصدح رنين هاتفه عالياً ، فتلامست بيدها على الكومود بحثاً عنه فـ ألتقتطه مجيبه فآتاها صوت فتاة رقيق يردد أسم ياسين.
تخشبت كلياًّ بإفكار متعددة ليس لها نهاية والغيره قد بلغت منتهاها ، على حين بغته كان ياسين يجذب الهاتف من يدها بعنف وهو يصيح بصوتاً عال ونبره حادة مهتاجه :
” مين سمحلك تمسكِ تلفوني ،أياكِ تقرريها وتلمسيه فاهمه ”
سيطرة الصدمه عليها لا تصدق أذنيها أهذا حقاً ياسين الدائم يعاملها بحنان وهدوء ورقه ، ما تلك اللهجه أنتفضت مكانها راجعه للخلف حينما صرخ بوجهها :
” فهمتي قولت أيه جاوبينيييي ”
أنسدلت دموعها بحرقه واؤمأت برأسها بتلقائية ، شعر بأن الألم يعصر قلبه فنظر لها بآسى وهم برفع يديه ولكنه تردد وخرج مغادراً وتركها وهو يجري اتصال ثم قال وهو يصعد سيارته :
” أنا جيلك اهوو في حاجه ولا ايه أنتِ بخير؟”
بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
بـ جسداً فقد روحه جلست “سجى” علىٰ طرف الفراش بصدمه وهوت دموعها بوجع وحادثتها نفسها :
“لماذا تبكين ؟ ما يبكيكِ هو لا يحبگ كما تتوقعين كفىٰ غباءً أنه ذهب ليقابل آخرى ، أنتِ مجرد عاله علىٰ فؤاده وهو بإنتظار أن تزول ، وأن ينتهي منكِ فـ أنتِ عائق بطريق حبه”
استحضرت لحظاته معه كيف كان متغيراً متقلب الذهن ، شارد موجود وليس بموجود ، لا يرقا لعينه نوم فما أصابه؟ ”
🌻اللهم ردنا إليك مردًا جميلاً🌻
_ دلفت وعد إلىٰ الملهىٰ الليلي ، مغيره من شكلها ومن ذاتها وجلست علىٰ طاولة قريبه من احدىٰ الرجال عن عمد وترقب.
عيناها تجوب بتفحص شديد المكان حولها ، حتىٰ نهض ذاك الشاب مقترباً منها بأعجاب شديد وبسمه غامضه وتساءل ما أن أقترب :
” أتسمحين لي بالجلوس معك يا جميلتي”
أشارت له وعد ببسمه مزيفه :
” بالطبع ، لما لا ؟ تفضل ”
جلس الشاب الأجنبي بمقعد مقابل لها ، ولم تمحو البسمه من علىٰ شفتيهِ، حتىٰ بادر هو متسائلاً بدهش :
” أأول مره لكِ هنا ؟ فلم أراكِ قبلاً؟ ”
أؤمأت برأسها مؤكده :
” أجل هذه أول مره لي هنا ، “دارت عيناها بالمكان وهي تتابع” ولكن لن تكون الأخيرة فـ المكان هنا جميلاً جداً و وجدت راحتي به”
تبسم لها وأشار على حانة الرقص قائلاً :
” اترقصين برفقتي؟ ثم مد كفه لها مصافحاً؛ أنا جااك وأنتِ ”
“أيرين”
قالتها ببسمه وهي تصافحه ثم تابعت بنبره حزينه عن عمد :
” لا ، لا اود الرقص ”
وبتصنع الهم وضعت كفها اسفل ذقنها بغمٍ فتساءل هو بتعجب:
” أيرين ما بكِ لما أنتِ حزينه يمكنك مشاركتي بذلك فقد أصبحنا أصدقاء”
بإحتجاج نهضت منفعله وهي تضرب الطاوله بغضب :
” اصدقاء ؟ ماذا تريد مني ؟! أنا لست صديقتك ولا تفكر بذلك ”
أمسك معصمها مانعها من المرور وهو يقول :
” أنتظري لنتحدث لا ترحلين هكذا فلتسمعيني ”
بغضب جامح دفعت كفه بحده وهي تشير له محذرة :
” ولماذا اتحدث معك انا لا أعرفك فما الذي يجعلني اثق بك وأنا لا ادري عنك شيء ”
نهض جاك بثبات واقفاً أمامها وبصره يتفحص جسدها وغمغم :
” ولكننا تعرفنا للتو أنتِ أيرين بالمناسبة اسمك جميل جداً ، لن تثقي بي سريعاً معكِ حق ولكن لماذا لا تعطيني فرصه ونصبح أصدقاء ؟ ”
تصنعت التفكير وهي ترهف النظر له من ثم همست :
” حسناً موافقه ولكن عليك اكتساب ثقتي جيداً ”
اؤمأ برأسه ببسمة واشار لها بالجلوس وتمتم :
” من أين أنتِ ؟ ”
أعتدلت بجلستها وأشارة له بتهكم :
” ما يعنيك في ذلك ؟ ”
دس يده في جيبه مخرجاً شيئاً وهو يقول :
” فقط وددت لو أعرف بمناسبة صداقتنا ! .
أشار لها بعيداً وهو يهمس :
” أنظري هنالك إلي هذا الرجل.
نظرت وعد لما يشير فوضع هو شيئاً بكوب عصيرها بمكرٍ وتوعد.
لم يمض طويلاً حينما تجرعت كوبها ، وفجأه باغتها دوار شديد ، فنهضت تود الرحيل فكادت بالسقوط فتمسك هو بذراعيها بخبثً شديد فتحدثت وعد بتوهان وهي تحاول نزع يديهِ :
” ما الذي حصل لي لماذا ينتابني دوارً شديد ، أتركنن…
لم تكمل جملتها وغابت عن نفسها فـ حملها جاك وهو يغمغم بحقد :
” الآن جئتي لجحر الشيطان بنفسك فيما كنتِ تفكرين يا ترى أتقبضين عليّ كم أنتِ بلهاء يا فتاه ولكنك جميله لذلك سأتمتع بكِ وحينها ستعملين معي ستكونِ كنزً ثمين لي وسيستمتع بكِ هؤلاء الرجال ”
أنهى جملته وهو يرتقىٰ الدرج من ثم لاحدى الغرف وأوثق أغلاق الباب جيداً و وضعها على الفراش ونظر لجسدها بنظرات دنيئه ، ثم هم أن يعتليها ويشق ثيابها وعلى حين بغته دفعته بقدمها اليمنى ليرتد للخلف وهبطت وهي تجذب “سكينً” ، ثم بلمح البصر كانت تشل حركته وهي تصدد السكين لعنقه وتحدثت بفحيح :
” أين الفتيات ، ستأخذني الآن آليهم بنفسك وإلا ”
ضغطت بالسكين فأنجرح عنقه وأؤمأ سريعاً :
” حسناً حسناً ساأخذك ”
خطوا الدرج حتى خرجوا من الملهى الليلي ومنه لطريق أزق و وصل بها لبابً آخر بجانب الملهىٰ ، وقرع الباب وجلاً ففتحت فتاة لا ترتدي إلي فستانً قصير للغايه وشعرها مسترسلاً ذات لونً صارخ ومكياج جم شهقت بفزع وهي تنتفض للخلف مرعوبة فأشارت لها وعد بأعين تهيج بالنيران :
” لا أريد أن أسمع صوووتك أفهمتي ”
عيناها جابت المكان فشددت على عنقه بالسكين وهي تصيح :
” أين الفتيات ، ثم نظرت للفتاة بحده وبصوتاً أجش صاحت :
” هيا خذيني إليهم وإلا لا تلوميني علىٰ موته ”
هزت الفتاة رأسها سريعاً وركضت إلىٰ حيث غرفه جانبيه وفتحت بابها ، فطالعها فتيات كثيره من يبكون ومن يظهر عليهم أثار التعذيب وفتيات آخريات مثل الفتاة التى فتحت الباب ، دارت عيناها بالوجوه حتىٰ دوى صوت خافت من غادة وهي تهب واقفه بعدم تصديق ، أتسعت أعين وعد بفرحه وانبلج ثغرها ببسمة رائعة ثم تركت جاك والسكين دون وعي وضمت غادة بشوق تطمئن فؤادها أنها بخير.
وعلىٰ حين غرة وهي تطمئن على حالها واتتها ضربه قويه علىٰ رأسها فترنحت بوقفتها ، وأستدارت تود البطش بـ جاك وعم الصراخ المكان ثم صمت مطبق حينما قيدوا عدة شباب وعد وابرحوها ضربً حاولت غادة بشتى الطرق أن تحيلهم عنها ولكنهم اطرحوها أرضٍ.
🌼فاللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك،ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك🌼
دلف ياسين الغرفه غالقاً الباب خلفه بتنهيدة عميق ، وآلتقت عينيه بمن غلبه الشوق إليها فكانت ممدة بفراشها بصمت تام ، عاتب نفسه لما بدر منه مذ قليل ولكنه حصل رغماً عنه يخشى أن تفارقه فدنا منها بصمتً وجلس علىٰ طرف الفراش بجوارها وهم أن يلامس كتفها فـ أبتعدت منتفضه ، فمرر يده على وجهه بضيق وتنهد قائلاً :
” سجى متزعليش حقك عليا مش عارف والله أنا كلمتك كدا ازاي؟! ”
نهضت جالسه بمقعدها ما أن جففت دموعها وهمست بلوعه :
” أبداً محصلش حاجه ، دا حق أنا اللي غلطانه إني مسكت تلفونك بس بس كان بيرن لكن مش هتتكرر تاني ان شاء الله واكيد مش هتّقرّ احنا هنطلق قريب”
وثب مهتاجاً وهو يصيح :
” مين قلك إني هطلقك اصلاً ؟ ”
تجلت بعينيهِ نظره مفعمه بالإحزان ولم تنبس فكظم غيظه واقترب جالساً أمامها ومد كفه مزيحاً دموعها الساقطه بصفعاتً مؤلمة على فؤادة وغمغم بحزن أكل شغاف فؤادة :
” سجى أنا بحبك ومش هسيبك أبداً ولا هطلقك ولا هبعدك عني ، أعرفي ان مفيش غيرك في حياتي وقلبي ، ومحبتش غيرك ، وأعرفي أن غصب عني .
لاذ بالصمت لا يدر ماذا يخبرهِ.
فصاحت هي بدموع :
” فاطمه أنت بتحب فاطمه مش أنا ، أنا سجى مش هي ومستحيل أكون هي ”
ضاقت عينيه بضيق يا ليتهِ تعلم أنها كوكبه الدري بهذه الحياة الحالكه حوله ، وهي نجمة فؤاده المضيئه التى يتمنى دائماً أن تظل ، وحبيبته الاولى والأخيرة بل أنها أبنته من صلبه ودمه ونفسه وفؤاده ، وهل يوجد احد قد يخشى عليها مثله ؟ وهل احبها قلباً كقلبه يوماً ؟ انه يعشق جل شيءٍ بهِ فؤادهِ روحهِ بساطتها رقته وعفويتها ومرحها هدوءهِ ، ضحكتها التى تسرق فؤاده ، وبسمتهِ التى توهج روحه وتوهج الحياة حوله ، لا يعطى بالاً لعينيها فهو سيكون بصرها التى ترى به سيرعاهه كأنه يرعى نفسه واكثر فهي نفسه بالفعل هي هو لا غير ذلك يا ليتها تشعر.، وكيف لها أن تشعر وهي تشعر بالنبذ من الجميع عاله عليهم بجل امورهِ.
تنهد بضيق و وقف قائلاً بحنان :
” تعالي ننزل نقعد تحت ؟ ”
أؤمأت برأسها موافقه فأخذها برفق للأسفل حيث هاله وريم وتالا جالسون.
_ جلست أسماء بحزن جم تأكل شغاف فؤادهِ لا يبرح من ذهنهِ صورة بلال التى دلت علىٰ حبه العميق لهِ ، تعاتب نفسهِ كيف لم تستشعر بحبه يوماً ، وكيف كانت دائماً تصرح بحبها لـ حذيفة أمامه دون أن تفقه شيء كانت تجرحه وتؤلم فؤاده وهو لا يبدي شيءٍ.
فاقت من شرودها علىٰ يد حذيفة على منكبها وتساءل بنبره حانية :
” مش كفايه حزن يا أسماء بلال ممتش دا عايش جوه قلوبنا أنتِ كدا بتعذيبي ، قومي لبسي وتعالي نزوره؟ ”
كفكفت دموعها وهي تؤمأ برأسها ثم ارتمت بحضنه باكية فطوقها بذراعيه هامساً بمرح :
” يااا ادي النيله يا بنتي حرام عليكِ هنغرق كدا مش كدا يا ماما ، لو فضلتِ كدا هطلقك واتجوز غيرك ”
أبتعدت عنه بإحتجاج وهي تصيح :
” تعمل ياخويا ايه سمعني ”
بكبرياء أجاب وهو يضع قدم فوق الاخرى :
” هطلقك يا حبيبي واتجوز غيرك”
اتسعت حدقتيها بزهول وعلىٰ بغته جذبت سكين كان قابعاً علىٰ طبق الفاكهه ورفعته بوجهه فأرتد للخلف رافعاً ذراعيه فنهضت بدورها قائله بغيظ:
” كنت بتقول ايه يا حبيبي سمعني”
ضحك بمرح متصنع الخوف وهو يتمتم :
” أنا أقدر أقول حاجه يا قلبي ، ثم جذبها إليه وهمس أمام وجهها :
” تعالي هنا وحشني ”
جلست ديجا على قدم سجى هامسه بحب وهي تعانقها :
– وحشتيني يا بت يا سجى ”
تساءلت سجى بدهش :
” بنت ”
ايون
همست ديجا بمحبه وهي تقبلها ثم مالت بوجنتها لوجنت سجى وهي تهمس :
” بحبك قد الدنيا ”
فتدخل ياسين بمرح :
” بتحبيها قد الدنيا وانا ايه ؟ ”
ثم رفع ذراعه محاوطاً كتف سجى وتساءل بمحبه :
” يارب تكونِ بتحبيني اكتر من ديجا قصدي سجى”
جاءه اتصال فـ ابتعد قليلاً ثم عاد مقبلاً جبين سجى وهو يقول:
” سجى عندي شغل خلي بالك من نفسك لحد ما ارجع تمام مش عاوزه حاجه؟ ”
هزت رأسها رفضت فهتفت ديجا :
” مش هتعوز حاجه ياخوويا وانا جنبها”
القى لها ياسين قبله في الهواء وهو يرحل لتلتفت ديجا لـ سجى قائله :
” انا زهقانه، تعالى نروح عند مكه ”
صعدت سجى عند مكه وجلسا سوياً بمرح وإذ فجأة تنظر مكه لها بتمعن وتهمس :
” أنا ليه حاسه أنك حد مننا مش مجرد وحده غريبه”
أكتفت سجى ببسمة بسيطه.
لم يمض طويلاً وانضمت لهم سمر الذى غلبها الحزن على حال انس تود لو تك معه تشاركه ألمه.
ما أن دلفت قالت بمرح :
” سجوج عامله ايه يا بنتي معدتش بشوفك كأننا مش في بيت واحد ”
نبرتها المرحبه السمحه جعلتها تجيبها بود :
” الحمد لله ، موجوده أنتِ اللي مش باينه”
ثم استاذنت منصرفه بحرج شديد من جلوسها معهم ظنن منها انها غير مرحب بهِ او وجودهِ يضايقهم.
احتجت ديجا بحزن من رحيلها ولكنها اثرت النزول ؛ فما كدت بنهى الدرج حتى زلت قدمها فتمسكت بالدربذين ولكن لم يسعفها الحظ فـ بلحظه كانت سمر تتلقفها بسرعه وهي تلهث وقالت بزعر :
” أنتِ كويسه يا سجى ؟ على مهلك طيب تعالي ”
تبسمت لها سجى بإهتمام ، فـ أخذتها سمر من يدهِ برفق حتى دلفا للغرفه وأجلستها فهمست سجى بنبره خالية :
” شكراً يا سمر من غيرك كان زمانِ وقعت”
لا ارادياً همست سمر بتلقائيه :
” مفيش شكر بين الأخؤات ”
أمسكت سجى بكفها قائله بود :
” اقعدي ، جلست سمر بجانبها فأستطردت سجى قائله بأسف :
” انا عارفه إني سبب كسر قلبك وخدت ياسين منك بس صدقيني دالوقتي وهنطلق”
هزت سمر رأسها وهي تمسك بكفيها بين راحتي يدها :
” لا يا قلبي أنا بشكر ربنا أن جوازي بيه متمتش لأنِ أصلاً اكتشفت إني كنت في وهم وفوقت منه ولو كنت تجوزته كانت هندم ندم عمري بس الحمد لله ، وايه هتطلقوا مستحيل ياسين يسيبك ولا يبعد عنك أنتِ بزواجك من ياسين رجعتِ لينا روح ياسين اللي كانت غايبه ياسين كان جسد متحرك بس لكن انتِ ردتي فيه الحياة هو. بيحبك مش مجرد حب عادي ولكن حب مفيش زيه في العالم دا ومهما كان في محبين عمرهم ما هيكنونوا زي ياسين ولا في عشقه ليكِ ، وانا أبداً مش
زعلانه منك بالعكس تماماً أنتِ أختي يا سجى بحسك قريبه مننا مش حد غريب دخل بنا أنتِ كملتي عيلتنا ”
أشرق وجههِ وبرق ثغرها ببسمه مسرورة ولمعة عينيهِ بدموع الفرح ثم تعانقا بمحبه.
# ايه الغش دا بتحضنوا بعض من غيري ؟
تعلقت الأبصار بديجا التى بلحظه كانت تهجم عليهن بحضن عميق ثم تبعتهم مكه وجلسا سوياً يتسامرون بمرح.
🌱جعلنا الله وإيـــاكم من عبـــاده الصابريـــن،،🌱
عند أنس أصبح ليله گ نهاره لا يغيره شئ ماكثاً بغرفتة طيلة اليوم لا يبرح فراشه وهو الذى لم يكن يدخل الشقه إلا كل حين قليل ، دلفت زينب متهجمت الوجه بكوباً من الشاي و وضعته جانباً بعنف وهي تصيح بتهكم :
– الشاي اهوو ما هو دا اللي نقصني كمان إني اخدمك واشيلك رغم حملي وتعبي ؟
استشاط غضبً من حديثها الاذع الذي جرح كرمته ولكن ما باليد حيلة وهو عاجز قابع بالفراش جاثماً به .
نظرت له مشيرة بسخط وهي ترتدي العباءه :
– أنا رايحه قعد شوية عند اهلي عشان زهقت ايه يا ربي البلوه دي اللي بلتني بيهِ.
طرق طارق علىٰ الباب وتواصل الطرق حتى صاحت بصوتاً عال :
– جااايه دقيقه ، ثم نظرت له هامسه بإمتعاض وهي تنفخ بضيق :
– أمك جتلك ايه تشيل شويه مش كله عليا اتجوز واحد مبيحبنيش وفي الاخر يتشل ويقعدلي ولا شغله ولا مشغله وخدمه ليل نهار.
جز على أسنانه بسخط ويود لو يطلقها ولكنه يردع ذاته بسبب ابنه الذي فى احشاءها فيلوذ بالصمت والتضرع لرب العالمين بالرحمه.
انفجرت أساريرة حينما طلت والدته مقبله عليه بتلهف دامعة الأعين مغمومة الفؤاد لحال ابنها وقبلت جبينه وهي تجلس بجانبه هامسه بجزع :
– طمني عنك يا حبيبي عامل ايه انهارده معلش اتاخرت عليك؟
أغلق جفنية كاتماً ألمه بفؤادة وهز رأسه قائلاً :
– بخير يا ست الكل الحمد لله.
جلست دامعه تحبس دموعه بجهد عظيم من نكبة فؤادها فربت أنس على منكبها بمحبه وقال :
– ايه بس يا امي بتعيطي ليه ؟
ربتت على كفه بمحبه ثم أمسكتها بين راحتيها وهي تقول ببكاء :
– يا رتني كنت مكانك يا حبيبي ولا شفتك كدا أبداً ؟
أعتدل أنس بجلسته ثم جذبها لحضنه مربتاً على ظهرها :
• متقوليش كدا يا حبيبتي بعد الشر عنك من كل سوء انا أضحى بروحي عشانك ولا يأزيني فيكِ أبداً ، دا قضاء ربنا والحمد لله لعله خير.
طرقات أخرى على الباب كان يعرف مكنونها فهمس بضحكه :
– ياسين لهبل جه ؟
ضحكة والدته وهي تفتح الباب فطالعها وجه لمار الذى كسى عليه الألم هي لم تكن هي فبداخلها هنالك زكريات موجعه تاكل الوجع شغافه فأصبح معتم بشدة كئيباً لم تزوره الضحكه مذ وفاة بلال لا سيما تركها ميته لا محاله.
عانقتها والدة انس بترحاب ودخلوا تباعاً للداخل ياسين ، عمرو ، يوسف ، فيكتور ، زيد.
جلسا جميعاً حتى خرج أنس من غرفته متوكئًا على عصاه فوقف ياسين فوراً بتلهف ببسمه مشرقه وأخذه من يده حتى جلس.
أخذهم الحديث بالإطمئنان على حاله ، ثم نهض يوسف جاذباً قدم أصطناعية ومال علىٰ قدم انس وهو يقول :
– وريني يا عم رجلك.
أبى أنس فى بادئ الأمر إلا ان صاحت لمار بصوتاً لا يقبل النقاش :
– أنس مش عايزه اسمع صوتك واسمع الكلام فاااهم.
اؤمأ برأسه بكل احترام وموده بينما شرع يوسف بوضعها بقدمه المبتوره ، وحينما فرغ وثب معتدلاً وهو يقول :
– تعالى كدا اتمشي شويه هتلاقي الم بس معلش فتره وتعدي وهتتعود عليهِا.
أنحرج أنس ولم يريد اظهار ضعفه لأحد أو ان احد يشفق عليه ، فتفهم ياسين ذلك وجذب والده قائلاً :
– قعد يا بابا أنت انا هساعد أنس اخويا.
ضغط على حروف أخر كلمه ليثبت له أنه أخاً له وليست بين الأخؤات حرج ، فتبسم انس له وهو يدري ما يدور بذهن رفيق دربه ، فسانده ياسين بخفه ، تأوه أنس بخفوت وهو يجز على اسنانه من شدة الألم وضغط بقوة علىٰ ذراع ياسين فتألم فؤاده ولكنه شجعه .
( قطعت رجلك ، رجلي اتكسرت تخليص حق خلص براحتك)
فسار أنس وهو يكتم تأوه الذى بلغ الحد حتى أجلسه ياسين قائلاً :
– كفياك كدا ان شاء الله بكرا هاجي ونخرج شويه لحد بس ما تتعوض عليها.
برفض همس أنس بحزن :- لا يا بني متتعبش نفسك … أنا هبقى امشي في الشقه لحد ما تعوض.
رمقه ياسين بعتاب وهو يقول :- متعبش نفسي ؟ أنت غبى يا أنس لو متعبتش عشانك هتعب عشان مين.
ثم بمرح ضربه على كتفه برفق قائلاً :
– كله بحسبه يا باشا متقلقش مش ببلاش.
# قول بقا كدا انك داخل على طمع!
قالها انس بضحكه فشاركه الجميع إلا لمار التى كانت زائغت البصر ، وأخذتهم ذكرى للفقيد الغالي “بلال” فـ أدمعت الأعين وحنت القلوب وأشتاقت الأرواح ، وهاجت الزكريات مفعمه بالأحزان ليعم المكان صمت تبكِ له الأفئده.
حرك زيد شفتيه مقاطعاً ذاك الصمت الذى ساد بغرابه وقال بنبره جادة :
– أول ما تتعود على الرجل الاصنطاعية شغلك مستنيك “ثم بمرح تابع” بس بقولك الأيام دي مخصومه من راتبك هااا.
ضيق أنس عينيه لا يرد شغل ماذا بحالته تلك ونظر له بإستفهام فقال زيد موضحاً :
-شوف يا عم أنا كبرت وعجزت ومش قد الشغل ، أنت بقا ظابط وظابط بكفاءه كمان هتقدر بكل سهوله تدير الشركه وتدرب الشباب وتعلمهم الشغل كويس للحراسه.
أبتسم أنس له بخفوت وهو يرفض بلطف :
– لا طبعاً مش هينفع شكر…
لم يستطع أكمال جملته حتى قاطعه زيد صائحاً :
– طب قولها كدا و والله ولا تكلمني ولا اكلمك تاني فال شكراً قال غريب اصلي أنا.
ضحك ياسين غامزاً له :
” ما تسمع الكلام بسكوت دايماً جايب التهزيق لروحك ”
رمقه أنس بسخط ، فقالت لمار بحدة وحزم :
” أنت مش سمعت زيد قال ايه مش هيعيد كلامه تاني لأنك هتنفذه بأمر مني ، ثم نظرت لوالدته باسمه التى انفجرت اساريرة وقالت بضحكه وعيناها تتردّ بينهما :
” ايه البخل دا مفيش عشاء ولا ايه”
ضحك أنس لحركتها المسرحية وهو يغمعم :
” انا عارف وربنا انكم جايين تفلسوني ”
🌱نسأل الله أن يمنّ علينا بحفظ كتابه، وقراءته آناء الليل وأطراف النهار؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه،،🌱
هم ياسين بالدلوف لداخل حجرته فتسمر مكانه على أسكفة الباب ، غمرة الفرحه فؤادة ، وكأنه يحلق عالياً خلف الغيوم من شدة البهجه التى غمدت جوانبه ، فسند بجانبه على الجدار وهو يتأمل ضحكتها التى نعشت فؤاده ، واااه من ضحكتها تلك القادره أن تنسيه أي همً وحزنً قابعاً بين ثناياه ؛ وانبلجت بسمه مشرقه بلمعة عينيه التى برقت .
قالت مكه التى لاحظت وجوده للتو :
” ياسين جيييت أمتى؟ ”
أرتبكت لمعرفتها بوجودة وخفق فؤادها المضطرب وتورد. وجهها فنكزتها سمر قائله بمرح :
” يا سيدي على الحب ، بت أنتِ لسه بتتكسفى منه دا جوزك”
بحرج هزت سجى رأسها ولم تنبس ، وعلى حين بغته تقدم ياسين مقبلاً جبينها وهو يقول بشوق :
” وحشتيني ”
اذدردت ريقها خجله ولاذت بالصمت فتنحنحت مكه وهي تهمس بمرح :
” نحن هنا يا عم رميو العاشق ”
ثم وقفت مستنده بمرفقها على كتفه وهي تتساءل :
” من امتى الرومانسيه والهدوء دا ؟ لولا أن احنا عايشين مع بعض وشايفك بعيني مش هصدق أنك ياسين ”
أبعد مرفقها بمرح وهو يقول :
” وأنتِ مالك وبلاش قر ويلا ورونا عرض اكتفكم ”
قالت سمر وهي تقف بجانبه باعين متسعه :
– ايه دا بقا احنا بنطرد ولا ايه ؟
رفع حاجبه وهو يقول ساخراً :
” ااااه بتطردوا أنتِ لسه وصللك الكلمه يلا بقا من هنا ”
ركلت مكه بطفولة الأرض بقدمها وغمغمت :
” ايه دا انت بتطردني بجد يلا يا سمر نمشي من هنا ”
” أكيد أنت مش تقصدني … وتقصد البنات الوحشين دول صح يا ياسين يا حبيبي ”
نطقت بها ديجا بكل براءة لينخدع هو لعطفها ولكنها لم تنجح بإستمالته وقال بإستهزاءً مرح :
” وأنتِ اولهم يا قلب وروح ياسين يلا بقا اطلعي وراهم”
رمقته ديجا بسخط ، ثم رفعت ذراعيها الصغيران لتضم سجى بتملك وهي تقول :
” أنا قاعدة مع سجى حبيبتي … امشي أنت ”
أرتفعت ضحكات سجى لتفقده ثباته الذى كان يتحل به ، ثم أقترب جاذباً ديجا من تلابيب ملابسها ، فصرخت مستغيثه بـ لمار و والدها ، تركها أرضاً أمام الغرفه ، فوقفت تعدل من ملابسها وهي تتخصر بغيظ وتمتمت :
” مينفعش على فكره كدا … هرفع عليك قضية … ثم عقدة ذراعيها أمام صدرها ؛ عشان تاني مره متتحرش بطفله هاديه وقمورة زيي كدا ”
فغر فاه ياسين بسخريه ودهش وغمغم :
” نعمممم يااختي اتحرش بمين مين دي القمر ”
تخصرت باحدى كفيها وباليد الاخرى اشارت له محذرة :
” يعني أنا مش قمر، هتشوف دلوقتي هعمل فيك ايه ، هسجنك اصبر عليا”
وعلى غفله منه كانت تهوى على قدمه بضربه قويه وهرولت من أمامه بلمح البصر ، هم أن يلحق بها ولكنه ضحك ببهجه وعاد ادراجه لداخل غرفته ، لتتوقف سجى عن الضحك وأعتلاها الحياء وغطت وجهها بكفيها سريعاً كأنها تستشعر تحديقه به ، أبعد كفيها وهو يقول بعدما جلس بجانبها :
– أنتِ بتحبيني يا سجى وعايزه تكملي معايا؟
جحظت عينيها من هول الصدمة لم تتوقع ذاك السؤال بتاتاً فأدمعت عينيها وبدت گالمتردّه ، أجل تحبه وأنما حبها فاق الوصف ، الوحيد بهذه الحياة التى علمت معه معنى الأمان والاطمئنان والسكينة ، أصبحت تنام مستكينه بأحتواء يحفها من كل جانب ، علمت معنى الحياة حينما وجدته فأصبح هو كل ما لها ، ولكنها عمياء لن تستطع أسعادة يستحق فتاة آخرى ، أجل هو يستحق ذلك حقاً فكيف سيظل معها وستكون عاله عليه ولست راحة له.
رفعت عينيها الغائرة بالدمع وبجفاف قالت:
” لا أنا مش بحبكك “.
مال على أذنها هامساً بنبره ناعمه أذابت فؤادها :
” متتاكده ”
لاذت بالصمت ثم تذكر هو شيءٍ لينفخ بضيقً وغم وتحدث بنبره نمت عن ألماً وعشق دفين :
” سجى أعرفي إني بحبكك … واي حاجه هتحصل سامحيني لأنها غصب عني … وأنتِ الوحيدة اللي مراااتي أنتِ وبس . أنتِ وبس حبيبتي وقلبي معرفش غيرك .
زفر بضيق وقلبه اعتصر ألماً ثم نهض ونظر عبر النافذة بشرود شاغل الذهن.
لم يدر ما مر من الوقت وهو غارق في أفكره ومشكلاته أختلس نظره إليها فوجدها ذهبت بسباتً عميق فتوجه ودثرها جيداً وقبل جبينها بقبله عميقه ولم يأتيه نوم فظل مستيقظً.
أغلق الاضواء حوله وجلس بظلام دامس يضيق صدره بين أضلعه ويختنق ولا يدرك كيف النجاة أنه هلاك لا محاله ولا يرد كيف الخلاص
🌲اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم أنقني من خطاياي كالثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني بالثلج والماء والبرد🌲
دلفت ديجا للغرفه ثم أعتلت الفراش لتضيق ورد عينيها قائله بتساءل :
” ديجاا لسه منمتيش مالك يا حبيبتي؟ ”
هزت ديجا رأسها نفياً ثم استلقت بجانبها مسندة رأسها بحضنها التى ضمتها بحنان وغمغمت :
– هتوديني بكرا نزور بلال ؟ ”
اؤمأت ورد بأعين دامعه وهي تقبل رأسها ثم تلو الفاتحه له .
فتحدثت ديجا ببكاء :
” أنا مش هشوف بلال تاني يا ماما ، هو وحشني اوووي ”
أجهشت بالبكاء بنحيب فهوت دموع ورد بتأثر وألم لمن رحل دون وداع او سابق انذار !
وهل للموت أنذار أو ميعاد فـ الوقت الموعود يأتي بغته يا حظ من يرحل وهو منشغل الذهن بالله عز وجل وليس بشئ غيره يا ليت!!!
بنحيب قالت ديجا يشهقات :
” انا عايزه أشوف بلال يا ماما ويغلس عليا على طول ومش هزعل منه ولا اضيقه عايزه يلعب معايا زي ما كنا بنلعب واصحى هو وحشني اوي هو وعمو عبد الله.
خرج عمرو من المرحاض عاري الصدر وهو يجفف شعره فوقع بصره على طفلته وزوجته الباكيتان فتحرك تجاههم وهو يتساءل بزعر :
” مالكم في أي ”
سرعان ما رن بفؤاده ذكريات وموت بلال الأليئمه فتنهد بألم وأقترب مستلقياً بجانبهم وضمهم بحنان.
وتمتم بألم وهو يربت على ظهر ديجا :
– خلاص بقا يا ديجا متعيطيش بلال كدا هيزعل منك.
ذاد نحيب ديجا فنهض وهو يقول :
” خلاص بقا مسبتوليش حل تاني”
انهى جملته وهو يشرع بدغدغتها هي و ورد فتعالت ضحكتهم عالياً وهم يحاولوا تفادي دغدغته.
فأمسكت ورد الوسادة وتوالت عليه بالضرب بها.
وحذت ديجا وعمرو حذوها وأخذ بالضرب بالوسائد بضحكات مرتفعه تملأ الشقه بالحياة.
جلسا بجانب بعضهما يلهثون وأخذت ضحكاتهم بالهدوء رويداً رويداً ثم غمغمت ديجا مخاطبه ورد :
” ماما احكيلي عن القبر ”
أخذت ورد نفساً عميقً ، ثم جذب عمرو ديجا على قدميه وعانق كتف ورد مقربها إليه وتجلى في عينيه نظرت أهتمام ونظروا لها بترقب فـ أردفت هي قائلة :
” القبر يا بنتي بتختلف فيه أحوال البشر وكل شخص بما قدم في دنيته ففى المطيع لربه وده اللي بينير قبره وبيوسع ليه وفي العاصي وده اللي بيتعذب في قبره أشد عذاب فـ عن أبي هريرة : عن رسول الله قال “إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراء، فيرحب له قبره سبعون ذراعًا وينور له كالقمر ليلة البدر .. أتدرون فيما أنزلت هذه الآية؟ .. {.. فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124] .. قال “أتدرون ما المعيشة الضنك؟”، قالوا: الله ورسوله أعلم ..
قال “عذاب الكافر في قبره، والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينًا. أتدرون ما التنين؟ .. سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة”
أسئل الله لي ولكم أن ينجينا من عذاب القبر ويرزقنا
حسن الخاتمه
أدمعت أعين ورد متوجسه خفية ثم أردفت هامسه وأنسابت دموعها :
” الميت يا بنتي بيدخل القبر يأتي له ملكاً بأسئلة محددة وتختلف كل أجابة لكل ميت وحاله في القبر لكل ميت حسب أعماله التى كان يعملها في الدنيا فلن يدخل معه القبر إلا عمله ، لا مال ولا بيت ولا عيال ولا بما شغل به في دنيا سوا عمله الصالح.
فـ عن أبي هريرة : عن النبي قال “إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين، فإن كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه.
فيؤتى من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل .. ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قبلي مدخل .. ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل .. ثم يؤتى من قبل رجليه، فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل.
فيقال له: اجلس، فيجلس قد مثلت له الشمس وقد دنت للغروب، فيقال له: أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟، فيقول: دعوني حتى أصلي، فيقولون: إنك ستفعل، أخبرنا عما نسألك عنه، أرأيتك هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟، قال: فيقول: محمد أشهد أنه رسول الله وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له: على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله. ثم يُفتح له باب من أبواب الجنة، فيقال له: هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها، فيزداد غبطةً وسرورًا. ثم يفتح له باب من أبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزداد غبطةً وسرورًا. ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا وينور له فيه، ويعاد لك الجسد كما بدأ منه فتجعل نسمته في النسيم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة ..
فذلك قوله {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ الله الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ الله مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27]
وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه، لم يوجد شيء .. ثم أتي عن يمينه، فلا يوجد شيء .. ثم أتي عن شماله، فلا يوجد شيء .. ثم أتي من قبل رجليه، فلا يوجد شيء.
فيقال له: اجلس، فيجلس مرعوبًا خائفًا .. فيقال: أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم؟ ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه؟، فيقول: أي رجل؟!، ولا يهتدي لاسمه .. فيقال له: محمد، فيقول: لا أدري، سمعت الناس قالوا قولاً فقلت كما قال الناس .. فيقال له: على ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله، ثم يُفتح له باب من أبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورًا .. ثم يُفتح له باب من أبواب الجنة، ويقال له: هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته، فيزداد حسرةً وثبورًا .. ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله {.. فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]” [رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني
فـ المؤمن الصالح يا ديجا بينجى من عذاب القبر بأعماله الصالحه من صلاة وصدقه وأعمال بر فهذه الاعمال تحيط به في القبر وتدفع عنه العذاب ، والأعمال الصالحه بتثبت المراء عند السؤال.
واصبحنا في موت الفجأة من علامة الساعة موت لا نستعد له يأتى بغته واخبرنا عنه الرسول ﷺ “موت الفجأة أخذة أسف” [رواه أبو داوود وصححه الألباني.
قال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].
بكت ديجا بنحيب وهوت دموع عمرو بصمت فأخذت ورد ببكاء ذا نشيج ثم تابعت قائله بصوتاً متحشرج بقشعريره تسرى ببدنها :
” وبلال ماااات شهيد شهيد ليه فضل كبير فـ عبد الله بن حرام مات شهيداً وأخبر الرسول ﷺ ابنه جابر بما لاقى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فيما بعد نبأ عظيم، يصوّر شغفه بالشهادة ..
قال عليه السلام لولده جابر يوما : ” يا جابر .. ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب .. ولقد كلّم أباك كفاحا _أي مواجهة _ فقال له : يا عبدي، سلني أعطك ..
فقال : يا رب، أسألك أن تردّني الى الدنيا، لأقتل في سبيلك ثانية ..
قال له الله : انه قد سبق القول مني : أنهم اليها لا يرجعون ..
قال : يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة ..
فأنزل الله تعالى : ” وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ” .
بكت ديجا وهي تستحضر زكريات بلال فذاد نحيبها وهي تقول:
” أنا مش زعلانه عشان انت روحت عند ربنا وبقيت في الجنه يا بلال بس أنا زعلانه عشان مش هشوفك تاني”
ضمتها ورد ونهض عمرو قائلاً بخفه :
” وربنا انزل اجيبلكم الواد حذيفه يضحكم قومي ياختي كفايه عياط منك ليها عشان نصلي ”
ضحكت ورد وديجا بخفه ونهضوا ليؤدوا صلاتهم ، فما أن فرغوا بعد عدة ساعات تلو وردهم اليومي ، ثم ناما سوياً حيث ضمهم عمرو بمحبه وديجا بالمنتصف.
” إلي كل مؤمن ومؤمنه ، ماذا تنتظر أحتى يأتيك الموت بغته، لما لا تبادر بتطهير قلبك من كل آفاته وذنوبه وخطايه ومعاصيه ، ولا تجعل للشيطان سطوة على فؤادك ، بادر بالمغفره ، وتوجه إلى الله وبث له شكواك وتوب إليه فلا تدري متى أجلك ، ولا تأجل عمل اليوم إلي الغد .
أختي إلا تخشى الموت أثناء محادثتك لأحدى الشباب.
او الموت وأنتِ نائمة غافله عن الصلاه.
أو الموت أثناء استماعك للأغاني.
أخلى فؤادك من هذة الحياةً الفانية ، وأمحي تلك الرواسب العالقه به ، وأقبل على الله وجنته فلا تدري نفساً متى الأجل لعله قريب؟ تفكر بالقبر ، بالحساب ، والنار.
أفيقوا من غفلتكم وتأهبوا للأخره.
فالموت سنلاقيه جميعنا لا محاله ويجب أن نطهر أفئدتنا من كل الشوائب ونبادر بالأعمال الصالحه والقرب من رب العباد فمن يريد الجنه ؟؟؟ عليه بالإسراع قبل فوات الاوان ، وكن من السائرين إلي الرحمن لأكتساب عفوه ورحمته ورضاه ومغفرته فبادروا إلي الجنة إلى الله ولا تنسوا أنها لدنيا فانيه.
🌳كان عامر بن عبد قيس إذا أصبح يقول:
اللهم إن هؤلاء يغدون ويروحون ولكلٍّ حاجة،
وإن حاجة عامر أن تغفر له” فـ اللهم اغفر لنا ذنوبنا 🌳
هم بالأقتراب من أصدقاءه ، وإذ به يطير عالياً ثم ينطرح أرضاً على حين بغته كل شئ مر بلحظاتً معدودة وغير متوقعه ، لا يدر بشئ سوا صوت ذاك الأنفجار الذى صم أذنيه ، أتسعت عينيه لتلك النيران ونهض بفزع يدور بصره بحثاً عن رفقاءة بقلب مترقب متعطش للقاء ، وإذ بـه يبصر بلال متشوه الوجه لا بد أن تلك النيران لم تتركه سليماً قط ، أبتسم بوجهاً مشرق فبادله بلال البسمة بوجهاً أنار وأشرق وبرق فجأة ، فما أن أوشك بضمه حتى دفعه بلال أرضاً ، وأستقرت رصاصه مخترقه جسدة على الفور ، رفع ياسين بصره غير مستوعب هم بالاعتدال ولكنه تلقف بلال الذى سقط بين يديه ، فصاح بملأ فمه :
” حقكككككك راجع يا حبييي هرجعلك حقك وحياة كل دمعه وكل نقطه دم نزلت منك لهدفعهم التمن نااام مستريح ”
باغته فجأة صوت بلال هامساً :
” قول لـ امي متعيطيش وأن ابنها شهيد في الجنة ، قول للمار تفضل قويه ومتتكسرش وانها كانت اكتر من ام ليا وأشكرها ليا على كل اللي عملته.، قول لـ ديجا أنها هتوحشني اوووي وضحكتها وهزارها ولعبها ، وقول لوعد أنها كانت الأخت والصديقه الوحيدة ليا وأنها كانت سند وامان مش أنا اللي سندها قولها كان نفسي أشوفها قبل ما اروح ، قول لـ عثمان كفااايه شغل شغل واهتم بعيلتك شويه الدنيا مش دايمه سلملي عليه وقوله أنه هيوحشني اوووي وهاجي ازوره قولوا سامح صاحبك لو في يوم زعلك ، قول لـ ورد انها شمعت العيله لو اطفت كلنا هنضيع ونتخبط في بعض ، قول لـ انس أن برودي وهزاري معه دا عشان بحبه وميزعلش مني وقولوا إني مستنيه في الجنه.، قول لـ يوسف شكراً اشكره عشان كان أب ليا قولوا ابنك كان نفسه يشوفك قبل ما يغادر ويقولك شكراً ، وأقول لأسماء تفضل فرحاانه على طول لأن لو هي فرحانه انا فرحاااان.، وأنت يا ياسين اكتر انسان بثق فيه بحسك نفسي خلي بالك من نفسك ومتنسنيش وابقى زورني ، أختي أمااانه في رقبتك يا ياسين أتجوزها اوعدني ، أنا ماشي ”
بلال لا بلال ببببببببببلال صرخ بها ياسين وهو ينهض مزعوراً من نومه تتصبب حبيبات العرق عن جبينه بغزاره ، يلهث كأنه خرج من سباق لتوه.
# ياسيييين أنت كويس ؟
همست بها سجى بقلق وهي تتلامس طريقها ناحيته حتى أمسك هو ذراعها وأجلسها بهدوء ثم وضع رأسه بين راحتيه بهم.
مدت يدها ثم أبعدت كفيه عن وجهه وضمت رأسه إلى صدرها وغمغمت ببكاء :
” بلال في الجنة يا ياسين أنت كدا بتعذبه أقراله الفاتحه هو في مكان احسن من هنا بكتير ربنا رحمه وخد أمانته ”
# ونعمه بالله بس مش قادر أمحى صورته ولا كلامه.
نطق بها ياسين وهو يشدد من ضمها ، فربتت هي علىٰ كتفه بحزن لحاله.
لحظات وأبتعد عنها متأسفًا لأفاقتها :
” معلش يا بنتي صحتك من النوم ”
# بنتك ؟
همست بها سجى ببسمة عذبه تزين ثغرها ، فضم كتفها إلي صدرة هامساً :
” عندك شك أنك قطعه مني فعلاً ”
توردت وجنتيها لتخفى وجهها بصدره ، فمل مقبلاً رأسها وأسند رأسه على رأسها وشدد من ضمها ، لو أمكن له لتخبئته بين أضلعه لفعلها في الحال دون تردّ وتأنى ، أجفل عينيه متمتعاً بعبيرها الأسر وهو يقول بعشق ملأ روحه :
” ربنا يديمك ليا يا كل ما ليا ، دومتي نجمه مضيئه بسماء قلبي الكاحله ، دومتي لي كوكبً دري ينير لي أيامي المظلمة ، دومتي لي حتى لا أعود لوحدتي وأحزاني وهموم قلبي التى لم تنجلى إلا مذ رأيتك ، دومتي لي حتى يمحو كل الظلام الذى كام يحاصرني لتضيئ أيامي ، يا من وجدت روحي بكِ ، بكِ أنتِ فقط يا فراشة الفؤاد ”
كالنسمة الساكنه استكانت بدفء أحضانه ومنبع حنانه كريشه استقرت فجأة من تقاذفت العواصف ، بعدما تخللت كلماته روحها
فاضت عينيها بالدمع وهي تردد :
” كل الكلام الحلو دا ليا ، بس أنا مش عايزه أعيش نفسي أموت ”
أستغفر فوراً وهو يبعدها بعنف وصاح مهتاج :
” ايه اللي بتقوليه ده ؟ كفايه بقا حرام عليكِ أنا ما صدقت لقيتك…
ثورة من الدموع لم تستطع أخمادة فهوت هوياً على وجنتيها قالت بعدما عادة لحضنه مرة آخرى تحيط بذراعيها ظهره :
” أنا تعبت بجد مش عايزة أكون عاله على حد ، أو أن حد يضايق بوجودي ، مش عايزة حد يخدمني ويشفق عليا لأني عاميه ، أنا مبشوفش النور معرفش أصلاً يعني أيه نور ، انا مش شايفة غير ظلام وبس غير كدا لااااا.، انا بخاف انام لوحدي بالليل بتخيل حاجات كتير ممكن تحصلي ، بخاف أمشي بخاف اخكى خطوه وحده حتى بخاف اعمل اي حاجه أنا مش عايشه يا ياسين ، نفسي اصحى في يوم وانا شايفه النور وشايفه الحياه حوليا وشيفاك وبشوف الكل.، أنا معرفتش يعني أيه امان غير هنا ”
أنهت جملتها وهي تضع يدها على صدرة فضمها أكثر وخفق قلبه متوجعاً.
ساد الصمت إلا من نحيبها ، حتى رفع هو ذقنها إليه مزيحاً دمعاتها وبنبراتً عاشقه همس بصوتاً گ النديّ :
” لعل أنا عيناكِ التى ترين بهما من اليوم ، اااه لو تعلمين قبلك كيف كانت حياتي لو كنتِ بهِ لضخ قلبي من السعادةً الوان لم يكن ليعرف ما معنى كلمة حزنً او وحده ، أنا سكنك ومأواكِ وعيناكِ يا من عيناكِ ونسي ”
أنفاسه الساخنه كانت تلفح وجهها بشدة إلا أنها تمتمت بهمسً رقيق :- “ليه أنا ”
أقترب من وجهها بوجهه وهو يهمس:
” وهل يوجد كلماتً تصفك ؟ أو تصف هوايا الذى وقع بكِ منذ الوهله الأولى ، عيناكِ كفيله بإسعاد نفسي وراحة قلبي ، وحضنك يأويني إذ لا مأؤي لي سواه ، من أنا إذ لم تكونِ أنتِ ”
فتر ثغرها بابتسامه كضوء الفجر وتحسست وجهه بأناملها ثم رفعتهم لتحيط عنقه فجذبها لحضنه حتى أستكانت رأسها على صدره ثم ذهبت بسباتً عميق لأول مرة بجل ذاك الأمان الذى حاصرها.
بصباح يومًا جديد فتح ياسين عينيه براحه تجتاحه لم تنتابه قبلاً ، فلم يستطع التحرك بسبب رأسها القابعه بين يديه ، فتخللت أصابعه بخصلاتها ، ففاقت منزعجه على أثر أنامله التى تسير بخفوت على وجنتها فتصنع النوم وهو فاتحاً عينيه يترقبها.،رفعت رأسها مناديه باسمه فلم يجيب فتبسمت وهي تقترب مقبله وجنته فأجفل عينيه سريعاً ثم همست برقه :
” أناا بحبك أوي يا ياسين بحس إني قطعه منك فعلاً وبفرح اوي لما تناديني يا بنتِ ومش بخاف أبداً بما انك جنبي يا أماني ”
# وأنا بعشقك يا قلب ياسين.
قالها وهو يخطف قبله سريعه من وجنتها ، وأعتدل جالساً على الأريكه التى احتوتهم ليلاً وهمس بحب وهو يحتوى كفها بين راحتيه :
” أنتِ فعلاً بنتي وقطعه منى ومن كياني و وتيني اللي عايش بيه وشغاف قلبي ”
جذبت كفها لتغطى وجهها بكفيها بحياء فرن هاتفه فـ ابتعد ليجيب ثم عاد لها قائلاً وهو يأخذها من يدها :
– تعالي نصلى سوا قبل ما نزل عشان اطمن ان يومي هيكون حلو ”
تؤضا وادوا فرضهم وتلا ياسين بعضاً من آيات القرآن الكريم وحينما فرغ بدل ملابسه ليغادر ، قبل جبينها بحب وهمس :
” همشي مش عاوزه حاجه ”
# ايوه عايزك تجيلي بالسلامه.
قبل وجنتها سريعاً وهو يقول :
” هتوحشيني ”
أبتسمت له تلك البسمة المطمئنه لفؤاده ثم غادر سريعاً ، فتمتمت هي ببهجه :
” هو دا الحب بجد ، لو مكنش بيحبني مكنش هيشاركني صلاته ولا نصلوا سوا ولا يعاملني كدا، الحمدلله يارب الحمدلله على النعمه والرزق الكبير دا ”
لم يمض طويلاً عن غيابه حتى رن هاتفها فأجابت ليأتيها صوته هامساً ببسمه :
” طب تصدقي لو قولتلك وحشتيني ”
ضحكت بخفوت ثم قالت هاربه :
” أنت طلعت من غير ما تفطر ؟”
همس بمرح :
” اهررربي اهررربي ، اه عادي مش متعود أفطر ”
بجديه تحدثت :
” لا عشان خاطري أفطر ”
تبسم قائلاً بمحبه تغمدة :
” حاضر يا بنتي ”
طرقات خافته على الباب جعلتها تغلق سريعاً معه ودلفت سمر قائله بمرح :
” يا عيني يا عيني على العشق يا ولاد اوعدني يارررب.، الاستاذ اللي اسمه ياسين قبل ما يمشى وصاني اجبلك الفطار وأفطرك كمان ”
” لو مكنش زي ياسين الشرقاوي وحنان ياسين الشرقاوي وعشقه واهتمامه متتجوزيش،😹 ، يلا اضمن محدش هيتجوز ، جوزوني ياسين يا جماعه اهووو دا الحب والوفاء دا اللي يخاف عليكِ حتى من نفسه ويكون ابوكِ واخوكِ وسندك وأمانك ونفسك يفهمك من غير كلام دا الحب الحب الحلال وكفى ”
دورك من الماء البارد قذف بوجهها بعنف ، فأنتفضت بفرغ متسعت العينين وهي تلهث من فرط الألم والضرب المبرح ، فجحظت عينيها بنظره غاضبه لذاك جاك الواقف بثبات أمامها ودنا منها متلامساً وجهها فنفضت رأسها يمنه ويسر باذراء تحدث جاك بنظره خبيثه :
” يا لكِ من فتاة شرسه.، وأنا أحب ذاك النوع عزيزتي.
ثم گ المتذكر قال :- بالمنسبه نسيت أخبرك عثمان الذى كان برفقتك انه بحوذتنا الآن.
حركت جسدها تود البطش به لولا قيد يدها بذاك المقعد وجسدها ، صدرت ضحكه من جاك بصخب وهو يتحرك ناحية غادة ببسمه ماكره وجذبها من حجابها فندت منها تأوه وبكاء حاد ، أقترب من وعد قائلاً بإستمتاع لمرآها عاجزه وقد أدرك تماماً أن تلك الفتاه تعني لها الكثير :-
الآن ارى بعينيكِ كيف أختك ستكن بحضن إحداهما وأنتِ عاجزه ها هنا لن تستيطعي فعل شيء.
حدجته بنظرات قاتله تود الفتك به ، ضحك جاك وهو يجذب غادة التى تشبثت بـ وعد باكية بقوة ، فجذبها هو بعنف وحده وخرج بها لتغيب عن أنظارهما.
أغلق الباب فور خروجه ففحصت الغرفه بثبات فوجدتها خالية إلا منها ، ظلت تحرك بكفيها حتى أنفك القيد بسهوله ففركت ذراعيها وحلت رباط قدميها ثم نهضت بترقب وحاولت فتح الباب إلا أن وجدته مغلقًا ، فلم تيأس ، وحاولت مرة آخرى ثم أخرجت شيئاً من جيبها وفتحت به مقبض الباب ليطالعها شبان ذو بنيه قويه فلم يمض ثوان وكانت قد قضت عليهم ثم تحركت حيث الغرفه التى كانت بها قبلاً بهدوء فتحت الباب لتأخذ الفتيات وتحركت أمامهم وعلى حين بغته ظهر عدد فائق أمامها من الرجال وجاك وغادة يمسك بها احدً منهم.
بسطت وعد ذراعيه أمام الفتيات شاخصة العينين بترقب حتى تخطو خطواتها دون خسائر ، بلحظه كانوا عدة شباب يهجمون عليها ، فقابلتهم هي بشموخ ، كاد أحد بإمسك حديده ويباغته من الخلف لكنها على حين غرة انحنت للأمام ثم جذبته لتوى قدمه فيقع أرضاً ، وسلت منه السلاح ، بأعين ثاقبه كانت تطلق على الجميع بكل قوة وهي تشير للفتيات للخروج ، تسمرت مكانها على بكاء غادة الذى شطر فؤادها وآتاها صوت جاك قائلاً وهو يصك على أسنانه :- لم أتخيلك بتلك الشجاعه والجراءة أيتها الفتاة خسرتيني كثيراً “ثم وهو يقلب بصره برجاله الملاقاه أرضاً” لم اتوقع قط أنك قد تغلبيهن والان أتركي ما بيدك وإلا.
صوب السلاح تجاة غادة ، فألتفتت وعد بزهول وهي تلاقى السلاح من يدها ، فصاخ جاك بتشفى :- امسكوا بها جيداً لا تجعلوها تفلت من ايديكم.
أمسكوها عنوه وقيدو ذراعيها خلف ظهرها ، دفع جاك غادة بعيداً وأمسك سكين تناوله من احد رجاله وهو يقترب وقال بمقت :- غلطي الأولى إنى قد تركتك على قيد الحياة ، لن أغلط هذه المرة ، وسأخلص عليكِ بنفسى أيتها الشجاعه.
حاولت أن تفلت منهم فـ بات محاولاتهم بالفشل وقف أمامها ودفع يده للخلف ثم لمعدتها ، لولا يداً من فولاذ قبضة على معصمه ، رفع جاك عينيه وهم يتمتم لتقابله نظرات رحيم التى أوشكت بحرقه بمكانه ، فتحت وعد عينيها لتتقابل بأعين رحيم للحظاتً ثم هجم عثمان بعدد من قوات الشرطه الأجنبية……..
رايكم وتوقعاتكم للقادم…
وما الذى يخبئه ياسين ؟
من السبب بالنزاع بين عثمان و وعد ؟ هل ينجح بتفريقهم ؟
إلهي ! لولا أنّك بالفضلِ تجود ، ما كانَ عبدُكَ إلى الذنبِ يعُود .
ولولا محبّتُك للغفران ، ما أمهلتَ مَن يُبارزُكَ بالعصيان ، وأسبلت سترك على من تسربَلَ بالنسيان ، وقابلتَ إساءتَنا منكَ بالإحسان .
إلهي ! ما أمرتَنا بالاستغفارِ إلاّ وأنتَ تُريدُ المغفرة ، ولولا كرمُك ما ألهمتَنا المعذرة .
أنتَ المبتدئُ بالنوالِ قبلَ السؤالِ ، والمعطي مِن الإفضالِ فوقَ الآمال ، إنّا لا نرجُو إلاّ غفرانَك ، ولا نَطلبُ إلاّ إحسانَك .
إلهي ! أنتَ المحسنُ وأنا المُسيء ، ومِن شأنِ المحسن إتمامُ إحسانِه ، ومِن شأنِ المسيءِ الاعترافُ بعدوانِه .
يا مَن أمهلَ وما أهمَل ، وسَترَ حتّى كأنّه غفَر ، أنتَ الغنيُّ وأنا الفقير ، وأنتَ العزيزُ وأنا الذليل .
إلهي ! مَن سواكَ أطمعَنا في عفوِك وجودِك وكرمِك ؟ وألهمَنا شُكرَ نعمائِك ، وأتى بنا إلى بابِك ، ورغّبَنا فيما أعددّتَه لأحبابِك ؟ هل ذلكَ كلُّه إلاّ منكَ ، دللتَنا عليكَ ، وجئتَ بنا إليك .
واخيبةَ مَن طردتَه عن بابِك .! واحسرةَ مَن أبعدتَه عن طريقِ أحبابِك .!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)