رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم ندى ممدوح
رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثامن والثلاثون
رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثامن والثلاثون
رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثامنة والثلاثون
🌹بسم الله الرحمن الرحيم🌹
الفصل الثاني
# دموع العاشقين
جذبها لحضنه لتهدا ،بينما يكاد يجن قلقا علي من ملكت اوتار قلبه وكيانه معشوقته !
لم يدري ما عليه فعله فحبيبته الرقيقه التي لا تري شئ بالداخل يا الله كم يود بالدخول والفتك بمن بالداخل ليطمئنها يشعر أنها خائفه ولكن ماذا يفعل ؟
أبعدها برفق ، وألتفت برأسه يراقب ذاك المكان الذي بداخله قلبه !
لن يقف بالخارج ويتركها وحيده بالداخل !
لن يترك الموت يقتله قلقا !
أشار بحذر ل أسراء وتسلل بهدوء وخفه خلف البنايه !
ولج للداخل بحذر رهيب وكأنه يعلم بالمكان قبلا فأخذ طريقه مباشرةً !
تخفي خلف احد الحوائط ، كاد أن يمر احداهما ، ليخرج هو من خلفه مطبقا بكفه علي فمه والآخري ضربه بعنقه ليفقد وعيه ألقي به ارضا ، وتسلل للداخل بغضب جامح ،
تنهد براحه غير مصدق انها بخير أمامه ، قطب حاجبيه بتعجب من لمار تضمها بحنان ! كأنها تخبئها من اعين الجميع ! وياسين ممسك بيده التي تنزف بألم عندما وقف حائل بينها وبين الطلقه الناريه !
تم القبض علي الرجال وخرجوا بهم للخارج !
ظلت عيناه مثبته بهدوء رهيب عليهم !
_ أبتعدت لمار رغماً عنها ، لا تريد أن تتركها !
شئ بداخلها يخبرها أنها تعني لها الكثير !
تطلعت بواجهها الذي بين يديها بحب كأنها تحفر وجهها بقلبها لتهمس ببطئ :-
أنتي كويسه يا حبيبتي ؟
حاسه بحاجه ولا حد عملك حاجه؟
رفعت يديها علي يديها الذي تحيط وجهها وهتفت بابتسامه :-
لا مفيش حاجه والله انا كويسه. شكرا أنك ساعدتيني !
أقتربت وعد هاتفه بضيق من تقرب والدتها لتلك الغريبه :-
أمي عايزينك برا !
وزعت لمار نظرها بين الغريبه و وعد لتهمس برفض :-
هخرج مع سجي !
هتفت الفتاه برقه :-
هو أنتي عرفتي أسمي ازاي !
رمقتها وعد بنظره قاتله وهتفت باقتضاب شديد :-
عادي كل المعزومين هنا اسماءهم معروفه !
ضربة كتف لمار برفق قائله :-
يلا يا أمي كلمي تعالى معايا وهرجع اخدها !
ذهبوا من أمامها بينما شعرت هي بالوحده والعجز في آن واحد يحيطها الظلام من كل جانب فأين النور وبيد من تمسك لتخطو !؟
بحزن يشع من قلبها هوت دموعها بألم شديد.
ألقي ياسين نظره غاضبه عليها وبغيظ تمتم بذاته :-
البت دي بسببها كنت هموت واقفه مكانها متحركتش.
أقترب منها بخطوات سريعه غاضبه وهتف بصوت مخيف :-
أنتي غبيه ولا عايزه تموتي ؟ ازاي تفضلي واقفه مكانك متتحركيش انتي ايه بالظبط ؟
لم تدري من يكون ؟ ولماذا يقول كل ذلك؟
ولكن كلماته اخترقت فؤادها ! جاهدت لتحبس دمعه بعينها وقالت بصوت حزين :-
أنا مبشفش !
لوي فمه بضيق هاتفا بسخريه :-
ايوه ايوه عارفه انا الأسطوانه دي مبتشفيش ومحتاجه لحد يساعدك !
ثم صاح بصوت عال.:- انا كنت هموت بسببك ؟
ارتجف جسدها بقوه وكادت ان تخطي من امامه ليمسك معصمها بغضب هاتفا :-
اما اتكلم تقفي تسمعيني ! تمثيلتك دي مش عليا ! أنتي مفكره اني مش عارف ؟ انتي تبع مين ؟
وقعت عيناه علي عيناها الباكيه أغلق عينه وأفتحهم ببطئ وهو يتأملها مشاعر كثيره قد هاجمته…
# مين سمح لك تمسكها كده ؟
قطع هيامه بها هذا الصوت ليلتفت برأسه لتلك الفتاه التي أسرعت لتجذبها برفق مربته علي ظهرها بحنان ترمقه بنظره قاتله.
لم يستطع ابعاد عينه من عليها فظل يتأملها….
حتي أنه لم يستمع لصياح أسراء…..
جذبتها للخارج بينما هو شعر بأنسحاب روحه….
اسرع زين خطواته للخارج ، أراد أن يطمئنها ،أن يشعرها بالأمان ! أن يحبسها داخل فؤاده لعله أمان لها من هذه الحياة.
دون كلمه بصمت تام جذبها بقوه لحضنه متناسيا ما حوله وهو يغلق عينه بألم لدموعها.
بكت بأمان وراحه وهي تدفن رأسها بصدره….
أبتعد عنها رغماً عنه محتضن وجهها بين يديه يتطلع بعيناها الباكيه بأنامله ازاح دمعاتها برفق شديد وهمس :-
أنا جنبك متخافيش ! أنا هنا مفيش اي حاجه !
هوت دموعها بحرقه.، رويدا رويدا ارتفعت شهقاتها لتهمس :-
كنت فين ؟ أنت مش عارف أني بخاف وأنت بعيد عني !
أنب ذاته بقوه وهمس بوجع :-
أنا أسف مش هبعدك عن عيني تاني !
عادة لتضمه بأمان وهي تقول من بين دموعها :-
هو أنا ليه مبشفش شمعنا أنا.!
بيده شدد من ضمها بقوه رفع يده علي خصلاتها هامسا :-
متقوليش كده أنتي أحسن منا كلنا .
ربتت اسراء على ظهرها بحزن وهي تقول بدفء :-
أنا اسفه اني سبتك مش هتتكرر تاني !
بينما عن بعد كان يرمقها بنظرات تكاد تحرق الكون مثل قلبه الذي مشتعل الآن !
جاءت وعد فرآته بتلك الحاله فقالت وهي تجز علي أسناننها :- في ايه ؟ مالك بتبص عليها كده ليه ؟
لم يستمع لها ، عيناه مثبته عليها كأنها كنزا يخشي أن يسرقه أحداهما ؟
بدهشه وضعت وعد يدها علي كتفه هاتفه :-
لا انت مش طبيعي أنت وماما البنت دي عملت لكم ايه ؟
نظر لها مزهولا كأنه لا يدري شئ ف عقله قد توقف !
زادت حيرتها لتهمس بقلق بعدما انتبهت لجرحه :-
أيدك يا ياسين انت كويس؟ حاسس بحاجه !
نظر لها دون فهم فقد نسي لتوه جرحه كلياًّ :-
أنا كويس مفيش حاجه!
تمسكت بيده بلهفه وهي تنظر للجرح :-
كويس ايه بس ؟ تعالى معايا لأقرب مستشفي ! عثمان وانس وأسر هيهتموا بالباقي !
لم تعطي له الفرصه للاعتراض فسحبته من يده رغماً !
كان يسير معها باآليه عيناه علي من تصعد السياره بحضن ذاك الشاب الذي يربت علي ظهرها بحنان !
🌹سبحان الله وبحمده 🌹
علي الفراش تتمدد ورد وبجوارها أبنتها التي صاحت بلهفه فها هي ستستمع عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه الذي تعشقه وتحب حديثه جداً وتحفظ كل معلومه عنه بقلبها قبل عقلها :-
ماما هتحكيلي عن وفاة عمر أنهارده صح ؟
هزت ورد رأسها بابتسامة لهفه :- اه
ضمتها أكثر إليها وهمست بهيام :-
لقد مات عمر في صلاة الفجر وهو قائم يصلي طعنه أبو لؤلؤه المجوسي فأخذ عمر بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه للصلاه بالناس وصلي بهم عبد الرحمن وانصرفوا بأمير المؤمنين محمولا وطلب عمر بن الخطاب من ابنه عبد الله أن يأدي ما عليه من مال ثم يذهب ل عائشه أم المؤمنين فقل :-
يقرأ عليك عمر السلام ، ولا تقل أمير المؤمنين ، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا ، وقل “يستأذن عمر بن الخطاب أن يبقي مع صاحبيه ” وذهب عبد الله واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعده تبكي
فقال : يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه
فقالت : كنت أريده لنفسي ولأوثرنه به اليوم على نفسي.
ورجع عبد الله وقيل : هذا عبد الله بن عمر قد جاء.
فقال عمر : ارفعوني فاسنده رجل إليه وقال : ما لديك
قال: ما تحب يا أمير المؤمنين أذنت
فقال عمر : الحمد لله ما كان من شئ أهم الي من ذلك، فإذا أنا قضيت فأحملني ثم سلم فقل “يستأذن عمر بن الخطاب فأن أذن لي فادخلوني وإن ردتني ردوني إلي مقابر المسلمين وأذنت السيده عائشه ل عمرو أن يدفن ودفن مع صاحبيه رسول الله وأبو بكر.
كان الدمع يتدفق بغزاره من أعين ورد وكذلك أبنتها.
أبتسمت ورد وهي تزيح دمعات طفلتها وقبلتها بحب.
وهمست” قال بن عباس رضي الله عنه إن عمر رضي الله عنه طعن في السحر ، طعنه أبو لؤلؤه غلام المغيره بن شعبه ، وكان مجوسيا، وقال أبو رافع رضي الله عنه كان أبو لؤلؤه عبدا للمغيره بن شعبه وكان يصنع الأرحاء ، وكان المغيره يستغله كل يوم أربعة دراهم ، فلقي أبو لؤلؤه عمر فقال : يا أمير المؤمنين إن المغيره قد أثقل علي غلتي ، فكلمه أن يخفف عني ، فقال عمر : اتق الله ، واحسن إلى مولاك ، ومن نية عمر أن يلقي المغيره فيكلمه يخفف عنه ، فغضب العبد ، وقال : وسع كلهم عدله غيري؟ فأضمر علي قتله، فاصطنع خنجرا له رأسان، وشحذه، وسمه ، ثم أتي به الهرمزان ، فقال : كيف تري هذا؟ قال : أري أنك لا تضرب به أحداً إلا قتلته ، قال فتحين أبو لؤلؤه عمر ، فجاءه في صلاة الغداه ، حتي قام وراء عمر ، وكان عمر إذا أقيمت الصلاة يتكلم يقول : اقيموا صفوفكم ، فقال كما كان يقول ، فلما كبر ، وجأه أبو لؤلؤه ، وجأه في كتفه “طعنه” ووجأه في خاصرته.، فسقط عمر .
قال عمرو بن ميمون رحمه رحمه الله سمعته لم طعن يقول “وكان أمر الله قدرا مقدورا” .
لقد طعن عمر والسم يجري في جسده وجرجه ينزف وهو يكمل صلاته فأين نحن من هؤلاء أصبحنا نكسل علي صلاتنا ولا نصلي وانظروا إلي عمر وجرحه والسم يجري في جسده وهو يصلي ، يستمع عمر أية “أن عذاب ربك لواقع” فيدخل عمر في غيبوبه… لقد بشره نبينا بالجنه وعندما أستمع لأية عذاب دخل بغيبوبه خوفاً فأين نحن من هؤلاء ماذا صنعنا؟
صمت ساد فجأه لا يقطعه سوا شهقات خديجه المتتاليه بعدما أنعدلت بجلستها…
أسرعت ورد لتضمها إلي صدرها بحنان فذاد نحيب خديجه وهي تهمس :- مات عمر مات أمير المؤمنين.
ظلت تبكي لبعد الوقت بعدها همست :-
احكيلي عن عمر يا ماما.
أزاحت ورد دموع أبنتها وهمست بابتسامه :-
بكره يلا نامي دلوقتي كفايه كده ؟
همست خديجه بزعل :-
لا يا ماما أحكيلي عن عمر.
همست ورد وهي تنظر للفراغ :-
لقد كان في نية عمر أن يحادث المغيره ليقلل من الدراهم ولكن قتله ابو لؤلؤه ، مات عمر وهو لا هم له سوا ان يدفن بجوار رسول الله وأبو بكر كانت السيده عائشة تتدخره لنفسها وأثرته علي نفسها.، وادي الأمانات التي كانت عليه من ماله الخاص ، كان يخشي الله ويخاف ويبكي رغم ان الرسول بشره بالجنه ، فأين نحن من هؤلاء عمر علي فراش الموت يموت ويسئل ” أصلي الناس”. ونحن أنشغلنا بالحياة الدنيا وملاذتها وجمع المال وبما ستنفعنا أبيوتنا التي نبنيها ستنفعنا ؟ ألمال سينفع هل سنأخذه معنا ؟ نسمع “الله أكبر” ولا نلبي النداء فهل سيغفر لنا رب العالمين ، ومن منا لا يقول “بعدما انتهي سأصلي” فهل يوجد أهم من الصلاه والتقرب من رب العالمين.
غط الدمع وجه خديجه كليا وقالت من بين شهقاتها تقاطع حديث والدتها :-
أنا عاوزه أصلي يا ماما.
أبتسمت ورد بحب وهتفت :-
يلا نصلوا.
صلوا سوياً و اوت خديجه للفراش وغط في النوم وما زال اثر دموعها علي وجنتيها.
جلست ورد علي المكتب المعد بالغرفه تراجع بعد الملفات سرعان ما تذكرت عمرو وهاجمتها الزكريات ، زكريات قاسيه تجعلها تشعر بالسعاده وهي تتذكر تلك الأيام ومن ثم توجعها وتحرق فؤادها عندما تشعر بخنجر ينغرس بفؤادها ليفيقها لواقعها.ذهبت بذكرياتها وهي شارده تتذكر.
# عمرو أصحي بقا ، يا ابني أنت قوم.
هتفت بها ورد وهي تهز عمرو الذي يغط في النوم ،
هبت واقفه بحيره وهي تفكر كيف تجعله يفيق ،
خطرت لها فكره فأسرعت بتنفيذها علي عجل ، جذبة كوب الماء لتسكبه عليه.
نهض مزعورا وهو يصيح :- في أيه ؟
أتسعت عينه وفمه وهو ينظر لها بزهول، فكبتت ضحكاتها وهي تقول :-
والله أنت أجبرتني علي كده مكنتش عايز تصحي اعملك ايه يعني.
جفف وجهه من الماء المبعثر عليه وصمت لدقائق حتي يهدأ من روعه وقال بهدوء :-
بتصحيني في نص الليل ليه دلوقتي ؟
عقدة ذراعيها وهي تهتف بضيق :- قوم عشان نصلي قيام الليل ! قال نوم قال.
رمقها بغيظ وهتف :- حرام عليكي عندي شغل الصبح بدري أمشي يا ورد من قدامي عشان متغباش.
لوت فمها بسخريه :- يعني مثلاً الشغل أهم من الصلاه.
أمسكت بكف يده وهي تجذبه رغماً عنه هاتفه :- يلا بقا مش اتفقنا نصلي سوا يلا قوم.
رفرف قلبه بسعاده وهو ينصاع لها وسار معاها وتؤضوا وأقاموا الليل.
كاد ان يهم بالوقوف فأمسكت بيده واشارة له بالجلوس وهي تجذب المصحف بيدها الآخري وتقول :- اقعد ياعم هنقرأ شويه وبعد كده نام براحتك الشغل مش أهم ويا حبيبي مهما هنعيش وهتشغلنا الحياه بملاذاتها ومناعمها ف هيجي يوم وكل ده هيكون هباء ولا ينفعنا سوا عمل الخير نحن ملاقون يوماً.
أنصاع لها وعاد جلوسه مره آخري ، تناول منها المصحف وقرأ سوياً.
رتلوا القرآن و وضعه جانباً نظر لها بحب شديد لتهتف هي بمرح :- شوف يا سيدي احنا نتفق هنصلي سوا قيام الليل يومياً وهنقرأ في المصحف ولما تكون في الشغل وانا بردوا هرن عليك عشان تصلي وأنا لو مرنتش أنت ترن هتجبلي كتب عشان نقرأ سوا وكمان لازم تعرف كل شهر لازم نساعد حد محتاج او مستشفي او جمعيه مهما كانت حالتنا حتي لو اللي هنتبرع بيهم مش معانا غيرهم وكمان صيام اتنيين وخميس يعني بكره هنصيم
تنهدت براحه ونظرة بعمق عينيه الهائمه بها وأشارة له بتحذير :- فهمت ولا مفهمتش ؟ لازم يا حبيبي نأخد بأيدين بعض للجنه عشان ربنا يرضي عنا ماشي ونكون سوي في الدارين .
نكزته بغيظ فغمز لها بحب وهو يحتضن وجهها بين كفيه وهمس وهو يقترب من وجهها :-
هو أنا عملت أيه في حياتي عشان يرزقني بيكي ؟
هو أنا كويس اوي لدرجه دي ! غيري بيحلم يتجوز واحده تكون زيك كده بس انا حلمي بقا حقيقه عايزك دايماً جنبي تقربيني من ربنا لأني من غيرك ببقا تايه أنا مبسوط لأنك جنبي ومعايا وف قلبي يا قلبي أدامك الله لي “قبل كف يدها بحب” يا أمي وأختي وبنتي وحبيبتي ومراتي وكل ما ليا.
أفاقت من زكرياتها علي صوت أشعار رساله.
كفكفت دموعها التي تدفقت من حرقة فؤادها علي سعادتها التي لم تدوم.
ألتقطتت القلم وأخذت تدون بدفتره وملامح عمرو ترفرف أمام أعيناها بشوق وحنين فاض بقلبها.
أشتقت إليك ولا أدري أأنت أيضاً تشتاق كما أشتاق.
لو تعلم كم الأشتياق صعب لما أبتعدت وتركت أبنتك تتعذب بنار الشوق ، أنتظر وكأني أنتظر شئ مستحيل أن يأتي وأن أراه . هل نسيتني ؟ هل نسيت أبنتك التي كنت تلهو معها وأنت تضع هموم الكون جانباً لأجلها ! هل نسيت والدتك ألم تشتاق لحضنها الذي كان يأخذك من الدنيا وما بها فمن غيري حضنه يدفئك ويحتويك؟ أنسيت حبيبتك التي كانت تتوجع لوجعك ومعك بأسواء حالتك التي كان يومها لا يبداء سوا بابتسامتك فكان صباحي أجمل صباح برؤياك وأحتضان عيناك لي ، ولا يغمض لي جفن سوا بحضنك وبين ذراعيك لا يغمض جفني سوا علي نبضات قلبك أشتقت إليك يا حبيبي يا ابني وأبي أشتقت إليك وانتظرك ولكن أنت اظن أنك قد نسيتني و وجدت أخري لتهتم بها وتعشقها وتدللها وتخشي عليها فهل أحببتتها مثلي ام اكثر هل أخذت مكاني ؟
كيف تعيش دوني وكيف يبداء يومك دون أن تري ضحكتي التي كانت يحلو بها يومك ويبداء بسماع صوتي كيف أخبرني ؟ كيف تنام قبل أن تطمئن علي أشتقت لك يا روحي ونار الأشتياق تكويني.
🌹اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد🌹
طرقات خفيفه علي الباب جعلته يترك ما بيده ويضعه جانباً وهو يأذن للطارق بالدخول.
ألتفت برأسه عندما طلت لمار من الباب وهي عاقده ذراعيها بغيظ مصتنع تخبئ فرحتها برجوعه.
أبتسم بسعاده وألتمعت عيناه ببهجه وهو يسرع خطواته ويهمس :-
لمار وحشتيني أوي.
ضمها بحنان لم تستطع رسم الجمود وان تظل علي حزنها فشددة من ضمتها له بشوق كبير.
أبتعد عنها بعد دقائق ليقول بفرحه :-
وحشتيني اووي اووي حاسس أني ردت فيا الروح.
رمقته لمار بعتاب واضح بعيناها ، قرأ عتابها له ومعها حق فهو ابتعد دون سبب لم يكن لأيام أو شهورا بلي لسنين ولكن لو تعلم ما مر به ببعدها لعذرته ، كادت ان تهم بالكلام ، ليتناول كفها ويطبع قبلها رقيقه وأخذها من يدها ليجلوسوا سوياً .
تطلع بعمق عيناها وهو يقول بوجع :-
عارف أنك زعلانه مني وعندك الف سؤال ملهمش أي أجابه وعارف أني غلطان لما سافرت كده من غير أي سبب. بس عايز أقولك أني والله مش عارف عملت كده ازاي مش عارف ايه اللي حصل في اليوم ده بس أنا.
عن ماذا يتحدث هي لا تدري ما الذي لم يفعله ؟
بتعجب نظرة له وقالت بهدوء :-
أنت ايه ؟ وأيه اللي حصل ؟ ايه اللي عملته ؟
ارتسمت معالم الدهشه علي وجهه ألم تدري بعد ما حدث ؟ ألم تعلم عن خيانته ل ورد ؟ ألم تقص لها ما حدث ؟ هو لا يدري ما الذي يدور حوله ولماذا ظلت محتفظه للآن ولم تخبر أحد.
بارتبارك شديد نظر لها عندما نكزته من شروده الذي طال.
نظر لها بتوتر وقال بتلعثم :-
مفيش حاجه أنا رايح اشوف بنتي انهارده.
وبحزن اردف :-
طالعه جميله اوي تخيلي بنتي ولحد الان مخدتهاش في حضني شعور وحش اوي.
رآت الكذب بعينه فتأكدت شكوكها أن هناك أمراً ما لم تعلمه بعد وهناك خفايا لم تدري بها عليها الأن أن تلملم الباقي وتنقذ ما تبقي فهي تعلم علم اليقين أنهم يعشقون بعض والوجع يقتلهم ولكنهم لا يظهروا ذلك.
نظرة له لمار بابتسامه وقالت :-
و ورد ايه موحشتكش ؟
جاهد علي إلا تنحدر دمعه من عينه ، وجاهد بصعوبه حتي يخفي نبرة صوته الحزينه وهو يقول بوجع وهيام :-
وحشتني ؟ هو أنا عارف أعيش من غيرها ؟ أنا ناقص ومش مكتمل بدونها.
نهض مسرعان ليهرب من حديثها الذي يوجعه وأسئلتها التي لا توجد لها أجابه وقال :-
انا همشي عشان اشوفهم ولما ارجع نتكلم.
اندفع مسرعا للخارج. بينما تابعته نظرات لمار حتي ذهب من أمامها وهي منشغلة الفكر من اين تبداء لتعلم ما يخفوه وسبب بعدهم ؟
توجهت ل غرفتها شارده تفكر ب عمرو و ورد !
حتي أنها لم تستمع ل منادات أدهم الذي أنعدل بجلسته يرمقها بدهشه نهض ودنا منها رفع يده علي كتفها .
أنتفضت وهي تستدير له برأسها قطب حاجبيه بتعجب وهو يقول متسائلا :-
لمار حبيبتي مالك في أيه ؟
واستطرد قائلا وهو يضم وجهها بين كفيه برقه :-
عمرو قلك حاجه ؟ عرفتي أيه اللي حصل ؟
هزت رأسها بالرفض وتكاد تجن وعقلها ينفجر من التفكير بجل شئ تشعر أنها تائهه ف هم أبناءها يتعذبون ولا تدري ما بهم وما سبب فراقهم تنهدت بضيق وأبتسمت بهدوء قائله :-
لا معرفتش حاجه ولا تكلم هو حاليا راح يشوفهم وأنا مش هسكت ولا هيرتاح بالي غير لما أعرف كل حاجة ورجعهم لبعض !
ضمها بحنان لصدره وهو يردف :-
هنجمعهم يا قلبي وهنعرف السبب وقريب اوي كمان .
⚘اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ⚘
بدار الأيتام دلفت ريم ومعها أحمد دلفوا للداخل وأيديهم ببعضها وما أن رأؤهم الأطفال حتي هجموا عليهم وهم يهللوا بفرحه شديده ويضموا ريم بحب بينما تنحي أحمد جانبا وهو يبتسم بحب وهو يرآها تضحك من فؤادها أغمض عينه يحمد ربه وفتح عيناها متأملا بها بسعاده .
فهي سعادة قلبه وانبساط روحه ضحكتها تلك التي من فؤادها تعصف به لدنيا آخري تجعله ينسي كل ما حوله ولا يري غيرها هي ليست بزوجته هي أبنته وأمه وصديقته هي كل ما له لا يريد شئ اخر سواها ولا هم له إلا ضحكتها وبهجة قلبها اااه لو يملك السعاده لأهداها لها ولصنع المستحيل لها .
فاق من تأمله لها ، علي منادتها له “أحمد هات الهدايا”
تقدم منها و وزعوهم علي الأطفال من ملابس وألعاب
تقدمت منهم سيده علي وجهها أبتسامه وهي ترحب بهم بشده ذهب معها أحمد بينما ظلت ريم تلهو مع الأطفال التي ضحكاتهم كانت تنشر البهجه بالمكان أجمعه تجعل قلبها يرفرف عاليا بالسماء من شدة فرحته.
تفأجأت فجأه بيدين تحاوطها من الخلف وصوتا قريب من أذنها يصيح :-
رررررريم ازاي تيجي من غير ما تقوليلنا ؟!
حدقت عيناها بفرحه وهي تلتفت :-
أسماء جتي لوحدك ؟
# لا لا تيجي لوحدها أيه بس ؟ واضيع عن نفسي الفرحه دي ! قالتها وهي تشير علي الأطفال .
أندمجوا أسماء و وعد مع الأطفال بينما أخذت ريم مكانا مكثت به وهي تشاهدهم وتضحك من قلبها !
مر بعد الوقت حتي أقتربت وعد وأسماء من ريم واحمد الذي جاء .
قالت وعد بجديه :-
همشي ياسين يلا قافل جمعايا وهروح علي الجهاز !
أشار لها احمد قائلا بعدما أنتابه القلق :-
في حاجه ولا أيه ؟ أجي معاكي !
هزت وعد رأسها بابتسامه مطمئنه من عيناها وقالت بهدوء :-
لا لا مفيش حاجه أطمن !
لوحت بيدها لهم وهي تسرع من خطواتها للخارج .
أشارت لهم أسماء :-
وأنا همشي عشان اروح المستشفي أتأخرت ؟
غمز لها احمد قائلا :-
تعالي يلا اوصلك !
بجديه همست أسماء :-
لا وآلله هروح لوحدي خليكم أنتوا هنا
وأسرعت خطاها للخارج حتي تنهي الحديث .
أخذت وعد سيارة أجرة ، كانت تطلع من النافذه وهي تهمس بالأستغفار “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ” ترددها مرارا وتكرارا حتي حدقت عيناها بشئ وصاحت مسرعه :-
أقف أقف .
عبر المرآه نظر السائق لها بتعجب شديد وأوقف السياره جانبا .
أندفعت مسرعه وهي تتخطي السيارات حتي وصلت لرجلا عجوز يقف لا يستطيع أن يمر من أمام السيارات التي تسير مسرعه .
تمسكت وعد بيده بحب وعطف وهي تعطي أشاره للسياره بيدها الآخري بالتوقف ، سار معها لمبتغاه أبتسم وهو يدعوا لها فبادلته الأبتسامه بحب ،ما كادت أن تستدير لتعود للسياره حتي لمحت تلك الفتاه التي كانت بالحفل والتي بسببها انصاب ياسين ، رمقتها بنظره حارقه سرعان ما تحولت لنظرة قلق وخوف وهي تري سياره سوداء اللون تقف مقابلها ويترجل منها رجال جذبوها عنوها عنها .
توقف عقلها عن العمل وتوغل القلق والخوف قلبها وبكل ما أوتيت من قوه وعزم ركضت مسرعه خلف السياره ،
وقفت بتعب تلهث حتي وقفت سياره أمامها وما كان إلا السائق التي كانت معه صعدت السياره وانطلق مسرعا خلف الآخري .
حاولت بشتي الطرق الصراخ ، وفك أيديهم المقيده عليها تكبلها وتشل حرقتها ، لا تدري أين هي ومن هؤلاء وما الذي سيحصل معها ،كانت تقف تنتظر أختها أسراء التي دخلت احدي المحلات لشراء شئ ما ، تدفقت دموعها بخوف من الآتي وعندئذ علمت أنها تم أختطافها ولكن من ؟ من يريد أزيتها !؟
هل هي تلك العصابه التي تختطف الفتيات تلك الأيام أم ماذا ؟
ستترك كل شئ يسير كما يشاء .
بمكان خالي تماما من المرء حيث لا يوجد سوا مخزن قديم الهيئه ترجلوا من السياره وهم يسحبوها بقوه وعنوه حملها أحداهما وسار بها لداخل المخزن بعدما صاح بزميله :-
رن أنت علي الباشا عرفه أننا في المخزن ومعانا الأمانه !
ولج للداخل وألقاها بقوه جعلت رأسها تضرب بالأرض .
أنكمشت علي ذاتها وهي تحتضن ذاتها دافنه رأسها بين ذراعيها تبكي بحرقه وخوف لا تري شئ سوا ظلام يحاسرها تتمني فقط أن تري النور ولو قليلا حتي تستطع أنقاذ ذاتها .
ظلت وجله ماكثه مكانها وهي تستمع لهمسهم حولها .
توقفت السياره جانبا ليس ببعيد ألتفت السائق بجسده ل وعد وهفت :- احنا كده هنبلغ !
أخرجت وعد مسدسها الذي كان بحوزتها وقالت دون النظر له :- الشرطه كلها معاك أهووو
فتحت الباب وهي تقول بذات الوقت :-
خليك هنا لجد ما أرجع .
ترجل من السياره مسرعا فقد كان رجلا بعمر والدها وقال بحنو :-
يا بنتي فين الرجوله لو سبتك تنقذي البت لوحدك
ربت على كتفها هامسا :-
طالما في امثالك كده وزيك ف الدنيا لسه بخير .
ابتسمت له قائله :- تمام تعالي معايا
سارا جوارها بتوجس أما هي ففحصت المكان بأكمله لتتأكد وتعلم كم عدد الأشخاص بعدما تيقنت أنهم ليس من الذين يخطفون البنات وأنما هؤلاء مأجورون لخطفها .
تسللت للمخزن بخطوات بطيئه وحذره وقفت خلف الحارس الذي علي الباب وضربته بعنقه فوقع فورا مغشي عليه .
طرقات علي الباب طرقات جامده سريعه وأختبئت خلف الحائط ،
أنفتح الباب وطل منه أحداهما ف أمسكت بذراعه ولوته وألقته ارضا يتأوه وهي تبصك عليه .
سمعوا الضجيج فأشهروا أسلحتهم مستعدين للهجوم .
ولجت وعد ك الأعصار وعيناها تدور علي سجي التي وقفت بخوف تتحسس بحذر
تشابكت وعد معهم بالأيدي وذاك السائق .
رفعت وعد سلاحها وأطلقت طلقه علي قدم احداهما ليتمدد بجوار زميله .
صرخت سجي بإنهيار وهي تسقط ارضا بتوجس وجسدها يرتعش وقلبها يعتصر ألما فلا تدري أين هي ومن هؤلاء وما مسيرها الآن .
ركضت بلهفه وعد تجاهها وجثت جوارها لتضمها بهلع يعصف فؤادها وهي تشدد من ضمها بقوه وتهمس :-
أهدي يا سجي مفيش حاجه أنا وعد كنت يوم الحفله موجوده متقلقيش أنا جمنبك .
هدئت أنفاسها وبطئ صوت شهقاتها وتوقفت دموعها ،
أمان توغل لفؤادها وهي تتشبث بها بقوه وأغمضت عيناها هربا من كل شئ ،ظلت تربت علي ظهرها بحنان .
فقطع حيرة وعد السائق وهو يقول بعدما ظن أنها تعرفها :-
أختك بخير يا بنتي متقلقيش يلا عشان اوصلكم .
نظرة له وعد بتيها وهي تضم سجي بقوه كأنها تخشي أن تبتعد عنها أبتلعت ريقها الجاف بصعوبه وهي تهتف بتلعثم :-
دي دي مش أختي !
واستطردت قولها ل سجي :-
يلا عشان نمشي من هنا قومي معايا !
ضغط بقوه علي كف يدها فربتت وعد علي يدها هاتفه :-
مش هسيبك قومي
استطاعت ان تحرر يديها سرعان ما ارتجفت بخوف لتعاود وعد ضمها بقوه .
ليهمس الرجل بتعجب :-
مش اختك ؟يبقي أكيد قريبتك ! باين انكم تعرفوا بعض .
نظرة له وعد دون كلمه .
فجأه ولج زين يتجلي القلق والهلع ملامحه الغاضبه وهو يصرخ بأسمها ركض مسرعا عندما وقعت عيناه عليها فأخذها من بين ذراعي وعد لأحضانه .
ظلت وعد تنظر له كمن أخذ منها روحها دون أستأذان .
فكانت تنظر لها بتيها وهي تريد ان تخطفها لحضنها من العالم .
وقفت وعد لتغادر مع السائق ، بينما حمل زين سجي وهتف ب وعد قبل ان ترحل :-
شكرا يا أنسه لأنك أنقذتيها !
قالت وهي تتابع سير للسياره :-
ابدا دا واجبي
واختفت بلمح البصر داخل السياره تحاول الهروب من كل شئ
⚘أستغفرالله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه ⚘
خرج بغضب “عثمان” من غرفة مكتبه وهو يغلق الباب بعنف خلفه ،يسير للخارج وهو يتمتم ،
وفجأه أنصدمت به فتاه ،كادت بالسقوط أرضا ، ولكنه لحقها وهو قابض علي ذراعها بقوه ، أنعدلت بوقفتها وهي تتحسس جبينها بتأوه ، أما هو فسار خطوتين ولكنه وقف عندما صاحت بصوتا عال :-
أنت أعمي مبتشوفش مش تفتح ؟كنت هعمل ايه دلوقتي لو أتكسرت ولا حصلي حاجه! وبعدين مش تعتذر حتي ولا ….
قطع جملتها عندما رمقها بنظره ناريه جعلتها تبتلع ريقها بخوف سرعان ما أسرعت خطواتها لتقف أمامه مباشرة وحدقت به قائله بزهول :-
مش ممكن مستحيل أنت حلم ولا علم ولا أيه ؟ انت طالع من التلفزيون مش كدا ايه القمر …..
أنعقد لسانها ، وتراجعت للخلف ،عندما تقدم منها وهو يصرخ بغضب :-
أنتي هبله ولا في ايه مالك انبوبة غاز أتفتحت أسكتي ،واوعي كده خليني أعدي “قالها وهو يدفعها للخلف”
وخطي ليسير ولكنها وقفت امامه تسد طريقه مره آخري هامسه بدهشه وهي تشير لنفسها :-
أنا أنبوبه أتفتحت هااا وانت ايه بقا ابتسم ولا انت مبتعرفش غير تزعق وتصرخ .
قطب حاجبيه بزهول :-
وأنتي مالك اصلا ابتسم ولا لا ؟ أنتي هتصحجبيني ؟
أشارة لنفسها بدهشه :-
انا اصاحبك انت ليه مجنونه معنديش عقل أصاحب واحد زيك .
وبعدين ما أعتذرتش لخبطك فيا !
ضغط علي ذراعها بقوه فتأوهت بصوت عال وصاح بها :-
أنتي طلعتيلي منين دلوقتي؛؟ و
# عثمان يا ابني مالك في ايه سبها !
جاء هذا الصوت من الخلف والذي لم يكن سوا ” انس” الذي جذبه بعيدا وهدأءه وغادر عثمان بعدما رمقها بغضب قاتل .
اقترب عثمان من الفتاه وهمس بابتسامه :-
اقدر أساعدك في حاجه ؟
كانت تتحسس بألم موضع قبضته وتجاهد علي حبس دموعها وهمست دامعه :-
أنا عايزه أشوف وعد أدهم وياسين الشرقاوي .
أبتسم لها مرحبا بلهفه وأخذها للداخل
منشغلا بذاك الملف الذي يدرسه جيدا ، طرقات علي الباب أنتشلته من دوامته وأذن للطارق بالدخول ، دلف انس وخلفه الفتاه ،ما ان رآها ياسين حتي وقف مسرعا بشوق و وجهه أشرق وأتسعت أبتسامه وهو يقترب منها هامسا أسمها بحب :-
مكه أيه المفأجاه دي جيتوا أمتي وفين عمو ؟
ضحكت بفرحه وهي تصيح :-
وحشتني الأول با ابني ايه ده ؟ عامل ايه؟
أبتسم مرحبا بها وجلسوا سويا يتحاورون بعدما غادر أنس مكتبه …..
⚘لا أله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شئ قدير ⚘
علي سجادة الصلاه تجلس ورد بجانبها خديجه يسبحون ويكبرون ويحمدون ربهم بجانب منهم منشغل التلفاز علي أحدي الفضائيات للقراءن الكريم ، جذبت ورد المصحف بجانبها وهمست بجديه :-
يلا بقا يا ديجا سمعي السوره اللي حفظتيها .
تلت ما تحفظه بصوت خاشع سجي ، فكانت سعادة ورد تجعلها تطير عاليا من شدة ما تشعر به .
بعد أن سمعت ضمتها ورد بشده وهي تهمس يلا نراجع شويه من اللي فات في قصص الصحابه .
صفقت بيديها ببهجه وصاحت بلهفه :-
ماشي يا ماما اسئليني !
صمتت ورد قليلا بتفكير وحيره فقررت أن تسئل أبنتها بالصحابي الذي تعشقه ومتوغل بفؤادها فهمست باسمة الوجه :-
من هو الفاروق ؟
تلقائيا صاحت خديجه عاليا :-
عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وأميري .
ورد :- كم كان عمر عمر بن الخطاب عندما أسلم ؟
تلقائيا وببهجه أجابت خديجه :-
سبع وعشرين سنه ، بعد أسلام حمزه بن عبد المطلب بثلاث أيام .
غمرة الفرحه فؤاد ورد ودعت بقلبها لأبنتها وهمست :-
كيف أسلم عمرو ؟
كان عازما لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه علم بأسلام أخته فاطمه هي وزوجها فذهب إليهما وكان عندهما خباب بن الأرت وهناك لطم عمر أخته فرق قلبه فأراد أن يعرف ما بتلك الصحيفه فطلبت منه فاطمه أن يتطهر وتطهر عمر وقرأ من سورة “طه” ورق قلبه وسئل عن رسول الله ليأسلم فخرج خباب وبشره أنها دعوة رسول الله له ” اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب ” وذهب عمر لرسول الله وأعلن أسلامه
من هو حب رسول الله صلي الله عليه وسلم؟
أجابت خديجه مسرعه بلهفه :-
زيد بن حارثه .
ورد :- من هو الحب بن الحب ؟
أجابت خديجه :- أسامه بن زيد .
ورد :- من هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
خديجه :- بلال بن رباح
ورد بأبتسامه تتسع شيئا فشئ بأبنتها :- من هو حامل لواء الدعوه ؟
خديجه :- مصعب بن عمير.
ورد : ما هو المسجد الذي أستشهد فيه علي بن أبي طالب.
خديجه : مسجد الكوفه .
ورد :- من الصحابي الذي أستمعت إليه الملائكه وهو يتلو سورة البقره ؟
خديجه :- أسيد بن حضير.
من هو الصحابي الذي قال عنه الرسول هذا خالي ؟
خديجه :- سعد بن أبي وقاص .
ورد :- صحابي بن عم رسول الله ، وأحد العشره المبشرين بالجنة ، يلقب بحواري الرسول ؟
خديجه :- الزبير بن العوام .
ورد :- صحابي ومولي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ترك أهله وبلده سعيا وراء معرفة الدين الحق وتوفي في خلافة عثمان بن عفان من هو ؟
خديجه :- سلمان الفارسي رجلا يبحث عن الحق .
وسعادة “ورد” الآن حقا لا توصف بابنتها ضمتها لصدرها بحنان وقبلة جبينها وتناولت المصحف وأخذت تحفظ خديجه بالسوره التي عليها حفظها ….
طرقات علي الباب جعلتها تشعر بالحيره فناولت المصحف لخديجه وهمت بالمغادره لتري من الطارق وقالت بطريقها :-
كملي حفظ لحد ما أجيلك يلا .
فتحت الباب فطالعها آخر وجها لم تتوقع رؤياه أبدا .
حدقت به بصدمه ف متي عاد ؟
تحولت تلك الصدمه إلي دموع شوق وأشتياق وحنين فإنسابت دموعها بصمت شديد عيناها بعيناه لم تستطع ان تحيد عنهم خفق قلبها بشده أرأدت أن تضمه أن تخبره أنها بحاجه إليه أن الحياه بدونه ليست حياه ، حياه غير مكتمله ،أرأدت أن تعاتبه علي تركه لها بعيدا ألم يوعدها بالبقاء ؟ شعرت أنها شلت فجأه فلم تستطع التوقف لتستند علي الباب .
لم يكن حاله اقل منها داخليا ولكنه كان يخفي بمهاره ما يشعر به لا يظهر سوا الجمود ثابت ك الجبل .
ولكن مهلا رق قلبه وعصر من الألم وضاق صدره عندما رأي دموعها شعر أنه قد ينهار أمامها ويجذبها داخل قلبه يخبئها به ويسجنها لعلها تصبح سجينته كم هي سجينة قلبه ، أرتوت روحه برؤياها أمامه وشبع قلبه من ملامحها فهل حقا شبع منها وارتوي ؟
ظل هائم بها باشتياق شديد غلبه وحنين قد فاض .
تعانقت أعينهم بحضن طال ، وقلوبهم ترتوي وتحفر الملامح من جديد ، وتلاقت أرواحهم أخيرا بعد غياب وأنتظار أنهكها .
أستغابت والدتها التي طالت عودتها فنهضت مسرعه للخارج وهي تصيح :-
ماما أنتي فين ؟
ظلت ورد متسمره بمكانها عيناها علي من ملك الفؤاد تشبع روحها من رؤياه فلا تدري متي تراه مره آخري .
أما عمر بأعجوبه حاد عينه عن معشوقته ونقل نظره علي طفلته التي حدقت به وهي تصيح مسرعه إليه :-
عمو ده أنت هو انت تعرف ماما ؟
جثي أمامها وأحتضن وجهها بين كفيه ، وترقرقت عيناه بالدمع لتهوي ببطئ واحده خلف الآخري .
همس بصوت مخنوق من البكاء بضيق :-
بابا أنا بابا يا روح قلب بابا وبتلعثم أستكمل :-
وحشتيني يا بنتي .
ضمها لصدره بقوه ، فها هي روحه رودت إليه ، كأن دنياه المظلمه لا يوجد بها أي نور ظهر بها ملاك أبيض ينير دنياه ودربه ، ك الميت الذي عاد للحياه ، كمن كان يختنق وها هو يتنفس من جديد بكاء بحرقه وندم وعتاب لنفسه علي أنه أضاع تلك السنين بعيدا عنها .
ضمته خديجه بفرحه وهي تقول ببراءه :-
أنت رجعت من السفر ومش هتسافر تاني !
سحبت ذاتها من بين يديه لتزيح دموعه هامسه :-
بابا أنت بتبكي ليه ؟ هو أنت زعلان مني !
أرأد الصراخ أن يقول لا أنتي سامحيني لأني تركتك وذهبت
نظر لسدالها وحجابها ونور وجهها الذي ك القمر يشع منه نورا نور الأيمان .
فأبتسم بسعاده وقلبه أشرق فرحا وروحه رفرفت ببهجه .
تعلقت عيناها بهم باكيه بحرقه كم كانت تود ان تكون جزء من ذاك العناق ذاك الدفء والأحتواء .
حملها بين ذراعيه بشوق ، و وقف مقابل ورد هاتفا بحده :-
شكرا لأنك أهتمتي ببنتي !
قاطعته قائله بثبات :-
دي بنتي انت بتشكرني علي أيه ؟
تحاشي النظر إليه وهو يشيح بوجهه عنها كليا حتي لا يضعف او ينهار وقال بجمود :- هأخد خديجه معايا وهرجعهالك تاني ومش عايزك تقلقي عليها ؟
همت بالمعارضه لتقول خديجه :-
بس أنا عايزة اقعد هنا وأنت معانا انا وماما !
نظر لعيناها قائلا بمرح :-
مش عايزه تروحي معايا دا انا هجيبلك حاجات كتير وهنرجع بسرعه ل ماما !
صاحت خديجه وهي تصفق بيديها :-
ماشي يلا بسرعه بسرعه !
رمقها بجمود نظره خاطفه وقال وهو يغادر مسرعا قبل أن تعترض :-
احنا هنمشي وهبقي أجبهالك ! وانت عارفه طريقنا وقت ما تحبي تيجي !
اختفي بملح البصر ، تدفقت دموعها وبطئت دقات قلبها ، تعالت صوت أنفاسها كمن نزع منه روحه بلي رحمه ، أرتجف قلبها ، بتيهه أغلقت الباب بألم وهي تستند عليه باكيه وسقطت أرضا بانهيار أرادت الصراخ ولكن كيف تصرخ وقد أنعقد لسانها ولا يوجد سوا صدي لأنكسار قلبها وروحها التي تتمزق ، شعرت بالوحده فضمت نفسها وبكت بحرقه ، نيران أشعلت بفؤادها فلم تدري كيف تطفئها أشتاقت إليه كثيرا ولكن ذكري ذاك اليوم تمكنت مره آخري منها كان لا يوجد غيرها ما مر بحياتها وهي ترأه مع آخري ، لماذا عاد أليوجعها ليعذبها ، كم تود الركض إليه لتهرب من الحياه إليه وفيه كطفله صغيره تائهه قد تركت يد والدها ونست طريق البيت تريد أن تضمه أن تخبره ما عانته وكم هي بحاجه إليه للأمان والأحتواء والسند .
شعرت أنها بحاجة لأحد تشكو له حال قلبها علي من تركها تعاني تركها دون حياه وقلب وروح تركها جثة بلا روح
تركها بغرفه ما بين أربع حيطان يحوطها الظلام ولا يوجد نور نهائيا وهي خائفه تنادي عليه ولا يلبي نداء قلبها .
وذهب للغربه وبالغربه لا يوجد أحد هل لم يحتاج لها هل لم يحتاج لحضن حبيب يعاونه كيف مرت غربته بدونها ؟
أحست أنها ضعيفه ما بها تبكي وتشعر بالوحده وتريد أحد لتفضفض معه ونست أن هناك رب العباد أقرب إليها من نفسها بابه دائما مفتوح لا يغلق أبدا بوجه أحد لا يحتاج لوقت ولا أستاءذن لا خوف .
ساندت نفسها لتقف وسارت تتهادي للغرفه .
سجدة وظلت تبكي تبكي فقط ف رب العالمين أعلم ما بقلبها أجل أنها تبكي كثيرا وتناديه كثيرا لآجله لذات الموضوع ولكنه يستمع إليها ويعلم ما بقلبها حتي ان لم تعلم هي وسيستجيب .
لبعض الوقت ظلت تبكي وتبكي أخرجت كل ما بقلبها فشعرت براحه وسكينه لم تكن لتشعر بهم مع أحدا من الخلق فمن سيستمع الجميل سيمل ويزهق ، ولكن رب العالمين بابه مفتوح دائما بكل الأوقات يربت علي قلبك بالصبر والرضا والسكينه والراحه .
ظلت تستغفر ربها كثيرا حتي نهضت وجلست باسمه عندما تخيلته ما زال جميلا لم يتغير كم تود ان تطمئن عليه أن تسئله ليطمئن قلبها هل نساها هل استطاع ان يحب أخري يخاف عليها كما كان يخشي عليها من كل شئ ، يهتم بها كما كان يهتم بها هي ، يفتقدها ان غابت ، أم أنها لم تعد تعني له شئ ، لا بأس ان أحب أخري وتزوج فهي ستظل تحبه و وحده مالك قلبها وروحها ونفسها ستظل له سيظل أبنها و والدها وكل الحياه .
أمسكت هاتفها كمحاوله منها للأنشغال بأي شئ .
ظلت تبعث به ورآت منشورا عن شباب في مقتبل العمر تموت .
الموت كم الحياه فانيه ومن يحمل عنا اوزار يوم القيامه يوم الحساب “دارت عيناها بأرجاء الشقه” كم هي ضيقه وتخنقها وهي بها وحيده دون ابنتها فقدت الحياه حتي جدران تلك الشقه فقدة الحياه تشعر هكذا ! وماذا إذا عندما تدفن تحت التراب بالقبر حيث الظلام لا تدري أ جنه أم نار سيكون مئواها ؟ تخشي النار تلك الكلمه “النار” جعلت جسدها يرتجف خوفا وتوجست خفيه ماذا فعلت بدنياها هل فعلت خير يدخلها الجنه إذ الصحابه كانوا يبكون وجلا وهم صحابة رسول الله ومنهم مبشرون بالجنه يبكون ! إذا ماذا تقول هي وماذا نقول نحن ؟
بخوف شديد وارتجاف بكت وهي تهمس :-
اللهم أجعلني من أهل الجنه ، اللهم أني اسئلك الفردوس الأعلي ، اللهم أغفر لي فأنت الغفور الرحيم
دعت بقلبها وهي تبكي بشده كلما تخيلت القبر وظلمته والحساب والنار .
⚘اللهم اجعلني مقيم الصلاه ومن ذريتي ربنا وتقبل دعائى⚘
بالليل يجلس الجميع بجو مليئ بالفرحه واللهو مع خديجه ومشاكستها للجميع ، واذدادت الفرحه ب حامد “فيكتور” وتالا وأبنتهم مكه ، كان الجميع يجلس بفرحه .
نهضت مكه مبتسمه هامسه بحرج :-
طب أنا هستأذن بس هطلع الأوضه وجايه .
بعتاب هتفت لمار :-
بتستأذني وأنتي في بيتك يا مكه ؟ عيب يا حبيبتي كده خدي راحتك !
أبتسمت لها مكه لتهمس بمحبه :-
متحرمش منك يا خالتوا
وغادرت كان يجلس يوسف ومصعب يتحدثا بعتاب وشوق
بينما حبيبه وتالا بجانب بعضهم يجلسون لا تترك تالا كف حبيبه من يدها .وهي تتحدث معهم .
أسماء وسمر وعمرو وخديجه سويا.
كانت تصعد للأعلي تشعر بالبهجه بذاك الجو وذاك الحب الذي يحيطها والأهتمام من الجميع ف بالغربه ليس هناك أحد
تصبح القلوب غريبه وحيده خاليه بالغربه .
كادت أن تخطو لتسير داخل الممر إلا أنها أنصدمت بأحد جعلها ترتد للخلف فتمسكت بدرابزين الدرج .
رفعت رأسها فورا بغضب وحدقت بصدمه هاتفه :-
مش ممكن أنت ؟
وصاحت يصوت عال :-
أنت بتعمل أيه هنا وجاي ورايا ليه وعايز أيه ؟ انت حرامي صح حرامي قول …..
قطع كلماتها كفه علي فمها ودفعها بغضب للحائط لتتأوه بألم شديد وصرخ بها قائلا :-
اسكتي بقا أنتي ايه مبتعرفيش تسكتي ؟ أنتي اللي مين ! وعايزه أيه !
دفعته فلم يتزحزح فهمست بتفكير :-
أيه ياختي ده ماله عامل زي الصنم مبيتحركش !
صرخ بها غاضبا وهو يحاول جاهدا بشتي الطرق التمسك حتي لا يفقد اعصابه عليها :-
أنتي مجنووونه ؟ مش طبيعيه مستحيل!
ضغط علي ذراعيها بقوه وهو يقول بصوت ك الفحيح :-
أنا ماسك اعصابي بالعافيه لو فلتت متلوميش إلا نفسك وابعدي عن طريقي عشان مش ضامن هعمل ايه فيكي .
أستدمعت عيناها وهي تتظر له بخوف أزدردت ريقها بخوف وهي تنظر لعيناها المحدقه بها تكاد قتلها و وجهه الجامد الغاضب بتلعثم همست من بين دموعها وهي تتأوه من قبضته :-
أيدي ! أوعي كده أبعد أنت غبي!
ضغط اكثر علي ذراعيها وكاد ان يصرخ بها لولا ان جاء صوت ياسين من الخلف صائحا :-
في أي
أسرع خطواته جاذبا بجانيه مكه وبحده اشار ل عثمان :-
في ايه مالك دي مكه بنت عمي مصعب مالك متعصب ليه عليها .
دون حرف لكم الجدار وأسرع خطواته للأسفل شبه راكضا .
بينما تشبثت مكه ب ياسين الذي قال بهدوء :-
معلش عثمان عصبي كدا دايما بس هو طيب أوي فخلاص بقا فكي بدال ما ألغي الخروجه وانا كلها كام ساعه ورايح شغل.
تناست تماما ما مر وأبتسمت فورا بسعاده :-
بجد هنخرج
اؤمأ برأسه لتصيح بفرحه وهي تسرع للغرفه :-
ثواني وهكون جاهزه أستناني .
خرجوا جميعهم بسهره جمعت بين وعد وياسين ومكه وأسماء وسمر وأنس الذي دعاه ياسين
كان الجميع مسرورا ، بهجه تنبع من القلب ، وهم يتجولون سويا يتسامرون بينما مكه تقص عليهم غربتها وكيف كانت حياتها هنالك ، لم يمر طويلا وأنضم لهم عثمان الذي كانت نظراته حارقه ل مكه ، بينما هي كانت تتحاشي النظر له فكانت تخطف نظرات سريعه خائفه عاد الجميع بعد سهره تركت في القلب اثرا .
أوي جميعهم لفراشهم بينما وعد تجهز حقيبتها وغادرت قبل أستيقاظ أحد فهي تعلم علم اليقين أن والدتها لن تتركها ترحل قبل بكاء متواصل من شدة خوفها وتوصياتها هي و والدها .
ودعها ياسين والقلق والخوف ينهش قلبه.
فما المخبئ ل وعد بتلك الرحله ؟
وهل تعود سالمه ؟
أم ستخسر وتعود جسدا فقط ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)