روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الأربعون 40 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الأربعون 40 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الأربعون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الأربعون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الأربعون

🌺 بسم الله الرحمن الرحيم🌺
#الفصل الرابع
# دموع العاشقين
لم تستمع لها وركضت تشق الصفوف بين الرجال الذين غاصوا بالماء لأنقاذ الأطفال ليخرجوا عدد لا بأس به بينما ماجد أخذه الموج فتاه به غير ظاهرا .
غاصت باحث عن ماجد حتي أخرجته ،
وضعته أرضا لتهرع رقية إليه مجهة بالبكاء قلقاُ ، وهي تولول خوفاً من الفقد ، لتصرخ بها وعد وهي تضغط علي قلب الطفل :
_أسكتي بقا هو كويس اهوو مفهوش حاجه هيكون بخير .
سعل ماجد وهو يعتدل متنفساً بضيق ، لتضمه رقيه معتصرته داخلها بحمد وراحه .
نظرة وعد بتعجب من تلك الأعين المسلطه عليها يتسامرون ، شعرت بإنها قد ارتبكت ذنباً أو فعلت شئ يجلب العار والخزي .
وقفت بصمت لتضم ذاتها بيديها عندما احست بنظراتهم الشرسه التي جعلتها تشعر أنها عاريه .
بوجل تواري بفؤاده رفعت رأسها بكبرياء وتعالي ، وخطت للمغادره ، ولكن تسمرت موضعها عندما أستمعت صوت احد الرجال هاتفاً :
_ مين البت دي عاد ؟ وازاي تعمل اللي عملته وتنزل البحر أكده جدامنا ؟ لازمك رحيم بيه يعرف بالموضوع ده .
ليهتف الآخر مؤييدا :
_ ايوه لازم يعرف امال ؟ دي حرمه ناجصه ربيه ؟
حدقت اعين وعد بغضب واقتربت منهم صارخه تشير لهم :
_ اسمع انت وهو محدش استجراء قبل كدا يفكر يغلط فيا ؟ واللي ناقصه ربيه دي عملت اللي رجاله بشنبات معملتهوش .
من تلك التي تجرأ علي مهاناتهم نظر لها احدي الرجال غاضباً وصاح :
_ اول مره اشوفك اهنا بت مين أنتِ عاد ؟
فتحت فاهه لتهتف عن مكنونها ، لتسبقها رقيه هاتفه بتوتر :
_ دي جايه بشغل مهندسه جد الدنيا كليتها وجايه تشوف ارض تعمل عليها مشروعها الجديد من طرف احمد اخوي يعني ضيفه احدنا من ميتا بنعامل ضيوفنا وحش .
كبتت وعد غاضبه حانكا من كل شئ ف بلحظه كادت بإنها ما أتت له لو ان احداً أكتشف من هي ولماذا جاءت ؟ ولم تستطع ألجام تلك الأفواها وأخذ ثأرها من أهانتهم .
تراجعت للخلف بطريقه غاضبه عشوائيه لتنصدم بأحد أستدارت برأسها تطلع لذاك الذي حينما آت أغلقت جل الأفواه خوفاً كأنه شيطاناً يخشاه الجميع .
حاد رحيم بعينه عنها هاتفاً بحسم وصوتاً عالٍ نسبياً:
_ ايه بيحصل أهنا ؟ وليه بتغلطوا في الأستاذه ؟ عملت ايه هي ؟ ساعدة عيالكم وانتوا واجفين تتفرجوا بلي عملا ولا مشغله تولولوا ك الحريم .
نظرة له وعد بتمعن شديد حينما اشار للرجلين مقتربين منه ليأمرهم بإن يعتذروا منها .
خلع عباءته ليلقيها علي ظهرها هاتفاً بصوت لا يقبل النقاش وأعين الجميع لم تعد ترفع من الارض بحضوره :
_ أرجعي يا استاذه وحجك فوق رأسنا كليتنا .
أسرعت رقيه التي تضم ابنها بجذب وعد والعوده للمنزل .
جلست وعد غاضبه تكاد تجن من شدته لتلاقي كل ما يقابلها ارضاً ، حتي جلست تزفر بضيق ثم لاح رحيم امام عيناها وهي منشغلة الفكر به .
🌺رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.🌺
أعتلي الدرج بغضب قد يهد ما يقابله وهو يتوجه للمار صائحاً بها بغضب كاد أن يفقده عقله قلقاً :
_ هي راحت فين ؟ صحيح اللي سمعته من خديجه ؟ نزلت الصعيد دا بجد ؟
أؤمأت لمار مؤكده بهدوء ، ليضرب الحائط بقبضة يده بغضب هادر :
_ مشت من غير ما تقول ! ليه سبتيها تروح وكمان لواحدها محدش معاها .
أقتربت لمار واقفه أمامه عاقده ذراعيها لتهمس ببرود :
_ وهي هتأخد اذنك ليه ؟ أفهم أنتوا بعدتوا عن بعض هي اه لسه علي زمتك بس انتوا مش عايشين مع بعض.
اذرد ريقه بصعوبه وهو يهمس متلعثماً :
_ بس من الواجب تقول مش تسيب البنت كدا وتمشي .
هتفت لمار لتثير حنقه :
_ عادي يعني مفيهاش حاجه خديجه معايا وهي قالتلي ، وبعدين صح أنا مش هينفع اسيبكم كدا .
نظر لها متنبهاً بكل حواسه لتستكمل هي بمكر :
_ خلاص بقا أنت وهي لازم تطلقوا وكل واحد يشوف نصيبه ! بعد كل السنين دي مش بتشوفوا بعض حتي يبقي آخر دا كله أيه غير الطلاق ؟ وهشوفل……
قاطعها صائحاً بها غاضباً وعيناه لا تنذر بخير :
_ تشوفي أيه ؟ أوعي سيرة راجل تاني طربتيه بأسمها اوعي ؟
أبتسمت لمار بمكر وهتفت بحسم :
_ انت عاوز أيه بالظبط ؟ فجأه هي تختفي وأنت تسافر وتبعد مع حامد “فيكتور” ولا انت بتحكي ولا هي ايه اللي حصل .
صمت قليلاً متوتراً وأردف بصوت مهزوز :
_ لما أعرف وافهم أنا الأول هبقي أقولك .
نظرة له بتمعن تحاول ان تدرك ما يعنيه وما بقلبه ليردف هو بوجع وقلق :
_ دلوقتي بس عايز أفهم ؟ أزاي تسيبيها تروح الصعيد وأنتي عارفه انها بتخاف من جوز أمها ؟
ها هي قد وصلت لمبتغاها ،وصلها ما كانت تريد معرفته ، فما زال الحب بقلبيهما مهما حاولوا أنتزاعه ، ما زال العشق يسكن ثنايا قلباً كلاً منهما .
هلل وجهها مشرقاً بفرحه وهي تهتف مربته علي كتفه :
_ متقلقش ان شاء الله مش هيحصل حاجه هي بس هتشوف امها وهترجع علي طول عشان خديجه .
أبتسم بضيق هاتفا وهو يغادر :
_ ان شاء الله أنا رايح مشوار كدا وهأخد خديجه .
ها هو قلبه يئن قلقاً ،خائفاً من ان ازي قد يصيبها ، كيف يطمئن عليها، هبط الدرج بتيها كأنه لا يعي شئ حوله يموت هلعاً عليها ، فاق لذاته و واقعه علي احتضان خديجه له لينحني حاملها بين ذراعيه بسعاده متنسياًُ كل حزن وقلق وخرج بها متوجهاً للخارج حيث سيارته .
🌺رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء🌺
“• أندفعت ورد مهروله حيث ترقد والدتها منكبه علي يدها تلثمها بموده بدموعاً تسبقها وقالت من بين شهقاتها :
• _ مالك يا ماما طمنيني عنك ؟هتبقي كويسه أنا هنا عندك اهو وجيتلك وهشوفلك أحسن دكتور
• هتفت والدتها بصوت ضعيف تكاد تسمعه فقط بوهن وسعال ، كلمه واحده كفيله لجعل ورد تعلم كم نادمه والدتها ومتحسره :
• _ سامحيني .
• أغمضت وعد عيونها هاتفه وهي تقبل جبينها :
• _ العفو يا امي انتي اللي سامحيني مكنتش جنبك طول الوقت ده مكنتش ليكي البنت الصالحه .
• هتفت والدتها بوهن مستنكره :
• _ لا أنتِ اللي سامحيني يا بتي مقدرتش أحميكي مقدرتش اخدك في حضني واربيكي وعلمك مستهلش منك كلمة ماما .
• بكت و رد بقهر وهي تجلس بإنهيار علي طرف الفراش الراقده عليه تلك التي لا حول ولا قوه لها شاحبه ك الأموات .
• انحنت ورد بإذنها من فم والدتها من اشاره منها لتسمعها هامسه بتقطع :
• _قربي يا بتي
• ما أن أقتربت حتى ضمتها بحنان وبكاءً ممزق للفؤاد :
• _ قربي من أمك يا قلب أمك ، اللي ملحقتش لسه تشبع منك يابتي .
• ضمتها بمشاعر شتي ، لأول مره تضمها بذاك الحنان فما كان منها سوا البكاء ، بكت فبكت فظلت تبكي كما انها لم تبك من قبل أبدا ، علمت ما معني حنان الألم ،وأّنبت ذاتها كيف استطاعت البعد عنها ؟ كيف وجعتها ذاك الوجع الذي يميت الأنسان حياً مهما حيّا ، إذ أن غابت ابنتها لم تعي لدنيا شئ وشعرت بفراغاً كبير بدنيتها ، وثغره بفؤادها ، فكيف اوجعت قلبها ، ما ذاك الحنان الذي أشتملها وهي تري امها تبدلت تماماً ليست كما قبل !
• تاهت بحضنها الذي طال وظل لساعات حتي أستمعت لصوتاً تكرهه وبشده وتخشاه
• # مالك ما بتك أهه زينه وقاعده جنبك عايزه ايه تاني قومي وبطلي دلع .
• دلع ؟ ماذا يقول عديم الأحساس ذاك ؟ وكيف يحس او يشعر وهو ليس له قلب أصلاً ، أنتفضت رغماً عنها بخوف شديد ورجف قلبها ولمحات من الماضي حاصرتها ، كم تشعر بالخوف الآن يفرط قلبها ، كم تود وتشتاق وتتمني ذاك الأمان التي لم تعد تعلم ما تعني تلك الكلمه سوا معه ، وهي تعلم أنه الأمان والسند والسكينه والراحه هو ذاك الشخص عمرو الذي امتلكها كما أمتلك قلبها ، أنه قد يضحي بنفسه لآجل أن لا يصيبها مكروه ، هو الذي يفعل جل شئ لضحكه صافيه من عمق اعماق فؤادها وثناياه ، أين هو الآن هل يلبي نداء قلبها ؟
• أنتفضت علي صوته لتهم واقفه باضطراب هاتفه بخوفاً جلي :
• _ هروح أعملك لقمه تكليها .
• كان دوره ليهتف بصوتاً ذات مغذي وهو يتفرس جسدها بشهوه :
• _ اه والله عايزين لقمه زينه من يد القمر وهندوقوا اكل محصلش اكيد .
• أذدردت ريقها بخوف ، ولكن عليها الآن الأهتمام بوالدتها وأن تعد لها الحساء والدعاء متضرعه لكي تشفي لتذهب من هذا المكان.
• داخل الغرفه بكت والدة ورد بوجع وقلق وهي تهتف ساعله :
• _ ليه طلبت منها تيجي انا قولتلك إلا بتي .
• حك مؤخرة رأسه بأبتسامه خبيثه هاتفاً :
• _ وافوت فرصه زي دي مش هتتكرر ابداً ، دا من صغرها مجناني .
• هتفت هي بوجل وقلبها يئن خوفاً علي أبنتها :
• _ اتقي الله دي زي بنتك ، مش كفايه بعدها عني بسببك حرمت بتي مني بسببك ، وهمتني بحبك وتجوزتك وعينك علي بتي الصغيره وكنت السبب اني ابعدها عن حضني خوفاً منك منك لله .
• شوح يده راحلا من الشقه بأكملها ،لتتنفس ورد براحه وهي تحمد ربها عندما استمعت لغلق الباب ،وأسرعت بغلقه بإحكام .
🌺”أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”🌺
صوتاً جذب أنتباهه وهو يسير بالرواق ، صوت بكاء لكنه غير أي بكاء ، بكاء قطع نياط قلبه صوتاً محبباً منغماً مطرباً مستقر بثنايا قلبه ، بغضب هادر وطله رهيبه ولج لداخل المكتب الذي أتاه صوتها به ك الأعصار ، وعيناه تجوب الموجودين ، حتي وقف ذاك الظابط قائلاًَ بأحترام :
_ اتفصل عثمان في حاجه ولا اي ؟
لم يكن معه ، لم يستمع ، لم يكن هنا من الأساس كان مسحوراً مشدوهاً بتلك التي تبكي برقه وتغط وجهها برجفه ،تذكر كلمات والده وأنهم هم سند فتيات تلك العائله ، أستعاد رشده وأتزانه وهو يقترب منها بلهفه توارت خلف وجهه الغاضب ليهمس :
_ في ايه يا مكه ؟ بتعملي ايه هنا ؟
هتف زميله بدهشه واعتزار :
_ انت تعرفها يا عثمان .
لم ينتبه ، فقد انهارت كل حصونه وهو يري دموعها الهالكه لقلبه دنا منها اكثر هامساً بحنان لم يعتاده من قبل وهو ذاك الحجر الذي لا يعلم سوا معاملة المجرمين والقبض عليهم والضرب والحرب :
_ مكه اهدي انا جنبك مفيش حاجه محدش يقدر يعملك حاجه .
لم تتخيل يوماً أن يتم القبض عليها ولا تعلم السبب فقط هي كانت تندفع بسيارتها حينا اوقفها ذاك الظابط جذاباً إيها إلي ها هنا لتجد نفسها بين نسوه غريبه لم ترآهم من قبل .
اذدادت دقات قلبه بجنون ، وحدق بصدمه أمامه هامساً بحنان وأمان :
_ طب بس اهدي تعالي أمشي معايا .
أعتذر منه زميله علي خطاءه ، أجلسها بالسياره وما زالت تبكي حتي هتف بحنق من دموعها التي توجعه وتكوي قلبه :
_ ما خلاص بقا مفيش حاجه بتبكي ليه ؟
هدئت دموعها وشهقاتها لتطلع به بزهول فمن ذاك الذي أمامها منذ ان قابلته وهو يعاملها بجفاء وقسوه ودائماً غاضب فمن ذا إذاً ، من هذا الذي امامها ما هذا الأمان والحنان ؟
تطلعت به بأعين دامعه ، أماتت فؤاده ليضرب المقود بقبضة يده بغضب وهو ينظر لها صائحاً بها مفجراً غضبه :
_ أنتي ازاي أصلاً تخرجي من البيت مش عارف انا عمي حامد سيبك تطلعي وحدك ازاي ، أنتي اخرك تقعدي في البيت وبس ! بسببك اتعطلت عن شغلي “نظر لها نظرات ارعبتها وانتفضت علي صوته الذي ذاد ” أعمل أيه أنا دلوقتي .
بكت بحرقه وهي لا تدري كيف تبدل بثواني ، فتحت السياره وترجلت منها ، ليلحق بها غاضباً ، جذبها من معصمها مستديراً هاتفاً :
_ ماشيه رايحه فين دلوقتي، وازاي تنزلي كدا هو أنا أي مش موجود .
سحبت يدها بحزن شديد وهي تقول بنظرات طفوليه :
_ ما انت عمال تزعق تزعق كأنك متعرفش حاجه غير الزعيق .
وعادة لبكاءها مره آخري .
وضع كفيه حول جذعه وهو يتطلع بها كأنه يري طفله أمامه وليس فتاه ناضجة ، اغمض عينيه لعله يهدء وفتح جفنيه متنهداً :
_ اسكتي طيب بلاش عياط .
عقدة ذراعيها لتسطرد قائله :
_ لا لا لا مش هبطل عياط ملكش دعوه .
ضغط علي كفة يده ليجاهد بالسيطره علي ذاته .
لتردف هي بلهفه وعيناها علي احدي المحلات وتصفق بطفوله :
_ الله مشبك !
جذبت قبضة يده مسرعه ناحية المحل وهو مشدوهاً معها وهو يرآها بتلك الرقه والطفوله والسعادة يتطلع بها فقط يسير بآليه معها كأن الكون قد خلي إلا منها .
وصلا أمام المحل لتشير هي وعيناها تشع بهجه ، وأشرق وجهها بفرحه وهمست بلهفه :
_ هاتلي مشبك يلا بسرعه .
أبتاع لها ما تريد وما زال مجذوباً بسحرها وهي تحوم حوله كطفله صغيره تسعد وتهلل من أي شئ قد يهدي لها .
كان لا يدري ما الذي يفعله من هو ؟ متي كان هكذا ؟ منذ متي يقف يبتاع شيئاً منذ متي بخشي علي أحد ويحادثه بحنان ؟ من هو إذاً…
جلست بجانبه بالسياره تلتهم ما بيدها بأستمتاع وشهيه.
أنطلق ولكن عينه لا تحيد من عليها مما اربكه وهو يسوق مندفعاً.
تطلعت به وهي تمسح فمها بمنديلاً ورقياً ، جذبت قطعه مقربة أياها له هاتفه ببراءه :
_ عثمان ممكن تأخد من أيدي .
صوت أحتكاك حاد صدر فجأه مع توقف السياره جعلها ترتد ويسقط ما بيدها علي ملابسه.
هزها بعنف صائحاً بها بكلمات حارقه :
_ مش عشان جبتلك اللي عايزه وخرجتك من أم السجن ويا ريتني ما طلعتك من حقي كنت سبتك اسبوع ولا شهر هناك ، أنا عملت كدا عشان خاطر عمو حامد وبابا فمتحاوليش تصحبيني .
دفعها بعنف لتنصدم متأوها بألم شديد .
بكت بألم و وجع ليردف هو بغضب وصوتاً أفزعها :
_ مبيجيش منك غير ام المصايب اللي مش عارف الاحق عليها من يوم ما شفت خلقتك ، عجبك كدا الهدوم أرجع بيها ازاي .
أندفع مسرعاً بالسياره جعلها تنكمش علي ذاتها خائفه .
نظرة له بكره وهي تهمس :
_ ماشي يا عثمان !
أوصلها أمام المنزل ،لتترجل هي ركضاً للداخل وأنتظر حتي غابت عن محياه ليغمض عينه بألم هاتفاً :
_ عملتي فيا أيه يابت عمي كنتي غايبه سنين آخر مره فاكرك فيها كنتي صغيره …
صمت مبتسماً عندما لاحت له ذكريات الماضي وهي خصوصا ً ليهتف مؤنباً ذاته :
_ ليه كدا ليه تجرحها وتبكيها كدا ؟ ليه يا عثمان خايف !
تنهد بضيق وكأن هم الكون علي عاتقه وانطلق بسيارته مسرعاٍ
🌺اللَّهُمَّ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي.🌺
ولجت الغرفه بغضب وحزن في آن واحد ، تخصرت و وقفت تهز قدميها دون كلمه .
رمقتها أسماء بتعجب من حالتها ودنت منها بحذر وترقب و وضعت يدها علي كتفها هامسه :
_ مكه ، حبيبتي أنتي كويسه مالك مش علي بعدك كدا ؟
نظرة لها بأعين يغلفها الدمع ، لتنهمر دموعها ،فيزداد قلق أسماء جذبتها بحنان من يدها لتجلس وأعطت لها كوباً من الماء أرتشفت القليل منه لتهمس اسماء وهي تجلس :
_ مالك احكي في أيه ؟
نظرة لها مكه قائله :
_ عثمان ، نظرة لها بإهتمام تحثها علي الكلام لتتنهد قائله :
_ كل ما يشوفني يزعق فيا كأنه شاف عفريت وبيتمسخر وبيهزقني .
زاغ بصرها للفراغ ولاح طيفه منذ دقائق وأبتسمت بهيام :
_ المشكله أنه حنين وجدع بس فجأه بيتحول “هزت كتفيها زمت شفتيها قائله :
_ معرفش ماله ؟ جبني من السجن و…
بلعت باقي جملتها مجبره عندما قاطعتها اسماء صائحه بأنفعال :
_ من السجن بتقولي كنتي فين انطقي ؟
بهدوء قالت مكه :
_ اهدي بقا واسمعيني كنت سايقه زي عادتي .
صمتت قليلاً لتستكمل قائله بعدما نهضت تتهادي عن عين اسماء :
_ كنت بسوق بسرعه وكمان كنت هخبط حد ولحسن حظي شافني الظابط وكمان كنت ناسيه بطاقتي ! بس عثمان لم الموضوع وتكلم مع الظابط ، معرفش كان مالي أنهارده !
ضربت اسماء جبهتها بقلة حيله هاتفة :
_ يا بنتي الحمد لله جت علي خير وربنا سترها متسوقيش كدا تاني .
أقتربت مكه قائله ببراءه :
_ أنا مش عارفه سوقت كدا ازاي دي اول مره بس يلا عدت الحمد لله .
عادة لتجلس جانبها مرة آخري متسائله :
_ امال هو مفيش حد في البيت خالص ؟
أبتسمت أسماء قائله :
_ عمتو لمار وأدهم في الشغل ربنا معاهم ، وبابا وماما في المستشفي وعمو حامد معاهم أما مامتك فيبدوا انها معاهم بردوا وطنط هاله تحت في المطبخ هي وريم .
صمتت قليلاُ لتهتف بحماس وهي تسحبها وراءها :
_ تعالي ننزل نقعد معاهم يلا !
🌺اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي ، وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَارْفَعْنِي.🌺
نهضت خديجه مغلقه المصحف لتضعه جانباً وهي تهمس بطفوله مانعة أسماعيل عن الأنحناء :
_ استني يا جدو انا هحط الشبشب !
أنحنت كي تساعده بإرتداءه ليقبل جبينها داعياً لها وهو يقول :
_ أمك عرفت تربي صح ربنا يحفظك من كل شر ويثبتك ويثبت قلبك هتؤضي واصلي وأجي نكمل تسميع !
أؤمأت برأسها بإبتسامه قائله وهي تمسك كفة يده :
_ اوصلك أنا لحد الحوض !
سارت تتهادي وهي ممسكه به ، حتي تؤضاء وصلي لتفعل هي بالمثل وتجلس بجانبه لتسمع ما وقفت عنده !
كان يشعر بالسعاده لتلك الطفله التي لا يشغلها شاغل سوا حفظ القرآن فظل قلبه يدعوا لها بالثبات والهدايه أكثر .
قطع عليهم طرق علي الباب وصوت لمار هاتفه بمرح :
_ ياللي هنا نحن هنا مش هتفتحوا !
ما ان سمعت صوتها حتي تعالات صوت ضحكاتها تدب الفرحه بالشقه وتسرع بفتح الباب تضم لمار باشتياق وكذالك هي !
هتفت لمار بصدق وهي تقبل وجهها الدري :
_ وحشتيني يا ديجااا أوي !
قبلتها ديجا قائله :
_ وأنتي كمان وحشتيني !
قطبت لمار حاجبيه بتعجب مصتنع قائله :
_ وحشتك قد أيه يعني ؟
ضحكة خديجه قائله وهي تفرد ذراعيها :
_ قد كدا !
لتضمها لمار أكثر وهي تقبل يد اسماعيل مطمئنه عليه .
قائله بمناغشه :
_ اوعي تقول يا حج ان البنت دي شقيه وتعبتك !
ليقول هو بمزاح :
_والله ما في حد مزعج قدك ! كنا قعدين بنحفظ قرآن جتي عطلتينا !
زمت شفتيها قائله بصدمه :
_ ايه ده أنتوا مش عايزني ؟
اشار أسماعيل بيده للمطبخ :
_ قومي بس اعمليلنا حاجه ناكلها وسيبيني مع ديجا شويه .
نهضت قائله بمرح :
_ من عنيا .
مر الوقت واستودعت لمار أسماعيل وغادرة بخديجه بعدما وعدته بإن يعودوا غداً جميعهم وليس هي وخديجه فقط ، ألحت عليه أن يذهب معه ولكنه آبي أن يترك ذاك المكان الذي كانت به رفيقة دنياه تلك التي تركته وحيدا تاركه له فراغ كبير من بعدها !
🌺اللَّهُمَّ يَا مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ ، وَلا تُنْقِصُهُ المَغْفِرَةُ ، اغْفِرْ لَنَا مَا لا يَضُرُّكَ ، وَهَبْ لَنَا مَالا يُنْقِصُكَ.🌺
تقبع أسماء علي الأرجوحه التابعه للحديقة تقرأ احدي الروايات ، غابت فجأه بدنيا الأحلام عندما طافت عليها ذكريات الطفوله تذكرته أجل كيف كان يلهو معها ويأرجحها كيف كان يغضب أن حادثت احدا الشباب ك ياسين و عثمان كان يغضب ويثور ويجن جنونه ، أحتضنتها فرحة الطفوله ف غابت بها وبإمانها يا ليتها تعود، اللحظات السعيده وأن كانت مجرد وهم وذكريات فسيأتي ما يحطمها لا محاله لم يمدي كثيراً وهي تفكر يا تري أين هو الآن ؟ بالتاكيد مع احدي الفتيات ! لو يعلم كم تحبه وتهواه ؟ لو يعلم من هو بالنسبه لها ؟ ذرفت عيناها الدمع بإبتسامة فيكفيها طيفه يزورها ليرفرف قلبها من شدة الفرحه ، ما لبثت أن فاقت من ذكرياتها وشرودها علي صوته ، صوته الذي يسحرها يتنغم بسحراً خاص يجعل قلبها يتراقص فرحاً ، لم تصدق اذنيها فهل حقاً هو هنا ؟ تستمع لصوته ، غابت هي عن نفسها ومكانها وزمانها غير مصدقه منذ متي يعود بهذا الوقت وهو الذي لا يعود سوا مترنحاً قبيل الفجر !
لم يدرك أنها غائبه له هو فقط ! فظن أنها تفكر في أمراً ما ؟ ولا يدرك أن لا يوجد غيره يشغل خاطرها وقلبها وروحه فهو ساكنهم الوحيد .
تنحنح قائلاً وهو يضع يديه بجيب بنطاله :
_ يا زوجتي المستقبليه سرحانه في ايه كدا ؟
أزدردات ريقها وهي ترفع بصرها به قائله بابتسامه رقيقه اول مره يرآها عن قرب ففعلت بقلبه الأفاعيل :
_ أنااااا
تلجلج صوتها وهي تغمض عينيها بعيداً عن مرآه :
_ أنا مش سرحانه ولا حاجه ! .
تنهد قائلا وهو يستنشق الهواء الذي هلت نسماته البارده :
_ بتعملي أي وقاعده لوحدك ليه ؟
منذ متي يسئلها او يهتم بكل ذلك فمنذ أن نشب وهو حتي قد لا يعرف من تكون .
زمت شفتيها بوجع ودمعه هاربه هوت علي وجنتيها وهي تهمس بسخريه :
_ قاعده ليه هنا ؟ رفعت نظرها به ليري دمعاتها المؤلمه أبعد يديه مشبكهم امام صدره وهو يتطلع بها لتستكمل هي متنهده بضيق :
_ قاعده في المكان الوحيد اللي بيجمعني بروحي ! بحس فيه بالأمان ! المكان الوحيد اللي بتخالط قلبي فيه الفرحه !
قاعده عشان في ذكريات متتنسيش عشتها هنا بس اللي عشتها معاهم مش هنا او هنا بس مش هما !
أغمضت جفونها لتدور حول الأرجوحه تقف خلفها حيث كان هو يقف وهو صغيراً يأرجحها وقالت بدموع :
_ فاكر زمان لما كنت “أشارة بيدها” بقعد هنا وتمرجحني .
مدت بصرها وكذالك هو نظر لما تنظر حيث علي الفراغ ليس بعيداً وقالت بتذكر ودموع :
– فاكر لما وقعت هنا ازاي كنت خايف عليا؟
أقتربت كم خطوه منه واقفه امامه عن بعد لتغمغم قائله بإبتسامه رقيقه أفقدته ثباته ودقت حصون قلبه :
_ فاكر لما كل جمعه كنا بنروح نصلي ولما ننهي تقعد تحفظني ؟ طب فاكر لما بتزعل لما مش بحفظ السور اللي لازم أسمعها ؟ فاكر لما كنت بزعل لما بطلب حاجه ومش بيوافقوا يجبوهالي وكنت بتعمل اي حاجه وتجبهالي وتسعدني ! فاكر لما كنت بتقولي البس ده لا وده لا ودا غلط ودا صح ؟
ألهبت قلبه دموعها الرقيقه وحنانها ذاك ، أمازالت تذكر كل ذلك ؟هل هي تحبه ؟ ولكن ما به لم دموعها توجعه ؟ لماذا أراد ان يزيحهم بلي عوده ! أين ذهبت كلمات الغزل وهو الذي أن رآي فتاه غازلها بكلمات الحب كأنه محب واقعاً ولا سبيل للنجاه ؟ .
وقف متخشباً أمامها دون كلمه ، لتتنفس هي الصعداء قائله :
_أنت فين دلوقتي؟ من حذيفه بتاع زمان ! “حذيفه بن اليمان” عارف اسمك دا اختارته ليك ورد علي اسم الصحابي الجليل حذيفه وكنت اتمني تكون زيه ! كنت اتمني تفضل أنت متتغيرش كدا هااا قولي أنت مين ؟ فين حذيفه ؟
طال الصمت وتحكم وطال تحكمه قطعته هي بإبتسامه متسعه مردفه وهي تهز رأسها عاده حيث مجلسها :
_ أكيد معندكش أجابه ،جيت ليه بدري اول مره تعملها ولا مفيش بنات !
أبتلع سخريتها كارهاً ذاته وهو يقول كاذباً فقد عاد لتوه بسبب نزاع أرتكبه :
_ مفيش عادي زهقت وقولت ارجع بدري .
جلس علي الطرف الآخر من الأرجوحه متسائلاً بتعجب :
_ أمال بتقري أيه ؟
هتفت وعيناها لا تحيد عن الكتاب :
_ روايه .
تنحنح قائلاً يريد أن يستمع لصوتها المحبب لقلبه الذي يبث له الحنان والراحه :
_ طب عليّ صوتك سمعيني معاكِ .
رفعت نظرها به بزهول وألتقت الأعين بلقي العتاب والمحبه .
تنحنحت باضطراب وتلعثم وهي تحاول جاهده أن تخرج الكلمات فحضروه اربكها افقدها ما تبقي منها !
أنصت لها جيداً أو بالأحق كان مستمتعاً بصوتها .
لم تكمل سطراً حيث صمتت مغمضه عينيها ،
متنبه لجرحاً ينزف خلف رأسه ، لتنتفض هاتفه بوجل :
_ في أيه أنت بتنزف
تنبه بدوره ليتحسس الجرح قائلاً :
_ مفيش حاجه دا جرح بسيط .
لم تستمع لكلمه آخري وذهبت مسرعه من أمامه بطريقه مباغته أستعحبها كثيراً ، ما لبثت طويلاً وجاءت ركضاً حامله ما يلزم لتطهر الجرح ، وقفت خلفه وما كادت أن تلامس الجرح حتي انتفضت متألمه باكيه ، نظر لها بتعجب شديد من تألمها كأن هي بها الجرح لدموعها الحارقه تصهر فؤاده حياً فتنحنح متسائلاً :
_ لو مش قادره تعمليه أنا هعمله ومكنش فيه داعي دا جرح بسيط .
نفت قائله وهي تقترب :
_ لا مفيش قرب .
أنهت جرحه وجلست منشغله به والقلق ينهش قلبها .
هل يؤلمه ؟ أيتألم ؟ ام انه بخير؟
وعلي غفله شعرت بالأرجوحه تأتي ذهاباً وأياباً بها .
وما كان إلا هو لجمتها الصدمه ، وشعرت بإن قلبها كاد أن يقفز من محله من شدة الفرحه وصرخت به ليوقفها وما ان اوقفها حتي رحلت متوردة الوجنتين خجلي مسروره .
وروحها تحلق كفراشه مشرقه .
اخترقت ضحكاته مسامعها التي ذادت توترها لتسرع خطاها لغرفتها .
في اثناء ذلك كبت ضحكته بصعوبه وهو يجلس مبتسماً من صميم القلب لأول مره ،متنهداً بسعاده لا يفارق طيفها مخيلته ، فقد اخذت من قلبه مسكنا وارتسمت صورتها علي جدرانه وأتحكم علي قلبه ان يكون سجينا لها ،سجيناً لتلك العصفوره العامره بالرقه والحنان كأنها أمه .
🌺”رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ🌺
دب الخوف والزعر بالقلوب ، ضجيج وجلبه وصوت صرخات شقت عتمت الليل المظلم ، تجمهرت الناس حول ذاك البيت الذي نشبت به الحريق ، وأخذت النيران تلتهم كل ما يقابلها دون هواده ، تسرع خطي الرجال ركضاً بالماء لأطفاء الحريق ، بينما يكاد قلب رقيه يقف من شدة الخوف الذي تملكها ، مااجد الصغير بجانبها يبكي ويردد باسم وعد .
لا احد يجرؤ علي الدخول ، جاء رحيم مسرعاً وهو يصيح :
_ ايه اللي حاصل والحريج ده جام كيف ؟ في حد جوه !
اؤمات رقيه برأسه بصمت وبكاءها يمزق نياط القلب لا تدري ما عليها فعله ! لو لم تصر وعد علي المكوث مفردها بذاك البيت لما حصل ذلك ؟
بالأعلي تقف وعد بالغرفه حائره لم تدري من أين نشب ذاك الحريق لا غرو أن هناك احداً ما يريد التخلص منها ولكن من ؟ من يدري من تكون هي ؟
أختنقت بشده وتوغل الدخان بصدرها ، جثت علي الأرض وهي تسعل بشده، وطيف الجميع مر عليها حتي ديجا ، هدئت أنفاسها رويداً رويداً وأخذت وزاغت عيناها ، رفعت يدها علي قلبها تحول الصمود لأكبر وقت ممكن ولكن كيف والنار حاصرتها ؟
أنفتح الباب فجأه وطل منه رحيم ، تقدم منها بقلق ودون كلمه جذبها منحنياً ليحملها بينما كانت تتنفس بإعجوبه وهي تختنق ، خرج بها من مكان آخر لم تصل له النار بعد إلا قليل .
أدخلها السرايا لتلحق به والدته بلهفه وهي تحاول جاهده أنقاذ وعد بينما صرخ هو بغفيره ليأتي بطبيب علي عجل .
اقتربت رقيه باكيه دون كلمه !
# في أيه حاصل حد يطمن جلبي أنت زين يا رحيم يا ولدي ؟
جاء هذا الصوت من اعلي الدرج لرجلاً كبير بالسن .
أسرع رحيم خطاه شبه راكضاً مسنداً والده وهو يهتف مطمئناً :
_ أنا بخير يا حج الحمد لله مفييش حاجه أطمن أنت .
نقلوا وعد لأحدي الغرف وجاء الطبيب لفحصها واعطاء اللازم لها وذهب ، أرادت رقيه نقل وعد لبيتها ولكن رحيم و والدته أصرا علي بقائها حتي تتعالج تماماً وتصبح بخير..
دخلت والدته لتبقي معها طوال الليل أن فاقت وأحتاجت لشيئ ما ..
🌺”وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”🌺
أغلق هاتفه ملقياً به جواره دون أكتراث ، وصدرت منه تنهيدت وجع ، وجع ومن ذا يشعر به ؟ وجع ظل وما زال لسنين يقبع بثنايا قلبه لا يريد الفرار أو النسيان ، بلي أنه يذيد مع الشوق والحنين أكثر فأكثر فأصبح فؤاده الجريح غير مبالي بما حوله ولا بذاته حتي .
ضغط علي مكابح السياره وهو يهمس متوجعاً ، فما أدراك ما وجع القلب؟نار تكاد أن تحرقك حياً ولا أحد يشعر بها وهمس :
_ وحشتيني أنا ليه مش قادر أنساكي ما أنتي روحتي خلاص ليه مش قادر أنسي اول مره شيلتك فيها بين أيديا ليه مش قادر انسي أي نظرة عينك كل حاجه فيكي كل لحظه جمعتنا ليه عايش ومش عايش فينك كل يوم بستناكي تيجي بس مش بتيجي ، غايبه والغيبه طالت ، مكانك في قلبي مهما تغيبي هيفضل ملك ليكي ، كل دقه بتصدر منه بتذدني أشتياق ليكِ ، سامحيني لأني هكون لغيرك بس قلبي ملك ليكي .
وتذكر حينما وهو يبدل ملابسه ، دلف والده يوسف بتهكم واضح علي ملامحه دون أن ينبث بكلمة ، امتدت فترة صمته كان ياسين علي وشك ان يفقد صبره ليتنهد يوسف بصوتاً عال هامساً :
_ وبعدين ؟ هتفضل كدا لأمتي ؟ أحنا عاوزين نفرح بيك !
مالها سمر وحده مننا وغير كل ده رايدك وبتحبك !
ألقي ياسين المنشفة من يده وكظم غيظه قائلاً بهدوء قدر أستطاعته :
_ بابا أنا مش بفكر فى الجواز دلوقتي ، وبعدين سمر أنا مبحبهاش !
زفر يوسف بغيظ هاتفاً بلهجه حاده :
_ مش كل حاجه حب !
لو الكل بيفكر زيك يبقي مفيش جواز !
ربت علي كتفه قائلاً يحاول أقناعه :
_ أنت أبني والعمر بينا بيجري ويا عالم بكره هكون موجود ولا لا وعشان كدا خلينا نفرح بيك وانا متاكد أنك هتحب سمر مع الأيام .
قال جملته الأخيره بإبتسامة هادئة وغادر الغرفه .
فاق علي أصطدامه لأحد ما ،حدق عيناه بصدمه ،و تسارعت أنفاسه وخفق قلبه وهو يترجل مسرعاً من السياره .
ما كاد بالوصول إلي من أصطدم به ، حتي تسمر موضعه وهو يرآها تحاول الوقوف تتلمس بيدها عمياء ، أجل أنها العمياء التي كان يتشاجر ويتنازع معها كلما رآها لا يدري السبب ؟
كان يتهمها أنها تمثل ما ألهمه لذالك يا تري !
أنها عمياء ك ساكنت قلبه!
دنا بحذر منها وهو يهمس :
_ أنتي كويسه ؟ أنا مخدتش بالي أنتي ظهرتي فجأه .
لم تجب وأنما أجهشت بالبكاء عاليا ً بصوتاً عال !
أغمض عينه بعنف تأثراً من صوتها الذي تنغم علي قلبه بعشق ليعيد له ما فقد من الحياه !
همس يحاول بشتي الطرق ان يدري ما بها :
_ طب بتبكي ليه ؟ أنتي تأزيتي ؟ اوديكي المستشفي نطمن !
صوت ضجيج وضوضا وصياح رجال آتي من الخلف ، أصوات سيارات كثيره نبهته ان هناك أمراً ما .
بينما سدت هي أذنيها بكفيها محاولة إلا تسمعهم وهي تتلامس باكيه كي تركض وقلب حالها يهمس “ب زين” .
إذ أنه قيد معصمها هاتفاً بغضب وهو يري توقف السيارات :
_ أنتي بتهربي منهم؟
حاولة الأعتراض وسحب يدها إلا أنه كان يذداد ضغطا وأحكاماً عليها ، علا وجههه غضب هادر كفيل بهد الكون ، حينما تسارعت انفاسها وهي تؤمي مرتعده من الخوف وجسدها يرتجف :
_ معرفش مين دول ! عايزين يقتلوني !
جذبها خلف ظهره وهو ينظر لهم بغضب وقسوه ارتعاشها بين يديه جعل من قلبه كتله مشتعله من النيران قد تنفجر .
صوتاً علا من الشباب :
_ سيبها يا باشا وتوكل علي الله دي تبعنا !
هزت رأسها بعنف نافية قوله .
بينما تقدم منهم ياسين وهو يخلع جاكته ملقياً به .
تقدم احد الشباب ركضا وكاد بلكمه إلا أنه أنحني ممسكاً بذراعه لوياً له منكسراً وأمسك رأسه مطيحا به بجبينه وتركه ليسقط أرضاً ، أذدادوا ركضاً إليه وهو يتشابك معهم بالضرب المبرح ليسقطهم أرضاً غارقين بدمائهم .
إلا أن صوت بكاءها الذي علا جعله يلتفت إليها ليجد ان هناك أحد تسلل شارعا “مطواه” علي رقبتها .
أستسلم ياسين بعجز تام وهو يذدرد ريقه بقلق .
ليحاوطه فجأه منقضين عليه بالضرب المبرح بالعصي يتلقفه واحداً تلو الآخر ضرباً.
تأوهت بألم حينما غرس السكين بجرح لا بأس به .
مما جعله يجن ويفقد عقله ، أفاقوا الأسد النائم بداخله لينقض عليهم ك الثور الهائج ، يلكم هذا ويدفع بذاك التقططططط احد العصا وكل ما اقترب إليه احد ابرحه ضربا ليسقط صريعاً فكانت نهايتهم جميعاً أرضاً .
أزاح الدم العالق علي وجهه وفمه وهو ينظر للرجل الممسك بسجي بهدوء وكلمه وجده لفظ بها :
_ أمشي !
لم يلهمه الكثير ليركض مبتعداً متصلاً لأحدهم يطلب العون .
قطع المسافه الفاصله بينهم ليقف أمامها بحيرة من أمره .
خيم الصمت ليهمس هو محولاً تهدئتها :
_ خلاص بقا أهدي متخافيش مفيش حاجه ؟
ظلت تبكي بصمت وجسدها يرتجف ، أوشك علي أن يثور ولكنه كظم غيظه قائلاً بلهجه حاده :
_ بتبكي ليه اسكتي خلاص مفيش حاجه أنا هنا!
فجأه حصل شئ غير متوقع لم يخطر بباله بتاتاً ولم يراوده .
ضمته وأستكانت مطمئنه يضمها الأمان .
صدمه جعلته تسمر موضعه .
علي مرآي من النجوم الساهره والقمر غارا منهما .
تردد برفع يده يحاوطها فما كان منه إلا ان أفاق لذاته مبعداً أياها برفق قائلاً بتلعثم فقد استطاعت تلك الفتاه نزع ثباته وأقتلاع قلبه وهز نفسه :
_ تعالي اركبي اوصلك المكان اللي عايزه !
جذبها من يدلها بحنان يدلها علي الطريق ، إلا أنه وقف مكانه لاعناً ما تسبب بفقد أطار السياره وتمتم بغيظ .
لم يدري ما يفعل مد بصره يمني ويسر يستطلع المكان إلا انه لا يوجد مكاناً قريب او بشر .
مسح بوجهه بغضب وهو يضرب بقدمه السياره متمتماً .
أجلسها بداخلها بعدما شرح لها الأمر .
وظل واقفاً علي أمل أن يمر أحد أو يجد من يساعده بمثل ذاك الوقت .
أخذ الطرقه ذهاباً وأياباً بتوتر لا يدري سببه .
توغل الأمل والأنشراح قلبه وتنفس الصعداء وهو يري سياره آتيه من بعيد ، لم يحد عيناها عنها ولكن مهلاً انها ليست سياره بلا عدة سيارات ، أستطاع أن يدرك ان هناك خلالاً ما .
أسرع بفتح السياره جاذباً أياها وهو يقول صارخاٍ بها :
_ انزلي بسرعه رجعوا لازم نأمن نفسنا ممكن يأزوكي .
أمسك بقبضة يدها بإحكام وهو يجذبها خلفه ركضاً بين الأشجار التي كانت علي الجانب الآخر متخفياً عن الأنظار .
وقفت السيارات وترجل من بها ، ليشير لهم ذاك الرجل الذي جعله يغادر دون ازيه :
بسرعه من هنا وراهم لازم نخطفها ونسلمها للباشا .
ركضوا خلفهم بين الأشجار .
كانا بالقرب منهم يحاوطوهم من كل جانب .
أختباء خلف الشجره ليضمها ياسين لصدره متوجساً عليها ظهرها مستنداً للشجره و وجهها مخبئ بصدره ، ظلت عيناه تتابع الرجال يمني ويسر محاولا معرفة سيرهم واتخاذ خطاه .
بينما كاد أن يلتفت حتي تسمرت عيناه علي دموعها التي تهوي بصمت و وجهها وعيناها التي سحرته وفكرته بمعشوقة فؤاده الراحله .
عم الصمت والسكون ف خمن بمغادرتهم بحثين عنه ليجذبها خلفه مغادرا يلتمس الخطي بذاك الظلام مستعداً لأي أمر طارئ مهدداً بحياتهم ..
وقفت ملتقطه أنفاسها بصعوبه وهي منحنيه تمسك قدميها …
أحس بتعبها فنظر حوله محاولاً فحص المكان حتي قال متنهداً :
_ تعالي نقعد هناك كدا تحت ظل الشجره دي تستريحي شويه ونمشي !
أؤمأت برأسها من شدة ألم قدميها .
وسارت خلفه بهدوء ، تعثرت قدمها بالحجاره فكادت بالسقوط لولا يده التي لحقتها لتتمسك بها بقوه فتشبثت به كطوق نجاه أتي لنجاتها ، قبض علي يدها بقوه وسار متهادياً بخطواته وهي بجانبه .
وصلا عند شجرة ظنها المكان الأمثل للأستراحه به .
فأجلسها برفق ، وأخذ هو موضعه أستند بظهره علي الشجره وارجع رأسه للخلف .
خيم الصمت عليهم ، بينما كان مغمض العينين بذكريات لاحت فجأه بطفولته ، ف بسمه صافيه هادئه من اعماقه نبعت فجأه علي وجهه
ظلا علي حالهم ، كان يكتم ألالآم جسده بجهداً عظيم ، تذكر شيئاً ليهمس جزًا علي أسنانه وهو مغمض العينين علي حاله :
_ زين القاضي يقربلك أيه ؟
صمتت وذاد صمتها حائره فمن ذاك ؟
ولماذا يساعدها لماذا لم يتركها ويغادر ؟
هل لا يخشي علي ذاته ؟
أم مازالت الدنيا بخير وبها رجال حقاً ؟
هل ما زال هناك بشر تساعد دون مقابل ؟
أجل وها هو الدليل على ذلك !
تذكر أنها استمعت لصوته قبلاً ، ولكن متي ؟
متي أستمعته لماذا لا تستطيع التذكر ؟
يا ليتها كانت تري لكانت عرفته فوراً !
تنبهت لسؤاله بإهتمام لتجيب باسمه :
_ زين يبقي أخويا ، أنت تعرفه ؟
صمت قليلاً لتستطرد بعدها متسائله :
_ هو أنت ليه ساعدتني ؟
لم يرف له جفن وظل علي حاله ولكن داخله يضج بكثير من الأفكار تزاحمت بخلده ليبتسم بسخريه وهو يهمس بينه وبين نفسه وها قد وصل لمبتغاه :
_ أخت زين شكلي قربت اوصل للي عايزه وأنتي اللي هتوصليني !
أبتسامة السخريه اتسعت وهو يردف بمكر :
_ مش أخت زين يبقي لازم يلاحقوكي !
تنبهت لجملته التي أشعرتها بشيئاً ما غريب يكنه ذاك الشاب لتتساءل قائله :
_ أنت ليه بتقول كدا ؟ ومجوبتنيش ليه ساعدتني ؟
زفر بصوتاً مسموع وفتح عينيه ليلوي قدمه منحنياً عليه ونظر لها بصمت وتنحنح قائلاً بهدوء :
_ أنتي بنت وكنتي محتاجه مساعده أسيبك وامشي وكأني مشفتكيش ازاي ؟ أمال ابقي راجل ازاي ؟ اي حد مكاني كان هيساعدك !
صمتت قليلاً بإنبهار من رده صمتت بإستيعاب لتردف قائله :
_ بس ممكن تموت بسببي ؟
# أموت بسببك أحسن ما اموت من عذاب الضمير وقلة احترامي لنفسي !
قالها بحده نوعاً ما ، تراجع للخلف متنهداً و بتعب شديد بجسده وجراحه التي تمكنت منه ليغمض عينيه .
لم تتحدث ظلت صامته وجله مطمئنه .
أمان لم تعتاده من ذي قبل لكن الآن تشعر أنها بين يدي أمينه.
فأستكانت مطمئنه فؤادها .
لا غرو فإن الخوف تملكها كلياً ، تنتظر موتها في أي لحظه .
ماذا لو آتوا ؟ ماذا لو أن ذاك الشخص لم يكن موجوداً ؟
يا تري ماذا قد كان مصيرها الآن ؟
أنتزعها من أفكارها حركته وهو ينهض مستعجلاً !
لتهمس هي بتوجس وقلق وتلعثم :
_ أ أنت رايح فين ؟
# هصلي !
قالها مسرعاً وهو يقف مكبراً ،ولحسن حظه قد كان متؤضاً .
فصلي وطالت صلاته ، وعاد ليجلس مكانه لتهمس هي وقد أدهشها فعلته :
_ أنت قومت تصلي عادي كدا ؟
قطب حاجبيه فائلاً بتعجب من جملتها :
_ ايه الي يمنع اني اصلي فهميني ! ؟
يعني احنا قاعدين هنا في اي لحظه ممكن يلاقونا وقتها يا عالم هيعملوا فينا ايه وانت بكل بساطه بتصلي ؟
تنهد بنفاذ صبر قائلاً :
_ بردوا مش فاهم ايه اللي يمنع أصلي ! المفروض أنتي كمان تقومي تصلي وتطلبي من ربنا يحفظك ويحميكي وتشكريه !
صمتت بإحراج لا تدري ما تقول ، أتخبره أنها لا تصلي ؟
وأنها أن صلت فهي تقطع صلاتها مره آخري بسبب أنها لا تري !
ولا تريد أن تكون عاله علي أحد !
تفهم صمتها وبحدسه علم أنها لا تصلي فصمت متنهداٍ …
ساد الصمت بينهم لا يقطعه سوا نسمات الهواء التي تحرك أفرع الأشجار .
بروده ارجفتها وأصوات غريبه أخترقت أذنها فشعرت بالخوف ، لتقترب منه أكثر وأمسكت بكفت يده ،لم يمانع فهو الأدري بها وبما تشعر فهي لا تري ليلها ك نهارها لا سبيل لشيئ .لا غرو فأنها خائفه حد الموت.
أنتزعته من أفكاره التي بآت تسكنها الآن وقالت هامسه :
_ هو أنت أسمك أيه ؟
صمت قليلاً قائلاً بحده :
_ ياسين ، ياسين الشرقاوي .
# ياسين …..
رددتها بزهول مراراً وتكراراً سرعاً ما خيم الصمت لتلقي برأسها علي كتفه ذاهبه في ثبات عميق ، لم يمدي كثيراً ليلحق بها مسنداً رأسه للخلف ، بعدما نزع قميصه واضعاً أيها اسفل رأسها .
ضجه عاليه وضوضأ أصوات أقدام تحوطهم نزعته من نومه أنتزاعاً لتنتفض هي شاهقه بخوف ظناً منها أنه قد ذهب وتركها ليكتم فمها بيده جذاباً لتقف وزاع بصره بالأرجاء ليهمس بحده :
_ هماااا……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى