رواية فارس الفصل الرابع 4 بقلم سلمى ناصر
رواية فارس الجزء الرابع
رواية فارس البارت الرابع
رواية فارس الحلقة الرابعة
_ مُستعد اكتب عليكي دلوقتي .
قالت بـ تردد :
_ بس انا مش موافقة !
“فلــك” بعد ما سمعت كلام “فارس”، حست أن عقلها وقف ، اتزلزلت من جواها ، بتترجم اللي بيقوله ، واتفاجاءت علي قد ما حاولت تستوعب !؟
_ اللي سمعتيه يا فلـك ، وعايزك تعرفي أن
كل كلمه حقيقة.
_ طب ازاي يا فارس ؟ احنا متربين سوي ، ويعتبر اخوات ، وطول عمرك بتعاملني زي اختك نـدي ! ايه اللي جد ؟
خَد نفس طويل :
_ كنت فاكر اهتمامي وتعلُقي بيكي ، بسبب ان شايفك اخت زي نـدي ، لكن حصل العكس ، انتـي متعرفيش اول يوم لما ماما دخلت شيلاكي ، انـا كنت عامل ازاي ؟ حبيتك بطريقه !
كنت عايز اشيلك من ايديها ، ولما ضحكتيلي اول مرة في وشي .. ضحكتي طلعت لوحدها من جمال ودفئ ضحكتك ، زي متكوني خدرتيني!
اتنهدت –
مش عارفه ارد عليك بـ ٲيه يا فارس !
= مش عايزك تردي انا عايزك تسمعي ، وتصدقي كلامي الي بقوله عشان هو فعلًا خارج من جوايا ،
ومـ صدقت جاتلي الجرأءة اقوله، فلــك انا لما كنت بشوف دموعك كان يومي بيقفل ، وبفضل مضايق ومش طايق اكلم حد ! لما احس ان تعبان ، طَلتك كأنها داوء ليَّا، بروق وبيجيلي نشاط مرة واحدة ..
أنا يمكن مكنتش فاهم نفسي، ومع الوقت, كُله كان بيوضحلي، رغم أن بشوف كُل يوم بنات اشكال والوان في الجامعه،محدش منهُم قِدر يشقلب حالي غير نظرة مِنك؟مفيش حد بيقدر يغير مزاجي في ثانية وابقي مبسوط كدا لما بشوفك غيرك!
انتي فاهمة انا بقول ايه ؟
– فاهمـه ، بس ممكن يكون دي مشاعر عاديه لاخ لاختــ ..
= انا فاهم انا حاسس بـ ٲيه ، ولو كنت شايفك اخُت ، مكنتش حسيت ناحيتك بحاجات غريبه كنت بحسها لما ابقي قريب منك او اشوفك ، انتـــي حاجه ونـدي حاجه تانيه
– انت متٲكد يا فارس .
= عمري مـ كنت متٲكد من حاجه زي دلوقتـي ، انا نفسي دلوقتي اخـدك وابعد عن كل حاجه مضيقاكي او مخوفاكي ، نفسي اشوفك مبسوطة ومطمنة دايمًا
“فلــك” اتوترت واتكسفت اوي ، عُمرها ما انحطت في حاجه زي كدا، ولا حست بـ الاحساس اللي هي حساه ومش فاهماه دلوقتِ !.
هي متعلقه بيه ولما بيبقي جمبها بتحس انها بٲمان ، شافت فيه كل حاجه اتحرمت منها ، اب … اخ … ام ! مكنتش بتكدب لما تقوله ان هو كل عيلتها ، وهي مش فاهمه احساسها ناحيته ايه ؟ لانها معاشتش كل المشاعر دي قبل كدا ، ومش عارفه تفسره ؟ احساس اخوي عادي ؟ ولا احساس حــب زي احسـاسه ؟ خايفه تصارحه بحاجه تكون مش واثقه منها او متٲكدة من حقيقتها ،
وتقول حاجه تظلمهم بعدين !؟
كُل اللي عايزاه يفضل حواليها ومعاها دا كفايه ليها !
– وانا شيفاك حياتي وعيلتي كلها بـس.. مش هقدر احدد احساسي واتسرع واقولك انا حاسه بٲيه ! لازم اتٲكد منه اوي عشان منخسرش علاقتنا ببعض ، منكرش ان كلامك فرحني وخلاني مبسوطه لـ درجه غريبة مش لاقيالها تفسير .
ابتسم لها اوي، لما لاقاها بتقول كدا ، فـ كملت :
_ لكن الٲول افهم نفسي زيك يا فارس ، انا متربيه علي ايدك ومعاك ومع نـدي .. وعمتو انصاف كانت دايما تقولي انتوا اخوات وبس ، خايفه اقولك حاجه دلوقتي اكون مش حسباها صـح ، لازم وقت احدد فيه ، مينفعش اقولك حاجه دلوقتي ، فاهمني يا فارس ؟
_ بالعكس انا مش عايزك تقولي اي حاجه دلوقتي ، انا عايزك يوم لما تصارحيني بيها وتقولهالي ، تكون حساها .. من قلبك .. ودا كفايه عليا يا فلك ، انتي لسه صغيرة ، طبيعي هتحتاجي وقت تفهمي نفسك ، انا زيك مشاعري زمان ناحيتك كانت متلغبطة ومش عارف افسرها صـح ، ودايما كان في شيئ فيكي مخليني هتجنن ومش عارف ايه هو ، خدت وقت لحد ما فهمت قد ايه انا بحبك ، بس حـب غيـر حب نـدي ، معاكي وقتك كله ، وانا هفضل احبك دايمًا، بس !
_ بس ايـه؟
_ كنت عايز نتجوز، لو جواز صوري
عشان اخدك و ابعدك عنهم
دقات قَلبها بقت عاليٍة لـ درجة ،
هي دلوقتِ في دوامه غريبة ! , ومشاعر بتعيشها لأول مرة, لكن مبسوطة بيها !
_ تبعدني ليه يافارس؟
تأمل كُل تفصيله فيها بزعل :
_ بُصي لـ نفسك وانتي تعرفي،
انتي مش فلـك بتاعة زمان ، حسيت أن وجودك وسطهم بيطفي نورك ، فكرت في كِدا ، عشان اروح معاكي لأن بُعادك مقدرتش اكمل تخيلُه
_ مـ مش عارفه , غصبًا عني ولله
_ يبقي توافقي واخدك وتبعد خالص، وترجعيلي فلك بتاعة زمان .
سكتت ، وهي مش عارفة تجاوبُه ، هو صـح ، وجودهم في حياتها نِقمنة ، بس هيّ عايزة تبعد وهـو معاها ، بالنسبالها “فارس” كل عالمها والباقي مِش مُهم ، لِكن لو فكرت بعقلها ، هتلاقي أنها خطوة مِش سَـهلة نهائي ، انهُم صغيرين علي المسؤوليه الكبيرة اللي هياخدوها دي!هو لِسه بيدرس ومش اي دراسه، اكيد بعد ما هيعملوا كدا هيحصل مشاكل!
هيصرفوا منين؟ هيعيشوا فين ومنين؟
وهي هتبقي مُستعدة للخطوة دي؟
“فارس” كِدا هيتحمل كتير اوي، ولأ !
هي مترضلوش يتعذب كِدا عشانها، كفاية اللي بيعملُه معاها طول عُمره ، هتبقي انانيـة لو وافقـت !
خَدت نفس كبير :
_ لأ مش موافقة يا فارس
بَصلها وسِكت، بس شافت في عينُه نظرة خَلتها تندم علي اللي قالته ، اول مرة تشوف نظرة الخيبة دي؟
وزعلت عشانُه جِدًا :
_ طب ليه؟ يعني حلو حالك دا؟
أنا لو هعمل كدا فـ أنا هعمل دا عشانـِك !
_ لو عملنا كِدا اكيد هيحصل مشاكل مع عمتو ، ودراستك وبيـ..
قاطعها بعصبية :
_ملكيش دعوه بـ كُل دا ، المُهم عندي انتــي !
_ اسمعني يا فارس ،حاجات كتير مُش مستعدين ليها فعلاً، كُل حاجه تتقاس بالعقل احسن !
_ وانتـي يا فـلك؟ أنا بحس بالذنب ناحيتك وانا كل يوم اشوف دمعة بتنزل مِنك بسببهُم،
وانا واقف متكتف عشان دول اهلـيّ !
ابتسمت ليه بـ انكسار، حاولت تقلبُه بـ هزار :
_ سيبك مني ، وهـ .. وهُما اهليّ برضو ،
ومليش غيرهم ،كتر خيرهم أنهم مسابونيش للشوارع
وربوني في وسطهم علي رأي نـدي !
يعني عادي يا فيرو الأهل لا غُبار عليهم،
يعملوا ما بدالهم.
_ طالما كدا ، انا ليا طلب يا فلك !
– ايه هو ؟
= اخرجي من العُزله اللي عملها لنفسك ، ارجعي لحياتك ودراستك من تاني ،
راح فين حلمك بانك تبقي مُحاميه؟
مش رفضتي طلبي
يبقي ترجعيلي وارجعي لـ حياتك تاني،
عشان خاطري انـا ، والا ولله لو لاقيتك زي ما انتي
لـ هنفذ اللي في دماغي، وكله يغور فدي دمعه مِنك!؟
ضحكتلُه ضِحكه، قِدرت توقعه فيها تاني !
_ حاضر يا فارس .
فاتت ايام و”فلـك” ابتدت ترجع لحياتها من تاني تدريجيًا .. و”فارس” مش بيسبها لحظة ومانع تدخُل اي حد من عيلته، انه يضايقها بكلمه ، عشان تكمل ومتضعفش نفسيتها تاني و بيشجعها وواقف جمبها ، بنفس حُبه ليها اللي من اهدافُه اول ما يخلص ،
هيتجوزها ويبعد بيها خالص،
لولا رغبتها كان عمل كدا من وقت طـويل،
هـيّ حُب طفولته ومراهقته وشبابه ،
“فلـك” كانت بتجتهد في دراستها وحماسها لحلمها كان بيتضاعف ، وخلصت ثانويه عامه
و وصلت لـ كُلية احلامهـا الحقـوق ، ولحظتها كانت اسعد انسانه .. وطايرة من الفرح ، و”فارس” اول مـّن يشاركها إنجازها و فرحتها ،
وان هي بتكبر وبتعلي قدام عيونه ..”
نــدي” سقطت في كُليتها سنتين ورا بعض ، لانها مش مهتمه ليها اوي ، ولما شافت “فلــك” وتفوقها واجتهادها وبصه الناس المنبهرة بيها ، حتي اخوها ودعمُه الملحوظ .. الحقد والغيرة رجعت ليها من ناحيتها من تاني ، ومعُظم الوقت بتتمني تحصل كارثه تخليها متكملش تعليم ، فلجٲت لنصها الاول والوراثي في الغل والكره … ”
_ هو مش بابا بيمُر بـ ٲزمة ماليه صعبه في شغله يا ماما ؟
= انحسدنا ، اكيد عين ، دا لو معرفش يتصرف ويلم احواله ، هناكل تراب .. ونرجع اسوٲ من عيشتينا الٲولي
!
_ خلاص وفروا ، انتوا يعني وسط الزنقة دي كلها ورايحين تدفعوا مصاريف كليه وجامعه ودروس لِست فلــك هانم ..
= واحنا نعمل ايه ؟ البت جابت مجموع وعايزة تكمل ، مش زيك يا اخرة صبري.
_ اووف ، بطلي تفكريني يا مامي لو سمحتي ، انا مضايقه لوحدي ، وبعدين انا قلبي عليكوا .. فارس قَرب يخلص كُليه خلاص وقريب هيشتغل في مشفي كبيـرة مع صاحب بابا ، وانا بفكر مكملش .. يبقي قعدو البت فلـك من الجامعه .. وبلاها مصاريفها الي مش هتخلص.
= بالساهل كدا ؟ دي ماسكه في تعليمها بٲيديها وسنانها ، واخوكي مش ناصفنا .. جاي في صفها ومعتبرنا اعدائه.
_ بابا مش بيطيقها من يوم ما جات البيت عندنا ، وبيعاملها كويس شفقًا ، اقنعيه يقعدها من الكليه ، وتوفر عليه شوية .. هيٲيد الفكرة.
= وانتي من امتي قلبك علينا اوي ، ما احنا فيها وعارفين انك متغاظة منها عشان هي فالحه في دراستها .
_ هو ميـن اللي بنتك ؟ انا ولا هي ؟ الحق عليا ، خلاص سيبوها تكمل .. وكل يومين تقطم وسطكم في مصاريفها .. كتـب .. دروس .. امتحانات ، انا مالـي
“انصاف” كانت مقتنعه بكلام بنتها ، هما بيمروا بضيقه ماديه شديدة ، حصلت فجاة وهما مش حاسين .. وممكن جوزها يتحبس ومصاريفهم زادت عليهم ، وفعلا راحت واقترحت الكلام علي جوزها “اسماعيـل” ، وهو ما صدق ورمي موافقته ليها بعصبيه يمكن يخلص من الديون اللي عليه ، وقالها ان بنته صح هو مش مُلزم يصرف ويكلف علي بنت الغريب لحد كدا ، كفاية انه مقعدها في بيته ، وكالعادة معملوش حسابها وامرهم نِفذ علي المسكينة دي .. ”
– يعني ايه مش هروح الكُليه تاني ؟
= زي ما سمعتي اسماعيل بيمر بظروف وحشة مش في استطاعته يصرف عليكي .
– بس يا عمتو دا حلمي ! مقدرش مكملش ، ولله ما هكلفكوا ولا هطلب منكوا فلوس نهائي ، ولا هدخل دروس .. فارس بيذاكرلي.
“نـدي” دخلت في الحوار، عشان امها متَلِنش،
_ يا سـلام وهو فارس فاضي لجنابك ؟ هو وراه كليتُه هو كمان وهو اصعب اصلاً .. ولا نسيتي ،
احنا ميزانيتنا مش مكفيه لطلباتك .. واحمدي ربنا ان بابا فِضل يصرف عليكي لحد دلوقتي ..
– يا عمتو ، انا قربت اخلص السنادي وفاضل تلات سنين كمان وخلاص .. عشان خاطري بلاش تحرموني من الكليه .. انا ممكن اشتغل واصرف علي نفسي باقي السنين اللي جايه.
= هبله اوي ، تشتغلي بـ ٲيه بقا ؟ والدنيا فلوسها بقت نار ، وانتي اصلآ شحاته ولا عشرين شغلانة تخليكي تعرفي تجمعي المصاريف اللي قد كده ، وبابي قرر خلاص وهيسحب الورق.
– ايـــه ؟! يا عمتو اقنعيه تاني ، ولله ماهكلفكوا !
_ خلاص يا فلــك معدش ينفع .. هو بيفكر يبيع البيت الي احنا فيه ونمشي في شقه محندقه .. علينا ديون الدنيا يا بنتي !
“ندي” رفعت حاجبها بعدم رضـٍا :
_نعـم ؟ شقه محندقة ايه اللي نروح فيها ؟ انا مليش في الكلام دا ، انتوا قعدو الست هانم من جامعتها والديون هتقل ، مش ملزومين بيها اصـلا
“فلك” ردت عليها وهي بتبكي :
– بس يا ندي اسكتي وسبيني في حالي بقا ، اكيد انتي السبب انتي خلتيهم يعملوا كدا ومين غيرك بيكرهني وبيتمني افشل في حياتي ، مكفكيش الي عملتيه فيا زمان , انتي عايزة مني ايـــه ؟! ارحميني بقا.
= وانا هعوز منك انتي ايه ؟ انا قلبي علي بابي ومامي .. المفروض انتي اصلا يكون عندك دم وتطلبيها من نفسك .. لكن ازاي ؟
“فلـك”بصت “لٲنصاف” بعيون مترجية مليانه دموع .. “فٲنصاف” بصتلها بتٲكيد وقله حيله .. ومكنش في وقتها غيـر انها تنهار في العياط .. حتـي مستقبلها هيمنعوها منه ؟ و”نــدي” كل دا جيه علي هواها طبعا .. هي هتبقي زيها ومش هتتغاظ منها طول الوقت ، ووقفت تبصلها وهي مبسوطة انها استغلت وضعهم عشان تنول مرادها ..
“فارس” رجع من برا ، ورجع اتفاجٲ “بفلـك” منهارة في العياط والنحيب ، راحت ليها وبصلها بقلق وبص لامه واخته .. و”نــدي” اتوترت
_ في ايه ؟ بتعيطي ليه يا فلك ؟
“” يا ابني ابوك قرر يقعدها من جامعتها عشان مصاريفنا زادت .. وهنبيع البيت والمصنع وكل حاجه .. احنا هنمشي بالهدوم الي علينا يا فارس “”
– نعــم ؟ وملقتوش غيـر فلـك ؟ انتوا عارفين هي بتحب دراستها قـد ايه ؟ انا ممكن ادور علي شغل واساعد بابا ، وسيبوا فلــك في دراستها
= وانت فاكر ان بشغلك ابو قرشين هينفع بحاجه ؟ افهم يا فارس ديوننا كترت بطريقه مريبة وكذا شريك بيطالب بفلوسه ،احنا خايفين ابوك يتحبس !
“فلك” بصت “لفارس” بٲنهيار ، وزادت في العياط وهي بترد بعنف تدافع عن الحاجه الوحيدة اللي ممكن تنقذ ذاتها .
– خلاص يا عمتي زي ما قولتوا انتوا اصلا مش ملزومين تصرفوا عليا اكتـر ، كتر خيركوا ان انتوا ربتوني ووصلتوني لدلوقتي ، انا هدور علي شغل وهشتغل صبح وليل وهصرف علي نفسي لحد ما اجمع مصاريفي ، وممكن ساعتها ادور علي شقه او اوضه في السطوح واتكفل بنفسي انا بقيت كبيـرة مش صغيرة.
“فارس” رد بنرفزة :
_ انتي بتقولي ايه يا فلـك ؟ وهو دا حل ؟ تعذبي نفسك وبرضو مش هتلحقي تلمي المصاريف ؟
– هتصرف يا فارس ، اي بنت في سني ظروفها صعبه ، بتشتغل وتصرف علي نفسها ، وانا اقدر اعمل كدا حتـي لو هشتغل في البيوت .
_ اتحلت يا مامي ، فلـك هتمشي من هنا وهتصرف علي نفسها وملناش دعوة بيها ، وفارس كبيـر ومسؤل عن نفسه يشوفله صرفه هو كمان .. بس بلاش نمشي من بيتنا ! منظري قدام صحابي ازاي ؟
“فـارس” بصلها بعصبيه وجاب اخره من انانيتها وبرودها وحبها للنفس ، واكيد هي الي قومت فكرة “فلـك” في دماغ ابوه وامه .. هما كانوا سايبنها ومـحدش اتكلم … ”
= انا حايش نفسي عنك بالعافية ، يا برودك .. انتي ايه يـ شيخة؟ بس انا مش مستغرب خالص ، اولعي بالبيت يا نـدي ، بس فلـك مش هتسيب دراستها ،
_ يعني ايه ؟ هتعملها عِند في بابي وتاخد فلوس منه بالعافيه وتصرفها علي السنيورة بتاعتك ؟ بنقولك بابي هيتسجن ومصاريفنا تقلت وهننام في الشارع .. لازم حد فينا يضحي .. وانت كليتك خدت كتير ، يبقي الهانم دي .. هي كفايه عليها كدا
= ولا دا كمان ، انا هشتغل وهصرف علي نفسي وعليها.
– ايه ! لا طبعا يا فارس ، انا مش صغيرة
من فضلك ، وهقدر اتكفل بنفسي ، مش عايزة ابقي حِمل عليكوا ، وهدخل علي النت وهدور علي شغل .. انتوا مكبرينها الدنيا مليانة اشغال ..
“فلـك”اتحركت من قدامهم وهي محرجه وبتعيط اتمنت اهلها يكوانوا عايشين ..
انها فعلا عاله عليهم .. كلهم بيقسموا هيعملوا ايه عشان يخرجوا من الضيقه الماديه .. وهي مسببلهم ضيقتهم .. صدمتها جُملة “فارس” ووقفتها مكانها
“” استني يا فلـك ، انا لسه عند طلبي احنا ممكن نِحل جزء من مشكلتهم و نتجوز، وساعتها لما اخدك ونمشي من هنا مش هيبقي ليكي حجه ..
“نـدي” و”انصاف” اتصدموا وبصوله بذهول .. فتعترض “نـدي” بعصبيه :
= انت بتصلح المشكلة بمشكلة اكبر ؟ يعني ايه تتجوزها ؟
_ انا عايز لفلك الاصلح ليها ولـ مصلحتها مش اكتر وكمان اخفف من علي بابـا، ، وانا من زمان بحبها ونفسي اتجوزها.
= دي كانت ايام مراهقه وراحت لحالها ، انما تتجوز دي ؟ مكنتش اتصور يا فارس ، دي ولا حـسب ولا عيله ولا…
_ انا مش باخد رٲي حـد ، وبالذات انتـــي ، من الاساس انا كاره العيشة معاكوا ، وهي عُمرها ما شافت يوم حلو وسطكوا ، يبقي محدش يتدخل ، انا هاخدها وابعد واعملوا اللي انتوا عايزينه.
“انصاف” اتكلمت ، بعد ثوانٍ من صدمتها :
_يعني ايه يابني ؟ هتعمل الي في دماغك منك لِنفسك ؟ واحنا وابوك؟
هو الجواز دا خبط لزق كدا ؟
دي اساسيات كتير وحياة انت بتعيشها ، وانت لسه في بداية حياتك ، ومظنش ان فلــك مناسبه انتوا متربين سوي .. اخــــوات يعني ! “”
_ لو سحمتي يا ماما ، انا عارف انا هعمل ايه ، وفلـك انا بحبها كـ حبيبه مش كً ٲخت ، وبتمني انها تفضل في حياتي علي طول ، ومش مهم خالص ان انا لسه في الٲول طول ما فلـك معايا انا ضامن ان هكبر نفسي بنفسي وبيـــها !
“”” رٲيك ايه يا فلــك في الجنان الي فارس عايز يعمله دا ؟ “”
“ندي” اتدخلت بكُل تعالي وانفعال :
_ ايه رٲيك ايه ؟ هي تحلم وتطول
اشـ جاب لجاب ، هي زي ما قالت بلسانها مقامها خدامة بيوت مش اكتـر ، ولولا احنا كان زمانها مُتشردة في الشارع، بعد معاشت في الملجٲ ، انتي اصلاً نحس ابوكي واخوكي ماتوا وهما رايحين يكشفوا علي امك وهي حامل فيكي .. العربيه اتقلبت وماتوا .. وانتي جيتي هنا النحس شَرف ،وبابا هيتحبس.
“فارس” مستحملش الاهانة الكبيرة الي بتقولها اخته ‘لفلـك” وعارف انها بتوجعها حتـي لو هي ساكتة ومش بتبدي فعل ، راح واتجنن عليها فعـلًا ومسكها من شعـرها بعصبيه :
= اقسم بالله يا نـدي كلمه تانيه هتقوليها لفلــك وتوجعيها بيه ، مش هعمل حساب انك اختي انتي فاهمة !
هِنا “اسماعيل” صوته رج البيت عليهم، وهو بيزعق :
_سيب اختك يا فارس, علي اخر الزمن هتضربها قُدامي!
“نـدي” زقت ايده من علي شعـرها الي ماسكه ، واتنرفزت منهم ..
= الحق عليا انا ان عايزاك تتجوز جوازة احسن من كدا ، روح اتجوزها وخليها تسحبك لمستنقعها الرخيص ، انا مالـي يكش تولعوا ببعض.
“اسماعيل” اتحرك ودخل قعد معاهم .. يتابع كلامهم وهو بيبُص لـ “فارس” بنظرات غريبة ، ساكت مش بيتكلم.. ”
“فارس”بص “لفلـك” الي واقفه بتبصلهم وساكتة ومش بتتكلم وعنيها مدمعه ،
راح ناحيتها وبص في عيونها المدمعه اوي ،
ووسط عصبيته من اخته وقلقه من انها ترفض طلبه بالجواز منها لـ تاني مرة
ابتسم فهي ابتسمت وسط دموعها ..
تقريبًا اتكلم وهو ناسي اهُله حتي ! ..”
= هـيّ عُمرها ما كانت نحس زي ما بتقولي يا نـدي ، دي احن انسانه مفيش زيها ، هي وصف الحظ الي بيجي يفتح ابواب مقفوله , فلـك كتير انها تبقي في حياتكوا يا ندي .. !
“ندي” بصتله بـ سُخرية كبيرة :
_ياااا ، قلـبي مش هيستحمل ،
خلاص يا فارس خد فلـك بتاعتك،
وروحوا عيشوا انتوا في ميـة البطـيخ !
“انصاف” ردت علي بنتها بعصبية شديدة :
_ ياخدها فين انتي اتجننتي ؟ دا جووواز مش لعب عيال ، مسئوليه .. حياة .. ترتيبات ،
ساكت ليــه يا اسماعيل ؟ سامع جنان ابنك
ما تتكلم !
– بس انا مـوافقة يا عمتو
سئلتها “انصاف” بحدة “” موافقة علي ايه ؟ “”
– موافقـة اتجـوز فارس .. !
فارس بصلها شوية وبعدين ابتسم وابتسم .. لو حِلف أن حـسَ بـ روحه بترفرف مش هيصدقوا، وعنيه بتقولها كلام كتير ، فـ تبتسمله هي كمان ،
قطع نظراتهم الصامته , اللي بيكلموا بعض بيها
صوت ضحكات “اسماعيل” الساخرة ، بعد
كل صمُته وهو بيقول :
_ ها؟ خلصتوا ؟ كُل واحد قال كلمة؟
دا اخر جزء في الفيلم؟ ننزل بـ تتر النهاية يعني؟
اسمعوا كلمتي انـا بقا , مفيش جـواز
“فارس” كان لسه هيعترض ، ويتمسك بيها ، لجمته ، وشَلت “فلـك” لـ ثوانٍ جُملة أبوه بعد ما وقف وبص في عينه ، يتحداه يُـرفض أمره ! :
_ جوازتك أنا حددتها خلاص،
بنت شريكي ، كتب كتابك عليها بكرة بليل ، وديونا وكُل مشاكلنا هتخلص بجوازك منها ، انتهيــنا ! .. ؟
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فارس)