روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل الرابع 4 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الفصل الرابع 4 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الجزء الرابع

رواية غفران هزمه العشق البارت الرابع

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الرابعة

___ بعنــــوان ” اللقـــــــــــــــــــــــــــــــــاء ” ___
وصلت “قُسم” إلى القصر داخل سيارة يقودها “سمير” سائقه الخاصة فنظرت إلى المكان من نافذة السيارة ودُهشت من جماله ثلاثة قصور بجانب بعضهم يُشكلون حرف الـ U أمامها قصر الحديدي وعلى الجانبين قصر الحديقة يمينًا وقصر اللؤلؤ يسارًا، رغم أن القصور لم تكن كبير بالحجم لكن يبدو أن أفراد هذه العائلة أحبوا الأستقلال فأستقل كلا منهم فى قصر وحده، القصور الثلاثة كانوا باللون الأبيض ، توقفت السيارة أمام قصر “الحديدي” فترجلت منها “قُسم” ونظرت إلى الدرجات الأمامية للقصر التى بلغت العشرين درجة تقريبًا من كثرتهما مما جعلها ترفع رأسها قليلًا حتى ترى وجه المرأة التي تقف بأنتظارها، صعدت بتوتر من دخولها لمكان كهذا لأول مرة فى حياتها حتى وصلت أمام “فاتن” التي علمت اسمها ووظيفتها رئيسة الخدم من الشارة الموجودة على زيها الرسمية بدلة نسائية سوداء وتلف شعرها الأسود على شكل كعكة دائرية لم يخرج من رأسها خصلة شعر واحدة، تبسمت بلطف قائلة:-
_ أهلا بحضرتك يا مس، أتفضلي
قادت الطريقة للداخل فترجلت “قُسم” أولاً فور دخولها ثلاثة درجات وتقدمت للأمام أكثر حتى ظهر البهو الواسعة الذي يحمل به انترية وردي اللون بالمنتصف وركنة رمادية بركن أخر أم الركن الأيمن كان يصل إلى سفرة وبجانبها باب غرفة، لم ترى شيء كهذا ألا بالمسلسلات عن العائلات المرموقة، أرشدتها “فاتن” إلى الأنترية تجلس قائلة:-
_ خمس دقائق وتكون نالا عند حضرتك
أشارت إلى خادمة لتقترب منها بلطف مُبتسمة بعفوية، أمرتها “فاتن” بلهجة قوية:-
_ شوفي المس تشرب أي، وأنتِ يا سمرة أطلعي بلغي مدام كندا بوصول المس وأستعجلى نالا
بسرعة البرق تحركت الخادمتان لتنفذ الأمر، تنحنحت “قُسم” بلطف قائلة:-
_ شكرًا مش عايزة حاجة
غادر الجميع من امامها ليتركوها وحدها فى الأنتظار، فتحت حقيبتها الزرقاء لتخرج منها زجاجة مياه حافظة للبرودة وردية اللون وأرتشفت مياهها منها….
دقت “سمرة” الخادمة باب غرفة “كندا” التى كنت مُنشغلة بالحديث فى الهاتف وأمامها خادمة تجمل أظافرها وتقول:-
_ مفيش مانع يا مستر عفيفي أبعت لي السيناريو على البيت لو عجبنى الدور نمضي ونتؤكل على الله
نظرت إلى “سمرة” ثم قالت بجدية:-
_ تمام، هكلمك تاني…. فى حاجة يا سمرة ؟
_ المس الجديدة بتاعت نالا وصلت تحت
قالتها “سمرة” بهدوء مما جعل “كندا” تغضب خصيصًا بعد تنفيذ “غفران” لأمره دون الأهتمام برأيها، سحبت يدها من الخادمة بوجه عابس ولا تفهم سبب تغير زوجها هكذا فقالت بحزم:-
_ نزلي ليها نالا وأنا جاية ؟
أستدارت الخادمة لكي تغادر لن استوقفتها “كندا” بنبرة خافتة كأنها خائفة أو تخشي شيء ما تقول:-
_ سمرة … هى حلوة ؟!!
نظرت الخادمتان إلى وجه “كندا” بعد سؤالها وكان القلق واضحًا عليها لأن الفكرة الوحيدة التى طاحت بعقلها من تغيير “غفران المُفاجأة هو أنه توقف عن حُب زوجته، تنحنحت “سمرة” بهدوء ثم قالت:-
_ عادية جدًا بس عينيها خضرة لكن كجمال وشكل متتقارنش بحضرتك خالص وباين أنها من طبقة فقيرة من لبسها
وقفت “كندا” أمام المرآة تحدق بصورتها المُنعكسة وهى مُرتدية بيجامتها الحرير وشعرها مسدولًا بحرية على الجانبين فتمتمت بتوتر مُحدثة إنعكاسها:-
_ الطبقة الفقيرة مش الخوف يا كندا
جعلت الجميع يغادرون وأرتدت بنطلون جينز ضيق وتي شيرت أبيض اللون وصففت شعرها البني ووضعت أحمر شفايف ثم ترجلت للأسفل مُرتدي خف قدميها الفور، رأت “قُسم” جالسة بحرج مُنكمشة فى نفسها وعينيها فى الأرض مُرتدية بنطلون جينز أزرق وقميص نسائي وردي اللون بدرجة غامقة وتضع رابطة شعر حول رأسها وشعرها مسدول على ظهرها وترتدي حلق أذن أزرق كحقيبتها وحذاء رياضي، تحدثت “كندا” بغرور فطري بشخصيتها التى خُلقت فى عائلة ثرية تقول:-
_ خليهم يحضروا ليا الشاي بتاعي يا فاتن وهاتي للمس حاجة تشربها إحنا مش بُخلاء
رفعت “قُسم” رأسها مع صوت “كندا” لتُدهش من جمال هذه المرأة الشهيرة ولأول مرة تراها على الحقيقة، كانت “كندا” جميلة جدًا وتهتم بنقاء بشرتها الزجاجية، أقتربت “كندا” منها لتجلس على الأريكة المجاورة ووضعت قدم على الأخرى تقول:-
_ أنتِ مُدرسة أي؟
_ رياضيات، حضرتك جميلة جدًا، الشاشة طلعت بتظلم حضرتك
قالتها “قُسم” بلطف وبسمة مُبهجة لكن جملتها الأخيرة أثارت غرور “كندا” أكثر فقالت بكبرياء ويديها تضع خصلات شعرها خلف أذنيها:-
_ شكرًا واضح أنكِ متوترة ومكنتش تتخيلى تدخلى مكان زى دا
أتسعت عيني “قُسم” قليلًا من جملتها وشعرت بأزدرداء هذه المرأة لها وكأنها وباء دخل منزلها فتنحنحت بحرج رغم عشقها لهذه المُمثلةووجهها الملاكي لكن لم تتوقع أن لسانها سليط وقبل أن تتحدث “قُسم” أتاهما صوته القوي يتحدث بنبرة أوقفت زوجته المُتمردة:-
_ كنـــــــــــــدا
نظرت الأثنتين تجاه الصوت لترى “غفران” واقفًا قرب الباب الذي دلف منه للتو ومعه “عُمر”، مُندهشة من عودة زوجها مبكرًا من العمل لأول مرة بينما رمقته “قُسم” بهدوء وكلما رأته كان وسيمًا أكثر بألوان ملابسه فكان يرتدي بدلة باللون الذهبي وقميص أسود، أقترب “غفران” وعينيه لا تفارق هذا اللقاء الذي جمع أعينهما معًا فوقفت “كندا” من مكانها تتقدم إليه وقالت بدهشة:-
_ أي اللى جابك بدري يا غفران؟
لم يجيب على سؤالها وعينيه تحدق بوجه “قُسم” التى خجلت من نظراته وتحاشت النظر إليه بأرتباك فقال بهدوء:-
_ فاتن ، خُدي المس لـ نالا
أقتربت “فاتن” وهى تُشير على الطريق فوقفت “قُسم” معها وقالت بلطف:-
_ عن أذنكم
غادرت مع “فاتن” ليمسك “غفران” ذراع زوجته بغيظ من تصرفها وأطلق العنان إلى غضبه يحرق زوجته من الغيظ وقال:-
_ جت عشان عارف غِلك يا كنــدا، المكان اللى هى متحلمش تتدخلوا أنتِ كمان فى يوم مكنتيش تحلم تتدخليه
دُهشت من رده وانفعاله لأجل فتاة غريبة لا يعرف عنها شيء لكنه أتخذ صفها على زوجته، شعرت بغصة تنكز قلبها بخفة من فعلته وقالت بعيني حزينة تأسر الدموع بيهما:-
_ أنت بتقسي عليا عشانها، عشان واحدة متعرفهاش يا غفران
_ عُمر
قالها بعناد وكبرياء يلتهم عيني “كندا” التى تحدق به فأقترب “عُمر” منه وأخرج بعض الصور من سترته ليأخذها “غفران” دون أن يبعد نظره عن زوجته وثم قال:-
_ أنا بقسي عليكِ يا زوجتي المصونة من عمايلكِ
ألقي بالصور فى وجهها وترك ذراعها حتى يستدير يسيطر على غضبه قبل أن يلتهمها وتحرقها نيرانه البركانية للتو، نظرت “كندا” للصور بعد أن جمعتهما عن الأرض ودُهشت حين رأت الصور للقاءها أمس مع “عفيفي” فذرفت دموعها بأرتباك وقالت:-
_ غفران
ألتف إليها بألم يمزق قلبه الولهان بحُبها، يكز على أسنانه غيظًا فقال بضيق:-
_ قابلتيه أمبارح يا كنـدا مع أن مكنش عندك تصوير أمبارح
تمتمت بحزن شديد من تفكيره القذر بها قائلة:-
_ كان جايب ليا فيلم جديد ….
صرخ “غفران” بها بنبرة قوية خشنة أرعبتها وجعلتها تنتفض مع صرخته:-
_ كفاياكِ كذب يا كندا، هى لقاءات الشغل بتكون فى فنادق دايمًا، ولا بتتناقشوا فى أمور الفن وأنتوا بترقصوا
أقترب مُجددًا منها يمسك ذراعها بقوة حتى سحبها إليه من الغضب ولأول مرة ترى زوجها غليظًا هكذا حتى أرتعبت منه فى هذه اللحظة وتراجعت عن الجدال معه، قال بنبرة قوية:-
_ أقُسم بالله يا كندا أنا لو تأكدت من شكوكي فيكِ لأندمك على اليوم اللى فكرتي تخوني فيه غفران الحديدي وأفتكري يا كندا هانم أن الخيانة مبتبقاش فى أوضة النوم بس، انا يكفيني أنكِ تخونيني بنظرة وأنا أدمركِ
دفعها على الأريكة بقوة ليغادر من أمامها ودلف إلى غرفة مكتبه، جهشت باكية بحزن شديد وبداخلها يزداد الحزن والألم من زوجها، كيف أنها تحملته كل هذه السنوات والآن يتهمها بالخيانة؟؟….
_________________________
داخل شركة الأدوية الخاصة بـ نورهان
دلفت “رزان” إلى المكتب بهدوء وكانت “نورهان” تجلس على مكتبها الزجاجي ومقعدها الأبيض والغرفة باللون الأبيض، تحدثت “رزان” بنبرة جادة:-
_ مدام كندا كانت فى سهرة أمبارح مع عفيفي لوحدهما
تنهدت “نورهان” بغيظ من تصرفات هذه المرأة ونزعت نظارة النظر عن عينيها من الضيق وتراجعت بظهرها للخلف تقول بحدة:-
_ مش هتجيبها لبرا كندا، معرفش أزاى غفران مش واخد باله من تصرفاتها
_ يا دكتورة دى مُمثلة لعبتها التمثيل وأكيد دا اللى مخليها تنجح فى خداع مسيو غفران
قالتها “رزان” بهدوء بينما تتقدم قليلًا لتترك الصور الجديدة على مكتب “نورهان” فنظرت بها وتأففت بضيق من الغيظ ثم قالت:-
_ معقول تمثيلها الطيبة يكون أقوى من نظرتها للراجل دا، دا أى حد عاقل يشوف بصتها للزفت دا هيعرف أنها عاشقاه
تنحنحت “رزان” بهدوء ثم قالت بمكر:-
_ أى حد عاقل!! مش حد بيحب، الحب أعمي يا دكتورة وعمومًا أنا بعت نسخة من الصورة دى لمكتب مسيو غفران الصبح والناس بتوعنا هناك كلموني وعرفت أنه ساب الشركة بمجرد ما الظرف وصل وعيوننا فى قصر الحديدي أكدوا أن دار شجار كبير بينهم بمجرد وصول غفران بيه
أومأت “نورهان” ببسمة هادئة من ذكاء مساعدتها ثم وضعت “رزان” ورقة أخرى على المكتب أمام رئيستها وقالت:-
_ وصل النهار دا مُدرسة جديدة لـ نالا، دى كل البيانات العامة عنها
وضعت “نورهان” نظارة النظر حادقة بصورة “قُسم” وبياناتها بهدوء …….
____________________________
خرجت “ملك” من العمارة التى تسكن فيها مع “قُسم” مُرتدية فستانها الأبيض وتلف حجابها الملأ بالألوان الجذابة ليستوقفها صوت “حازم” الذي ناداها من المحل الخاص بيه ، تنهدت مُستديرة إليه بعد سماع أسمها فقال بهدوء:-
_ ملك، لحظة.. متعرفيش قُسم فين؟ برن عليها من بدري ومبتردش
تأففت “ملك” من تصرفه ثم قالت بنبرة حادة غاضبة:-
_ أولاً هجاوبك بما أني وقفت، أنا معرفش قُسم فين؟ ولو أعرف أكيد مش هقولك لأن بصفتك خطيبها ما دام متعرفش هى فين يبقي حاجة من الأثنين يا أما دا أهمال منك لخطيبتك يا أما سألت وقُسم رفضت تقولك وفى الحالتين ماليش أن أقولك، وثانيًا بقي ودا الأهم أنا صاحبة خطيبتك ومفيش أى صلة تانية تربطني بيك فدا ميديش حضرتك أنك تنادى عليّ وتوقفني كدة فى شارع كأنك من بقية عائلتي، أخر مرة يا حازم تعملها
أستدارت لكي تغادر من أمامه غاضبة وتُتمتم بضيق شديد:-
_ حصل أي يا قًسم، أتخانقتوا تاني ولا أى ؟
_____________________________
كان “غفران” واقفًا بغرفة مكتبه أمام الحائط الزجاجي المُطل على الحديقة الخلفية للقصر يحدق وجه “قُسم” ويشاهدها بينما تنظر فى الكتاب مع طفلته والبسمة لا تفارق وجههما معًا، رفعت يديها تبعد خصلات شعرها التى تتطاير مع الهواء بعفوية وضحكت ويديها تحمل الألوان فرأى ابنته ترفع يدها إلى جبين “قُسم” تمسحه فأدرك أن الألوان نالت شرف لمس جبينها فتبسم بخفة….
ضحكت “قُسم” بعفوية على “نالا” التى تحاول مسح اللون عن جبينها فقالت بلطف:-
_ خلاص مش مهم يا حبيبتي
_ مس قُسم هو حضرتك هتيجي ليا على طول
قالتها “نالا” ببراءة فسألتها “قُسم” بفضول مُتعجبة من سؤالها:-
-ليه بتسألي كدة؟ أنتِ فهمتي مني؟
تركت “نالا” الأقلام من يديها ورفعت الكتاب عن قدمها لتضعه على الطاولة بوجه عابس، مسحت “قُسم” على رأسها بلطف ثم قالت بنبرة خافتة:-
_ ما لكِ يا حبيبتي؟
تمتمت “نالا” بهدوء حزينة وعينيها تحدق بوجه “قُسم” الباسمة:-
_ أصل كل مس تيجي ليا، مامي تتخانق معاها وتمشي متجيش تاني
شردت “قُسم” بجملتها وتذكرت غرور “كندا” وحديثها عن فرق الطبقات بينهما فقالت ببسمة عفوية:-
_ لو فهمتي الدرس مني أكيد هجيلك تاني
قوست شفتيها للأسفل بحزن مُصطنع وقالت بلهجة طفولية كهذه الطفلة:-
_ لكن بقى لو مفهمتيش ومعرفتيش تحلي الواجب يبقي مش هجي تاني
وقفت “نالا” بحماس شديد وتأخذ القلم من فوق الطاولة بحماس تقول:-
_ لا فهمت وهحل كل الهوم ورك ناو قدامك
ضحكت “قُسم” بعفوية وبعثرت غرة رأس هذه الفتاة ولم تتدرك أن هناك من يترصد لهذه الضحكة المُبهجة ويتمني لو صوتها يخترق هذا الزجاج، قاطع ضحكتها صوت امرأة قوي يحمل بباطنه شموخ تقول:-
_ نالا
رفع الأثنين نظرهما وكانت “نورهان تقف وخلفها “رزان” تحمل حقيبة “نورهان فتحمست “نالا” التى ركضت من خلف الطاولة إلى جدتها تناديها:-
_ نانا
تبسمت “نورهان” من أجل هذه الصغيرة مُدللة القصر الوحيدة وعينيها رمقت “قُسم” التى وقفت أحترامًا لهذه السيدة الأكبر سنًا، أشارت “نالا” إلى “قُسم” تقول:-
_ دى المس بتاعتي، جميلة أوى يا نانا وأديتنى قلم هدية عشان أنا شاطورة
أشارت بالقلم الوردي إلى جدتها الذي يحمل بأعلاه دمية، لم تفارق “نورهان” هذه الفتاة بعينيها لتقول:-
_ طبعًا أكيد نالا حبيبتى أشطر واحدة… يلا أنا مش هعطلكم
تحدثت “قُسم” بلطف مُحرجة من نظرت “نورهان” لها هاتفة:-
_ لا مفيش عطلة حضرتك، إحنا خلصنا عن أذن حضرتك
أومأت إليها بنعم فغادرت “قُسم” القصر بعد أن ودعت “نالا”، صعدت بالسيارة لكنها صُدمت بوجود “غفران” بها لتقول بحرج:-
_ مُتأسفة جدًا، فكرتها نفس العربية اللى هتوصلني
كادت أن تنزل لكن أستوقفها “غفران” بحديثه القوي يقول:-
_ هى العربية اللى هتوصلك، أطلع يا عُمر
حدقت “قُسم” به مُندهشة من وجود الملك بسيارة يشاركها رحلتها إلى حلمية الزيتون، ولم يترك “عُمر” لها المجال كي تقبل الأمر أو ترفض لإانطلق بالقيادة فور تلقي الأمر من رئيسه، تنحنحت “قُسم” بهدوء وجلست على الحافة مُتبعدة عنه مُلتصقة بباب السيارة، كان ينظر فى الجهاز اللوحي الخاص به ليسمع صوت رنين هاتفها، أجابت بعد أن رأت اسم “ملك” تقول:-
_ أيوة يا ملك، أنا فى الطريق أهو
_ كويس عشان أنا عايزاكِ ، هطلع أستناكِ مع طنط
قالتها “ملك” بنبرة قوية فسألت “قُسم” بقلق:-
_ فى حاجة ولا أى؟ أول مرة تكوني مُصرة أنكِ تستني مع ماما
أجابتها “ملك” بنبرة استفهامية والفضول يقتلها:-
_ أنتِ متخانقة مع حازم؟
_ ليه ؟ تكنش ماما قالتلك حاجة؟
كان “غفران” يستمع للحديث بهدوء مُصطنع التجاهل بغروره، أرتفعت نبرتها غيظًا حين قالت:-
_ هو وقفك فى الشارع، لما أجيله عشان حازم بستعبط، حقك عليا يا ملك وعمومًا أنا مش هتأخر قولتلك أنى فى الطريق
أنهت الاتصال بوجه عابس ثم نظرت من النافذة ليقول “غفران” ببرود سافر:-
_ فى حاجة؟ يمكن اقدر أساعدك
نظرت إليه بدهشة من كلمته ثم تأففت لتفرغ غضبها بوجهه تقول:-
_ وأنت ما لك؟ حد طلب منك حاجة؟ وبعدين أنت بتجسس عليا
أتسعت عيني “غفران” على مصراعيها من ردها الحاد بينما صُدم “عُمر” من كلمتها ولأول مرة يجرأ أحد على التُحدث إلى “غفران” بهذا الأسلوب ليعبر عن صدمته حينما ضغط على المكابح فجأة مع كلمتها لترتطم رأسها بالمقعد الأمامي وهى تسمع “عُمر” يقول:-
_ أنتِ…
ربت “غفران” على كتف “عُمر” يُقاطعه عن الرد ويكمل القيادة بينما رفع رأس “قُسم” بلطف يطمئن عليها قائلًا بقلق:-
_ أنتِ كويسة؟
دفعت يده بقوة عنها غاضبة ثم قالت بضيق:-
_ مالكش دعوة ومتتخطاش حدودك تاني يافندي
أبتلع “عُمر” لعابه بغضب وهو يكبح الغيظ منها ويبتلع رده على كلماتها الجارحة إلى رئيسه، حدق “غفران” بها بغيظ شديد خصيصٍ أنه لم يفعل شيء يستعدي كل هذا الغضب منها وحديثها المُهين له وشعر بغصة تحرق عقله المُتكبر، أحمر حاجبها من أرتطامها سابقٍ فى الشاشة الموجودة بظهر المقعد يبدو أنها أرتطمت بحافتها الزجاجية لكنه لم يبالي لأصابتها وقال بضيق بعد أن نظر للأمام مُتجاهلها:-
_ نزل الأستاذة على جنب يا عُمر
ضحكت “قُسم” بسخرية على جملته وكأنه يعاقبها فقالت بتهكم ساخرة من غروره:-
_ نزل الأستاذة والنبي يا عُمر، أنت فاكرني كَتعة وهقولك والنبي متنزلنيش
أوقف “عُمر” السيارة جانبًا لتترجل “قُسم” منها بغيظ وأغلقت الباب بكامل قوتها تفرغ غضبها به لينطلق “عُمر” به مُتجاوزًا إياها، ضحكت بسخرية وجلست تنتظر أقرب أتوبيس هيئة يأخذها للبيت وهى تكتب رسالة إلى رقم “عُمر” تعتذر عن القدوم مرة أخرى إلى “نالا”، دق هاتفها برقم مصمم الستائر فأخذت نفس عميق تتخطي حالة الغضب التى تحتلها ثم استقبلت الاتصال تقول:-
_ ألو، معلش يا أستاذ اتأخرت عليك
_ ولا يهمك، أستاذ حازم جه استلم الستائر ودفع الباقي وطبعًا هستني رأيك فيهم
قالها الرجل بحماس لتُدهش من تصرف “حازم” وأومأت إليه بنعم بسعادة تغمرها لا تصدق ما حدث وتلاشت مخاوفها من المسئوليّة بعد الزواج وحديث والدتها مؤخرًا عن الأنفصال عنه…..
عادت للمنزل لتجد “حازم” فى شقتها جالسٍ مع “قاسم” يتحدثان بينما و”ملك” تقف قرب السفرة مع والدتها “صفية” التى تتفحص الستائر جدًا ، تبسم “حازم” فور دخولها وقال بحماس وعينيه تغمز إلى “قُسم”:-
_ يا خسارة يا قاسم وقتك خلص للأسف وجه وقت حبيبي
وضع “قاسم” ذراعه حول عنق “حازم” بمرح وقال بحزم مُصطنع:-
_ وماله بس خلي بالك اللى بتعاكسها دى أختي وإحنا رجالة أوى
ضحكت “قُسم” على مزاحهما وجلست قربهما تاركة حقيبتها خلفها وقالت:-
_ غريبة!!
أبعد “حازم” ذراع “قاسم” عله وألتف إلى “قُسم” فتاته الجميلة وحدق بها مُغرمًا بعينيها وعفويتها ثم قال بصوت خافت:-
_ عشان تعرفي بس أنا مكسل بمزاجي لكن ما دام اللى هيفرح حبيب قلبي هعمله، إحنا رجالة أوى ونعجب برضو
تبسمت “قُسم” بلطف حادقة بعينيه، رفع يده إلى حاجبها الأحمر مُندهشًا وقال بقلق:-
_ أى دا؟
تبسمت أكثر ورفرف قلبها كالبلهاء من قلقه عليها ثم قالت بعفوية:-
_ السواق فرمل فجأة وأتخبطت، حاجة بسيطة متقلقش
_ خلى بالك يا روحي من نفسك
قالها بدلال لتؤمأ إليه بنعم، تحدث “ملك” بجدية وهى تقترب قائلة:-
_ طيب أنا همشي يا قُسم
نظرت “قُسم” إليها وفهمت أنها لن تتحدث عن شيء بوجود “حازم” فأومأت إليها بنعم لتغادر وخرجت “قُسم” معها للخارج ووقفوا الأثنين معًا لتقول:-
_ ربنا يتم لكِ على خير يا قُسم، ويهديهولك
تبسمت “قُسم” بعفوية كطفلة صغيرة تناست كل شيء بمجرد أن حصلت على الحلوي، وصلتها رسالة على حسابها الشخصي فنظرت بها بينما تعود للداخل وصُدمت عندما وجدت أن تم إيداع مبلغ 20000 جنيه بحسابها من رقم “عُمر” ……
____________________________
كان “غفران” جالسًا فى مكتبه مع اعضاء مجلس الإدارة يتناقشون حول تجارتهما فقال “غفران” بهدوء:-
_ بلاش شغل الاستغلال دا، أنا ليه أخزن بضاعة بالملايين عندي عشان أستولى على السوق بعدين
قاطعه دخول “عُمر” الذي أقترب من طاولة الاجتماعات وهمس فى أذن “غفران” الذي نظر له مُندهشًا وقال:-
_ خليها تتدخل
خرج “عُمر” ودلف بعد دقائق مع “قُسم” وجلست تنتظر على المقعد المقابل لمكتبه وهو يتابع اجتماعه فقال بنرة غليظة حادة:-
_ البضاعة اللى وصلت من الجمارك تنزل السوق والعربيات الجديدة تتباع بسعرها من غير زيادات، وزى ما أتفقنا عربيات حوادث التأمينات اللى أخذناها فى المزاد تنزل بالسعر اللى أنا حددته مش هنبقي إحنا والزمن على الناس، عربيات الحوادث دى اللى هيشيلها ناس غلابة …
_ تمام
قالها الجميع موافقين على خطته ليقول بجدية:-
_ أتفضلوا
وقف من مكانه يحمل الملف فى يديه وأتجه إلى المكتب حادقٍ بوجهها بعبوس مُتكبرًا ولم ينسي للحظة ما حدث أمس منها فقال بهدوء أثناء جلوسه على مقعده:-
_ معتقدش أن نالا موجودة هنا يا أستاذة؟!! أي سبب تشريف حضرتك ليا؟
أخرجت هاتفها من الحقيبة لتفتح الرسالة بوجه عابس مثله ويمكن غضبها أكثر بسبب الإهانة التى شعرت بها من المبلغ كأنه يشفق عليها فقالت:-
_ ممكن تفهمني اي دا؟
نظر بهاتفها ليري المبلغ فقال بغرور بعد أن تراجع بظهره للخلف وعينيه ترمقها بضيق:-
_ 20000 جنيه
هزت رأسها بنعم وقالت بسخرية اكثر:-
_ لا ما أنا بعرف اقرأ كويس، أكيد متعبتش نفسي وعصرت على نفسي شفشق ليمون عشان أشوف وشك بس عشان تقرألي المبلغ، أنا بس أي دا؟ انا ثمن حصتي المُتفق عليها 2000 جنيه
كز على أسنانه بأغتياظ من كلماتها المُهينة له وأشمئزازها من رؤية وجهه فرد الإهانة لها بقوله الحاد:-
_ وأنا قدرت مجهودك بالمبلغ دا أهو ممكن تحسني منه دخلك برضو
وقفت “قُسم” بغضب يجتاحها مُشمئزة من غروره وعينيه الباردتين بعد أن أغلقت قبضتها بأحكام قبل أن تكسر هذا المكتب على رأسه فقالت بضيق تكز على أسنانها:-
_ أنا غلطانة أنى جيت لك وأفتكرك راجل مُحترم، أنا هحولك 18000 ألف ولا أقولك هحولك المبلغ كله وأعتبره صدقة طلعتها عشان ربنا يبارك ليا فى شغله
سارت تجاه الباب كى تغادر هذا المكان الملأ بالطاقة السلبية والمكر وخُبث البشر، شهقت بقوة صارخة بعد أن مسك معصمها يُديرها إليه، أبتلعت لعابها بصدمة خائفة من عينيه وما سيفعله بها، شعر بنفضة جسدها فى قبضته وعينيها المتسعتين، أقترب منها أكثر والغضب يحتله ليُفتح الباب على سهو وفرأي وجه “نورهان” تقف أمام الباب وخلف “قُسم” التى دُهشت من وجود الفتاة بمكتبه والأكثر دهشةً وجودها على قرب منه وكأن “غفران” مُتلصقًا بها ……..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى