روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم نور زيزو

موقع كتابك في سطور

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الجزء الثاني عشر

رواية غفران هزمه العشق البارت الثاني عشر

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الثانية عشر

رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الثـــــــاني عشـــر ( 12 )
___ بعنــــوان ” عالقًا بين الأمل والألم ” ___
فى منزل مكون من طابقين، متوسط الحجم الطابق الأعلى به ثلاثة غرفة ودورة مياه مستقلة ودرج صغير من الخشب مُتصل بالسقيفة الموجودة بالأعلى حيث قمة المنزل المُثلثية، والطابق الأول به مطبخ كبير الحجم مفتوح على البهو وغرفة نوم ومكان مخصص للمعيشة بالأريكة والشاشة وبالجوار مكان السفرة المكونة من ست مقاعد ورواق صغير يصل إلى باب المنزل، خرج “غفران” من المطبخ يحمل فى يده كوب من عصير الليمون وتقدم إلى الأريكة التى تجلس “قُسم” عليها منكمشة فى ذاتها وعينيها تبكي فى صمت على الرغم من جسدها الذي لم يكن صامتًا وساكنًا محله فكانت الرجفة تصيبه كاملًا وتضم يديها الأثنتين معًا، الخوف كان مُسيطرًا عليها فوضع الكوب أمامها على الطاولة ثم جلس على المقعد بهدوء وقال:-
_ أشربي الليمون ودلوقت تبقي أحسن؟
تمتمت “قُسم” بصوت واهن ونبرة خافتة يكاد يسمعها مع شهقاتها القوية:-
_ أزاى قدر يفكر فى دا؟ أنا مأذتهوش فى حاجة، كنت مستحملة كل حاجة وأى حاجة وشايلة فوق أكتافي كل حاجة عشان جوازتنا تتم وربنا يجمعنا تحت سقف واقف، أزاى كنت مغشوشة فيه أوى كدة؟ هو أنا كنت عامية أوى كدة عن حقيقته اللى مخبيها ولا هو اللى كان ممثل شاطر وقدر يمثل ويضحك عليا لسنين؟
تنحنح “غفران” بضيق وهو لا يفهم شيء عن علاقتها بـ “حازم” لكن ما رأه كان كافي بأن يكون نظرته الحقيقة عن هذا الرجل الغليظ، رجل مُتسلط يرغب بها لكن دون أن يجادل أو يعافر للحصول عليها، يرغب بها كأنه متملك لها وفور أن شعر بأنها تركته ولم تكن له سيطر عليه هذا الحُب المُتملك وقرر أن يحصل عليها بالقوة، لم يكن “غفران” غبيًا فمما آه وسمع به منها أن “حازم” يحُبها حُبًا جمًا لكن هذا الحُب مؤذي، يستطيع أذيتها كما يريد لكن لا يتحمل فكرة خسارتها فقال بهدوء:-
_ هو مبيمثلش،هو حاول يأخذك بالإكراه والقوة، غصب عنك يعنى، بيحبك لكن حُب مؤذي، حُب مخليه يفكر فى أى حاجة ويعمل أى حاجة عشان تفضلي معاه حتى لو كان بالقوة، رجل مريض بحُبك
رفعت وجهها إليه وتخلت عن الحرج من مقابلته لتواجهه بعينيها مُندهشة من حديثه فقالت بنبرة استفهامية:-
_ مريض بحُبي؟ قصدك أى؟
تنهد “غفران” وهو يقدم لها كوب العصير التى تجاهلته حتى ترتشف القليل منه وقال بجدية:-
_ يعنى هو مبيكذبش لما بيقول أنه بيحبك، لكن الحُب دا جواه عبارة عن حُب أمتلاك، زى حُبك لتليفونك أو هدومك مهما حصل ومهما أتعصبتي أو زعلتي ففي الأخر هو تليفونك، بالنسبة لحازم مهما يعمل أنتِ بتاعته وخطيبته ولو حس أن ممكن يخسرك هيعمل أى حاجة مهما كانت أى عشان تفضلي معاه حتى لو ….
تنحنح بحرج من أستكمال حديثه ليقول بنبرة أكثر هدوءًا:-
_ حتى لو أضطر أنه يأخذك بالقوة عشان مبيقاش قصدك حل غير أنك تتجوزيه ، وأسف على تجاوزي فى الكلام بس دا فهمي له
وقف من مكانه مُحرج من الحديث معها فى هذا الشيء لكن أستوقفه يدها الباردة كقطعة الثلج التى تشبثت بأنامله كطفلته “نالا” تمامًا حين تمسك يده فنظر إلى يديهما ثم إلى “قُسم” وقلبه مُلهتبًا كالجمر من رفضها لقتل “حازم” الذي تجرأ على أذيتها، حاول “غفران” قدر الإمكان السيطرة على أعصابه وكبح مشاعره ودقات قلبه الغاضب لأجلها، أبتلع لعابه بهدوء فقالت بصوت مبحوح:-
_ ممكن ترجعني مصر؟
عاد للجلوس مُندهشًا من طلبها ووالدها هنا فى العناية المُشددة يصارع الموت حتى ينجو بقلبه الجديد:-
_ وباباكِ اللى بين الحياة والموت هنخرجه من على الأجهزة وصدره مفتوح وقلبه لسه مستعادش وظائفه، هتجازفي بحياته عشان خايفة من حازم
جهشت فى البكاء بأنكسار وخوف شديد يتملكها وتمتمت بذعر:-
_ عُمر لو كان أتأخر شوية كمان كان حازم قتل أبويا بالحياة بعملته فيا، رجعني مصر
لم يقو على كبح مشاعره أكثر وهو يسمع صوت بكاءها وشهقاتها كالأسهم التى تخترق صدره وقلبه فأقترب قليلًا منها أوخذ يدها فى قبضتيه ليقول بنبرة هادئة جادة:-
_ مستحيل، مستحيل أسمح له يأذيكي يا قُسم، أنتِ مع غفران الحديدي متخافيش وأنا وعدتك أرجعلك أبوكِ وقد وعدي دا ما دام فى مقدرتي، متخافيش وأنا معاكِ
أغمضت عينيها بخوف يحتلها لكنها صُدمت حين شعرت بيده تخفف دموعها وتلمس وجنتها ففتحت عينيها بهدوء لتراه أمامها يحاول أن يُطمنها قليلًا ويمتص من جوارحها الخوف والذعر مما حدث بها، تحدث بنبرة خافتة:-
_ أنا هنا يا قُسم، أنا جانبك
ظل ترمقه فى صمت وجسدها يرتعش، دلف “عُمر” إلى المنزل ليُصدم مما رآه وقُرب “غفران” منها ويده التى تلمس وجنتها بعينيه الدافئة فى نظرتها، عالقة بـ “قُسم” بقوة مما أدهش “عُمر” وكيف لـ “غفران” أن يقترب من امرأة وهو يكره أى تاء تأنيث غير “كندا”، لطالما هددته “كندا” أن تنشر خبر عن عدم ميول للنساء، فى جميع الحفلات والمناسبات يذهب مع “عُمر” شريكًا له، لم يقوى على السماح لأى امرأة بالأقتراب منه أكثر من خمسة أمتار، قوانينه صارمة ومن يخترقها تهدم حياته رأسًا على عقب، ظل “عُمر” محله يحدق بهما لعله يستوعب الأمر ويُصدق ما تراه عينيه الذي بدأ يشك بنظرهما عن الشك بـ “غفران” وصارمته، تنحنح بحرج وهو يقول:-
_ أحم ، غفران بيه المستشفي أتصلت بيبلغون أن جميل أتنقل لغرفة عادية بعد ما بدأ مؤشرات قلبه تستجيب
فرحت “قُسم” بسعادة تغمرها من سماع هذا الحديث وقالت بحماس:-
_ أنا لازم أروح له، أستناني يا عُمر هغير هدومي وتوصلني معلش
أومأ إليها بنعم بينما ينظر إلى “غفران” بعيني ثاقبة مُنتظر كلماته ليفعل ما يأمر به فقال بلطف:-
_ تمام وحسب ما يأمر مسيو غفران
وقفت من مكانها لكي تصعد للأعلى تبدل ملابسها لكن توقفت عن خطواتها حين وجدت يدها ما زالت عالقة بين قبضتيه المحمكتين عليها فنظرت غلى “غفران” بلطف وقالت:-
_ ممكن أطلع أغير هدومي
ترك يدها بهدوء لتصعد فخرج “غفران” من المُنزل وجلس ينتظرها فى السيارة مع “عُمر” الذي أحتل مقعد السائق وعينيه على المنزل أمامه فقال بهدوء:-
_ أتصلوا من مصر، دكتورة نورهان زارت قصر الحديدي يوم ما حضرتك دخلت المستشفي، فاتن بتقول من يومها ومدام كندا منهارة جدًا ورافضة الأكل وفى وسط كلامها مع والدتها قالت أنها متأكدة من خيانتك ليها وكان باين من الكلام أنها على علم أن حضرتك هنا مع بنت لكنها تجهل تمامًا هى مين
تنهد “غفران” من سماع هذا الحديث فأخرج الهاتف من جيب سترته وقال بحدة صارمة:-
_ خليها تنهر أكثر، مستغرب واحدة ببجاحتها بتخون جوزها وبتبكيدلوقت عشان راح لغيرها
ألتف “عُمر” برأسه للخلف مُندهشة من اعتراف “غفران” الغير مباشرة بأنه ذهب لأخري وحتمًا مقصده الأول والأخير هى “قُسم”، رفع “غفران” نظره إلى “عُمر” ليستدير مُسرعًا ناظرًا للأمام بخوف من جراءته مما جعل “غفران” يعيد النظر إلى الهاتف وقال بتهكم:-
_ عملت اللى طلبته منك؟
فتح “عُمر” هاتفه ليرسل ملف إلى رقم “غفران” فضغط “غفران” على الملف فى خاتفه يفتحه وبدأ “عُمر” يقول:-
_ عفيفي اتولد فى عائلة ثرية ووالده منتج معرف وبدأ الإخراج فى سن صغير، أتنشر له فضائح ومقالات كتير عن علاقاته مع بعض الممثلات الشابة وخصوصًا فى بداية طريقهم فى الفن والشهرة، بيشرب كتير ومعظم يومه ما بين التصوير والفنادق وكل لقاءات العمل بتكون فى الفنادق خصوصًا لو الطرف لأخرى امرأة
تمتم “غفران” بضيق شديد وعينيه تحتد بقوة بينما يرمق التقرير المقدم له عن هذا الرجل:-
_ يعنى بتخوني؟
تابع “عُمر” الحديث معه بجدية قائلًا:-
_ مفيش دليل قاطع على الخيانة وربما كل اللقاءات دى تكون بسبب العمل وتحديدًا أن مدام كندا هى البطلة الرئيسية لمعظم أعماله و……
قاطعه “غفران” بحدة ونبرة غليظة يرمي بهاتفه جانبًا وقد مل من هذه العلاقة والأحاديث الكثيرة فيها:-
_كل الصور واللقاءات ووجودها معه فى غرفة فى فندق والملامسات اللى بينهما فى الصور وتقولي مفيش دليل قاطع، الخيانة يا عُمر تكفي لما يلمس راجل غيرى مراتي ولو فى رقصة، تمسكه بيها أنها تكون بطلة رئيسية لكل أعماله مُريب ولقاءات الفندق مُريبة
نظر “عُمر” إلى “قُسم” التى خرجت للتو من المنزل وتسير نحوهما فقال بجدية:-
_ لكن الخائنة مستحيل تنهار أن جوزها مع بنت تانية
نظر “غفران” إلى “قُسم” التى ظهرت أمامه مُرتدية فستان أبيض اللون وبه أزهار كبيرة زرقاء بأكمام وشعرها مسدول على الجانبين بحرية ثم قال نحزم:-
_ ربما خايفة من الجحيم اللى مُنتظرها، أنا مستحمل أغفر لها خيانتها ولازم أعاقبها عليها
فُتح باب السيارة ودلفت “قُسم” إلى السيارة بهدوء وبسمتها لم تفارق وجهها لينطلق “عُمر” إلى المستشفي بقيادته، ظل الصمت بينما حتى وصلت رسالة إلى هاتف “عُمر” من المستشفي بتحديد موعد الأشعة والفحص الخاص بـ “غفران” ليقول بهدوء:-
_ حضرتك عندك بعض الفحوصات النهار دا ومش محتاجين تأخير، هوصل قُسم للأستاذ جميل وأحجز جناح كبار الشخصيات لحضرتك
أومأ إليه بنعم بينما نظرت “قُسم” إلى “غفران” بذهول من تردده على المستشفي دومًا رغم أنه بحالة جيدة فسألت بقلق:-
_ أنت مريض؟
لم يُجيب عليها ونظر إلى النافذة شاردٍ بالنظر إلى المارة الذين فى نظره جميعهما نفس الشخص الضبابي، يحاول جاهدًا الحصول على أى علاج من أجل حالته فكل مرة يعرض لموقف حرج ويجهل هوية الشخص الذي أمامه يُصيب بنوبة صراع ربما تصيب قلبه بصدمة من الخوف، مسكت “قُسم” ذراعه من سترته وتجذبه إليه فنظر “غفران” إليها وهى تسحب ذراعه إليها فقالت بجدية:-
_سألتك إذا كُنت مريض؟
فض يدها عن ذراعه بضيق شديد فحين يتعلق الأمر بمرضه ربما يتجنبها كزوجته التى تجنبها لسنوات ونظر للجهة الأخرى، أقتربت “قُسم” بعناد من مقعد “عُمر” الذي يجلس أمامها وربتت على كتفه بلطف وقالت:-
_ هو مريض؟
نظر “عُمر” لها فى المرآة الأمامية وقال بحدة صارمة كأنه إنسان ألى مبرمج على طاعة “غفران” فقط:-
_ أسف يا أنسة معنديش تعليمات بالكلام مع جنابك
تأففت “قُسم” بضيق من تسترهما على الأمر والغموض الشديد الذي يحرصان به على إخفاء الأمر فعادت بظهرها للخلف عاقدة ذراعيها أمام صدرها بحدة وقالت بتذمرٍ وعنادٍ:-
_ أصلا أنا غلطانة أنى سألتك فى دكتور ممكن اسأله
توقفت السيارة أمام المستشفي ففتح “غفران” باب السيارة لكي يترجل منها وقال بكبرياء متعجرفٍ:-
_ عرفني إذا جاوبك الدكتور عشان أمسح أسمه من الطب نهائيًا بتهمة الإفصاح عن معلومات المرضي
كزت على أسنانها من الغيظ وترجلت خلفه غاضبة من مكره وصرامته وركضت خلفه بخطوات سريعة حتى سارت بجانبه فقالت بهدوء:-
_ أنت ليه غليظ؟
توقف “عُمر” مُندهشًا من جراءتها وحدق بها كثيرًا بخوف مما سيفعله “غفران” بعد وصفها له بالغليظ، ضحك “غفران” بسخرية وألتف ليقف أمامها مباشرة ونظر إلى عينيها بحدة ثم قال:-
_ وأنتِ ليه عنيدة، ليكون فى علمك أنا مبكرهاش قد العند والتدخل فى شئون الغير
أستدار لكي يكمل طريقه فسأتوقفه هذه المرة بتذمر طفولي واضح فى نبرتها وعناد مُحمل بالنتقام كأنها ترفض أن ينتصر هو فى هذا الحديث تقول:-
_ معناه ليه بتتدخل فى شئوني
نظر “غفران” لها بدهشة لتبتسم بانتصار وتقدمت هى بخطواتها للأمام فضحك “عُمر” بخفة مما جعل “غفران” ينظر إليه بغيظ ليضع يده على فمه بحرج وقال:-
_ أسف، لكنها جريئة وعنيدة جدًا بتفكرني بحضرتك
نظر “غفران” إلى ظهرها وهى تسير وحدها فى الأمام وشعر بدقة فى قلبه مُختلف كأن كـ “عُمر” تمامًا مُندهشًا من جراءتها معه ومعاملتها العفوية معه حتى عنادها وطريقة انتقامها فى الحديث جميلة كوجهها الذي لم يغادر ذاكرته حتى الآن……
__________________________
انتهي الجميع من جلسة قراءة السيناريو فى غرفة الأجتماعات ليغادرون الغرفة فاستوقفها “عفيفي” بقوله الساخر:-
_ استغربت أنكِ جيتي جلسة القراة مع أن أخر مرة حسستني أن غفران هيقتلك لو خرجتي من القصر بدون علمه
ألتفت “كندا” إليه وقالت بعناد والغضب يتملكها بعد أن رأت زوجها مع أخرى:-
_ ومين قال أنه بدون علمه، أنا واثقة ان عنده علمه بوجودي هنا دلوقت لأن جواسيسه مبيرفعوش عينيه عني
أقترب “عفيفي” نحوه ثم رفع يده إلى وجهها يهندم خصلات شعرها بدفء وعينيه تتفحص كل أنش فى وجهها:-
_ لكن اكوني واثقة برضو أن هنا مفيش عيون عليكِ غير عيوني أنا
رمقته “كندا” بهدوء شديد وقلبه ممزوق من خيانة “غفران” لها وقسوته فى التعامل معها، سألته مُحتارة:-
_ هو أنا وحشة؟ متحبش؟
ضحك بعفوية على سؤالها وبدأت عينيه تترك تفاصيل وجهها وتنخفض للأسفل مُعجبًا بكل تفصيلة بها وقال بنبرة أكثر هدوءًا ونعومة:-
_ مستحيل، أنتِ فرسة وزى ما بيقوله بالبلدي تحلى من على حبل المشنقة يا كندا، مُتخلف مين دا اللى يملكك ويسيبك تسألي نفسك السؤال دا؟
أبتلعت لعابها من طريقته فى التعبير عن جمالها وشعرت أنه يلمح لشيء أكثر خطورة فألتفت لكي تغادر الغرفة بينما تقول بحدة:-
_ أنا همشي
مسك ذراعها بقوة وسحبها ليُعيدها أمامه وأقترب أكثر يحاصرها فى الحائط وقال بلطف ونبرة خافتة:-
_ خليكِ معايا لو غفران قاتل أنوثتك أنا ممكن….
قاطعته “كندا” بحدة صارمة من كلماته القذرة:-
_ أنا قفلت الباب دا من زمان يا عفيفي، اتفقنا أكون لك بطلة أفلامك وبس وأى حاجة تانية تتدفن وحتى متبوحش بيها بينك وبين مرايتك لأن حتى مرايتك ممكن تخونك
دفعته بأشمئزاز شديد وسارت تجاه الباب ليغضب من معاملتها له كأنه جزءًا من القمامة وقال بانفعال شديد:-
_ ليه غفران؟ ليه هو؟ ليه تحبيه الحُب دا كله وأنا تسيبنى كأني زبالة أو مستعيرة مني
تنهدت بغلاظة حادة من حديثه الدائمة عن رغبته بها كامرأة وقالت بانفعال أفقدها أعصابها وقلبها يكفيه خيانة “غفران”:-
_ تاني، لأن غفران اتجوزني فى حين أن الزبالة اللى بتتكلم عنها رفض يتجوز واحدة سلمته نفسها وعاملها على أنها زبالة دلوقت بقيت حلوة وهتموت وتشم رائحتها
أقترب أكثر منها وقال بضيق:-
_ وقتها كُنت….
قاطعته بحدة صارمة وعينيها تلتهب من الغضب والحسرة:-
_ وقتها ودلوقت كنت أناني وبس مبتفكرش غير فى اللى أنت عايزه وبس يا عفيفي
غادرت من المكتب غاضبة جدًا وحاولت كبح دموعها حتى وصلت إلى سيارتها وصعدت بها لتنفجر فى البكاء بضيق شديد مما تحمله من شعور بداخلها فتمتمت بوجه ويديها تضرب قلبها بقوة:-
_ أنتِ السبب يا كندا، أنتِ السبب
أنهارت فى البكاء وهى تتكئ برأسها على المقودة وتشرد بذكريات الماضي مع “غفران”، جهشت فى البكاء بصدمة قاتلة حين استيقظت من نومها ووجدت نفسها فى الفراش وبجوارها “عفيفي” والغرفة قذرة من ملابسهما الفوضي العارمة بها وزجاجات الخمر بكل مكان فتشبثت بالغطاء تخفي جسدها العاري ولا تتذكر كيف حديث وماذا حدث؟ لكن الشيء الوحيد الأكيد لها هى أنها أقامت علاقة كاملة مع هذا الرجل الموجود جوارها عاري الجسد مثلها مما جعلها تفزع وبدأت تصرخ بجنون ليستيقظ “عفيفي” لها وقال:-
_أهدئي يا كندا، اللى يشوفك كدة يقول أن أنا اللى رميت نفسي عليكي ولا أجبرت
_ أنت عارف أنت عملت أي؟ أنت فضحتني؟
قالتها بفزع مما جعله يشعل سيجارته ببرود ثم سار بعيدًا عنها وقال بحدة:-
_ فضحتكِ!!، متكبريش الموضوع يا كندا
أقتربت منه غاضبة وقالت بصراخ:-
_ أنت هتستعبط، أنت لازم تتجوزني
دفعها بعيدًا عنه بأشمئزاز مُندهشًا من طلبها وقال بسخرية:-
_ جواز أي أنتِ هبلة، دا أنا لو هتجوز كل واحدة عملت معها كدة يبقي هتسجن بتعدد الزوجات اللى يزيد عن 15
أتسعت عينيها على مصراعيها من هول الصدمة وأخذت حذاءها فى يدها مغادرة الغرفة بصدمة ألجمتها ولا تعرف ماذا تفعل أو كيف تتصرف فى هذه الكارثة؟ وصلت لمنزلها بصعوبة فى تلك الليلة لكنها صُدمت بالأمر الأكثر رعبًا حين وجدت “غفران” هذا الشاب المتهور بعفوية يقف فى حديقة منزلها ويصنع لها قلبًا من الشموع والزين مُرتديًا بدلته السوداء لتُزيده أكثر وسامة ويحمل بين يديه باقة من الورد الأحمر فأقتربت أكثر منه بعد أن جففت دموعها لتراه يبتسم أكثر وأكثر بوسامة وسعادة تغمره ثم قال:-
_اتأخرتِ أنا مستنياكِ من بدري
لم تفهم شيء حتى وصلت أمامه ليقول “غفران” بسعادة تغمره:-
_ أنا شاب لسه فى بداية حياته لكن الشاب دا عايز يدخل حياته وصراعها ويحارب فيها معاكِ وبكِ يا كندا، عايزكِ تكوني سيفي فى حرب الحياة وقوتي فى اللى جاي، أنتِ البنت الوحيدة اللى خطفت قلبي من صوتها، تتجوزني؟
لم تستوعب الأمر فظلت تحدق به مذهولة من هذا الأمر…..
فتحت عينيها على صوت دقات على النافذة وكان طفل صغير ملابسه متسخة وشعره فوضوي يبيع المناديل لتستشيط غضبًا وأنطلقت بسيارتها بعيدًا مُتجاهلة هذا الطفل….
________________________
وضعت “قُسم” قبلة على جبين والدها النائم وغاردت الغرفة وبدأت تبحث عن مكان “غفران” بعينيها ثم أوقفت ممرضة لتسأل عن مكان “غفران” باللهجة الأنجليزية فأجابتها الممرضة بمهارة لكنها لم تفهم وتعابير وجهها كانت تائهة جدًا للمرضة فأخذتها إلى قسم الأشعة مما أدهشها حين رأت “غفران” مُرتدي زى المرضي ونائم على جهاز الأشعة ويجري أشعة على المخ فشعرت بغصة فى قلبها من الخوف أن يكون قد أصابه شيء خطير وهو السبب فى تواجده هنا، ظل ينقل مع الممرض من مكان للأخرى حتى أستغرق الفحص أكثر من ساعتين وخرج أخيرًا مع الممرض ليراها جالسة فى غرفته تنتظره ولولا فستانها ما كان علم من هى؟،ساعده الممرض على الصعود على الفراش ثم غادر، أقتربت “قُسم” منه وكان تي شيرته الأزرق مبلل بالعرق ووجهه شاحبًا جدًا لا يقوى على الجدال معها، مُنهكًا جدًا، رفع قدميه ليتسلقي على الفراش فوضعت الغطاء عليه وقالت بلطف:-
_ أنت كويس؟
لم يُجيب على السؤال وأغمض عينيه بتعب مُنتظر قدوم “عُمر”، جلست على حافة الفراش بجانبه وأخذت مناديل ورقية من فوق الكومود وبدأ تمسح حبيبات العرق عن جبينه ووجنته ففتح عينيه بتعب حين شعر بيدها وكانت قريبة منه وهادئة على عكس الصباح عنيدة وغاضبة وترد الكلمات له كالحرب، تنهد بتعب شديد فقالت “قُسم”:-
_ لو احتجت أى حاجة متتحرجش تطلب منى؟ على الأقل أرد لك شوية من اللى عملته معايا
كان يشعر بدوران شديد فى رأسه وخصيصًا بعد الجلسة السريرية التى قام بها خلسًا قبل أن تأتي “قُسم” فحرك يده للأعلى ليمسكها “قُسم” بلطف فقال:-
_أهدئي، بس أسكتي شوية
كان يبدو عليه التعب فلم تتعجب من طلب صمتها لتكفى عن الأزعاج له، هندمت الغطاء عليه جيدًا ثم وقفت تحاول سحب يدها من قبضته لكنه أحكم غلقها مُتشبثًا بها فظلت محلها جالسة قُربه ليُتمتم “غفران” بتعب:-
_ ليه الأمل يتسرق مننا بعد ما نجري وراءه؟
لم تفهم قصده وهو يُحدثها عن وجهها الذي رآه وبعد أن بحث عنها كالمجنون ووجدها سُرق منه هذا الوجه، لم تعرف سبب حديثه لكن الشيء الوحيد الذي تأكدت منه أنه يعاني من شيء قوى سُرق منه؟ ربما مريض بمرض خطير كما تسمع؟ فربتت بإشفاق على يده المُمسكة بيدها الأخرى وقالت بدفء:-
_ عشان ندور عليه تاني، عشان بنفضل نجري وراء ومنكسلش
فتح عينيه ناظرًا بها ثم قال بتهكم شديد:-
_ خليكِ يا قُسم، خليكِ هنا، أديني بس خمس دقائق كمان
أومأت إليه بنعم ثم قالت:-
_ أكيد
غاص فى نومه من التعب وتلقي جرعة من العلاج، صُدم “عُمر” مما سمعه من الطبيب فقال بصدمة مذعورًا باللهجة الفرنسية:-
_ يعنى أي؟
_ يعنى للأسف الحادثة الأخير والخبطة اللى حصلت فى الرأس كان نتيجتها سلبية على حالة أستاذ غفران وأساءت حالته أكتر من قبل والنهار دا بعد ما شوفت نتيجة الجلسة السريرية اللى عملنا ومحصلش أى تأثير أصبحت حالة أن يرجع يشوف من تاني مستحيل والمرة دى مبقاش فيها أى أمل عشان كدة رجاءًا خليه يكتفى بدفع أمواله الهائلة كتبرعات للمركز الطبية ومركز التجارب لأان وقتها مش هيكون عندنا علاج لمساعدته حسب البند المذكورة فى عقدنا
قالها “ألبيرت” بالفرنسية مما أعجز “عُمر” عن الرد وقد باتت كل الماحولات فاشلة وأصبح الأمل الآن كالسراب بسبب الحادثة مما جعله يخشي من رد فعل “غفران” وكيف سينتقم من “كندا” وهى سبب هذا الحادثة ولو مقابلتها مع “عفيفي” ما كان غادر الشركة أو قاد سيارته وحده، سأل “عُمر” بقلق لعل يجد أمل:-
_ ولا حتى قُسم، هو قدر يشوفهامن قبل، ربما مع الوقت يقدر يشوفها تاني
_من البداية كن رؤيته ليها مجرد معجزة وبعد الضغط على المنطقة المُصابة بقي مستحيل حتى المعجزة دى تحصل
عاد للغرفة حزينًا وخائفًا لا يعلم كيف سيخبره أنه الآن أصبح عمي الوجوه مرضه الذي لا علاجه له أكثر من السرطان وأى مرض أخر، رأه يجلس على الفراش وبجواره “قُسم” وقد عادت اليوم أيضًا للأطمئنان عليه، رأها تُطعمه بيدها كأنه طفل صغير ففتح الباب وقال:-
_صباح الخير
نظر “غفران” له بجدية وقال:-
_ سيبنا لوحدنا يا قُسم رجاءً
نظرت لكلاهما ثم غادرت الغرفة فسأل “غفران” بقلق:-
_ النتيجة ظهرت؟
حدق “عُمر” به وهو لا يعلم كيف سيخبره بحديث الطبيب؟ فأبتلع لعابه بصعوبة بالغة من الخوف مما جعل “غفران” يشعر بالخوف والقلق معًا حينما ألتزم “عُمر” الصمت مُطولًا……..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى