رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثاني والستون 62 بقلم ندى ممدوح
رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثاني والستون
رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثاني والستون
رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثانية والستون
البارت 26
# دموع العاشقين.
بسم الله ، الحمد لله ، الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ.
تجمدت وعد عينيها بصدمة ، عن كثب وقفت الحاجه صفيه بوجهاً تغرقه الدموع وتحدثت بنبره نمت عن وجعاً دفين :
– بنتي يا وعد غادة هتروح مني.
جحظت أعين وعد بصدمه وعدم أستيعاب ثم تمتمت بنبره تائهه :
– غادة ، مالها هي هي فين هتروح منك ازاي؟
أطرفت الحجه صفية بأعياء و وهن ، تلك المرأه التى لطالما رآتها صلبة لا يقهرها شئ تقف سداً منيعاً أمام وجه أحد فمذ وفاة زوجها فقدت قواها وشجاعتها… ترنحت بدوار شديد يعصف رأسها ، فتمسكت بها وعد بقوة وساندتها على الجلوس.
جاءت هاله ركضاً بكوباً من الماء ، ودفعته لوعد التى تناولته منها بلهفه وقلباً يقرع بالقلق وعاونت الحجه صفية على الأرتشاف منه.
اسئلة حائرة تقافزت بذهنها ، بادرت “لمار” متسائلة بقلق وهي تربت على ذراع الحجه “صفية” بإطمئنان :-
متقلقيش ان شاء الله هترجع بس فهميني أيه اللي حصل بالتحديد.
شحذة الحجه “صفية” لمار ببصيص أمل وروت على مسامعهم ما حدث وكيف خرجت دون أن تعود مجدّاً.
أنهت جملتها مجهشه بالبكاء بأنين أدمى الفؤاد.
ترامي على مسامع “وعد” ما حدث فأخترقت الكلمات فؤادها گ أسهم تتقاذف بلى هوادة وأستحوذ الخوف والقلق فؤادها ثم تنبهت لذاتها لتتساءل بحيرة :
– رحيم فين ؟
غمغمت الحجه “صفية” بشهقه :
– معرفش يا بتي طلع يدور عليها ما عدش تاني ولا سمعتله خبر ولادي الاتنين راحوا مني يا وعد.
نهضت بتثقال ممسكه بكفيها بتوسل ورجاء :
– عاملتك وحش بآخر فترة بس صدجيني كان من زعلى منيكِ عشان خبيتي عني ساعديني ارجع بتي مفيش غيرك هينجذها أنا شاكه في فرج والد عمها !
نظرت لـ وعد لوالدتها بنظرات ذات مغزى ثم ربتت على كف الحجه صفيه وهي تقبل جبهتها وبصدق همست :
– أياكِ تفكري إني ممكن أتاخر عن غادة دي أختي اللي مش من أمي أنا مستعدة اضحى بروحي بس هي ترجع بخير واوعدك أنها هترجع بخير دي أختي.
أطمئنت الحجه صفية وطلبت لمار من وعد أن تأخذها لتستريح.
ثم أجمعت الشباب حولها وهي تقص عليهم خطة ما..
وأعطت كل واحداً منهم مهمه.
🍁”رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ”🍁
أصطحب ياسين سجى لاحدى المولات وجلب كل ما تحتاجه للبس الشرعي وبرفقتهم ورد وديجا.
أنتظر ياسين بالخارج ، أمام أحدى المحلات جانباً ، متحدثاً بالهاتف مع أنس وتحدث بلهفه مهللاً :
– بجد والله يا أنس أخيراً هبقي عمه الف مليون مبروك يا حبيبي.
بنبره فرحه أجاب أنس :
– ويبارك فيك يا غالي وعقبال ما تبقى أب.
ساد الصمت من جهة ياسين بدا گ المتفكر فتساءل أنس حينما طال صمته :
– أيه يا بني مالك روحت فين؟
هز ياسين رأسه منفضاً أفكاراً مؤلمة تسللت ذهنه خوفاً وتمتم :
– معاك طبعاً ، أنا هكلم لمار تعفيك من المهمه دي قلبي مش مطمن!
قطب انس حاجبيه بدهشه وقال بتعجب :-
تعفيني ليه مش فاهم ؟
مرر ياسين يده على وجهها بحيرة وهمس :-
المهمه مش سهله يا أنس أنت عارف وأنت هتبقى أب ابنك محتجلك.
تبسم أنس قائلاً بكل هدوء :
– قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، ليه قلقك دا ملهوش داعي ، ولنفرض حصلي حاجه ما أنا هسيب معاه عم عم ايه أنت هتكون ابوه التاني يا حبيبي سيبها على الله كله خير.
تنهد ياسين بعمق ، ثم أيد حديثه بتأكيد واستمع لصوت سجى هامساً من خلفه :-
يا سين أنت فين ؟
أغلق سريعاً مع أنس ، وتحرك ناحيتها مسرعاً بلهفه وصاح بها :
– نعم يا بنتي أنا هنا ، في حاجه ولا ايه؟
تمسكت بيديه بلهفه وبأعين دامعه تحدثت :-
كنت فين.
ضمته بلهفه وهي تخفى وجهها بصدره مجهشه بالبكاء ، أستحوذ القلق ثنايا فؤادة وتمتم بهمس وهو يربت على ظهرها وعيناه تجوب المارة الناظرون إليهم :-
مالك بس يا سجى بتبكِ ليه ؟ قوليلي أنا جنبك أهوو.
لم تجيبه فشدد من ضمها إليه غير عابئ بهمهمات المرء حوله .
خرجت ورد بعصبيه وهي تتمتم بغيظ ، أشار لها ياسين بعينه على سجى فنظرت له بأسف ولم تجيب.
أبتعدت سجى عنه ببطئ وهمهمت :-
يلا نمشي.
أزاح دمعاتها برقه وهمس :-
احكيلي بس الاول بتبكِ ليه ؟
أبتسمت وهي تغض الطرف وتلعثمت مجيبه:-
مفيش حاجه…
هزت ديجا رأسها بصدق وتحدثت بسخط وبراءة لياسين :
– لا في البت اللي جوه بتقول هو المز دا يتجوز وحده عامية ازاي طيب أتجوزها ليه دي وهتنفعه بـ ايه ولا هتشوف تعمل ايه.
برزت عروقه من شدة عصبيته وجحظت عينيه بعنف وتوقدة عينيه بالنيران وتحدث وهو يخطو لداخل المحل :-
وربنا لن…..
قاطعته سجى التى تمسكت بقبضة يده هامسه برجاء :-
خلاص يا ياسين عشان خاطري.
تحدثت ورد حتى لا يتسبب بمشاكل :-
خلاص ياياسين حصل خير أنا هزأتها.
فكر سريعاً بصمت ثم بدون كلمه سحبها من معصمها برفق فغمغمت سجي بتعجب :- ياسين احنا رايحين فين ؟
ضيقت ورد عينيها بعدم فهم ثم أخذت بيد ديجا ولحقت بهما.
ظل ممسكاً بكفها وعينيه تبحث عن شي ما ثم جذب درس فضفاض وقاسه عليها وتحدث بنبره رقيقه :
– الله عجبني دا عليكِ جداً هيكون فيكِ قمر أنتِ اللي هتحليه.
ثم أشار لـ ديجا بعينه عن الفتاة التي ضايقت أبنته حبيبة قلبه فغمزة له ديجا على أحداهما ، فألتفت لها ياسين بحدة وتحدث بنبره قوية :-
جيبلي أفضل فساتين عندك لمراتي.
تمتمت الفتاة بضيق وشرعت بتنفيذ طلبه وهو يفعل لها بنفسه كل شئ حتى الحذاء أنكفأ ليضعه بقدمها مما جعل جل من بالمكان ينظروا له بزهول تام بعضهم بالدهش والبعض بالغيرة والحسد ذاك الشاب عريض المنكبين ذو بشرة جذابه مائله للسواد عيون حاده گ الصقر له هيبة و وقار وأطلاله مميزة شخصية قوية حادة متهجم الملامح ذي ذقنً نامية ، علا الحياء وجهها فهمست بتوسل :
– ياسين بتعمل ايه بس عشان خاطري كفايه.
لم يجيبها وأنما ألتفت مخاطباً ورد بود :-
ورد ممكن تسعديها في لبس الفستان دا.
أؤمأت ورد برأسها بكل رحابة صدر ، ثم ضيقت سجى عينيها بضيق :- أنا عايزة أمشي.
بدون حرف أمسك كفها بحنو لتنعدل واقفه وأخذتها ورد فنظر ياسين حوله مرة آخرى وأنتقا بعد الفساتين بمعاونة ديجا ، تقدمت ذات الفتاة تود التقرب منه وتعمدت التدلل وهي تريه بعض الفساتين فنظر لها ياسين بجمود وقال بنبرة حادة :-
العاميه اللي مش عجباكِ دي أحسن بنت في الدنيا هعديها المره دي وعشانها بس واحمدي ربنا أنها أخمدت غضبي عنك مش مرات ياسين الشرقاوي اللي حد يضايقها حتى لو بالغلط.
كانت نظره واحده كفيله بإن تسري الخوف بإوصالها فإبتلعت ريقها وأبتعدت عنه دون كلمة.
لم يشعر إلا وقد تراءت له ، فـ هام بها يتأملها وأقبل مقبلاً جبينها أمام الجميع لتتورد وجنتيها حياءً ، كأنه أراد أن يثبت للجميع أنه يحيّ لأجلها ، وأن ليس له غيرها كأنها أميرة وهو أحدى رعياها.
جهز ياسين هدية بسيطه لـ أنس وبالرغم من ذلك لم ينسى أحد قط وجلب للكل هدايه حتى ديجا ، كرر الذهاب لـ أنس ليبارك له فـ رفضت ورد الذهاب من أجل عملها ، فوصلهما ياسين هي وديجا وذهب برفقة سجى بعد أن أقنعها ؛ ركن ياسين جانباً وألتفت لها بغيرة وتحدث بنبره جعلها هادئه لطيفه :-
أيه رأيك تلبسي حجابك دلوقتي ؟
أستحت أخباره أنها لا تدر كيف ترتديه فغضت بصرها قليلاً ثم تمتمت :-
خليها لما نرجع أفضل.
هز رأسه بعنف و أخرج حجاباً بلون الدريس وأدار رأسها إليه ثم وضعه كما أستطاع فتأملها باسماً :-
الله بسم الله ماشاء الله مكنتش أعرف أن جمالك هيذيد جمال بيه.
تلامست حجابها المغطى خصلاتها بأكمله حتى صدرها ، هشت وبشت وهي تقول ببشاشه :-
بجد جميل فيا .
أخذت نفسً عميق وهي تتحدث بإريحية مستكينه :-
تصدق يا ياسين حاسه براحة غرريبه أول مرة أستشعرها.
وأمان غريب وسكينه ورضى حاسه أن قلبي متغير خالص ورجع لحياته اللي مفتقدها ، وكأنه كان غايب وعاد وأتمحت كل همومه وأحزانه وكسرته ، حاسه مطمئن ، حاسه بطعم وحلاوة الإيمان شكراً يا ياسين لأنك عيشتني الشعور دا بشكرك من كل قلبي .
ضاقت ملامحه لشكرها له فأدار وجهه بجمود وأندفع مسرعاً.
همست بتردد وحيرة :- أنت زعلت مني ؟
# ممكن متشكرنيش تاني على أي حاجه بعملها ممكن تمحى كلمة شكر دي للغرب أنما أنا لا لو عدتيها هزعل.
أدمعت بنظره محبة وقالت بهدوءها الخاطف لقلبه :-
حاضر مش هقولك شكراً تاني.
وصلا لمنزل أنس فترجل ياسين وتوجهه بخطى سريعه ليعاونها وارتقيا الدرج ثم لشقة أنس ففتح أنس وأتسعت عينيه فرحاً وهو يعانقه بمحبة ورحب به بشدة ومضيا للداخل بالصالون وجلسا بمقاعد متقابله ، ولم يترك كفها بتاتاً فـ أجلسها بجانبه ، فما زال هناك شيءٍ بقلبة وجلاً من بعدها مره آخرى ويعود لحياته الناقصه سحقاً أحياته فقط كانت ناقصة إذاً ماذا عنه ؟ فهو لم يكن هو.
خرجت زينب مرحبه بهم ومدت يدها لـ سجى التى لم تلاحظها ؛ ولم تكد تفقه بعد أنها لا ترى فضيقت حاجبيها هامسه بزهول :
– أنتِ مبتشوفيش اي ده ياسين أتجوزتها ازاي طب دي عاميه مبتشفش ازاي بس يعني اتجوزتها مش فاهمه لا هتعرف تطبخ ولا تغسل ولا تساعدك في اي حاجه بالعكس دي هتكون حمل عليييك…..
قطع جملتها حينما صرخ أنس بحده :-
ززززززينب.
نظرت له برعب فبأعين متسعه تطلق شرار جذبها من يدها مبتعداً بها .
وقعت الكلمات على نفس سجى وقوع الصاعقه وأغروقت عيناها بالدموع ، بريئه رقيقه گالفراشة هي ، هشه للغاية ، تألم قلبه وهو يرى فراشته دامعة العين مطأطأت الرأس فعاتب نفسه لجلبها معه هي آبت لكنه أصر.
خرج أنس متأسفاً وخلفه زينب قد أعتذرت حينما عنفها بعتاب غاضب ، فما لبث أن أستأذن ياسين وأخذها ورحل ومر. الطريق بصمت ، حتى دلفوا لغرفتهن ، فجلست على طرف الفراش بصمت ودموعها تهوى هوياً بحرقة أدمت قلبه ثم فكر بشيءٍ سريعاً وصاح مهللاً :-
تيجي أعلمك الوضوء والصلاة عشان نبدأ نصلي سوا ؟
واحفظك قرآن.
توقف دمعها وهي ترفع بصرها مهلله فتبسم لمرآه بسمتها التى تضيئ قلبه وشرع يعلمها الوضوء والصلاة بكل محبة وتأنى.
🍂”رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”🍂
أرتقت “وعد” الدرج ثم توجهت للغرفة القابعه بها الحجه صفية فتحت الباب بهدوء حتى لا تزعجها إذا كانت غافيه فوجدتها جالسة بهماً ودموعاً لا تتوقف فدنت وعد عن كثب وجلست قبالتها قائلة :-
بلاش عياط يا ست الكل بما إني وعدتك أنها هترجع أتأكدي هترجع ومتخافيش طالما أنا موجوده.
أزاحت لها دموعها برفق وهي تقول بجدية:-
فين الحجه صفيه اللي الكل بيعملها الف حساب لو عمي كان هنا وشافك بالحالة الضعيفه دي كان زعل اوي يرضيكِ يزعل كوني قوية زي ما أنتِ.
قالت الحجه صفية بآسف :-
معدش في قوة خلاص أتحمل اللي كان بيجويني راح.
ربتت وعد على منكبها برفق :-
هو لسه في قلبك مماتش زكرياته هتقويكِ أنتِ قد أي عاصفه هتهب مهما كانت.
ظلت وعد تثبتها وتقوي عزيمتها وتشحذ همتها .
تساءلت وعد بنبره مرحه غير معتادة منها :-
إلا صح مقولتليش قدرتي توصليلي ازاي ، أنتِ مخاويه جن ولا ايه ؟
ضحكت “صفية” بخفوت وهي تجيب :-
لا مش مخاوية لا جن ولا عفريت.
وأستطردت بجدية :- رقية قالتلي عنوانك.
أؤمأت وعد بتفهم ثم كررت الحجه صفية العودة ، فرفض الجميع عودتها بتلك السرعة فـ ألحت الحجه صفية بضرورة عودتها فوافقوا بإمتعاض على وعد أن تأتي لزيارتهم.
🍃”رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”🍃
دلف عثمان للمنزل فتخشب محله وهو يرآها تتسامر مع ياسين وحذيفة تملكته الغيرة فخطى تجاههم سريعاً ورمقها بنظره غاضبه كانت كفيله لترجف فؤادها وتلوذ بالصمت.
تحدث ياسين بنبرة ماكرة :-
مالك يا عثمان عينك بطق شرار ليه؟
# مفيييش.
قالها بإقتضاب وحده وعيناه تكاد تحرقها.
فتحدث أيهاب متسائلاً :-
يا ابني ارحم نفسك كنت خدت أجازه مش شغل شغل طول الوقت أهلك فين من كل دا هما ليهم حق عليك وخاصةً مراتك دي اللي مبتلحقش تشوفك.
رمقته مكه بنظره عاتبه متألمة ، فبادلها بنظره غاضبة وتحدثت ريم مخاطبه عثمان :-
يا ابني هي الدنيا فيها أيه ؟ مستني أيه ؟ بلاش تفضل تقول الأيام جاية وهعوضهم ممكن مفيش بكره.
تنهد عثمان بعمق وهو يدلك رقبته وقال :-
دا شغل يا عالم اعمل ايه يعني ، ياسين دا واحد فاشل اعمله أيه ؟
رفع ياسين حاجبه له وحدجه بغضب فقال عثمان مغيراً كلامه :- أقصد ياسين دا واد ميه ميه ومحدش زيه.
تبسم له ياسين كأنه يقول له “ايوة كدا أتعدل” ، وبجدية قال :-
عثمان أنا اول ما بيطلبوني مبتأخرش وكل يوم بروح ورجع مش اربعه وعشرين ساعه هناك ويوم ما بيكون في مهمه في دي بغيب فيها بشهور غصب عني بس مش زيك كدا.
زفر عثمان بملل ونفاذ صبر فهز ياسين رأسه بـ آسف، ثم أستاءذن عثمان صاعداً شقته ولحقت به مكه فما كادت بغلق الباب حد جذبها من ذراعها بحده وتمتم بنبره مخيفه :-
ايه اللي شفته تحت دا ؟
نظرت له دون فهم وهي تردد بزهول وتحاول نزع ذراعها :-
ايه اللي شفته مش فاهمه ؟ في ايه ؟
ضغط على كفها بقوة وهو يغمغم :-
أيدك متلمسشى راجل غيري فاهمه لا ياسين ولا حذيفة ولا حتى أبوكِ متسلميش على حد.
شهقت بصدمة وهي تردد :-
أسلمش على حد ؟ طب الغربه ماشي هقول إني مش بسلم ولأني فعلآ مش بسلم بس كدا كتير وربنا دي أقولها ازاي لأخواتي وأبويا ؟
لكم الحائط بقبضته وهو يصرخ بغضب يفور أكثر :-
مليش فيه محدش يلمس أيدك فااااااهمه؟
هزت رأسها سريعاً بوجل ، فزفر بضيق وهو يمرّ يده على شعره وتحدث بهدوء حينما رآى دموعها العالقه بمقلتيها :-
معلش أتنرفزت عليكِ بس أنا بغير محدش غيري يلمس أيدك ولا يكلمك.
هربت بعينيها وهي تفلت نقابها متوجهه لاحدى الغرف بصمت ثم جلست على الفراش بكل هدوء.
دلف عثمان للداخل بصمت ، وقف أمامها قائلاً وهو يخلع جاكته :-
خلاص بقا يا مكه متزعليش.
أبتلعت غصه بحلقها قائله بمرارة :-
تقدر تقولي أتجوزتني ليه ؟
ضيق حاجبيه بعدم فهم وهو يضع يده بجيب بنطاله :-
مش فاهم ايه السؤال الغريب ده ؟
رمقته بوجع وهي تهمس :-
تقدر تقولي أنا بشوفك أمتى ؟ دا إذا شفتك يعني أنا فين من حياتك وشغلك.
مرّ يده على وجهه بعصبيه وهم بتحريك شفتيه ليرن هاتفه ويجيب ، فما أن أنهى الأتصال حتى قبلها من جبهتها سريعاً وهو يقول :-
معلش لازم أمشي دلوقتي وعد هحاول أجيلك بدري ؟
بوجوم أؤمأت برأسها فرحل هو على عجاله.
ظلت تفكر كيف تستدرجه حتى يوفر لها وقتاً خاصً بيها وأنشغل ذهنها لمدة طويلة حتى تقافزت لخاطرها فكرها فهللت بفرحه وهي تلتقط هاتفها وأجرت أتصال عليه فأجاب بعجاله :-
ايه يا مكه في ايه أنا يلا سايبك ؟
زمت شفتيها بإقتضاب من نبرته ثم قالت باسمه :-
أكيد هتيجي بدري صح ؟
رد بلطف قائلاً :- ايوة يا بنتي خلاص هاجي بدري.
أغلقت معه سريعاً ثم نهضت متوجهه للمطبخ وارتدت المريول وشرعت بأعداد اكلاته المفضله.
🌹”رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”🌹
_أنسدل الليل سريعاً وغطى سكونه المكانه بنسماته الباردة التى تنعش الافئدة بدفء معين لقلوب العاشقين.
زينت “مكه” طاولة بشموعً ملونه و ورصت الطعام بشكل رائع وزينت غرفة النوم بالورود وقد بدلت لملابسها لفستان باللون الأحمر مع مكياج بسيط برز جمال ملامحها أكثر وحذاء أبيض اللون ذو كعبً عال وأسدلت خصلات شعرها بحرية لتتمايل على كتفها.
وجلست على طرف الفراش تهز قدميها بتوتر.
وعيناها تجوب الغرفه لئلا يكون قد نقص شئ.
حينما طال ولم يأتي أمسكت الهاتف متصله به ، جاءها صوته قائلاً :- ايوه يا مكه ؟
توردت وجنتيها بحياء كأنه يرآها ثم همست بتلعثم وهي تغلق جفنيها بإرتباك وتحاول تهدأت قلبها المضطرب :-
ااا أنت قـ قربت تيجي ؟
رد ببسمه :- اه خلاص قربت اهوو
وبعجاله تحدث :- سلام دلوقتى.
أغلقت معه ببسمة رائعة على ثغرها تنتظره بلهفه وشوق.
🥀”رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ”🥀
جلست أمام البحر تتأمله وهي تشاهد غروب الشمس الساحر بلمعه مبهجه بين يديها احدى الروايات المطويه تطرف بعينيها إذ طل وجهه فجأة محاصرها ، وعلى بغته استشعرت بشيء بجوار أذنيها فنظرت برعب منتفضه فلم تجد أحد فأدارت وجهها أمامها مرة آخرى ثم دوى صوت “حذيفه” الصارخ بإذنها جعلها تصرخ بوجل فضحك بملأ صوته وهو يقول :
“أتخضيتي ليه كدا؟!”
استشاطت غيظاً فـ القت الكتاب من يدها وهبت واقفه وهي تضربه بقبضتها بعشوائيه صائحه :
” أنت غبي يا حذيفه ازاي تخضني بالطريقه دي قلبي كان هيقف”
تراجع للخلف وهو يهمس بنبرة عاشقة :
“سلامة قلبك يا قلبي”
” والله يا حذيفه ما هسيبك”
أنهت جملتها وركضت خلفه فركض أمامها وهو يلتفت من الحين للآخر فجأة تناهى له تأوهها فـ أستدار بلهفه وهو يرآها تجلس ممسكه قدمها بألم ، فهرع لها بقلق وهو يتسائل :
” أسماء مالك ؟ أنا أسف وريني رجلك”.
هم بأمسك قدمها ، فتلقى وابل من اللكمات من كفيها الناعمان ، فسقط أرضاً من فرط الضحك ، فشاركته الضحك لمرآه ضحكته التى أسرتها بسياج الدفء.
هدأ من نوبة الضحك التى أنتابته فأنعدل بجلسته غامزاً لها :
” سبتني وطلعتي لوحدك ليه؟ ”
زمت أسماء شفتيها وهي تقول بتذمر طفولي نوعاً ما:
” ما أنت من اول ما وصلنا نايم وأنا زهقت فـ طلعت ”
طوق كتفها وهو يجذبها نحوه وهمس بحنان :
” ومصحتنيش ليه؟ عشان نخرج سوا ”
بتسرع ردت بتلقائية :
” مهنش عليا أصحيك ”
شاكسها من وجنتها قائلاً :
” حبيبي يا نااس ”
ثم نهضا سائرين لمكان جلوسها الاول ، وألتقت الكتاب قبلها وهو يجلس وتسائل :
” بتقرري رواية ؟ تعالي نقراها سوا ”
ظل مطوقها بذراعه بتملك وناولها الكتاب قائلاً :
” خدي ياستي كتابك وأقري وسمعيني ”
أخذته أسماء بخجل وهي تقص عليه ما قرأته ثم شرعت تقرأ له مذ توقفت وتمدد هو واضعاً رأسه على قدميها ، فتسللت أناملها بين خصلاته وشردت عينيها تتأمله وأغلق هو جفنيه متمتعاً بصوتها حتى سقط الكتاب على وجهها ففتح عينه بفزع وهو يلتقطه قائلاً :
” يا بنتي سرحانه في أيه؟ ”
هزت رأسها بإرتباك وهي تتحاشى النظر له ، وأبدلت الحديث قائلة ببسمة :
” أنا جعانه يلا نروح نأكل ”
أكتفى ببسمة بسيطه وهو يهب واقفاً.
🌷”رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”🌷
ساعه تليها أخرى ، وطال أنتظارها ، ولم يأتي بعد ، فتارة كانت تضع حجابها ناظره من خلف النافذة لعلها تراه ، وتارة تجري الأتصال عليه ليأتيها مغلق ، نظرت بحزنً جم على الطاولة التى زينتها وبكت بحرقه وهي تهب لتلقى جل ما عليها ثم جثت أرضاً باكية حتى غفت.
فتح “عثمان” الباب ، باحثاً بعينه عنها ، ثم دلف غالقاً الباب خلفه ببطئ حتى لا يوقظها ، وسار بخطى وئيدة بحذر حتى وقف على اسكفت الغرفه فاغر فاهه بصدمه ، تردّ بصرة بالأشياء المتناثرة حوله بزهول ، وأطرق جفنيه بألم ألهذا السبب كانت تلح على رجوعه ولكنه خذلها ، حطم سعادتها ، وكسر بنفسها ، وقع بصره عليها فخطى بعجاله وأنكفأ حامله بين ذراعية ببسمة تزين ثغره وهو يتأملها عن قرب ، برفق وحنان وضعها على الفراش وسحب الغطاء مدثرها كما دثرها بين ثنايا الفؤاد .
ومرر يده على خصلاتها هامساً بآسف :
” أنا أسف يا حبيبتي على كل دمعة نزلت بسببي”
أنهى جملته وأنامله تتلامس وجنتيها على أثر دموعها ثم مال مقبل عينيها گ المعتذر .
وتنهد بضيق من نفسه ونزع ساعته واضعها على منضدة بجانب الفراش ونظر لها نظره أخيرة ونهض.
🌺”رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ”🌺
على أحدى الطاولات جلست أسماء أمامها حذيفة يتناولون عشاءهم ، وأذ بفتاة تأتي مقبله وهي تصيح :
” حذيفة أنت هنا بتعمل ايه ؟ ايه الصدفه الحلوة دي”
حملق بها بصدمة وهب واقفاً وهو ينظر بقلق لـ أسماء ، همت الفتاة أن تعانقه فأستدرك نفسه وهو يرجع للخلف قائلاً :
” اه اهلاً يا اميرة عاملة ايه؟ ”
أشار بكفه على أسماء :
” أسماء مراتي ”
نظرت الفتاة بصدمة وهتفت بإمتعاض :
” أنت اتجوزت ؟ امتى دا؟ ”
لم يعيرها أنتباهه وخطى بجانب أسماء طوقاً كتفها وقال :
” دي أميرة صديقه قدديمة”
تصافحا باقتضاب وغيرة ثم همست أميرة لـ حذيفة بصوتاً منخفض :
” هنتقابل أكيد مش كدا؟ ”
فرمقها بنظره غاضبة ونظر لأسماءبتمعن وتحدث بإبتسامة :
” مفيش في حياتي غير أسماء ومش شايف غيرها أتفضلي بقا”
ذهبت الفتاة وهي تتمتم ، ثم جلست اسماء بعصبية ، فسحب حذيفه المقعد جالساً بجانبها وتحدث بصدق :
” والله العظيم قطعت كل علاقتي قبلك من يوم ما اتغيرت ومفيش غيرك في حياتي وقلبي وأني اشفها انهارده والله صدفه مكنتش أعرف والله ما بكلم ولا بنت صدقيني”
وضعت سبابتها على فمه وهي تقول باسمة:
” يا بني اهدأ أنا عارفه والله بس غيرت شوية مش أكتر”
نكز كتفه بكتفها وهو يقول بمرح :
” بتغيري يعني طب استنى اجيبها تاني حسسيني بحبك ”
ثم نهض وهو يسحبها لتقول بتعجب :
” ايه مالك بتشدني ليه”
” تعالي نرقص ”
قالها وهو يجذبها خلفه ، ثم تحرك بخطوات بطيئه وهي بين يديه وتبسم وهو يلقى على مسامعها كلمات غزل مختطفه بين ذراعيه من العالم اجمع.
💐”رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ”💐
دلف ياسين لغرفته بعد يوم شاق بالعمل حتى أستطاعوا الوصول هو وعد على امكان اعداءهم ، خطى بوئيدة قرب الفراش واقفاً على رأس سجى الممدة بسباتً عميق ، شرد بوجهها بمحبة ثم مال مقبلاً جبينها بقبلة عميقه ليبث لها اشتياقه وجلس بجانبها وتحدث بقلبً متلهف وهو يضم كفها براحتيه :
” متتخيليش أنا بحبك قد أيه؟ من يوم ما دخلتي حياتي أدتيني سبب عشان أعيش ، أنا مكنتش مكتمل قبل ما تدخلي حياتي بس لما قبلتك أنا أكتملت وحياتي ؛ مرر يده على خصلاتها بحنان وأقترب بوجهه هامساً : بحسك حطه من قلبي ومن روحي وجسمي لو سبتك بضيع وببقى تايه وناقصني حاجات كتير مش بكون مكتمل بس بكمل بيكِ ، بحسك بنتي اللي لو بعدت عن عيني بقلق اوي وبخاف عليها من اي حاجه ممكن تأزيها وأنا مش جنبها ، بحسك وتيني اللي لو نقطع هموت ومهجتي اللي لو تسربت من اوردتي هموت بردوا يومي مش بيكمل غير لما أشوفك واطمن أنك بخير يا قرة عيني يا مسكني وأماني وراحتي وسكني وظلي وسماءي وكوكبي أنا من دونك أيه ؟ ولا أي حاجة مجرد جثه منتظره الموت .لما اروح المهمه الجديده مش عارف هقضي أيامي ازاي من غيرك ومن غير ما أطمن عنك أنت بقيتي أنا يا سجى ازاي أبقى في مكان من غير روحي وقلبي اللي بيدق ، ولو مرجعتش خلي بالك من نفسك واتذكري إني دايماً حواليكِ كظلك وسندك وأمانك من الدنيا كلها واوعي تنسيني ”
نظر الجهه الاخرى وأخذ نفسً عميقً من أعماقه ونهض من جوارها فهوت دموعها بحرقة فلم تكن نائمه ، وكيف يأتيها النوم وهو لم يأتي ، بعودته يعود الأمان والسلام والأطمئنان لقلبها ، خفق قلبها بوجل من فكرة فراقه ، سرعان ما حادثتها نفسها معنفه :
” لما ذاك الحزن يعتم قلبك ويسوده ؟ هو لا يقصدك بذاك الكلام ، هو يراكِ فتاة آخرى ، أنتِ أبعد ما يكون عن قلبه ، لا تغرقي به أكثر أقذفي حبه من فؤادك فسيتركك حتماً ، ولن يبقى لكِ سوا الأوجاع والخوف من الحياة ومن جل شئ تناسيه الآن قبل فوات الأوان تناسي ذاك الحب الذي قبع بفؤادك ، ثمة آخرى بفؤاده يعشقها حد الجنون أنتِ مجرد بديل يطيب قلبه ويداوية ”
ظلت تتقلب في مضجعها حزينه وحيدة، يتلوى قلبها ألمً لم تدر كم مر من الوقت ولكن لا بد أنه قد مر الكثير ، نهضت للمرحاض وسارت تتهادي تلتمس طريقها ببطئ ، وعلى حين بغته تعثرت بجسدً صلب لم يكن إلا لـ ياسين الذي لم يزوره النوم أيضًا ، فسقطت هاوية فوقه فمسك بها بتملك وهو يضع كفه على جبينها حتى لا تنصدم بشئ ، تاه بهِ وهو يتأملها بقلب يرقص ببهحه ، وأزاح خصلاتها خلف أذنها ، ويده الاخري تطوق خصرها بتملك ، وغاب تائهً في بحر عينيها ذي اللون العسلي ، وبصره يطوف بشوق على ملامحها فـ تنحنحت هي كي يتركها ، لكنه لم يكن على ارض الواقع ، فجذب رأسها يريحها على صدره وهو يهمس بخفوت :
” نامي جنبي أنهاردة ومتبعديش يمكن يكون آخر يوم ليا معاكِ”
طوق ظهرها بذراعيه يعتصرها بداخله ولو الامر بيده حقاً لأدخلها بين أضلعه حتى لا تفارقه أو تغيب ، فـ بسكينه اسندت رأسه على صدرة بكل أمان لأول مرة مذ خلقت ينتابها ، وأراحت كفها وهي تتشبث بتشيرته ، لم يمر طويلاً وذهابا في ثباتً عميق حتى صدح صوت غطيطهما ، بلا قلق أو خوف ، وهل ثمة خوف وهي بين يدي آمينه تخشى عليها من ذاتها فأطمئنت وستكانت وهو كذلك لأول مرة يغفو مرتاح القلب دون لوعه.
_ فقا بفزع على صوت قرعً على الباب ، اتسعت أعين ياسين وهو يتمتم :
” ماشي يا ديجااا يا انا يا أنتِ في البيت ”
ثم نظر بحنان لـ سجى التى تحاول بجهد الإبتعاد عنه ولكنه محكم قيده ، ثم همست بحياء :
” ياسين لو سمحت اوعى أيدك ”
تنهد براحه وأخذ نفساً عميق وهو يهمس بحنان :
” لا مش عايز ؟! تصدقي كانت أفضل ليله أأقضيها في حياتي ”
أحمرت وجنتيها وتبسمت مشرقة المحيا وغمغمت بخفوت :
” ديجا عايزززاك”
تمتم بغيظ ثم هب واقفاً بسخط وفتح لها قائلاً :
” عايزة ايه يا بت ”
عقدة ديجا ذراعيها ولوت فمها ساخرة :
” بتتت؟! أنا بت ”
نظرت له متصنعه الحزن فتبسم ضاحكاً لقولها ومال ليحملها ودلف للداخل وهو يقول :
” واحلى بنوته في الدنيا”
أنفجرت اسريرها وبسطت راحتها سائلة بتذمر :
” فين الشوكولا بتاعتي أنت نسيت تجبلي ؟! ”
قبلها من وجنتها وهو يقول :
” أنا أقدر برضوا، أنساكِ ؟، خدي يا ستي احلى شوكولاته لاحلى ديجا ”
انهى جملته وهو يضعها بيدها فـ برقت لمعة عينيها ببهجه ثم غمعم هو بمرح :
” أنتِ يا بت انا خلفتك ونسيتك ولا ايه ”
أشارة له ديجا ليتركها ، ثم توجهت لسجى وهي تهمس :
” يعني هننكر مش أنت بابا حبيبي”
قبلت سجى بحب ثم تساءلت بمكر طفولي :
” انت بتخلى سجى تنام على الارض أنا هقول للمار عشان تشدك من ودنك وتعلمك الأدب ”
حملق بها مزهولاً وهو يغمغم بصدمه :
” قليل الادب ؟ انا يا ديجا ؟! ”
اؤمات برأسها مؤكدة ، فقالت سجى مؤيده كلامها :
” ايوة يا ديجا شفتي سجى حبيبتك القاسى ده بينومها على الارض ازاي”
تصنعت البكاء فربتت ديجا على منكبها قائلة بخفه :
” خلاص يا سجى متبكيش انا هجبلك حقك منه متخافيش ، هموتهولك ”
نظر لهم ياسين نظره ساخرة :
” خلاص اتفقتوا عليا انتوا الاتنيين”
بأمر اشارة له ديجا:
” ايوووه وعشان نسامح روح هاتلنا شوكولاته كتيرر ومش هقول للمار ولو مجبتش هروح أقولها أنك بتعذب المسكينه دي”
انفجرت سجى ضاحكه بينما رفع ياسين حاجبه بزهول :
” دا امر دا؟ ”
أقترب بمكر مغيظاً ديجا واخرج شوكولاته وهو يقول بحنو :
“هو انا اقدر انسى بنتي الاولى خدي يا ستي شكولاتك ايه”
هشت وبشت وأشرقة عينيها وهي تقول :
” ليا انا شكراً جداً ”
تناولته منه بحياء وبهجه ، فتأملها هو بعشقً ، أخرجته من شروده ديجا وهي تقول :
” يلا بقا أنا ماشية لو عملك حاجه يا سجى قوليلي ”
قبض ياسين على ذراعها قائلا بمرح :
” انتِ بتهربي ؟ فين البوسه يا ديجا حق الشوكولاته”
ركلت الأرض بتذمر ، وخضعت لطلبه حينما مال بوجنته امام وجهها فطبعت قبله بسيطه ثم استدارت ناحية سجى مشيرة تجاهه :
” وسجى كمان لازم تدفع حقها مش انا بس ”
همس ياسين مؤكداً :
” المفروض ”
نهضت سجى مفزوعه وهمست بإستحياء وتلعثم :
” هو ايه لا طبعاً بتهزروا صح مستحيل ”
نفت ديجا بأمر :
” لا مليش دعوه أنا ”
ثم اقتربت منها هامسه :
” انا دفعت وأنتِ كمان تدفعي”
هزت سجى رأسها بثبات ، وعلى حين غرة لم تشعر إلا حينما طبع ياسين قبله خاطفه على وجنتها وذهب مسرعاً من امامها ، فضحكت ديجا وهي تصفق ، بينما تسمرت سجى بزهول وهي متسعت العينين فاغرة الفاه ، واضعه اناملها على وجنتها.
_ بعد وقتً كان ياسين جهز حقيبته سريعاً ، تغللت رائحة عطرة التى تثير الأمان بفؤادها فعلمت أنه سيذهب فتساءلت بترقب :
” أنت خارج ؟! ”
نظر لها ياسين بصمت ثم أغلق حقيبته و وضعها جانباً بجوار الباب واقترب جالساً بجانبها وزفر بضيق قائلاً :
” ايوة ؟! طالع مهمه من أهم المهمات اللي طلعتها ، عايزك تخلي بالك من نفسك ، أوعديني لأنك لو انتبهتي لنفسك كأنك بتنتبهي لنفسي أنا لحد مرجع خليكِ في البيت إذا رجعت طبعاً ”
شهقت باكية وبأعين أغروقت بالدموع غمغمت ببكاء :
” لاااااا انتِ هترجعلي صح ؟! مش هتسبني مش هتسيب بنتك تاني وحيدة وخايفه انا مش بطمن غير بوجودك هترجعلي صح ”
رفع يده مزيحاً دموعها الساقطه وبحنان همس :
” لو ربنا خد امانته مفيش أعتراض الحمد لله بس خلي بالك من نفسك عشاني و ورد هتفضل معاكِ ”
قبل جبينها ونهض بلمح البصر متهيأً للرحيل وهو يقول :
” سلام ”
هوت دموعها بحرقه ونهضت مناديه باسمه “ياسين” فتوقف على الباب مستديراً ناحيتها :
” نعم ”
لم يشعر إلا وهجومها عليه تعانقه بكل قوة ، كانت تعلم الخطوات للباب دون ان تخطأ ، فبلحظه ركضت تضمه بكل قوه باكية ، ليترك فوراً الحقيبه ورفع يده محاوطها بقوة ، مر وقت على حالهم لا يدرون كم ؟!
حتى ربت ياسين على ظهرها بألم وهو لا يود الإبتعاد لكن أنه امراً محتوم وهمس ببسمة خافته :
– متبكيش تاني دموعك غالية اوي عليا أياكِ ينزلوا.
ضم وجهها الغارق بالدموع وأزاحهم بحنو وتمعن النظر بملامحها يحفرهم بداخله وداخل روحه حتى يستحضرهم متى اراد بالغربه ومال مقبلاً جبينها وهمس بخفوت :
– خلي بالك مني ؟
اؤمأت برأسها هامسه :
” هترجعلي مش كدا ”
تبسم وهو يهمس :
” اكيد. ، ثم مستدركاً ، انا اتاخرت لازم أمشي ”
أؤمات برأسها وهي تغمغم :
” هنزل معاك ”
شبك انامله بأناملها بتملك حتى الأسفل كان بلال وانس بإنتظاره بالخارج فودع الجميع وحادث لمار قليلاً هي و وعد وعثمان ” فقد قرروا تشتيت خصمهم وهو أن يذهبا للتخيم والتدريب بينما يتجه عثمان و وعد ومراد للسفر لـ روسيا وأتمام المهمه ”
وأبتعد ناحية الباب بسجى التي ما زالت ممسكه بكفه ، فرفع يده معدلاً من حجابها وهو يقول :
” ادخلي وان شاء الله اول ما أوصل هرن عليكِ ”
اؤمأت برأسها ولم يهن عليه ترك كفها ، فشعر وهو يسحب يده ، كأن روحه تغادرة ثم غادرا مسرعاً مع الشباب
🌸”رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”🌸
مرت عدة أسابيع سافرت وعد وعثمان مقنعون أستطاعوا بكل مهارة تجميع ادلة ضدد هؤلاء الوحوش الذين هم ابعد ما يكون عن صفة البشر ، ما زالت معاناة عائشة كما هي ما بين أهانه وضرب والاسواء من جل ذلك أنه صرح لها بحبه لفتاة آخرى فلا تدرى أهي من الأموات ام الأحياء .
وإذ بيوم قلب الدنيا رأسً على عقب ولج عثمان گ الثور الهائج وهو يصيح :
– ازززاي كله يختفى يا وعد أنتِ مبتقدريش تعملي حاجه أبداً ؟ يعني ايه اختفى ؟!
هاجت منفعله وهي تقف امامه :
– عثمااااان متتكلمش معايا بالأسلوب دا ، الميكروفيلم كان في مكان محدش يعرفه غيري ازاي وصل لايدهم معرفش ؟!
ثم أستطردت قائلة بمكر وهي تحدجه بنظرات غاضبة :
– ولا متكنش الفلوس زغللت عنيك وانت عندهم وبعتنا وبقيت معاهم وانت اللي سرقته.
رفع يدها يود صفعها فأمسكت بيده قبل ان تتلامس وجنتها وهمست بفحيح :
” أياك تفكر تاني مرة ترفع ايدك عليا ؟!
أبعد يده وهو يصح بأعين تتأجج بالنار :
– أنا غلطان اني بعرض نفسي للموت وسطهم وأنتِ تيجي في الاخر وضيعي كل المجهود ده ؟
رفع اصبعه محذراً :
” هكشفك يا وعد وهعرف نواياكِ ”
تبسمت ساخرة :
” هنشوف مين فينا الخاين ”
غادر عثمان ثائراً ، بينما جلست وعد بأعين غاضبه وهي تهز قدميها بعنف لا تدر كيف تلك الادلة اختفت فجأة.
فقد كان عثمان مغيراً من نفسه ليتخفى بينهما ويوقع بهم بينما هي تساعده عن بعض إذ اضطر لتداخلها.
_ عند الشباب كان الوقت ليلاً وهم جالسون سوياً يتسامرون ابتعد ياسين متصلاً بـ سجى لعل صوتها يسكن ضجيج قلبه ، ويخمد نيران قلقه تبسم بصعوبه حينما اتاه صوتها الرقيق فتساءل بحب :
” عامله ايه طمنيني عنك ؟ ”
غمغمت بحياء وصوته الدفء يحفها :
” الحمد لله ، أنت عامل ايه ؟
تنهد بحب وهو يجلس على احد الصخور :
” بخير أدامك بخير ”
صمت قليلاً بتوتر وغمغم بصدق :
“وحشتيني”
لم يأتيه سوا صوت انفاسها المضطربه فتفهم خجلها ولاذ بالصمت حتى أتاه صوت منادياً فنهض على عجاله وهو يقول :
” هقفل ، خلي بالك من نفسك تمام ؟ وافتكريني دايما”
أغلق دون ان يأتيه صوت ، وهم بالسير فرن هاتفه معلناً عن رقم لمار فرد بعجاله ، فقالت لمار بحب وهي تجلس بمكتبها :
” ياسين يا حبيبي طمني عنك وعن الجميع كله تمام في اي مشاكل”
صوت أنفجارررر شطر قلبها نصفين هو ما أخترق اذنها فوقع الهاتف من يدها من هول الصوت المفاجئ ونهضت بفزع وضياع وصدرها يعلو ويهبط وانفاسها متسارعه وقلبها يخفق بجنون وصرخة بـ اسم ياسين بهلع.
وانكفات جاذبه الهاتف وهي تخرج من المكتب وصرخت بملأ صوتها بنبره مفعمه بالخوف بأعين زائغه :
” ياسين ردددد عليا ياسيننننننن”
أنقطع الأتصال في تلك اللحظه فـ كمن اصابه الجنون دارت حول ذاتها بضياع وهي تصيح بالجميع..
ما يؤلم فؤادي هو اني سأختصر الأحداث سريعاً رغماً عني ، وساحاول أن انهيها قبل رمضان ولكن ستكون الأحداث سريعه 😔.
عوض ربنا حلو أوي ، هيعوضك عن كل تعب تعبتيه وموصلتيش للي عايزاه وحاسه إن حلمك بيبعد عنك
” إن الله لايضيع أجر من أحسن عملاً ” 💙
هيعوضك عن كل مرة حسيتي فيها إنك وحيده ومحدش جنبك “ونحن أقرب إليك من حبل الوريد” 💙
هيعوضك عن الضيقة والحزن اللي سيطر عليكي
” إن بعد العسر يسر ” 💙
كل ماتحسي إن الدنيا ضاقت بيكي إعرفي إن في فرج جاي ، وربنا هيديكي شخص ، حلم ، هيحققلك هدف المهم هيعوضك عن كل الحزن اللي عشتيه 💙
هيعوضك بس إنتِ خليكي واثقة فيه ، إعملي واتعبي وكافحي ، وجاهدي وقولي استودعتك حلمي يالله فأعطني أفضله ، عمرك ما تيأسي ولا تحسي إنه هيبعدك عن حاجه بتحبيها ولا مش هيحققلك اللي عايزاه ، إدعي وربنا مُستجيب وهيستجيب لدعاكِ إن شاء الله 💙🌸
*الرساله دي ليكي:’)*🌸💙
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)