روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثامن 8 بقلم نور زيزو

موقع كتابك في سطور

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثامن 8 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الجزء الثامن

رواية غفران هزمه العشق البارت الثامن

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الثامنة

رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الثـــامــن (😎
___ بعنــــوان ” أرتدي سهم المرض لي ” ___
تحدثت “قُسم” بلطف مُصطنع مُحرجة من والدتها:-
_ أعمل أي يا ماما، باب العربية كان فيه حديدة دخلت فى أيدي مشوفتهاش ، يلا الحمد لله على كل حال
تنهدت “صفية” بأريحية على طفلتها ثم قالت:-
_ ماشي ، انا هقوم أحضر العشاء يكون قاسم جه من الدرس كمان
نظرت “قُسم” حولها بدهشة من غياب أخاها فقالت بمرح:-
_ صحيح، هو فين؟ هو فك الجبس ولا أي؟
أجابتها “صفية” وهى تقف فى المطبخ بصوت مرتفع:-
_ اه راح الصبح مع صاحبه فكه ورجع نام شوية وصحي على العصر ذاكر وعمل الواجب قبل ميعاد الدرس، الواد دا مغلبني معاه مش قادرة عليه يذاكر بضمير عشان مُستقبله، لا … يصحي يقرأ الملزمة ويحل الواجب قبل الدرس بساعة وكدة يبقي كتر خيره
تحدثت “قُسم” بجدية صارمة تقول:-
_ مفيش الكلام دا، أبنك لازم يتشد عليه عشان مستقبله، أمال هيعمل السنة الجاية شهادة
دلفت إلى غرفتها مُنهكة لتبدل ثيابها الملوثة بالدماء فجلست على الفراش بعباءة البيت الوردي بنصف كم ونظرت إلى ملابسها وأثر الدماء عليها لتتذكر وجه “غفران” وهو يعالج جرحها قدر المُستطاع بلطف فى حين أنه كان غاضبًا كالثور الهائج فى وجه زوجته، وضعت يدها على قلبها بحيرة من امرها والخوف تسلل إلى جوفها وقلبها من القادم لكنها لا تملك خيار أخر، ظهور “غفران” كطوق النجاة لها من أجل علاج والدها والديون الموجودة على عاتقها، لا خيار فى الهرب من هذا العمل فتحلى عقلها بالصمود وقلبها بالقوة لأجل الاستمرار من أجل قشاوة الحياة، وضعت الملابس بلا مبالاة فى صندوق الملابس المتسخة وخرجت إلى والدتها تساعدها فى المطبخ، وقفت تغسل الأطباق الموجودة فى الحوض لتسمع صوت “صفية” تقول:-
_ أنا بكرة هروح أدفع مصاريف المستشفى وأطمن على أبوكِ
أومأت “قُسم” لها بنعم لتسرع “صفية” لها بهلع تمنعها من وضع يدها فى الماء لتقول:-
_ أنتِ مش وعيك ولا أي، حد أيده متخيطة يحطها فى مياه كدة، ما لكِ يا قُسم جرا لعقلك أي؟
نظرت “قُسم” إلى وجه والدتها بحيرة والفوضي العارمة بداخلها الآن تنهش بكيانها كالدودو ببطء شديد، أبعدتها والدتها لتقول بحدة:-
_ روحي حطي الأطباق على السفرة ومالكيش دعوة بالمواعين دى؟، يلا أمشي هتفضلي متنحة فى وشي كدة
أخذت “قُسم” الأطباق وخرجت لتسمع إنذار هاتفها مُستلم رسالة جديدة بأشعار تطبيق المراسلة (واتس اب)، كانت مُدركة من قبل أن تراها أن هذا أما “حازم” أو “غفران” وليس ثالث لهما، فتحت الهاتف وكان كما توقعت رسالة من “غفران” يسأل عن حالها قائلًا
( _ عاملة أى دلوقت، أنا أسف جدًا على اللى حصل)
كتبت رسالة إليها بهدوء ولا تعلم سبب أنجذابها للرد عليه وضعفها لرفض الرد أو تجاهله
( _ أحسن الحمد لله، بالعكس أنا اللى أسفة أنى عطلتك معايا اليوم كله)
بدأت الرسائل فى الذهاب والعودة بينهما مُجيبين على بعضهما
( _ عطلتيني أي بس، اللى يغلط لازم يستحمل غلطه وأنا اللى كسرت الفنجان وأنا برضو اللى وقعتك عليه فالغلط كله عليا )
نظرت “قُسم” حولها بقلق أن تأتي والدتها وعادت للنظر إلى الهاتف وكتبت رسالة جديدة إليه
( _ عادي ولا يهمك أنا مقدرة الموقف اللى كنت فيه، طبيعي لحد أعترض للخيانة حسب ما فهمت، أنا كمان لو أتعرضت لنفس الموقف ممكن يكون ردي أكبر من كدة )
أتسعت عيني “غفران” بصدمة ألجمته من كلمتها الأخيرة، أدرك أنها فهمت أنه تعرض للخيانة من زوجته ولسانه الذي باح بهذا الأمر أمامها ليلقي بالهاتف على سطح المكتب بغيظ شديد ووقف ينظر إلى الحديقة من خلف الجدران الزجاجي بشرود قاتل، يمزقه الفكر خصيصًا أن أفكاره كلها سيئة وغليظة، خيانة “كندا” التى باتت واضحة أمامه و”قُسم” التى تجرأت على التحدث عن امر خاص هكذا بعفويتها البريئة، فكر فى معاقبتها على تخطي الأمر لكنه لا يملك عقاب لها سوى منعها من القدوم إلى القصر وهذا يعنى أنه لن يراها أبدًا وهذا العقاب سيحل به هو وليس هى فقط….
تعجبت “قُسم” لتأخره فى الرد على رسالتها الأخيرة، أغلقت الهاتف سريعًا عندما فُتح باب الشقة لترى “قاسم” عاد للمنزل وخرجت والدتها بطاجن المكرونة البشاميل وجلسوا ثلاثتهما يتناولوا العشاء معًا وعقلها شاردًا وعينيها تمقن الهاتف من تارة إلى أخرى مُنتظرة رسالته ليقتل الهاتف صمته الساكن وأعلن عن أستلم رسالة فأخذته بلهفة جعلت “صفية” و”قاسم” ينظران إليها من لهفتها عليه ، وجدت رسالة من “حازم” وكأنها جاءت لتنقذ أمر لهفتها أمامهما فقالت بهدوء وهى تغادر السفرة:-
_ حازم
أدارت الهاتف لهما مبرر سبب لهفتها لترى والدتها اسم “حازم” ، دلفت “قُسم” للشرفة الخارجية وتنفست الصعداء بأريحية من نجاحها فى التخلص من عيني والدتها، قرأت رسالة “حازم” وكان محتواها
( _ أنتِ غيرتي لون الصالة من غير ما تقوليلي ليه؟)
تنهدت بضيق وأتصلت به بعد قرأت الرسالة فقالت:-
_ أي يا حازم
أجابها الطرف الأخر بضيق واضح فى نبرته الحادة:-
_ أنا اتفقت معاكِ على اللون الجيري للصالة، أروح النهار دا مع أمى ألاقي الراجل عامله فانيليا وقولي أنكِ طلبتي منه دا
تنهدت بأختناق من نبرته وأحتدت نبرتها ككلماتها حين تحدثت “قُسم” بضيق قائلة:-
_ قُلتلكَ يا حازم الجيرى هيضيق الصالة لأن فى الأصل مساحتها صغيرة والفانيليا لايت حلو وهيوسعها ومسمعتش مني، وأفتكر انى كذا مرة قُلت أنى دى شقتي أنا من حقي أعمل فيها اللى يعجبني لأن ببساطة أنا اللى هعيش فيها مش الست الوالدة، مرات خالي على عيني ورأسي لكن فهمها تبطل تتدخل فى حياتي بالشكل دا
تنحنح “حازم” بضيق عاجزًا عن الرد بسبب وجود والدته بجانبه فى الشقة وفهمت “قُسم” هذا الأمر لتقول بجدية:-
_ هى جنبك؟!!، متصل بيا تتخانق وأنت قاصدها عشان تثبت لها أنكَ مسيطر فى العلاقة دى ولا عشان تحرجني أنا قصاده، على كلا مش فارقة كتير أنا عملت اللون الى عاجبني فى بيتي اللى أنا هعيش فيه ووصلها تبطل تتدخل فى كل حاجة تخصنا لأن دى حياتنا إحنا وأنا فاض بيا التصرفات دى … سلام لما تبقي فاضي تكلمني وأنت لوحدك أبقي أتصل
أغلقت معه الخط بضيق ونظرت إلى الشارع بحيرة من أمرها ….
__________________________
[[ قصـــر الحديدي ]]
تسللت “كندا” من باب المطبخ الخلف وهى تملك هاتفها فى يدها الذي يرن برقم “عفيفي” ووقفت مُختبئة خوفًا من “غفران” الذي أنقلاب عليها لتُجيب عليه بضيق قائلة:-
_ مش كنسلت عليك مرة وأتنين وعشرة، أنت عايز توديني فى داهية
_ داهية!!
قالها “عفيفي” على السماعة مُندهشة من طريقتها ونبرتها الخافتة بخوف لتقول بحدة تهمس إليه:-
_ غفران شاكك فيا، متتصلش تاني وأنا لما أعرف أتصل بك هأتصل
تأفف “عفيفي” بضيق من تصرفها حتى أنها سمعت الأففة بوضوح ثم قال بجدية:-
_ ماشي يا كندا وأنجزي فى موضوع الفيلم عشان لو هتفضلي بالحال دا وكل شوية تقرفني بغفران هشوف بطلة غيرك، ما هو أنا مش هعيش عمري كله على قرار سي غفران بتاعك
_ أمممم حاضر، هجيلك بعد بكرة الساعة 3، غفران بيكون مشغول مع نالا ودروسها … يلا سلام بقي
قالتها بضيق شديد وأغلقت الخط ثم مسحت المكالمة من سجل المكالمات ودلفت للداخل بذعر قبل أن يراها أحدها …..
________________________
[[ شــركة الحديدي ]]
دلف “عُمر” إلى المكتب بصحبة رجل خمسين يرتدي قميص أبيض بخطوط سوداء وبنطلون أسود سمين قليلًا ليقول:-
_ صابر، السواق اللى حضرتك طلبته
رفع “غفران” نظره إلى هذا الرجل وكان وجهها كالمعتاد ضبابي ولا يرى منه شيء فلم يهتم كثيرًا ليقول :-
_ عرفه التعليمات كويس والمطلوب منه وسلمه عربية جديدة لـ قُسم وعرفوا مواعيدها وهيجيبها منين ويوصلها فين؟
أومأ “عُمر” إليه بنعم ثم غادر المكان فى صمت تاركًا “غفران” مندمج فى عمله كالمدمن وهو الشيء الوحيد الذي يشعر بالأمان به، بل خوف أو تردد من عيون الناس، لن ينظر إليه أحد بأشمئزاز ويتساءل أحد عن غموضه وتجاهله للأشخاص الموجودين من حوله، نظر فى ساعة يده الفضية المرصعة بالألماس وكانت الثانية عشر ظهرًا وبعد ساعتين تقريبًا ستأتي “قُسم” إلى قصره من أجل موعدها مع “نالا” لكن هذه المرة تعمد “غفران” البقاء فى الشركة والهروب من لقاءها ……
________________________
ركضت “قُسم” إلى المستشفي بعد خروجها من المدرسة من أجل اتصال والدتها لتراها تقف هناك تبكي مع الطبيب ففزعت خوفًا أن يكون اصاب والدها المريض شيء فسمعت الطبيب يُحدث والدتها قائلًا:-
_ إحنا عملنا كل اللى نقدر عليه لكن صدقيني هو مش هيقدر يستني دوره على نفقة الدولة، جميل محتاج العملية دى ضرورى فى أسرع وقت ممكن ولازم نلقي قلب
غادر الطبيب بعد حديثه المُخيف لتربت “قُسم” على كتفي والدتها بحزن ودموع تلألأت فى جفنيها خوفٍ من فقد والدها، يقتلها الوجع من رؤية والدها يصارع الموت وهى عاجزة أمامه على فعل أى شيء له فدلفت إلى غرفته بعد أذن من الممرضة وكان جسده مُحاط بالأجهزة الطبية وهو غائبًا عن الوعي لتترك العنان إلى دموعها حتى تنال حُريتها فى السقوط والهروب من أسرها فقالت ببكاء:-
_ أعمل أي؟ بابا رد عليا؟ أعمل أي ؟ أديك قلبي طيب
جهشت فى البكاء بينما تجلس جواره وتأخذ يده فى يديها الأثنين تتشبث بهما بضعف وجسدها الهزيل قد تخلى عن صموده الآن، تمتمت بضعف وصوت واهن:-
_ أنا شيلت كتير يا بابا على أمل أنك تخدني فى حضنك من تاني، أرجوك وحياة غلاوة قُسم عندك ما تعمل فيا كدة وتمشي، أنا أستحملت كل التعب دا عشان خاطرك وعلى أملك متسرقش منى الأمل دا، أنا ماليش غيرك سند فى الدنيا دى، أوعى تكسر ضهري أو تسيبني من غير سند فى الدنيا دى
أنهارت من البكاء فوضعت رأسها على صدر والدها بحزن شديد تفرغ كل ضعفها بين أحضانه حتى تستمد القوة منه لأجل البقاء فى محاربة الحياة …..
_______________________
سقط القلم من يد “غفران” بصدمة ألجمته حين وقف من مقعده مُصدومٍ وقال بتمتمة لا يُصدق :-
_ خرجت من القصر
_ للأسف، الحارس شافها فى الكاميرا وهى بتخرج ولابسة لبس من بتوع الخدم وركبت عربية أوبر قدام القصر
قالها “عُمر” بضيق شديد ليصرخ “غفران” بغيظ شديد:-
_ وأزاى الأوبر دا دخل الكمبوند هاااا، وأزاى المُتخلف دا ممنعهاش
قالها بضيق شديد وهو يأخذ هاتفه من فوق المكتب ليغادر المكتب منُسرعًا كالمجنون وفى عقله فكرة واحدة أنها ذهبت لتخونه من جديد ولم تتحمل البُعد عنه ، صعد بسيارته كالمجنون وقادها بنفسه دون أن ينتظر “عُمر” الذي صعد بسيارته مع “سمير” خلفه، قاد بسرعة جنونية ولسانه يتمتم بخيبة وخنجر الخيانة يمزقه من الداخل:-
_ كدة يا كندا، برضو بتخونيني ….. والله لأقتلك المرة دى
كان يقود كالمجنون وتخطي بسرعته 220 مما جعل سيارته كالصاروخ المُنطلق على الأرض يطويها طيٍ، حصل على الكثير من المخالفات برداد لكنه لا يبالي لأى شيء حتى مرت من جاورة درجة نارية بها شابين وكاد أن يدهسهما؛ ليُدير مقودته مُتجنبهما فأصطدمت السيارة بحافة الطريق لتُدمر كليًا وباتت تشبه عبلة دهسها المارة بأقدامها، ترجل “عُمر” من السيارة كالمجنون والدخان يخرج منها بغزارة وتجمع الجميع حوله وتوقفت بعض السيارات، أخرجه “عُمر” مع “سمير” بصعوبة والدماء لوثت وجهه كاملًا ولحُسن حظه أن السيارة أنفجرت بعد أن خرج، تنهد “عُمر” بذعر وهو جالسًا على الأرض من أنتفاضته بسبب الأنفجار، حمل “غفران” إلى سيارته وأنطلق كالمجنون به إلى أقرب مُستشفي بخوف مع “سمير” ….
_ عند ارتجاج بسيط، الحمد لله مفيش حاجة خطر
قالها الطبيب بعد فحصه ليتنهد “عُمر” بأريحية رغم خوفه من جلب “غفران” إلى المستشفي وقد يُكشف مرضه من أشعة المخ، اتصل بعائلته ليخبرهما بالحادثة خوفًا من غضب والدته الصارمة وأثناء حديثه رأى “كندا” تدخل من باب المُستشفي ليسرع إلى غرفة “غفران” وقال بهدوء:-
_ مدام كندا تحت
كان خائفًا أن يفضح أمره أمام “كندا” فأخبره بهوية المرأة التى ستدخل الآن إلى غرفته ليغضب “غفران” بحدة وإذا رآها الآن سيقتلها حقًا…
وصلت “قُسم” للطابق الأول مع والدتها مغادرة المُستشفي حتى أستوقفها حديث الممرضة تقول:-
_ مش عايزة المستشفي تتقلب بيقوله أن الرجل اللى جه فى حادثة من شوية رجل مهم فى البلد
أجابتها الأخرى بدهشة من رؤية شخص مثله هنا تقول:-
_ أيوة غفران الحديدي، دا راجل ملياردير بقوله أن ملِك العربيات فى الشرق الأوسط كله
أتسعت عيني “قُسم” بفزع شديد لا تعلم سببه رغم أنها غاضبة منه بسبب تجاهله لرسالتها لأيام، أستدارت إلى والدتها تقول بهدوء:-
_ أقعدي أستنيني هنا، أنا نسيت تليفوني عند بابا هجيبه وأجي على طول
أومأت “صفية” بحزن مُخيم على قلبها وصدرها بسبب حالة زوجها، هرعت “قُسم” إلى الممرضة تسأل عن غرفته وأخذت الدرج بسبب زحمة المصعد، دقت باب الغرفة ودلفت لتراه وحيدًا بها وجالسًا بالفراش وحول رأسه شاش طبي فنظر “غفران” نحوها بضيق وغضب يفتت قلبه وصدره فقال بضيق:-
_ جيتي ليه؟ ما تروحي تكملي نجاستك معاه، مرة تانية بقطع لحظاتكم بس سؤال أنتِ بتحسي بأيه وأنتِ بتخونيني معاه هااااا
صرخ بقوة جعلتها تنتفض من أرضها وشهقت بينما عينيها تحملق به بدهشة عن أى خيانة يتحدث ومن هذا الذي ذهبت إليه؟ لم تفهم شيء فأقتربت خطوة وكادت أن تسأله عن معني كلماته فقال بحدة صارمة:-
_ أنا هقتلك يا كندا، هقتلك على كل لحظة خونتني فيها ودُستي على كرامتي وكبريائي ورجولتي، هقتلك على الزن اللى بتعمليه ومش هأخد فيكي يوم واحد
لم تفهم لما حديث معها عن زوجته وعيونهما قد تقابلت بوضوح فى نظرة طويلة لتدمع عينيها بألم من رؤيته مكسورٍ وجريحٍ هكذا، صرخ بوجهها وهو يقول:-
_ أطلعي برا، وفكرى فى مكان تهربيه فيه قبل ما أخرج من هنا ، أطلعي برررررا
فتح باب الغرفة ودلف “عُمر” غلى الغرفة على صوته العالي ليُصدم عندما سمعه يقول:-
_ أنتِ خاينة يا كندا والخاينة بتموت ويا ويلكِ من وشي التاني، أنا غفران الحديدي
أتسعت عيني “عُمر” على مصراعيها من كلماته بينما “قُسم” من تقف أمامه وشعر أن أمره قد فضح أمامها ليقول بتلعثم:-
_ أنسة قُسم
ألتفت “قُسم” إليه باكية وتمتمت بحزن شديد:-
_ أنا كنت عايزة أطمن عليه
أتسعت عيني “غفران” على مصراعيها بصدمة ألجمته كليًا من سماع صوتها الذي ميزه بوضوح وقد أدرك أن من تقف أمامه هى “قُسم” وقد قتلته الصدمة من وجهها الذي بات ضبابي الآن وهذا الوجه الوحيد الذي رآه فى حياته فأدرك أن هذه الحادثة سرقت منه وجه “قُسم” كما سرقت الحادثة السابقة وجوه الجميع منه، هرعت إلى الخارج بخوف مما سمعته وصراخه الذي أفزعها مع تهديد القتل، مع خروجها دلفت “كندا”، منعها “عُمر” من الدخول وظل مع “غفران” وحدهما فى الغرفة ينظر إليه بصمت، تحدث “غفران” بهدوء شديد:-
_ كلم الدكتور فى فرنسا يا عُمر وسيبني لوحدي دلوقت
أومأ إليه بنعم وغادر الغرفة وكان حارسه الشخصي قد وصل فأمره ألا يجعل أحد يدخل الغرفة نهائيًا
___________________________
[[ قصــــــــر اللؤلؤ ]]
فزعت “نورهان” من فراشها بعد أن القت عليها “رزان” خبر حادثة “غفران” فقالت بفزع :-
_ غفران!! ، جرا له حاجة… اجري خليهم يجهزوا العربية
أومأت “رزان” بنعم وقالت بقلق:-
_ أنا طلعت لحضرتك الهدوم ومستعدين
ترجلت “نورهان” من الفراش بقلق فرغم حجود قلبها ألا أن هذا القلب الغليظ هو قلب أم تخشي الخدش على أطفالها، أرتدت ثيابها وأستعدت للرحيل فرأت “تيا” تفتح باب السيارة وتصعد معها فقالت بهدوء:-
_ خُديني معاكِ يا ماما
نظرت “رزان” التى تحتل مقعد السائق إلى الخلف حيث “تيا” رافضة رفضًا قاطع وجود “تيا” بالسيارة حسب تعليمات “نورهان” الصارمة فأومأت “نورهان” بقلق وقالت:-
_ أتحركي يا رزان
قادت السيارة إلى المستشفي حيث “غفران” لتقول “نورهان” بضيق:-
_ أمال جوزك فين؟ هو مش المفروض اللى مرمي فى المستشفي دا أخ مراته ولا هو وجوده زى عدمه، أطمن بس على أخوكي وبعدين أنا ليا تصرف مع أنس على طريقتي
قاطعتها “تيا” بخوف على زوجها من غضب والدتها الشراسة فقالت بترجي:-
_ لا يا ماما أرجوكِ متعملهوش حاجة
رمقتها “نورهان” بحدة وتأففت بضيق ثم نظرت للنافذة مُتحاشية النظر إليها ثم قالت بغيظ:-
_ أنا خبتي فيكِ أنتِ وأخوكِ ، واحد متجوز واحدة زبالة والتانية واخدة واحد مبيهموش ألا مصلحته وكله بسبب الحب وكل ما أتكلم مبسمعش غير كلمة بحبه وبحبها كتكم القرف
نظرت “تيا” إلى النافذة دون أن تجيب وتجادل والدتها الجادة وشخصيتها القوية سترفض الجدال تمامًا والإقناع بشيء هى لا تقبل به من البداية……
__________________________
كان “غفران” فى حالة من الصدمة التى خيمت على عقله مُنذ خروج “قُسم” من الغرفة، لا يستوعب هذه الحالة تمكن من رؤية وجهها والآن أصبحت كالبقية بلا ملامح أو وجه فى عينيه، لن يستطيع رؤية دموعها من جديد أو بسمتها وعينيها الخضراء، سُلب من عينيه كل شيء بفضل زوجته الخائنة مما جعله يكن الكثير من الغضب وأكثر بعد ما حل به وسرق الأمل من عينيه من جديد، دلف “عُمر” إلى الغرفة بهدوء وحده وكان معه ملابس جديدة لرئيسه وقال:-
_ أنسة قُسم كانت فى المستشفي وسمعت بوجودك أكيد من أى حد، باباها فى حالة حرجة مُتأخرة ومحتاج عملية زرع قلب فى أسرع وقت، الدكتور بيقول مش هيستحمل أسبوع كمان
كان “غفران” يستمع لحديثه وهو يقف فى المرحاض يبدل ملابسه فتابع “عُمر” بهدوء معلوماته التى جمعها:-
_ أنا هتصل أصلح الأمر معها وهقولها أن الحادثة دى سببت عمي موقت من الخبطة والموضوع أتحل بعد ساعات وهنتعمل زى ما بنتعمل مع أى حد
خرج “غفران” وهى يغلق أزرار قميصه بضيق ليقول:-
_ متكلمهاش لا، عملت اى مع الدكتور
_ اتكلمنا ودكتور ألبيرت حابب يشوفك أكتر وخدت ميعاد بعد بكرة بس موضحتش له أى حاجة عن حالة قُسم زى ما حضرتك أمرت ، هخليهم يجهزه الطيارة بكرة الصبح على طول
قالها “عُمر” بجدية ليفاجئه “غفران” بحديثه حين قال:-
_ أتصل به خليه يوصلك لدكتور قلب كويس وتأخد ورق اللى اسمه جميل دا وتبعته النهار دا قبل طول الشمس يكون عندي الجواب فيه أمل فى حالته ولا لا
اتسعت عيني “عُمر” على مصراعيها وهو لا يستوعب هذا الأمر ولما “جميل” وطبيب فى فرنسا فقال “غفران” مبرر طلبه لاول مرة إلى “عُمر” :-
_ دى الطريقة الوحيدة اللى هقدر أخد بيها قُسم لدكتور ألبيرت
قالها بحدة صارمة فسمع ضجة أمام باب غرفته تمنعه من استكمال الحديث…
وصلت “نورهان” إلى غرفته لترى الحارس يقف عليها و”كندا” بالخارج محلها مُنذ أن جاءت فقالت “نورهان” بحدة:-
_ الله يرحمني منكم ، عديني
_ ممنوع
قالها الحارس بوجه حاد أمام “نورهان” التى أتسعت عينيها على مصراعيها من هول الدهشة بسبب جراءة الحارس وشجعته للوقوف أمامها ومنعها من الدخول فقالت “كندا” بقلق:-
_ ومش عايز يدخلني أنا كمان، أرجوكِ خليني أدخل معاكِ أطمن على غفران، من ساعة ما جيت وأنا واقفة كدة
رمقتها “نورهان” بصدمة لكن صدمتها كانت بسبب منعها من الدخول فقالت بنبرة غليظة:-
_ قُلت ممنوع
_أرجوكِ يا دكتورة تتفهمي وضعي أنا هنا عبد المأمور، مُنفذ أمور رئيسي بس
قالها بترجي فى نبرته ألا تأذيه على جراءته وقبل أن تتحدث فُتح الباب ليخرج “غفران” منها وقال:-
_ نعم، مش جيتوا تطمنوا عليا، أنا كويس
قالها وأنطلق بطريقه للخارج مُتجاهل الجميع ومعه حارسه و”عُمر” مما أصاب “نورهان” بدهشة من تجلد ابنها وحتى محبوبته التى لطالما وقف أمام والدته لأجلها تركها خلفه فقالت بتمتمة:-
_ لا، دا في حاجة وكبيرة
_______________________________
جلست “ملك” فى الشرفة مع “قُسم” تحدثها عن “غفران” بقلق فقالت “ملك” بضيق:-
_ أنتِ غلطانة يا قُسم، مكنتيش روحتي شوفتيه أصلًا، أي يعني مُدرسة لبنته، دا أسمه عك
تنهدت “قُسم” بحيرة من أمرها وهى نفسها لا تفهم سبب ركضها إليه بمجرد سماعها لخبر أصابته، لاحظت “ملك” شرود صديقتها فى التفكير فقالت بتمتمة:-
_ اي روحتي بعقلك لحد فين؟
رفعت “قُسم” نظرها إلى صديقتها وقالت:-
_ مش عارفة يا ملك؟ مش عارفة القدر واخدني لحد فين؟ ربنا يستر، سيبك مني أنا، عملتي أي فى العريس اللى جالك؟
تنحنحت “ملك” بتوتر شديد ثم قالت بلطف:-
_ مرتاحتش له لما شوفته، تقيل كدة فى نفسه ودا شيء مش مريحني
أومأت “قُسم” لها بنعم وقالت بلطف:-
_ ولا يهمك يا حبيبتي ربنا هيعوضك وأكيد شايلك الأحسن، أنا هقوم أعمل شوية فشار وعصير
وقفت “قُسم” فقاطعها رنين الهاتف الخاص بـ “ملك” فأستدارت حتى لمحت الرقم مُسجل بقلب فقط دون أسم فرفعت نظرها إلى صديقتها التى توترت جدًا وقالت بتوتر:-
_ لا متتعبيش نفسم أنا همشي
غادرت المكان مُسرعة مما أدهش “قُسم” وخرجت خلفها بقلق فسمعتها تُجيب على الهاتف وتقول:-
_ أي يا أنس
تأكدت “قُسم” من شكوكها حول صديقها وأنها على علاقة برجل ولم تخبرها وقبل أن تواجهها أوقفها هاتفها الذي وصلته رسالة جمدت “قُسم” محلها وأتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وحدقت بالهاتف مُطولة مع أرتجف قلبها وجسدها وعينيها تحملق برسالة “غفران” الذي كان محتواها
( _ أنا عندي قلب لباباكِ ) ………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى