روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

موقع كتابك في سطور

رواية غفران هزمه العشق الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الجزء العاشر

رواية غفران هزمه العشق البارت العاشر

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة العاشرة

رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل العــــاشــر ( 10 )
___ بعنــــوان ” عـلاقــة ســـامة ” ___
خرجت “قُسم” من المرحاض بالغرفة ووجدت “غفران” غادر الفراش ويقف أمام الشرفة ينظر على الطريق، تنحنحت “قُسم”بلطف قبل أن تتحدث ثم قالت:-
_ صباح الخيـر
ألتف “غفران” على صوتها الذي ميزه بوضوح، رآها تقف بمنتصف الغرفة مُرتدية بنطلون جينز وتي شيرت أبيض اللون بنصف كم، شعرها مسدول بعفوية على الجانبين وكما اعتاد لم يرى من ملامحها شيء فبات معتادًا على رؤية وجهها الضبابي وحرمانه من عينيها الخضراء، أقترب إلى الفراش يجلس عليه ببرود فأقتربت هى الأخرى منه لتهمهم بنبرة خافتة مُحرجة من وجودها معه:-
_ أنت كويس
أومأ إليها بنعم فسأل بقلق أستحوذ عليه من وجودها خوفٍ أن تكن علمت بشيء عن مرضه :-
_ أنتِ هنا من أمتي؟
وقفت قربه فى المقابل تحدق بوجهه ثم قالت بلطف:-
_ من امبارح، لقيتك واقع على الأرض قدام باب أوضتي ومكنتش عارفة أعمل حاجة، خضيتي عليك
رفع عينيه إليها مُندهشًا، أقتربت “قُسم” أكثر ورفعت يدها إلى جبينه تعيد اللاصقة الطبية إلى جرحه بعد أن فُتحت فظل صامتًا يشعر بملمس يدها الناعم بينما يرسم عينيها الخضراء فى ذهنه ورغم أن عينيه تراها ضبابية ألا أن عقله يري وجهها بوضوح بعد أن حُفر فى ذاكرته لتظل رغم كل شيء هى الوجه الوحيد الذي يراه بباطنه، أنهت ما تفعله وقالت:-
_ سامحينى أنا لازم أسيبك وأمشي عشان ميعاد عملية بابا، خلي بالك من نفسك
فتح باب الغرفة بلطف ودلف “عُمر” ليراه مُستيقظًا فقال بهدوء:-
_ صباح الخير يا ميسو غفران، مستعدة يا أنسة قُسم
أومأت إليه بنعم فوقف “غفران” من محله يهندم قميصه ويغلق بقية أزراره ولسانه يقول:-
_ أنا جاي معاكِ
_ أنت تعبان؟!
قالتها “قُسم” بلطف فرغم أنانيتها لكنها ليس بهذا السوء لتجعله يشاركها مشوارها بينما هو مريض كان طريح الفراش أمس، هز “عُمر” رأسه بلا كأنه يخبرها أن لا جدوى من محاولتها طالما عزم أمره على فعل هذا الشيء، خرجوا ثلاثتهما ووقعت على الأوراق الخاص بالجراحة ثم أخذه والدها الغائب عن الوعي وسط دموعها ويديها التى ترتجف بقوة وجسدها البارد كالثلج من الخوف، أرسلت لوالدتها على تطبيق المراسلة أن زوجها دلف للتو إلى العملية ….
__________________________
[[ شركة حــــــواء للأدوية والمستحضرات التجميلية ]]
دلفت “رزان” إلى مكتب “نورهان” وكانت منغمسة فى عملها الشاق وتتحدث مع موظفها بحدة صارمة:-
_ أنا محدش يلوي ذراعي يا بيه، البنت دى تمشي فور والعقد بتاعها تفسخه تمامًا ، هو فاكرة نفسها مين عشان تتشرط عليا، بكرة الصبح كل الإعلانات بتاعتنا تتغير وصورتها تنزل من كل الإعلانات ويتعلق وجه جديد مع المنتج بتاعتنا
_ أيوة يا دكتور لكن بيلا دى من أشهر الوجوه الإعلانية فى شركتنا وشغلها لا يعلى عليه
عادت “نورهان” بظهرها للخلف بإقتضاب وعينيها تحدق بوجه هذا الموظف ثم قالت بجدية صارمة:-
_ بيلا دى أنا اللى عملتها ولا ناسي أن اسمها تحية ، أسمع اللى أقوله يتنفذ بكرة الصبح ألاقي إعلانات وجه تاني فى محطات المترو والطرق، كمان عايزاك وانت بتختار بنت تختار واحدة تانية تشاركها الإعلان مُحجبة، إحنا كمان بنخاطب فى منتجاتنا المحجبات وبلاش النبذة البذيئة اللى بشوفها فى المسلسلات أن المحجبة شعرها وحشها وهى وحشة أنا عايزة بنت محجبة زى البدر واضح
أومأ إليها بنعم فأشارت إليه بأن يغادر لتقترب “رزان” نحوها ووضعت التابلت على سطح المكتب أمامها وبدأت تتحدث قائلة:-
_ غفران بيه وصل باريس أمبارح ومعه مس قُسم
أتسعت عيني “نورهان” على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأخذت التابلت لتتأكد بنفسها من الصور، لا تُصدق أن ابنها سافر للخارج مع فتاة أخرى فقالت بتمتمة :-
_قُسم… معقول دا؟
رفعت “نورهان” نظرها إلى مساعدتها مُندهشة حقًا وكادت تدهشها تنير المكان كالأضواء وسألت بفضول:-
_ تفتكرى أتجوزها على كندا؟ لا ، البت اللى أسمها قُسم متعملش كدة، متتجوزش فى السر أنا نظرتي فى الناس متخبش أبدًا، دى بنت قوية وجريئة وحرة، نظرة عينيها وهى بتتحداني بالكلام لما فصلت الموظف بتقول أنها برية حرية، عينيها وقتها فكرتني بنفسي زمان ودخول غفران قصري يومها من غير أذن عشانها أكد ليا أن فى حاجة غلط أنا مش عارفاها لكن البنت دى ذكية وأنا حبتها… خلى عينيك عليها وكلمى الناس بتوعنا فى باريس يعرفوا السبب وراء سفرهما
أومأت “رزان” بنعم وغادرت المكتب لتحدق “نورهان” بصورة “قُسم” بحيرة وبسمة مُشرقة لمعت فوق شفاهها كأنها نالت جائزتها التى بحثت عنها كثيرًا، فتمتمت بهدوء ونبرة واثقة:-
_ قُسم… والله وجت اللى هترميكي يا كندا برا القصر من غير ما أتعب أنا
أرتشفت قهوتها بسعادة تغمرها وبداخلها حسد يخبرها أن “قُسم” ستفعل ما عجزت كل الفتيات عن فعله مع “غفران” …..
_________________________
[[ بـــــــاريـــــــــــــــس ]]
رأها تفرك أصابعها بتوتر شديد مُنذ دخول والدها للجراحات، أخذ نفس عميق بتنهيدة قوية ثم لفظ أسمها بنبرة خافتة:-
_ قُسم
نظرت إليه بعيني دامعة وجسدها يرتجف من الخوف بعد أن رأت والدها يغادر مع الطاقم الطبي إلى غرفة العمليات، رفع يده إلى ذقنها بلطف يلمسها بدفء ثم قال:-
_ متخافيش يا قُسم، أنا مستحيل أسرق منك الأمل وهعمل أى حاجة عشان خاطر ينور وشك من تاني زى ما نورتي حياتي بوجودك… مع نالا يعنى
نظرت له مُندهشة من دفء كلماته، كان يحدق بها رغم وجهها الضبابي لكن عينيه عالقة بها يتعهد بإعطائها الأمل الذي أنارت به حياته حين رأى وجهها وعينيها الخضراء، لم تكن ابنته نهائيًا، بل مقصده الأول والأخير كان عن عينيه المرضية التى شُفيت لبرهة من الوقت بفضلها، أومأت إليه بنعم ثم قالت بضعف:-
_ بابا هيكون كويس صح؟
أومأ إليها بنعم ثم قال بلطف لأجل نبرتها الضعيفة التى أخبرته بوهنها أنها تبكي ويحتل قلبها الحزن:-
_ إن شاء الله يا قُسم
جلست قربه على المقاعد الحديدية تنتظر خروج والدها من غرفة العمليات، الجراحة التى أستغرقت الكثير من الساعات ونار الأنتظار تحرق ضلوعها بالقلق والخوف، بكت كثيرًا ودعت أكثر، تارة تنهار باكية وتارة أخرى تصمد الحديد، نظر “غفران” ليديها المُتشابكة ببعضهما وترتجف بقوة من القلق فأبتلع لعابه بتوتر ثم رفع يده ووضعها فوق يديها يضمهم الأثنين بين أنامله، رفعت رأسها إليه حادقة به وقشعريرة جسدها تستمر لكن مزج قلقها رجفة أخرى ناعمة حين شعرت بالآمان تجاه رجل لا يجب أن تقترب منه ولن يجمعها طريق واحد معه أبدًا، لكن للقدر رأي أخر لطالما كانت القلوب بلا سلطان ولن يحكمها أحد فأشعل القدر فتلة الحُب داخل هذان القلبان، قلبان أختر القدر أن يجمعهما بنبضة واحدة رغم أختلاف طريقهما.
فُتح الباب بعد ساعات طويلة فهرعت إليه كالرضيعة التى تصبو إلى والدها تقدم “غفران” ليتحدث مع الطبيب بينما هى تحدق بوالدها الغائب عن الوعي حتى وصل إلى العناية لتُحرم من رؤيته من جديد فألتفت باكية بحزن يغمرها من القلق ليتحدث “غفران” بهدوء:-
_ كفاية عياط بقى، الدكتور طمني وقال أن العملية نجحت وكلها أيام وباباكي يفوق
_ بجد؟!
قالتها بحماس شديد فأومأ إليها بنعم ثم قال:-
_ دلوقت بقي نروح نرتاح شوية وتأكليه حاجة أنتِ ماكلتيش حاجة من امبارح
أومأت إليه بنعم ثم عادوا إلى الفندق معًا وصعدت “قُسم” تبدل ملابسها ثم ترجلت للأسفل حيث المطعم الذي ينتظرها به، تبسمت إليه بلطف وذهبت نحو طاولته وهى تقول:-
_ أتاخرت ؟
سمع صوتها ليميز كونها فراشته المجهولة، تبسم بخفة ثم قال:-
_ أقعدي
جلست أمامه وكان ينظر بهاتفه منغمسًا فى متابعة أحوال شركته من خلاله حتى جاءت “قُسم” ترك الهاتف وظلت يرمقها فى صمت بفستانها الوردي بأكمامه الفضفاضة وشعرها المصفف على هيئة كعكة من الخلف وغرتها الطويلة مسدولة على الجانب الأيسر وترتدي حلق أذن فضية به أحجار وردي، جاء النادل ليضع الطعام على الطاولة وكانت تعتبر أكبر وليمة طعام رأتها فى حياتها، تحدث “غفران” بحرج قائلًا:-
_ معرفش بتحبي أي؟ خليتهم يجهزوا معظم الأكل
_ كنت أسألني بدل ما يترمي باقي الأكل حرام
قالتها “قُسم” بضيق ليُجيب “غفران” بعفوية:-
_ مش هيترمي يا قُسم، كُلي
تناولت طعامها وقاطع صمتهما صوت رنين الهاتف باسم “كندا” مما جعله يغلق الهاتف كليًا بسببها وتحولت ملامح وجهه إلى العبوس والغضب الكامن بداخله، لم ينسي خيانتها وخروجها من القصر وبسببها تعرض إلى الحادث وفقد وجه “قُسم” بهذا الحادث بفضل زوجته الخائنة، نظرت “قُسم” نظرها إليه بتوتر فأنتبهت انه توقف عن الطعام بعد اتصال زوجته فتمتمت بلطف:-
_ الأكل مش عاجبك
_ لا، كويس كملى أنتِ أكلك
غادر المطعم وخرج إلى الخارج، نظرت حولها بحرج وتركت الطعام هى الأخرى لتخرج خلفه ورأته يقف فى الحديقة على العشب الأخضر ينفث دخان سيجارته فتنحنحت بحرج، أستدار “غفران” إليها وعلم من فستانها أنها “قُسم” فقال بهدوء:-
_ فى حاجة؟
تبسمت بعفوية بينما تقول بلطف:-
_ أنا مش عاجبني الأكل دا، بصراحةأنا مش متعودة على الأكل أبو شوكة وسكينة دا والصوصات الغريبة دى، أنا بنت بلد بأكل أكل الشارع والمكرونة بصلصة والمحشي
ضحك على براءتها وعفويتها، فتاة جميلة تتمرد على الأكلات الفاخرة لأجل أكلاتها الشعبية، لم تكترث للمال أو ما يمكن شراءه بأغلى الأسعار، لو تعلم أن وجبة واحدة فى هذا المطعم كتفي لمرتبها فى سنة كاملة لفقدت وعيها، تحدثت “قُسم” تقتل شروده بها قائلة:-
_ بصراحة أنا جعانة جدًا ومش عارفة أكل الأكل دا، تعال أنا هدور على الأكل اللى ينفع ليا وأنت تترجم زى المرشد كدة فى البلد العجيبة اللى معرفش فيها حاجة دى
ألقي سيجارته أرضًا ليطفئها ثم سار معها فى الشارع، لم تكن تعرف إلى أين تذهب ؟ أو إلى أين تقودها قدمها لكنها تتبع الجهل معه، تصبو إلى المجهول بثقة كأنها تلعب فى الشوارع معه، رأت عربة مثلجات فركضت نحوها وهى تأخذ يده فى يدها ببراءة وتقول:-
_ تعال
ركضت بسرعة جنونية دون أن تنتبه إلى هذا الرجل الوقور الذي يسير معها، لا يعرف كيفية الركض وسط الطرقات مثلها، أسرع فى خطواته الثابتة حتى وصلت إلى العربة وأشارت بأصابعها على المثلجات الى تُريدها وفهم البائع رغبتها، أخذت أثنين من المثلجات وأعطته واحدة بحماس تقول:-
_ تصدق نسيت أسألك بتحب طعم أى
ضحك عليها وأخذ المثلجات وبدأوا يسيرون معًا، تحدثت “قًسم” بنبرة خافتة:-
_ تعرف أنا اكتشفت أن الواحد لما يكون معاه فلوس، حياته بتكون صعبة أوى
نظر إليها مُتعجب كلماتها، جلست على مقعد خشبي فى الطريق وجلس جوارها فقالت:-
_ أنت حياتك صعبة أوى، مبتضحكش ومبتتفسحش ومبتعملش أى حاجة مجنونة نفسك فيها، ولا مامتك ياااا لما شوفتها قولت يا رب ما يبقي معايا فلوس أبدًا، جبروت رهيب وقوية لدرجة مُرعبة وعشان أبنها يشوفها لازم يأخذ ميعاد، هى دى حياة… حياتكم صعبة أوى مفهاش حياة وروح كدة الأيام روتينية جدًا مبتمشيش بالعكس كل يوم محفوظ هتعمل أى الساعة 9 تكون فى الشركة الساعة 11 تفطر والقهوة بميعاد وأنك تشوف بنتك بميعاد… أي الحياة المملة دى
ضحك “غفران” علي كلماتها ليُشير نحوها بالأيس كريم ويقول:-
_ والأيس كريم من الشارع ممنوع
أنفجرت ضاحكة عليه وهى تضع يدها على فمها من شدة ضحكاتها ليشرد “غفران” فى صوت ضحكاتها العالي وبدأ يتخيل شكلها وهى تضحك بقوتها هذه، تحدثت بمكر:-
_ ليه الأيس كريم هيسمك مثلًا… خليها على الله
أومأ إليها بنعم وشرد بزوجته “كندا” فتاته التى أحبها بقوة كالمجنون، أحبها حقًا حُبًا عفيفى طاهر لم يملأه الشهوة أو الرغبة بها، تحدث بحزن واضح بنبرته الواهنة:-
_ ممكن أسألك سؤال بخبرة أنك بنت؟
أومأت إليه بنعم أثناء تناولها للمثلجات، نظر نحوها وقال:-
_ أي اللى يخلي بنت تبطل تحب جوزها؟ أو تميل لراجل تاني؟
توقفت “قُسم” عن الأكل وهكذا الضحك حين شعرت أن مجرى الحديث بينهما تحول للجدية وفهمت أنه يبحث عن سبب يبرر فعل زوجته معه والخيانة التى لا تعرف عنها شيء؟ فقالت بجدية:-
_ أى كان السبب أولًا خليني أقولك ان مفيش سبب لدا، لأن إحنا البنات غير الرجالة تمامًا إحنا ربنا حلل لينا راجل واحد بس وما دام أنا مراته مقدرش أبص ولا أدور على راجل تاني، غير الرجالة ممكن يبصوا لواحدة تانية لأن الشرع محلل لهم أربعة، لكن خلينا نقول أن اللى يخليها تتغير ناحية جوزها أنه يكون بخيل معاها، إحنا ربنا خلقنا عاطفيين قلوبنا بتسيطر علينا يعنى بكلمة واحدة نديكم عينيا، عشان كدة لو الست ملاقتش الحُب والدفء فى بيتها ممكن تضعف قصاد أى كلمة حلوة مع العلم أن دا غلط بس دا للأسف اللى بيحصل
_ يعنى كلام الحُب سبب كافي للخيانة ؟
قالها بضيق ثم وقف من مكانه لتقف “قُسم” معه وبدأت تسير جواره فقالت بتمتمة:-
_ الخيانة ملهاش مبرر عند الراجل والست، الخيانة بتوجع أوى وبتقتل كل المشاعر الحلو والذكريات الجميلة المتشالة فى القلب
أومأ إليها بنعم وظل صامتًا، رن هاتفها على تطبيق المراسلة باسم “حازم” فأخذت نفس عميق بلطف ونظرت إلى “غفران” بحرج ثم استقبلت الأتصال بحماس وفرحة تغمرها حين قالت:-
_ حزومي بعتلك كتير، بابا عمل العملية والدكتور قال أن أيام وهفتح عينيه وفوق
تلاشت بسمتها وقُتلت فرحتها حين سمعت صوت “حازم” يقول بنبرة غليظة:-
_ كويس عشان يقوم ويشوف تربيته ليكي ويشوف بنته اللى بقيت ماشية على حل شعرها يمكن ربنا عمل كدة عشان تلاقي اللى يربيكي من أول وجديد يا قُسم
أبتلعت لعابها بعد أن قتل فرحتها بشفاء والدها ولم تعري أهتمام إلى “غفران” الموجود جوارها وأخذت تنهيدة قوية تحكم بها غضبها قبل أن تتحدث لتقول:-
_ هتفضل زى ما أنت، هتفضل بنفس العقلية الزبالة دى، هتفضل الست الوالدة قاعدة توسوس فى عقلك وتمليك من ناحيتى يا حازم، هتفضل كل لحظة حلوة بنا تكسرها بسبب كلام مامتك، ليكن فى علمك ماما كلمتني وقالتلى على اللى حصل بس أنا عشان باقية عليك عديت الموقف وقُلت مش مهم ومش وقت زعل وأول ما أطمنت على بابا بعتلك أفرحك بس من الواضح أن دى شيء ميهمكش أصلًا
قهقه ضاحكًا عليها بسخرية بينما “غفران” يسير جوارها ويستمع للحديث من طرفها وغضبها الذي قتل فرحتها، تحدث “حازم” بضيق شديد قائلًا:-
_ أنا اللى يهمني خطيبتى اللى هتبقي مراتي ومسافرة مع راجل غريب من غير ما تحط فى عينيها حصوة ملح وبكل بجاحة
صرخت بانفعال من كلماته الحادة:-
_ وشكلها عمرها ما هتبقي مراتك بأسلوبك دا
أغلقت الخط معه غاضبة ولا تتحمل أفكاره، لم يفهم موقفها ما دام هو ليس صاحبه، أغلقت “قُسم” الهاتف تنهي هذا النقاش صعدت إلى غرفتها، لم تتحمل أكثر وفور دخولها إلى الغرفة وحدها جهشت باكية بقوة تطلق العنان لضعفها وحزنها اللذان أثقل كاهل قلبها وصدرها، ظلت تبكي بقوة تمزقها الأوجاع والخذلان الذي تتعرض له من “حازم” فى كل مرة تتوهم أنه سيكون سندًا لها ويدعمها، كثرت الخلافات بينهما مؤخرًا رغم أقرب زواجهما، فأتصلت بوالدتها “صفية” ليُجيب عليها “قاسم” الذي كان يقفز فرحًا من شفاء والده يقول:-
_ طمنيني يا قُسم، ماما قالتلي أن الدكتور طمنك؟
اومأت إليه بنعم ويديها تجفف دموعها بلطف، تحدثت بعفوية:-
_ أه يا قاسم، وقالى كلها أيام والقلب الجديد يستعيد وظائفه كاملة وبابا هيفوق ويرجع يعيش وسطنا ومعانا
تنفس الصعداء بأريحية وقال بلطف:-
_ امممم وأخيرًا يا قُسم، ربنا يباركلك والله وأنتِ تعبانة معانا
أعطى الهاتف إلى والدته “صفية” وبدأ حديث الأم وابنتها لتقول:-
_ طمنيني يا ماما عنك وعن قاسم، بيروح دورسه ولا لا؟
_ اه بيروح، طمنيني انتِ عنك فى الغُربة؟
تبسمت “قُسم” بلطف وقالت:-
_ هو أنا لحقت يا ماما؟ يا دوب لسه راجعة من المستشفي أهو، فضلت واقفة هناك لحد ما أطمنت على بابا وصحته
_ ربنا يقومه بالسلامة ويرده لينا سالم، قوليلي يا قُسم كلمتي حازم تطمنيه؟
تنهدت “قُسم” بضيق شديد وقصت لوالدتها ما حدث مع “حازم” وكلماته الحادة إليها فقالت “صفية” بضيق:-
_ سفرك لوحدك كان غلط من البداية يا قُسم، بس أنا سكت عشان أبوكِ وعشان أنتِ تربيتي وأنا عارفة مربية بنتي أزاى وواثقة فيكِ لكن حازم راجل يا قُسم ومعندهوش الكلام دا ومش هيفهمه أبدًا
أومأت إليها بنعم بحيرة وبدأت تفكر إذا كانت هى المُخطئة حقًا فى قبول عرض “غفران” وإنقاذ والدها، أنهت الأتصال بعد نوبة كبيرة من العتاب واللوم……..
__________________________
كانت “ملك” واقفة فى البهو حزينة من فراق زوجها، عينيها تبكي بحزن شديد ليقترب “أنس” ببدلته الرسمية للبحرية وقال بلطف:-
_ وبعدين يا ملك، مش معقول كل مرة تنهاري من العياط كدة عشان مسافر
أومأت إليه بنعم ورفعت يديها تضعهما فوق صدره بتشبث لا تقوي على فراق زوجها والشوق بكل مرة يمزقها اربًا فقالت بلطف:-
_ خلاص مش هعيط، بس خلي بالك من نفسك وتطمني عليك
أومأ إليها بنعم فتبسمت “ملك” وسط بكاءها الناعمة فأقترب “أنس” منها يقبل جبينها بحُب شديد ثم قال بنبرة دافئة:-
_ خلى بالك من نفسك يا ملوكة ، هتوحشيني يا بت وهتوحشني شقاوتك
ضحكت بعفوية ثم قالت بدلال ويديها تداعب أزرار سترته:-
_ لو شقاوتي هتوحشك بجد، يبقي أول ما توصل تيجي تقعد معايا هنا يومين قبل ما تروح للمحروسة
ضحك على كلماتها ويده تبعثر غرتها بعفوية ثم قال بلطف:-
_ يا خراشي، أنتِ عايزها تشك فيا بجد، مش كفاية أنا سايبها بقالي أسبوع أهو وقاعد معاكِ وكمان أتاخر عليها وقت شغلي وكمان يومين يا حبيبتي، إحنا عايزين ربنا يسترها لحد ما يجي الوقت المناسب
أستدارت تعطيه ظهرها بغضب مصطنع وقالت بضيق:-
_ أيوه قول بقي أنها واحشتك؟
أقترب “أنس” من خلفها يمسكها من أكتافها وقال بدلال ونبرة ناعمة:-
_ ملوكة يا روحي قلبي، أنتِ مراتي وهى مراتي وأوعي تفتكري أنى ممكن أتخلي عن واحدة فيكم، أنا مستني الوقت المناسب عشان أعلن جوازنا للنور وأنتوا الأتنين تتقبلوا وجود بعض، لكن لا أنا هطلقك ولا هطلقها، سبحان الله أنا ربنا خلقني كدة بحبكم أنتوا الأتنين وهى أم ابني وأنتِ كمان هتكوني أم ابنى ، وطبعي أنها توحشني لأني بحبها وعمري ما مثلت عليها الحُب … فاهمة يا حبيبتي
أومأت “ملك” إليه بنعم فوضع قبلة فوق رأسها وغادر لتستشاط “ملك” غضبًا من هذه الزوجة التى تشاركها زوجها وستظل مشاركة لها طيلة العمر لكن لا مفر من قبول الواقع المفروض عليها …
_______________________
[[ بــــــاريــــــــــــــــس ]]
تناولت “قُسم” فطارها فى الغرفة وجلست على الأريكة بكوب النسكافيه فى يدها وتنفست الصعداء لتحمل الهاتف بيدها وجمعت شجاعتها لإرضاء “حازم” وأرسلت له رسالة لطيفة فى الصباح:-
( _ صباح الخير يا حبيبي )
فتح “حازم” الرسالة ولم يُجيب عليها، تنهدت بضيق من بروده معها وأرسلت رسالة أخري له بكلمة واحدة ( _ بحبك )
أجابها برد بارد مُتجلد قائلًا
( _ وتحبني ليه، حبي اللى عندك ومعاكِ)
أتصلت “قُسم” به غاضبة من كلماته وفور أستقبله للأتصال قالت بضيق:-
_ أنا هحجزلك على طيارة بليل يا حازم، تعال أقعد معايا
_ مش فاضي
ضحكت “قُسم” على رده وقالت بغضب سافر يحتلها ونبرة قوية أرعبت “حازم”:-
_ ومن امتى كنت فاضي لأي وقت كنت محتاجة ليك فيها، عرفت ليه أنا مطلبتش منك تيجي معايا مش عشان أسافر مع راجل لوحدي ولا عشان أنا مش متربية، دا عشان أنت مطلع عيني عشان توصل للشقة تتابع التجهيزات مع الصنايعية هترضي تيجي معايا باريس، أنت عمرك ما كنت سند يا حازم، عمرك ما كنت عكاز أتسند عليه وبعد أبويا أنا ماليش سند وعشان كدة لما وقع أنا اللى سندته ومستنيتش منك أى سند، إذا كان اللى عليك مبتعملهوش هتعمل اللى مش عليك
شعر”حازم” أنه أوشك على خسارة “قُسم” من تجاهله لها ورفضه الدائم لطلباتها ومطلباتها ليقول بتوتر:-
_ يا قُسم أنا …..
قاطعته “قُسم” بنبرة حادة وقوية:-
_ أنت أي؟ ، أنت أناني ومتعرفش قُسم غير فى الكلام الحلو، متعرفش أن انا كبنت محتاجة وجودك عشان تكون سند وآمان ليا، تكون ضهر ليا فى الحياة ولأى موقف صعبة يمر عليا مش عشان أسمع كلمتين حلوين وبحبك ووحشتيني ، أنت فاهم الحُب والجواز غلط يا حازم بس العيب مش عليك، العيب عليا أنا اللى قبلت من أول مرة أروح أقف مع صنايعية فى شقة أنت اللى مُلزم تجهزها مش أنا، أنا اللى غلطانة من الأول لما أتنازلت وعديت كتير عشان بس بحبك ، يا أخى ملعون أبو الحُب اللى ذلني وتعبني نفسني وخلاني محتاجة أبرر كل حاجة منك وخلاني أسمع منك كلام يوجع وأعدي…. أسمع يا حازم أنا بحبك أه لكن بحب نفسي وكرامتي أكتر
_ يعنى اي؟
سألها بتلعثم شديد لتُجيبه بنبرة قاسية:-
_ يعنى كل شيء قسمة ونصيب يا حازم، أنا مش هكمل فى الجوازة دى وحاجاتك كلها عند عمتك ولو على الدبلة أول ما أرجع هبعتها لك، سلام يا ابن خالي
أغلقت الخط دون أن تنتظر جوابه ليرن مرة أخرى فرفضت الأتصال وأغلقت الهاتف تمامًا بعد أن أنقذت روحها من حُب أستنفد مشاعرها وطاقتها وروحها، أنقذت نفسها من علاقة سامة تؤذي بقلبها وروحها وتلتهم حياتها ……..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى