روايات

رواية غيث البادية الفصل الثاني 2 بقلم ملك بركات

رواية غيث البادية الفصل الثاني 2 بقلم ملك بركات

رواية غيث البادية البارت الثاني

رواية غيث البادية الجزء الثاني

رواية غيث البادية
رواية غيث البادية

رواية غيث البادية الحلقة الثانية

بعد رجوعي رفعت يدي لأطرق باب المنزل لأسمع صوت صراخ خافت لأمي و هي تحادث ابي قائلة: يعني بنتي في خطر يا عمران انت واعي للي بتقوله ده…و هي مالها باللي بيحصل بينك و بين عيلة رشدان
ليرد ابي عليها قائلا: يا نعمه اللي بين عيلتي و عيلتهم دم…و هما دلوقتي بيهددوني ببنتك
_ يعني عايزين ياخدوا طارهم منها…ده انا مش بعيد اقتلهم واحد واحد لو حد فكر يجي جنبها…و نخلي الدم دمين.
لا أعلم ما الذي دهاني وقتها و لكن جميع اوصالي شلت…حتى اخذت الخطوة طرقت الباب بيد مرتعشه….فافتحت لي امي بوجه منتفخ من البكاء
فسألتها و انا اعلم الاجابة: مالك يا ماما؟
_ مفيش يا بنتي …ادخلي
_ هو بابا هنا
_ اه جوا
دلفت الي غرفه ابي لاجده جالس و على وجهة نظرات القلق
_ مساء الخير يا بابا
_ مساء النور يا حبيبتي…طمنيني اخبار بطولتك ايه
_ و الله شغاله اهو ربنا يكرمنا

 

 

دخلت امي وجلست بجواري و كان هناك جو مريب
_ انتوا كويسين يا جماعه
لتردف امي قائلة: اه يا بنتي هيكون في ايه يعني
لم أرغب في الضغط عليهم و لا اريد ان اسمع منهم ما سمعته من قبل…حتى انني تمنيت أن تكون هلاوس مني
دلفت الي غرفتي و ألقيت بجسدي
على فراشي و عقلي لا يتوقف عن التفكير…أخشى أن يؤذيني احد و لكن اعلم بأن ابي سيخبرني بكل شئ في الوقت المناسب
مرت خمس ايام و لكني لم اتجاهل ما سمعته ابدا….أعاد غيث الكتاب و أخبرني بأنه نال إعجابه و تكررت لقأتنا على مدار الخمسة ايام حتى أصبحنا أصدقاء نوعا ما
و في اليوم السادس و بالأخص بعد إنتهاء بطولتي و حصولي على المركز الأول…عدت إلى البيت و انا سعيده بما حصلت عليه من جوائز و ما سمعته من مدربيني من مديح…دخلت إلى المنزل فلم أجد سوى ابي و هو يهنيني بوجه مرتبك و مرتاب….لم أفهم ما الذي يدور في رأسه و سرعان ما تجمد وجهه و تحولت نبرته إلى حده قائلا لي: اسمعي اللي هقولك عليه ده و تنفذيه بالحرف الواحد
لأرد عليه بخوف: في ايه يا بابا
_ انتي من بكره لازم تمشي من البيت
تجمعت الدموع و الصدمه على وجهي….لطالما كنت مدللة عند أبي و كانت كل ما اطلبه أوامر.
ردت عليه بصوت متحشرج من البكاء: يعني ايه يا بابا…انت بطردني
لم يقوى على رؤية بكائي و ضمني إليه بسكون حتى شعرت بدموعه اغرقت كتفي
_ سامحيني يا بنتي….ربنا يعلم اللي انا فيه … بس انا عايز احميكي انا عندي يئذوا كل حته فيا و لا يقربوا منك بسوء
_ هو ايه اللي فتح المواضيع دي دلوقتي
نظر لي بتعجب فتابعت: انا سمعت كلامك مع ماما من كام يوم
ابتعد عني عائدا إلى كرسيه: هما كانوا بيدوروا عليا اصلا و لما وصلولي بدأوا يسوموني عليكي
هدأت ملامحي و نظرت إلى أبي قائلة: انا طول عمري بسمع كلامك يا بابا و هسمعه المره دي بس بشرط…انا محدش هيعرف انا مكاني … علشان زي ما انت عايز تحميني…انا كمان عايزه أحميك انت و ماما و معرفتكوا بمكاني مش هتجبلكوا غير التعب….انا همشي بكرا متشيلش همي.

 

 

كان أبي في حاله يثرى عليه بها…عيناه تفيض بالدمع… لطالما أخبرني إنه عند زواجي و تركي له و ذهابي إلى منزل زوجي سيكون أصعب يوم عليه و لن يشعر بسعاده و منزله لا يوجد به صوتي…و الآن يأمرني بأن أذهب بعيد عنه في مكان لا يعلم عنه شئ و لكن كل ما يعرفه انني سأكون حيه ترزق
أخبرته بأنني سأذهب إلى النادي غدا و من هناك سأرحل إلى وجهتي التي لا أعلم عنها شئ.
دخلت إلى غرفتي و هرعت إلى فراشي و تركت العنان إلى بكائي
هل سأكون بخير….هل سيؤذيني احد
لا أعلم و لكن كل ما أعلمه ان مصيري مظلم لا يوجد به أي امل
اتجهت إلى قبلتي لعل الله ينير صدري…اسجد و تمتلأ سجادة صلاتي بدموعي….استغيث بالله الذي لا يغفل و لا ينام و افوض أمري إليه
نهضت من صلاتي و بدأت في تجهيز حقيبه سفري وضعت بها كل ملابسي…لا أعلم في اي يوم او شهر أو عام او فصل سأعود لذلك اخدت كل اغراضي و امتعتي.
عدت إلى فراشي مره اخرى حتى انام … منذ إنتهاء حديثي مع أبي و انا لم اخطوا خارج الغرفة
لم يحن النوم إلي عيني…عقلي لا يتوقف عن التفكير ….حتى غفلت اخيرا …استيقظت في الصباح على صوت همس فتحت عيني لأجد امي تحاول كتم بكائها و هي جالسه بجواري
_ يا ماما مالك بس
ما إن انتهيت من جملتي حتى انفجرت في البكاء
_ ابوكي قالي يا بنتي على اللي هتعمليه…قلبي وجعني عليكي
بكائها وخز قلبي…لا اريد ان أراها بحالتها تلك
_ في ايه يا ست الكل…منا ياما سافرت يعني…اعتبريني عندي بطوله في محافظه تانيه
_ انا عايزه اعرف مرساكي يا بنتي
_ و انا مش هقدر اقولك حاجه … بالله عليكي متضغطيش عليا

 

 

_ طب قومي كلي معانا
_ حاضر جايه وراكي
خرجت من غرفتي…فركت عيني بملل كأني استسلمت إلى واقعي المرير…
تناولت فطوري معهم …و لأول مره يسود الصمت بيننا على مائدة الطعام كل منا لا يعلم عن ماذا يتحدث … حتى نهضت و اخبرتهم بأني ذاهبة
نهضا بأسى و احتضناني بدموعهم التي أشعلت النار في قلبي
خرجت من منزلي إلى وجهتي و كانت تلك اخر مره اتناول فيها الطعام معهم.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غيث البادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى