روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثاني 2 بقلم نور زيزو

موقع كتابك في سطور

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثاني 2 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الجزء الثاني

رواية غفران هزمه العشق البارت الثاني

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الثانية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الثاني (2)
___ بعنــــوان ” متاعب الحيــاة ” ___
صعدت “قُسم” إلى عربة القطار ووقفت مقابل الباب لترى وجه “غفران” الذي أغلق الباب فى وجهه، حادقًا بها فأقتربت أكثر من الباب وتبسمت بعفوية تحاول أن تعتذر على دخولها إلى غرفته بالخطأ وتذكرت سؤاله أمس عن أسمها فرفعت سبابتها على زجاج الباب الشفافي وكتبت أسمها عليه فتمتم “غفران” بدهشة قائلًا:-
_ قُسم !!
أومأت إليه بنعم من حركة شفتيه باسمها، تحرك القطار بها يسرقها من قبضته على كل شيء وتمتمت إليه مرة أخرى هاتفة:-
_ آسفة
دلفت إلى الداخل وجلست على أقرب مقعد ووضعت سماعة الأذن المُتصلة بهاتفها فى أذنيها وظلت بالقطار حتى وصلت إلى محطة حليمة الزيتون، وصلت إلى محل موبيلات أسفل بناية سكنها وكان بداخلها شاب لديه 29 سنة من العمر وزوج من العيون الرمادية بشعر رأس مموج أسود اللون بدون لحية ولديه شارب عريض فوق شفتيه، ليس بقصير أو طويل، عريض المنكبين، وقف “حازم” من مكانه فور دخولها وقال:-
_ رجعتي بدري يا حبيبتي
حدقت “قُسم” بوجهه عابسة من نسيانه عن أمرها فقالت بحدة:-
_ عشان كدة متصلتش تتطمن عليا وانا برا البيت من أمبارح، مش كدة يا حازم
نظر “حازم” إليها مُندهشًا من كلماتها ثم ضرب جبينه بأنامله بخفة مُتذكرًا وقال بدلال:-
_ اااوبس ،حقك عليا والله يا قُسم أنا مكنتش فاكر خالص أنكِ رايحة الفرح دا أمبارح ، متزعليش يا حبيبتي
تأففت بضيق من بروده رغم كلماته العاطفية الناعمة لكنها لم تشعر مرة أنه يخاف عليها أو يهتم فقالت بضيق أكثر وهى تضرب سطح الفترينة الزجاجية التى تفصل بينهما:-
_ أتفضل يا حازم أنا عدت دفعت قسط الشقة
أدرك من تجاهلها لكلمات أن خطيبته الجميلة غاضبة منه ومن عدم أهتمامه بأموره، أستدارت “قُسم” مُغادرة المحل بخنق يحتلها ثم صعدت إلى شقتها، تحدث صديق “حازم” الذي يعمل معه فى المحل قائلًا:-
_ ما تتحرك وتروح تصالحها
_ شوية، سيبها تهدأ كدة وبعدين محصلش كارثة أنى نسيت يعنى، البنات دول دماغهم صغيرة وبيدوروا على النكد من اى حاجة… كبر دماغك
قالها “حازم” ببرود يجتاح نبرته وقلبه، على عكس “قُسم” التى صعدت مُستشاطة غيظًا من “حازم” الذي لا يبالي لها وقلبها يفتك به الوجع والحزن، وصلت إلى شقتها وعندما ولجت لداخلها كانت والدتها تجلس على السفرة تفطر مع أخاها الأصغر “قاسم” طالب الصف الثاني الثانوي، شاب فى بداية عمره يملك 17 عامًا ذو شعر أسود طويل مصفف على الجانبين بجسد نحيف وطويل القامة، يملك زوج من العيون الخضراء كأخته التى ورثهما الأثنين من والدتهما “صفية”، السيدة ذات الخمسين عام بدينة الجسد وبشرتها البيضاء وتلف حجاب صغير حول رأسها للخلف فقالت بلطف:-
_ أنتِ جيتي يا قُسم
تركت “قُسم” حقيبتها على المقعد وجلست تتناول الإفطار معهم بوجه عابس، همس “قاسم” إليها بمرح يشاكسها:-
_ هو حازم مزعلك ولا أيه، البوز بتاع الستات دى مبيظهرش غير وهو مزعلك
نكزته “صفية” فى ذراعه بضيق من مضايقته لأخته الكبري بينما زاد غضب “قُسم” اكثر من حديث أخاها فقالت بغيظ ونبرة غليظة:-
_ خليك فى حالك
_ وبعدين يا ولاد هتناكفوا فى بعض قصادي، كُل يا قاسم ومالكش دعوة بأختك
قالتها “صفية” بعفوية وعينيها تمقن فتاتها الصغيرة التي تحمل ملامح الغضب المكبوح بداخلها، لا تعلم سبب الضيق الذي تحمله “قُسم” الآن لكنها كأبنها تمامًا تُدرك أن السبب “حازم” خطيبها، تابعت الحديث قائلة:-
_ خلصوا أكلكم وأنت تنزل تشوف دروسكم وإياك يا قاسم أعرف أنك روحت تلعب كورة مع صحابك فاهم
أومأ “قاسم” إليها بنعم ثم مال على أخته بخباثة وقال هامسًا إليها:-
_ هأخد منك حق الماتش دا بقي
ضربته “صفية” على كتفه بضيق من عصيانه لحديثها مُتمتمة بغلاظة:-
_ سمعتك يا كلب، قومي يا قُسم أرتاحي شوية لحد ما أرجع من برا، أنا هوصل الطلبات دى فى محطة المترو وجاية تكوني نمتِ شوية عشان نروح نزور أبوكِ
هزت “قُسم” رأسها بنعم وأكملت تناول طعامها بينما وقفت “صفية” تجمع الأغراض فى الأكياس من أجل توزيع الطلبات التي جمعتها من الزبائن فى مشروعها الخاص على الأنترنت حتى تساعد فى مصاريف البيت وعلاج زوجها وتقلل من الأعباء قليلًا الموجودة على عاتق فتاتها الصغيرة “قُسم” ……….
______________________________
” بقصـــر الحديــدي ”
فتح باب المكتب الموجود بالطابق الأول ودلف “عُمر” ليرى “غفران” فى حالة خمول تام مُتكأ برأسه وظهره على ظهر المقعد مُغمض العينين يبدو نائمًا لكن أصابعه تترك بالقلم على سطح المكتب؛ ليُدرك “عُمر” أنه شاردًا بشيء وغارق بتفكيره فتنحنح بخفوت قائلًا:-
_ مسيو غفران
فتح “غفران” عينيه بتهكم ليبدأ “عُمر” بالحديث بعد أن ميز “غفران” من هو بواسطة صوته:-
_ السيدة نورهان طالبة تقابل حضرتك على العشاء النهار دا
أعتدل “غفران” فى جلسته ببرود شديد لا يبالي بشيء ولا برغبة والدته فى لقائه، تجاهل هذا الطلب وسأل بنبرة قوية :-
_ لاقيتوها ؟
_ هي مين؟
أجابه “غفران” بأشمئزاز من عجز رجاله فى العثور عن هذه الفتاة التي تملك الوجه الوحيد الذي تمكنت عيني “غفران” من رؤيته:-
_ سندريلا يا أظرف الكائنات
تنحنح “عُمر” بقلق من رد فعل “غفران” وصعوبة معرفتها، فقال بهدوء:-
_ بندور وإن شاء الله نوصلها ؟
وقف “غفران” من مكانه مُستشاطٍ غيظٍ من بطء رجاله وقال بينما يغادر الغرفة:-
_ خليكم ببطيء السلاحف، دور فى السجلات اللى فى الحكومة على بنت أسمها قُسم دا أسم مش شائع ومش هتلاقي منه كتير يا عُمر
أومأ “عُمر” إليه بنعم وخرج من المكتب مُغادرًا القصر ليجد مُساعده “عدنان”، شخص ذو جسد ببنية قوية ضخمة بسبب ممارسة للملاكمة والرياضة، أصلع الرأس ولديه لحية سوداء وطويل القامة جدًا وعضلات الضخمة تظهر فى ملابسه يكفي جسده وقوته لأن يكون الحارس الشخصي لـ “غفران” ، أتي نحوه بالهاتف وقال:-
_ وصلنا لكاميرات المراقبة فى الفندق، وفعلًا فى بنت دخلت أوضة غفران بيه ليلتها
حدق “عُمر” بالهاتف ووجه “قُسم” لم يظهر بوضوح فتأفف بضيق ليمرر “عدنان” سبابته على الشاشة وكان يغير الفيديو لصورة أكثر وضوحًا إلى وجه “قُسم” فدُهش “عُمر” بصدمة ألجمته حين رأى وجهها تمامًا كما وصفها “غفران” ليُصدق ما لا يمكن إستيعابه وأن هذا المريض صاحب مرض عمى الوجوه تمكن من رؤية وجهها ليصفه بهذه الدقة إلى “عُمر”، مما أرعب “عُمر” وأدخل القلق إلى صدره مُتسائلًا هل يمكن للأعمي بأن يرى؟ وإذا رأي فلما “قُسم” وحدها من تمكن من رؤيتها؟، أسئلة كثيرة جدًا أطاحت بعقل “عُمر” ومنطقه حتى أوشك على الجنون….
صعد “غفران” إلى غرفته مُنهكٍ ثم ألقي بجسده على الفراش وأغمض عينيه شاردًا بما يحدث معه وعقله هو الأخر يكاد ينفجر من التفكير خصيصًا أنه رأى “قُسم” وعادت عينيه المريضة لوضعها لم يتمكن من لمح وجه “عُمر” بنفس الوقت أو مُساعدينه، شعر بيد دافئة تلمس قميصه وتحاول أن تفك أزراره، فتحت عينيه وكانت “كندا” جواره ميزة زينتها من ملابسها المُثيرة ورائحة عطرها لُيدرك أن زوجته تزينت لأجله لكن وجهها ضبابي فقالت :-
_ غفران أنت وحشتني أوى
أبعد يديها عنها ببرود قاتل وهمس بنبرة جافة تُثير غضب زوجته أكثر:-
_ روحي على أوضتك يا كندا
أعتدلت فى جلستها بغيظ شديد وتكاد تفقد عقلها من نفوره منها كأنها وباء فتحدثت مُنفعلة:-
_ شايف نفسك يا غفران!!، عشان متجيش أنت والست الوالدة تلومني ولا تتهمني بالخيانة وأنت السبب فيها
لم يتمالك أعصابه ومسك عنقها بقوة ودفعها بقوة على الفراش وبات جسدها يغرق فى مطاطية السرير، أحترقته كلمتها من الداخل وكيف لإمرأة أن تجرو على خيانة “غفران الحديدي” فقال بوجه مُلتهب كصدره وبرزت عروقه:-
_ طب فكري مجرد تفكير إنكِ تخونيني يا كندا وأنا أمحيكي من على الأرض من قبل ما تنفيذي فكرتك
تلعثمت من قبضته وهى تحاول إفلات عنقها من أسر يده القوية وتربت على يده بضعف وأنفاسها باتت تتلاشيء شيئًا فشئ لتقول:-
_ كح كح أنت أتجننت يا غفران هتموتني …. أبعد عني كح
أبتعد عنها مُنفعلًا مثلها وأكثر لتجلس على الفراش وتضع يديها الإثنين على عنقها تدلكه بألم وخوف إجتاحها من لحظتها حين أوشكت على الموت بين يديه، صرخت بغضب سافر به:-
_ أنا هخونك من أفعالك وبُعدك عني يا غفران، أنا ست زى كل الستات ومحتاجاك أنت محسوب عليا جوازة والسلام، عارف لو بتكرهني أو قرفان مني هقول ماشي لكن أنا مش فاهمة ما لكَ؟ بعيد عني وأنت بتحبني، بتتمني تضمني لكن أول ما أقرب تهرب؟ عشر سنين مستحملة وبقول بكرة شوقه يجيبه لكن الحاجة الوحيدة اللى بيجيبها شوقك ليا هى الفلوس المجوهرات والعربيات الجدية والهدوم الماركات العالمية، أنا مش عايزة فلوسك يا غفران، مش محتاجة أنك تكون atm ليا، أنا عندي اللى يكفينى من الفلوس أنا محتاج حبيبي وجوزي
جهشت فى البكاء بأنهيار تام أثناء حديثها وكلماتها المؤلمة التى تعبر له عن وجعها وقهرتها، صمت وهو يضع يديه الأثنين خلف ظهره مُستديرًا إليها حتى لا ترى وجهه الذي تجمعت الدموع به، هو أيضا عاشقًا إليها مُنذ أن رآها بأول يوم فى حفل الجامعة فوق المسرح مُمثلة مبتدئة وهو غرق بعشقها حتى مع وجهها الضبابي، وصفها “عُمر” إليه بانها أجمل فتاة تراها العين، فتاة تصغره بعامين ذات الشعر البني الغامق كحبيبات القهوة التى يدمن شرابها فى يومه، وهكذا عينيها الواسعتين بلون شعرها وبشرتها البيضاء الصافية كالحليب وجسدها الممشوق الذي يجذب إليها أى رجل، مفتونًا بجمالها الذي خُلقت به، يرسم عقله صورة لها من وصف “عُمر” الدقيق لها ورغم عشقها القائم بداخله لم يجرأ على لمسها مُنذ ليلة زفافهما، خرجت “كندا” مُستاءة من رفضه لها ومُنهارة فى البكاء، جلس “غفران” على أقرب مقعد إليه لتدمع عينيه رغم كبريائه وسلطته لكنه يتألم مثلها وكيف له أن يتحمل وجود محبوبته قُربه ولا يقوى على لمسها؟، تذكر كيف ضمها بليلتهما الأولى وأصابه رجفة قوية وأشمئزاز أحتله من عجزه على رؤيتها، لأول مرة وقتها يشعر بالشفقة على حاله حين عجز على رؤية وجه زوجته وحبيبته؟ وألت الأمر من وقتها لهذا الجفا بينهما لم يتمكن من لمسها لكنه يقدم لها كل شيء تتمني فى الحياة …..
_______________________________
خرجت “قُسم” مع والدتها من المستشفي ووجوههما عابسة بحزن واضح فى معالمهما، أستقلوا أول سيارة ميكروباص مرت أمام المستشفي فربتت “قُسم” على يدي والدتها ببسمة ناعمة تمدها بالأمل والتفائل وقالت بلطف:-
_ متقلقيش يا ماما، ربنا معانا ومش هيسيبنا وإن شاء الله نقدر نجمع تمن العلاج لبابا
تنهدت “صفية” بيأس تملك منها وهم على هذا الحال من شهور ولم يحدث شيء جديد لتبتسم “قُسم” بلطف لأجل والدتها التى أنهكتها رحلة الحياة والمعافرة فى سنها، ضمت رأس والدتها إلى كتفها طيلة الطريق حتى وصلت إلى العمارة وترجلت منها فرأت “حازم” يقف مع “ملك” و “قاسم” أخاها يقف مُتكأ على عكائز طبي بعد أن كُسرت قدمه من لعب الكرة فهرعت إليه مع “صفية” بصدمة ألجمتها و”صفية” تسأل بقلق:-
_ يا خراشي …. حصل أيه يا قاسم؟ لتكون أتخانقت مع حد؟
أجابها “حازم” بنبرة خافتة يهدأ من روعة عمته قائلًا:-
_ متتخضيش يا عمتي، مجرد جزع هيرتاح كام يوم ويقوم لك زى الحصان
مسكته “قُسم” من أذنيه بغضب من هذا الفتى الطائش وقالت بضيق:-
_أتخانقت مع مين يا ولا؟
أبعدت “ملك” يدها عن “قاسم” تنجده من تمرد صديقتها ثم قالت بعبوس:-
_ يا ست قُسم ما اتخانقش مع حد، وقع وهو بيلعب كورة
أتسعت أعين “صفية” على مصراعيها بغضب كامن بداخلها بسبب عصيان “قاسم” لحديثها وتحذيرها له فقالت بضيق شديد:-
_ قُلتي أي يا ملك؟! ، كورة يا قاسم!!! نهارك مش فايت؟
أقتربت منه “ملك” تخلصه من بين يدي والدته الغاضبة بسبب إصابته وهكذا “قُسم” ثم صعد “قاسم” بمساعدة “ملك” و”صفية” ، وقفت “قًسم” بعد أن أوقفها “حازم” لتقول بنبرة غليظة ووجهه عابس:-
_ نعم يا حازم
نكزها فى ذراعها بمرح كأنه لم يفعل شيء ولا يبالي بحزنها وأنقبض قلبها الدافئ رغم هذا العشق الذي تحمله بداخلها، تمتم بعفوية وعينه اليسري تغمز إليها:-
_ فكِ بقي يا قُسم، والله نسيت من ضغط الشغل يا حبيبتي ، يا بت دا أنتِ روحي وبنت قلبي
رفعت “قُسم” حاجبها إليه ببرود لا تبالي بحديثه المعسول وهذا هو الشيء الوحيد الذي تناله من علاقتهما، لسانه الناعم فقط لكن أفعاله مُنعدم فقالت ببرود مُتشبثة بغضبها:-
_ والله شوف أزاى، كلام أنا مبأخدش منك غير كلام وبس يا حازم
ضرب كتفها بكتفه بعفوية ثم قال بدلال مُحاولة مصالحتها:-
_ لا يا حبيبتي مش كلام، طب أقولك أطلبي منى أى حاجة فى الدنيا أعملهالك وهتشوفي أني هعملهالك
عقدت ذراعيها أمام صدرها بثقة من شخصية “حازم” وهى خير الناس معرفة به وقالت بجدية:-
_ طب تعال معايا للترزي بتاع الستائر نشوفه خلاص ولا لا
تنحنح بحرج من طلبها ودائمًا تطلب منه الكثير من الأفعال، تحاشي النظر إليها مُتهربًا من طلبها لتقول بجدية وضيق:-
_ مش هتتغير يا حازم، هتفضل رامي كل حاجة عليها ومشيلاني مسئوليّة الرجل والست فى الجوازة دى، هتفضل كدة بوق وبس مبأخدش منك غير كلمتين حلوين لكن طول وقت الجد مُنعدم ومش موجود، أنا اللى ألف على النجار والترزي وأروح أقف مع الصنايعي فى الشقة وأجري أدفع أقساط الشقة، هتفضل داخل العلاقة دى ببدلة العريس بس ويا خوفي أنا كمان اللى أروح أجيبها لجنابك
أنهت حديثها بغضب مُنفعلة كالمجنونة وصعدت إلي الأعلى بضيق يحتلها من الداخل، لا تعلم سبب تشبثها به وهل الحُب الذي تحمله إلى “حازم” بداخلها يستحق أن تتحمل كل شيء وتكون هى المُعطي فى العلاقة كاملة وطيلة حياتها……
________________________________
جلس “غفران” على السفرة مع والدته “نورهان” فى قصرها الخاص، يتناولوا العشاء فى صمت حتى قاطعته “نورهان” قائلة:-
_ أتجوز يا غفران
رفع عينيه بدهشة بوالدته وتشنجت عضلاته بينما يديه توقفت عن تقطيع شريحة اللحم مصدومًا من كلماتها وطلبها ، تمتم بنبرة خافتة لا يستوعب هذا الأمر قائلًا:-
_ حضرتك قُلتِ أيه؟
رفعت “نورهان” نظرها به بجدية صارمة تقول بغيظ أكبر:-
_ قُلت تتجوز، أي مسمعتنيش؟! ، بقول تتجوز ما دام مش قادر تعيش طبيعي مع مراتك
ترك من يده الشوكة والسكين وتنهد بهدوء قبل أن يختار كلماته التى سيتفوه بها، تحدث بنبرة غليظة قوية:-
_ أنا مُدرك جدًا أن حضرتك مبتحبيش كندا ولا بينكم أى ود ومحبة، حتى علاقتكم موصلتش لأنها تكون بين حماة وزوجة ابن بالعكس العداوة والكره بينكم قائمة كأنكم فى حرب، لكن دا ميديش حضرتك أبدًا الحق في أنكِ تقرري أنى أتجوز
أغلقت “نورهان” قبضتها فوق السفرة بغضب سافر وكره ملحوظ فى عينيها من حديثه عن زوجته ثم قالت بجدية:-
_ طلبي مالهوش علاقة نهائيًا بالكره اللى بينا، مراتك المصونة وحبيبة قلبك بتهدد أنها هتفضحك وهتطلع على الملأ وتقول أن غفران بيه الحديدي معندوش ميول للنساء، عارف دا معناه اي؟ بلاش عارف لو فتحت بوقها بدا الإعلان والشعب والعملاء وأعضاء مجلس الإدارة هيكون تأثيره أيه عليهم؟، لازم تتجوز واحدة تانية تضمن بيها سلامتك وسمعتك قصاد كل دول إذا فكرت كندا أنها تغدر بيك
_ كندا مُستحيل تعمل كدة
قالها بثقة عمياء فى محبوبته، مُغرمًا بسحر حُبها الكامن بداخله فأشارت “نورهان” إلى “رزان” مساعدتها بأن تقترب؛ لتقدم لها ظرف أخرجت منه “نورهان” بعض الصور لـ “كندا” مع مخرج شاب يرقصان معًا فقالت بنبرة غليظة:-
_ هى دى كندا اللى بتتكلم عنها، حبيبتك اللى متقدرش تعيش من غيرك بس بتترمي فى حضن راجل تاني وترقص معاه بمنتهى الحُب اللى واضح فى الصور دى
نظر “غفران” إلي الصور وهو لا يميز وجه زوجته أو هذا الرجل، لا يعلم إذا كانت هي أم لا، لكنه واثقًا أن هذه زوجته وأن “نورهان” لن تخدعه بصور مُزيفة خصيصًا أن “عُمر” الوحيد الذي يعرف بمرض “غفران” بعمى الوجوه، وقف ليغادر القصر بضيق مُستاءٍ من حديث والدته:-
_ عن أذن حضرتك ورجاءً متحاوليش تتجاوزى حدودك وتدخلي فى علاقتي بزوجتي
غادر القصر ليرى “عُمر” فى أنتظاره أمام القصر، سار معه فى الحديقة الكبيرة بطريق قصره، أخبر “عُمر” عن الصور وطلب منه أن يتأكد أن كانت هذه زوجته أم لا فقال:-
_ تحت أمرك، الصبح يكون عندك المعلومات المؤكدة عن الموضوع دا
_ أنا عارف أنه أكيد يا عُمر، محدش على وجه الأرض دى يعرف بمرضي غيرك، حتى السيدة نورهان ومراتي كندا ميعرفوش أن عندى عمي الوجوه، فبالتالي مُستحيل تكون السيدة نورهان بتعرض صور مُزيفة لكندا لكن اللى بطلبه منك أنك تتأكد من أن الصور مش متركبة ولو حقيقة تجمع لي كل المعلومات عن المخرج دا
قالها “غفران” بضيق يخنق صدره المُلتهب من الغيرة بسبب أفعال زوجته، حتى أنه شعر بحريق ينهش قلبه وحوله إلى رمادٍ منثورٍ على صدره المهجور من الجميع، تحدث “عُمر” بنبرة جادة هادئة ويديه تقدم الجهاز اللوحي ( التابلت) إلى “غفران”:-
_ اسمها قُسم جميل الطاهر، عندها 25 سنة مُدرسة رياضيات فى مدرسة خاصة بحلمية الزيتون وروضة أطفال فى الشيخ زايد بعد المدرسة بالفترة المسائية عشان تعسر حالتها المادية بسبب مرض والدها المحجوز فى مستشفي الجلاء محتاج لجراحة زراعة قلب وطبعًا التكاليف عالية عليهم جدًا، ساكن مع والدتها اللى عاملة مشروع صغير على جروب على الفيس بوك بتبيع فيه أكل بيتي وملابس وغيره من الطلبات عشان تساعد فى مصاريف العلاج وعندها أخوها الصغير قاسم طالب فى ثانية ثانوي، كانت موجودة فى الفندق باليوم اللى قابلت حضرتك فيه بسبب فرح واحدة من صديقتها كانت مُقيم بغرفة 525 لكنها دخلت أوضة حضرتك بالغلط ربما بسبب تشابه الأرقام، بنت من بيئة بسيطة جدًا وميملكوش أى حاجة غير شقتهم الملك وحالتهم المادية مُتعسرة جدًا بسبب القرض اللى أخذه باباها من البنك بمبلغ 180 الف جنيه عشان جوازها وبعد دخوله المستشفي أضطرت أنها تتكلف بأقساط البنك غير العلاج
كان “غفران” يستمع إلى تفاصيل حياتها البسيطة وكم الشقاء الذي تعيش به حتى أخبره “عُمر” بالكلمة القاضية التى أغضبته جدًا قائلًا:-
_ مخطوبة وعلى وش جواز
رفع عينيه عن البيانات من الجهاز اللوحي ليحدق بـ “عُمر” بصدمة ألجمته حين سمع أنها ملك لرجل، كان “عُمر” خبيثًا فى حديثه حين تحدث عن كل شيء وأختار بمكر نهاية الحديث بخبر خطبتها من رجل أخر، لكن “غفران” لم يبالي لأى شيء ولا لكونها ملك لرجل أخر فقال بجدية صارمة:-
_ بكرة الصبح تجبلي عنوان المستشفي اللى فيها باباها ……
___________________________________
خرجت “قُسم” من فصل الأطفال بعد أن طلبتها مديرة الروضة لتدخل إلى مكتبها لكنها صُدمت عندما رأت “غفران” بالداخل فأبتلعت لعابها بخوف لا تعرف كيف وصل إليها؟ وهل بحث عنها أم هذه صدفة صنيعة القدر؟، تحدثت المديرة بنبرة هادئة باسمة بسعادة:-
_ تعالي يا ميس قُسم، أستاذ غفران الحديدي أكبر بيزنس مان فى تجارة العربيات، أختر الروضة بتاعتنا مخصوص لبنته نالا
نظرت “قُسم” بحيرة” إلي طفلته ثم إليه لتراه مُصدومًا خصوصًا أنه يرى وجهها حقًا ولم يكن يتخيل الأمر سابقًا، يرى عينيها الحزينتين ويظهر بهما التعب وملامحها الشاحب رغم بسمتها المرسومة على شفتيها لأجل الأطفال، أتسعت عيني “عُمر” الذي يقف خلفه ويرى “قُسم” أمامه كما وصفها “غفران” بدقة لم تختلف عن حديثه بشيء، أومأت “قُسم” إليها برحب وقالت:-
_ إن شاء الله نكون عن حُسن ظن حضرته
أخذت العاملة “نالا” إلى غرفة الأطفال وغادرت “قُسم” ليقف “غفران” مُسرعًا ويقول:-
_ عُمر هيكمل الأجراءات مع حضرتك
خرج خلفها ليراها تسير فى الممر بهدوء ومُرتدية فستانها الأصفر الطويل بنصف كم وبه حزام حول الخصر، تصفف شعرها خلف ظهرها بضفائر كثيرة مُنتيهة بضفيرة واحدة، أسرع نحوها كالمجنون وهو عالقًا بسؤال واحد لما يراها بوضوح هكذا، كانت تسير بعفوية رغم تعبتها ومزاحيتها الضائقة من شجارها مع “حازم” أمس لتفزع حين مسكها “غفران” من يدها بقوة يُديرها إليه فشهقت بقوة وأتسعت عينيها على مصراعيها حادقة بوجهه بفزع بينما هو يتفحص ملامح وجهها بدقة كأنه يحفظها، لم تصدق نظرته التى كانت تحمل الفزع والآمان معًا، كان مرعبًا من رؤية لوجهها، لطالما كان كفيفًا فالرؤية له بمثابة الحلم المستحيل والآن يراه يتحقق مع فتاة واحدة………….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى