رواية فأعرضت نفسي الفصل الثامن 8 بقلم آية شاكر
رواية فأعرضت نفسي الجزء الثامن
رواية فأعرضت نفسي البارت الثامن
رواية فأعرضت نفسي الحلقة الثامنة
“أنا طلبت إيدك من عبيده”
في الوقت ده وضع الجرسون قدامنا اتنين ليمون كان شادي طالبهم..
قولت في نفسي ناقص شجرة كنت هبتسم بس حاولت أخفي ابتسامتي لكنها ظهرت في عيني..
شادي لمح ابتسامتي فابتسم أكيد حس إن فيه قبول من ناحيتي ليه…
(٨)
#فأعرضتْ_نفسي
بقلم: آيه شاكر
“شكرًا”
قالها شادي للجرسون، وبعدين تنحنح وشاور على الكوبايه قدامي وقال:
“اشربي يا شهد اشربي بلعي الصدمه دي عشان اللي جايه”
نفذت كلامه ورفعت الكوبايه أشرب يمكن أروق على قلبي الصغير اللي مش عارف إزاي يتحمل الكم الهائل من المفاجأت دي، تخيلوا في يومين تنقلب حياتي رأسًا على عقب…
تذكرت جمله قرأتها من فترة “لا تقلق إذا انقلبت حياتك رأسًا على عقب وما يدريك علها تكون أفضل” قلت في نفسي يمكن إللي جاي أفضل! شردت وأنا بفتكر اللي حصل من شويه من «روعه» ورد فعل «منه» وسألت نفسي هو احنا ممكن نكون ظالمين «منه» فعلًا!!!
خرجت من شرودي لما جيت أخد رشفه كمان من العصير فلقيت الكوبايه فاضيه تنحنحت وقلت في نفسي يادي الكسوف!
حسيت بإحراج أكتر لما انتبهت لـ «شادي» إللي متابعني بابتسامة صغيره،لقيته شاور للجرسون وقال:
“اتنين ليمون كمان لو سمحت”
وقفت بسرعه وبارتباك وقلت بتلعثم:
“لـ.. لا لا أأأ… أنا عايزه أمشي”
وقف شادي وقال:
“اقعدي احنا لسه مخلصناش كلام”
“مـ.. ممكن نكمل في الطريق”
“اقعدي يا شهد الكلام ده مينفعش يتقال في الطريق”
لما لقيته قعد قعدت أنا كمان وبدأت أفرك في إيدي بارتباك، وأنا باصه في الأرض، بصيتله لما قال:
“أنا اتقدمتلك عشان…”
سكت ووطى رأسه وحاوط فمه براحه إيده لفتره زي ما يكون بيفكر يقول إيه…
رجع بصلي تاني وزفر دفعة هواء من فمه وقال بحيرة:
“أنا مش عارف أقول إيه ولا أبدأ إزاي ولا عارف المفروض أقول ولا أسكت!”
قلت بفضول:
“يـ… ياريت تقول من غير مقدمات”
كنت متابعه نظره إلي بيتقلب في أرجاء المطعم بحيره وارتباك، كنت متخيله إنه عايز يقولي بحبك ويعبر عن أد إيه أنا في قلبه من زمان وبيحلم بيا وهو صاحي قبل ما يكون نايم! هو الحب يا روحي عليه…
ولما افتكرت «عصام» و«منه» حسيت بنغزه جوه قلبي! وشردت وأنا بسأل نفسي ليه فرحت لما شادي اتقدملي هو أنا مش كنت بحب عصام!!! معقوله أنا كده محبتش عصام وكنت بحب شادي وأنا مش واخده بالي! ولا يمكن مفيش حاجه اسمها حب أصلًا وأنا تاعبه قلبي على الفاضي!! واللي واجعني هو صدمتي في «منه» إللي كنت فاكراها صديقه وصاحبه صالحه!
“شهد… يا شهد”
مد إيده وطرقع صوابعه قدامي عشان يجذب انتباهي فبصتله بذهول كأني افتكرت إنه موجود وقلت بتلعثم:
“نعم فيه حاجه؟!”
“طبعًا فيه حاجات مش حاجه واحده! إنتِ مسمعتيش أي حاجه من اللي قولتها؟”
“معلش سرحت شويه… قـ… قول تاني”
“أقول إيه أنا مش قايل تاني هاتي موبايلك”
مد إيده عشان ياخد الموبايل، مش عارفه ماله ده ومتعصب كده ليه؟! إيه يعني لما أسرح ويكلم نفسي شويه!
بحثت عن موبايلي في الشنطه مكنتش فتحته من امبارح واديتهوله فتحه وهو بيقول:
“الباسورد إيه؟”
“يوم ميلاد عبيده”
بصلي بسرعه ورجع بص في الموبايل عاد لمرحه وابتسم وهو بيكتب التاريخ وبيقول:
“تعرفي إن التاريخ ده هو نفسه تاريخ ميلادي”
بص قدامه من دون ما يبصلي ورجع أخفض بصره وكمل بابتسامة:
“أنا وعبيده مش بس أصحاب احنا أكتر من إخوات تحسي إننا شبه بعض في كل حاجه… لدرجه إنهم في الشغل بيفتكرونا توأم لولا بقا اختلاف الأسماء”
ضحك وهو بيقول:
“مره شوفت فيلم إن كان فيه إتنين توأم في ملجأ وعائلتين اتنبوهم واتفرقوا ولما كبروا شافوا بعض…”
كمل بطريقه مرحه:
“ساعتها يا شهد الفار لعب في عبي وقلت لماما اعترفي إنك لقياني في ملجأ وأنا أخو عبيده”
ضحك وأنا ابتسمت ومركزتش في أي حاجه إلا كلمه أنه شاف فيلم! سألته بنظره ساخرة:
“هو إنت إزاي بتتفرج على أفلام! مش المفروض حرام وتغض البصر وكده!”
بصلي بطرف عينه وقال:
“هو حرام طبعًا لو فيه مشاهد مش كويسه وبالنسبه لـ إني أغض البصر فأنا والله يُعتبر بسمع مش بشوف خصوصا لو مشهد فيه بنت”
ابتسمت بسخرية وقلت:
“للأسف كلكوا بتحاولوا تكونوا مثالين بس لسانكوا بيفضحكوا”
فتح موبايلي وقال وهو بيقلب فيه:
“الجمله العنيـ.فه اللي قولتيها دي وراها سر بس مش هسألك عنه دلوقتي لأنه مش موضوعنا”
بص لشاشة الموبايل بتركيز وقال:
“باسورد الفيس بتاعك ايه؟!”
قلت بصدمة:
“نعم!!”
دير شاشة الموبايل ليا وقال:
“موبايلك طالع من الفيس والماسنجر عارفه ده معناه إيه!!”
سحبت الموبايل منه بعنـ.ف وقلت بحدة وبنبرة عالية:
“وإنت مالك أصلًا بتفتح الفيس ليه!!”
بص حوليه على الناس إللي بصوا علينا وقال:
“اهدي ووطي صوتك”
هديت صوتي وقلت وأنا بضغط على أسناني:
“متفكرش لما تطلب إيدي من أخويا دا يديك الحق إنك تتدخل في خصوصياتي”
“يا شهد افهمي”
قاطعته وقلت بحده وأنا ببص في موبايلي إلي لقيته موصل نت من موبايله:
“أفهم إيه!!!”
حسيت إنه مش عارف يقول إيه! ورجع ارتباكه يزيد وملامحه اتحولت من مرحه لـ عابسه…
وفجأه أخد قراره وقال بنفاذ صبر وبنبره بيها بعض الحدة:
“بصي يا بنت الناس اللي حصل إن امبارح اتبعتلي رسايل من الأكونت بتاعك وده اللي خلاني أجي أتقدملك لأني مش عايز أخسر صاحبي الوحيد وكمان…..”
قاطعته لما قلت باستخفاف:
“رسايل إيه!!! أنا أصلًا ممسكتش الموبايل في إيدي امبارح.. هيكون بعتلك لوحده مثلًا!”
فتح موبايله وحطه قدامي وقال:
“معرفش والله السؤال ده بقا أنا عايز إجابته منك… اتفضلي اقري الرسايل”
صدمتي وأنا شايفه الكلام اللي مبعوته من الأكونت بتاعي وصوري لجمت لساني…
كل اللي جه في بالي في الوقت ده إن «يزن« هكر الأكونت بتاعي لأ دا هكر موبايلي وأخد صوري وكلم شادي والله أعلم كلم مين تاني!!!
قلت بصدمة:
“أنا مبعتش الكلام ده”
“عارف وواثق”
اتفاجئت لما قال كده سألته بنبرة مرتعشه:
“وإيه اللي مخليك عارف وواثق مش يمكن أكون بكذب!”
“لا يا شهد إنتِ مبتكذبيش واللي مخليني واثق سببين يكفي إنك تعرفي سبب واحد منهم دلوقتي وهو إن أخت عبيده مستحيل تعمل كده”
ابتسمت وقلت باستهزاء:
“إذا كان عبيده نفسه عمل كده ليه بقا أخته متعملش كده”
عقد بين حاجبيه وقال:
“مش فاهم عبيده عمل إيه؟!”
قلت بصوت مبحوح يكتم البكاء:
“مش مهم عبيده عمل إيه… المهم إن أنا واقعه في ورطه كبيره”
“أنا محتاج أفهم يا شهد عشان أساعدك…”
فكرت للحظه وقررت أقوله لأني خايفه، بلعت ريقي وقلت بارتباك:
“هحكيلك من البدايه”
حكيتله كل حاجه من بدايه ما «منه» دخلتني جروب الإخوه والأخوات لحد ما خرجت من الجروب…
شادي حاول يطمني لكن نظرته كانت قلقه وده أربكني…
الوقت سرقنا وإحنا بنتكلم والمغرب قرب يأذن فقومنا نمشي كنت ملاحظه إنه ساكت طول الطريق وسرحان…
أول وصلنا الشارع شوفت نور متعلق حول بيت خالي عشان خطوبة «منه» و«عصام» وأصوت زغاريد…
بس لما قربت شويه سمعت صوت خنا.قه…
كانت والدة منه واقفه قدام البيت وجنبها خالي وعصام بيتخانقوا مع راجل لابس بدله وشكله الظاهري محترم قالت:
“إنت عايز مننا إيه وبأي حق تيجي هنا؟”
“إيه!!! جاي أبارك لـ بنتي”
“بنتك!! من امته ده إن شاء الله كنت فين لما كانت بتتعب وأجري بيها في المستشفيات لوحدي ومش لاقيه فلوس أكشف عليها!”
الرجل باستهزاء:
“بطلي تأليف شويه… منه بنتي غصب عنك ولعلمك أنا ببعتلها فلوس كل شهر وبقابلها وبتتواصل معايا”
عصام:
“لو سمحت يا أستاذ امشي دلوقتي لأن الناس بتتفرج علينا!”
“مش همشي إلا لما أشوف بنتي وأباركلها”
والدة منه بنبرة مرتفعه:
“مش هتشوفها عل جثـ.تي إنك تشوفها”
عصام بص ناحيتي أنا وشادي وبعدين بص لـ والدة منه وقال:
“وطي صوتك يا طنط فرجتوا علينا الناس”
سيبناهم يتخانقوا ومتدخلناش شادي ألقى السلام عليهم ودخلنا البيت..
بصيت لـ شادي وقولت لنفسي لازم أوافق أتجوزه عشان أغيظ «منه» و«عصام
استغفروا ❤️
بقلم آيه شاكر
★★★★★
أمي استقبلت «شادي» بترحاب وفرحه على غير الطبيعي طبعًا أكيد عبيده قالها إن شادي اتقدملي…
قعدت قصاد شادي إللي بيحاول يفتح الفيسبوك بتاعي لحد ما أخيرًا رجع حسابي وسط نظرات مستفهمه من عبيده إللي قاعد جنبه وأسئله كل لحظه:
“هو فيه ايه… فهموني”
قال شادي بضيق:
“اهدي يا حبيبي بالله عليك.. هفهمك لما أتنيل أفهم”
فتح شادي الماسنجر بتاعي وبحث في الرسايل ملقاش أثر للمحادثات كان واضح إنها اتحذفت!
لكن اللي حصل إن موبايلي رن برساله على الماسنجر من «مرام» محتواها:
“أنا كنت مترددة أبعتلك الرسائل دي بس أنا محتاجه أفهم!”
أرسلت اسكرينات بكلام منه والرسائل إللي بعتتهالها…
لما شادي قرأ الرسائل قال بصدمه:
“إيه ده يا نهار أبيض”
أنا وعبيده في نفس اللحظه:
“فيه ايه؟!”
جرس الباب رن فقام «عبيده» يفتح..
شادي أعطاني الهاتف وقال:
“شوفي”
شهقت بصدمه وزاد معدل تنفسي لدرجة إن صدري كان بيعلى ويهبط مع كل شهيق وزفير، وحسيت ببرودة أطرافي ورعشة في كل جسمي…
شادي أخد الموبايل من إيدي وقال:
“اهدي والله لاحل اللغز ده النهارده بإذن الله… وريني الأكونت بتاع يزن”
وبسرعه فتحت الأكونت واديته الموبايل…
من ناحية أخرى
اتفاجئت بـ «روعه» ومامتها اللي دخلوا فجأة..
أم روعه:
“إحنا آسفين إن إحنا جينا من غير ميعاد بس أنا مش قادره أشوف حالة بنتي كده وأسكت”
بصيت لـ «روعه» اللي كان باين عليها الإنطفاء وملامحها باهته..
أمي:
” اتفضلوا اقعدوا نورتونا”
في الوقت ده حسيت برجفه في قلبي وبصيت ناحية «شادي» إللي خطف نظره تجاهي ورجع يبص في الموبايل..
قعدنا كلنا في الصالون، شادي استأذن ووقف في البلكونه عشان يسيبنا على راحتنا وعشان يفكر يعرف في حل للمُعضله دي!
كنت باصه عليه وهو بيبص بتركيز لشاشة موبايلي انتبهت على صوت روعه:
“شهد هاتي المحادثات إللي معاكِ وريها لـ ماما”
استغربت جدًا وخوفت على عبيده وصورته قدام أمي، بلعت ريقي وقلت بارتباك:
“أنا معيش محادثات”
روعه بدموع وصوت باكي:
“شهد الموضوع ده مفهوش هزار وري لـ ماما المحادثات”
افتكرت إن الموبايل مع شادي فقلت:
“الموبايل مش معايا”
عبيده:
“محادثات إيه دي يا شهد هو فيه ايه؟!”
بصيت لـ عبيده وقلت:
“مـ… محادثات أأأ…”
ردت روعه:
“محادثات كلام ليا مع حضرتك وصور ليا!!”
عبيده بص للأرض وحك أرنبة أنفه وبعدين رجع بصلي وقال:
“وإيه إللي جاب المحادثات دي معاكِ”
شوفت إن مفيش داعي للإنكار فقلت:
“مـ.. منه بعتتهالي”
عبيده بدهشه ونبرة جافة:
“منه!!!! فين موبايلك؟!”
بلعت ريقي وقلت:
“مع صاحبك”
عبيده جاب الموبايل من شادي إللي وقف يتابع حوارنا بتركير بعد ما قرأ محادثات ماسنجر وكلام يزن ومحمد ومرام وغاده وتحذيرهم ليا من «منه»
فتحت المحادثات والإسكرينات إلي معايا وأعطيت الموبايل لعبيده….
بدل عبيده نظره بين الجميع وقال بارتباك وهو بيحاول التبرير:
“والله أنا كنت فاكر ده مقلب من أصحابي وكلمتها على الأساس ده لكن لما عرفت إنها بنت وبعتتلي صورها عملتلها بلوك”
روعه ببكاء وبنبرة مرتفعة:
“بس دي مش أنا!! أنا مكلمتكش والله ومكنتش أعرف حضرتك أصلًا.. أنا متربيه وعمري ما أغلط غلطه زي دي”
عبيده باستفهام وتعجب:
“إيه ده!! أومال مين اللي كان بيكلمني وبيبعتلي صورك!!”
روعه بانهيـ.ار:
“معرفش والله معرف… والله معرف”
عبيده فتح موبايله وأعطاه لـ روعه عشان تقرأ باقي الرسايل إللي مكنتش في الإسكرينات وتعرف إنه مسح كل صورها…
بدأت أنا أربط أساور الموضوع ويارتني ما نطقت قلت بسذاجه:
“ممكن يكون يزن هكر الأكونت بتاعك إنتِ كمان!”
كلهم سألوني في نفس واحد:
“مين يزن!!”
تأملت الفراغ وانا بحاول أركز وبفكر بصوت مسموع:
“بس هو هيعرفك منين وإنتِ مكنتيش معانا في الجروب”
عبيده:
“جروب إيه! ومين يزن ده يا شهد؟!”
بصيت ناحية البلكونه على شادي إللي واقف بيسمع حوارنا، ورجعت بصيت قدامي وفجأه حسيت الدنيا بتلف بيا مبقتش قادره أفكر ولا عارفه أتنفس كويس، كنت مضغوطه نفسيًا ومرهقة وكأن الضغطه دي واقفه على صدري، سمعت عبيده إللي بيقولي:
“اتكلمي يا شهد جاوبيني”
شادي اتدخل وسمعت صوته كأنه جاي من بعيد قوي:
“البنت اللي اسمها «منه» مش سهله وممكن تكون هي اللي ورا كل ده!”
أمي هزتني وقالت بحدة:
“ردي يا شهد ساكته ليه!!”
مقدرتش أقاوم أكتر من كده وكأن عقلي بيطلب يرتاح شويه من الدوشه إلي بتدور فيه، فغمضت عيني وغبت عن الوعي…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فأعرضت نفسي)