روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثاني والأربعون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثاني والأربعون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثانية والأربعون

🍂بسم الله الرحمن الرحيم 🍂
# دموع العاشقين
# الفصل السادس
ما أجمل أن يكون لديك شخصاً يتألم هو أضعاف ألمك .
أن يشعر بك حينما لا يشعر بك أحد حتي ذاتك .
أن تكونا قلباً بجسدين أن تألمت فذاق هو مرارة الألم وحده .
أن تتألم ف يعيش هو الألم أن رزقك الله بهذا الأخ الذي أنتِ محور حياته .
ذاك الأخ الذي بمثابة أب سند مهما تميل تتكأ عليه لا يخذلك.
أن تخافِ الجميع فتطمأني أنه جواركِ !
ذاك الأخ الذي يفيض حنان ، ذاك الذي مهما أبتعد كان قريباً أقرب من أي قريب بقلبه وروحه وكيانه .
ترقد “لمار علي الفراش هزيله تحدق أمامها بتيهّ ، فمنذ أن صعد بها ياسين وعثمان إلي حجرتها لا تتحدث ، جاؤوا سراعاً ما أن حادثهم يوسف الذي قبض قلبه فجأه، ف رن مسرعاً على الشباب ،
يزرع ياسين الحجه ذهاباً و أياباً بقلق يقتله صريعاً لا يدري ما بها عمتة ولما هي بتلك الحاله ، لماذا هي خائفه ومن من أليست هذه هي عمته التي يخافها أقواء الرجال التي لا تخشي شيئ .
أم عثمان ف منحني علي قدم خديجه يطهر جرحها تلك الصغيره التي لم تعبأ بجرحها وظلت جوار لمار مطمئنه بالقرآن…
ولج يوسف ركضاً ، القلق يكاد قتله ، يكاد فؤاده أن يقتلع من بين أضلعه من شدة خوفه عليها ، انحني رافعاً رأسها إلي صدره مطمئناً وهو يهمس بأذنها :-
اهدي يا لمار مفيش حاجه يا حبيبتي كله تمام وأنا بخير !
رفعت رأسها بغير تصديق وهمست بتيها :-
مفيش حاجه بخير أنت بخير بس هما مش بخير ، هما فين ؟
أعتصر قلبه ألماً ، ضم وجهها بكلتا يديه قائله بنبره هادئه :-
عند اللي أحسن مني ومنك !،
قطعته بشهقات خافته ، هوت دموعها بحرقه وهمست بصوتاً يكسوه الألم والحزن ، قطع نياط قلب كلاً من ياسين وعثمان :-
كلهم راحوا ابني مات !
وزعت نظراتها بتيهه بين ياسين وعثمان وأردفت قائله :-
أياد مات ! مات من غير ما أشوفه .
ضمة نفسها بذراعيه لتكمل بإبتسامة وجع :-
راح قبل ما أضمه ، وأشبع منه وأملي عيني منه وقلبي .
ألتفتت له رافعها بصرها بعينه قائله وهي تتشبث به باكيه :-
كان راجع راجع بعد ما خف كان راجع لأمه وراح انفجرت العربيه وخد أمي وماما هدي معاه خدهم .
بنبره موجعه وجله همست :-
أنت كمان هتمشي ؟
يستمع إليها بفؤاد يصرخ وجعاً ليس له صوت إذ لو كان له لكان فجر العالم أجمعه !
أهلكت كلماته قلبه ، وأنقبض صدره ليعتصرها لصدره قائلاً :-
أروح فين وأسيبك ! دا أنتي الهواء اللي بتنفسه وعايش عليه ! استهدي بالله .
هوت دموعها بغزارة قائله :-
بنتي ماتت !
كاد أن يهم بالحديث لتقاطعه هي مشيره ل ياسين هامسه :-
قال هحافظ عليها ومحفظش ورجع من غيرها رجع بعد ما خدوها منه خطفوها هي فين ؟
نكس ياسين رأسه ، بزكريات هجمت عليه ، بكاء فؤاده بكاءً حارقاُ ولكن أبت دموع عينيه أن تريحه كأنها تحاسبه بوجعه الذي لا يغادر .
بكت خديجه لدموع لمار فأعتلت الفراش جالسه جوارهم وأمسكت كف لمار هامسه بحب :-
مش يلا نصلي .
نظرة لها لمار بلهفه ك طوق نجاه أنتشلتها من أحزانها لتمد “خديجه” يدها تزيح دموعها بحب .
# ماماااا أناااا جيت ..
تعلقت بترقب الأنظار جميعاً ناحية مصدر الصوت ليطالعهم وجه عائشة ، التي وزعت نظراتها بينهم وقالت متزمره بتسائل :-
في ايه أنتوا شفتوا عفريت ولا أي ؟ ومالكم في ايه مال ماما .
قالت جملتها الاخيره مقتربه من لمار التي ضمتها بشوق وحنين وعائشه كذالك .
تبدلت الجلسه تماماً فتغلبت السعاده بعودة عائشه علي حزنهم .
تجمع من كان بالخارج ليشاركوهم الضحكه فبدت لمار كأنها لم تكن حزينه وكأن شيئاً لم يكن .
أما بعض القلوب فهي حزينه موجعه متألمه تبكي تصرخ لكن علي الوجوه أبتسامه زائفه ..
ما أصعب ذاك الوجع الذي تخفيه بفؤادك وترسم بسمه ذائفه علي ثغرك
🍂”رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ”🍂
نهضت ورد من مقعدها تتهادي نظرها يطوف حول كل ركن بالشقه أصابعها تلامس كل شئ تقع عيناها عليه ، ذابله عيناها من كثرة البكاء ، يحوطها السواد ، دلفت غرفة والدتها تسمرت مكانها تهوي دموعها بصمت وتخيلتها باسمه ضاحكه لها ، صرخت متوجعه وهي تسقط أرضاً ، فمنذ أن جاءت و والدتها مريضه حتي توفاها الله ، لا تدري كيف رحلت هكذا ولن ترآها. مجدداً لا تعلم كيف مرت الليالي و والدتها في القبر تأتي النساء معزيه وتستقبلهم بحزن طاغي .
ضمت قدميها بذراعيها إلي صدرها وأنكبت مجهشه بالبكاء..
خوف وجل أحتل فؤادها وهي تتخيل القبر وظلماته ..
لتهفو نفسها اشتياقاً لوالدتها تلك التي لم يمدي كثيراً ورحلت تاركه أيها وحيده مجدّاً .
بكت وبكت وأردات الصراخ ولكن أين صوتها ؟ فإنه قد أنعقد !
كأن لسانها قد أنقطع ؟ فلا تدري كيف تصرخ .
فأغمضت عينيها باكيه ، توغل فؤادها شعور الوحده فهي وحيده تحتاج لحضن ترمي بذاتها إليه وتشكوا له حال قلبها ولكن من ؟
تذكرت لمار وأبنتها .
نهضت متسانده علي نفسها لتصلي طالبه من ربها أن يغفر ويعفو عن والدتها وجدها ذاك الحبيب الذي مهما آتت من آحباء ظل هو الحبيب الأول والأخير و والدها بكت فبكي قلبها وروحها بكت بخوف من عذاب القبر والنار بكت وهي تدعي وتسئله ان يغفر لها ذنبها ويرحمها ويجعلها من أهل الجنه ، كأن دموعها سيل من امطار غزيره جاءت بليله عاصفه محمله بالأتربه والغبار .
أنهت صلاتها وتربعت علي المصلاه تستغفر ربها “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ” استغفروا …
لم تدري كم مضي من الوقت وهي علي حالها دموعها لا تجف وقلبها وجلاً ، لعل الأذكار قد سرقتها من نفسها فأعطتها راحه وأمان لتنهض لكي تروي ظمأها وحلقها الجاف ، أتجهت للمطبخ فاتحه البراد جاذبه زوجاجة مياه لتشرب منها ، أغلقت الزجاجه و وضعت يديها علي قلبها حينما شعرت بأنقباض قلبها وروحها، تنهدت قائله وهي تضع الزجاجه مكانها :- سترك يا رب ..
ما كادت أن تهم بأن تستدير حتي أتسعت عيناها وفغر فاهها بدهشه حينما وقعت عيناها علي زوج أمها الذي يبتسم بخبث بنظرات دنيئه .
أرتجف قلبها بخوف ، وأرتدت للخلف بخطوات بطيئنه تكاد تموت هلعاً من شدة خوفها ، خفقات خائفه أستحوذت فؤادها ، ترقرق الدمع بعيناها وهي تشعر انها النهايه وستفقد روحها اليوم ، لا تدري كيف دخل أمن الممكن ان يكن معه مفتاح مدخره لنفسه ؟
فهي مستيقنه أنها قد اغلقت الباب جيداً كيف إذاً دخل أن لم يكن معه مفتاح ؟
أذداد نحيبها عندما التصقت بالجدار فأصبحت محاصره بينهم ، كان يقترب مترنحاً حتي هجم عليها مقيداً يديها بقبضة يده ،والآخري تجذبها آليه وانحني مقبلاً أياها بجنون …
صرخت وذاد صراخها ولكن لا حياة لمن تنادي ، حاولت دفعه بكل ما أوتيت من قوه ولكن لم تستطع كأن قلبها أصبح هشاً وجسدها .
وقعت عيناها علي السكين فحررت يدها ، وألتقاتطها ولكنه لوي ذراعها دافعاً بيدها للحائط لتسقط السكين …
شعرت أنها النهايه ، أين هو من كان يلبي النداء قبل النداء. ؟ لماذا لا يستمع نداءها ويأتي ليحضنها بأمانه ليزيل الخوف والهلع، ولكن كيف يأتي وهو الآن بعيداً حقاً ها هي تشعر الآن ببعده صدقاً .
لو كان بجانبها لو ما زال حضنه الذي كانت تختبئ من نفسها إليه ..
دب الأمل قلبها حينما أستمعت ل كسر الباب بلمح البصر كان احد يجذب زوج والدتها يكيل له اللكمات المبرحه ، سقطت من فورها جاثيه أرضاً ودموعها لا تتوقف ، رفعت عيناها التي يكسوها الدمع و وجهها إلي عمرو بفرحه وابتسامه كأنها قد عادت للحياه من بعد موت …
اما عمرو فكان بلغ به الغضب منتهاه لا يري أمامه ف حبيبته أبنته كان يحاول ان عند تلك …… جن جنونه أكثر وظل يضرب به حتي ذهب الآخر مغشي عليه يسيل منه الدماء من كل وجهه ويده التي أنكسرت …
نظرة ورد باكيه لذاك الذي سيموت بين يديه فأنتفضت واقفه وتسارعت أنفاسها. ، هزت رأسها برفض قائله :-
لا يا عمر لا …
تسمرت يده كما هي علي صوتها وأخذ يلهث بشدة وقف مستديراً لها ، لتنظر له باكيه وتعلقت اعينهم حتي ألقت بذاتها بين ذراعيه ، متشبثه بجاكته تبكي بكاءً مزق قلبه ، وأحرق روحه ، كأن دموعها جمر يقذف به احد علي قلبه فينصهر فؤاده …..
أعتصرها بين ذراعيه وهي تبكي بصوتاً عال ذو شهقات متواليه …
توارت به تدفن نفسها بحضنه وتبكي ، ظل يضمها بقوه إليه كأنه يخشي بعدها فيصيبها الأذي ، كأنه يريد أن يطمئن قلبه وروحه أنها ها هنا بخير معه وبين ذراعيه ، تنهد براحه وأعتصرها أكثر …
لم يدروا كم مر من الوقت وهم علي هذه الحاله ، لعله أرارد أن يروي ظمأه فأبي أن يبعدها بتاتاً ، ها قد وجدت الأمان أخيراً بين ذراعيه بقربه فمن ما قد تخشي ، وهو بجانبها فلن يسمح حتي للهواء أن يأذيها ، لعلها تألمت ولكن ذاق هو مرارة الألم وغاص به دون خروج .
وها هي أخيراً ترفع رأسها بدموعاً تملأ وجهها نظرة بعينه هاتفه بشهقات :-
عمرو أنت جيت ، أنا خايفه …
جذبها لحضنه مره آخري قائلاً بحنان ليطمئن قلبها المرتجف :-
هشش أنا جنبك متخافيش !
أسندت رأسه علي صدره كأن فؤادها يسكب جل ما به إليه ..
أبعدها وهو يهز كتفيها بحده وبنبره نمت عن ألم دفين قال بصوتاً عال وغضب ليس له حدود :-
أنتِ أزاي تيجي لوحدك هنا ازاي وأنتِ عارفه أنه موجود ….
أهتز صوته قائلاً بألم :-
لو أتأخرت كان ايه حصل ..
أرتجفت مرتده للخلف بزعر حينما لكم الحائط بقبضته …
شهقت بفزع وهي تسرع بضم كفة يده بيديها إلي قلبها …
فرق قلبه لبكاءها ، همس جاء من ذاك الطريح أرضاً ليلتفت إليها قائلاً بحده :- لو ممشيناش من هنا مش عارف ممكن اعمل في ايه ..
ولا أنتِ عايزه أكمل عليه ؟
أبتسمت رغم عنها من بين دموعها وقالت :-
يلا نمشي
هزت رأسها وسارت خلفه ، ركبا السياره وقاد هو مسرعاً يكاد يجن جنونه ويصطدم بالسيارات كلما لاح له ما رآي ..
نظر لها من المرآه عندما وصل له صوت بكاءها المكبوت ..
ليقول بقلق وعينه لا تحيد عنها :-
أنتِ كويسه ؟
أكتفت بإشارة من رأسها ، فشعر بألمها وتألم لوجعها فهي خسرة والدتها وكم مؤلمه هي فشعور الفقد هو أصعب ما يمر علي الأنسان ، أن يكون لديه شخص غالي وفجأه ينتزعه القبر ولن ترآه مره آخري شعور مميت يجعل الأنسان عايش وما هو بعايش يفقد روحه وقلبه وابتسامته ومهجته فهل هو عايش ؟
تنهد بصوتاً مسموع وهمس :- البقاء لله ، متزعليش وأدعيلها بالرحمه هي في مكان أحسن من هنا هي في بيتها الحقيقي دلوقتي وعند الرحمن ، الرحمن الرحيم الحنان فمتبكيش وأقري في المصحف شويه ، صمت ملياً بتفكير وهمس وهو يقول بنبره تنم عن ألم دفين :-
أبكي يا ورد “نظرة له بدهشه ليؤمأ برأسه مؤكداً ” ايوه أبكي هترتاحي صدقيني ..
كمن أهداها اذن بالبكاء لتبكي بصوتاٍ عالٍ ولكن هناك أكثر وجعاً بداخلها هنالك بالقلب يصرخ ويبكي وليس له صوت يرقد الألم والبكاء يمزق بها …..
وقف أمام أحدي الكافتيريا ، شعرت بوقوف السياره فنظرة له بأهتمام ليبتسم بهدوء قائلاً وهو يتأهب بالنزول :-
أنزلي متأكد انك مكلتيش هناكل حاجه ونكمل طريقنا …
ترجلت من السياره ، مقتربه منه رافضه رفضٍ تام إلا أنه أصر أصرارأً شديداً فوافقت علي مضض …..
طلب لها وله وأكلا خفيفاً للغايه وأنطلق لوجهته …
كان الطريق مشحون بالتوتر والقلق فقد كان يشعر بما قي فؤادها كانه هو من يتألم …
🍂”رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُون”🍂
كانت قد بلغت به الحيره منتهاه ، يشعر بالعجز يقيده ، حائر هو ولأول مره لا يدري ماذا عليه أن يفعل ، لا بد أن يدري بكل شئ ، ما بهِ عمته تلك العمه التي لا تخشي أحد أقواء من ألف رجل أنها عمته الشجاعه التي أن وقفت أمام أحد أرهبته وجعلته ك طفلاً صغير أمامها ،من ماذا هي تخشي ؟ من الظلام أيمكن ذلك ؟
لذا كان ولا بد أن يحادث والده ليعلم ما سر حالة عمته تلك .
مضي ناحية المكتب لا سيما أن والده يجلس وقته الشاغل به وها هو يترك أخته اخيراً لتلفون جاءه …
طرق الباب وطل من خلفه ، تعلقت أعين يوسف به وأشار له ان يدخل وهو يتحدث بالهاتف وجالس خلف مكتبه …
دلف ياسين بعدما أغلق الباب خلفه ، وجلس امامه منتظر ان ينهي محادثته ، لم يمد طويلاً وأغلق الهاتف ونظر له بإهتمام مشيراً له بعينيه بإن يتحدث بما لديه ..
ليتنهد ياسين قائلاً بتسأل وهو يميل قليلاً بجذعه للأمام :-
أنا عايز بس أفهم مال عمتي ؟ ليه الخوف دا كله لما النور قطع ومكنش في حد جنبها ؟ مش هي دي عمتي اللي الكل في الأستخبارت بيعملها ألف حساب ويخاف منها .
حك يوسف ذقنه الناميه قليلاً وهو يستند علي ظهر المقعد للخلف وتنهد قائلاً :-
لمار مرت بحاجات كتير جداً واللي كسرها أكتر موت أياد وبنتها .
وعشان كدا مش عارف أعملها أيه هي رافضه تتعالج !
هز ياسين رأسه نافياً وقال بنبره تنم عن حزن دفين :-
أنا عارف كل ده “زفر بوجع” عارف…
صمت ملياً قبل أن يقول :- بس عايز أعرف اي اللي حصل معاها غير دول ليه بتقول متدبحهوش سيبوه ليه دايما تقول متضحكش ليه بتقول ليه يا عمي ، أنا كل ده سمعتنه انهارده دي مش كلمات وخلاص دي كلمات حد عاشها فهتقولي ولا اسئل أدهم ؟
زفر يوسف بيأس لقد حان الوقت ان يقول بما يسكن قلبه من أوجاع ليس لها نهايه كانت من الماضي فما زالت تسكن بداخله ،نهض بتثاقل ناحية النافذه ، عقد ذراعيه ومد بصره بعيداً حيث السماء ، وأضأت أمام عينيه ذكريات ما عاشه بالماضي ، خيم الصمت فنهض ياسين واقفاً جواره ، ربت علي كتفه وهمس :-
أنت بخير يا بابا .
لم ينظر له بلي ظل كما هو نظره للفراغ وتنهد بصوتاً مسموع ك خروج غليان من النار بقلبه .
ظل نظره ثابتا بالفراغ وهمس بصوتا نمي عن حزنا دفين بداخله :-
لمار دي اكتر وحده اتعذبت في الدنيا وشالت كتير وتحملت وبرغم كل اللي فيها فهي دايما واقفه مع اي حد محتجلها دايما سند للكل حنان وامان حزنها بدأ لما بابا ادبح قدام عينها .
# ادبح ؟
همس بها ياسين بشيئآ من الزهول والدهشه .
أؤما يوسف براسه وأشار له بالصمت وأكمل مردفا :-
اه كان يوم عيد ميلادها وكلنا خرجنا نتعشي بره لما رجعنا أبويا وامي دخلوا وفضلنا انا وهي شويه بره واول ما جينا ندخل .
صوته اهتز بوجع ودموع تهدد بالنزول وتابع قائلا :- لقينا بابا أدبح وقتها دخلت وتغلبت عليهم بس حد غدر بيا وطعني من الخلف لمار شافت كل ده بعينها كانت لسه صغيره ورقيقه كلنا روحنا قدامها بس هي كانت قويه ومستحملتش…
قص عليه يوسف كل ما مرت به لمار… وما أن أنهي حتي همس بقلباً يئن وجعاً :-كل ده مرت بيه وبعد كدا موت أياد وفاطمه….
ما الذي أستمع إليه الآن هل هو حقيقه أم خيال هل حقاً مرت بكل ذلك ولا تظهر سوى تلك الضحكه التي ترتسم علي وجهها والقوة والشجاعه حقاً كم هي قويه من ذا قد يتحمل كل ذلك فلو كان جبلاً لنهد فور تلك التراكمات عليه
نظر له ياسين بتيهّ وحدق به هامساً بصدمه :-
يعني اللي كان وراء كل ده عمكم يعني ايه ؟ يعني ايه أخ يقتل أخوه وعشان ايه ؟ عشان فلوس هيموت ويسيبها مش هتنفعه ومهما هيجمع فيها مش هيأخدها معاه وهيتحاسب .
صمت ملياً بتفكير ونظر له بتمعن قائلاً بإبتسامه :-
يعني أنتوا مربينا نضحي بنفسنا عشان بعض وربتونا أيد واحده عشان خوفتوا لنكون زي رؤوف .
أستقام يوسف بوقفته هامساً بحزم :-
لا أبداً أحنا ربيناكم علي الحب والتواضع والرحمه لأن الأنسان لازم يبقي كدا وأن مهما ربنا يديه ميطمعش أكتر ويقتل في اخؤاته عشان ميراث وأرض وفلوس مفيش منها نفع …
طرقات عاليه علي الباب ، جعلتهم يلتفتوا بترقت ، ليدلف أدهم صائحاً بزعر وهو يشوح ليوسف :-
ألحق يا عم أنت أختك مفيش في بؤقها غير عاوزه يوسف عاوزه يوسف يا ادي يوسف اللي بسببه مش عارف اقعد مع مراتي ..
دفعه بحفه فضحك يوسف لقوله وغادر …
دلف عثمان الذي استمع لحديث يوسف وياسين صدفة غير محسوبه وهو يمر يتألم قلبه …
جلس ادهم قائلاً :-
أنا شكلي كداهنام مع حد فيكم لأني مطرود أنهارده ..
انفجرا الشباب ضحكاً عليه ليتمتم هو بالكلمات …
🍂”رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ”🍂
كانوا متجهون للأسفل ، إذ وقفوا علي ضحكات الفتيات الآتي من الغرفه ، وقف ياسين ليشير لعثمان هامساً. :-
الأساتذه دول لسه صاحين ليه دلوقتي !
قال جملته وطرق طرقه خفيفه وفتح الباب وهتف بحسم :-
صوتكم عالي ليه ؟ ولسه صاحين لحد دلوقتي ليه ؟
نهضت عائشه متجهه نحوه قائله وهي تقف أمامه :-
وأنت مالك بقا يا عم فرحانين بيا ! ولا أنت مش فرحان .
نظر له متعجباً وقال بهدوء :-
فرحنين فتسهروا ؟!
أؤمات برأسها هاتفه بتلقائيه :-
ايون عندك مانع يعني متفكرش اني هخاف منك زيهم انت وهو ..
قالت آخر جملتها وهي تشير لعثمان وهو ..
كانت مكه جالسه تغلي بغضب من ذاك الواقف امامها بثبات عجيب خليط هو من كل شئ يجننها اهو حنين ام قاسي عصبي ام لطيف من يكون هو صعب الدخول واكتشاف مملكته …
كان يختلس لها نظرات فلم ينتبه لكلام عائشه فإشار ل ياسين :-
يلا بينا تأخرنا !
أؤمأ برأسه وما كادوا بالمغادره حتي وقفوا علي صياح أسماء. :-
استنوا …
دنت منهم باسطه راحتها امامهم قائله ببراءه :-
هاتوا اللي معاكم عايزين نروح نشتري حاجات بكره !
ليهتف ياسين بحسم :-
ليه هتشتروا ايه ؟
بغضب همست عائشه :-
بقولك ايه هتجيب ولا ناخد بطريقتنا .
همس ياسين متعجباً :-
بطريقتكم اللي هي ايه ؟
حول بصره لأسماء قائلاً :- أنتِ فين خطيبك ما تاخدي منه .
ارتسم الحزن علي ملامح وجهها ، نبؤه أن هناك أمراً ما عليه أن يكتشفه وأخرج ما بجيبه موزع ما بينهم بالتساوي ..
أخرج عثمان واهداء مكه وعائشه وجاء ان يمد يده ل مكه فشاحت بوجهها بعيداً ليتنهد بحزن وأهداهم لأسماء …
تسأل ياسين بتعجب :-
هو حذيفه فين ؟
هتفت سمر التي جاءت من خلفهم قائله :-
بره أكيد مش هيرجع دلوقتي !
صمت ياسين ملياً بتفكير واشار ل عثمان وغادروا ..
هللوا الفتيات بفرحه ، وشرعوا في التخطيط لما سيفعلوه ويجلبوه .
سرحت أسماء بما مرت هل تكمل في هذه العلاقه ؟
هل يمكن أن يتغير ؟ ويصبح كما تريده حقاً أم هذا من المستحيل
هل تسير بطريقاً نهايته غير معلومه ؟ أم تنهيه ؟
هزتها مكه هزه خفيفه وهمست بإهتمام :-
مالك يا أسماء أنتِ كويسه فيكِ حاجه ؟ ليه شارده ومش معانا !
نظرة بإبتسامة قائله بهدوء :-
مفيش أنا تمام ..
ولحتي لا ينتبه أحد نظرة ل عائشه هامسه بمرح :-
وأنتِ يا بت ليه مقولتيش أنك نازله !!
تصنعت الفخر هاتفه :-
عشان الأميره كانت عامللكم مفأجأه وخلصت .
أنفجرا ضحكاً لحركاتها ، بينما نهضت سمر بتأفف مغادره وهي تجيب علي الهاتف مع أحدي الشباب ، وأنشغلت بعد ذلك بتصوير نفسها وارسالها له وعلي صفحة الفيس بوك التي لا يعلم بهِ أحد من عائلتها او أخؤاتها .
جاءت رساله ل مكه من حذيفه يطلب منها أن تنزل إليه لأنه يريدها.
فتنحنحت قائله وهي تتأهب للمغادره :-
طب يا بنات هخرج اعمل مكالمه مع وحده صحبتي وجايه ..
أؤمأت لها أسماء ولوحت لها عائشه ،فتصنعت التحدث بالهاتف وهي تغادر …
هرعت مسرعه إليه فرأته يقف منزوياً بمكان بعيد عن الأعين بالحديقه ، أقتربت منه وقد بدا عليها القلق والأرتباك وتسالت قائله بإهتمام :- مالك يا حذيفه أنت كويس في حاجه ؟
تنهد بوجع وبصدقاً قال بلهفه :- أسماء كويسه ؟
صمتت ملياً قبل أن تعقب متسائله :- اه ليه مالها هو في حاجه !
تنهد بألم يعصر قلبه وهمس بداخله :-
بخير هي لست بخير أنها موجوعة وبهِ ألف ندبه بالقلب ولن تتحدث ستظل كاتمه بفؤادها ،فهو يعلم من هي أسماء جيداً لن تفصح بما يوجعها سوا ل رب العالمين ، يريد أن يطمئنها أنه سيتغير لآجلها وحقاً هي كانت تلك اليد التي أنتشلته من أشيئاً كثيره قد تؤدي بحياته للهلاك ومنهم غضب الرحمن عليه ، ففكر قليلاً وبإن ما يفعله بالبنات فقد ينعاد عليه بأخته او زوجته او أبنته فكر وفكر كثيراً فكانت هي ذاك الكوكب الدري الذي أضاء طريقه المظلم .
بدا عليه الحزن طاغياً وهمس دون وعي :-
يبدوا أنها مش هتسامحني ؟
تنبهت مكه لما قاله لتهمس بإهتمام جلي :-
حذيفه قولي ايه اللي حصل ممكن اقدر أساعدك !
كاد أن يستدير ليغادر فتسمر مكانه علي جملتها يقلب بهِ بداخله ،
بلهفه و وجهاً سطع بهاءه بأمل ألتفت لها قائلاً :-
بجد هتساعديني. ؟
أؤمأت برأسها بتأكيد وحسته علي الكلام والبوح بما بداخله ..
فشرع بقص لها بتغيره وحبه لأسماء الذي بدا يتوغل بفؤاده أو قد كان موجوداً ولكنه يتغاضه منذ الصغر ؟
وقص لها ماحصل عند عزومته لها …
أنتهاء بقص ما لديه ، فبدت الفرحه علي وجهها قائله :-
أنت بجد تغيرت ، كنت كدا فعلاً .
همس محرجاً منها ومن نفسه :- ايوه كنت اعمي بس هي فتحتلي عيني وناوي اتغير بجد صحيح مش هتغير كدا مره وجده بس هتغير وهقرب من ربنا وههتم بأخرتي …
أبتسمت مكه ببهجه تسري بداخلها :-
اتغير وكمل في طريقك وأنا متأكده أن أسماء هتفضل مكمله معاك للآخر أعمل زي ما قولتلك اهو ااتكلم معاها وفهمها كل حاجه ، أنك تلحق نفسك من اول الطريق ف ده شئ جميل ..
همس بحزناً دفين :-
انا كنت زي شخص عايز يجرب حاجه شايفها حلوه من غير ما يعرف العواقب … تنهد مردفاً :-
زي. اللي ماشي في طريق وشاف حفره ومفيش حل قدامه غير تلاته يا يرجع من طريقه يا يعافر يا ما يلاقي نفسه في الحفر ويكتشف بنفسه اللي فيها ،ياما مشفهاش و وقع بس أتمسك وعافر عشان يخرج ويكمل طريقه ، او عدي من غير ما يلتفت ولا ينجزب للأكتشاف ….
ودا أنا كنت حابب الطريق ده مع اني عارف آخرته بس مكنتش خايف من حاجات هي فتحتلي عينيا عليها انا محظوظ بيها انا رميت نفسي في الحفره وملحقتش نفسي كملت وفضلت مكمل .
تنهدت مكه قائله بإبتسامه مبشره :-
ربنا موجود وهو غفوراً رحيم مش بيرد أيدين عبده خايبه ابداً وأنك تتوب وتعرف ذنبك فربك غفار الذنوب .
أبتسم لها ممتناً وقال بصدق :-
شكراً يا مكه لأنك سمعتيني وهتساعديني اطلعي دلوقتي عشان ميدوروش عليكِ .
قطبت حاجبيها بضيق هامساً :-
أيه ده ايه شكراً دي في اخ يقول لأخته شكراً ؟
أبتسم بمناغشه قائلاً :- مفيش شكراً يلا يابت من هنا ..
ضحكا سوياً وتعالت ضحكاتها … التي سحرت عثمان الذي يولج من الخارج ، سرعان ما رقدت بعينيه غضب لا نهاية له وهو يرآها مع حذيفه ضاحكه ، اشتات غضباً وغيره وسارت نار بأوردته
دلفت مكه بتأني للداخل فوجدتهم يضمون بعضهم منكبون بالبكاء سوياً ، فتألم فؤادها وجعاً وتلألأ الدمع بعيناها ، لم يشغل بالها معرفة لما يبكون بلي أنها قد ضمتهم وبكت كما يبكون ، لبكاءهم !
ل سيما قد تعاهدا من الصغر علي البقاء مع بعضهم لا سيما كانوا لبعضهم كل شئ ، فما هو معني كلمة صداقه ، إذا كان بلي صديق حين البكاء يبكي لبكاءك ،وحين الفرح يفرح لآجلك يشاركك كل شئ ، يكون ظلك الذي لا يفارقك مهما فارقك الجميع ، يكون لك سنداً أن تخلي الجميع ويبقي حينما لا يبقي أحد ويضيئ ظلام قلبك …
بكي ثلاثتهم لبعض الوقت ، كفكفوا دموع بعضعم وجلست مكه ما بينهم وهمست بضحكه :- هو احنا بنبكوا ليه ؟
هزت أسماء كتفيها قائله :- مش عارفه ..
ضحكوا كما لم يضحكوا قبلاً بمحبه وهم يضموا بعضهم مرة آخري فماذا سيفرقهم ، ويقطع تلك اللحظات الجميله ، لعلها مجرد لحظات ولكنها تبقي أثرها عميقاً بالقلب …
كان الباب موارباً يقف خلفه عثمان ، الذي قد جاء ليخبرهم انهم سيتأخروا ويعلموا الجميع فأبتسم بسعاده لا توصف وهو يجدهم بكل ذاك الحب والترابط بينهما…
🍂”رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”🍂
توقفت السياره أمام البنايه التي تقطن بها ورد
ف بدون كلمه ترجلت من السياره ، فماذا ستقول ؟ هل تبوح بألمها وتخبره إلا يرحل إلا يبعد إلا يتركها خائفه ، أرادت فقط أن تضمه فهو أمانها الوحيد ..
ترجل من السياره فدنا منها بصمت وخيم الصمت إلا من حديث الأعين …
لا تبتعد لا تغيب فإن غيابك كأنه قبر مظلم ليس به نوراً ولو ثغره ، لا ترحل فلتترك يدك تضمني حتي أستكين لأعود لمسكني الوحيد الذي يحتويني ، لا تترك أبنتك .
فاقت علي صوته هامساً بوجع دفين :-
اطلعي ولو عاوزتي اي حاجه رني عليا .
تعلقت الأعين بحديث العشاق ،حديث ليس له نهايه ،حديث لا يفهمه سواهم اهو عتاباً أم شوق وحنين أم حزن أو ليكن كلاً منهم .
ساد الصمت وأمتلأت عيناها بالدمع ، فهمست وهوت دموعها :-
عمرو أنا …
لا سبيل من الأرتباك لتبتلع باقي كلماتها هامسةً بوجع :-
أبقي هاتلي خديجه و ….
صمتت وطال الصمت ، بينما أرادت أن تقول له لا ترحل فلتبقي حتي الراحه لفؤادي والسكينه لروحي وسعادة نفسي ..
لا ترحل فبدونك يصبح قلبي قبراً ، لا تبتعد فإن ابتعدت خطوه ستبتعد كل حياتي ف أنت وطني وقلبك سكني وروحك سكينه واطمئنان وأمان وظلك احتواء ك غيمه تطل من فوقي لتحميني من أي شئ وكل شئ …
لكن بقت الكلمات عميقاً بالفؤاد أبت الخروج وأنعقد لسانها فلم تتفوه بحرفاً ، لا سيما أنه الحب وأن قلبيهما واحداً فكيف لا يشعر بخوفها ؟
همس قائلاً ليطمئنها :-
متقلقيش من حاجه ، لأن مستحيل حد يأزيكِ طول ما أنا عايش ، أطلعي نامي وأطمني ومتقلقيش بكره هجيبلك خديجه بس خليها معايا أنهارده ، ولو في أي حاجه كلميني …
أؤمأ لها مطمئناً بعينيه …
فتنهدت بوجع تشعر وكأنها أصبحت وحيده علمت الآن أن كل شئ عابر حتي تلك اللحظات التي نختطفها من القدر لتسعد نفوسنا
سارت تجر أزيال اليأس والخيبه خلفها ..
توقفت مضطربه لتلتفت تسرق نظره إليه لعلها تبث لقلبها الأمان ،
غمضت عينها بألم حينما ألتقت بعينيه وارتقت الدرج صاعده للأعلي وهي تستمع لمغادرته .
دلفت إلي شقتها ، بحزن يعتصر فؤادها ، تشعر أن الدنيا خاليه من حولها تلك الشقه اصبحت مظلمه جدرانه حزينه ليس هناك حياه بها ، أبدلت ثيابها وتؤضأت صلت وبكت وتضرعت لربها رب العالمين أبوابه مفتوحه دائماً لا تغلق ولن تغلق سيستجيب مهما طال النداء سيختبرنا وسنتحمل.
أوت إلي فراشها تلتمس النوم ولو قليلاً من يوماً شاق مجهد .
علا رنين الهاتف لينتزعها ، لتعتدل متأففه لتتسع أبتسامتها عند رؤية أسمه لم يضيئ شاشة الهاتف فقط بلي اضأ قلبها وكأنه كوكباً دري حفها بالنور بمكان مظلم كحيل السواد ، أجابة مسرعه ببهجه وقالت بابتسامه وهرب النوم من جفنيها :- السلام عليكم.
رد السلام بهدوء وهمس متسائلاً قلقاً :-
أخبارك عامله ايه دلوقتي ؟
لاحت علي وجهها أبتسامة لتضيئ بريق عينيها :-
الحمد لله تمام أنت وصلت ؟ خديجه عامله اي ؟
أبتسم بهدوء قائلاً :-
اه وصلت تمام الحمد لله كويسه متقلقيش عليها .
أبتسمت وهي تسير ناحية الشرفه ، لتقف مستندها علي حافتها مستقبله الهواء وقالت متسائله :-
بتعمل ايه ؟ كلت ؟
فرحه توغلت فؤادها فوارها متعجلاً وهو يقول بجديه :-
اه كلت وأنتِ ؟
همست مازحه :- لا مكلتش عجبك كدا يعني ؟ أنت تأكل وأنا لا .
ابتسم بأسترخاءه هامساً :- لا ميصحش طبعاً ، وبجديه قال :-
مكلتيش ليه ؟
هتفت مؤكده :- هأكل دلوقتي أنت كلت ايه .
أبتسم بخفه قائلاً :- اهوو باكل دلوقتي تعالي كلي معايا
أبتسمت بمزاح قائله :- بتأكل أيه ؟
ساد صمته بينما أختلست هي نظره للأسفل لتجد سيارته ويستند هو عليها ، رافعاً أحدي قدميه والهاتف علي أذنه ، رفعت حاجبها بتعجب شديد وقالت بصدمه :- قولتلي أنت فين ؟
قالت جملتها وتوجهت علي عجل للأسفل.
زفر بنفاذ صبر قائلاً :-في أيه يا بنتي ما أنا بقولك في البيت وقاعد في الشقه كمان وكمان علي السرير وبأكل ، باكل ايه باكل بيتزا تاخدي حته..
فما تمالك أن ضحك من أعماق قلبه ..
# اه أكيد هات هاااا …
همس هذا الصوت بجانبه والذي لم يكن سوا ورد ، أبعد الهاتف ناظراً به بصدمه يحاول مرارا ً وتكراراً أن يدري من أين الصوت ..
نقرت بأصبعها علي منكبه ، ليلتفت لها برأسه رافغاً حاجبه ، لتشير له بيدها ، فعاود الضحك مرة أخرى، وهو يضع الهاتف علي أذنه وهمس :- مش بعمل يا بنتي بس الدنيا بقيت برد اوي فقولت اخرج. أشتم شوية هواء .
قالها وهو يجلس علي مقدمة السياره ….
لتقطب حاجبيها ملتفه له بدهشه :- ازاي يعني برد فقولت تشم هواء شويه …
أنفجر ضحكاً لا سيما كانت ضحكاته من صميم فؤاده حيث منبع مسكنها به فتلك الضحكه والبهجه لا تغمره سوا معها .
أنفجرت ضحكاً هي الآخري هامسه بمرح :-
بقا روحت البيت هااا وقاعد بتاكل كمان …
غمز لها بعبث ، وزاغ بصرة علي السياره هامساً :-
أكدبي بقا ؟ قال يعني مقعدش !
عاودا الضحك مره أخري ليسرح متأملاً ضحكتها التي أشتاقها حد الجنون وصاح فجأه :- بس بس اسكتي انتِ ما صدقتِ ولا ايه يلا لفوق يا ماما ومفيش ضحك !
هزت رأسها بطاعه وهمت بالمغادره ليستوقفها قوله :-
ورد عايزك تنامي وتطمني أنا قريب مش بعيد ؟
لم تدري ما تقوله فتوردت وجنتيها بحياً شديد واستدارت مغادره تكاد تقفز وتطير من شدة الفرحه …
صعدت للشقه فجلست علي فراشها أبتسامة لا تزال تزين شفتيها شارده به لا يغادر مخيلتها وطيفه يحفها بحنو …
علا رنين هاتفها منتزعها من أحلامها الورديه ، لتجيب بعجلاً قائله :- لماررر .
أتاها صوت خديجه قائلاً ببراءه تخطف القلوب. :-
أنا ديجا يا ماما ! وحشتيني ؟
أستدمعت عيناها بشوق فاض بفؤادها وهمست :-
أنتِ اللي وحشتيني يا قلب وروح ماما عامله ايه؟ وخالتوا لمار عندك عامله ايه ؟
صمتت خديجه ملياً بتفكير حائر ما ان تخبر والدتها بتعب لمار أم لا فهمست ببراءه :- كويسه … وبتسأل ولهفه تساؤلت :-
ماما قوليلي قصة النبي لما واسي طفل مات عصفوره احكيهالي ..
صمتت قليلاً وتسألت :- يعني يا ماما النبي محمد كان عارف الطفل ده ؟ ..
سرحت ورد وهي ترجع برأسها للخلف وهمست بحب وشوق عندما لاحت لها ذكري الرسول العطره التي هفت شوقاً لرؤياه :-
رسول الله رقيق القلب والأرق بين أهله ، وكان يمازح الأطفال ،
كان لأنس بن مالك الأنصاري أخو البراء بن مالك ذاك الباحث عن الموت وبن أم سليم الرميصاء أعظم النساء مهراً كان له أخاً ا، يدعي أبا عمير ، دخل النبي ذات يوماً عند ام سليم فوجد أبا عمير حزيناً ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب حزنه ، فقالوا له ان عصفوره قد مات “النغير” فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمازح الطفل الصغير ويقول له “يا أبا عمير ما فعل النغير” .
تنهدت ورد قائله :- ديجا أنتِ معايا ؟
صمتت خديجه مقلبه الكلمات بنفسها وقالت ببهجه :-
يعني يا ماما الرسول واسي أخو أنس عشان مات عصفوره ؟
هتفت ورد مؤكده :- اه يا قلبي.
صمتت خديجه بحزناً شديد :- وأنا عايزه أشوف رسول الله يا ماما .
صمتت ورد بتمهل هاتفه :- هتشوفيه ان شاء الله يا حبيبتي .
هتفت خديجه بتذكر متسائله :-
ماما هي ليه ام سليم اسمها الرميصاء اعظم النساء مهراً ، ويعني ان البراء وأنس اخؤات الطفل اللي مات عصفوره ؟
هتفت ورد تلقائياً :- اه يا حبيبة قلبى ، أم سليم لقيت بأعظم النساء مهراً لأنها حقاً اعظمنا مهراً فقد أخذت مهرها هو أسلام أبو طلحه ،الذي تقدم لها فرفضته وتعجب انها ترفضه وكان ثرياً فقالت له لو أسلم هذا مهرها ،فأسلم ابو طلحه حينما قالت “إني فيك لراغبة وما مثلك يرد لكنك رجل كافر وأنا أمرأة مسلمه فإن تسلم فذالك مهري لا أسأل غيره”
وأسلم ابو طلحه وتزوجها …
صمتت خديجه بتفكير تقلب الكلام بنفسها وتحفظه ..
بينما همست ورد بتثاؤب :- يلا يا ماما نامي وبكره هجيلك …
همست خديجه بإبتسامه :- ماشي ..
🍂”رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ”🍂
وقفت وعد أمام رحيم الذي بعث لأرسالها إليه “بالمندره غرفه يستقبلون بها الضيوف وللشوري” ، وقفت أمامه مرتبكه لأول مره بحياتها ، تنحنح رحيم وهو يهتف بحزم :-
اجعدي يا بشمهندسه .
جلست وعد بجوار والدته بصمتاً وحياء شديد و وجل يسري بعروقها ذهبت شجاعتها هباءً أمام ذاك العملاق الذي يسير الرهبه بالقلوب ذو وجهاً محبباً ولكنه يبدوا صارماً قوياً ذا قسوة …
تنهد رحيم قائلاً بغموض :- رجالتي بيجولوا أنهم شافوا رجاله بتحوم حوالين البيت اللي كنتِ بايته فيه قبل الحريج .
أشتعلت عيناها بغضباً عاصف وتطلعت به لثوانٍ قبل أن تهتف :-
معرفش حد هنا أنا غير رقيه ومأظنش انها تأزيني .
صمت يحاول تصديقها ولن أبي قلبه وعقله لذالك ، دلف شاباً مستعجله أن يذهب معه فمضي معه ، لتتنهد وعد براحه فور ذهابه لتربت والداته علي منكبها هاتفه بمحبه :-
رحيم ميجصدشي يضايجج يا بنيتي هو جلجان عليكِ !
أؤمات بهزه خافته برأسها ، وتوجهت للأعلي حيث أخته التي تعرفت عليها وأصبح لها مكانه بقلبها ، دلفت ورد بهدوء تقلب كلام رحيم يبدوا أنه لن يجعل الأمر يمر مرور الكرام وعليها التعجل .
رفعت بصرها لأخت رحيم غاده فوجدتها تجلس حزينه شارده .
دنت منها وقد بدا القلق والتساؤل جلياً على وجهها وهمست بلهفه :-
مالك يا غاده فيكِ أيه أنتِ كويسه ؟
همت أن تجيبها إلا ان وعد قاطعتها قائله بإهتمام وحيره :-
غاده لو أنتِ رافضه الجواز ده قوليلي بص هتصرف ان شاء الله.
هزت غاده رأسها برفضاً قاطع وهمست وهي تجذبها من يدها لتجلس جوارها :-
لا يا بتي احنا بنتجوز اهنا أكده البت تكمل 18 يبجي تتجوز دا انا اشكر ربنا ان رحيم اخوي مش زيهم وصبر عليا السنتين دول ،معندناش احنا حب ومسخره طالما المتقدم زين يبجي ايه المانع ؟
أنقبض قلبها قائله :- بس يا وعد مش عشان سألته عنه يبقي تمام ماهو الناس مش عايشه معاه ومتعرفش طبعه ولا قلبه .
تنهدت بقلة حيله قائله :- راضيه بنصيبي والحمد لله لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .
شردة غاده بحزن بدي علي ملامحها ، فتوغل القلق بقلب وعد قائله بحده معتاده عليها :-
ما تقولي مالك في أيه ؟
نظرة لها غاده بتمعن لتهتف بتعجب :-
مالك اول مره تتكلمي كدا؟
هزت وعد رأسها نفياً وقالت :- قولي بقا مالك؟
تجلي الحزن والوجع علي ملامحها وسرحت بالفراغ أمامها قائله :-
جلبي وجعني على البنات اللي بيتخطفه معرفش بيودوهم فين ولا بيعملوا فيهم ايه ؟ وجلبي وجعني على اهلهم اللي هيموتوا لا عارفين بناتهم ميتين يترحموا عليهم ولا عايشين بيتعذبوا ، والمخدرات والأسلحه اللي بتتهرب معرفش اخوي رحيم بعد تعب ابوي وهو شايل حمل تجيل جوي ربنا يجدره .
سكن الغضب ملامح وعد وبسخريه هتفت :-
دا مش لو كان شايل حمل أصلاً ؟
تغاضت عن سخريتها وهتفت متسائله :-
جصدك ايه يا وعد مش فهماكي ؟
أبتسمت لها بخفه حتي تلاحظ اي شئ وقالت بحب صادق :- مفيش خالص يا قمر المهم أنتِ لو في اي حاجه قوليلي
ثم فكرة ملياً قبل ان تقول بغموض :-
إلا قوليلي يا غاده أمتي حصل الخطف ده وبيحصل في اي وقت ولا متعرفيش ؟
زفرت غاده مردفه بوجع :-
معرفش جوي يعني بس اخوي رحيم سمعته كام مره يجول عن أسلحه ومخدرات بعد أكده خطف بنات ، بس من فتره صغيره بيجولوا في في واحد أبتداء ينقذ اي بنت بتتخطف و عم القريه الأمان بسببه بيجولوا عليه جوي ومحدش يجدر عليه وأنه بيطلع الجبل لوحده…
تنبهت وعد بكل جوارحها وحواسها لكلامها لكل حرفاً وهتفت بدهشه:-
الملثم قصدك هو ده ؟
أؤمات غاده مؤكده وهي تشير لها :-
ايوه ياختي هو ده اللي بيجولوا عليه.
صمتت وعد مفكره بكلامها لتنظر لها متسائله :-
ومحدش يعرف هو مين ؟
هزت رأسها مؤكده واكدت مردفه :-
ايوه حدش يعرف عنه أي حاجه بس بيجولوا عنه زين جوي ومن يوم ما ظهر خف الخطف خالص بس يلا ربك يسترها مع الجميع يا خوفي يخلصوا عليه اكيد مهيسبوهش في حاله ومترصدينه بس ربنا ينجيه يارب كل ام بتدعيله .
ونهضت هاتفه بتعجل :- يلا يا ختي أسيبك وجهز حالي وانتِ كمان عشان نحضر الفرح يلا همي .
أؤمأت وعد برأسها ….
أجبرت غاده وعد علي أرتداء دريس ذداها جمالاً وراشقه ف كانت كأنها كوكباً دري في ليلها يسودها الظلام ، هبطت الدرج لتخطف أعين رحيم الذي اختلس نظره سريعه لها معجبه وغض بصره سريعاً وأستدار خارجاً باضطراب بينما أبتسمت هي بخبث ومكر ..
تمسكت غاده بيدها وساروا خلفه حيث مقام الحفل ، الذي يبعد قليلاً عن البيت ، وقد ذهبت والدتهم من قليل قبلهم.
تسامروا الفتيات وهم يسيروا خلفه ليشيروا لهم أن يصموتوا بحزم وغضب ، فساروا بصمت خلفه كان كل شئ ساكن إلا من أعين وعد التي لا تحيد عنه تراقبه خفيه …
تسمر رحيم موضعه علي صوت بكاء طفله وأنين خافت يأتي عن قرب، كان الطريق خالي فبتلك المناسبت يتجمع الجميع بالعرس .
فكان يدب الصمت المكان، أشار رحيم للفتيات فتصنتت وعد لثوانٍ وهمست لطريقاً جانبياً الصوت جاي من هنا ؟
سار رحيم امامهم مشيراً لهم بتتبعه ، فسارت غاده خلفهم وأبت وعد السير خلفه ، رأؤ أمرأه يظهر عليها الأعياء تجلس ارضاً وبجوارها طفله ، كادت وعد أن تهم ركضاً إليها إلا ان أستشعرت بشيئاً ما فتمعنت النظر بها فبدت بحاله جيده وهي تنظر إليهم بمكر وتعتدل ظهر رجالاً ليحاوطوهم من كل أتجاه ، جذب رحيم بلهفه وقلق وعد خلفه وظلت غاده متشبثه به ، واًلقي رداءه عن ظهره وجال ببصره بهم ، و وعد كذالك لوهله شعرت بالعجز فإن قتالتهم قد تسير الشك بقلب رحيم ويكتشف أمرها ، وأن لم تقاتلهم لن ينجح رحيم بالأفلت وخاصةٍ بتلك الأسلحه بيدهم …..

رأيكم وتوقعاتكم
ما الذي سيحصل لرحيم و وعد وهل يكتشف أمرها ؟
هل ستسامح اسماء حذيفه ؟
ورد وعمرو هل يرجعون لبعضهم أم هناك ما سيكتشفوه ليكون الفراق هو الأكيد ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى