روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الجزء الحادي عشر

رواية غفران هزمه العشق البارت الحادي عشر

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الحادية عشر

رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الحــــادي عشـــر ( 11 )
___ بعنــــوان ” إنقـــــلاب ” ___
كنت “قُسم” بغرفة العناية مع والدها وخرج “غفران” من عيادة “ألبيرت” مع “عُمر” بعد فحصه، تحدث “عُمر” بنبرة خافتة أثناء سيرهما إلى العناية:-
_ على فكرة قُسم باين عليها الزعل جدًا النهار دا ورفضت أني أوصلها الصبح للمستشفي وأصرت تيجي لوحدها، جبتلها تاكسي وفضلت وراها بالعربية، معرفش السبب فى المود دا أى بس شكلها باهت جدًا
شعر “غفران” بغصة فى قلبه بسبب أقاويل “عُمر” عنها وعن حالتها، أسرع فى خطواته بضيق شديد وبداخله بركان من الغضب حتى وصل إلى غرفة والدها لينظر من خلف الزجاج ورأها جالسة جواره تبكي مُحتضنة يدي والدها فظل يراقبها لعله يفهم سبب حزنها وحالتها….
جهشت باكية بألم يمزق قلبها الضعيف وتحدث والدها بنبرة واهنة:-
_ أنا مقدرتش يا بابا، مقدرتش أتحمل حازم أكتر من كدة حتى لو بحبه، حُبه أذاني من جوا وسبب ليا الوجع والوحدة، بقيت بكتم أوجاعي ويوميًا دموعي على مخدتي بسببه، حسسني أنى ناقصة وأقل من كل البنات اللى عندهم سند، حسسني أنى مستاهلش أنه يتعب عشاني أو يحاول أنه يسعدني ويخفف عني، أنا أتوجعت منه بما فيه الكفاية حتى لو كنت بحبه، حتى قلبي اللى بيحبه بيوجعني دلوقت لما سبته بس غصب عني، عقلي مبقاش قادر يتحمل أكتر ويوجد له مبررات على كل تصرف منه، أنا تعبت يا بابا تعبت أوى والحمل زاد على أكتافي لما قطم ضهرى وكسره من ثقله
وضعت رأسها على يد والدها وبدأت نوبة البكاء تزداد وتتلاشي الكلمات من لسانها، أكتفت بالتعبير عن وجعها من فراق رجل أحبته بكل جوارحها وبكل ذرة فى قلبها رغم عيوبه، بدأت ترتجف بحزن ورحيلها عنه كأن أكثر وجعًا عما تتخيل، لم تكن تعلم أن البُعد عن “حازم” سيهلك قلبها ويفتته بهذا القدر، ظلت تبكي حتى تعبت عينيها الخضراء من البكاء وحرارة دموعها؛ لتقف من مكانها وتغادر الغرفة ويديها تجفف وجنتيها وفور خروجها من الغرفة رأت “غفران” يقف أمام باب الغرفة صلبًا يمنعها من المرور فحدقت بوجهه بيأس وملل، سأل بقلق عليها بعد رؤيتها سابقًا:-
_ الدكتور قالك حاجة زعلتك؟
تحدثت بهدوء باردة كقطعة الثلج وهى لا ترغب بالحديث:-
_ وهو لو قال هفهم منه ؟! أنا عايزة أروح، ممكن توصلني يا عُمر
أومأ إليها بنعم لتمر من جانب “غفران” مما أفزعها حين مسك “غفران” معصمها بأحكام وقال بجدية:-
_ روح أنت يا عُمر
نظر “عُمر” إليه بدهشة من تخلي “غفران” عنه وهو بمثابة عينيه، لكن لا جدوى من الدهشة أو المعارضة أمام رئيسه الذي سحب الفتاة من معصمها معه للخارج وكانت “قُسم” هادئة جدًا لا تقوى على مقاومته أو الدخول فى جدال معه، أخذها إلى حيث سيارته مصفوفة وفتح لها الباب كي تصعد ثم ألتف ليركب بجوارها وأنطلق، زاد قلقه أكثر بخوف حين رأها تستدير نحو النافذة وتنكمش فى ذاتها ثم أغمضت عينيها مُستسلمة لحالتها، أعتقد أنها لم تنم أمس بسبب قلقها على والدها والآن تريد النوم على عكس “قُسم” التى أغمضت عينيها تغرق فى ذكرياتها مع “حازم” كيف كان يدللها فى الثانوية ويذهب إلى المدرسة ليعيدها إلى المنزل؟ كان فى كل مرة يراها يحضر لها الحلوى؟ يختار ملابسها بنفسه ويمنعها من وضع مساحيق التجميل، كان أول رجل تراه عينيها ويدق قلبه لها حتى غاصت فى نومها حقًا من التعب…..
______________________
[[ قصـــــــــــر الحـديـــدي ]]
ترجلت “كندا” من الأعلي لترى “نورهان” جالسة مع “نالا” وتدللها بالكثير من الهدايا التى جلبتها لصغيرتها، رفعت عينيها إلى “كندا” لترمقها بطرفهما مُتفحصة هذه الزوجة البغيضة التى ترتدي بيجامة من الحرير وردية اللون وشعرها مصفف على ظهرها بحرية بضفائر صغيرة من الجانبين وتضع القليل من مساحيق التجميل وترسم شفاهها باللون الوردي كبيجامتها وفى قدميها خف من الفور النادر مما جعل “نورهان” تبتسم بخباثة وهى تستمع إلى “كندا” التي تقول:-
_ مساء الخير، مصدقتش لما فاتن قالتلي أن حضرتك فى القصر عندي
تحولت البسمة لضحكة بقهقه تحمل السخرية ثم قالت “نورهان” بجدية:-
_ رزان، خدي نالا وريها العجلة اللى أشترتها ليها مخصوص
ركضت “نالا” مع “رزان” بحماس بينما وضعت “نورهان” قدم على الأخرى بغرور وعينيها كالصقر تلتهم “كندا” من الرأس لأخمص القدم، قالت بمكر وأشمئزاز:-
_ عندك!! واضح أنكِ مصدقة نفسك بس معلش هانت والقلعة تتهد فوق رأسك والوهم يتبخر من أيدك زى السراب
لم تفهم “كندا” كلماتها الحادة، لكن الشيء التى وثقت به هو أن “نورهان” تحمل بين طياتها تهديد مُخيفة مما جعلها تتساءل بقلق:-
_ هانت!!
وقفت “نورهان” من مكانها وتقدمت بخطوات ثابتة نحوها وصوت طقطقة حذاءها العالي يطرق كالمطرقة على قلب “كندا” يُرعب بينما تُجيب “نورهان” عليها بهدوء:-
_ اه هانت، ما هو لما غفران ولأول مرة يخونك يبقي هانت ويبقي أحلامك أتهدت فوق رأسك
أتسعت عيني “كندا” على مصراعيها بصدمة ألجمتها من كلمتها وأنقبض قلبها العاشق بقلق وتجمعت الدموع فى عينيها من الفزع فقالت بتلعثم ونبرة خافتة:-
_ يخوني؟! لا، مستحيل أكيد حضرتك بتكذبي عليا لأنكِ بتكرهيني
رفعت “نورهان” يدها أمام وجه زوجة ابنها المُصدومة لتصفعها على تجاوزها الحدود معها لتشهق “كندا” بذعر بينما “نورهان” لم تفعل لتمسك ذقنها برفق لكن هدوءها كان الأكثر رعبًا على عنفها فقالت:-
_ عيب لما تبقي هانم ولسانك طويل، بس معلش هعذرك أصل الخيانة بتوجع وبعدها الحُب بيتخبر فى الهواء زى الدخان، وأنتِ خلاص هتتبخري زى دخان سيجارته يا كندا
كانت تتحدث بنبرة خافتة ويدها الأخرى تشير لها على الهواء تُرعبها فقالت “كندا” بعدم تصديق:-
_ غفران ميقدرش يخوني، غفران بيحبني
_ههههههه ضحكتني والله يا كندا، وهو لو بيحبك برضو هيسافر باريس مع واحدة غيرك
قالتها بسخرية وعينيها ترمقها بنظرات فرح فى كسرة قلب هذه الفتاة ثم قدمت لها صورة إلى “غفران” أثناء تناوله للمثلجات مع “قُسم” دون أن تظهر وجه “قُسم” فى الصورة مُتعمدة قتل قلب هذه الزوجة برصاصة الفضول المُحملة بالخيانة، أخذت “كندا” الصورة بصدمة وعينيها لا تصدق أن “غفران” الآن مع فتاة غيرها وأختار الخيانة تكون عقاب لها على وهم خيانتها له الذي تسلل إلى باطنه، غادرت “نورهان” القصر بعد أن أنهت ما جاءت إليه وتقول:-
_ شوفي بقى هتتزين لمين يا كندا؟
جلست “كندا” على أقرب مقعد وعينيها ترمق صورته بقوة وبدأت الدموع تنهمر من عينيها تشق طريقها على وجنتيها وألم الخيانة يمزقها من الداخل وفتت قلبها العاشق له، لا تصدق أنه صدق حقًا بأنها خائنة والآن يعاقبها بأشد عقاب، فتحت هاتفها بغضب يكاد يفقدها عقلها وصوابه لتتصل بزوجها الخائن ………
_________________________
ظل “غفران” يرمقها بعينيه وهى نائمة كالملاك مُنهكة وشاحبة حتى رن هاتفه باسم “كندا” مما أيقظ “قُسم” من نومها بينما فأغلق الهاتف، نظرت حولها لتجد الليل حل والسيارة مصفوفة أمام النهر مباشرة وهذا الرجل جالسًا جوارها لم يقظها، أبتلعت لعابها فى هدوء وقالت بحرج:-
_ أنا آسفة
_ أنزلى
قالها بلطف ثم ترجل من السيارة، تنحنحت وهى تمطي جسدها بلطف ثم ترجلت بعده لتراه يسير للأمام وتنظر حولها كان هناك ممشي بطول النهر وبه باعة جائلين للماكولات السريعة والحلوى والأغراض اليدوية وغيره الكثير، أسرعت فى السير حتى تلحق به، سألها بجدية:-
_ تأكلي أي؟
_ لا، ماليش نفس
قالتها بعبوس لم يراه فى وجهها بل شعر به فى نبرتها الواهنة واليائسة، شعر بغصة من حزنها وهو لا يعرف كيف يُسعدها أو يعيد البسمة إلى وجهها الجميل، قال بهدوء:-
_ مين اللى زعلك أوعى كدة؟
_ محدش
قالتها وهى ترفع يدها تضع خصلات شعرها خلف أذنها بحرج من سؤاله ليرى يدها بوضوح بدون خاتم الزواج فتنهد بهدوء وتذكر محادثتها أمس مع “حازم” وكيف غضبت منه ليقول:-
_ خطيبك؟!
نظرت للأسفل تطأطأ رأسها وتركل الأرض بقدميها بعبوس مُتمتمة بنرة خافتة:-
_ مبقاش خطيبي
_ سيبتي!!
قالها بحماس يغمره كأنه كان ينتظر هذه اللحظة، دُهشت “قُسم” لفرحته وهكذا عقله المتكبر الذي تعجب من لهفة قلبه، لم يكن يعلم أن هذا القلب يفتح أبوابه إلى فتاة أخرى غير “كندا” ربما هذا بسبب خيانتها له ومقابلات لرجل غيره، ربما بسبب الغضب الذي يكنه لها الآن بعد أن فقد وجه “قُسم” بفضل زوجته الخائنة وقتلت الأمل أن تعود عينيه إلى طبيعيتها ويتمكن من رؤية الجميع ويتوقف عن حساسية البعض، تمتمت “قُسم” بنبرة خافتة مندهشة:-
_ اه سبته، تعبت من تصرفاته وعدم تحمله للمسئولية وأمه اللى مسيطرة عليه
تنحنح بحرج من حديثها بعد لهفته وقال:-
_ محدش مرتاح
وقف أمام عربة لبيع الدجاج المقرمش وأشتري شطيرتين لهما مع المشروب الغازي فبحث عن مقعد فارغ للجلوس ولم يجد فقال بجدية:-
_ تعالي نقعد نأكل فى العربية
هزت رأسها بلا وقالت بهدوء:-
_ تعال ورايا
ذهبت معه إلى حافة النهر الصخرية وجلست تمدد قدميها للأسفل والمياه تمر أمامهم مباشرة، نظر “غفران” لها بعد أن جلست على الأرض فأشارت له بأن يجلس ليعطيها الطعام ثم نزع سترته ووضعها على الأرض قبل أن يجلس فضحكت “قُسم” بلطف رغم حزنها لتقول:-
_ دا بجد!
نظر إليها لتقول “قُسم” بلطف:-
_ مش قصدى، أتفضل كُل
أعطته الطعام ليبدأ بتناول الطعام معها فى صمت ثم نظرت “قُسم” إلى النهر بحيرة من أمرها وقالت:-
_ أنا مظلمتهوش صح؟
نظر لها بهدوء صامتًا فتابعت بقلق:-
_ مظلمتهوش يا غفران صح؟ أنا أتحملت لحد ما تعبت وفاض بيا، أتحملت مامته وأنها مبتحبنيش ودايمًا حابة تجوزه قريبتها، أستحملت لحد ما تعبت فأنا أكيد مظلمتهوش
كان صامتًا مُستمعًا لحديثها الهادئ كأنها تخشي من تحمل ذنبه وقهرة قلبه رغم كل شيء فعله بها، أدار رأسه إليها حين سمع أنين بكاءها ووجعها يعتصر قلبها، تمتم “غفران” بلطف:-
_ طب أهدئي يا قُسم، لو مش مرتاح خلاص مفيش ظلم أو ذنب، الخطوبة اتعملت عشان نتعرف ونشوف هنرتاح مع بعض ولا لا، الخطوبة أصلًا أتعملت عشان تتفشكل
نظرت “قُسم” إليه بهدوء ورفعت يدها إلى وجهها تجفف دموعها مما جعل “غفران” يتابع الحديث بلطف أكثر كأنه يداوي جرحها:-
_ أي يعني مرتاحتيش سيبيه، هتجوزيه جِميلة وتقعدي بقي تعدي الجمايل اللى عملتيها عشانه
أومأت إليه بنعم مقتنعة بحديثه ليبتسم إليها وقال بجدية:-
_ ممكن أشرب سيجارة ولا هضايقك
أشارت له بأن يفعل ما يريده، فوضع سيجارته بين شفتيه وبحث عن القداحة فى جيوبه بحيرة، توقف لوهلة من الدهشة عن البحث حين شعر بيدها تلمس لحيته برفق، نظر لها مُندهشًا فرأها تمسح شعيرات لحيته من صوص الشطيرة فظل يحدق بها وسقطت سيجارته من بين شفتيه، مسحت “قُسم” لحيته وعينيها ترمقه حتى سقطت سيجارته من فمه فضحكت “قُسم” وهذه السيجارة تسقط فى مياه النهر، وقف ليغادر من أمامها بتوتر من فعلتها وقلبه قد مال إلى هذه الفتاة والآن مجرد فتاة صغيرة تصارع وجود زوجته بداخل هذا القلب، دُهشت من فعلته وأخذت سترته وبدأت تركض خلفه وهى تقول:-
_ غفران استني… أستني بس
كان يسير بخطوات سريعة جدًا حتى أنها لم تلحق به مع ركضها، أوقفه هذا الشاب الذي ظهر أمامه من العدم لتتابع “قُسم” الركض بينما حدق “غفران” بهذا الرجل الذي قال بحماس:-
_ مسيو غفران مش معقول
حدق بهذا الشاب ووجهه ضبابي لا يعرف من هو وصوته لم يكون مألوفًا على “غفران” فأخفض نظره تجاه كتفه ولم يجد شارة الأسم بما أنه ليس من موظفينه، بدأ التوتر والخوف يستحوذ عليه وهو كالكفيف الآن لا يعرف من هذا الذي يتحدث إليه، تحدث الشاب بحماس أكثر:-
_ أنا مش مصدق أنى شوفت حضرتك هنا، صدفة غريبة جدًا
بدأ يختنق وأنفاس تفقد أستقرارها بين ضلوع صدره، قشعريرة جسده الباردة، وصلت “قُسم” إليه ووقفت جواره تقول:-
_ مش بنادي عليكِ
نظر الشاب إليها بدهشة وقال:-
_ مين دى؟
حرك “غفران” رابطة عنقه بأختناق وبدأ يلهث من الخوف وأن يكشف سره الآن ولأول مرة يندم على رحيل “عُمر” فقال بتلعثم شديد:-
_ معلش أنا مستعجل
أسرع فى خطواته وهو لا يعرف من هذا الشاب فركضت “قُسم” خلفه وهى ترى وجهه شاحبًا وعروق جبينه ظهرت بوضوح، وصل إلى سيارته بصعوبة مما أفزع “قُسم” حين سقطت على الأرض قرب سيارته ويده تمسك مقبض الباب، هرعت إليه بصدمة وجلست أمامه على الأرض تقول:-
_ غفران، أنت كويس؟
كانت تعتقد أنه ما زال مريضًا بعد عناده فى الخروج من المستشفي، أغمض عينيه بقوة وأنفاسه تعلو شيئًا فشيء وبدأ أنه ينهار كليًا مما جعل “قُسم” تفزع أكثر من رجفة جسده وبرودته التى تزداد أكثر بل تحولت الرجفة لتشنجات أكثر، رفعت يدها إلى وجهه تلمسه بلطف وعينيها تكاد تبكي من الخوف:-
_ غفران
تشبث بذراعها قبل أن تسيطر عليه أعراضه فقال مُتمتمًا:-
_ عُمر… عُمـــــ…..
سقطت رأسه بين ذراعيها فاقدًا للوعي بعد أن سيطر عليه الخوف وتشنجات جسده، أسرعت “قُسم” فى الاتصال بـ “عُمر” وظلت بجانبه تضمه بخوف أن يصيب مكروه أكثر وهى لا تعرف كيف تقود السيارة أو تتحدث الانجليزية او الفرنسية لطلب المساعدة من أحد، كان العجز يحتلها مع الخوف عليه، وصل “عُمر” مُرتعبًا ليراه على الأرض وبين ذراعيه “قُسم” المُتشبثة به أكثر كطفلها الرضيع فقال بفزع:-
_ حصل أى؟
_ معرفش والله معرفش، يمكن زعل من كلامي وسابنى ومشي وحتى مسلمش على صاحبه وعامله بطريقة ……..
كانت تتحدث بينما “عُمر” يستمع لحديثها باهتمام أثناء نقل “غفران” إلى السيارة حتى قاطعها بذعر شديد من ذكر صديقه وقال بعد أن استدار لها:-
_ صاحبه؟!
_ تقريبًا معرفة صلة المعرفة بينهما بس هو فضل متنح لصاحبه دا كثير وقاله أنه مستعجل ومشي
قالتها بهدوء وهى لا تفهم سر أهتمام “عُمر” بهذا الشيء ليفهم ما حدث وأنطلق بالسيارة برئيسه كالمجنون إلى “ألبيرت” الذي اتصل به فى الطريقة وبدأ يُحدثه باللهجة الفرنسية:-
_ يبدو أنه دخل فى حالة صدمة نفسية
وصل للمستشفي به ومعه “قُسم” الذي لم تفهم شيء وبعد أن دخل “عُمر” مع “ألبيرت” للغرفة فجلست “قُسم” تنتظر فى الخارج فى حيرة وقلق مما أصابه وبعد قليل خرج الجميع من غرفته وعلى وجه “عُمر” الكثير من القلق فسألت “قُسم” بهلع:-
_ حصل اى طمني؟
_ احم مفيش
قالها “عُمر” بجدية صارمة فتحدثت “قُسم” بنبرة غاضبة:-
_ مفيش، وقع من طوله وكان بترعش جدًا ومش واعي باللى حوله وتقولي مفيش
نظر “عُمر” حوله بحرج من صراخها الحادة فى المستشفي بينما هى تشتعل من الغضب بسبب قلقها عليه، تأفف من الغيظ وتركها راحلًا لتجلس أمام الغرفة بحزن وخيم، لم تتحمل الأنتظار والقلق يحتلها من عدم المعرفة والفضول يقتلها، دلفت إلى غرفته مُتسللة بعد أن غادر “عُمر” لتراه نائمًا فاقدًا للوعي لا يشعر بشيء وتحيط به الأجهزة الطبية وصدره عاري متصل به بعض الأسلاك الطبية، دمعت عينيها وهى لا تفهم شيء عن مرضه لكن عقله بدأ يتخيل كل الأمراض المُمكن، فُتح باب الغرفة وعاد “عُمر” ليُدهش بوجودها فقال بحدة صارمة:-
_ أيه اللى دخلك هنا؟ مين اللى سمح لكِ بالدخول؟
_ أنا آسفة، كنت عايزة أطمن بس عليه
قالتها بأسف شديد مُحرجة من فعلتها ليقول “عُمر” بعد أن تقدم إلى الخزانة الصغيرة يضع بها بعض الأغراض:-
_ هو كويس وعلى الصبح هيفوق وممكن يخرج ، بس بسبب الحركة الكتير بعد الحادثة جسمه تعب ودخل فى أنهيار عصبي ومحتاج للراحة وأظن دا طبيعي بعد ما عربيته أتقلبت بيه وأضطر أنه يسافر تاني يوم عشان عملية والدك
أومأت إليه بنعم بأمتنان وندم والشعور بالذنب يقتلها فـ لولا جراحة والدها ما كان غادر المستشفي أو أضطر للسفر فى فترة مرضه، ألتف “عُمر” إليها ليرى دموعها تتلألأ فى جفونه من الندم فقال بلطف يقلل من حدته معها:-
_ أنتِ مش السبب لأن دا قراره فرجاءً متحسيش بالذنب
قالها ثم تقدم خطوة يتابع الحديث معها بنبرة هادئة:-
_ أتفضلي عشان أرجعك على الفندق الوقت أتاخر
أومأت إليه بنعم وذهبت معه حتى عادت للفندق وأخذت حمام دافئ بعد أن ألقت بجسدها تحت صنوبر المياه الساخنة تتخلص من تعبتها وخمول جسدها ثم أرتدت روب الأستحمام الأبيض الذي يصل لأسفل ركبتيها وبأكمام طويلة وتغلق رابطه بأحكام وألقت بجسدها على الفراش حتى تغوض فى نوم عميق بمنتصف السرير الكبير وشعرها المبلل ينعش جسدها من برودته، فتحت عينيها صباحًا على صوت دقات الباب لتشعر بتعب جسدها وهى ما زالت تريد النوم فسحبت الوسادة تضعها على رأسها حتى لا تستمع لهذه الدقات المزعجة لكن لا جدوى من الهرب منها فتأففت بضيق شديد وذهبت لتفتح الباب بوجه نائم تكاد تفتح عينيها لتُصدم عندما وجدته أمامها ولا تصدق رؤيته ففركت عينيها مرات عدة لعلها ترى منام فتمتمت بدهشة:-
_ حازم!!
دفع باب الغرفة بوجه غاضب جدًا وهو يقول بأختناق شديد:-
_ هو فين؟ وايه القرف اللى لابساه دا
تشبثت بروب الأستحمام بأحكام بيديها وهى لا تفهم سبب غضبه أو كيف وصل إلى هنا فقالت بانفعال:-
_ أنت جيت أزاى؟ هو مين دا اللى بدور عليه … تعال هنا
قالتها بضيق من هجومه على غرفتها كأنه يبحث عن لص فألقي فى وجهها صورتها مع “غفران” ويقول بغضب:-
_ اللى سيبتني عشان تعيشي معاه فى الحرام يا بنت عمتي
لم تصدق كلماته وعينيها تحدق فى صورتها مع “غفران” بصدمة وتتساءل كيف وصلت الصورة ليد “حازم” أو كيف ألتقطت لها؟، أثناء رؤيتها للصورة شهقت بقوة عندما قاطعها “حازم” الذي مسك ذراعها بقوة وعينيه تلتهم بغضب سافر ثم قال بضيق:-
_ فرضتي فى أي تاني يا قُسم للبيه عشان يعمل العملية لأبوكِ، بعتي وقدرتي شرفكِ بكام؟
لم تتمالك أعصابها أكثر من كلماته المُهينة لها فصفعته بقوة على وجهه تلطمه من غيظ كلماته وتُهمته الشنيعة لها وهو يرأها بهذه القذارة، أحتدت عينيه بهول الصدمة التى لحقت به من فعلتها ليقترب أكثر….
فى الغرفة المجاورة دلف “عُمر” فى الصباح ليجمع أغراض “غفران” حتى يأخذها للمستشفي بعد أن علم بيقظته من الممرضة مُسرعًا فى حركته بقلق مما وصل “غفران” له والصدمة العصبية التى تعرض لها بسبب الخوف من الكشف عن مرضه، سمع صوت صراخ قريب من الخارج فخرج بقلق كغيره من النزلاء لكن صدمته الأقوي حين وجد الصوت من الغرفة المجاورة الخاصة بـ “قُسم” دلف للداخل بعد أن تركت “قُسم” الباب مفتوح من دخول “حازم” وصُدم عندما وجد “حازم” فوقها على الفراش ويحاول الأعتداء عليها بالقوة وهى تصرخ بقوة مُحاولة النجاة من يده فأقترب “عُمر” بغضب سافر خائفًا من “غفران” فى المقدمة الذي سيقطع رأسه إذا حل بهذه الفتاة شيء دون أن ترجف له عين، لكمه بقوة في وجهه بعد أن سحبه من فوقها ووضع الغطاء عليها ثم سحب “حازم” للخارج بالضرب والركل بقوة كالمجنون بينما تشبثت هى بالغطاء بقوة ويديها ترتجف بقوة، دفعه “عُمر” بقوة خارج غرفة النوم ليسقط أرضًا ففزع “عُمر” حين رأي “غفران” أمامه وهيئته فوضوية مُرتدي ملابس الأمس وقميصه المتسخ من صوص الطعام، رمقه “غفران” بنظرة مُرعبة بعد أن سمع من النزلاء أن هناك من أقتحم الغرفة، دلف بقلق إلى غرفة النوم ليراها منكمشة فى ذاتها ومُتشبثة بغطاءها فأبتلع لعابه من الخوف وأقترب منها وقال:-
_ أنتِ كويس
_غفران
قالتها بأنكسار وعينيها تبكي بلا توقف وترتجف ليمد يده إليه بقلق فتشبثت “قُسم” به ووقفت معه بملابسها لحُسن حظها لم يفعل شيء من أفكار الشيطانية بها، ترجلت من الفراش ويدها بيده فسأل “غفران” بنبرة قوية مُرعبة:-
_ أقتله؟!
أتسعت عينيها على مصراعيها من هول الصدمة ليقول مُجددًا:-
_ أقتله على أتجرأ ولمسك؟
لم يكن يعلم من هذا الشاب الذي تجرأ على دخول غرفتها فقالت بتمتمة:-
_ لا، دا حازم مهما كان
أتسعت عينيه بصدمة ألجمته من لفظ اسمه والآن قد فهم من الذي يملك الجراءة على أقتحم غرفة تخص “غفران الحديدي” وبطابق الكبار فكل من هنا من أغنياء العالم أجمع، خرج كالمجنون ليقتله دون سؤالها فخرجت خلفه بذعر وتشبثت بيده قبل أن يفعل شيء وقالت:-
_ لا، غفران أرجوك، خليه يمشي
نظر نحوها يدهشة من مسامحتها له وكيف لها أن تغفر فعل كهذا؟، شعر بأناملها تتشبث بقميصه من الخلف دون أن يراها أحد كطفلة خائفة ويدها ترتجف فى ظهره فهمست إليه بضعف:-
_أرجوك مشيه، أنا مش عايزة أشوفه يا غفران، الناس بتتفرج عليا
طأطأت رأسها بخجل شديد من أنظار الجميع وبعض النزلاء يقفون على الباب يشاهدون فأشار إلى “عُمر” بأن يأخذه للخارج فخرج الجميع ونظر “غفران” لها وهى ما زالت تتشبث به ولا تترك أسر قميصه من أناملها وبدأت تبكي بذعر فقال بهدوء:-
_ أنا هستناكِ هنا، أدخلى غيري هدومكِ عشان أوديكي لأبوكِ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى