رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم ندى ممدوح
رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء التاسع والأربعون
رواية فتاة العمليات الخاصة البارت التاسع والأربعون
رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة التاسعة والأربعون
# دموع العاشقين
# الفصل الثالث عشر
تأخذ وعد الطرقه ذهاباً وأياباً بأنتظار رحيم الذي خرج من ساعات ولم يعد تأخر كثيراً وليس تلك عادته تنهدت بضيق وهي تحسم أمرها بإن تدفعه الثمن غالي جداً وستجعله يندم لا محاله ستجعله يعلم معنى كلمة عائلته وبلد وأنتماء والمحافظه عليها أبتسمت بمكر ما أن وقعت عينيها عليه وهو يتجه لصديقه الجالس لم يمد طويلاً وبدأ العذف على عوداً صغيراً أندمجت مع موسيقاه بفرحه والملثم لا يفارق مخيلتها لتنتبه لذاتها وتنظر قليلاً تجاه رحيم وأندفعت خارجه من المنزل نحوه مباشرةً وقفت أمامه متردده حائرة مرتبكه لا تدري لما كل ثباتها يتسرب كأنه لم يكن يوماً متي كانت هكذا ؟
وقف رحيم بدوره ناظراً لها بعجب علىٰ وجودها بالليل هكذا.
وبادر متسائلاً :-
أيه فى ؟ وليه صاحيه لدلوج وليه من أساسه مهمله اوضتك؟
أستدار برأسه بغضب وأشار لغفيره بالذهاب ليذهب على الفور تنهد رحيم وهي يجدها محدقه به فقط فقال بمزاح لأول مرة يمازح أحد حتى غادة فقد كان دائمًا صلباً غاضباً ، يقضي وقته بالعمل :-
عجبك جوي كِده لدرجة متشيليش عينك عني ؟!
خفق قلبها وأخذ صدرها يعلو ويهبط وهي تفرك أصابعها بتوتر شديد وأغمضت عينيه بالعه ريقه وهمست :-
أ أصل هو يعني ؟
قاطعها قائلا بتساؤل وعينيه تحسها للحديث :-
يعني أيه ؟ جولي اللي رايده سامعك أهوو.
عينيه الحادتان كانت تربكها كثيراً فكانت تغمض عينيه حتى لا تتلاقي عينيه ولكنهم يتلاقوا دون أراده منهما أخذت نفساً عميقاً ، ليرمقها بتعجب قائلا.:-
واااه كل دا عشان تخبريني دا بين أنه موضوع صعب جوي تعالي نتمشي بالجنينه وخبريني.
تخطاها ليلتفت وجدها كما هي فعلا صوته قائلا “يا بشمهندسه” أستدارت له ليشير لها بالسير فتسير بجانبه بصمتا تام وحياءً شديد … لتقطع أخيراً صمتها قائله بنبره متلعثمه وهي تنظر له :-
كنت عايزه أقولك حاجه بخصوص قاسم جوز غادة.
وقف مستديراً لها ليقف أمامها مباشرةً وقطب حاجبيه قائلاً بنبره متعجبه :-
قاسم ؟ ماله خير في حاجه ولا أيه ؟
في حاجه حصلت معرفهاش ؟
أستجمعت وعد ثباتها وهي تنظر بعينيه قائله :-
حاسه أن وراءه حاجات خطيرة أنت كدا بترمي أختك في النار لازم تعرفه كويس وتعرف حياته ماشيه ازاي وأعرف ماضيه وحاضره هتلاقي بلاوي !
أبتسم رحيم بسمه صغيره ليخبئها قائلا بغموض :-
مش رحيم اللي تخفى عليه حاجه أطمني وأختى أفديها بروحي وعمري ما اوديها النار بأديه مش والد لقناوي اللي حد يضحك عليه قبل ما يفكر گدا يكون محضر كفنه أحسن له. … صمت قليلاً وأكمل بتسائل وهو يضيق عينيه :-
بس أنتِ ليه بتجولي گدا ؟ مفيش اخ يسلم أخته لواحد ميعرفهوش ؟ قاسم شخص زين قوي وكومان هو من طرف عمي وشاب أخلاقه كويسه.… عايزك تطمني أختي في عيوني دي بنتي قبل ما تكون أختي واللي يفكر يأزيها امحيه من على وش الأرض متجلجيش كل حاجه ماسكه بيدي.
قال آخر جملته وهو يكور قبضة يده بمعنى التمسك وغموض بمقلتيه .
عم الصمت المكان لم تكن تدري ما قاله وما يعنيه ولكن كرهه قد ذاد بقلبه فقد أحست أنه لا يهمه أخته وأن مصلحته وجمع المال أهم.
تنحنحت قائلة بجمود وكره :-
طب تمام هطلع أنا …
وتابعت قائله بفحيح :-
بس خلي بالك العين عليك والشر عمره ما بيدوم وفي عاصفه هتهب عليك هتخسرك كل اللي بنيته وجمعته وهتسافر قريب.
أبتسمت له بسخريه وأسرعت خطواتها للداخل.
ظل نظره مثبت عليها إلا أن دلفت بزهول وتعجب وصدمه في آن واحد لم يدري مقصدها عاصفه ؟ شر يسافر؟ عن ماذا تتحدث ؟ والأهم ما ذاك الكره.
زفر بضيق وهو يقول :-
ياتري حكايتك أيه يا ميار أكتر حاجه بكرهه الكذب ومبعرفش أسامح وانتِ أستوطنتي بقلبي.
تنهد وهو يرفع نظره لـ سماء دقائق وصدح رنين هاتفه ليجيب مبتسماً بمكر :-
الوو السلام عليكم مين معي ذ؟
قالها وعلى ثغره ابتسامة بهجة تسري بمهجته وأندفع لغرفته ولجاً بها وهو يتمدد على الفراش وقال بجديه مصتنعه :-
لا الصراحه مش فاكرك مين أنتِ ؟
قالت وعد بيأس ونبره حزينه :-
مش أنت الملثم ؟
بجديه اؤمأ برأسه كأنها ترآه وقال :-
ايوا أنا … أنتِ مين بقا ؟
أذردت وعد ريقها قائله بحزن وطفوله :-
أنت نستنى على العموم أنا ميار اللي انقذتها انهارده كنت حابه أشكرك.
شكرته وعد وأخذ الحديث مجرآه عن الحادثه وما حصل معها
🌳((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن ، وضلع الدين، وغلبة الرجال))🌳
بالحافله طفقا ياسين وعثمان ينطلقوا للقاهرة بعدما اطمئنوا على وعد جلسوا بجانب بعضهما وكلا منهما منشغلاً الفكر بمن ملكة الفؤاد وسكنته لتصبح أسيره به للأبد.
علا رنين هاتف عثمان وأجاب تلقائياً :-
الوو السلام عليكم.
لم يأتيه صوت ليكرر سؤاله مرة أخري :-
الوو … الوو … مين معايا … الوو.
جاءه صوت انفاسها الذي عشقه حد الجنون وهمس هائمًا :-
مكه ؟
صمت هو الآخر بإستمتاع وها قد اصبح متيقناً أنها هي فتنهد قائلا.:-
طب ردي بدال ما قفل … عامله ايه ؟
كلمه واحده هي كل ما نطقت به كانت كفيله لتذيبه عشقاً وتروي ظمأ قلبه قليلاً للغايه “تمام” وأغلقت فوراً.
لينظر للهاتف بصدمه سرعان ما ضحك ساخراً وهو يقول :-
مجنونه.
أرجع رأسه للخلف وهو باسماً فجأة أحس بأعين ياسين محدقةً به وهو يرفع حاجبه وقال بغيظ :-
مالك ياعم العاشق ؟ كلمه عملت فيك كدا ليه ياعني فين اللي تعلمته .
بنفى قال عثمان بتردد :-
مفيش حاجه يا ياسين كلمة أية وعشق أيه بس؟!
بسخريه همس ياسين مازحًا :-
ايوا ايوا هو حدا قال كدا عشق ايه دا ؟ قال يعني مبتحبش “ضرب بيده على قلبه وتابع” قال يعني دا مبيحبش أنسى يا عثمان وحب مكه كويسه ومش هتلاقي زيك تحسها طفله كدا بريئه جداً ورقيقه وحساسه أنسانة جميله بمعنى الكلمه .
قبض راحته بغيره شديده وجز على أسنانه قائلا وهو يلكمه بحده :-
خليك في حالك عشان مزعلكش ؟
تنهد ياسين وهو يغمض عينيه :-
ياعم انا مالي ومالك بس متبقش تيجي لما تخسرها وتندم يا باشا.
أغمض ياسين عينيه لتقفز بذهنه زكرى… ذكرى لم تكن عابره أبداً ما دامت لها آثر بعد طول هذه السنين ما زالت تسعده وتنير وجهه وقلبه كلما لاحت ما زال يعيش لآجلها وتحيي قلبه الميت.
كان يقف ياسين يضم ابنة خالته بحنان ويربت على ظهرها وهو ينظر بغضب لمدير مدرستها الخاصه للكفيفين … طرقات على الباب و ولج يوسف بقلق شديد وملامح الزعر على وجهه وهو يقول :-
السلام عليكم خير في أيه بنت أختي جرالها حاجه.
استمع لشهقاتها ليستدير و وجد أبنه يضمها بحنان يهدأها وعلى كفيه دم وملابسه و وجهه نغزه قلقه استحوذت فؤاده وهو يسرع أليهما وقال لـ ياسين :-
في أيه يا ياسين مين عامل فيك كدا ومالها بنت خالتك.
عينيه أصبحت گ الجحيم وهو يستدير بجسده للمدير ويضرب المكتب بغضب :-
مين اللي عمل كدا في ابني.
المدير وهو يحاول تهداته :-
أهدا يا استاذ يوسف ابنك هو الـ
صاح ياسين بغضب وهو يقاطعه بجنون :-
اهدئ أهدئ أزاي مااااال ابني وبنت أختي.
مسك المدير من مقدمة جاكته صائحاً :-
مين اللي عمل كدا في ابني انطق.
ابتلع المدير ريقه برعب من نظراته الحارقه ونبرته وأشار بيده لركن ما … استدار يوسف وحدق بصدمه بشاب وجهه متشوهاً للغايه ويمسك ذراعه بألم.
لياتيه صوت المدير ساخرا :-
أتفضل هات حقهم ولا عشان مش عيالك ابنك يا استاذ اتهجم على طفل زي ما انت شايف.
نقل يوسف نظراته لـ ياسين متسائلاً :-
أنت عملت كدا يا ياسين ؟
أومأ باسين بأدب وهو يقول بأذن فاطمه :-
هششش خلاص يا فطومتي أنا جنبك يا حبيبتي أهدي.
نظر يوسف للمدير وللطفل قليلاً وبهدوء قال :-
المطلوب مني أيه ؟ أي تعويض هتكفل بيه ؟
بس اللي متأكد منه أن ابني عمره ما بيمد ايده على حد غير لو حصل حاجه وحاجه تستاهل كمان.
همس بآخر جملته للمدير وصاح دون النظر لأبنه :-
خد بنت خالتك وستنوني في العربيه يلا ؟
ياسين مقاطعاً :-
بس يا بابا ؟
صرخ به يوسف وهو يشير للباب :-
سمعت قولت ايه حالاً.
خرج ياسين وهو ما زال يحوطها بحنان حتى بالسياره دقائق وانطلق بهم يوسف للمنزل ودلفا للداخل لتستقبلهم هاله بفرحه وريم وبسنت وضج المنزل باصواتهم وهم يهدؤا من فاطمه التي تبكي لتقص عليهم عن مضايقت احدى الاطفال لها وهي تخرج من المدرسه وضرب ياسين له.
لتشجعه هاله قائله.:-
جدع يا اد ياسين انك ضربته.
أقترب ياسين يحمل فاطمه من على قدم هاله وهو يقول ببرود وحده :-
متشليهاش تاني .
خرج يوسف من صمته وهو يشير لـ ياسين :-
ورايا تعالى ورايا يلاااا وكله فوووق يلا.
لحظه كانوا الفتيات يهرولوا للأعلى وتتعالى ضحكات ياسين عليهم وهو يدلف لوالده بثبات ويغلق الباب خلفه وقف أمامه باحترام.
فقال يوسف بغضب :-
أيه اللي عملته دا ؟
بأدب قال ياسين.:-
عملت ايه يا بابا ؟ معملتش حاجه غلط ؟
واحد كان عايز يتأدب وادبته ؟
جذب يوسف المقعد وجلس وياسين امامه گ المذنب وقال :-
ليه ضربته بالطريقه دي عايز سبب دلوقتي.
رفع ياسين بصره به وقال بغضب وهو يكور قبضه يده بتذكر :-
الكلب كان بيضايق فاطمه وكان هيوقعها فعلمته الأدب.
نظر له قائلا :-
انا كدا غلط ؟ دي فاطمه يا بابا اللي يبص بس عليها أفرمه تحت رجلي.
أبتسم يوسف وقال بجمود :-
تدافع عن بنت خالتك مفيش مانع بس مش بالهمجيه دي “أشار له بعينه للخارج” أمشي دلوقتي.
أطاع ياسين والده وما هم بفتح الباب ليقول يوسف :-
خليك دايماً عينيها اللي بتشوف بيها وأياك تمل ولا تزهق بسبب عينيها وخليك دايماً سندها واحتواءها واوعى تتغير.
أستدار يوسف مبتسماً ليبادله يوسف البسمه مشجعه
أفاق ياسين بدموعاً غرقت وجهه ويد عثمان على كتفه قائلاً بحزن و وجع.:-
لسه فاكر يا ياسين هتنسي أمتي ؟
مسح ياسين دموعه مسرعاً ونظر له بجمود وقال بنبره غاضبه :-
أنسي مين انسى روحي ؟ أنسي الملاك اللي شلته بأيديه اول ما جه على الدنيا ؟
ولا أنسي قلبي اللي ضاع لما راحت من بين أيديه وانا عاجز مقدرتش أعمل حاجه ولا أحميها.
أنسى صوتها وهي بتستنجد بيا ؟
ولا أنسى نهاري وشمسي اللي بطلوا يشرقوا وبقيت حياتي كلها ليل ؟
أنسى ضحكتها الصافيه البريئه الطيبه.
أنظر في كل اللوشوش حواليك هتلاقي ضحكتهم خبيثه مليئه بالحقد والمصالح والغل لكن هي ضحكتها كانت صافيه طالعه من القلب.
أنا قلبي مات يا عثمان مش قادر أنساها لو بس ترجع انا بحاول بس مش قادر عايز بس اشم ريحتها واخدها في حضني عايز احميها وأكون العين اللي بتشوف بيها أنا بتحرق يا عثمان والنار قايدة مولعه.
تنهد وهو ينظر له بوجع وأعينه يغشاها الدمع والعذاب ونبره ميته متألمه قال :-
وحشتني وحشتني اوي مش قادر والله وحشتني “تنهد بصوتاً عال” وحشتني بقدر ملهوش وصف ولا حدود هي عايشه جوايا لو بس تيجي هضمها ومش هسبها تبعد لحظه عن حضني مش هسمح لحد يفرقنا بس ليه ماتت وسبتني ريحتها وصورتها وضحكتها برئتها ورقتها عايشين جوايا مش مفرقني أحياناً بحلم بيها الحاجه الوحيده اللي مطمنه قلبي اني بشوفها في حلمي ببقي مش عايز أصحي أنا عايش في عذاب من غيرها مش قادر العيش الدنيا نزعتها مني ونزعت قلبي وروحي وضحكتي وكل حاجه حلوه فيا معاها.
شعر عثمان بالوجع يتملكه على حال اخيه ورفيقه الذي يموت حرفياً وهل هناك يوم فـ ايامه اصبحت متشابهه
ربت عثمان على كتفه وقال بجديه :-
وسمر ؟
تنهد ياسين بقهر وقال :-
هتجوزها يا عثمان دا قرار نهائي.
زفر ياسين وهرب مغيرا الحديث وقال :-
الغبى مراد دا والله لو لقيت لمار فيها حاجه ما هرحمه.
قال عثمان مطمئناً :-
ان شاء الله خير.
🌲((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، وقول لا يسمع))🌲
بالمنزل صوت حركه خافته وأصطدام شئ جعل أسماء تنتفض فزعه من نومها تملكها الخوف ونهضت لتخرج من الغرفة على اصابع قدميه فجأة صرخة منتفضه حينما شعرت بيد احد على كتفها.
لتقول مكه صائحه :-
هششش دا انا.
همست اسماء برعب :-
خوفتيني يا شيخه حرام عليكِ قلبي كان هيقف.
جاءها همس حذيفه قائلا :-
سلامة، قلبك يا قلبي،.
شعروا بأصوات مرة أخري أقترب منهم يوسف وفيكتور والفتيات جميعاً ونظر يوسف بحزم لحذيفة :-
تأخد البنات وتدخل جوه وتقفل الباب وخليك معاهم عشان منضمنش ممكن حد يدخلهم.
اؤمأ حذيفه برأسه وجذب الفتيات بحده للداخل تحت أعتراضهم.
نظر يوسف ببسمه لـ حامد وغمز له قائلاً بفرحه :-
يبدوا أننا سنسترجع شبابنا يا رفيق .
غمز حامد بدوره قائلاً :-
هو في أجمل من كدا لنستمتع.
رفعا كفيهما ببعضهما وأخذ كل شعر بصعود أحد ليختبئ كلاً منهم.
في حين ذلك كان يصعد أحد ممسكا بسلاح خرج يوسف أمامه ممسكا بالسلاح بيده دافعاً رأسه للخلف ثم للأمام بجبينه ليرتد صريعاً وأمسك مسدس الشاب واطلق علي كل من يقابله وفيكتور يقفز عليهم ولا صوت سوا لتكسير عظامهم واعناقهم.
بالداخل لطمت حبيبه باكية :-
يالهوووي مين دول وعايزين مننا ايه يارب احفظلي جوزي ياارب.
أنهارت تالا باكيه على الأرض وهي تقول :-
أنا خايفه أوي.
ضمتها أسماء لحضنها مواسيه وهي تبكي :-
مفيش حاجه والله هتحصل دلوقتي خالتوا لمار تيجي هي هتيجي عشان أنا خايفه.
شعر حذيفه بنغزه بصدره لدموعها التى تكويه وخوفها ليغمض عينه بألم وهو يقول، :-
متخافوش والله مفيش حاجه غير كل خير أنا موجود يا اسماء متخافيش.
جلسا الفتيات بجانب بعضهما بخوف بينما تربعت مكه على الاريكه وجذبت طبقاً صغيراً يحتوي على لب وجلست تاكل بتسليه فنظروا لها بتعجب لتنبه لنظراتهم وتقول ساخرة :-
أيه مالكم ؟ بتبصوا عليا كدا ليه ؟ انا يااختي مش خايفه منك ليه.
مدت يدها بالطبق وقالت بغباء :-
خدوا تسلوا محدش واخد منها حاجه .
أيه العزاء اللي انتوا عاملينه ده بدل ما كل وحده تمسك حاجه وتطلع تحارب ياعيني على الستات اللي ضاعت ياعيني.
أنفجروا جميعاً ضحكاً عليها وفجأة استمعوا لصوت أحداً يأتي من الشرفه موجهاً سلاحه نحوهم ليقفوا الفتيات برعب خلف حبيبه وهاله وتالا ومكه تأكل غير مهتمه وحذيفه يقف امامهم فارداً ذراعيه.
نظر الشاب الذين يأتوا واحداً تلو الآخر وهمس بغضب وهو ينظر بوجوههم :-
فين أسماء.
جذبت حبيبه أبنتها خلفها بقوه واسماء تتشبث بها.
لتقف مكه وهي تنفض كفيها ببعضهما وقالت :-
اي ده انتوا جايين عشان اسماء طب مش تقولوا من الأول يعني ليه الرعب دا ليه محدش علمكم يعني انكم تطلبوا الحاجه بإحترام ؟
نظروا لها الجميع بخوف بينما رمقها حذيفه بغضب لتقترب هي منهم بالطبق قائلة.:-
خد يا راجل منك ليه أتسلى دا لب جميل وعسل اوي.
صرخ بها احدى المجرمين. وهو يوجه السلاح نحوها :-
قولت فين أسماء ؟
انزلق الطبق من يدها ورفعت يديها مستسلمه وهي تهمس :-
ياااختي عليا شكلي قومت عفاريتك ولا ايه ؟
أنا أسماء أهووو قدامك بشحمي ولحمي مش عيب ياخويا تعمل فيا كدا “بكت بإصتناع وشهقاتها علت” مش حرام تسبني انا وعيالك للنناس تنهش في لحمنا ليه كدا يا قاسي معندكش قلب.
كان الجميع من هول الصدمه لا يتحدث بينما نظروا الرجال لبعضهم وقالوا.:-
دي مجنونه دي.
واشار احداهما للآخر :- هاتها.
توجه ناحيتها لتهمس هي وهي ترفع كفها :-،
عندك يا باشا والله ما انت متحرك متتعبش نفسك انا جيالك.
رفع مسدسه بها قائلاً بغضب.:-
امشي يابت قدامي.
أمسك حذيفه احداهما وكيل له الضربات دقائق وكان بلال يتسلق الشرفه وينضم له بالقتال وهو يتحامل علي الم قدمه بصعوبه كبيرة.
بينما مكه امسكت فوهت المسدس بكفها وهي تدور بالرجل قائله :-
واحد اتنيين تلاته هوووب ” دفعته ناحية البنات وصرخت :-
انقضوا عليه اديلووااا.
هجموا الفتيات علي الرجال أيضاً يضربون بقسوه.
تقدم يوسف من حامد المقبل عليه وتعانقا … ليهمس حامد بمرح :-
أستمعتنا مش كدا.
أبتعد يوسف غامزاً له.:-
كتيررر … احنا لسه شباب يا بني.
ضيق حامد وجهه بضيق وتنهد بصوتاً مسموع بدا بتفكير وقال :-
إذا لسه شباب وبصحتنا فـ ليه لا ؟
# لا أيه ؟
قالها يوسف بتعجب وذهول.
رفع حامد ذراعه محاوطاً به كتف يوسف وهو يقول ضاحكاً :-
نشوف بنتين كدا ونجدد شبابنا بدل الستات اللي عجزت دي احنا لسه شباب ليه ندفن نفسنا بالحيى معاهم ؟
يوسف بتفكير ورضى :-
طب والله فكره يا بني اشطا نشوف بنوتين كدا عسلات ونجدد ليه نعجز نفسنا مع الستات دي.
صمت عم المكان حينما جاءهم صوت أتاً من خلفهم أستداروا ليطالعهم وجه تالا وحبيبه سينفجروا.
همست حبيبه بزهول شديد وهدوء.:-
تالا سمعتي اللي سمعته ؟
هزت تالا رأسها أيجابا وقالت وهي تنظر بغضب لـ حامد :-
سمعت … سمعت ياااختى.
أشارة حبيبه لنفسها بصدمه :-
ستات ؟
تالا بذات الصدمه :-
ودفنين نفسهم بالحيى معانا.
أسماء وهي تتقدم لتقف بجانبهم :-
وستات عجزت ؟!
عائشه وهي تقف بجانب أسماء :-
ويجددوا شبابهم.
مكه وهي تقف بجانب حبيبه من الجهه الآخرى :-
هيطلقوكم ويشفوا بنوتين حلوين بعد العمر دا كله.
تقدم حذيفه هامساً بجانب أذن تالا وحبيبه وهو يقف بالخلف :-
ياااختي امال لو عرفتوا أنهم بيجيبوا ستات في شقه مشبوهه.
همست تالا وحبيبه بصدمه :-
مشبوهه.
حذيفه وهو يكتم ضحكاته :-
ايوه وكانوا يجبروني أتستر عليهم ومقولش لحد.
تقدمت مكه لوالدها منسكه رأسها وقالت بزعلا مصتنع :-
أخص عليك يا ولدي كل دا يطلع منك وبعد العشرة دي كلها عايز تسبنا نشحت في الشارع ونبيع فل ولا مناديل وانت عايز تتخلى عنه مكنش العشم هئ هئ هئ.
تصنعت البكاء
تقدمت أسماء واضعه كفها على منكبها هامسه بتأثر :-
مش عارفه أيه الرجاله دي ؟ يخدونا لحم ويرمونا عضم.
نظرت لوالدها بحزن مصتنع :-
كدا بردوا يا بابا عايز تتجوز على ماما اللي شالتك على كفوف الراحه وكانت معاك على الفقر ولما بقي معاك فلوس عايز ترميها؟!
تغاضت عن نظراته المحذره ونظرت لوالدتها قائله ببكاء مزيف :-
سامحيني يا ماما خبيت عليكِ بس كنت عاوزه احافظ على بيتنا الصغير الجميل ، اللي بابا عايز يهده ببساطه ويرمينا نشحت ، انا كنت بسمعه بالليل بيتكلم في التلفون مع وحده استغفر الله العظيم يارب فيديو يا ماما بعد ما يتسلل من جنبك زي الحرامي.
همس يوسف وهو يشير لنفسه بصدمه وينظر لـ حامد :-
حرامي؟! أنا؟؟ وبكلم وحده انا ااااه يابت ال……..
ركض الفتيات لأعلي بصحبة حذيفه وخلفهم يوسف الذي وصل للدرج وتوقف على صوت حبيبه قائله بصوتاً غاضب :-
اقف عندك يا يوسف.
تقدم منها بإبتسامة قائلاً بخوف :-
حبيبتي متصدقيش ولاد الجزمه دول بيضحكوا عليكِ.
عقدة ذراعيها وهي تهز قدميها وقالت بسخريه:-
والله … وعلى كدا اللي قولته من شويه دا ايه ؟!
رفع يوسف كتفيه قائلاً :-
دا شيطان يا قلبي ودخل بينا اه والله.
أقترب حامد ملتصقاً به وهمس وهو ينظر لهم بخوف :-
هما ابتدوا يتحولوا ولا ايه ؟
أبتلعا الشباب حلقهم وهم يتراجعوا للخلف بؤيده.
فجأه صرخوا الفتيات وهم يقذقوا بوجههم كل كا يقابلهم وهم يركضوا حول المقاعد يمني ويسر حتى استطاعه النجاه من بين ايديهم وهرعوا لغرفة حامد مغلقين الباب خلفهم ليستندوا سوياً عليه وهم يلهثوا ، من ثم وضعوا ايديهم على قلبهم وهمسوا سوياً :-
لقد نجونا We survived .
أبتسم حامد قائلاً :-
We survived.
ساد الصمت لثوانً حتى أنتظمت انفاسهم المتلاحقه وهمس حامد وهو يتمدد على الفراش ويضع كفيه اسفل راسه :-
الله تخيل أنهارده هنام انا وأنت زي ما كنا زمان سوا من غير وش ولا رغي كتيررر يا سلااام.
دفعه يوسف بحده وهو يتمدد بجانبه :-
أبعد يا عم كدا ! هنخرج ازاي بكره من غير نكد.
تمدد حامد على جنبه وهو يرفع رأسه قليلاً مستنداً على يده وقال :-
هما عندهم حاجه أفضل من النكد نااام ياابني ومتفكرش دا ليله ولا ألف ليله.
تعالت ضحكاتهم بينما كانوا الفتيات يموتون غيظاً وقلقاً وتفكيرً
🌱((اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة))🌱
ركض بأورقة المشفى بهلع ، ما أن علم أنها قد جاءت ولكن لماذا؟
دقات قلبه تنبئ أن هناك أمراً ما أمراً لن يتحمله يخشى فراقها فهي له كل شئ ، ما ان حادثه أحمد بأنه نقلها للمشفى وهو يكابد ليبدوا بخير لكن هو داخلياً ليس بخير ، فأحيناناً هناك وجعاً بسويدا القلب لا ندري كيف نعبر عنه او نصفه ، أمسك يد الممرضه التي تمر من جانبه يستوقفها وهو يسئلها بقلق :-
في مريضه اسمها لمار جت نهارده من المخابرات القيها فين.
ردت الممرضه على عجل :-
امشي لاخر الممر الاوضه اللي على ايدك الشمال.
ركض أدهم ما ان أنهت جملتها وقعت عينيه على أحمد يجلس بهم واضعاً رأسه بين كفيه، هرع إليه بقلب يئن وهزه قائلا بأعين تترقب.:-
أحمد في ايه ليه لمار هنا هي كويسه مش كدا ؟
وقف أحمد بتيه عيناه زائغه وهمس وهو يهز كتفيه ودموعه تسيل :-
مش عارف !
أهتز قلب أدهم برعب يخشى أن يكون قد اصابها شيئاً فأغمض عينيه وهو يقول بتلعثم.:-
يعنى ايه مش عارف لمار حصلها ايه ؟
أعاد فتح عينيه ناظرا لـ احمد الذي قال بتوجس وصوت خافت :-
مش عارف… أنا مش عارف حصلها أيه.
بجنون صرخ به ادهم وهو يهزه :-
يعني ايه أنت بتستهبل ؟!
وأستطرد هامساً بخفوت :-
هي فين ؟
أشار أحمد بصمت بيده لغرفة بجانبه.
لينظر ادهم بدقائق ويركض نحوها فاتحاً الباب ليتسمر مكانه دون أي خطوة وهو يطالع لمار الراقده على الفراش جثه هامده.
فاتحه عينيها تنظر للسقف فقط ولا تحرك ساكناً ، ليس بها سوا دقات قلباً تنبض ، وأنفاس خافته أما هي فروحها تتمزق هربت من ذاك العالم لعالم آخر صنعته لذاتها فقط كي لا يكون معها احد يوجعها بفراقه.
دنا منها بخطوات وئيدة وهطلت دموعه بوجع لمرآها هكذا وجلس بجانبها ممسكاً بيدها مقبلاً أياهم وهمس بإبتسامة :-
لمار حبيبتي مالك فيكي ايه … حاسه بـ أيه ؟
لم يأتيه رد ظلت على حالها لا يرجف لها جفن حتي فـ خفق قلبه بقلق ، وأسرع للدكتور الذي قص عليه حالتها وانها بحاجه لطبيبا نفساني مختص لأنها بصدمه شديد وانهيار عصبي.
علم أدهم في تلك اللحظه ان الكبت الذي بداخلها ها هو ينفجر ويقذف حممه ، تلك التراكمات ظلت تمتلئ حتى اكتظت بدرجه مخيفه وأنهد الجبل فلم يعد راسخ راسي انه جمل منهار متشقق.
خرج أدهم وأحمد بها من المشفى ليعودوا للدار ولكن قبل أن تصل السيارة بقليلا تشنج جسدها بشهقه قويه عاليه وهي تحدق أمامها لنقطة ما.
صوت أنفجار علا فجأه لينحسر بأذنيها فتصدهم فوراً وهي تصرخ بجنون بأسم ” أياااااااد أنا هنا هطلعك متخفش”
حاولت فتح باب السياره إلا ان ادهم قيد يديها وضمها لصدره وهي تصرخ بهستريا وتكيل له الضربات ليتركها.
توقفت السيارة بعدما دخلت من البوابه الضخمه عالية الأسوار ترجلت هي مندفعه ليصيح ادهم بصوتاً عال للحارس :-
أقفل الباب بسرعه.
همت ان تخرج لينغلق الباب أمامها فأخذت تقرع على الباب وهي تصرخ ببكاء :-
افتحوا الباب اياد هيتحرق هيمووووت ياااا أياددد أياددد يا حبيبي انا جاااايه أفتحوااا الباب حرام عليكم.
ركضت ناحية الحارس وأنقضت عليه همت بضربه ليبعدها أدهم واحمد محاولون تهدئتها حتى شلت قدميها فلم تعد قادرة على الوقوف وتقع بين أيديهم فاتحه عينيهم وتردد فقط :-
مااااات مات ابني مات بسببكم.
خرج الجميع ركضاً من الداخل على صوتها متسمرين اماكنهم إلا ان ركض يوسف جاذباً أياها بحضنه وقلبه يكاد ينقلع من بين صدره لمرآها هكذا.
# اهدي يا لمار يا حبيبتي مفيش حاجه صدقيني
همست لمار وهي ترمش بعينيه وتجف دموعها :-
وعدددد ماتت بنتي ماتت أيادددد.
أبتسمت أبتسامة خفيفه وأغشى عليها.
ليحملها يوسف وهو يصرخ بـ احمد وادهم ويشير لفيكتور ليتبعه :-
أيه اللي حصلها وعد مالها رنوا علي ياسين ولا عثمان دلوقتي اعرفوا في ايه لو في اي حاجه قوليلي وانا هتصرف.
وصرخ بالفتيات الذين هجموا عليه :-
اوعوا من وشي الساعه دي محدش يبكي.
وضعها على الفراش بحنان وضمها لصدره وسالت دموعه بوجع لما تعانيه من ماذا مصنوعه هي تحملت الكثير والكثير ولم تشتكي مشاكل الجميع كانت مشاكلها تحملت الألأم وحدها كانت صلبه قاسيه ولكن تحمل قلبا من ذهب ما فقدته كانت تعطيه لغيرها دون تآني دون بخل ولا حقد حتى يا الله.
شرع يوسف وفيكتور بأعطائها بعض الأدوية.
اما الفتيات فأجهشوا البكاء فتلك اول مره يروها هكذا ضعيفه هشه باكيه اجل انه اول مرة ذاك الجبل يتزحزح.
ولقد سقط بجل حمله وما يعبئه.
ولكن هي هي اماً لا يستطيعوا الأستغناء عنها هي سنداً وصدا! منيعاً امام اي عاصفه مهما كانت قوتها يتوارون خلفها من ازي الأيام دون خوف ولكن من تلك الضعيفه التى على فراش الموت ؟
🌾((اللهم لا تخزني يوم القيامة))🌾
تقف بالشرفه تترقب قدوم طفلتها لتقر عينيها بها وتطمئن لكن هل لقرة عينها أن تعود؟
هناك أناس تذهب وتجئ وسيارات تمر لكن لما لا تري الطرق خاويه ليس بها احد لماذا لا تبصر أياً منهم ؟
كانت لا تقف عن البكاء لا يرقأ لها دمع لا تدري أحيه أبنتها فترجوا الله أن يعيدها لها لتفرح أم ماتت لتحتسب أمرها وتيئس من لقائها.
تنظر يمنى ويسر لعلها تبصرها آتيه من بعيد كما تتخيلها فقلبها يحترق من فؤادها بـ سويدا القلب جرحاً غائر حائف من أن لن تعود فستموت حتماً ، رفعت مقلتيها الذين احاطهم هاله سوداء و وجهه الذابل كثيراً ورفعت كفيه بتضرع وهمست بخشوع وثبات وأمل ويقين ودموعها تنهمر :-
يا رب أستودعتك بنتي ياررب رجعهالي وقف في طريقها ولاد الحلال يارب وأحفظها ليا يارب هموت لو حصلها حاجه وهي بعيدة عني ولكن أنت القريب يا رحمن أغثها ونجيها استودعتها عندك يارب … يارب أنت المجيب القريب الحنان المنان الكريم الرحيم ردها ليا وطمن قلبي أثلجه يا الله برؤيتها اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبك محمد يارررب
هناك دعوات قد تخرج من سويدا القلب بيقين وتوكل وأمل وثناء فتخترق عنان السماء گ السهم فيتغلل من الأبوب ليستجيب الرحمن.
ما كانت بنهي دعاؤها وهي تزيح دموعها حتى علا رنين هاتفها معلناً عن رقم مجهول غير مسجل.
ردت بلهفه وهي تهمس بتعب :-
الووووو.
_ ماماااا.
نطقت بها خديجه على الجانب الآخر ببكاء ما ان احست بدموع وتعب والدتها.
أنفطر قلب ورد بعدم تصديق وهي تحدق بلا شئ.
لتسرع خديجه قائله بعجاله :-
ماما أنتِ تعبانه ؟ مالك يا ماما.
هبطت دموعها گ الشلال دون توقف وقالت بتلعثم وبسمة فرح ورفعت مقلتيها للسماء ضاحكه :-
خديجه بنتي حبيبتي أنتِ فين يا قلب ماما انا انا هجيلك أنتِ فين ي حبيبتي.
بعجل قالت خديجه :-
لا يا ماما متجيش هيقتلوكِ أنا كويسه وعمو الحلو هو خلاني أكلمك متخافيش عليا ، أنا بعمل كل يوم زي ما علمتيني بحفظ قرآن وبصلي زي ما كنا بنعمل سوا ، بس أنتِ متزعليش انا هجيلك قريب سلميلي على خالتوا لمار اوي وبابا وعلى الكل يا ماما وقوليلهم اني بحبهم اوي.
أنهارت ورد على الأرض مهجشه بالبكاء وصوت نحيبها يعلى وهمست من وسط بكاءه :-
طب أنتِ فين يا قلب ماما أنا هجيلك ومتخافيش عليا هجي انا ولمار اديني عمو.
انقطع الخط فجأة لم يأتيها صوت فرددت قائله :-
الوووو خديجه يا بنتي لااااااا يا خديجه متقفليش يا بنتي لاااا.
صرخت بقلباً منفطر بجرحاً غائر بسويدا القلب.
🎍((اللهم إني أعوذ بك من صلاة لا تنفع))🎍
بأعين يغرقها للدمع نظرت خديجه لـ صابر الذي جذب منها الهاتف.
تألم لذاك الوجع الذي رآه بعينها دقائق وأنفتح الباب وطل منه رجلاً آخر وقال بتلقائيه :-
في أيه ياعم صابر كل دا بتديها الأكل ولا القعده مع البت دي عجبتك ؟
أذرد صابر ريقه بتوتر وهمس بثبات خرج بجهداً عظيم :-
ما هو انا هستنها تخلص وهجيب الصنيه واطلع.
أشار له بيده :- روح انت وأنا هاجي وراك..
خرج الرجل صافقاً الباب خلفه ، ليتنهد صابر الصعداء وهو يضع يده على موضع قلبه ، نظر لـ خديجه التي نظرت له بحزن وهي تكتم دموعها ، أبتسم بألم وهو يجلس على ركبتيه أمامها وقال بحنان :-
متزعليش بس….
قاطعته خديجه مستعبره ببكاء مزق قلبه :-
أنت خدت التلفون وكنت لسه مش خلصت كلام ليه ؟ دلوقتي ماما تزعل مني.
عقدة ذراعيها وشاحت بوجهها بعيداً.
أنفطر فؤاده علىٰ تلك الملاك التى أمتلكت قلبه بأيام قليله وأصبح يخشى عليها بشدة همس بحزن قائلاً :-
ما هما لو شفونا هيقلونا أنا وانتِ فـ كان لازم أخد منك التلفون.
أؤمات خديجه برضا ، لتبرق عينيها بلمعة فرحه وبلهفه قفزت وهي تصفق بيدها وتقول :-
يلاااا نبداء أنهارده هحكيلك عن زيد بن حارثه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبتسم صابر بصدق وجلس وهو يقول بفرحه :-
موافق يا ستي يلا نبداء.
ربت على المقعد الذي يليه :- اقعدي الأول.
تنهدت خديجة بصوتاً عال بعدما جلست ونظرت له قائله :-
مين الصحابي الذي ذكر أسمه في القرآن الكريم ؟
ساد الصمت بينما نكث صابر رأسه بحياء بإنه لا يدري ولا يعلم شئ هو حتى لا يقرأ او يستمع للقرآن الكريم قبل ولوج خديجه لحياته.
أبتسمت خديجه وهي تعقد قدميها وتعتدل مقابل له وقالت بهدوء :-
الصحابي هو زيد بن حارثه .
نظر لها الرجل بإهتمام شديد وكان ينصت لها بكل حواسه.
لتكمل خديجه بقلب مشتاق وروحاً تهفو :-
خرجت والدة زيد لزيارة أهلها فأقتحموا عليهم القبائل المجاورة وأسروا زيد وبعوه في سوق عكاظ ، واللي حضر السوق كان منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أخو السيده خديجه وكان حكيم ثرياً من أثراء أهل قريش واشتراء زيد وبعض الغلمان وعاد إلى مكه.
وعرفت السيده خديجه بعودة ابن أخيها فذهبت لتسلم عليه ، ففرح رحيم بقدومها له وقال لها عن الغلمان وان من شئٰت منهم تأخذه فهو لها هديه فوقع اختيار خديجه على زيد لما رآت به من سمات المروءه والشهامه ويكون اميناً لسر بيتها واحسن ظنها بـ زيد.
وتزوجت خديجه بالنبي وكان قبل نزول الوحي وأهدته زيد گ هديه أثمن الهدايه وبكدا بقي زيد ظل لرسول الله صلي الله عليه وسلم وامين لسره وكان الرسول لزيد خير رفيق واب وأخ.
وكانت امه تبكي عليه و والده يبحث عنه ، وفي يوم خرجت جماعه من قوم حارثه قاصدين البيت الحرام للطواف وهناك رؤو زيد وعرفوه وعرفهم فسألوه وحكي لهم كل شئ.
وعادوا القوم وأسرعوا ليبشروا حارثه ففرح حارثه وأعد لرحلته واخذ من المال ما يكفي ليفتدي به ابنه واصطحب اخوه كعب وذهبوا لمكه ، ورحوا لرسول الله وقال حارثه :-
يا بن عبد المطلب ، أنتم جيران الله ، تفكون العاني ، وتطمعون الجائع ، وتغيثون الملهوف، وقد جئناك في ابننا الذي عندك ، وحملنا إليك من المال ما يفى فأمنن علينا وفاده لنا بما تشاء.
فـ الرسول مكنش يعرف انهم يقصدوا زيد فسئلهم عن من ابنهم.
فأخبروه زيد.
فـ الرسول قالهم أنه هيطلب زيد ويخيره أن اختارهم ذهب معهم من غير فدى يعنى مال ولو اختاره فهو هيفضل معاه.
وجاء زيد وسألوه الرسول عنهم فعرفهم زيد ، فسأله النبي يروح معاهم ولا يفضل معاه.
قاطعها الرجل قائلا بإهتمام جلي :-
أكيد اختار ابوه وعمه وهيمشي.
هزت خديجه رأسها بالرفض ، فقطب حاجبيه بتعجب وتساؤل :-
أمال أيه طيب؟
أبتسمت خديجه قائله :-
هحكيلك استني. وبعد كدا زيد اختار الرسول فأبوه تعجب وقاله انت تختار العبوديه على ابوك وأمك.
فرد اسامه قائلاً له:- إني رأيت في هذا الرجل شيئاً وما أنا بالذي يفارقه.
ولما النبي رأي حرص زيد على صحبته اعلن انه ابنه يورثه ويرثه وعرف بين الناس بـ زيد بن محمد
بعدها نزل الوحي وحرم عادة التبني.
ادعوهم لأبائهم هو أقسط عند الله }
{ ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله}
وزي ما زيد حب النبي فـ النبي كمان حبه وكان يشتاق له لو غاب ويفرح بعودته واصبح زيد يلقبونه بـ زيد الحب حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمين سره وقائداً لجيوشه.
بعت الرسول لملك بصري كتاب مع الحارث بن عمير يدعوه للأسلام فقتلوه ولم يقتل لرسول الله أحداً.
فجهز الرسول الجيش وقال لو قتل زيد بن حارثه فـتكون القيادة لـ جعفر بن أبي طالب ولو قتل فـ لعبد الله بن رواحه.
صمتت خديجه بدموع ليقول عبد الله بقلق :-
بتبكي ليه؟ مش هتكملي؟
همست خديجه ببكاء :-
ذهب الجيش لقتال الروم ومزقت الرماح جسد زيد وخر صريعاً وكان أبنه اسامة في الحرب وشافه ومات جعفر من بعده وبعدها بن رواحه.
هز صابر رأسه بحزن شديد طغى على ملامحه وهتف :-
ماتوا التلاته وخسروا المسلمين ؟
# لا لا بعدها امروا الناس بان تكون القياده لـ خالد بن الوليد وأنقذ الجيش.
وعرف الرسول بموت قادته الثلاثه وحزن عليهم وذهب ليعزي فلما وصل لمنزل زيد لاذت به أبنت زيد باكيه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال له سعد بن عباده :- ما هذا يا رسول الله ؟
قال :- هذا بكاء الحبيب على حبيبه.
أجهشت خديجه في البكاء ما أن انهت حديثها بتأثر واكتسى الحزن وجه صابر.
وهتف بزهول.:-
أنتِ صغيرة أنتِ؟ قدرتي ازاي تحفظي كل دا.
استطاع اخراجها من حاله الحزن التي طغت عليها لتبتسم له وهي تزيح دموعها بكفيها وقالت :-
عشان ماما بتحفظني وقربت أختم المصحف حفظ.
أبتسم الرجل بسعادة ، لتقول خديجة بحسم طفولي :-
أنت بتصلي زي ما علمتك ولا لا ؟
أؤمأ برأسه مسرعان :-
بصلي بصلي وبعمل كل اللي قولتلي عليه.
ببراءه رفعت خديجه كفيها داعيه بتمني :-
يارب أسئلك أن تجعل عمه من أهل الجنه واجمعني بيه هناك.
أبتسم الرجل بفرحه وقلبا مشرق ببهجه بسويدا القلب.
اشارة له خديجه قائله :-
بكرا نكمل ماشي.
هز صابر راسه وخرج من الغرفه مغلقاً الباب خلفه بعدما لوح له بيده ، وتوجه لمقعد من معه من الرجال واستمع إليهم قال احدا منهم :-
مش عارف هو هيقتلها ولا هيبعها .
قال من يجلس امامه وهو يضع ورقة الكوتشينه.:-
اظن هيبعها مع باقي البنات وكدا كدا يعني هي ميته ميته دي ماهو لو باعها هتبقى من فتيات الليل والدعارة والكبريهات.
قالها وهو يقهقه بصوتاً عال ، لينقبض قلب صابر بتفكير.
بعد وقت جلس بجانبهم يحاول ان يعلم منهم معلومات كافيه هو لن يسمح لهم بإن يأزوها ابتسم قائلا :-
على كدا البت دي هتفضل قد ايه ؟
رد احداهما دون النظر إليه وتركيزه باللعبه :-
مش عارف بس الباشا بيقول لما ادوخهم شويه يبدوا انه انتقام شخصي يلا احنا مالنا احنا لينا فلوسنا وخلاص ياعم انت.
اندمجوا الجميع باللعب بينما حاصرته الأفكار والقلق والخوف في آن واحد يخشي عليها من جل شئ.
بجوف الليل كانت ورد ساجده بين يدي مولاها تدعوا ان يحفظ لها أبنتها لم يرقأ لها دمع ولن تثلح حرقت قلبها تهفو روحها شوقاً لرؤي صغيرته ، تصلي ولكن بمفرده عكس قبلا كانت برفقة طفلتها الحبيبه التي هي شبه ميته الآن هلعا عليها.
☘️((اللهم جدد الإيمان في قلبي))☘️
دلفا ياسين وعثمان للمنزل فوجدوه هادئ للغايه شعروا بالغرابه.
أغلق عثمان الباب خلفه ونظر بتعجب لـ ياسين وهتف بنبرة قلقه :-
هما راحوا فين ؟ ليه البيت هادي كدا ؟
هز ياسين منكبيه وأشار له قائلاً :-
مش عارف ، المهم دلوقتي تعالى نشوف خالتوا ونفهمها كل حاجه.
أؤمأ عثمان و وضع حقيبته جانباً وحذا ياسين حذوه وصعدا للأعلى سريعاً متجهاً لغرفة لمار من توهم فما.
وقفا أمام الباب ومد ياسين كفه للمقبض وفتحه وهو يطرق طرقات خفيفه ويهمس :-
خالتوا أنا ياسين ممكن أدخل ؟
لم يأتيه رد فطل برأسه فأتسعت عينه بصدمه وهو يرى والدته وخالته والفتيات جالسون بجانب بعضهم يبكون بصمت بدموعا لا تتوقف ، و والده محتضن خالته التى تشبه الجثه فقط تتنفس وتحدق فلا شئ ، وزوج خالته يجلس بهم بجانبه زيد وأحمد وأيهاب وعمرو والكل في حالة بأس شديده ملامحهم تنبئ أن هناك أمراً خطير فها هو عمود البيت قد سقط بجل حمله وأنفطر.
بصمت تام تنقل النظر فيما بينه وبين عثمان بدقات قلب وجله وجرحاً غائر بسويدا القلب.
دلفوا للداخل بخطوات وئيده خائفه همس عثمان لوالده متسائلاً :-
مال خالتي يا بابا ؟ أيه اللي حصل ؟
بينما أقترب ياسين گ المسحور لخالته واضعاً كفت يده على وجهها وهمس بدموع وصوتاً مختنق :-
مالك يا لمار فيكِ أيه ؟ بس أنتِ مش لمار لمار عمرها ما كانت ضعيفه كدا أيه اللي حصلك ؟ يا لماررر.
شهقوا الفتيات بصدمه واعين متسعه بعدم تصديق وفاه فاغراً حينما دوى صوت صفعه مزلزلاً بالغرفه من يوسف لـ ياسين
ما الذي سيحصل لـ خديجه ؟
أنتبهوا لكلام خديجة عن الصحابه عشان المسابقه لما تنتهي الرواية بأذن الله في جروب على الفيس.
في ناااس بتسئل أنهم مش عارفين الشخصيات دا مش غلطتي لأني كتبتهم في المقدمه أنتوا مقرتوهاش فمش ذنبي….
لمار وأدهم معاهم وعد في المخابرات وبنوته متوفيه وعائشه….
يوسف أخو لمار وحبيبه زوجته معاهم ياسين في المخابرات وأسماء طبيبه…..
أيهاب أخو لمار ويوسف وزوج هاله أبنت عمته ومعاهم حذيفة وسمر…
زيد أخو لمار في الرضاعه كان متجوز من بسنت بنت اللواء أمجد وهي صديقة لمار ومعاهم عثمان فقط وهو في المخابرات….
فيكتور صاحب يوسف متجوز من أخت أيهاب من الأب ومعاه مكه…
رحيم لقناوي من الصعيد وليه علاقه ورابط بين زيد هنعرفها ان شاء الله.
أحمد صاحب لمار ويعتبر بمقام أخ ليها وهما كدا فعلاً متجوز من ريم كانت ضحية اغتصاب وكنت عايشه مع لمار من يوم القضيه وحبها ولم يرزقهم الله بطفل.
عمرو أخو هاله الصغير أبن عمة لمار متجوز ورد عن حب ورد كانت بنت رجل تاجر مع عصابة ومن صغرها وهي عايشه مع لمار…
أنس صديق صديق وعد وياسين وعثمان ومراد كذالك الأمر…
بلال من صغره وهو معاهم لأنه ابن الخدامه عند لمار وهي ليست خدامه وانما لمار تعتبرها وحده من العائله…..
يارب اكون قدرت أوضحكلكم الروايه بقينا في نصها
💮 ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بك من فتنة الدجال
((اللهم اغفر لي، اللهم اجعلني يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس، اللهم اغفر لي ذنبي، وأدخلني يوم القيامة مدخلا كريما))💮
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)