روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثالث والخمسون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثالث والخمسون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثالثة والخمسون

# البارت 17
# دموع العاشقين
لقد كانت خديجه تسير بالطرقات دون وجهه لا تدري أين هي ولا أين تذهب فقط تسوقها قدميها إلي مكان مجهول لا تعلم عنه شيء لا يرقأ لها دمع مما ادي لعدم رؤيتها جيداً فقد كانت الدموع تحجب عنها الرؤيه إلا ضباباً تتخبط بهذا وذاك وتتعثر وتسير قدماً زائغت العينين تتلفت من حين لآخر وقلبها يدق خوفاً ، تتمني فقط ان تبصر أحداً ما اي احد تعرفه ، تود لو تغمض عينيها وتصرخ حتى تثلج تلك النار التي اجتاحت سويداء قلبها وتخللت شغافه ، تود لو تنشق الأرض وتبتلعها من ذاك الخوف الذي يمزق فؤادها يجعله فتاتاً ، شيئاً ما يكتم نفسها وصدرها لا تدري مكنونه ، تائهه ضائعه خائفه وجله تنتظر ان تأتي عاصفه أخرى وتحملها .
هبت نسمات الفجر العطرة مصحوبه بـ ” الله أكبر الله أكبر ”
رددت خديجه الاذان مع المؤذن الذي صدح صوته بالأرجاء بصوت يرج الأرض رجاً.
تردًها مصحوباً بدموعاً كالشلال .
ومضات ما مضى لاحت امام عينيها فـ بذاك الوقت كانت تصلي مع والدتها.
جلست على الارض منهارة من البكاء اما لسانها فأخذ يردد مع المؤذن حتي نهضت بتقاثل بقدمين يكاد يحملانها سارت تتبع الأذان لعل الله ينجدها هي ليست خائفه من اي شئ فمعها الله الواحد الاحد يؤنسها وينير قلبها ولكنها تخشى ان لم ترى الاحباب مرة اخرى ، لا تفكر ما قد يحصل معها فكل ذلك لا يهم … ما يهم هو أن الله معها طريقاً وضعها الله به وستحمله صابرة مستعينه متيقنه به انه خيراً لا محاله ما ستراه بطريقها اختبارا وستخرج منه ناجحه صابرة حامده شاكره.
قادتها قدميها ناحية المسجد و وقفت على حائطه مسنده رأسها بتعب شديد وهي تتنفس بصعوبه.
وترتجف برداً
أقترب منها شاباً كان خارج من المسجد بعجل وقال بقلق :-
مااالك يا بتي خير بتبكِ ليه ؟
فتحت جفنيها بتثاقل كانت مقلتيها مكتظه بالدموع الأمعه ورفعت رأسها به وصمتّ.
ليجلس الشاب ليكون بمستواها وقال باسماً :-
بتبكِ ليه أنتِ كويسه ؟
دققت النظر به رآته شاب ذو لّحيه نامية طويل القامه عريض المنكبين ذو عيوناً حاده وملامح خشنه رجوليه ولكن عينيه بهم حنان رأتهم قبلاً بوالدتها ولمار و والدها والجميع هزت رأسها وهمست بدموع تهوي بغزارة :-
انا عايززه ماما ، أنا خايفه !
تألم لنبرتها الموجعه تلك ونظر لها متسائلاً :-
طب هي فين ، أنتِ تايهه ؟
هزت رأسها ايجاباً فصمت ملياً بدا لها بتفكير وشردت عينيه بالفراغ أمامه وطال صمته قطعه بعد وقت وهو يعود النظر لها :-
أنا مش عارف أعمل ايه؟!
اوديكِ القسم طيب ممكن اهلك يكونوا مبلغين باختفاءك او عندهم معلومة.
نظرة أمل مفعمه بالبهجه وهي تنظر له مستنجده نظره جعلته يقسم إلا يتركها إلا بتسليمها لوالديها همس بحنان وهو ينهض وصوته الرجولي محتفظ بنبرته الحاده :-
يلااا تعالي معايا هنروح القسم سوا.
تخشبت قدميها بخوفاً شديد ليردف مطمئناً اياها :-
مش عايزك تخافي تعالي.
همت خديجه بالسير معه قدماً ولكن دارت بها الدنيا كمن اصبحت فجأة داخل لعبه تدور تدور بلا هوادة وتوقفت لتمسك رأسها وهي تغمض جفنيها عدة مرات حتي اسودت الدنيا امامها ولم تشعر بشئ سو ارتطام جسدها بالارض ليهرع إليها الشاب ليحملها وقاد بها لمركز الشرطه ولكنه قبل ان يصل جاءه اتصال جعله يتخشب وهو يحجب دموعه بجهد عظيم للغايه وجحافل من الاسئله والقلق اخترقت ذهنه وفؤادة وتطلع بخديجه الراقدة تماماً لا تعي شئ .
ماذا لو أوصلها القسم وتركها ولم تتوصل لأهلها اين سيذهبون بها إلي ملجا اكيد .
نظرتها الخائفه الوجله المتوسله المستنجده به لا تفارق عينيه صورتها المرتجفه أحتلت قلبه لينظر لها عازماً امره بالمغادرة، ليقف بعد وقت ملتفتاً للخلف ناثراً بعض الماء من زجاجته بوجهها وهو يحاول افاقتها لياتيها شيئاً لتاكله لترفض ديجا رفضاً تاماً وعقدة ذراعيها دون كلمه دامعة العينين تردد ذكر الله بفؤادها شاردة تنظر للفراغ امامها واقتربت سانده رأسها على النافذة وراحت عينيها تتأمل النجوم الأمعه الساهرة معها لم تسئل إلي اين يأخذها فقط سلمت امرها لله لن يخيبها أكيداً..
🥀”اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك”🥀
ولج رحيم شبه راكضاً متجهاً لغرفة والده … يكاد يبكِ ويصرخ ولكنه يجاهد ان يبقى ثابتاً گ الصخر لا يظهر ضعفه لأحد اياً كان … لمحته وعد وهو يتجه للدرج فور دخوله لترمقه بنظرة متألمه لحاله … ربتت على كتف غادة التي تضمها بحنان لتبعد عنها خارجه من وسط النساء المزدحمه بمندرة البيت … لتصعد خلفه كان الباب مفتوحاً اوشكت بالدخول ولكن مهلاً ها هي ترى ذاك الجبل قد أنهد وتفتفت يبكِ ؟! أجل هو مجهشاً بالبكاء بنشيج ونحيب وهو محتضاً والده كأنه لا يصدق انه غادر من تلك الحياة وتركه وحيداً بها شعر بظهره قد انحني وشلت قدميه ، أدمعت وعد لمرآه هكذا …
رفع رحيم رأسه من حضن والده وازاح الغطاء من فوق وجهه وقبل رأسه ومضاته معه ظهرت امام عينيه ليرتج جسده وهو مهتاج صارخاً بصوتاً مكتوم تقسم وعد أن تلك الصرخه شطرت قلبه وقلبها.
ضم رأس والده وتكلم بصوتاً ثقيل مخنوق صوتاً مفعم بالوجع :-
ياااا اباااا هتسبيني كيف لواحدي يا حبيبي الحمل تجيل قووي اللي كان مصبرني ومشجعني ع الحمل التجيل دا وحدك يا بوووي ااااه يا حبيبي مكنتش عارف انك هتفرجني بسرعه كِده.
انكب باكياً مرة أخرى بصوتاً يمزق نياط القلب ويقطع وتينه.
هوت دموع وعد بغزاره وكسف قلبها واجتاح بالهموم أما روحها فخرجت تفارقها لمحبوبها تضمه لعلها تهون عليه ويحها أهناك أحداً يستطع أثلج قلب موقد بالنيران أهناك شئ يبرده ؟
لا وألف لا فصراخ القلب ليس له صوتاً يسمع
أسهم مشتعله بالنيران تحرق دقات القلب.
دموعاً من الدماء تهوي من سويداء الفؤاد ليس لها دواء !؟
الفقد الفراق فهو صعباً على قلوب المحبين يجعل الحياه كاسفه ضيقه مهما كان اتساعها … لم تستطع وعد الوقوف فسارت گ المسحورة نحوه ومدت كفها المرتجف من بكاءه لكتفه فنظر لها نظرة لم ترآها من قبل … نظرة قضت على فؤادها المحترق لأجله لتجهش بالبكاء هامسه بصوتاً مرتعش :-
أن لله وإنا إليه راجعون .. ربنا خد امانته خلاص.
أخفض الطرف وكفكف دموعه سريعاً ونظر لها بألم بأعين تفيض بالدمع وهمس بصوتاً به وجع الكون :-
الفراق صعب جووي تخيلي حد تصحي عليه وقبل ما تنامي اخر حد تشوفيه وفجاه كِده يغادر من الدنيا بحالها عذاااب ملهوش اول ولا اخر نار جايدة جوايا مش عارف كيف طفيها ولا ازاي أخمدها ومش عارف ازاي هصحي بعد كِده من غيرة دا كان سندي وضهري مش أني ، كنت باخد رأيه في كل حاجه قبل ما أضل الطريق وأتعوج بيلحقني هو دلوقتي مين هيلحقني من الضياع غيرة الحمد لله ياررب راضي بس الوجع اللي جوايا دا جووي جوي.
لم تستطع وعد مقاومة تلك الرغبه بضمه لتضم رأسه باكيه هي الآخرى تشعر بألمه فقد أحبته بصدق فكيف لها ان لا تشعر بمحبوبها ، وضيق وطنها.
بعد وقتاً قليلاً كان أهلك فيه رحيم من كثرة البكاء بات واحداً آخر حزيناً كاسفاً الوقت لا يمر ها هو يحمل نعش والده على كتفه كان ثابتاً گ الجبل الراسخ شامخاً لا يبدوا عليه الوهن او البكاء ، سار بوالده محمولاً وقت الظهيرة يجاوره عمه وابناء عمه يحملون معه ، نظرت غادة لهم وهي وسط الطريق لا تصدق عينيها تنظر للبيت تارة ولننعش تارة آخرى حتي صرخت بعزم ما بها تمسك بها وعد بقوه كي لا تفلت منها وتركض خلفهم ، وقعت بين يديها مادة يدها وهي تصرخ ببكاء يمزق الفؤاد :-
متسبنيش يا باااابااااااااا متسبنيش اااااه…
كان الصراخ يضج المكان … حتي أنتهاء الدفن وعاد رحيم واقفاً باول الصوان يستقبل المعزيين بجواره عمه وغفيرة يوزع الشاي بحزناً طاغي ، تختلس وعد من حين لآخر النظرات إليه خفيه تراه واقفاً ممسك عصاه بشموخ لا يظهر عليه الوهن كاتماً صراخه وبكاءه لقلبه لكنه لم يغفى عنها تلك الدموع الحبيسه بمقلتيه.
صوت صرخ منادياً باسمها مرات عدة على بغته ضمتها خديجه من قدميها باكية.
تخشبت وعد وجثمت موضعها لا تتحرك بتاتاً … تحاول أستيعاب ما يدور حولها أهذه خديجة حقاً التي تضمها وتبكِ … دق قلبها بعنف وحركت نظرها للأسفل سرعان ما هبطت جاثيه على قدميها تضم وجه خديجه الباكِ وتهتف بقلق ولهفه :-
خديجة حبيبتي أنتِ كويسه حد عملك حاجه أنتِ فيكِ حاجه هاااا ردي عليا…
ذاد بكاء خديجه وهي ممسكه بملابس وعد وهتفت بوهن :-
انا خايفه يا وعد.
مدت وعد ذراعيها تضمها بشده لحضنها تخفيها من كل شئ تعتصرها بداخل فؤاده لا تصدق انها بخير لكن كيف اتت ؟
منذ متي وكيف علمت مكانها ؟!
صوت همهمات تناهى لمسامعها فنظرت حولها وجدت أعين جل النساء عليها غاده والحجه صفيه أيضاً حتى رحيم الذي اقترب يطل من عينيه القلق ونظره لم تفهمها لكنها تسللت شغاف قلبها بقلق و وجع.
حملت وعد خديجه وهي ما زالت تضمها وأخذتها ورحلت إلي حيث رقيه لتقص لها خديجه منذ اختطافها حتي وجدت رحيم الذي جاء به معه على وعد العودة بها للبحث لأهلها فيما بعد..
كانت وعد تضمها بقوة وتقبلها بحنان وتطمئنها وخديجه ساكنها بحضنها مطمئنه تماماً ، اما رقيه فكانت تهتم بهما بعدما اشارت لـ عد هنالك واخذتها من بيت رحيم واسرعت بالأتصال بـ احمد و وعد بـ ياسين…
🌹”اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أسألك الهدى والسداد”🌹
كان البيت خاوياً كئيباً مغموماً لا حياة ولا صوت به حتى الهدوء يعمه … من يسكنون به كأنهم أموات لا نفس لهم ولا صوت …
كل شخصاً وحيداً لا ينطق لا شيء ينجلي لا الغم ولا الهم ولا الحزن يولي … ضج فجأة حينما ولجوا عثمان يتبع ياسين مهللين بفرحه مشرقي الوجه منشرحي الصدر وهم يصيحون :-
خديجه عند وعد.
صدمة حلت على الجميع بعدم تصديق فتعلقت اعين الفتيات جميعهن بهن مندهشين غير مصدقون لعلها مزحه ؟
لكن منذ متى هؤلاء يعرفون المزاح ؟!
ولكن كيف لـ خديجه ان تصبح فجأة بالصعيد بلا ولدى وعد؟
قطع ياسين الصمت والتعجب ذاك قائلاً بجديه :-
وعد كلمتني وقالت ان خديجه دلوقتي عندها ورايح أجبها حالاً.
قال أخر جملته وتعلقت عينيه بأعين ورد الدامعه الزابله الوهنه المدعجه بكثرة بسواد شديد هزيعه ليهمس لها بصدق يأكد لها لتطمئن :-
خديجه راجعه هجيبهالك خلاص بكرا وتكون في حضنك وسطنا كلنا.
لا تنبس بحرفاً ولكن هوت دموعها أكثر ، لطف الجو عثمان حينما دفعه بكتفه صائحاً به :-
هنرجعها سوا مش هترجعها.
رفع ياسين حاجبه له لتقطع حديثهم ورد قائله بيأس ونظرة يفعمها الأسي :-
انتوا بتضحكوا عليا من يومين قولتوا انكم هترجعوها ومجتش كفايه بقا.
# لا لا هي راجعه فعلاً.
قالها احمد بهدوء وهو يدلف من الخارج ببسمه متلالئه على ثغره.
نظرة له ورد بأمل بوجهاً لا يوحي سوا بالألم ليكمل هو بصدق :-
رقيه يلا قافله معايا وديجااا عندها اللي عرفته ان واحد اسمه رحيم لقاهاااااا بس كدا وهي دلوقتي مع وعد فعلاً.
وقفا الفتيات فرحين لتنظر ورد لهم غير مصدقه ما سمعته ودموع الفرحه تهوي من مقلتيها وهتفت لأسماء التى اقتربت منها :-
اسمعتي قال ايه ؟ ببنتي راجعه بنتي راجعه.
ضمتها اسماء باكيه وهي تؤكد لها :-
اه راجعه خلاص.
اقتربت عائشه برفقة مكه وسمر يضموهم بفرحه.
بينما اقتربت حبيبه وهاله وريم يضمون ورد بفرحه ولكنها ما زالت لا تصدق ما تفوهون به.
اقتربت ريم من احمد هامسه بدموع وهي تقف امامه :-
بجد يا احمد ديجااا راجعه.
# بجد يا قلب أحمد.
قالها وهو يجذبها لصدره مهدأها.
ليصيح ياسين وهو يقترب من ورد ممسكاً بكفيها بين راحتيه :-
هغير بس وهروح اجيبهالك فـ اطمني ساعات بس وهتكون عندك.
نظرة له ورد بأعين لامعه بدموع الفرحه مفعمه بالأمل.
ليقول عثمان وهو يجذب الفتيات جانباً :-
مش عاوزين دموع تاني بقا كفايه كدا البيت هيشتكي منكم والله هنروح نجيبها وقبل ما نوصل هنرن نقولك.
ضحكة ورد ضحكه مشرقه رقيقه غامره بمهجتها.
دقائق وبالفعل تحركوا الشباب للصعيد.
_ بالصعيد تركت وعد خديجه لدى رقية وذهبت لبيت رحيم لن تتركهم بمحنتهم تلك كانت طول الوقت تواسي غادة التى تضمها وتبكِ فقط.
بمنزل رقيه جلست خديجه جانباً خجله متوتره ما يطمئنها وعد التي وعدتها بالعودة قريباً ومجئ ياسين وعثمان بالطريق ليأخذوها ربااه كم أشتاقت لهم جميعاً ، يشرق وجهها.، وتلمع عينيها كنجمة ساطعه ، وتبتسم بسمه ساحرة كلما تخيلت وتذكرت أحداً منهما فقط أشتاقت لهما جميعاً لوالدتها و والدها ولمار والفتيات للجميع .
اقترب منها ماجد متسائلاً رغم عنه بكره بأمر من رقية :-
همي نلعب بره؟
هزت خديجه رأسها رفضاً :-
لا مش عاوزه العب !
شوح لها بكفه وهو يغمغم :-
أحسن برضك.
ولكنه توقف وعاد ادراجه قائلاً بكره :-
وعد مهتحبكش على فكره هتحبني انا بس.
احتجت خديجه ثائره وهي تصيح :-
لا وعد بتحبني انا بس اما انت لا هي بتخرج معايا وبدربني اما انت لا “واخرجت له لسانها”
صرخت بتاوه حينما جذب يدها ضاغطاً عليها وقال بسخط :-
اسمعتي جولت ايه هتحبني اني وهتجوزها.
وترك معصمها وغادر خارجاً يلهو مع رفقاءه.
مر وقت حينما دلف يتجرع الماء ليتناهى لمسامعه صوتً ساحر عذب يرتل القرآن بشجي.
ليقترب متسللاً من الغرفه يسترق النظر لها بأعجاب.
ينصرف الناس تباعاً من منزل رحيم ، حاولت وعد جعلهم ياكلوا شيئًا ولكنهم ابو بشدة فيأست بحزن وغم.
توجهت الحجه صفية لغرفة زوجها رفيق دربها كانت خاويه بلا حياة كأنها اصبحت قبرا مظلم لا بها حياة أو نور كانت تبكِ بحرقه وهي مستنده بظهرها على الباب عيناها تجوب كل ركن بالغرفه بـ حنين لأيام مضت لن تعود يبقي اثرها ثغره باقيه بالقلب لا يزول ويستحيل ان يزول فتلك الثغره هي مصدر بهجتها و وجعها من الآن بكت اشتياقاً لروحاً غابت لن ترآها مجدداً احتضنها القبر وهو ينزع قلبها وروحها معه.
اما غاده فدثرتها وعد بفراشها وهي حزينه لحالتها وصدمتها التى لم تخرج منها بعد.
نزلت منتظره رحيم قد يأتي لكن تمر الساعات دون ان تبصره حتى.
دلف أخيراً زائغ العينين تائهاً ضائعاً منكسراً … أقتربت منه بعجل مسرعه وهمست :-
رحيم أنت كويس؟
نظر لها بصمت تام لدقائق وقال بجفا :-
ملكيش صالح كويس ولا لا.
تخشبت وعد مكانها بصدمه بينما أكمل هو طريقه ارتقى أول درجه ولكنه وقف مكانه ملتفتاً لها واستدار عائداً نحوها وقال بتساؤل :-
صاحيه ليه لدلوج ؟
نظرت له وعد وقالت بحده :-
عشان حد ميستهالش “غيرة نبرتها بعد صمت طال لثوانً” احطلك تأكل.
تنهد بضيق وهز رأسه رافضاً :-
لاه مليش نفس لشئ.
واستطرد قائلاً :-
اطلعي نامي.
صمتت وعد متسائله :-
هو انت مش عايز تسئل عن اي حاجه.
# ابوي قلك ايه ؟
سائلها بإهتمام جلي.
ارتبكت وعد والبسمه لا تفارقها لتواري بها ارتباكها وهمست :-
مقليش حاجه.
وتابعت هاربه :-
أنت هتنام.
زفر بضيق وقال :-
لا النوم طار خلاص ، كيف انام وقلبي قايد نار ؟
نهى جملته وخرج من الدار بأكمله ، لتتبعه وعد حتى وقف بعيداً شارداً ناظراً بالفراغ أمامه ، قالت وعد تنتشله من شروده وحزنه قليلاً :-
لازم تقوى عشان اختك وأمك ، والدك دلوقتى في مكان أحسن من هنا وفي بيته الحقيقي والأبدي.
ألتمع الدمع بعينه وذكريات ما مضى لاحت أمام عينيه حتي تنهد بصوتاً عال قائلاً :-
ممكن تسبيني شوي لحالي ، همليني دلوج حابب أفضل لوحدي.
أبتسمت وعد وهتفت وهي تغادر :-
هسيبك ومش هسيبك.
وقفت حينما اتاها صوته سائلاً :-
# كيف يعني ؟
ألتفتت له باسمه وقالت :-
افهمها زي ما تحب.
رمقته بنظره لم يفهمها وغادرت ليهمس هو لنفسه:-
هسيبك ومش هسيبك وااااه تجصد ايه دي ياك تكون اتخبلت في نفوخها ولا أنا اللي اللي عجلي طار.
صعدت وعد للغرفه تتابعه بعينيها من خلف النافذة.
🌹”اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل”🌹
هلّت الشمس تتلالأ بالسماء تنشر أشعتها الفضيه بالصباح الباكر … وقفت خديجه على اسكفة الدار تنظر للمرء من حولها وهم يسيروا نحو الاراضي الذراعيه يجرون المواشي خلفهم ، لهوو الأطفال حولها ومشاكسة ماجد التي لا تمل ، هبت نسمات عطرة لتملأ صدرها منها كي تّنتعش مرحبه بها بإستمتاع حتى رآت سيارة تقف قريباً ويترجل عثمان وتبتعد السيارة ، حدقت خديجه بأعين ذات بريق ساطع وهي تهلهل ببهجه استحوذت سويداء فؤادها ونادت صارخه بأسمه وهي تقفز بفرحه وركضت نحوه.
ارتسمت على ثغره بسمه متسعه مشرقه وهو يجثي فارداً ذراعيه.
لترتمي هي بحضنه بشوقاً وهي تشدد من أحتضانها لعنقه.
ضمها بحنان لا يصدق عينيه انها امامه وبخير شدد من ضمها لقلبه الذي خفق مستكيناً مرتاحاً من بعد أياماً وليالي اعتراه فيهم الألم والحزن والخوف والعذاب أغمض عينيه لدقائق معدوه حتى ابتعد ضامماً وجهها براحتيه وقبل وجهها بحب گ المعتذر لأنه لم ينقذها حينما استنجدت به.
# لا بقا يا ديجاااا بتخونيني ارسي على واحد فينا هتتجوزي مين.
لفظ بها باسين بأعين مبهجه مشرقه لتبعد ديجاا عن عثمان رافعه ذراعيها لـ ياسين الذي تناولها ضاممها لصدره مطمئناً بها انها بخير أمامه.
خرجت رقية وزوجها تستقبلهم مرحبه بهم للداخل.
فجلسوا الشباب وظلت ديجا على قدم ياسين الذي همس بأذنها :-
لو كنتِ قولتي انك نفسك تيجي الصعيد كنا جبناكي ليه التعب دا يعني. انتِ كنتِ متوحشه الصعيد لدرجه دي ؟
ضحكت ديجاا ببراءة وهمست :-
شكلي كدا.
تضاحك الشباب عليها وهمس عثمان :-
طب ياااختي اطلعي روحي باريس ولا لندن أنما الصعيد ؟
صرخت ديجا متأففه :-
يوووه بقا اسكتوا.
جاءت وعد لتركض إليها خديجه ببهجه تغمرها كلياً جلست مع الشباب إلي ان هموا بالمغادرة تمسكت بهم رقية وزوجها ولكنهم لم يستطيعوا ثنيهم عن الذهاب من أجل ورد التي تتقطع حنينا لأبنتها.
وقفا بالخارج وهمس ياسين لـ وعد :-
هو مين اللي ساعد خديجة حابب أشكره جداً.
همت وعد بالأجابه لتصيح خديجه بفرحه :-
عمووو رحيم … تعلقت الأعين بخديجه التى ركضت تجاه رحيم المقبل نحوها ببسمه صادقه صافحها بحنان وهو ينزل لمستواها وهمس :-
هما دول قرايبك ؟
همست خديجه ببراءة وهي تشير للشباب و وعد :-
اه دا ياسين ودا عثمان ودي وعد يعني اخؤاتي انا.
نظر رحيم لـ وعد التى غضت بصرها وهي تتحاشى بكل الطرق النظر له ، بينما كانت نظرته مفعمه بالأسى والوجع والقهر وجحافل من الاسئله اخترقت ذهنه توارت خلف بسمته المصتنعه وهو يعتدل بوقفته بثبات و وقار وهيبه مصافحاً الشباب الذين شكروه.
ليتمسك بهم رحيم بقوه عن ذهابهم قبل ان يضايفهم شيئاً.
فلم يستطع الشباب الرفض او اثناء رحيم بتاتاً فلبو دعوته وذهبوا معه.
وعزوه اما خديجه فاتجهت لغفير رحيم الذي استقبلها برافقته حينما دلف رحيم للداخل شبه راكضاً متغيباً حتى ابصرت وعد.
ذهب الشباب بعد ذلك مغادرين رافقهم رحيم لسيارتهم مع وعد و ودع خديجه بحزن التي تخللت شغاف فؤاده لبرئتها واخلاقها ورجاحة عقلها رغم صغر سنها.
مضوا الشباب بطريقهم فنظرت وعد لرحيم وهمست بإسمه وهي لا تدري بما ستقوله او تبرر او بما تبدأ وهل سيغفر لها ذاك العاشق.
رفع رحيم كفه بوجهها وهو يستدير مغادراً هاتفاً بحنق :-
مش عايز حديت دلوج يا حضرت الظابطه همي وراي مينفعش تجفي كِده.
سارت وعد خلفه بصمت وحزن حتى دلفا للدار.
🥀”اللهم أكثر مالي، وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني”🥀
ساعات مرت وها هي تتوق لرؤية طفلته بشوق شديد وحنين تقف بالخارج ناظره تترقب الطريق بصمت تام وعينين تشتاق و روحاً تهفو.
كأن الوقت واقفاً والساعات لا تمر كأنها سنين وما شابه ذلك.
لذا كانت عينيها لا ترى احد بالوجود لا الماره او السيارات التي تذهب وتجيء فقط تتجسد صورة طفلتها لوجهها الضاحك أمام عينيها بكل الوجوه.
هااا هو القدر يرأف بحال فؤادها المطعون وينقذه من موت محتم.
أذ ان توقفت السيارة وترجلت خديجه راكضه تجاه والدتها و وقفا ياسين وعثمان بجانب بعضيهما عاقدي الذراعين مشرقي الوجه باسمين بسعادة تغمر صدورهم وهم مستندون على السيارة ينظرون لذاك الموقف الذي يقدر بكنوز الحياه جميعها.
ذراعيها تتلقفها بشوقاً كبير وهي تضمها لصدرها بقوه حتى سقطت على الأرض كمن أصابة بالعجز فجأة تقبل كل انش بوجهها.
سعادة نفسها وروحها و وجدانها وقلبها تغمدتها ببهجه ليس لها مثيل.
بهجه سرت بمهجتها وروعها لتفعل فيه عمل السحر او أشد.
اقتربت لمار لتضم خديجه لحضنها وخديجه أيضاً وكذا فعل الفتيات ، وحذوا حذوهم يوسف وفيكتور وحذيفة.
اما عمرو كان يقف بعيداً بأعين تلمع بالدمع لا يصدق انه كاد يفقدها ولا يصدق عينيه انها امامه.
جالت عيني خديجه بهم وهي تهمس :-
هو بابااا فين ؟
بحث الجميع بعينيه حتي أشارت مكه قائله لمكان يبعدهم قليلاً :-
هناك اهوو.
افتربت خديجه من والدها بصمت تام و وقفت أمامه بصمت قبل أن تقول :-
هو انت زعلان مني؟
هز عمرو رأسه وجثى على ركبتيها يضمها وحملها وهو يدلف به للداخل فتعقبه الجميع.
🌷”لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم”🌷
دلف أنس إلي شقته بعدما اطمئن على والدته و والده وصعد لأعلى بعد عمل شاق أصبح يقضي جل وقته به حتى لا يعود لذالك الألم وهو يشعر بتأنيب الضمير بالعجز والحزن مصحوباً بالوجع والجرح وألم الحنين لمن توغلت سويداء القلب فأصبحت وتينه الذي إذ انقطع مات من فوره احتلت فؤاده ليس جزءاً منه بلا كله حتى جدرانه أصبحت تنطق بإسمها يعلم أنه من الخطأ ان يفكر بها ويا ليت له القدرة على قلبه ليمسكه بقبضته وينتزعها من أوصاله لكن كيف ؟
يعلم انه ظلم زوجته ، حاول بشتى الطرق ان يحبها لكن أبى قلبه أن يعشق غير معشوقته ليستدرك ان حبها لعنه لا يمكنه النجاة منها أبداً.
أستقبلته هي ببسمة مشرقه قائلة بنبرة رقيقه :-
حمد لله على السلامه عامل ايه ؟
قلقتني عليك والله كل دا حتى من غير ما تتصل!
غصه مريره استحكمت حلقه فخنقته بشدة وهو يشعر بالذنب ذنب شديد لتلك الزوجة أغمض عينيه متنهداً وبسمه خفيفه صغيرة مصتنعه جاهد على رسمها وهو يقول باسماً :-
الله يسلمك .. معلش شغل انتِ عارفه شغلى بقا.
قالها وهو يدلف للداخل وهي خلفه تهمس.:-
عارفه ربنا معاك يا رب.
ثواني وهحضرلك الأكل.
هز رأسه قائلاً :-
لا روحي أنتِ انا هستريح الأول جعان نوم.
واستلقى على السرير واضعاً ذراعه على عينيه هارباً منها.
أحست زينب بالوجع لم يهتم بها مجرد تأدية وجب لعل هناك من تحتل قلبه غيرها اجل أنها فتاة وتشعر بذلك لكن لن تستسلم فقد اصبح زوجها رفيق دربها قوتها وشجاعتها وامانها لن تتخلى عنه ستفعل جل ما بوسعها لتحتل فؤاده الكبير المفعم بالحنان.
لقد رزقها الله بزوجاً كانت تتمناها حسناً بعض من الوقت لن يضر ستحاول جاهدة على اخراج عدوتها من فؤاده ستصبح هي ملكة قلبه وحياته ومحورها.
تنهدت وهي تخرج متجهه للمطبخ تعمل له جل ما يحبه ويشتهيه بعدها اهتمت بحالها.
لكن هل تستطع زينب أحتلال قلبه وأخراج سمر منه ؟
🌺((اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت))🌺
تجمهر الجميع حول خديجه التي اشتقاقوها بشدة البهجه لا تسع أفئدتهم والضحكه لا تفارق وجوههم المشرقه.
خلقت خديجه روحاً من المرح والسعادة التي أفتقدوها.
استرقت السمع للفتيات الذين يتحدثون عن عثمان بخفوت شديد
لتطرق بذهنها فكرة فأسرعت بتنفذيها أبعدت ذراعي لمار التي يحاوطوها وتوجهت ناحية عثمان الذي يتحدث مع ياسين بإهتمام لتشد جاكته وهي تناديه هامسه :-
عثمان عثمان.
تنبه لنداءها ليميل قليلاً عليها وهو يقول :-
عيون عثمان نعم.
رفعت ديجااا ذراعيها محاوطه عنقه وهي تستدرك ان اعين مكه عليهما الآن وهمست بجانب أذنه بصوتاً لا يسمعه إلا هو ولكنها لم تدرك ان ياسين يسترق السمع إليهم :-
أنا عايزه أكل أيس كريم دلوقتي.
أبتعد عثمان بوجهه وهو ما زال محاوطها بذراعيه وهمس متعجباً :-
أيس كريم ودلوقتي……
قاطعه ياسين قاطباً حاجبيه مزهولاً :-
من امتى وأنتِ بتأكلي آيس كريم.
صمتت ديجا ملياً بتفكير وهمست ببراءة ونبرة صادقه :-
من سوسو وعمو الملبوس.
نقلا الشباب النظر وهمسوا مدهوشين بصوتاً واحد :-
ملبوووس ؟
أؤمأت خديجه بإصرار :-
ايوة ويلاااا خرجوني فسحوني لوحدنا وهاتولي ايس كريم.
وتصنعت البكاء وهي تكرمش وجهها متصنعه الحزن :-
ولا ارجع اتخطف تاني يعني؟!
رفع عثمان حاجبه هامساً بدهشه :-
تتخطفي عشان ايس كريم.
ضحكة برقه قائله وهي ترفع ذراعيها تدعيه ليحملها.:-
ايوه هتخطف وامشي مش عاوزكم ويلااا.
حملها عثمان وهو مقبل وجنتها ، هم بالرحيل بها وهو يقول :-
هخرج انا وخديجه شويه.
أؤمأت ورد وعمرو باسمين لتهمس خديجه ناظره للفتيات.:-
لوحدنا لوحدنا.
رمقتها مكه بنظرة غيره مفعمه بالغيظ بينما نهض خلفهم ياسين :-
ثواني جي معاكم…
ضمت ديجااا عنقه وهي تضع رأسها على كتفه وأخرجت لسانها لـ مكه.
قهقهوا الفتيات بينما هاجت مكه وهي تنهض محاوله امساك خديجه ليتمسك بها الفتيات قابضين على ذراعيها يعاودها للجلوس ، تابعت خديجه ضاحكه وهي تقبل عثمان عدت مرات وتغيظ مكه.
فضحك الفتيات حتى ادمعت أعينهما واستشاطت مكه غيظاً وغيرة.
خرجت خديجة مع الشباب فذهبوا طالبين لها آيس كريم.
نظر ياسين لها بعدما سئله البائع ما الطعم الذي يريده :-
عايزه بطعم ايه ؟
همست خديجه وهي تتذكر سجى :-
عاوزه بطعم المانجا والشكولاته.
تنحنح عثمان مبتسماً وهو يطلب لها بصمت تام.
بينما تسمر ياسين موضعه ولاحت بعينيه نظرة وجع مصحوبه بحنين لأيام فاتت لن تعود سيبقى لها أثر مهما حيي ، ذكريات جميلة قابعه بسويداء قلبه مع من ملكته منذ ان حملها بين ذراعيه وهي طفلة صغيره بكى قلبه اشتياقاً ودق قلبه وجعاً.
عادا للمنزل بينما ياسين يسير جسداً بلا روح كل ذكرى كل همسه ولحظة تضيء أمام عينيها كأنه يحياها من جديد
🌺”لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”🌺
بغرفة الفتيات تجمعوا سوياً جالسون على الفراش يتحدثن بعمل عائشه باحدى الشركات حتى دلفت خديجه وهي تاكل ايس كريم وقالت مغيظت أياهم :-
يا بنااات معايا ايس كريم.
تعلقت الأعين بها بينما نهضت مكه بسخط منها وقبضت على معصمها صائحه :-
بقا يا زفته بتغيظيني وتبوسي في الموز اللي تحت دا ايه يابت أنتِ؟ عايزه تشليني صح.
هزت خديجه رأسها ببراءة :-
لا انا وعثمان هنتجوز.
ضغطت مكه على معصمها قائله :-
تتجوزي مين يا بت أنتِ اتجننتي قال تتجوزيه قال كنت كلتك بسناني.
نظرت خديجه ناحية الباب صائحه :-
يااا عثمان الحقني من امنا الغوله.
تركت مكه يدها بخوف وهي تتلعثم وتنظر للباب ببطئ.:-
لا والله أنا معملت……
لم تجد احد وظهرت خديجه تغيظها على الباب :-
يا امنا الغوله هتجوزه انا.
ركضت مكه خلفها ، وسبقتها خديجه بالركض حتى ظهر امامهم عثمان لتتواري خديجه به هامسه :-
الحقني يا عثمان عايزه تضربني.
حملها عثمان بخفه هامساً بتساؤل مصحوباً بسخريه :-
مين دي اللي تضرب مراتي وانا عايش.
جزت مكه على اسنانها وهي تتخصر وتتوعد لـ خديجه التي هزت منكبيه قائله وهي تشير على مكه :-
أهي البت دي.
قبل عثمان وجنتها هامساً :-
سيبك منها البت دي.
همست خديجه :-
صح عشان هي أمنا الغولة.
استشاطت مكه غيظاً وضربت الأرض بقدمها عدت مرات واستدارت متجهه للغرفه فقهقهوا عليها الفتيات.
🏵”يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”🏵
# استنى يا ورد.
نطقت بها لمار قبل خروج ورد من غرفتها برجاء.
فأستدارت ورد لها قائله ببسمة صافية :-
نعم.
تقدمت لمار ممسكه بكفيها وقالت بحنان ام :-
متزعليش من آخر كام يوم كنت بقولك كدا من خوفي والله متزعليش مني.
ابتسمت ورد براحة وهي تضم كفيها وتشير لها بعينيها :-
هو في بنت تقدر تزعل من مامتها ؟
أنا عارفه أنك مكنتيش أنتِ بتتكلمي دا كان خوفك على بنتك.
خديجه مش بس بنتي دي بنتك كمان وانا عارفه الأحساس ده.
وعشان كدا انا خلتها تنام معاكِ أنهارده.
ضمتها لمار بدموعاً تلمع بعينيها ، وسعادة نفس وراحة قلب وسكينة روح بأمان وحب وحنان.
# يا اادي النيله خاينه في بيتي واوضة نومي لا كده كتير مينفعش.
قالها ادهم بمشاكسه وهو يدلف للداخل.
لتنظر له لمار و ورد وخديجه وهي تقترب من لمار التي ضمتها بحنان.
ابتسمت ورد قائله :-. طب هستاذن انا بقا.
قال ادهم بمرح :-
بالسلامه يااختي خدي بنتك معاكِ اكيد نستيها صح.
تعلقت خديجه بـعنق لمار اكثر لتهمس لمار وهي تنزلها :-
دقيقه يا حبيبتي ، بقولك ايه يا عم انت.
نظر ادهم بحب :-
قلبه.
اقتربت لمار برقه ليتغيب هو بعينيها هائماً بطفلته المدلـله وزوجته دفعته لمار للخلف بحده وهي تغلق الباب وتدفع ورد للداخل :-
لمؤاخذه يا ادهومي أنت اللي تطلع بره هنام مع بناتي انهارده.
صاحت ديجااا مصفقه بينما انفجرت ورد ضاحكه بشدة.
وصاح ادهم بالخارج مغتاضاً وهو يتمتم وهبط منضماً للشباب الذين انفجروا في الضحك وقد تناهي لمسامعهم طرد لمار له.
اووا للفراش لتضمهم لمار بحنان وراحه وسكينه تسئل الله ان يحفظهم لها ويحفظ تلك السعادة.
بينما ورد كانت تشعر بالأمان والراحه وغفيوا ثلاثتهم بإطمئنان كانهم لم يناموا من فترة وحقاً لم يغمض لهم جفن منذ اختفاء خديجه.
💐”اللهم إني أسألك [اليقين] [والعفو] والعافية في الدنيا والآخرة”💐
ترقبت حينما هجع الجميع للنوم لتتسلل خارج غرفتها وهي تعدل حجابها على رأسها متجهه لغرفة عثمان فقط تريد التدريب ماذا لو حصل معها شئ بالمستقبل او تعرضت لشئ گهذا ، ماذا لو أنخطفت مره آخرى ، ستّدرب مهما كلفها الأمر.
أذردت ريقها بتوتر شديد وهي واقفه امام باب غرفته تغمض عينيها تحاول طمئنت ذاتها فتحتهم وهي تأخذ نفساً بصوتاً عال كان الأكسجين سيزول بعد قليل.
مدت يدها لتطرق الباب ولكن أرتجفت يدها بتردد.
ترددت كثيراً أن تطرق وتعزم ما نوت فعله او تعود ادراجها من حيث آتت.
عزمت أمرها وطرقت الباب بتنهيده قلقها عدت مرات.
لحظات وكان الباب يفتح بعنف ويطل هو أمامها بشراراً يتطاير من عينيه لمن أيقظه ما ان غفت عينيه وعرفت للنوم سبيل.
غضت بصرها وأنعقد لسانها وتحير فكرها ولم تدري ماذا تقول لذا فركت أصابعها بأرتباك وهي تتحاشى النظر بعينيه.
عقد ذراعيه رافعاً حاجبه بدهشه من وجودها أمامه هم بالحديث ولكنه احس بالقلق فيبدوا ان هناك امراً ما امراً مهماً للغايه لتأتيه لغرفته دون ان تنتظر صباحاً حينما يهبط للأسفل تقدم بقلق واقفاً امامها سائلاً بلهفه :-
مكه !! ايه في ايه في حاجه ولا ايه أنتِ كويسه؟
لم تجيب لم ترفع عينيها حتى فصاح بنفاذ صبر :-
رددددي بقولك في ايه مااالك ؟
رفعت بصرها به هامسه بصوتاً مرتجف هادئ :-
كنت عاوزه اطلب منك طلب.
قطب حاجبيه متسائلاً بدهشه وهو يرمقها بنظره مفعمه بالحيرة :-
طلب أيه دا قولي في ايه ؟
لم تتكلم وعم الصمت واستحكم تلك اللحظه ، ضحك هو متذكراً شيئاً فنظرت له بدهشه وتعجب من ضحكته التى ليس لها سبب.
هدات نوبة ضحكته وهو يقول بمرح مصحوباً بالمشاكسه ليسير حنقها :-
متقوليش جايه تنفذي اللي سمعتك بتقوليه لأسماء.
قهق بصخب ما ان انهى جملته وهو يغمز لها مستمتعاً بغيظها الذي ثاره.
اتسعت عينيها وتجلت بهما نظره صدمه مفعمه بالدهش وفغر فاهه مصدومه لا تصدق ما لفظ به للتو ماذا قال ذاك الوقح ؟
استشاطت غيظاً وخجلاً بآن واحد وتوردت وجنتيها فضربت الأرض بقدمها بطفوله وهي تتصنع البكاء لتواري حياءها وصاحت به بتذمر :-
تعرف انك قليل الأدب وانا غلطانه ان جايه أقولك تدربني عندك.
رمقته بنظره ساخطه وهي تستدير لتغادر.
# تدربي ؟ تدربي ايه بس أنتِ هتقدري تستحملي اصلاً!؟
أنتوا كل همكم شكلك ومنظركم وبس.
استدارت له غاضبة وأشارة له بقوة وشجاعه :-
ومين قلك اصلاً ان احنا للمطبخ والميكب والفساتين والاهتمام بمنظرنا وطبخ وغسيل بس ؟
رمقها بسخريه يؤكد لها حديثه لتشير هي له بتحدي :-
مكنتش عمتي دلوقتي أقواء من مائة راجل وعملت اسم بيخلي المجرمبن يترعبوا كأنهم عيال صغيره.
ابتسمت له بكبرياء وتحدي :-
وانا هوريك ان احنا مش بس للي بتقول عليه وهوريك اني هدرب وهبقى أحسن منكم كلكم مش ليا بس عشان لما اشوف حد محتاج مساعدة أكون مستعده اقدمها من غير خوف او جبن.
لم يستطع اخفاء أعجابه بقوتها وكلامها ذاك.
ولكن زالت تلك البسمة ليحتل الغضب والشرر مقلتيه وتبرز عروقه حينما قالت وهي توليه ظهرها مغادره :-
غلطانه اني جتلك تدربني هشوف ياسين .
اه والله انا غلطانه واستاهل ايه اللي يجبني للاخ المتكبر دا.
ياترى بيعاملني كدا ليه شمعنا خديجه يعني ايه ده اكون قتلتله قتيل.
كانت تتمتم بهذه الكلمات وهي مغادره إلي ان تخشبت مكانها بخوف حينما صرخ بغضب ولهجه صارمه :-
استنى هناااااا رايحه فين مخلصتش كلامي.
بلمح البصر كان يقف أمامها والغيرة تكاد حرقه مكانه.
نظرة له بخوف شديد ليجز على اسنانه قائلاً :-
الساعه سته تكوني تحت في اوضة التدريب فاهمه.
حملقت به بعدم تصديق وأعتراتها الصدمه ليردد سؤاله بحده وصوتاً عال قليلاً :-
فاااهمه.
همست وهي تتراجع للخلف بعشوائيه هاربه من امام غضبه وجحيم عينيه تهز رأسها :-
اه اه اه فهمت طبعاً فهمت.
أستدارت سرعان ما صرخت متاوه وهي تتحسس جبينها من قوة الأصتطدام بالجدار.
قال هو باسماً :-
أنتِ محتاجه اعادة تأهيل للمشي والكلام ولعنيكِ لكلك على بعضك.
غمغمت قائله وهي تدحجه بغيظ :-
حسبي الله ونعم الوكيل.
# بتقولي ايه ؟
صرخ بها محذراً.
لتتلعثم هي قائله.:-
ولا حاجه.
واستطردت بأسى :-
هو مينفعش يبقي التدريب في الظهر يعني اصحى سته ازاي.
ببرود ولاها ظهره مغادراً وهو يقول :-
الساعه سته بالظبك تكوني قدامي وإلا العقاب هيبقي اشد.
وألتفت رامياً نظره مسليه لتتمتم هي تلعن اللحظه التى قررت به التدريب على يديه..
🌸”اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة”🌸
يجلس زين واضعاً رأسه بين كفيه بهماً شديد مستنداً على مكتبه.
الحزن كثى وجهه بذل جهد عظيم بالبحث عن خديجه بلا جدوى كأن الأرض انشقت وبلعتها يحمل نفسه مسؤلية أختفاءها ولكنه مشكوراً لها فبسببها توصل لأفعال عمه ويجب ان يضع له حداً.
جحافل من الأسئلة أستقرت بذهنه القلق ينهش بصدره والألم يمزق صميم الروح يشتاق لخديجه ويخشى ان يكون قد حصل لها شيئاً يتمني فقط ان تكون بخير ومن كلفهم بالبحث عنها يجودها لتقر عينيه ويهدأ قلبه وتجف دموع حبيبته التى لا يرقأ لها دمع منذ غياب تلك الطفله التى أمتلكتهم.
_ تبكِ سجى بقلب اضنته الندوب وأضنتها الأيام بروحاً فاقدة للحياة ولجل شيء لا يرقأ لها دمع تشتاق لتلك الصغيرة التى رسمت البهجه على وجهها وجعلتها سرت بمهجتها ، تلك التي تخللت شغاف فؤادها التى لم تتمنر عليها وأحبتها دون ان تهينها او تمسها بكلمة سوا بسبب عينيها الكفيفه كما يحدث دوماً ويسموها العمياء كلمه يطلقون بها على سبيل المرح واللهو والمزاح لا يدرون أنها تسبب ثغره بسويداء القلب ذو جرحاً غائراً لا يزول ، وندوب بصميم الروح تقطعها أرباً ، گنخجر استقر بوسط فؤادها جاء بغته دون انذار او أستأذان.، انها كلمة لا يدرون انها تميت فؤادها.
لتظهر لهم انها غير مهتمه وبداخلها اهات لا يعلم بها إلا الله.
تنتظر فقط أن يجيء ليلها لتعتكف بغرفتها تاركه العنان لدموعها أنه عالم خاص قد صنعته لنفسها لتهرب متى شاءت إليه حيث رفيقة دربها تلك الوسادة التي تستقبل دموعها بقلباً رحب وتلك النجوم الساهره تبصر حال قلبها.
اما خديجه فقد ضمتها بحنان واحتواءً اشد حقاً قد غفت تلك الليله بامانً غريب دون كوابيس او شئ يزعجها دون صراخ دون وحده او شغور بفراغ فؤادها وروحها وايامها بلا حياتها.
حياتها الحالكة تلك فجأه ظهر نور بعيداً كانه كوكب دري او نجم ساطع بسماء خاويه إلا منه يلمع بمفرده كانت هي خديجه .
_ منشغل الذهن بمن رحلت دون وداع وتركته لوحدته بمفرده وذاك الحنين القاتل .
يتمدد ياسين على الفراش واضعاً ذراعه على جبينه يحاول النوم لعله ينسى قليلاً وجع قلبه يريد الصراخ ان بهدأ من اوجاع قلبه.
علا رنين هاتفه منتشلاً أياه من دوامته الخاصه الموجعه ليزفر بضيق معتدلاً بجلسته ونظر بالهاتف ليجد رقم غير مسجل تنهد مغمض العينين وهو يجيب :-
الووو السلام عليكم ….
لم يأتيه رد فصمت ثوانً وقال وقلبه يخفق بشدة :-
الووو من معايا.
وثب واقفاً بأعين متسعه و….
لدي سؤال ضروري رأيكم به “ما رأيكم بقرار أنس ؟ هل انتم معه او ضدده ؟”
خاصةً وإني أعرف ناس بتحب من طرف واحد وتجوزت حد مش بتحبه وظلمته بمعني انا مش ضدد الفكره ولكن كان يدي نفسه فرصه مثلاً انه يحاول ينسى عشان ميظلمش حد فـ رايكم ايه في انس هل هو غلط لما تجوز وهو ما زال بيحب سمر وشايفين انه هيكمل مع زينب ولا لا وهل في نصيب بينه وبين سمر بجد رايكم يهمني جداً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
💮”اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم”💮

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى