روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء التاسع والعشرون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت التاسع والعشرون

فتاة العمليات الخاصة
فتاة العمليات الخاصة

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة التاسعة والعشرون

((الحمد لله الذي يطعم ولا يُطعم، منّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلِّ بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مُوَدّع ولا مكافئ ولا مكفور ولا مستغنىً عنه. الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العُرْي، وهدى من الضلالة، وبَصّر من العماية، وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلاً، الحمد لله رب العالمين))
تراجعت للخلف قليلا وزفرت بعمق وركضت مسرعه جهة الطائره التي على وشك الاقلاع وهوت بذاتها لتتمسك جيداً بها…
ليقول عدنان بزهول:- لااااا
أما “يوسف” تراجع للخلف كأنه شل عن الحركه وكاد ان يقع… ليمسكه رفيقه بيد من حديد وهو يقول بثبات:-
لمار قدها متقلقش ، هي عزمت أمرها علي حاجه.، ومش هتتخلي عنها فأهداء وخليك متماسك!!
كان يرمقها بخوف ينهش قلبه وهو يرآها تتسلق بحرافيه لتضع يدها علي طرف النافذه وجسدها يتطاير بالهواء…
فقرب يده وهو يحاول فك أصابعها التي ممسكه بحافة النافذه… فما كان منها إلا قربت يدها من وجهه ولكمته بقوه ، ليتراجع للخلف… هوت بقدميها للاعلي لتدلف من النافذه داخلها بجسدها الرشيق النحيف بمهاره…
وعند ولوجها للداخل بقدميها ركلته بوجهه ليقع علي الارض بتأوه… جذبته بحده من ياقة قميصه وما كادت أن تديره لجهتها حتي سددت له اللكمات المبرحه….
كانت تضربه بكل قسوه وبلي رحمه وهي لا تري أمامها سوي منظر والدها وهو ينذبح أمام أعينها… هوي الدمع علي وجنتها… بصمت تام وقلب يآن بآنين الوجع والاشتياق للأحباب…
غادروها دون أن يعبؤ بها… فكانت مرورة الأيام رفيقتها.. و وجع ونار فؤدها أصدقاءها المقربون… غابت روحها عند غيابهم ولكن هل ترد لها مره أخري ؟؟؟
كان قلبها كل ليله يؤرق نومها وهو يشتعل بنار ولهيب الانتقام والآن قد أثلجته بماء بارد ليهدء وجعه قليلا ذاك الوجع الذي لم يشعر به أحد سواها….
فاقت علي وقوعه مغشي عليه من بين يديها…
أشارة بحده لشاب الذي يرمقها بخوف وقالت:- أرجع..
أؤمأ بخوف وأستدار سريعاً ليعاود…..
يقف يوسف بخوف و وجع يفتك قلبه. وقلق يسيطر علي خلايا قلبه… أما فيكتور فكان يثبته بالكلمات بأنها ستعود..
تهلل وجهه فرحان وهو يري الطائره تهبط… فأسرع ليختبئ بأعين ثاقبه مثبتها عليها… وقفت أمام الدرج لترفع “جون” عاليا وتلقي بجسده غير عابئه بشئ… وهبطت الدرج تتخطاها وهي تقول آمره لرجال الشرطه:- هاتوه..
عزمت آمرها علي إلا ترجع آلا ومعها عمها… وأن تجد من أشتاق له الفؤد… أحست بدفئ أنفاسه وبحضوره…
وقفت مكانها وجالت بعيناها المكان أجمعه بيأس…
ومضت بطريقها ؛ بينما ركض خلفها عدنان بأشارة من “يوسف” سار بمحاذاتها وهو يقول:- يا بنتي أستني أنتي كويسه؟
فأجابت بابتسامه رقيقه وكأنها غير التي كانت قبل دقائق بوجهها الغاضب العبوس:- أنا كويسه “تنهدة براحه” أول مره أحس أني كويسه…
خرجت من المطار فحاصروها أدهم وأحمد وبسنت وزيد…
ضجه عاليه تحاصرها فصاحت بملل:- بسسسس اسكتوا!
ألتزموا الصمت جميعاً فهتفت بوضوح وهي تشير ل “أحمد” هترجع أنت وبسنت وزيد وأدهم ومش هواصيكم تعملوا أيه
أنحنت ل زيد قليلا وهمست له بشئ!
فقالت بسنت:- طب وأنتي مش هترجعي؟
برفض قاطع قالت :-
لا أنا مش راجعه غير ورؤوف تحت أيدي ! مش عايزه حد معايا هنا وكلكم أرجعوا!!
لم يكن منهم إلا ألانصاع لأوامرها ورحلوا مسرعين…
أما زيد فآبي أن يتركها… رفع رأسه نحوها وهو يقول برقه باسما.:-
يبدو أنك مش هترجعي إلا و “يوسف” معاكي ؟
ببسمه هادئه وصوت رقيق قالت :-
مفيش غيرك بيفهمني!
أشار بعينه لها مؤكدا :-
متنسيش أحنا واحد ! احنا بنفهم بعض من قبل ما نتكلم !
أشارة له باسمه:-
روح يا زيد واطمن وخليك مع البنات ومتقلقش عليا مش هرجع إلا ورؤوف معايا ويوسف كمان !
غادر زيد في صمت… أستدارت للخلف وعيناها تجوب المكان علي أمل أن ترآه …
أقترب “عدنان” وهو يقول مستغربا :-
هو أنتي مش هترجعي معاهم !
أؤمأت بالرفض قائله بحسم :-
لا مش هسافر حالياً ، ولكن هحتاجك معايا !
فقال بصوت هادئ :-
أكيد أنا معاكي.، عايزني في أيه.؟
أستدارت وهي ترفع رأسها نحوه قائله وحرارة الغضب ترتفع :- عايزك دلني علي كل مكان ممكن رؤوف يتواجد فيه !
رفعت ساعة يدها قائله بحده.:- يلا مفيش وقت ؟
أشارة ناحية السياره ليتوجه جوارها بصمت !
جلست أمام مقود السياره وهو جوارها قادت بسرعة وهي تقول بجديه :-
عايزك توديني بيته ولكن من بعيد قبل ما نوصل تديني أشاره
فقال بدهشه :-
حاضر بس ليه.؟
ألتفتت له بحده.:-
من غير ليه ! أعمل اللي بقولك عليه وبس !
هز رأسه وألتزم الصمت !
❤”رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”❤
يقف واضعا يده بجيب بنطاله يتأملها باسما بفرحه…
أستدار برأسه نحو “فيكتور” الواقف جواره قائلا :-
متأكد أنها هتمسك رؤوف.!
أشار له فيكتور بجديه :-
أمال؟ طالعه لاخوها!
تطلع له بغضب قائلاً :-
طب يلا بينا نمشي؟
مضوا ناحية السياره ، ليقول فيكتور ضاحكا :-
يا عم متجوزني أختك دي.!
أشار له ساخرا :- لا خلاص الحمد لله قلب أختي مسكون ؟
فتح فاهه بصدمه وهو يقول:- بالعفاريت ؟ لمار ملبوسه يعني!
وأنفجر ضحكا وهو يقول بتريقه:- وأنا أقول البت بمليون راجل ليه ؟ أتاريها عندها ضيوف !
ضربه “يوسف” علي مؤخرة رأسه وهو يقول.:- أمشي قدامي وبطل كلام هو أنت تعديت من مراتي في البيت ولا ايه؟
أشار له ساخرا:- مراتك؟ الله يرحم أيام ما كانت مبحبهاش معرفهاش مش عاوزها هحميها بس؟
كان يقلده بكل حرف بمزاح.، ليلتقت “يوسف” مفاتيح سيارته ويقذفها عليه وهو يقول :- سوق وأنت ساكت ؟ أحسنلك وخلي يومك يعدي
وصعد من الناحيه الأخرى…
ألتقت “فيكتور” المفاتيح وهو يقول بتذكر :-
لا بقولك ايه أنا هروح أبص علي المستشفي وارجع !
وقذف إليه المفاتيح ليلتقتهم الآخر وهو يقول :-
طب حاسب للمار تطلع بطريقك تديك ضربه تطيرك ؟
أشار له بغيظ وقاد مسرعا نحوه بتمثيل بأنه سيخبطه ليتراجع “فيكتور” للخلف وهو يصيح بغيظ :- ماشي يا يوسف لينا بيت يلمنا أحسابك فيه…
وتمتم بهمس :- هو أنا أقدر أعمله حاجه ؟ كانت أخته جت ما خلتش فيا حتي سليمه !
وصل للفيلا ليأخذ طريقه ناحية المكتب عازما علي رؤية والدته تلك الجنه التي تعادل الحياه بأكملها !
ولج باسما وهو يري والدته نائمه علي الفراش و “حبيبه” تجلس تقرأ قرأن بصوتها السجي حتي أنها لم تشعر بوجوده..
ليتسلل بخفه وهو يخلع جاكته ويلقي به جانباً بهدوء وتسلل علي أطراف أصابعه من خلفها ، وأغمض عينيها بصمت.
رفعت يديها علي يده ببسمه هادئه وهي تقول بعشق:-
عارفه أنك هنا علي فكره.؟
أزاح يدها وهو يرمقها بدهشه… كانت يده اليمني تحاوط عنقها خطي ليجلس جوارها علي حافة المقعد وهو يقول.:-
وعرفتي أزاي أني هنا؟
قالت بعينان تنبع بالحب والفرحه وهي تنظر لعينه :-
مش مهم بس أكيد لازم أحس بوجودك وأعرفك من بين مليون شخص !؟
ضيق حاجبيه بدهشه وقال بتريقه :- والله ؛ وبتعرفي ازاي بقا ؟
رفعت يدها علي قلبه وقالت ببسمه هادئه رقيقه.:-
قلبي بينبض بسرعه لما بحس بوجودك فعشان كدا بعرف !
غمرته الفرحه فقبل جبينها بحب ، وقال بتذكر :-
ماما عامله ايه أنهارده ؟
أشارة لها بعينها لتطمئنه.:- كويسه الحمد لله متقلقش عليها هي في عيوني !
وأكملت وهي تنهض :- يلا روح غير هدومك لحد ما أحضرلك الفطار؟
أؤمأ لها باسما بحب وخرجا سوياً هو صعد لغرفته..
وهي أتجهت للمطبخ لتشرع بأعداد الطعام بخفه
بعد وقت ليس بطويل يخرج “يوسف” من الحمام مرتدي بنطال قطني أسود و فوقه تيشرت باللون الأبيض.. كان يشمر ساعديه بفرحه وهو يفعل كل شئ بسرعه حتي يسرع ليجلس معها…ارتفع صوت هاتفه ليجذبه بتأفف وهو يقول :-
مش وقتك دلوقتي!
رد مقتضبا وبعد قليل أغلق ببؤس… وتوجه للاسفل…
ولج للمطبخ و وقف مكانه يتأملها بحب وهو يسند جسده علي الجدار خلفه ورفع قدمه اليسره علي الجدار ومربع يده أمام صدره… أستدارت لتضع الاطباق فرآته أمامها باسما لتبتسم بخجل وهي تقول :- بتبصلي كدا ليه ؟
خطي المسافه التي تفرقهم ليصبح أمامها قائلاً بمزاح:- هو أنا بصتلك ولا جيت جنبك حتي؟
رفعت حاجبها بدهشه:- لا خالص الصراحه !
فأشار لها وهو يتجه ليجلس:- ايوه يا بنتي طبعاً ؟
نكزته قائله بغيظ :- أنا مش بنتك؟
رفع بصره بها قائلاً :- أمال؟
جلست بالمقعد الذي يليه وهي تقول :- مش بنتك وخلاص.؟
فأشار لها وهو يبلع ما بفمه:- يعني مش عايزه تكوني بنتي براحتك؟
فقالت مسرعه :- لا لا بنتك مش هنكدب احنا؟
نظر لها قائلاً بجديه.:- كنت عايز أقولك أني هأكل وهخرج علي المستشفي بمكان مش بعيد من المنطقه هنا بس احتمال اغيب يومين كدا ؟
أعتصر ألألم قلبها وهي تقول :- يومين ليه دول كتير هتقدر تبعد عن ماما يومين؟
ضيق حاجبيه بدهشه وهو يشير لها :- ماما؟ هااا!
أستقامت بضيق وهي تجذب “الاطباق” متوجه بعيداً:-
ايوه ماما أمال مين؟ أستدارت برأسها له وبتساؤل قالت:- تشرب شاي؟
أستند برأسه للخلف وهو يقول:- ياريت!
خطف نظره سريعه لها ليري دموعها تهبط بصمت
هب واقفا ليتجه نحوها قائلاً بحنان وهو يلتقت يديها:-
وبنتي ليه مضايقه ؟ يا حبيبة بابا هكون قريب ويومين بس وهرجع ؟
أشارة له بتفهم:- طيب..
أشار لها مغادرا:- هروح أجهز أنا؟
أؤمأت برأسه فأدمعت عيناها وهي تقول بألم :-
يارب أسترها ليه حاسه بحاجه وحشه هتحصل؟ يارب ترجعهولي بخير وسلامه يارب!
* كان يهبط الدرج وهو يرمقها بحزن لحزنها توجه نحوها قائلاً :- يا بنتي؟
كانت شارده بضيق وهي تسند يدها علي وجنتها بألم ..
هزها بخفه لتفوق ونظرة له بأعين دامعه!
فقال بحزن.:- وبعدين؟ هتمشيني قلقان!
هزت رأسها نافيه لتحتضنه مسرعه ببكاء حارق لقلبه وهي تقول :- لا متروحش والله حاسه بحاجه وحشه هتحصل قلبي مش مطمن أبداً ؟
ربت علي ظهرها بحنان بالغ وهو يقول :- يا بنتي مفيش حاجه هتحصل والله كلهم يومين وهرجع..
أبعدها عنه ليزيح بأنامله دموعها بحنان :- مش عايز أشوف دموعك مره تانيه ؟
أحتضن وجهها بحب:- هكون كويس متقلقيش ؛ خلي بالك من نفسك ومن ماما ولو في اي حاجه كلميني تمام؟
هزت رأسها برضا… فحاوط كتفها وهو متجها للخارج ويقول:- طب فين ضحكتك طيب؟
لوت فمها بغيظ وهي تقول كالاطفال:- معرفش روح دور عليها ؟
أستند بظهره علي باب السياره وهو يقول بضحكه:-
ادور فين طيب؟
أشارة له وهي ترمقه بغيظ:- أنا مالي مدور عليها!
فأشار وهو يضيق حاجبيه :- بقا كدا؟
قطعته وهي تعانقه بقوه.؛ ليشد من ذراعيه عليها بحب وقبل رأسها بحنان وأبعدها قائلا :- يلا ادخلي جوه؛ وخلي بالك من نفسك !
اشارة له باسمه:- حاضر.. بس أمشي انت الاول وانا هدخل
# شمعنا
نطق بها “يوسف” وهو يصعد سيارته تاركا الباب..
فقالت بتزمر وهي تغلقه :- كدا ويلا باي أستودعك الله الذي لا يضيع عنده وضيعه وترجعلي بالسلامه؟
تهلل وجهه فرحا لدعاءها واشار لها بيدها ولمعة فرحه تنبع من عينه وقاد ليغادر… ظلت تنظر له حتي غاب عن نظارها لترجع للمكتب … ولجت باكيه ونار تشتعل بفؤدها تخشي فراقه وقلق تام يسيطر علي ذاتها….
لترآها والدته أمل هكذا لتقول بقلق :- مالك يا حبيبتي بتبكي ليه بس؟
أترمت بأحضانها باكيه وهي تقول :- قولتله متسافرش وسافر وانا خايفه عليه؟
ربتت علي ظهرها بحنان وتفهم وهي تقول :- يا حبيبة قلبي هيرجع وهيكون كويس ادعيله انتي بس ! ربنا ينور طريقه؟
فهتفت بتمني :- يارررب
* يقود وهو منشغل التفكير في من خطفت منه فؤده وروحه ليصبحوا ملكها… ضحكتها وأبتسامتها لا تفارق عيناه…
دموعها تلك أشعلت فؤده… فقال بوجع :- مش عايزك تحبيني يارتني ما عرفتك ولا قابلتك ؛ ياريتك ما حبتيني مش عايز أسيبك علي كام ذكره ؛ بس خلاص أنا خدت قراري ولازم أنفذه… لازم أخليكي تكرهيني ؛ الكره وبس..
لازم أسيب ذكريات توجع قلبك عشان تكرهيني بزياده ويارب ما تنسيني…
تنهد بوجع وصورتها لا تغيب عن باله
❤ “وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم❤
ذهبت لمار برفقة عدنان بكل مكان قد يتواجد به “رؤوف” دون جدوي… ظلت تبحث عنه لساعات دون ملل فلديها هدف تسعي له… تجول ليل ونهار بالبحث عنه ولكن لا فائده…
حتي قررت الذهاب إلي منزله لعلها تعلم شئ…
فاقت من أفكارها تلك… لتتنهد بضيق وهي تقول بيأس :-
يارب لحد الآن لا عارفه فين كلب البحر رؤوف “أمنيه علي 😹😹” زفرت بعمق وأكملت:- ولا حتي عارفه فينك يا يوسف؟
وقالت بحيره متسائلة :- ياتري ليه مش عايز تشوفني؟ ولا عايزني أعرف مكانك! ليه يا حبيبي بتوجع قلبي كدا؟
هبت واقفه وهي تجذب مفاتيح الشقه التي تمكث بها حالياً بالغربه وقالت بتأكيد :- أنا عارفه أنك مش هتستخبي في بيتك بس على الأقل ممكن القي طرف خيط يوصلني ليك!
خرجت وهي توصد الباب خلفها… وهبطت الدرج متوجه لسياره لتقودها فوراً ذهابا لمنزل عمها..
بعد وقت وقفت لتفتح نافذة السياره تراقب الفيلا عن بعد…
رآت أن في غرفتين مضيئه بهم نور وهذا يدل علي أن هناك أحد…
بدهشه وصدمه قالت:- ياتري مين هيكون قاعد فيها… لازم أعرف؟
هبطت سيارتها وهي تتسلل بحذر ناحيه المنزل برفق…
فوجدت بعض الحراس علي البوابه عالية الاسوار سوداء الون… تسللت بخفه لتصبح أسفل الشرفه… وتسلقت بخفه للاعلي بجسدها الضئيل… هبطت من اعلي السور للنافذه
سارت بخفوت خلف الزجاح ورآت شاباً يجلس على الفراش يعطيها ظهره…
كانت تشعر برؤيته قبل ذلك وأنه مألوف لها…
فمن يكون؟ وما يفعله هنا؟ هي تعلم انه ليس لديه أولاد فمن يگون؟
* أما أيهاب كان يجلس بقلق وهو يهز قدميه… لا يعلم أين والده؟ وهل “لمار” قبضة عليه أما لا؟ وهل هي كويسه أم لا؟
كان يحس بعجز تام مسيطر عليه وقلب يأن بالوجع…
شعر بحركه خافته تأتي من الشرفه فنهض واقفا…
وما أن أستدار حتي رمقته لمار بصدمه وهي تقول.:- أيهاب؟ بيعمل أيه هنا؟ ويعرف عمي ازاي!
جال بخاطرها تلك الرساله لتردد بدهشه:- أيهاب زي أياد تقصد أيه يا يوسف…
أنفتح زجاج الشرفه ؛ و وقف أيهاب بصدمه سرعا ما تحولت لوجه متهلل بالبهجه مسرورا… وأعين تنبع بالفرحه قال بفرحه.:- لمارر؟ صح أنتي قدامي…
ثم فرق عينيه وهو يقول :- وايه اللي هيجبها بس؟ من تفكيري فيها أتجنيت !
فقطعه صوت لمار قائلاً بتريقه :- ومين قال أنك أتجنيت؟ ما أنا قدامك أهووو!
فهتف بأعين متسعه.:- لماررر بجد..
ركض ليضمها سريعاً باشتياق ؛ لتربت علي ظهره بحنان أخوي…
أبتعد عنها قائلاً بسعاده بالغه بنبرة صوته :- أنتي هنا من أمتي؟ تعالي تعالى نقعد؟
جذبها من يدها للداخل فولجت معه بصمت تام…
جلست جواره فقال بفرحه :- وحشتيني والله وحشتيني أووي؟
# أنت بتعمل أيه هنا؟ أنت مين؟ تعرف رؤوف منين؟
هتفت بها لمار بصدمه…
ابتلع ريقه الجاف بصعوبه وهو يقول بتلعثم :- هو هو الصراحه…
أؤمأت لمار رأسها وهي تقول :- الصراحه أيه كمل ؟
بأعين دامعه هتف :- أنا أبقي أبنه ؛ بس أوعي تكرهيني والله ما ليا ذنب في كل اللي حصل……
قطعته لمار وهي تضع سبابتها علي فمه قائلاً بحنان أخت :- بسسس أسكت مفيش أخت بتكره أخوها ! ضربته علي مؤخرة رأسه قائله :- يا غبي !
فقال بأعين تشع منها الفرحه :- بجد يا لمار يعني أنتي مش زعلانه مني؟ ولا هتكرهيني!
هزت رأسها نافيه ؛ ليضمها بحنان مفتقده!
أبتعد عنها وهو يرمقها بحب وظل يسئلها عن هاله والفتيات ويحكي لها عن كرهه لوالده بفرحه أنها جواره…
نسوا الوقت سوياً وكأن الحياه توقفت بتلك اللحظه..
أما هي كانت تنصت إليه بفرحه…
❤”رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” ❤
كانت “ورد” تتشاكل مع “أياد” بسبب التلفزيون أما هو كان يعارضها على أتفه الأسباب وقد نسي كبر سنه… فمع تلك الطفله الصادقه تشعره بطفولته التي أفتقدها!
يقف أياد وهو يرفع الرمود عاليا وهو يقول:- والله يا ورد مش هديهولك عايز أسمع المسلسل؟
كانت تحاول جاهده أن تصل إليه حتي وقفت علي أصابع قدميها وتكاد أن تقع وهي تقول :- يوووه يا أياد هات بقا عايزه أسمع الفقره دي لشيخ “أحمد” مهمه أوي…
فقال بعند طفولي :- لا يا ورد عايز اسمع المسلسل الهندي
وقال بهيام :- يابت دا مسلسل سونا ورهيت أين أنتي وأين أنا…
فصاحت هي بغيظ:- يوووه يقولي مسلسل هندي..
خطرة ببالها فكره لتجلس على المقعد بالامبالاه وهي تقول :- خلاص يا خويا أتفرج عشان تدخل النار لوحدك وقتها مش هيكون في فيلم هندي؟
نظرة له بطرف عينها وهتفت قائله بعدما وصلت لمبتغاها :-
أن شاء الله تموت ومينفعكش الهندي وان……
قطعها أياد بحسم وهو يقذف لها الرمود:-
أمسكي أهوووو وأسكتي ومتدعيش عليا ايه ياختييي البنات دي صحيح ان كيدهن عظيم….
تعالت صوت ضحكات “زيد” الساخره وهو يقول:-
وربنا تستاهل أنت طفل عشان تعمل عقلك بعقلها؟
قطعته “هاله” قائله :- هي مين دي اللي طفله؟ دا هو اللي طفل!
ارتفعت ضحكات ورد قائله :- قوليله ياااختي؟
رمقها “أياد” بغيظ ليلتقت الوساده ويقذفها بها…
فصرخت “ورد” بتأوه :- بقا كدا يارب تموت…
ضرب أياد جبينه بنفاذ صبر… لتقذف ورد عليه الوساده وهي تقول :- قوم هاتلي أشرب.
رد لها الوساده قائلاً :- ما تجيبي لنفسك وأنا مالي؟
*ريم بالمطبخ وأحمد أمامها أمسك من يدها الكأس ليضعه جانباً… وجثي علي ركبتيه قائلا بصدق ينبع من عيناه:- طب أمال زعلانه ليه طيب ؟ كلام مش عايزة تكلميني ! وزعلانه مني وبتهربي بعنيكي! ليه عايز أعرف طيب؟ في أيه لكل ده؟
غضت بصره عنه قائله بنرفزه :- قولت مفيش يا أحمد خلاص بقا واوعي من قدامي عايزه اعدي !
# مفيش خروج غير لماا تقوليلي في أيه لكل ده؟
ربعت يدها أمام صدرها قائله :- تمام خلينا كدا ؟
كور قبضة يده ليتحكم بعصبيته قائلاً بهدوء :- حبيبتي احكيلي مالك؟ ممكن أنا زعلتك فى حاجه وأنا مش واخد بالي!
فقالت وحرارة الغضب تتذايد :- وطالما مش وخد بالك خلاص يهمك ليه أصلاً !
فصرخ بها قائلاً بغضب وهو يلكم بيده الحائط لتصرخ هي بفزع :- يا ريم انطقي بقا في أيه؟
دموع أنسابت على وجنتها بغزاره وهي تقول بألم :-
سافرت من غير ما تقول مهمكش ان في قلب هيفضل ليل نهار يفكر فيك وهيموت من قلقه… مفكرتش للحظه تعرفني لكن لا سبتني أتعذب وأنت سافرت…
تعالت صوت ضحكاته عاليا فرمقته بغيظ قائله :- تصدق أنك بارد…
فقال بفرحه وهو يحتضن وجهها بين يديه :- حبيبة قلبى اللي قلقانه عليا ياااناس أموت أنا؟
فهتفت بحب من بين دمعاتها :- بعد الشر عليك؟
كاد ان يقترب ليقبل جبينها فتراجع فجثي أرضاً بفزع من صوت ورد التي تصرخ:- حررررام طلعوه براا
وأنفجرت ضاححكه بشده…
أعتدل أحمد ليركض خلفها وهو يقول.:- والله أنت اللي حرام جيالنا منين أنتي يا هادمت اللذات..
صاحت ورد وهي تتمسك بايد :- أياد الحقني يخربيتك؟
فقال وهو يلوي فمه :- طالما فيها يخربيتي يبقي مليش دعوه بيكي؟
فقالت بدعاء:- ان شاء الله يعمر بيتك يا أياد ويرزقك ببنت الحلال “ابتسم بفرحه وهو يقول :-
وتكون زي القمر ودمها خفيف وعسوله كدا؟
فقالت وهي تتجه ل” زيد بصوت عالي :- ان شاء الله تطلع عينك ليل نهار تكون غوله وحوله وعمياء وشعرها منقوش وسوده عشان تشوفها في الضلمه تصرخ وتطير…
حدق بها بصدمه فانفجر الفتيات ضحكا..
أما زيد نظر لها بخوف وهو يكتم ضحكته :- خير يارب عايزه ايه مني انا كمان جننتيهم كلهم مينفعش نبقي كلنا طيب…
استخبت خلفه وهي تقول :- طب خبيني منهم ومش هجننك..
فصاح زيد بصوت عالي :- كلكم اقعدوا يلا…
بشماته جلست ورد جوار هاله وهي تغيظ بهم…
لتقول هاله بتذاكر :- لمار وحشتني اوي هترجع امتي بقا..
فردت ريم قائله بشوق :- مين سمعك وحشتني انا كمان جداً؟
فرد زيد قائلاً بشرود :- مش هترجع…
واكمل باسما :- غير وهو معاها…
ظهرت الدهشه بوجوه الجميع ليأكمل زيد قائلاً :- مش هترجع غير ويوسف معاها يوسف عايش؟
صدمه ، زهول ، سيطرة عليهم لتقول هاله :- مش فاهمه يوسف مين اللي عايش
قص عليهم “زيد” كل شئ
لتعتلي الفرحه وجوه الجميع
❤”سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير”❤
# لا يا ماما مستحيل أبنك لو عرف هيموتني والله مقدرش اعمل حاجة زي كدا؟!
قالتها حبيبه برفض تام لوالدة “يوسف”
فقالت وهي تحاول الوقوف فهي ما زال التعب قليلا :-
يا بنتي زهقانه من القعده خرجيني شويه الجنينه
فقالت حبيبه برفض وخوف :- يا ماما يوسف قلي انك متخرجيش من هنا مينفعش؟
جلست بيأس وهي تقول بحزن :- الله يسامحك خلاص مش عايزة أطلع؟
فكرة “حبيبه” قليلا لتقول بذاتها:-
هو أصلا مش موجود يبقي فيها أيه لو خرجتها شويه يعني..
هبت واقفه بابتسامه رقيقه وهي تقول :- تعالي نتمشي شويه ربع ساعه وندخل على طول؟
ساندتها حتي خرجوا للخارج….
أمل بعتاب :- اه شوفتي فيها ايه لو طلعتيني شويه في الهواء كدا كنت مخنوقه من القعده؟
فقالت حبيبه بتوضيح :- يا ماما مش ذنبي دي أوامر أبنك؟
ظلا يتحدثان سوياً ؛ ظننا ان لا أحد يراقبهم..
فلم تري حبيبه ذاك الحراس الذي عند خروجهم أخرج موبايله ليبعث رسائل لأحد ما بأبتسامه خبيثه….
*جلسا لوقت طويل… يتحدثان بأمور عده
حتي قالت “حبيبه” بزهق :- يلا بقا كفايه كدا عشان لو ابنك عرف هيفرمني !!
وهبت واقفه لتساندها وقالت أمل بهزار :- انا هخليه يفرمك بجد وهقوله طلعتيني..
نكزتها “حبيبه” بخفه وهي تقول :- قوليله ياختيي!
ما كادت أن تفتح الباب الذي بداخل المكتب…
حتي أستمعت لصوت أطلاق نار جعلها قلبها يتوقف لوهله…
لتدفش والدته بالداخل فوراً… وأوصدت الباب جيداً..
كانت تطرق على الباب باسمها مرار وتكررا بخوف…
اما حبيبه فصعدت لغرفتها راكضه… لا يوجد فيكتور ولا أحد لم تكن تعلم ما عليها فعله… اقتربت مسرعه من النافذه فرآت الحراس تبع يوسف جميعهم صراعا…
وتلك الرجال يقتربون أستمعت لصوت خطواتهم تقترب..
فجذبت هاتفها وهي تسرع لتدلف أسفل السرير…
رفعت هاتفها بعدما طلبت يوسف والذي رد بجمود :- عايزه ايه خير؟
أستمع لصوت بكاءها الذي يقطع قلبه أربا ؛ وصوت أطلاق النار…
بفزع ؛ وصدمه ؛ وقلب قد أنسحب من مكانه ؛ وانفاس تكاد تتلاشي… وكأن هناك من يسحب روحه بلي رحمه… هب منعدلا ليركض بسرعه للخارج وهو يهبط الدرج…
الدرجه بدرجتين بلهفه حتي صعد سيارته وهو يتنفس بصعوبه من شدة تعبه ورأسه وقال باطمئنان ببسمه هادئه عكس العاصفه التي بقلبه :- حبيبتي أهدي أنا معاكي فين فيكتور هااا…
أستمع لصوت صراخها ظل يردد اسمها دون جدوي ليسرع من قيادته منطلقا بقلق وهلع وفزع وخوف…
صوت بكاءها لا يفارق مسامعه فيذبح قلبه وجعا…
بيدين مرتشعه أمسك الهاتف ليرن على فيكتور لعله يوصل قبله فينقذ معشوقة قلب أخيه…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى