روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثاني والخمسون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثاني والخمسون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثانية والخمسون

# دموع العاشقين
البارت 16
وصلت ورد بالمكان المحدد كان مكان فارغ لا يوجد به أحد ولا تدب به حياة أنتاب القلق قلب عمرو الذى لا يدر ما تفعله بذاك المكان… رآها تترجل من السيارة تسير بوئيده وخوف أحسه وهي تلتفت يمنى ويسر وجسدها يرتعش برعدة قوية ممسكه بالحقيبة بيدين مرتجفه ولكن على بغتها منها حصل شئ غير متوقع لتقع أرضاً صارخه صرخه قوية رجت المكان رجاً.
جاءت سيارة مسرعه بلمح البصر لم تدر كيف مرآت ليسحب أحداً ما من النافذة الشنطه وتقع هي أرضاً صارخه.
أتسعت أعين عمرو بنفضة رجته وهو يترجل من سيارته ركضاً إليها
يكاد يقسم أن قلبه توقف حينما رآها تقع هرع إليها ، كانت تحاول استيعاب ما حصل ، فما ان وقعت عيناها على عمرو الذي يصيح بها ولكنها لا تنتبه لكلماته نطقت باسماً جعل قلبه يرفرق گ الذبيح “خددددديجه”
علت وجهه الصدمه ونظر لها بنظره يفعمها الرعب والفزع وتملك قلبه الزعر وهمس بنبرة ثقيله :-
خديجه مالها هي فين انتِ بتكدبي عليا صح أنا حاسس.
هزها بعنف :-
انطقي بتعملي ايه في المكان المقطوع ده.
أجهشت بالبكاء بقلباً أضنته الندوب انعقد لسانها بغصه مريرة فلم تستطع النطق وتحاشت النظر له.
صرخ بوجهها وهو يهزها مرة آخرى.:-
فين بنتييي بنتي فين.
أرتجفت وارتعدت وبتلعثم همست :-
معرفش معرفش هي فين كل اللي أعرفه انها عايشه مش هتسبني.
لجمته الصدمه فتسمر موضعه لا يتزحزح ولا يرمش له جفن لا يحيد نظره عنها أعترته الصدمه يحاول استيعاب ما لفظت به مراراً وتكراراً وطفق عقله يصول ويجول وهو يعيد آخر كم لقاء بينهما كانت نحيلا شاحبة الوجه وهنه حزينه يتملكها الشجن تتلعثم أن جاء احد بإسم خديجة لا هي بخير طفلته بخير حصارتة الأحزان ليقول بأعين زائغه :-
يعني ايه أنا بنتي فين.
وضعت رأسها بين راحتيها بغماً وهم وقصت علية منذ علمها بإختطاف خديجه إلى وقتها ذاك.
صاح گ المجنون بعد أن صمت ملياً بتفكير :-
كل دا حصل لبنتي ولسه فاكره تقوليلي امال كنتِ هتقوليلي أمتى لما تموت ؟
علا صوت نحيبها جعله يبلع كلامه ، دقق النظر بقسمات وجهها الهزيله الخائفه ليجذبها بصدره معتصرها بداخله.
# هاااا عملتي اللي في بالك وسكتي ارتحتي دلوقتي لما مقولتيش لحد!!!؟
أتسعت أعين ورد وعمرو من صوت لمار الصارخ فرفعت رأسها تقابل عيناه كأنها تتسأل ما استمعت إليه حقيقه أم ماذا ؟
ليفهم ما تعنيه ليؤما بعينيها ، كادت بوشك الألتفاف لتجذبها لمار من يدها بقوه قاذفه لها الحقيبه لتتلقفها ورد بكفيها صاحت لمار بها بصوتاً عال ونظرة حده يفعمها القلق والخوف :-
أاااايه كنتِ متوقعه ايه لما تسلميهم الفلوس انهم هيدوكِ بنتك مثلاً ؟
بنظرات ذو هالة مخيفه من الغضب والنيران أشارة لها بسبابتها وهي تصيح :-
لو قولتيلي من اول ما اتخطفتت مكنش كل دا حصل ؟
كاننننت بينا دلوقتي لو فضلت عايشه معانا مكنش كل دا حصل ودلوقتي لو حصل لخديجه حاجه أنتِ المسؤله مفيش غيررررك.
ساد الصمت بينهم تحاول أن تدرك ورد ما الذي تتهمها به ولكن مهلاً هذه ليست لمار أنه الخوف الناطق أنها تخشى الفقد مرة آخري ان تداهمها الأحزان أكثر من ذى قبل إذاً.
أقتربت ورد تجاهها دون كلام وجذبتها لحضنها مربته على ظهرها باكيه وهمست بتثاقل :-
خديجه هترجع لينا متقلقيش أنا مطمنه انك هترجعيها و واثقه أن ربنا مش هيردني خائبه اليدين هيردهلنا و اوعدك مش هنفارق وهنعيش معاكِ.
🌱”اللهم قني شح نفسي واجعلني من المفلحين”🌱
عبأ الحزن الأفاق أصبح الدار كائيًبا للغايه يفعمه الحزن والهم.
جلسا الجميع بقلق وكلاً منهم منشغل الذهن بـ خديجه.
تجلس لمار تهز قدميها تخفض الطرف
عاتب الجميع ورد واخذا منها موقف لم يحادثها احد حتى لمار من بعد عودتهم ، لا تحرك عينيها عنها تبكِ بحرقة ، لاحظت أسماء نظراتها للمار وبكاءها الصامت أحست أنها بحاجه لحضناً ما لتخرج ما بجعيتها لتريح فؤدها قليلاً أتجهت وجلست بجانبها وضمتها بحنان لصدرها وهتفت بنبرة حزينه قلقه :-
هتبقي كويسه متنسيش خديجه قوية والله وهترجع فـ أطمني لأني مطمنها وقلبي حاسس أنها بخير ، يمكن عمتي بس بتلوم نفسها عشان زعلتك لكن هي مستحيل تزعل من بنتها ومتنسيش أن خديجه دي عوض فاطمه ليها.
أنكبت ورد بحضنها تبكي بحرقه بقلباً أصبح قبر حالك السواد مظلم يشتاق ويحن لكوكبه ونجومه لتضيئه وتعيد له الأمان والنور.
وقف يوسف ببغته ينظر حوله ثم قال بسخريه :-
يعني خديجه اتخطفت طول الوقت دا واحنا موجودين كأننا مش موجودين وأنتِ تخبي طب كويس والله.
رمقته ورد بنظرة ألم همت بالحديث ليشير لها قائلاً :-
متتكلميش الغلط مني كان لازم انتبه للكل.
يجلس عمرو واضعاً رأسه بكفيه وثب واقفاً مغادراً من امامهم للخارج ليلحق به حذيفه باشارة من حامد.
نظر يوسف لصديقه نظره ذات معنى ليلحق به ويغادرون… دقائق ونهضت لمار دون حرف مشيرة لـ ياسين وعثمان بحده :-
وراياااا.
لم يعتادا لمناقشتها فكان يجب عليهم تلبية طلبها دون استفسار.
كادا على وشك الخروج ليقفا الشباب متراجعين ناحية ورد جلس عثمان بجانبها و وقف ياسين أمامها قائلاً بصدق :-
سامحيني أنا سمعت صوتها ب…….
قاطعته ورد وهي تلتفت له بعفوية بأعين ضاحكه وهتفت :-
سمعت صوتها فين ؟ أنا أنا بنتي عايشه ؟ عايشه صح ؟!
فاضت عينيها بالدمع ليبادر عثمان قائلاً :-
لما كنت بنقذ مكه وكنا خرجين سمعت صوتها بتناديني بس صدقيني دورت في المكان كله مكنتش بينهم نهائى ولا لمحتها ظنيت إني بتخيل.
نكس رأسه بحزن لتداهمه جحافل من الذكريات مع خديجه حبيبته الصغيره و وجهها الباسم الضحوك وأعينها التى تسطع بالبهجه أغمض جفنيه يخشى فقدانها مجرد التفكير بخسارتها تؤلم قلبه للغايه كأن هناك من ينزعه.
علت البسمه وجه ورد وهي تقول.:-
يعني هي عايشه “وضعت يدها على موضع فؤادها” الحمد لله يا رب أنا متأكدة أنها هترجع يارررب رجعهالي بخير.
قاطعها ياسين بنبرة أضنتها الوجع :-
وانا كمان سمعتها بس افتكرت اني متخيل عشان وحشتني.
بس أوعدك هترجع حتى لو هضحي بروحي إلا خديجه.
ابتسمت له ورد باكية ، رحلوا الشباب بعدما طمئنوها ليضموها الفتيات جميعهم مجهشون بالبكاء معها
🌼”اللهم آتنا في الدنيا حسنة،وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”🌼
كان الوقت قبيل غروب الشمس حينما ولجت لمار بغضب هادر يشعل بمقلتيها لأحدى الفيلات ومعها قوة من العساكر وياسين وعثمان.
وقف رجلاً كبير بالعمر وقبل ان يصيح بها بادرت لمار قائله :-
فتشوا الفيلا كويس وأياكم تسيبوا شبر حتي “صاحت مناديه لعثمان وهي تشير له” أنت خد دا وياسين دا يلا بسررررعه.
قالتها وهي تشير لهم يمني ويسر وعادة نظرها لذاك الرجل بنوبة غضب شديدة دون كلمه ولكن كانت عينيها كفيله لتميته وتبث الرعب بأوردته.
أقترب منها بغموض عينيها مليئة بالإنفعال :-
في ايه وازاااي تدخلي بيتي كدا أنتِ مش عارفه أنا مين ؟
أبتسم لمار ببرود تام وسخريه وتوجهت لمكتبه وهو خلفه أخذت تبحث بكل ركن به وبالأورق وهمست ساخرة :-
لا عارفه طبعاً يا سليم بيه هو حد ما يعرفكش ؟!
وتأكد ان نهايتك وحبل المشنقه على أيدي !!!
ودلوقتي فين الأطفال..
صرخت به بعصبيه ونرفزه ونظرات مفعمه بالغضب.
هز رأسه متسائلاً :-
أطفال أيه أنتِ ازاي تداهمي بيتي كدا ؟
معاكِ أذن من النيابه ؟!
ظهرت أبتسامة ساخره على قسمات وجهها وهي تقترب منه حتي وقفت أمام وجهها قائله بفحيح :-
بنتي فين خديجه فين ؟
أبتلع ريقه بخوف والرعب سرى بأوردته وأوصاله وهمس بغضب :-
خديجه مين دي ؟ وانا اعرف منين هي فين ؟
أبتسمت لمار ببرود وتوجهت لخارج المكتب :-
كله هيبان دلوقتي يا باشا لما رجالتي يبجوا العيال.
أبتسم بمكر وهو يخرج بعدها ويقول :-
دورواااا براحتكم واللي تلاقوه طلعوه.
وجلس على اقرب مقعد بكبرياء.
لحظات وخرج عثمان خلفه القوة التي أصتفوا بجانب بعضهم لتنظر له لمار بإهتمام ، ليقول عثمان بأسف وهو يهز رأسه :-
ملقناش حاجة يا فندم !
نظرة له لمار بألم ودقات قلبها تتسارع خوفاً حتى كاد ان ينخلع ولكن امل تسلل لفؤاده حينما حرج ياسين صائحاً :-
ملقناش حاجة يا فندم.!
أتسعت أعين لمار بهاله مخيفه للغايه وهي تصيح بهم وفؤادها ينخلع من موضعه :-
يعني أيه مفيش حاجه ؟ انتوا دورتوا كويس….
قاطعتها ضحكات سليم وهو يتوجه نحوها و وقف أمامها هامساً :-
كان لازم تفكري مليون مرة قبل ما ادهمي بيتي ولأني أحسن منك هسيبك بس نصيحه دوري في مكان غير دا مش بيتي ودلوقتي اتفضلوا.
اشارة لمار للشباب بالخروج لينصاعوا فوراً استدارت برأسها له ببسمه بارده وهتفت :-
بس مش معني كدا أنك تمام طالما لمار حطط عينها عليك يبقي اتاكد أنها هتعمل المستحيل عشان تقضي عليك.
غمزة لة بمكر وغموض واستدارت مغادرة وقفت على أسكفة الباب مستديره له برأسها وأشارة بأناملها على عينها ثم اشارة له وغادرة بهيبه مخيفه
🌻”اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات”🌻
أعد عبد الله أكواباً من الشاي للرجال الذين بصحبته يستعدون حتى يذهبوا بالأطفال للطريق الذي سيسافرون به عن طريق البحار.
احتسوا جميعهم الشاي ونقلوا الأطفال بالسيارات التى ستنقلهم قريباً من موقع التسليم كان نصف الرجال فقط أما البعض منهم ما زال لم ياتوا بعد.
دقائق و وقع الجميع مغمياً عليه بسبب المنوم الذي وضعه عبد الله.
ليبتسم وهو يبصق عليهم وهتف بسخط :-
يا كلاب بتضيعوا آخرتكم عشان كام قرش “ثم صمت ملياً بحزن بدا بتفكير وأكمل قائلاً”
قال يعنى مكنتش هعمل زيهم “رفع بصره للسماء” الحمد لله
من غير خديجه كنت هفضل طول عمري شايل هم كبير وذنب مستحيل يتغفر الحمد لله يارب اشكرك وأحمد فضلك.
ابتسم وهو يزيح دموعه التي خانته وهوت واحدة تلو الآخرى.
أسرع ركضاً للداخل شبه راكضاً .
فتح السيارة المحمله بالأطفال واشار بيده لهم للنزول :-
يلا بسرررعه تحركوا.
مد يده لـ خديجه :- هاااتي ايدك يا خديجه.
يلا مفيش وقت كلة ينزل ؟!
أصتفوا الاطفال حوله بهلع يهشم قلوبهم نظر له عبد الله ولم يدر ماذا يفعل ولماذا الشرطه لم تأتي بعد !؟
حاول فتح بعد السيارات التي بداخلها فتيات فلم يستطع فهو استطاع أخذ مفتاح للسيارة التى بها خديجه فقط..
شعر بالتوهان لن يستطع تحريرهم او تركهم إذاً ماذا عليه فعله.
صوت سيارات آتية جعله يتسمر موضعه بفزع وقلبه يكاد يتوقف من فرط الخوف على هؤلاء الأطفال.
نقل الأطفال لعربية آخرى قد جاء بها قبلاً سرعان ما أنطلق بسرعه.
لحظات و وجد سيارات كثيرة تأتي خلفه بقوة حاول تشتتيت أنتباهم ولكنه محاصرينه.
على الجانب الآخر بعد أن رحل عبد الله داهمت لمار على المكان الذى قد وصل إليه من كان يجب ان ينقل البنات وسيسافر بهن تبادلوا أطلاق النار الذي اصبح ك المطر يقع من الجانبيين رجالاً كثيرة مصرعين في بحراً من الدماء.
استطاعت لمار بمهارة محاصرتهم فقد كانت گ المغوار تزأر لهم زئير الأسد من أجل طفلتها كانت لا ترحم أياً منهم.
ركضت لأقرب سيارة اوالتى كانت محمله بأجهزة طبيه والبنات خلفها أخذت تخرجهم جميعاً بلهفه عينيه تدور وتبحث عن طفلتها.
حذا ياسين وعثمان وعمرو الذى اثر على مصاحبتهم حذوها.
خاب آملهم حينما لم يجدوها ولكن ترقع يوسف اصابعه بعد تفكير هامساً بصدق :-
في عربيه متفرغه معني كدا ان الشخص اللي وصلنا المعلومات دي هربهم.
# او خاطفهم ؟!
همس بها بلال مفكراً.
ليرمقه حامد بسخريه قائلاً :-
ولو عايز يخطفهم هيرن يبلغ ليه؟!
همس يوسف بصدق :-
يجوز كان خايف اننا منوصلش في الوقت المناسب وعشان كدا ساعد على قدر ما يقدر بتهريبهم خاصة ان بعض الرجاله شاربين منوم.
هزت لمار رأسه تأيده.
ليسرع يوسف قائلاً :-
ودا يعني أننا لازم نبحث عنه لان ممكن بردوا يكونوا ملحقينه.
أمرت لمار أنس وبلال بالعودة إلا ان أبى عثمان وياسين بشدة بدون العودة بلى خديجه.
ظل عبد الله يقود دون وجهه بالطرقات حتى وقف بطريق به ناس بعد الشيء فتح السيارة وصاح بالأطفال :-
أنا لازم اسيبكم هنا هما هيفضلوا يلاحقونا “اشار على شارع حانبي” أأقفوا هنا لو فضلت عايش هرجعلكم لو مرجعتش “نظر لـ خديجه” وقفي اي حد بس مش اي حد وخلاص والله ما عارف يا بنتي بس اهم حاجه تروحوا للشرطه.
هم بإن يصعد السيارة مرة أخرى ، ولكن يداً تعلقت به منعته من التقدم لينزل عينه على خديجه التى ملأتها الدموع لتهمس خديجه وهي ترفع رأسها له بدموع لاحصى لها :-
أنت هترجع يا عمو ؟ انا هشوف تاني ؟
نظر لها نظرة لن تنسى مهما حيت هبط لمستواها وعيناه تذرف الدمع وضمها لصدره بحنان اب مجهشاً بالبكاء ممتناً لتلك الصغيرة ولكنها ابعد ما تكون عن صفة الصغار فتلك الفتاة الذى عقلها يكبر سنها برجاحته أهدته لطريق النور وأنتشلته من الضلال لقد انارت حياته واخذت بيده لطريق الهداية واظهرت له ان الحياة تلك لا تعنى شيء وهو فقط عليها ك غريب او عابر سبيل كان مقدماً بطريق لهلاك أخرته وذنوباً لا حصى لها وقتل ارواحاً بريئه فـ بلحظه جاءت هي كنسمة ريح عطره تحمله من الضياع لتضعه بطريقاً يتمني به مغفرتاً من الغفور الرحيم.
أبتعد عنها وهو يزيح دموعه التى كلما ازاحها انسدلت بغزاره :-
تعرفي يا خديجه أنتِ بنتي اللي مخلفتهاش انا ممنون ليكِ بحياتي بس انتبهي على نفسك أنا لازم امشي قبل ما يلاحظوكم.
ركض متجهاً للناحيه الآخرى وصعد وقاد مسرعان.
دقائق يقود بهدوء لا اثر لهم ليخرج سيارات بوجهه محاوطينه من كل جنب..
وعلى بغته هجموا عليه واطرحوه أرضاً واقترب سليم منه ودفعه بقدمه في معدته وصاح :-
بقى بتبلغ عني يا كلب ليه ؟ فلوووس واديتك قولت علاج بيتك دخلتهالك اكبر مستشفى وفي الآخر دا جزاتي…
سعال مصحوباً بدم كل ما صدر منه.
لمح عبد الله خديجه تختبئ خلف السيارة فـ بدا له انها صعدت معه دون ان يرآها حملق بها بخوف وهو يطرف عينيه عدة مرات بوهن شديد.
أشار لها بعينه ان ترحل ، إلا انها كانت تهز رأسها بنفى وشلالاً من الدموع ينهمر على وجنتيها بقلباً موجوعاً يدق بـ ألماً لألمه نبض كأنه الخناحر تنغرس بها بلا هوادة.
لاحظ سليم نظراته واشاراته ليلتفت للخلف ليشير لها عبد الله بنظرة أصرار يفعمها الترجي بالذهاب لتركض خديجه قبل ان يرآها توشك على السقوط مراراً لهالة الغشاوة من الدموع التي تحجب رؤياها…
💮”اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء”💮
وقف صائحاً بمن أمامه مطأطأ الرأس :-
يعني ايه الصفقه اتلغت؟ انت عارف شركتنا لو فضلت على الحال دا ايه هيحصلها هنفلس.
قال الاخر دون ان يرفع رأسه :-
استاذ زين أنا بعمل اللي بقدر عليه ولكن ان شاء الله هطمنك وابشرك.
أؤمأ زين وهو يكبح غضبه بشتى الطرق وقال بهدوء جاهد ليبدوا كذلك :
ان شاء الله خير روح انت دلوقتي وبكرا هتتحل.
خرج الشاب بينما جمع هو ملفاته وجذب مفاتيحه وهاتفه وغادر.
وقف أمام أسكفة الشركه لدقائق ثم أقترب ليضع الملفات بالسيارة وتوجه لسوبر ماركت قريب وجلب علبة سجائر وقف شاعلاً واحده منثفاً دخانها بتنهيدة حيرة وقلق وتفكير.
صوت شهقات جعله يسترق السمع ليعلم مصدره من أين يأتي ألقي سجارته وسحقها بقدمه سار ذهاباً واياباً يلتفت لمصدر الصوت.
وقف قريباً من الصوت لكنه لم يبصر أحد ليصيح بصوتاً عال :-
في حد هنا ؟
صمت قليلاً فتوقف صوت البكاء ليتابع قائلاً :-
مين بيبكِ حد محتاج مساعدة مين ؟
تابع السير قدماً وهو يدقق النظر بعينه لكنه لم يرى أحد ولم يستمع الصوت هز منكبيه وعاد ادراجه لسيارته وهو يخلع جاكت بدلته ، فتح باب سيارته وألقى الجاكت على المقعد المجاور وجلس امام عجلة القيادة ليشغل السيارة مصدراً صوتً قوياً هم بالأنطلاق ليبصر بالمرآه طفله صغيرة ترتجف تخرج من احد الأورقه الأزقه دقق النظر بها كانت تبكي يديها ترتعشان وجسدها يرتجف برعده قويه ودموع تنسدل بغزاره محجبه ترتدي اسدال ، نظرته تحولت لتعجب مفعمه بالدهشه عاد فتح الباب وترجل بهدوء همت هي بالأختباء ليركض هو ويلحق بها ممسكاً بمرفقها همس ضاحكاً :-
هو انا عفريت بتجري مني ؟
حاولت نزع يديه وهي تغض الطرف ليثبتها هو ممسكاً بمنكبيه ويهبط بمستواها هامساً بحنان :-
ممكن اعرف القمر دا بيبكِ ليه ؟
زاد نحيبها ليتنهد بصوتاً مسموع وقال :-
طب ممكن أعرف فين ماما او بابا أو أنتِ بتعملي ايه لوحدك.
أجهشت بالبكاء أكثر ليدري الآن أن هناك امراً وأنها مفقودة همس وهو يزفر :-
طيب ممكن توقفي عياط عشان افهم منك في أيه وهوصلك عند بابا وماما.
لم تجيبه سوا دموعها فقط ، جالت عيناه المكان ليتنهد بضيق لبكاءها ويقف مغادراً.
ذاد بكاء خديجة ثوانً وعاد هو ومعه زوجاجة مياه ناولها لها قائلا :-
ممكن تشربي طيب وتهدي كدا.
أخذت من الماء لترتوي واعادتها له ليملأ كفه غسلاً وجهها وابتسم لها قائلاً :-
فهميني بقا ومتخافيش مني مش هأزيكِ هساعدك بس قوليلي أنتِ منين.
صمتت خديجه وهي تنظر له بتفكير لا تدري بما تجيبه فهي لا تدري المنطقه التي يسكنونه بها بماذا تسمى.
زفر بملل قائلاً :-
علي الأقل ردي عليا علشان اقدر أساعدك كدا مش هعرف ارجعك.
فاضت مقلتيها البريئتان بالدمع وهي تنظر له بأسى ليقول هو بنفاذ صبر :-
والله مهأزيكِ انا حابب اساعدك صدقيني بس قوليلي أنتِ منين او اسم بابا حتى واهدي بلاش عياااط.
همست بصوتاً خافت :-
عمررو.
تطلع لها بتعجب وقطب حاجبيه سائلا :-
عمرو مين ؟
همست خديجه بهدوء :-
بابا أسمه عمرو وماما ورد وخالته لمار.
ضحك لبرئتها قائلاً وهو يجلس على الأرض غير عائب ببدلته الباهظه :-
اوك ودلوقتي توهتي ازاي ولا ازاي سبوكِ كدا.
جلست بجانبه وهمهمت قائله :-
انا مش توهت في ناس وحشه خدوني “أختنق صوته بالبكاء بوجع وهي تقول :-
وعمو عبد الله الحلو ضربوووه اأنا
بإهتمام تطلع بها دون فهم وهمس متسائلاً :-
بمعنى أنك كنتِ مخطوفه وفي حد ساعدك وهو ساعدك فعلاً بس مسكوه صح كدا.
أؤمأت خديجه مؤكده ليهمس بقلق :-
كانوا خاطفينك ليه طيب؟
ببراءة هزت خديجه منكبيه هاتفه وهي تنظر له :-
معرفش ، أنا كان فيه أطفال كتيير.
# دي عصابه بقا ؟
قالها بإهتمام جلي لتهز هي منكبيه دون علم لذلك.
هتف وهو ينهض :-
طب قومي يلا.
تطلعت به بأعين خائفه يفعمها الرعب أستشعر خوفها ليهمس بحنان:-
قومي تعالي معايا البيت عندي لحد ما اقدر اوصل لأهلك مهو مينفعش تفضلي هنا لوحدك ممكن يلاقوكِ وممكن ولاد الحرام تستغلك ومتلقيش حد كويس زيي مش كل مرة تسلم الجره.
ضحكة خديجه لأخر جمله نطق بها وهزت رأسها :-
لا روح أنت انا هستني اكيد خالتوا لمار هتيجي.
نطق بإصرار يحاول ثنيها :-
وافتراض مجتش وحد خدك ؟ قومي معايا ومتخافيش عندي اختين في البيت مش هتكوني لوحدك.
نهضت قائلة ببراءة:-
و ماما وبابا مفيش.
همس بألم شديد :-
لا توفوا الله يرحمهم هز راسه مشيراً للسيارة :-
يلا بينا.
ظلت متسمرة مكانها تفكر لتعزم امرها بالمضي قدماً معه.
صعدت بجواره بصمت تام وحياء وقاد هو مندفعاً لداره ، دقائق كان الصمت يخيم عليهم حتى وقف أخيراً وركن سيارته وترجل منها دق قلبها بخوفاً وأدمعت عينيها تشتاق لوالدته ما ذاك العالم الذي اصبحت به فجأه دون أنذار أنه عالم مخيف كل شيء به غريب أين حضن والدته الذي كان هو وطنها وعالمها أين هم من كانوا محورها أشتاقت لهم إلي حد اللامعقول.
لم تشعر سوا حينما دلفت معه للداخل وصوت فتاه انتشلها من أفكارها تقول بصدمه :-
يخرب بيتك يا زين أنت طلعت للشركه رجعتلنا مخلف مين دي.
تقدمت من خديجه تفحصها بدقه وقالت بإنبهار واعجاب :-
بس ايه يا اد القمر دا ، دي بنتك ازاي انت مش قمر كدا!!
مع أنها طفله بس غريبه مش عارفه ليه.
هبطت قليلاً لمستواها وهمست :-
أنتِ اسمك أيه ؟
قال زين بغيظ من اخته :-
اسراء يا زفته قومي بطلى لماضه وخدي خديجه غيرليها لبسها انا بعت حد يجيبلها حاجه كدا واهتمي بيها.
صاحت بفرحه وهي تقفز :-
الله اسمك خديجه وكمان هتقعددددي معانااا هيييييييييح أخيراً حد يونسنا.
# فين سجى ؟؟
لفظ به زين متلهفاً مشتاقاً متسائلاً.
اوشكت ان تجيبه ليقاطعهم صوت اقدام تهبط الدرج قائله :-
انا هنا يا زين ، أنت جيت امتى ؟
أشرق وجهه مسروراً وطلت الفرحه من مقلتيه و وثب گ قلبه ما ان رآها وركض للدرج نحوها ممسكاً بكفها بحنان وللطف وقال :-
على مهلك.
همست هي برقه :-
مكنش في داعي انا عارفه الطريق .
صرخت منفعله ما ان حملها وهو يقول :-
بما انك قولتي كدا يبقي اشيلك بقا.
ارتفعت صوت ضحكاتها ، لتشير اسراء لخديجه :-
شوفييي يا اختي الحب دا كله ليها ولا كاني انا كمان اخته.
لم تفارق البسمه وجه خديجه..
انزل زين سجى برفق وحنان وهمس وهو يتوجه للصعود :-
هطلع اخد دوش وانزل.
ظلت خديجه مكانها وجله خائفه لا تدري إلي اين سيأخذها القدر ولكنها اطمئنت لهؤلاء الاشخاص.
فاقت على صوت سجى قائله :-
هو مين هنا ؟
نظرة خديجه بعدم فهم لأسراء لتشير لها أسراء لعينيها أنها لا ترى لتشهق خديجه بصدمه أتلك افتاة الجميله لا ترى.
تقدمت سجى وهي تتلامس بيديها وتهمس :-
خديجه هي فين ؟
ركضت خدبجه نحوها ممسكه بكفها بحنان وهمست :-
انا هنا اهووو.
جلست سجى على ركبتيها امامها وقالت لها بحنان :-
متخافيش أنتِ معانا هنا في امان زين هيساعدك وهيلاقي أبوكِ ومامتك.
همست خديجه ببراءة :-
حاضر يا قمر.
همست سجى بحزن :-
قمررر ؟؟
همست خديجه بحنان وهي تقبلها من وجنتيها :-
اه أنتِ قمورة وانا حبيتك اوي.
همست سجى بألم يطل من شرفة عينيها:-
ولا قمر ولا حاجه انا وحده عاميه حتى مش هقدر اشوفك.
هزت خديجه رأسها بجنون وهي تقول :-
مين قال كدا “مسكت كفيها لتقربهم من وجهها وهمست”
اهووو شفيني وبدا كمان.
وضعت كفها الاخر على قلبها.
لتهمس سجى وهي تتلامسها :-
انتِ لابسه ايه؟
همست خديجه بحنان :-
دا حجاب.
# أنتِ محجبه بس انتِ لسه صغيرة؟
همست خديجه:-
لا انا مش صغيرة.، صمتت ملياً وقالت :-
انا حبيتك اوووي.
قاطعتهم اسراء قائله :-
لا بقا أنا كدا هغير منك وانا فين من الحب دا ؟
ضحكوا عليها وهبط زين فجلسوا جميعاً يأكلون أبت خديجه ولكن ظلت الفتيات تطعمها…
🌸”اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى”🌸
كأن الزمن توقف بحياة لمار والجميع واهمهم ورد وعمرو فحياتهم أصبحت ليست حياة حياه غريبه ليس بها روح يختنقون ولا يجدوا منفذ ولا من ينجدهم.
لم يغمض لها جفن هي والشباب بالبحث عن خديجه لم تمل ولم تكل ساعات تذهب وساعات تجيء وهي تنطلق بالطرقات تسئل هذا وذاك ومهما اذداد تعبها هونته وهي ترى خديجه باسمه امامها فكل شيئاً يهون بسبيل اعادة خديجه.
_ ام عند خديجه كانت تجلس مغمورة بالحزن أصبحت منطفئه حزينه ليست بها روحاً او حياة.
حاولت ان تغمض جفنيها وتغفي قليلاً لكنها لم تستطع فكيف تنام بعيد عن والدتها ولمار والفتيات بكت بصمت وهي تدفن رأسها بالوسادة.
أحست سجى بصوت نحيب خافت ياتي بجانبها لتعتدل جالسه متحسسها بيدها خديجه وهي تهمس بقلق :-
ديجا يا حبيبتي انتِ بتعيطي ليه ؟
هزت رأسها نفياً كانها ترآها وقالت بصوتاً مختنق :-
مليش أنا مش ببكي.
تحسست وجهها ثم عينيها بإصابعها الرشيقه الرقيقه وهمست بحزن جلي :-
ازاي مش بتبكِ والدموع دي ايه؟
صمتت ملياً بتفكير وتخلل الحزن شغاف فؤادها واستطردت بوجع :-
اتوحشتي ماما صح ؟ وهي كمان اكيد أتوحشتك بس الحاجه الحلوه أنك بخير وهترجعيلها قريب وهتشبعي منها.
ابتسمت خديجه ونظرة أمل طلت من عينيها أحتلت سويداء قلبها.
لتردف سجى بحزن :-
تعرفي أنا نفسي اكون في مكان كدا بس هرجع منه تاني لـ ماما بس دلوقتي مفيش ماما نهائي انا مش فاكره اي حاجه غير انهم ماتوا.
أعتدلت خديجه مسنده على ركبتيها تقبل وجنتها وتضمها بذراعيها الصغيران وهمست :-
ربنا هيعوضك تيجي احكيلك قصة ؟
أؤمأت سجى مهلله بفرحه بوجهاً أشرق فرحا وسروراً.
انفجرت أسارير خديجه وبرقت عينيها ببهجه وصاحت :-
هحكيلك عن بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقبت سجى بأهتمام شديد تحسها على الحديث لتقول خديجة :-
كان بلال عبد حبشي اسود ولما أسلم عذبه المشركون فكانوا ينزعون الثياب من العبيد ويلقوهم أرضاً على رمال مكه والشمس الحارقه ويلبسوهم حديد وياتون بضع رجال بصخرة كبيرة ويضعوها عليهم وكانوا يلهبون ظهورهم بالسوط، ولكن بعض منهم مكنش بيستحمل التعذبب فكانوا يستجييوا لهم عن سب الدين ومحمد ، اما بلال مؤذن رسولنا لم يضعف ولم يثلج قلوبهم باي كلمه بالعكس كان بيقولهم “أن لساني لا يحسنه”
كانوا مهما يعذبوه ويلهبون ظهره بالسوط يقول “أحدٌ … أحدٌ..
ويضعون علي صدره الصخور وهو يهتف” أحدٌ … أحدٌ..
صمتت خديجه حين ذلك لا سيما تتخيل بلالاً موضوعاً مجرداً من الثياب فوق رمال مكه الملتهبه من حرارة الشمس فوق الحصى الملتهب ثم ياتون بضع رجال منهم يجرون حجر يتوقد ناراً ويضعوه علي صدره تتخيل ولا تدري كيف تحمل ذلك عليكم ان تتخيله ذاك الموقف وهو يهتف رغم المه وثقله أحد احد….
أسترقت سجى السمع ليتناهى لها نحيب خديجه لتهمس بقلق وهي تحاول امساكها بيديها :-
مالك يا خديجه سكتي ليه ؟
تابعت خديجه بدموع :-
هما تعبوا من تعذيبه وملوا ولكنه كان ثابت كانوا يتوسلون ليه ويرجوه أن يثلج قلوبهم بكلمه يذكر فيها محمد بسؤ فيقول لهم بسخريه “ان لساني لا يحسنه”
ورق ابو بكر له وجمع ماله ليفتدي به بلال من العذاب وسوام اميه بن خلف ليشتريه فأغلي الثمن عشان ابي بكر ميقدرش يشتريه ولكن أبي بكر وافق واشتراه فكان كريما لا يهتم بما اتفق في سبيل الله..
وأصبح بلال مؤذن رسول الله لقد كان لا يقول سوا احد احد…
فكان له الجزاء وهو الاذان ليصدع من صوته وهو واقف فوق ظهر الكعبه…. فيسير الحقد والغيظ فقلوب المشركين فكيف لعبد حبشي ان يصبح هو مؤذن للرسول.
كان بلال اسود نحيف الجسد مفرط الطول صاحب شعر غزير في رأسه.
صمتت خديجه متنهده بصوتاً عال وأعين تفعمها البهجه وتابعت :-
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الصبح :-
حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فأني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنه.
قال بلال :- ما عملت عملاً ارجي من أني لم أتطهر طهوراً تاماً في ساعة من ليل ولا نهار ألا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي.
ابتسمت خديجه وهي تقترب من سجى تضع رأسها على كتفها اما سجى كانت باسمة الوجه مشرقاً بدت البهجه تطل من لمعة عينيها التى لا تري بهم لتعبر عن مكنون فؤادها الذي أنتعش بكلمات خديجه لتهمس وهي تضم كتفها :-
خلصت قصة بلال…
قاطعتها خديجه قائله :-
لسه في حديث تاني .
واردفت قائله :- وعن عبد الله بن بريدة قال : حدثني أبي بريدة قال :-
اصبح رسول الله ﷺ فدعا بلالاً فقال :-
يا بلال بم سبقتني إلي الجنة ؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي ، دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي.
فقال بلالاً:- يا رسول الله ﷺ ما اذنت قط إلا صليت ركعتين وما اصابني حدث قط إلا توضأت عندها ، ورأيت ان لله على ركعتين، فقال رسول الله ﷺ بهما.
اي بفضل هاتين الركعتين سبقتني إلي الجنة.
همست سجى بفرحه.:-
الله قصة بلال جميله اوي وفيها حاجات اول مره اعرفها وازاي تحمل كل العذاب ده ؟
ابتسمت خديجه بحزن وقالت ببراءة :-
مش عارفه بس كان في بعض الصحابه يجيبوا المشركين ويقولوا ليهم اللي عايزينه.
قبلتها سجى من رأسها وهي تقول :-
تعرفي اني لولاكِ مكنتش هعرف القصه دي خالص.
ابتسمت خديجه ببراءه قائلة بفرحه :-
هحكيلك على طول وبعد ما امشي هخلي ماما تجبني عندك على طول.
كسى الحزن والألم وجه سجى وقالت بنبره ثقيله مؤلمة :-
رغم إني بس عرفتك انهارده حاسه اني اعرفك من سنين وانك حد غالي اوي وتعلقت بكِ ومش عايزكِ تبعدي عني انا حبيتك اوي.
شددت خديجة من ضمها لها وقالت :-
بس انا حبيتك اكتر ومش هسيبك ابداا.
# اتمني….
همست بها سجى بتمني من فؤادها واستطردت قائلة :-
يلا نام الفجر قرب.
هزت خديجه راسها :-
نامي انتِ وانا هصلي.
تخشبت سجى وهمست زاهله :-
تصلي.
هزت خديجه رأسها كأنها ترآها وقالت :- اااااه.
ونهضت لتتؤضى وتصلي.
🌸((اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة محمد  في أعلى جنة الخلد))🌸
كان الحزن يخيم بالآفاق بكائبه وهماً وغم وقلق كان الجميع في حالة كأن الزمن توقف ، ورد لا ترقأ لها دمع القلق يهشم فؤادها لفتاتً صغيرة روحها تتمزق ألماً و وجعاً ، ولا يقل حال الفتيات عنها فهم أيضاً عيناهم تذرف الدمع أما أسماء فكانت أكثرهم شعوراً بما تشعر به ورد فهي عاشت ذاك الخوف الذي يميت بالبطيء دون هواده ولا يستطع الأنسان أنقاذ نفسه…
لم يعد اياً من الشباب ما زالوا يبحثون بالطرقات بكل ركن وزاويه لا يهدأ لهم بال كاسفي البال يتألمون ولكن عمرو فـ الخوف من الفقد مسيطر عليه طفلته الصغيره لايدري أين هي وماذا يفعلون بها ، يفكر ماذا لو حصل معها شيئاً كيف تواجه الامر كيف أمام تيار الحياة التي يقذف بالأنسان دون انذار ويتركه امات ام حي فهو حرا ، كيف تعيش وسط ذاك البشر وبعضهم ابعد ما يكون عن صفة البشر ماذا لو هجم عليه شيء.
قلبه ؟ هل يوجد قلبه هل ما زال موجوداً فهناك ضجيج جعل القلب ينتزع من صدرة يصرخ فؤادة صرخات شقت القلب شقاً وبكاءه لا يهدأ لكن ماذا عليه أن يفعل.
لمار رباااااه هل هي تعيش ؟ فأين روحها اين غادرة أضنت الندوب فؤادها ندوب تخللة بشغاف القلب وسويداه گ اسهم تخترق فؤادها فلا تستطع الأستنجاد الأكسجين هرب من حولها فتختنق ويختنق صدرها وروعها على طفلتها التي املت حياتها سعادة تقسم أن روحها ذبحت مثل فؤادها الذي يرفرف ذبيحاً.
💐”اللهم قني شح نفسي واجعلني من المفلحين”💐
بصباح اليوم التالي أستيقظت سجى تحسست الفراش بجانبها لم تجد خديجه بهلع رددت اسمها ليأتيها صوت تكبير من خديجه فتطمئن وتسكن والبسمه أشرقت وجهها.
طرقات على الباب وأذنت للطارق ، ففتح للباب وطل زين الذي تبقى ممسكاً بالمقبض ويطل برأسه فقط القى السلام وأبصر خديجه تصلي لينبهر مزهولاً بأعجاب شديد ومد بصره لــ سجى التي وقفت مقتربه من الباب ليلحق هو ممسك بكفها قائلاً :-
مش يلا عشان منتأخرش ؟
كانت البسمه لا تفارق وجهها المستديراً وشفتيها الصغيرتان وعينيها البنتين وهمست :-
اه هنمشي بس عايزه اقولك حاجه .
همس زين باسماً يحسها :-
قولي يا بنتي في ايه قولي أنتِ تؤمري يا قلبي ؟
فركت يديها بتوتر شديد ليهمس هو :-
سجى يا قلبي في ايه قولي.
مش عايزة تيجي انهارده ؟
هزت سجى رأسها نفياً وهي ترجع خصلات شعرها البنيه الممزوجه بالأسود :-
لا لا انا عايزه اجي.
رفع حاجبه هامساً بتعجب :-
امال ايه طيب قولي .
رفع ذراعه يحاوط كتفها إليه وقبل رأسها بحنان لتهمس هي بتلقائيه كأنها تخشى ان يعود توترها وينعقد لسانها :-
بص انا عايزه اخد خديجه معانا.
بسمه ساحرة زينة سماه وهو يقول :-
بس كدا ؟ التوتر دا كله عشان تقوليلي كدا .
انا أصلاً كنت ناوي اخدها.
قاطعتهم خديجه قائله :-
هتخدوني فين ؟
تعلقت أعينهم بها وهمست سجى وهي تهز زين بخفه :-
سيبنا يا عم لوحدنا لحد ما نجهز يلا.
رفع زين كفيه مستسلاماً وهو يغادر باسماً :-
آخرتها بطرد ماشي ماشي.
ظبط الجاكت المسند على ذراعه وخرج غالقاً الباب خلفه.
لتتجه خديجه بحنان لسجى ممسكه بكفها وهمست :-
انتوا رايحين فين ؟
ابتسمت سجى وهي تنظر امامها قائله :-
رايحين الشركه مع زين وبعد كدا هنخرج ندور على أهلك يمكن نوصل لحد منهم.
هلل وجه خديجه بفرحه وهي تصفق لتضحك سجى بصدق ، دلفت اسراء لتساعد سجى على تبديل ملابسها وتجهزوا وهبطوا تناولوا فطورهم واستقروا السيارة التي انطلقت بهم.
🏵”اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى”🏵
صوت زين العال على موظفيه كان صدى ليسمع بشركته بأكملها وهو هائجاً بهم ، حتى اقتربت سجى منه فهدأ هدوءً تام وطلب من الجميع المغادرة ، أخذته سجى ليجلس بجانب خديجه الجالسه بهدوء وهي تنظر له فهي من اول ما رآته لم ترآه بتلك الحاله الهائجه أبداً ، فهو منذ أن دخل لشركته وتبدد كلياً اختفت ابتسامته كانه لا يدري كيف يبتسم والجديه والغضب والحده ارتسمت على محياه كانه لاول مرو تراه واول ما خرج موظفيه واصبحا بمفردهما حتي تبدد حاله وتغير وجهه الغاضب العبوس ليصبح وجها ضاحكاً باسماً ، نظرت له بتعجب شديد أيتحول ابه شيء ام ملبوساً هو ، جحافل من الاسئلة اخترقت ذهنها لتنهض واقفه على الأريكه مقتربه منه وتضع كفها على جبينه ، ليصمت ويكف عن الحديث هو وسجى ونظروا له مزهولين متعجبين.
علا صوت خديجه ببعضاً من آيات القرآن بصوتاً شجي عذباً رقيق هادئاً.
وحينما انتهت شكرها زين مبتسماً وقال بصدق :-
تصدقي حسيت براحه فعلاً وسكينه ولا مرة حسيتها.
وضعت خديجة يدها اسفل ذقنها مفكره وعيناها تجوب المكتب لتهمس وعيناها زائغه :-
أنت لازم تتلبس مفيش قرآن خلص. عليك عفريت يروح ويجي.
انفجرت سجى ضاحكه رغماً عنها ، ليحملق هو مزهولاً لا يستوعب ما تفوهت به “ملبوساً؟” ردد بصدمه وهو يشير لنفسه :-
ملبوس ؟ أنا ملبوس وبعفريت يروح ويجي.
اؤمات خديجه ضاحكه ، ليقف هو محدقاً بها بأعين غاضبه تكاد تفتك بها :-
بقا أنا يابت بتقوليلي ملبوس؟
لم تخف كما توقع وانما صاحت متخصره :-
مش بخاف على فكرة يا عم ملبوس.
انفجر زين ضحكاً لحركتها وقولها وهمس بصدق وهو يجلس:-
والله يا خديجة يبدوا اني هغير رأيي ومش هرجعك لأهلك ؟
لفت خديجه لتجلس على قدمي سجى وهي تضم رأسها وقالت :-
لا همشي وهاخد سجى معايا.
وأخرجت لها لسانها معيظة اياه.
ليرفع هو حاجبه :-
يا شيخه.
اؤمأت خديجه برأسها وهمست بجديه :-
ماما بتقول عشان ربنا يبارك لنا لازم نطلع صدقه “ضيق حاجبيه بعدم فهم لتكمل هي” ماما بتقول ان احنا لازم نسعد غيرنا وتطلع صدقه عشان ربنا يباركلنا في الشغل وفي الفلوس وأنت لازم تعمل كدا عشان شغلك.
ارتسم الزهول على وجهه مجدداً بعدم فهم وبمقلتيه تعجب شديد. ماما بتقول ان الصدقه ليها أجر وثواب وتذهب الخطايا و وقايه من النار “تنبه زين لها صاغياً لا يصدق ما يستمع إليه اتلك طفله حقاً أم ماذا” ابتسمت له خديجه وهي تتنهد وهمست :-
قال الرسول ﷺ “فاتقوا النار ولو بشق تمرة” وقال أيضاً ” ان الصدقه تطفئ الخطيئه كما تطفئ الماء النار”
كانت سجى تسترق السمع وهي تضمها لصدره حتى همست:-
انا مكنتش اعرف عن الصدقه ابتسمت لها خديجة بحنان وخللت اصابعها بخصلاتها وقالت :-
أنتِ لما نروح نتكلم عشان تتحجبي.
قالت سجى باسمه :-
أنتِ يابت اناهشك انك طفله !؛!
تنبه زين وقال لـ خديجه :-
سيبك من البت الفاضيه دي وكملي.
ضربته سجى بخفه لتكمل خديجه ناظرةً له :-
عن عقبه بن عامر قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول “كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضي بين الناس” يعني الصدقه بتظلنا يوم القيامه وقال الرسول بردوا ان سبعه يظلهم الله بظله في يوم لا ظل فيه إلا ظله وذكر “رجل تصدق بصدقه فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”
وتابعت باسمه له وهي تتنهد براحة واكملت :-
وكمان الصدقه شفاء للأمراض عن الرسول ﷺ قال “داووا مرضاكم بالصدقه” وان المتصدق ربنا بيبارك له في ماله وقال “ما نقصت صدقة من مال” وربنا بيضاعف الأجر بمعني أن الصدقه تظلنا يوم القيامه ويتغفر خطيانا وكفايه الفرحه اللي بنشوفها على الوشوش.
صمتت حينما تطلع به زين مصدوماً للغايه لتهمس برفق :-
بتبصلي كدا ليه ؟
تطلع بها من رأسها لأصابع قدميها مزهولاً ونطق دون استيعاب :-
أنتِ طفله متأكده ؟
هزت خديجه رأسها ، ليضع هو كفه على رأسها ونهض جالساً خلف مكتبه ليفعل ما أستمعه من تلك الصغيرة ويطبقه فيبدوا انه سيتعلم الكثير لدينه منها.
ظلت تتحدث هي مع سجى عن الحجاب لعلها تقتنع بأرتداءه.
ريثما انتهى زين من عمله وأجتماعته واخذهم للملاهي ليقضوا وقتاً جميلاً سيظل اثره بقلب خديجه لن يزول ، إذ ان زين كلف رجاله بالبحث عن عائلته بعدما قالت له اسم والدها وعمتها لكنه لم يتوقع ان تكون هي ذاتها لمار ، عادوا للمنزل بعد يوم طويل استمتعوا به كثيراً دلف زين سعيداً لسعادتهم وخلفه سجى وخديجه.
# بن أخويا الغالي كدا مبتسالش على عمك كنت فين “مال للامام قليلاً ناظراً لسجى وهو يقول” ولا هسئل ليه ما اكيد مع البرنسيسه.
تقدم زين منه وهو يدس كفيه بجيب بنطاله و وقف امامه بتعالي صائحاً :-
البرنسيسه ملكش دعوه بيها واااه هي برنسيسه فعلاً أنت بقا مالك عايز ايه ؟
بالخارج تخشبت اقدام خديجه ما ان تناهي لمسامعها ذات الصوت لتترك يد سجى بخوفاً شديد منهم جميعاً وتحجرت دموع عينيها بمقلتيها وتراجعت للخلف بخوف سرى بمهجتها وهشم فؤادها وأضناه غصه مريرة علقت بحلقه كادت روحها ان تخرج وانقاسها بالتوقف وحبست دموعها وهي تتراجع وتركض مغادرة بعيداً وتهز رأسها قائله :-
هما هيدوني لعمو الوحش..
ظلت تركض بعيداً وهربت دموعها على وجنتيها ، سارت بالطرقات دون وجهه.
تنبهت سجى أن خديجه ليست بجانبها فمدت كفيها تتحسس المكان وهي تقول بقلق :-
ديجااا أنتِ فين ؟
على بغته شئ ما دفعها من كتفها لم يكن سوا عمهما ليتلقفها زين بذراعيه وهو يسبه لتمسك به سجى تمنعه من الذهاب خلفه وهي تقول بـ لوعه وصوتا مختنق :-
ديجاااا يا زين ديجااا مفيش كانت هنا واكتفت ؟!
تنبه زين لكلماتها هامساً باطمئنان :-
يا حبيبتي اكيد دخلت ولا حاجه.
قاطعتهم اسراء قائله :-
لا يااا زين ديجااا مفيش ومدخلتش.
بكت سجى بقلق و وجهها انطفئ بريقه وهي تقول:-
خديجه يا زين شوفها ورجعها.
اؤما زين براسه واشار لاسراء :-
خدبها وادخلي وانا هدور هنا هي اكيد بتلعب هنا او هنا..
امر زين الخدم والحرس بالبحث عنها دون جدوي او اثر فلم يروها فقد غفلتهم وهي تهرب من ذاك المكان الذي ظنت أنه نجدتها…….
🌺((اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي))🌺
صرخة مدويه شقت هدوء الليل الساكن لتنتفض غادة من نومها اما وعد التي كانت تدلف لتوها بعدما جاءت خفية من بعض الرجال الذين قرروا مساعدتها مضحيين بحياتهم خرجت مشرعه تتبع الصوت الذي كان يصدر من الحجه صفية بغرفة زوجها.
تسمرت قدميها على أسكفت الغرفه وهي تجد والد رحيم جثه هامدة لا تتحرك جسده تيبس والحجه صفية منكبه عليه تضمه وتصرخ بإلا يتركها اما غادة ارتعد جسدها وهي تهز رأسها بجنون لا تصدق عينيها ان والدها قد رحل ، وجع وجع لا يحتمل تخلل فؤاد وعد وهي تنظر له بألم ألم شديد لقد كانت منذ ساعات بجانبه الهذا السبب كان يوصيها علي غادة وزوجته واعلمه انه يعلم انها شرطيه لا تدري كيف عرف طفقت دموعها تهوي گ شلال على وجنتيها وركضت تجاهه تقبل يديه وتبكِ ، كان عليها ان تكون قويه لأجل غادة التي انهارت وأغمى عليها والحجه صفية التي هدأت من نوبة بكاءها وتمسك يد زوجها وتحادثه كأنه يجيبها ويستمعها.
توقعاتكم ورأيكم…
🌷ا((للهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين))🌷

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى