روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء التاسع والخمسون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت التاسع والخمسون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة التاسعة والخمسون

البارت 23
الحزء الأول
# دموع العاشقين.
منذ أن أستيقظت “ورد” وحالة “ديجا” الصحيه تسوء تذداد حرارتها حتى أن أسماء مذ قليل أعطتها ادوية ومع ذلك فدرجة الحرارة تذاد جلست بجانبها وهي ممده بجوارها تفعل لها “كمدادت” باردة حيث تضع القماشة بالماء البارد وتعيدها على جبين خديجه ودموعها لا تتوقف عن السيلان ترعاها بقلبها الملهوف قبل يداها…تقبل جبينها كل لحظة… لا سيما ما زالت تعاني من أثر غيابها وقتما تم اختطافها تخشى بشدة فكرة غيابها او فراقها.
لا ريب أن حياتها لا تكمن بدونها ظلت تدعوا له بقلب أماً متضرعاً خاشعاً مناجياً باكياً ملهوفاً وجلاً.
تناهي لها صوت فتح الباب وأغلقه معلناً عن قدوم “عمرو” من عمله وتناهى لها صوته المنادياً بوهن مما بذله من مجهود :
– ورددد يا ديجا انتوا فين.
وضع هاتفه جانباً باحثاً بعينه بتعجب عن رفيقة روحه التى ما أن كان يفتح الباب حتى يطالعه وجهها الدري مستقبلاً آياه.
جاءه همسها لقلبه وهي تقول من وراءه :
– حبيبي جيييت حمد لله على السلامة.
ثم أقتربت مسرعه تعانقة بحب وهي تهمس “وحشتني”
فبادلها العناق مشدداً عليها بشوق ولهفه وتمتم بعشق “أنتِ اللي وحشتيني الكم ساعه دول بحس حياتي واقفه فيهم”
كان لا يبدوا عليها أثر البكاء او حزناً وغم وقلق وانما متوارياً بفؤادها لا غروٍ فـ وجهها باسم ضحكوك وعينيها لامعه.
همس متسائلاً وهو يبتعد :
– امال فين ديجا ؟ هالة قالتلي أنها هنا!
تبسمت هامسة بإطنئنان :
– دي نايمة شويه … قعد استريح لحد ما أجهزلك الغداء.
قبل جبينها بحباً ولهفه ثم جلس بإرهاق وتوجهت هي لتجهيز الغداء لم تريد أن تقلقه فإن علم ما بخديجه لمه أراح جسده او حتى أكل شيئاً وهي لن تسمح بذلك فليستريح أولاً ولا تقلقه فسيمر كل شيئاً بخير بأمر الله.
جهزت الطعام والقلق مستحوذ على فؤادها متسلل بمهجتها حتى فرغت من أعداده وجلس هو يأكل بعدما أنتهى من تناول طعامه.
هتف متسائلاً بقلق :
– مالك يا ورد فيكِ أيه حاسك زعلانه ديجا كويسة؟
تبسمت بتكلف وهي تنظر له ثم أردفت :
– أنت هتنام ولا ايه ؟
هز رأسها نفياً وقال :
– لااا مش عاوز أنام دلوقتي … فين ديجا ؟
استقامت ورد بوقفتها قائلة وهي تشير على الغرفة :
– ديجا كويسة الحمد لله هي جوه بس تعبانه شويه؟!
وثب واقفاً بفزع وهو يتقدم للغرفة بلهفه :
– تعبانه مالها وازاي متقوليش ؟
تعقبته هامسه :-
شوية سخونه بس واسماء ادتها علاج هتبقي بخير متقلقش.
جلس بجوار ديجا مائلاً بجذعه ناحيتها يتحسس جبينها وهو يقبلها بحنان وقلق في آن واحد كأنه يأكد فؤاده المرتجف أنها بجانبه.
أستدار برأسه لورد متسائلاً :
– ازاي يا ورد مقولتليش؟
تنهدت ورد بصوتاً مسموع ثم قالت باسمة :
– لو كنت قولتلك مكنتش هتأكل … هي هتبقي كويسه دلوقتي متقلقش.
تبسم بحنان و وضع جبينه على جبين إبنته داعياً الله لها.
💐أستغفر الله العظيم وأتوب إليه 💐
أخذت سمر الطرقة ذهاباً ومجيئاً بقلق لا يرقأ لها دمع لقد ظنت أن تلك الأيام قد ولت منذ أن أغلقت هاتفها وبقى ذاك الشاب لا يهددها ولكن بلحظه وعلى حين غرة أرسل ظرفاً به تلك الصور لتستلمة أسماء لا تدرى أمن حسن حظها ام لتعاسته.
كيف تطمئن على اسماء التى ذهبت بمفردها لا سيستطع أنس أنقذها فقد حادثته وأخبرته بكل شيء لن يحادثها مرة آخرى سيكرهها حتماً بعد كل ما قصته عليه ماذا عليها أن تفعل الآن ؟
وما الذي سيحصل لأسماء ؟
دعا قلبها أن تكون بخير ويردها سالمة.
أخفت بنفسها ذاك القلق وهي تضع المصلاة لتصلي.
وتسجد باكية لرب العالمين تدعوه أن ينجيهم وينقذهم.
على حين غرة جذبها للداخل وهم بالاعتداء عليها… ولكنها ظلت تقاومه بكل ما وأوتيت من قوة… وظلت تدفعه وهي تصرخ مستغيثه … كل محاولاتها بائت بالفشل بسبيل أبعاده فدفعته بعزم ما بها وهي تنهض بعجل راكضه لأحدى الغرف مغلقه الباب خلفها .. لكنه لم يعطيها الفرصة وسرعان ما وقف أمام الباب يدفعه بقوة وهي تدفعه بكل قوتها ودموعها لا تتوقف لوهلة شعرت أنها النهاية فهمست مستنجدة ببكاء “ياررررررب” علا نحيبها وازدادت شهقاتها وهي تدفع الباب بذراعيها ولكنه دفعه للقوة للخلف لتقع هي أرضاً ويولج هو ناظراً بنظرة شهوة مفعمة بالانتقام والحقد والإكراه .
أسودت السبل بوجهها ، ظنت أن دقات فؤادها قد توقفت ، وأن روحها قد غادرتها ، تجرعت مرارة الزل وهي تتسول إليه وترجوه أن يتركها قائله ببكاء يفطر القلب :
-سيبني حرام عليك أرجوك سبني خاف ربنا يمكن اجلك قريب هتموت بأكبر ذنب بلاش تضيع أخرتك ترضى لأختك يحصلها كدا.
أتسعت عينيه وهو ينقض ممسكاً بحجابها بقوة وخصلات شعرها من اسفله فتأوهت بألم وتحدث بنبرة جنونية :
-أختي فين أختي دي ؟ بقيت جثه أختي بسبب جوزك بقيت مكتئبة بين الحياة والموت في المستشفى ليه يرسم عليها الحب ويتسلى مفكرش في مرة انها ممكن تحبه بجد أختي حاولت تنتحر أختي متعرفش يعني ايه شباب ولا بتتكلم معاهم لحد ما اخوكِ لف وراها لحد ما وصل لقلبها وفضل ورآها لحد ما بقيت تكلمة ليييبه
صدمه حلت عليها جعلتها تتسمر كلياً حتى دموعها لحظة وكان الباب يكسر ويولج أنس متلهفاً منادياً باسم “سمر” بقلق ومعه قوة من الشرطة وحذيفه الذى لا يدرك شئ.
أخفض أنس سلاحه متمتماً بزهول :
– أسماااااء.
ركض حذيفة تجاه الشاب وظل يضربه بقوة حتى فصل بينهما أنس وهو يكبله دافعه للخارج.
ركض حذيفة تجاه أسماء المرتعشه وهي تضم جسدها بذراعيها ما زالت بصدمتها لم تعي لضم حذيفة لها ولا حديثه المتسائل عن وجودها هنا.
ثم نهض بفزع صارخاً بها بغضب :
– ايه اللي جابك هنا بتعملي ايه مع شاب لواحدك وجاية تقابليه كمان ليييييه انطقي…
جذبه أنس من قبضة يده يديره نحوه وهو يجز على أسنانه قائلاً :
– قول لأختك مين دا واشكر مراتك انها جت مكانها وفوق بقا فووووق وخد بالك من أختك اللي بتدفع تمن أخطائك وانتبه ليها ولبسها وللشباب اللي كل يوم مع واحد.
أتسعت أعين حذيفة بصدمة وهز رأسه بعدم تصديق :
– انت كدااااب.
دفعه انس من امامه متحركاً تجاه أسماء :
– اوعى بقا وفوووق قبل فوات الأوان وتخسر أختك.
جثى بجانب اسماء متسائلاً بقلق :
– اسماء أنتِ كويسه عملك حاجه طمنيني بس لو ازاكِ والله هيكون موته على ايدي أنتِ بخير اتكلمي طيب.
رفعت بصرها الزائغ به بتيهه وتطلعت له لثوانً ثم تقلت بصرها ناحية حذيفة وأعادته مرة أخرى لـ أنس وتمتمت :
– خدني من هنا.
أؤمأ أنس رأسه بتفهم فأستقام واقفاً وهي معه ضائعة لا تصدق أنها لتوها قد كانت لتخسر أعز ما تملك.
توجهت معه منصرفه من هذا المكان.
بينما وقف حذيفة مصدوماً يحاول استياعب ما سمعه لتوه ثم غادر من المكان مستقلاً سيارته منطلقاً بسرعة فائقة بدون وجهه وكلمات أنس الاذعة تتردد على مسامعه مراراً وتكراراً دون هواده فشتت أنتباهه لذا وبدون سابت انذار لم يدر ما يدور حوله ولم يستشعر بشيء سوا بنوراً قوياً اخترق عينيه ليغمض عينه بعنف وهو يغط وجهه بذراعه متراجعاً بوجهه وكان عاملاً حادث وتجمعر حاشد هائل من المرء حوله بالطريق مسرعون بإنقاذ حياته.
_ في اوان ذلك وصل أنس لتترجل أسماء بضياع تحدق بالفراغ بصمت أسرعت سمر للخارج بوهن وتمسكت بذراعي أسماء التى كانت شبه متغيبة وغمغمت :
– أسماء طمنيني أنتِ كويسه فيكِ حاجة حصلك حاجه ؟
أبعدت أسماء كفيها ودون النظر إليها أبتعدت للداخل لتقابلها هالة مبتسمة وهي تقول :
– أسماء مالك يا حبيبتي فيكِ حاجة ؟
لم تجيب وأنما ارتقت الدرج دون حرفاً متوجهه لغرفتها بصمت فهزت ريم رأسها بقلق :
– مال أسماء حاسه انها مش كويسة يارب تكون بخير.
تمتمت تالا بزهول :
– هي مالها بجد ليكون فيها حاجه ولا حصلت حاجه ؟
_بالخارج نظر أنس باثر اسماء بحزن وهو يترجل فـ التفتت له سمر متسائلة وهي تشير على طيف أسماء :
– هي مالهااا ايه اللي حصل طمني.
صرخ بوجهها بغضب :
– بتسالي ليه يهمك يعني ؟ بنت عمك الزفت كان هيعتدي عليها لولا وصولي في الوقت المناسب وكله بسببك فوقي بقا يا شيخه أنتِ أيه ؟ اللي بتعمليه دا غلط وهتتعاقبي عليه دنيا وأخرى فووووقي عشان متخسريش حد أقسم بالله أنا بحمد ربنا ليل نهار.
هم ان يقول لأنك لست من نصيبي ويا ليتني لم احبك فاستدارك متراجعاً وهو يرمقها بغضب وتابع بنبره حنونه ما ان رآى دموعها :
– فوقي يا أسماء ليكون أجلك قريب وتموتي وتخسري اخرتك استغغفري ربك وقربي منه تعلمي من ورد من اسماء وعد من ديجا الصغيره بلاش تخسري اخرتك عشان حاجه عمرها ما هدوم استغلي ايامك واسعى لجنتك خاطبي ربك في سجده بجوف الليل وتضرعي واسئليه معفرة لكل ذنوبك فوووووقي قبل ما يضمك القبر فوقي متخليش القطار يمضى ويفوتك دا بيعدي بأقصى سرعه ألحقيه.
بكت بنشيج وهي تتمتم :
– أنس أنااااا.
رفع كفه لتصمت ثم استدار مغلقاً جفونه بألم واستقل سيارته مغادراً.
ظلت واقفه محلها بصدمة لبعض الوقت ثم كفكفت دموعها وصعدت لغرفتها.
لم تمض إلا دقائق قليلة وكانت تولج وعد بغضب كفيل الأخضر واليابس وهي تأخذ شهيق وزفير وعينيها متسعه مكورة قبضتي يدها.
بتوجس أبتلعت سمر ريقها الجاف وهي تنهض هامسة :
– وعددددد.
بلمح البصر كانت تتلقى صفعه تليها الآخرى بلا هوادة حتى سقطت أرضاً.
أمسكتها وعد بغضب من ملابسها :-
ازاي تعملي كدا ؟ هي دي التربيه اللي تربتيها أفتراض أسماء كان حصلها حاجه انت عايزه ربايه من جديد المسترجله اللي مكننش تعجبك وبتعيبي عليها في الطالعه والنازله هتربيكِ.
انهت وعد جملتها وهي تصفعها وسمر لا تبدي شيء سوا البكاء فهي تستحق ذلك نزفرت وسال دماءها.
همت وعد بضربها مرة أخرى فتسمر كفها على صوت بكاء ديجا آتي من الخلف.
ديجا التى ما آت تحسنت قليلاً توجهت للسمر تقرأ لها قرآن ما ان رآتها تبكِ.
تسمرت وعد لدقائق ثم ألتفتت ناحية خديجه ونهضت متوجهه إليها فما ان همت بالأقتراب ابتعدت ديجا بخوف لتهمس وعد :
– أنتِ خايفه مني يا خديجه ؟
بكت ديجا بصوتاً عال ونهضت راكضه تجاه سمر تعانقها.
فجثت وعد على قدميها واضعه رأسها بين كفيها بدموع وتمتمت :
– ليييه يا سمر تعملي كدا ليييه ؟ لو أسماء حصلها حاجه كان ايه هيحصل طيب؟
أجهشاء الفتيات بالبكاء ، لحظه ونهضت ديجا باكية ناحية وعد تبعد يديها عن وجهها وتضمها وتبكي فعانقتها وعد باكية.
بعد دقائق نهضت ديجا مبتعده تجذبها من ذراعها تجاه سمر فضمتها وعد بحنان ونجشيج.
همست سمر وهي تتمسك بوعد بقوة گ طفلاً صغير اوشك على الغرق وها هي يدين تنقذه وتجذبه خارج البحر :
– متسبنيش يا وعد محدش غيرك هيقدر يهديني خليكِ جنبي.
جفت دموعها وهدأت من هيجانها وهي تضم وجهها بين كفيها بحنان وتمتمت بوعيد وأعين يغلفها الغضب :
– احكيلي يا سمر اللي حصل ومين عمل كدا مين غير تفكيرك وحياتك كدا ؟
لم ترقأ دموع فؤادها أو عينينا وهي تقص لها مذ ان تقابلت بإصدقاء جدد أخذا رويداً رويداً بتغير تفكيرها من حيث ملابسها الواسعه وخمارها وكيف انها ترتدي تلك الملابس.
وأخذت هي بالانصاع لهم فما أوهنها وهي ترآهم يرتدون تلك الملابس البغضيه لتتدبل حياتها ثم يولج ذاك الشاب حياتها ليس هو فقط بلا ان تلك الفتيات قلبوا بالها وجعلوها تحادث الشباب.
لقد استطاع الشيطان بنزغ فؤادها وتغيرها كلياً.
والآن كيف تطهر فؤادها كيف تنجو من شيطان نفسها.
والتحرر من تكبرها الذى يكبلها ؟
تركتها وعد وهي ترحل ثم ضمت ديجاا راس سمر لصدرها لا تدرى ولا تفهم ما يدور حولها ولكنها تبكي لبكاءهم لأخؤاتها التى ما ان وعت الدنيا كانوا هما اول هام بحياتها استشعرت ان هناك شيئاً لكنها لم تدر مكنونه لذا همهمت بصدق كما علمتها والدتها وهي تزيح دموع سمر بكفيها الصغيران:
– متبكيش يا سمر يا حبيبتي عشان خاطري “قالتها بشهقه” ماما بتقول أن الشخص لما بيضايق يستغفر ويصلي على النبي ﷺ ويسبح ويحمد ربنا ويهلل.
تمتمت سمر وهي تبكى بحرقة لكلمات ديجا :
– ربنا هيتقبل مني انا عملت ذنب كبير اوي يا خديجة.
أنفتح الباب ودلفت ورد وهي تقول ببسمة :
-بيقبل يا حبيبتي بس طهري قلبك واستغفريه كتيرر اوي أسجدي وخطبيه وبثي له شجون قلبك بسجدة طويلة اتكلمي وقولي كل اللي حاسه بيه هيقبل توتبك طالما قلبك أتطهر من كل دول.
أقبلت ورد من سمر تنصحها وهى لا تدرى ما يحدث ولكن تحدثت بما شعرت انها بحاجة إليه.
🌸((اللهم إني أسألك الفردوس أعلى الجنة))🌸
طرقة وعد باب المكتب بهدوء وهي متيقنه أن عمها بالداخل فآتاها صوتاً يقول “ادخل” دلفت للداخل بإبتسامة ليبتسم يوسف ببهجه وهو يدعوها للجلوس متأكداً ان هناك خطباً ما فـ عيناها بثت له ذلك فترقب حديثها فما أن جلست تلجلجت قائله :
– كنت عاوزه اكلمك عن حذيفة !
تنبه لها بكل حواسه ظناً منه ان حذيفة قد فعل شيئاً ما فمال بجذعة هامساً بإهتمام جلي :
– قولي يا وعد في ايه حذيفة عمل حاجه ؟
صمتت ملياً تستجمع كلماتها وتنحنحت قائله بارتباك :
– حذيفة أنت لازم تشد عليها لازم يكون قد المسئوليّة هو للآن مش بيشتغل ومش عارفه إذا تغير او لا.
أبتسم لها بمحبة من اهتمامها بالجميع وهمس بنبره حانية :
– حبيبتي حذيفة فعلاً ابتدأ يدور على شغل ومتقلقيش انا متابعه اول بأول هو اتغير فعلاً محتاج قرصة ودن بس عشان يرجع يصلي ودي على ياسين وعثمان وربنا يهديه…
قطع حديثه رنين الهاتف فصرف بصره ناحيته وهو يجيب ، فآتاه صوتاً غريباً يخبره بإن حذيفة أفتعل حادث وهو بالمستشفى.
اتسعت عينيه بقلق تسلل مستحوذ ثنايا فراده فنهض بصدمة سرعان ما أستجمع شتات امره متنبهاً وهو بسرع للخارج فلحقت به وعد بقلق متسائله :
– عمووو في ايه قولي.
أجاب بإختصار وهو يسير شبه راكضاً :
– حذيفة في المستشفى عمل حدثه.
ضرية هاله على قلبها بصدمه وحاله من الهرج والمرج دوت وضج المكان بالبكاء فاسرعوا للمستشفى جميعهم ما ان تناهى لهم الخبر.
ما عدا أسماء التى أبت الذهاب معهم ، ونزل الخبر على قلبها نزول الصاعقه ليشطره نصفين أو لعله انتزع منها وظلت تبكي وهي تدعوا له..
_ مر بعد الوقت والجميع بالأنتظار يلتهمهم القلق تأخذ لمار الطرقة ذهاباً ومجياً بقلق وهالة تبكي خوفاً والفتيات حولها يحاولون مواساتها لم يمض طويلاً وخرج الطبيب مطمئنهم على حالته يبث لهم الأمان ويهدأ روعهم ، دقائق وتجميع الجميع حول حذيفة ما عدا سمر التى تبقت بالخارج منحرجه من آن تريه وجهها ، أحاطوه الجميع يسألوه عن حاله لكنه ليس معهم فـ عيناه زائغه بعيداً تبحث بالوجوه عنها حتى فؤاده أيضاً انصرف فكره وخاطره به.
أنتظارها بفارغ الصبر لعلها ستدلف الان ظل بصرة معلق على الباب بشغف لكن لم تقر عينيه وطال الوقت فقلب بصره بهم هامساً :
– هي أسماء فين ؟ مجتش؟
صمت الجميع بينما تنهد يوسف قائلاً :
– لا مجتش انا كلمتها وكانت تعبانه شويه فـ مقدرتش تيجي.
هل بصدق ؟ القليل من التعب قد يمنع مجيئها وهي التى كانت اول الملبين إذ حصل له أمراً.
أحقاً لم تأتي لرؤيته والأطمئنان عليه هو لا يصدق ذلك قد يكون هنالك امراً آخر لا يدري به لكن لماذا قلبه يؤلمة يخبره بمغادرته لمه ؟
فاق متنبهاً على صوت حبيبه تتحدث بالهاتف :
– ايوة يا أسماء …. فاق يا حبيبتي كويس اهوو اطمني متبكيش هو تمام……
تجرع مرارت الأسى والخوف من فقدانه واشغل ذاته متوجهاً لهم بجسدة دون قلبه وروحه.
ودارت الأيام وتحسن حذيفة لسيما انه لم ينصاب بجروحاً بالغه فتم شفاءه سريعاً وإذ بـ أسماء فجأة تريد مقابلته لا يصدق انه سيراها يا الله كم أشتاقها وحن إليها لا يدرك ما تلك القسوه والجفاء الذي صدر منها لم يرآها منذ الحدثه او تطمئن عنه وها هي الآن تطلب مقابلته مع والدها.
طرق على الباب فآتاه الاذن بالدخول فدلف بآعين تبحث عن موطنها ومسكنها وها هو يسكن بها وتقر عينيه برؤياها ولكنها لم ترفع عينيها به ليعتصره الألم.
جالس مقابل لها وساد الصمت لا تحيد عينيه عنها ، قطع الصمت يوسف حينما طال متأففاً :
– في أيه يا أسماء اتكلمي قولتي عايزكم في موضوع وطلبتي حذيفة وجه أهوو.
ها هي ترفع عينيها الدامعه لتسحق فؤاده فأنتفض بموضعه هامساً بلهفه :
– أنتِ كويسة يا اسماء اتكلمي!
أغلقت جفونها بألم وصرفت بصرها لوالدها وفاضت عينيها بالدمع الذى هوى بمرارة وهي تذدرد ريقها الجاف وهمهمت قائله :
– بابا أنا عايزه أطلق لو سمحت مش عايزه.
عم الهدوء صدمة سكنت وجه حذيفة وهو يتطلع لها بالألم.
ثم صاح يوسف وهو يضرب على الحائط نزع نظاراتهم المعاتبهم دون كلام لبعضهما :
– ايه الكلام ده هو لعب عيال ايه اللي عايزة تطلقي دا أنتوا كاتبين كتاب بس لية وافقتي من البداية.
نظرت له باكيه فصمت يحاول تهدأت قلبه الهائج وتمتم وهو يخطي بخطوات سريعه للخارج :
– حلووا مشاكلكم مع نفسكم بلاش لعب عيال انتوا كبرتوا بقا.
عبئ الصمت الآفاق بعد صوت اغلاق الباب ينظر لها بدموعاً تأبى النزول ويا ليت دموع قلبه تتوقف وتسمد يا ويلاه ما ذاك الألم الذي غرس بقلبه دون رحمه فاق لواقعه وهو ينهض مسقيماً وجذبها لتقف امامه وهو يقول :
– ايه اللي بتقوليه دا طلاق أيه ؟
دفعت كفيه بحده لاول مرة وغمغمت ببكاء:
– أنا مش عايزك أفهم بقا أنت مستحيل تتغير.
ابتسم بضحكه هازئه :
– مستحيل ايه ؟ اتغير !! وهو انا متغيرتش بالنسبالك ؟
أنا بسببك أتغيرت وبقيت احسن من الاول وبعمل ايحاجه ترضيكِ.
ولته ظهرها وهي تحاول مدارة عذاب فؤادها وعقدة ذراعيها مغمغمه :
– طلقني يا حذيفة لو سمحت احنا مش لبعض!!
طلقني كان يستمع إليها طيلة حديثهم ولكنها كانت ننبع بمرح ومزحه الآن ما تلك اللهجه التى لم تختر بباله قط ؟
أهذة هي حبيبته كيف لقد أهداها كل ثقته ليحلق معها خلف الغيوم والسعادة تحيطه ثم تلقيه دون ادنى أكتراث ؟
ويحها من ألم قلبه وكلماتها الاذعه؟
نحن ليس لبعض أظن لمن ؟ ودق قلبه يدق بأسمها وعشقها هي تلك النسمة التى تنعشه فترد به الحياة.
لكنه لن يتخلى عنها هي له وستظل له.
ادارها نحوه قائلاً بإستماته:
– مش هطلقك مستحيل أنسى!
همت أن تتحدث ولكنه تركها مستديراً مغادراً من المكتب وهو يغلق الباب خلفه بعنف.
بكت أسماء بقهر وحزن فكيف لها ان تحيي بدونه وكيف معه ستظل باقية حياتها تعاني لقد كانت ان تضيع بسببه كيف لها أن تسامح بتلك البساطه والتناسي ما من خيار إلا النسيان والبعد.
_ أحزم حذيفة ملابسه وهو متوجهاً للمغادرة فهبط للأسفل لتقف هاله مقتربه بفزع وأعين مترقبه بقلق :
– حذيفة رايح فين … وأيه الشنطه دي ؟
بنفاذ صبر تحدث فهو لا يريد البقاء معها طالما لا تود رؤياه سيرحل ولعله يرحل للأبد :
– مفيش يا أمي
خرجت هي من المكتب بأعينها الزابلة الباكيه فنظر لها بألم نظره يغلفها الوداع والعتاب وأمسك حقيبته وغادر دون كلمه كأنه لا يستمع لنداء والدته.
قابله عثمان بطريقه فأمسكه من ذراعه متسائلاً :
– أنت رايح فين ؟ ايه الشنطه دي انطق.
ازاح حذيفه ذراعه متنهداً بضيق وتمتم :
– هشوف مكان اقعد فيه لازم أبعد.
راى الحزن يسكن عينيه والغموم تملكته فهمهم دون سؤال وهو يربت على كتفه بتفهم :
– وكنت هتروح فين هتبات في الشارع يعنى ؟ امشي معايا يلا على الشقه.
هم أن يرفض فجذبه عثمان من يده وهو يقول بحسم وحزم :
– امشي يا بني بقولك مفيش كلام احنا واحد.
💮((اللهم ثبتني واجعلني هاديا مهديا))💮
بخطوات وئيدة حذرة هبطتت “سجى” الدرج تنوي فزغ “زين” بمكتبه وهي تتلامس الدربزين گ مرفق لطريقها والأبتسامة تزين ثغره بنضره أنارت وجهها الطفولي.
خطت بحذر لباب المكتب وهمت بمد كفها للمقبض ولكنها تسمرت مكانها حينما تناهى لها صوت زين الصارخ “أنت خلاص رصيدك معايا نفذ نهايتك أنا اللي هحطها أنت أنتهيت أصلاً أنا صدقتك كتير بس خلاص” قلب كفيه ذات اليمن وذات الشمال وهاج قائلاً بنبره حاده جافه” أنت أنتهيت هدمرك ”
جاءها صوت عمهما يقول “هتبعيني عشان مين عشان وحده جايه من الشارع وعشان ااااايه شغلي ده شغل افهم بقا”
هنا لوى زين فمه ساخراً وبنبرة سخرية تحدث “شغلك ؟ انك تتجار بحياة البشر دااااا شغل اااازاي؟ دا أنت ناقص تقولي أشتغل معايا” هتف عمه بثبات :
– دا المفروض لو انت بتفهم!!!
صفق زين بسخط وزأر قائلاً :
– بررررافو اشتغل معاك بتجارة البشر أنت مجنون أطلع بره؟
انهى جملته وهو يشير للخارج فتمتم عمه بزهول :
– اطلع بره ؟ أنت بتطردني والله عاااال اللي جايه من الشارع مالكه البيت وعمك طرده.
بغضب صاح ياسين بصوتاً گ الفحيح وهو يطرق على المكتب :
– مسمهاش جايه من الشارع سجى أختي وهتفضل لاخر يوم في عمري اااااااختي وكل دا ليها هي وبس.
شهقت سجى بصدمة وهي لا تعي ما يحدث حولها كأنها أصبحت بعالم غير العالم أعتارها الوجع والوحدة لم تشعر إلا بيده تجذبها بعنف لتتنبه لذاتها وهي تستند على الجدار وتناهى لها همهمت زين “سجى”
ثم تلجلج وهو يتسائل :- أنتِ هنا من أمتى ؟
سالت دموعها بغزارة وهي تدنوا منه بحذر ثم تلامسته وهمست بتيهه :
– صحيح اللي أنا سمعته “ثم أشارة لذاتها بتلعثم” أ أ أ، ن، ا أنا مش اختكم ولا انتوا اخؤاتي
أغلق جفنية يكابد أن يواري ألمه وتمتم بهدوء وهو يقترب منها بحنان :
– حبيبتي ايه بس اللي بتقوليه دا م…
. قاطعته وهي تهز رأسها تصيح بهيجان :
– متكدبش عليا أكتر من كدا انا دلوقتي فهمت ليه عمو سليم مبيحبنيش.
ثم شهقت ببكاء وصمتت إلا من تدفق دموع عينيها وفؤادها بدت گالمتفكرة ثم علا نحيبها وهي تقول :
– انتوا مش أهلي … أنا مش أنا.. ولا دا اسمي ولا دا مكاني أنا مين وأنتوا مين ؟
أدمعت عينيه لأول مرة مذ نشاته وغمغم بعذاب :-
أنتِ سجى حبيبتي وأختي وبنتي وكل ما ليا في الدنيا دي أنت أغلى واحلى واعز حاجه عندي أنتِ حياتي اللي من غيرها انا ميت أنت أنا يا سجى.
غطت وجهها بكفيها ولم تحملها الأرض فجثت ببكاءه رج المنزل رجاً ومزق قلبه ألماً وجاءت عليه اسراء ركضاً.
هوت دموعه بقهر فقد شطرة دموعها فؤاده دموعها التى تتقاذف كالجمر بفؤاده دون رحمه فكيف السبيل للنجاة منها؟
جثى بجوارها قائلاً وهو يمسك بكتفيها :
– سجى افهمي اللي سمعتيه كله غلط أنتِ أختي وأمي وحبيبتي وبنتي وهتفضلي كدا دايماً.
تدفقت دموعه رويداً رويداً بتذكر :
– فاكره لما كنت بتعب وبتهتمي بيا كأنك امي واكتر ولا طفولتك طب افكرك بـ ايه ولا أيه ولو فضلت عمري كله احكي مش هخلص.
ضمتها اسراء باكية وقد تيقنت أنها علمت بجل شئ.
صرخة سجى من ألم فؤادها وهي تغمغم :
– انا عايزة اعرف كل حاجه متخبيش عني حاجه عشان خاطري انا مين وفين اهلي كله.
تلجلج زين في بادئ الأمر ثم شرع بقص لها بكل شيء.
🌻((اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك))🌻
جذبة مكه عثمان للحديقه وهو غير معارض لذلك كان مسالماً للغايه فوقفت أمامه بوجهاً غاضباً عبوس وعقدة ذراعيها بسخط فـ أبتسم أبتسامة سريعه سرعان ما توارت خلف قناع البرود وهو يتمتم :
– افهم بقا في أيه بتجريني ليه كدا ؟
أتسعت عينيها وتجلى بهما الغيظ وهي تدفعه قائله:
– هو أنت مبتحسش نهائي ؟ والله لو هنفضل كدا صدقني هتخسرني انا تعبت بقا.
رق قلبه ولان وتاقت روحه لضمها بين ذراعيه وهو يرى دموعها العالقه بمقلتيها فتحدث بحنان ونبره حانيه هادئه :
– أنا عملت ايه زعلك ؟
زفرت بضيق وغمغمت وهي تتحاشى النظر له :
– قول أنا معملتش أيه اعملوا … متخرجيش متطلعيش متسلميش لما ارن خير بترني ليه قولي آخر مره رنيت تسئل وتطمئن عني امتى وقتك كله شغل شغل وأنا فين من حياتك ؟
بصدق تحدث وهو يضع كفيه بجانبيه :
– مكه أنتِ عارفه شغلي معنديش وقت حتى أني ارد فلما بقولك كدا بيبقي معايا حد فبختصر.
ثم نفخ بضيق :
– ايوة مش عايزك تطلعي لوحدك لاني بخاف عليكِ أجرمت كدا يا ستي اخرجي براحتك.
هزت رأسها بيأس لن يفهمها لن يدري بما تود قوله وأنها تريده لا غير.
رفعت نظرها به بنظرات عاتبه فتألم لها فما أن أوشكت على أن تتخطاها وتدلف حتى مسك ذراعها قائلاً ببسمة :
– قوليلي طيب أعمل أيه عشان أصالحك بس متفضليش زعلانه كدا.
توهج وجهها واشرق وأنشرح صدرها ولمعة عينيها وانفجرت أساريرها وهي تعيد ادراجها واقفه أمامه وقالت بحماس كأنها تناسيت تماماً ما تم بينهما مذ ثواني لم تك تحمل بقلبها شيئاً وأبسط الاشياء تسعدها:
– نخرج نتعشي بره ونتمشي صالحني يعني بخروجه حلوه كلهاا أكل.
ضحك ببهجه وهو ينظر لسماء :
– الجو مش مناسب أنهاردة للخروج وشكلها كدا هتمطر وأفتراض قامت عاصفة بلاش أنهاردة يوم تاني ان شاء الله.
لوت فمها بضيق وهي تنجنب النظر له وتمتمت :
– كنت عارفه أنك هترفض مش عايزة اخرج.
تنهد بنفاذ صبر قائلاً :
– يا ستي ولا تزعلي يلا نخرج روحي اجهزي الاول.
تمايلت روحها فرحان وهي تصفق وتقفز بسعادة واسرعت ركضاً للداخل.
🌼((اللهم ثبتني واجعلني هاديا مهديا))🌼
لم يرقأ لهم دمع خوفاً من فقدانها أو أن تصر على المهاجرة أو ان تتبدل نحوهم.. أما هي كانت تبكي حالها بلحظه هي ليست هي وما عشته مجرد كذبة كيف تجتاذ تلك المحنه ضج المكان ببكاؤهم العالي الذي يفطر من يسمعه تحاول أستيعاب ما اعتراها من صدمة فكل شئ سلب منها أنها جثه ليس لها اسم تتحرك فقط.
گ ريشه تتقاذفها الرياح نهضت بتقاثل هي فقط بحاجة لمن ترتاح له للشخص الوحيد الذي بحياتها فهو ليس كذبه مثلهن.
أنتفض قلبه لمرآها تنهض مغادره فنهض بفزغ وتمتم كاسف البال أضناه الوجع :
– سجى رايحه فين ؟
أشارة بتيهه وضياع :
– هدور على نفسي يمكن القيها أنا خارجه محدش يلحقني.
انقبض قلبه وأختنقت روحه ثم أستدركت هي هامسة ببسمة :-
انا راجعه متقلقوش بس محتاجه أفضل لوحدي شويه.
اتصلت بياسين ولا شئ سوا بكاءها لعل فؤادها يرتاح او يطمئن ، ولكن كيف يطمئن قلبه هو دون أن تقر عينه برؤياها فبكاءها مرارة صعب الأبتلاع.
سئلها عن مكانها واخبرته انها قريبه من منزلهم كانت تنزوي بركناً بعيد تبكي حالها ظل معها على الهاتف وهو يقود سيارته بينما فؤاده موقداً بنيران العذاب نيران كبف يخمدها حياته أظلمت فجأة أعدت كاحلة السواد.
أخذت السماء تبرق وترعد وزخات المطر تهوى هوياً.
ها هو يتجلى من السيارة بلهفه يسبقه قلبه قبل جسده وجالت عينيه بحثاً عنه إلا ان وقع بصره عليها بقلباً أنتزع من محله فنادى بإسمها بفزع من منظرها الباكي ذاك الذي ادمي قلبه.
ما أن تناهى لها سماع أسمه حتى شهقت بوجيعه ونهضت تحاول استدارك مصدر الصوت للتتبعه سيراً بخطى سريعه وحذا هو حذها سيراً شبة راكضاً بلحظه ألقت ذاتها بحضنه تضمه باكيه تسند رأسها على صدره ليعتصرها بداخله مغلق جفنيه كأنه يطمئن قلبه أنها بخير وشهد البرق والرعد والمطر تلاحم أرواحاهم وتلاقا أخذ نحيبها يعلى وهي تقص عليه ما سمعته وعلمت به ثم رددت بجنون :
– أنا مش سجى يا ياسين انا مش عارفه اسمى حتى انا مين أنا خايفه أنا وحيدة وحيدة اوي مليش حد حاسه ان الوحدي وخايفه خبيني.
ضمها أكثر دون كلمة وهو يشدد من قيد ذراعيه حولها ثم بتغيب همهم :
– تتجوزيني يا سجى ؟؟؟
هل سجى هتوافق أو لا ؟
هل يستطع حذيفة اكتساب ثقت أسماء ؟
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه : من كل ذنب يصرف عني رحمتك أو يحل بي نقمتك أو يحرمني كرامتك أو يزيل عني نعمتك ، ومن كل ذنب يورث الأسقام والضنا ويوجب النقم والبلاء ويكون يوم القيامة حسرةً وندامة .
ومن كل ذنب تبت إليك منه ونقضت فيه العهد فيما بيني وبينك جراءة مني عليك لمعرفتي بعفوك .
ومن كل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرام ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم .
ومن كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات .
ومن كل ذنب يميت القلب ويجلب الكرب .
ومن كل ذنب يورث النسيان لذكرك أو يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يتمادى به الأمن من مكرك أو ينسِّيني من خير ما عندك
البارت 23ج2
الجزء الثاني
# دموع العاشقين.
# تتجوزيني يا سجى ؟
كلمه همهم بها دون وعي وتفكير … فإرتعدت أوصالها وجف حلقها من هول الصدمة وأبعدت رأسها عن صدرة متسائلة بزهول جليّ :
– أنت بتقول أيه ؟
ثم تنهدت وهي تفرك ذراعيها من شدة البرد وملابسها المبلله وبضحكه ساخره أردفت :
– شفقه شفقت عليا عشان كدا عاوز تتجوزني صح .
صمتت شاهقه ببكاء مصحوباً بماء المطر الهاطل عليهن :
– أنا مش بحكيلك عشان تشفق عليا … ولكني بحكيلك عشان أنت الوحيد اللي اعرفه في الدنيا من بعد زين وأسراء .
همت أن توليه ظهرها فأمسك معصمها مانعها عن السير وتمتم :
– استنى يا سجى .
ثم خطى بثبات واقفاً أمامها ودنا منها أكثر ثم ضم وجهها بين كفيه بعشقً جارف وبهجه تسري بعروقه وفرحه تغمده كلياً فقال بأعين تفيض بالدمع :
– ليه فهمتيني غلط ؟ مفيش حد في الدنيا هيتجوز شفقه أبداً … أنا خايف تضيعي مني بعد ما لقيتك خلاص سنين وأنا بدور وبعد ما لقيتك مستحيل أسيبك تضيعي مني تاني أفهميني … أنا حبيتك من أول مرة شفتك فيها من يوم ما أنقذتك وأنت ملكتي قلبي وكياني وكلي فمش هسمح تصيغي مني ؟
تسارعت أنفاسها ودق قلبها بعنف وذابت روحها من ملامسة كفيه على وجنتيها فرفعت كفها تتلامس كفيه وأناملها تسير بحركات دائريه على كفه الخشنه الغليظه وفتحت فاهها تود أن تقول أنها أيضًا أحبته لم تكن تدر ما معنى الحب وها هو يتسلل رويداً رويداً بداخلها .
لقد وجدت موطنها التى لطالما بحثت عنه عن أمان وأحتواءً وسكينه وظل يحميها من عواصف القدر ورياح الزمان ليكون سداً منيعاً لها .
أماااان وهل ترجوا غير ذلك ؟
أن تك مطمئنه دائماً بحضوره وغايبه ما دام روحه تحوطها .
ولكنه لا يستحقها هي لا تصح زوجها أنها عمياء لا ترى .
فأغلقت جفونها بالم على صوته وهو يقول بتسائل :
– مالك يا سجى بتفكري في أيه ؟
دفعت كفيه بإمتعاض … فتعجب لا يدرك ما أصابها فجأه … فغمغمت هي وهي تتراجع خطوتين :
– ياسين فوووق أنت خاطب وأنا مش ليك أبداً أنا عاميه أنت فاهم .
تبسم ما أن فهم وأدرك ما يدور بذهن تلك البلهاء لم تدر للآن أنه يهيم عشقاً بها ربما لم تدري بعد ولكنها حتماً ستدرك أنه قد يضحي بحياته بسبيل ضحكتها وحياتها .
أخترق صوت الرعد أذنيها فأرتجفت و وثب قلبها فزعاً ثم ألقت بذاتها بين يديه محتميه متواريه فاطمئنت فتبسم هو قائلاً حينما اذدادت زخات المطر :
– تعالي نقعد في العربيه بدل ما تأخدي برد .
ما كاد بنهي جملته حتى أبتعدت عنه وهي “تعطس” بوجهه فمال بجذعة على بغته وحملها دون حرفاً فأنتفضت صارخه :
– أنت هتعمل أيه ؟ ازاي تشلني كدا ؟ مين سمحلك ؟
لم ينبس ثم فتح باب ااسيارة وأجلسها وركض هو الناحية الآخر وصعد بجواره وهو يشعر بالأحياء اذداد الجو بروده فأنتفضت وهي تضم ذاتها لتستمد الدفئ من نفسها فزفر بضيق وهو لا يستطع فعل شيء .
تحير فكرها بأمرها وتردد بآخبارها ثم همس بترقب وهو يستدير لها :
– سجى أنتِ هترجعي لمنزل زين تاني ؟
شردة بتفكير ودموعها تهوى هوياً وجحافل من الزكريات أخترقت ذهنها لا تصدق أنها لست منهم أنهم ليسوا لها ليس بأخؤاتها ما يوجعها كذبهم عليها لا تصدق للآن أنها ليست أختً لهم .
فتلعثمت بأعين مفعمه بالحسرة والوجع :
– لا أنا مش هقدر أعيش معاهم هما استحملوني كتيررر فلازم أريحهم مني ؟
أغلق جفنيه بألم من كونه لن يستطع أخذ وجعها فهمس بصدق :
– لا يا سجى هتفضلي أختهم هما بيحبوكِ جداً وزين عمره ما فرق بينك وبين اسراء بلى على العكس أنتِ هتفضلي أختهم محدش يقدر يغير دا يا سجى عمر العلاقات والرابط كانت بالدم فكام من علاقات دم كانت منها الازى للأنسان في علاقات بالقلب القلوب لما بتتجمع عمرها ما بتفارق أبداً ودي أفضل العلاقات صدقيني واصدقهم لأن الروح والقلب بيبقوا واحد .
ثم استدرك بغيرة :
– بس مينفعش تقعدي مع زين في مكان واحد حتى ولو هو معتبرك أخته بس مينفعش !
هشت وبشت وهي تقول :
– فعلاً معاك حق هما هيفضلوا اخؤاتي وهيفضل زين الاب والأخ والسند والابن هيفضل دنيتي واسراء بردوا انا من غيرهم ولا حياه .
ومعاك حق بردوا مش هينفعل ارجع أعيش معاهم ولكن زين مش هيقبل.
تبسم ياسين واوشك على الحديث فرآى جرحاً برأسها فبقلق وهو يكور قبضة يده هتف :
– ايه الجرح دا ؟ من أاايه .
فزعت من صوته العال وتحسست جرحها وهي تتذكر ثم أستطردت هامسة :
– أصل أنهارده في نااس حاولت تخطفني من البيت بس زين قدر يساعدني فتخبط وأنا بقاومهم بس ؟
أتسعت عينيه وأقسم أن يقتل ما كان سبب جرحها ثم غمغم بنبره غليظه :
– مين اللي عايز يقتلك ؟
هزت رأسها نفياً وهي تهز منكبيها :
– معرفش مين !
فتبسم هو بفكره خطرت على باله :
– أنتِ كدا مش أمان في بيت زين لحد ما نعرف مين عايز يقتلك ؟
هزت رأسها أيجاباً فتبسم هو بسمة ماكرة وما لبث أن عاد لصمته بشرود وتفكير .
🌱((رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الغفور))🌱
ضرب عثمان على عجلة القيادة بغضب حينما توقفت السيارة معلنه عن عطلاً بها فأرتفعت ضحكات مكه فنظر لها بغضباً سرعان ما تلاشي وهو يتأملها ويروي فؤاده الظمأن الجاف.
وراحت عينيه تمتلأ من النظر لها بلمعة العشق ثم تنبه لذاته حينما نظرت له بتعجب وقد هدأت نوبة ضحكها فتنحنح قائلاً بغضب :
– بتضحكِ ليه … دا وقت ضحك ده.
ثم جال بعينه من نافذة السيارة للطريق الخالي وزخات المطر الذي يذادا بضيق من تلك الليلة الكئودة وود لو تنتهي بخير ثم عاد بصره لها قائلاً بغلاظه :
– هنعمل أيه دلوقتي شكلنا مش هنعرف نرجع البيت.
لم يأتيه رد فقد كانت تنظر للطريق والمطر من خلف النافذة لم تستمع إليه حتى فهم أن يهزها فـ على حين بغته فتحت باب السيارة وترجلت راكضه وهي باسطه ذراعيها تقفز وتصفقك وضحكاتها صاخبة … فأتسعت عينيه بصدمة وتمتم وهو يترجل بدوره :
– المجنونه دي بتعمل أيه.
وجز على أسنانه يكاول كبح غضبه.
ظلت تدور حول ذاتها بينما كان يحاول هو بشتى الطرق التحامي من المطر الذي يذاد گ السيل الجارف وغمغم بغيظ:
– مش هتهد غير لو حصلت مصيبه انهارده.
وصل عن كثبً منها فجذب ذراعه فالتفت بسهوله لدورانها الذي لا يهدأ ثم تمسكت به قائله ببهجه أضئت روحه المنطفئه لتتوهج :
– يا بني المطره حلوه سيب الجاكت دا.
ثم جذبة الجاكت وألقته دون اكتراث وعادت لوهلها تحت المطر وراح هو يتأملها كأنها طفله صغيره وهو والدها سعيد لسعادتها ويضحك لضحكتها وراحت عينيه ترتوي منها وتتشبع وعينيه تشع بريقً خاص بعشقها كأن حبها يتسلل من جديد بحناياه ليمكث به فما لبث أن ظل يضحك معها لأول مرة من بعد وفاة والدته من سويداء قلبه تنبع.
أشتد البرق والرعد لتصرخ بفزع وهي ترتعش ثم تمسكت بكفت يده فهمهم قائلاً بإستمتاع :
– أحسن خافي كدا عشان تتهدي … وكفايه تنطيط دا أنا بكره هينقلونا المستشفى.
زمت شفتيها قائله وهي تفرك ذراعها :
– أنا برداااانه.
جذبها من ذراعها قائلاً:
– يلا ياااختي ركبي العربيه.
جلسا بجانب بعضهما فهمهمت هي :
– هو احنا مش هنمشي.
أسند رأسه للخلف وأغلق جفنيه وهو بتمتم :
– لو هتقدري امشي امشي.
مدت كفيها تمثل خنقه ففتح جفنيه لترتد للخلف وهي تتصنع النوم فتبسم وأغلق جفنيه.
🌲((اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم ما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب))🌲
فتحت جفنيها متأوه من تلك الرقدة وهي تعتدل على المقعد تدلك رقبتها تمنعت النظر بجانبها فلم تبصره فجالت بعينيها من النافذه فلم يتبين له طيف ففزعت من كونه قد تركها وحيده فترجلت وهي تتلفت حولها فجأها صوته من وراءها قائلاً :
– أيه مالك بدوري على ايه ؟
ضربته على صدره بسخط وهي تصيح :
– كنت فين ازاي تسبني كدا لوحدي.
قلب كفيه ذات اليمين وذات الشمال قائلاً بتأفف :
– يا بنتي كنت بشوف اي نيله أمشي خلينا نرجع ما هو دا اخر اللي يتبعك ويخرج معاكِ.
فتح لها باب سيارة الأجرة وهو يتمتم :
– يلا ياااختي خليني اوصل واشوف شغلي.
_فتح ياسين باب شقته وهو يتنحى جانباً :-
أدخلي يا سجى أتفضلي
دلفت بوئيدة و وجل للداخل فـ أجلسها هو برفق وغمغمم :
– الشقه أعتبريها بتعتك وخدي راحتك و وقت ما تحسي أنك تمام وأرتحتي قوليلي أنا بس عندي مشوار هعمله وأجي تحبي ادخلك جوه ؟
هزت رأسها نفياً فتبسم هو قائلاً :
– ترني على أخؤاتك تطمنيهم عشان ميقلقوش أؤماءت أيجاباً فناولها هاتفه لترن هي على زين الذي رد متلهفاً لتخبره أنها بخير وستعود قريباً وأغلقت بعد ذلك تركها ياسين متجهاً لـ زين وقضى معه وقتاً لا بأس به ثم عاد للدار ولج للداخل مسرعاً وطلب رؤية سمر فجاءت على الفور وخرجا سوياً جالسون بالحديقه بمقعدين متقابلين تنهد ياسين بصوتاً عال وابتلع ريقه بنظرة مفعمه بالهموم :
– سمر أنا عايز اتكلم معاكي وياريت متفهمنيش غلط.
أحست من نبرته أن هناك شيئاً ما فتنبهت بكل حواسها بإهتمام جليّ وقالت :
– قول يا ياسين سمعاك!!
أطرفت بعينيها عليه تدقق بالنظر له عسى أن تكتشف شيئاً فقال ياسين بنبره أمتزجت بالحزن والصدق :
– سمر أحنا مش هينفع نكون لبعض … أنا مش هقدر أسعدك حاولت صدقيني اتخيل حياتي ازاي هتكون معاكِ بس مش شايفك غير أخت ليا.
أطرفت بعينيها تحاول أن تخفى دموعها وتحدثت بمرارة لم تستطع أخفائها :
– بتحب البت اللي شوفتها معاك يوم الحفله صح ؟
أنا شفت نظرتك اللي كانت بتشع نوراً وكنت فرحان ومبسوط هي مش كدا ؟
برغم أن صوتها كان هادئاً ولكن لم بخفى عليه تلك المرارة ودموعها المتوارية فهز رأسه قائلاً :
– ايوة هي … سمر أعذريني بس صدقيني لو كملت هظلمك واظلم نفسي وإلا الظلم … أنا مقدر حبك ليا ولو مكنتش حبيت سجى كنت هحبك أكيد بس للأسفل من يوم عيني ما وقعت عليها وهي مش شايفه غيرها … استقرت بقلبي وقفلته بعدها فمش هقدر أحب.
تنفس الصعداء كأن حملاً وأنزاح عن عاتقه.
فطرفت بعينيها وهي تتحاشى النظر له تحاول على كبت دموعها الكئودة ثم رفعت بصرها به باسمة :
– ربنا يسعدك.
قالتها وهي تنزع الدبله تناوله لها فتناوله منها قائلاً :
– أتأكدي بأني هفضل سندك وأمانك وأحتؤاك وأخوكِ اللي مستعد يهد الدنيا كلها عشانك مفيش حاجة هتتغير بينا.
تبسمت له بأعين تفيض بالدمع وبادرت قائله :
– وأنا متأكده من دا.
ثم نهضت متوجهه لحجرتها لماذا لم تشعر بالحزن؟
لماذا ما زالت كلمات أنس تتردد بأذنها مرارا وتكرارا فتقطع قلبها لأشلاءً.
بعد دقائق دلف ياسين براحه لم يعتادها من قبل داعياً الجميع بأمراً هم فحضر الجميع ما عدا لمار وأدهم وعمرو الذين لم يأتوا بعد.
وصب يوسف نظره عليه وتحدث بجديه وحسم :
– في أيه يا ياسين ليه طلبتنا خير؟؟!
جال بصر ياسين بينهما ثم صرف بصره لوالده وغمغم :
– بابا أنا وسمر أنفصلنا احنا مش مناسبين لبعض!!
أحتج يوسف وهاج وأتسعت عينيه على آخرهما و وثب صارخاً :
– هو أيه اللي هتنفصلوا دا ؟
ثم نظر لأسماء :
– في اااايه كل يوم واحد فيكم يجي يقولي هننفصل خلااااااص أنا مووت بالنسبالكم.
نظر ياسين لـ أسماء بعدم فهم ثم أستدرك أن هنالك مشكله بينها وهي وحذيفة فرد بلهفه على والده :
– بعد الشر عنك يا بابا متقولش كدا.
شوح له يوسف بغضب وأستدار ينوي المغادرة فأوقفه صوت ياسين الذي علا :
– بابا متزعلش بالله عليك بس الجوازه دي لو تمت أنا كدا هظلمها وأظلم نفسي صدقني لأني مش هقدر اديها الحب اللي عايزه واللي انا متأكده انه ملهوش مكان في قلبها من الأساس.
أستدار يوسف قائلاً بأسى :
– أعملوا اللي عايزنه براحتكم … اللي يريحكم اعملوا.
ثم بنبره ساخره :
– وياريت متتعبوش نفسكم وتبلغوني…بما أنكم بتأخدوا قرارتكم من نفسكم ايه لزمت تقولولي بيها؟
تغاضى ياسين عن نبرته الساخرة وأقبل نحوه ممسكاً بكفه يقبله بود واحترام وهمهم بصدق :
– أبداً يا بابا وأنت عارف أنت مش بس اب ليل أنت صديق كمان بس صدقني لو كملنا هظلمها أنا هتجوز سجى.
حدجه يوسف بنظره ذات معني بعدم فهم فأستدرك ياسين قائلاً وهو ينظر للجميع :
– دي مهمه خاصه متكلف بيها وإني أتجوز سجى فـ دا لحمايتها وكمان علشان أعرف مين عايز يقتلها
تمتم يوسف بشرود :
– يقتلها ؟؟؟؟ ليه دا بنت وعاميه ملهاش أعداء يعني ؟
# مش عارف بقا
قالها ياسين ناظراً له فردد يوسف :
– تمام ؟
دقق يوسف النظر بـ أبنه :
– متأكد أنك هتتجوزها بس عشان تحميها ؟
زاغ بصر ياسين ناحية ورد التى اشرق وجهها فجأة.
شيئاً ما بداخله وجلاً عليها حقاً حتى ولو اتضح انها لست فاطمه فأنه أحبها ويخشى عليها من أي شيء قد يأزيها غادر يوسف متنهداً بثقل بينما نظر ياسين لورد نظره أدركت معنها وخرج وتعقبته بصمت فوقفا بعيداً بالحديقة وألتفت لها ياسين قائلاً :
– سجى مش أختهم فعلاً.
أبتسمت ورد متمتمه بشرود وهي تتذكر يوم الحفله حيث ما أن خرج ادهم وتبعته توجهت لياسين تخبره بما شعرته ليؤكد هو أيضًا ذات الشعور لدية:
– مش قولتلك هي دي فاطمه هي صدقني!
زفر ياسين بتواجش :
– خايف في الاخر تطلع مش هي ويكون مجرد أمل وراح.
هزت ورد رأسها بأصرار :-
أبداً مستحيل أحساسي يكون خايب هي أنا متأكده بس مش عايزين نعرف حد أبداً دلوقتي لحد ما نتأكد بذات لمار.
# أيه اللي سمعته دا ؟
قالها عثمان بصدمه وهو واقفاً خلفهم حيث كان والجاً للداخل فلمح طيفهم فتوجه لهم وسمع ما سمع.
اتسعت أعينهم بصدمة وهم يتناقلوا النظرات فيما بينهم بصمت وطفقا يقصاً عليه جل شيء من بداية رؤية ياسين لها وأنقاذه لوقتهم ذاك فنفي عثمان تلك الهواجس قائلاً ان فاطمه قد توفت وكيف للمن مات للعوده بالحياة ؟
جلست مكه مع سمر تحاول معرفة منها اي شيء ولكنها آبت ذلك حتى أسماء أبت أن تخبرها فرن هاتفها لتزم شفتيها قائلة بغيظ :
– عنكم ما تحكوا أنا غلطانة أصلاً إني حاولت أعرف حاجة!!
ثم خرجت من الحجرة وهي تجيب على الهاتف الذى أعلن عن اتصال من صديقتها التى بالخارج:
– الووو يا توتو.
صمتت حينما تناهى لها صوت على وهو يقول بعجل :
– أريد مقابلتك الان انا بالأسفل واقفاً عند الباب الخلفي!!
رددت مكه بزهول وخوف من أن يعلم عثمان بالأمر :
– على ؟! انت هنا لماذا؟ حسناً سأّتي حالاً.
أطمئنت من أن عثمان بغرفته وهبطت مسرعه بخطى سريعه للخارج متوجهه لرؤيته فما أن وصلت للباب الخلفي أشار لها على الذى لمحته يقف جانباً فأسرعت مقبله نحوه وغمغمت وهي تتلفت يمنى ويسر :
– ماذا أنت فاعل هنا … إلا تخف ان راك عثمان!
هز رأسه نفياً وهو يقاطعها قائلاً :
– انصتي لي حبيبتي أنا لن أتركك لذاك الشاب المجنون سأفعل اي شيء لنكون سوياً.
طرفت بعينيها بصدمه وفركت يدها بتوتر شديد وتلجلج صدرها في بادئ الأمر ثم أردفت :
– ولكني سأتزوج عثمان قريباً جدًا وأنا أحبه وأريده….
قاطعها قائلاً بفزع وعدم تصديق :
– ماذا تقولين تحبينه ؟ متى وكيف لماذا وافقتي إذاً؟
إلا أنها أحست بالوجع بنبرته فتحاشت ذلك وتمتمت سريعاً :
– أنا لم أحبك فقط وافقت عليك لأني ظننت أنه لا يحبني أني اعتذر لذلك علي حقاً من كل قلبي أعتذر لك أرجو أن تسامحني ونظل اصدقاء سأحاول بكل جهدي أن أحسن علاقتك بـ عثمان أنا متيقنه أنكم ستحبون بعضكم كثيراً.
صمتت ملياً تدقق النظر بملامحه التى امتجزت بالضيق والغموض والكره في آنً واحد ثم اردفت بنبره هادئة :
– علي أرجوك لا تفهمني خطأ لم اقصد جرح قلبك وكنت انوي أخبارك بكل شيء ساغادر الآن حسناً.
أستدارت لتغادر فتوقفت على صوته قائلاً :
– متى العرس ؟
ألتفتت برأسها هامسه :
– بالكثير اسبوعين سأخبرك متى بالتحديد.
ثم لوحت بيدها وقالت باسمة :- سلام.
همت بالدخول للمنزل فأرتدت للخلف مصعوقه من اصطدامها بعثمان ليلحق بها ممسكاً بكفها لتنظر له وتبتلع ريقها بصعوبة وهي ترى عينيه تحيطها هاله مخيفه جداً وتمتم بلهجه ارعبتها :
– كنتِ فين ؟
ترددت كثيراً بأخبره عن علي ولكنها خشت غضبه وأن يفعل شيئاً ما به فتحير فكرها وهي تبتسم تارة بوجهه وتتهجم ملامحها تارة فغمغم هو بحسم :
– اتكلمي ومتكدبيش ؟
لم تريد أن تكذب عليه وأن تبدا معه بكذبه فتمتمت :
– أبداً مش بعمل حاجه كنت بتكلم في التلفون بس.
أؤمأ برأسه موافقاً واشار للأعلى بحزم :
– اطلعي أوضتك طيب.
اؤمأت برأسها وسارت خطوتين وهو توجه للخارج ولكنها نادت تستوقفه :
– عثمان استنى.
وقف مستديراً لها فأقتربت امامه متوتره وهي تطرف بعيناها بتردد وهمست:
– كنت عاوزه أقولك حاجه بس من غير متعصب ممكن ؟
تبسم بهدوء ابتسامه خفيفة وقال :
– قولي سامعك اتكلمى.
تحيرت بأخبره وبذات الوقت لا تريد أن تخبئ عنه شيء هو ليس بحبيبها فقط هو روحها ثم تبسمت بتوجس من تلك الهواجس التي أستقرت فؤادها فهمهمت وهي تهز رأسها ببسمة تيهه :
– لا لا خلاص مفيش حاجه!
رفع حاجبه مشيراً لها بعدم تصديق :
– متأكدة ؟!
أؤمأت برأسها بتوتر وأشارة له :
– ايوه لو في هقولك.
# مخبيه ايه اتكلمي ومتخافيش؟
غمغم بها عثمان وهو متيقن انها تخفى شيئاً ما استطاع ادراكه بسهولة.
فنفت ذلك قائلة وهي تتحاشى النظر له :
– مفيش حاجه يعني هخبي عنك ايه بس ؟
دقق النظر بها فأرتعشت وهي تغير مجرى الحديث :
– أنت رايح الشغل.
# اه اخرتيني سلام.
قالها وهو ينظر لساعة معصمه وغادر.
🌳”رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”🌳
زهدت من الحياة بعدم وجوده بجانبها لم يرقأ لدمع قلبها دمع وصورته قابعه أمام عيناها ترآها فكل الوجوة … وصوته يتردد كأنه يحادثها تماماً … جحافل من الزكريات أخترقت ذهنها وفؤادها … كيف لليل أن يمر كيف لتلك الليالي الكالحه أن تولي وهو ليس بها … كيف لعيناها أن تغفى ولم تكن تطمئن سوا على صوته … مسكت هاتفها متصله به فلم بمض طويلاً وجاءها صوته قائلاً :
– السلام عليكم ايوة يا أسماء !
جاءه نشيجها الذي شطر قلبه لأشلاء كأنه حمم بركانيه تصهره ظلت تبكِ لوقتاً طويل وهو ينصت لبكاءها بدموعاً عالقه بمقلتيه ويتنهد بألم من الحين للآخر
هدأ نحيبها إلا من دموعها التى تهوى هوياً وقالت بنبره باكية :
– أنا بكرهك بكرهك اوي يا حذيفة يارتني ما حبتك أنا مش هقدره اقعد في البيت وأنت مش موجود مش حاسه بالامان فيه من غير صوتك.
زفر بألم وهو يميل بجذعه للأمام مستنداً على الطاولة بصمت فعادة هي متمتمه :
– متبعدش عني يا حذيفة مش هقدر أكرهك صدقني مفيش ام تكره ابنها مهما عمل مش قادره انام من غير ما اسمع صوتك زي كل يوم ليه تعلقت بيك كدا ليه أنا بحبك أوي.
تمتم هو بتوهان ودون تفكير :
– وانا بعشقك يا قلب حذيفه.
عادة لصمتها مرة آخرى مصحوباً بالبكاء الحاد ثم سرعان ما استمع لصوت غطيطها كأنها اطمئنت.
وها قد ولي الليل وبسطت الشمس بالسماء متلالئه فاقت أسماء بصداع حاد يفتك رأسها وأعتدلت مسنده ظهرها للخلف ودموعها الذابله ما زال أثر البكاء يحيطها كانت تفتح عينيها على رنين هاتفها معلناً عن أتصالاً منه يخبرها أن يومه لا يبدأ سوا بسماع صوتها تحن إليه وسرعان ما يعود الجفاء لقلبها فتتذكر ما كان سيحصل لها بسببه فتفيض عينيها بالدمع ويشهق فؤادها وجعاً
دوى رنين هاتفها ليقشعر فؤادها وهي تنتفض بلهفه لتجد أسمه مضيئاً لتتذكر اتصالها به ليلاً وكلامها وما قالته فردت قائله بإقتضاب عكس فؤادها المشتاق المتعطش لرؤياه :
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته … رانن ليه معلش إني رنيت وازعجتك بالليل.
تبسم وهو متوجهاً لمكتبه بشركة عمرو الذى عرض عليه الشغل كأي موظف فوافق بإمتنان :
– أزعاج ؟ أزعاج أيه ده أنا اصلاً قفلت على طول كان عندي ميعاد.
كان يدرك تماماً أنه يطرق على بيبان الغيره بقلبها فكتم ضحكته بأعجوبه حينما صاحت وهي تنهض بفزع :
– موعد ؟ موعد ايه دا ومع مين بنت صح أنت أنت أنت معندكش دم.
جلس خلف مكتبه مستمتعاً وهو يقول بمرح :
– أنت أنت انت هي أنت واحده كفايه ليه تلاته.
استشاطت غضبً وهي ترزع الغرفه ذهاباً ومجياً وقلبها يدك دكاً بالغيرة :
– أنت هتشلني كنننننت فين موعد أيه ده ؟
أبعد الهاتف وهو كاتماً فاهه حتى لا تستمع لصوت ضحكته وتمتم بنبره أعتياديه :
– كنت سهران يعني وكدا بنوته بقا قمر.
#طلقني طلقني طلقني طلقني يا حذيفة دلوقتي أنت فاهم … وروح ياخويا للقمر.
صرخت بها بغيره واضحه فهمهم هو مازحاً :
– طيب غيرانه لييه طيب وبعدين مش قولت هطلقك بعد ما اتجوزك.
صمتت باسمة ثم صاحت بتذكر وجديه :
– انا مش بهزر زي كل مرة وبجد مش عاوزه أكمل معك.
جاءها صوتاً معلناً عن أغلاقه للهاتف فتمتمت وهي تنظر بالهاتف بزهول مصحوباً بصدمه :
– دااا قفل في وشي ااه والله قفل في وشي عاااااااا هموته بقا يقفل في وشي.
جلست على الفراش غاضبه.
🌴”رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ”🌴
أوصل ياسين سجى لمنزل زين الذى كان بإنتظارها بشغف ولكنها حادثته بنبره مختصره حزينه بعد الشيء ثم جلسا جميعاً سوياً وتحدث زين مخاطباً سجى:
– سجى أنتِ حياتك خطر هنا في البيت … انا أمبارح وصلت في الوقت المناسب … ممكن يرجعوا يعملولك حاجه ومش ألحق انقذك.
أنصتت له جيداً و وجهها ممزوجاً بالصدمة ثم غمغمت بأعين دامعه :
– أنت عايزني أمشي ؟
هز زين رأسه نافياً ذلك كأنها ترآه وقال بنبره صادقه :
– لا والله دا بيتك يا سجى وهيفضل بيتك دايماً مفيش حاجه هتتغير ولكن ياسين عاوز يعرف مين كل همه يأزيكِ وعشان يساعدنا أنت لازم تسكني معاه هتبقي في امان.
شرد زين متألماً فهو يدري من يريد الخلاص منها لكنه ليس معه اي أدله لا سيما كان يهدده لتخويفه فقط.
تمتمت سجى بزهول :
-بعني أيه أسكن معاه تقصد أيه أعيش معاه ازاي حد يفهمني.
خرج ياسين عن صمته مخاطباً لها :
– هتجوزك.
نهضت محتجه متسعت العينين فنهض زين ممسكاً بكفها مبادراً :
-يا حبيبتي أسمعيني هو هيتجوزك لحد ما يعرف مين له يد يأزيكِ وعشان كدا هيكتب كتابه عليكِ وهتسكني معاه و وقت القضيه ما تنتهي ويقبض على اللي عمل كدا هيطلقك ويبعد. طب انتِ مش عاوزه تعرفي مين.
ثم ضم وجهها بحنان جليّ وبنبره صادقه همهم :
– أنا ببقى خايف عليكِ طول الوقت عايز الكابوس دا ينتهي بقا بذمتك أنتِ مش عاوزه تعرفي مين دا ؟ وليه عايز يخلص منك ؟
اكيد عايزه وعشان كدا ياسبن فكرته صح تمام.
بعد وقتاً من إقناعها وافقت بمضض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رااااااايكم كلكم معزومين في الفرح الفصل الجاي هيييييح هجوزهم يا نااااس عندناااا فرح مين هيجي اكيد مش هحضر لوحدي.
بجد بعتذر عن التأخير وان الفصل صغير المره دي والله عندي ظروف ومحتاجه لدعواتكم جداً ادعولي.
وخلونا ندعوا كلنا أن ربنا يشفي كل مريض…
يا مَن أظهرَ الجميلَ ، وسَترَ القبيح ، يا مَنْ لا يُؤاخذُ بالجريرةِ ، ولا يَهتِكُ السترَ ، يا حَسنَ التجاوُز ، يا واسعَ المغفرة ، يا باسطَ اليدينِ بالرحمة ، يا صاحِبَ كُلِّ نجوى ، يا مُنتهَى كُلّ شَكوى ، يا كريمَ الصفحِ يا عَظيمَ المنِّ ، يا مُبْتدئ النعمِ قبلَ استحقاقِها ، يا ربَّنا ويا سيّدَنا ، ويا مَولانا ، ويا غايةَ رغبتِنا ، أسألُك يا الله ألاّ تَشوِيَ خَلقي بالنار .
إلهي أبعدَ الإيمانِ تُعذّبُني ، ومِنْ مُقطَّعاتِ النيرانِ تُلبِسُني ، وإلى جهنّمَ مع الأشقياءِ تحشُرُني ، وإلى مَالكٍ خازنِها تُسلِمُني ، وفيها يا ذا العفوِ والإحسانِ تُدخِلُني ، وعفوَك الذي كنتُ أرجُو تحرمني ! فيا مَن هُو غنِيٌّ عَن عَذابي وأنا مُفتقِرٌ إلى عفوِه ورحمتِه اغفِر لي ، وارحمني ، واقبلني

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى